مستدرك الوسائل - ج ١٢

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٢

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

عليه وآله : أيما رجل رأى في منزله شيئاً من الفجور فلم يغير ، بعث الله تعالى بطير أبيض فيظل ببابه أربعين صباحاً ، فيقول له كلما دخل وخرج : غيّر غيّر ، فان غيّر والا مسح بجناحه على عينيه ، وان رأى حسناً لم يره حسناً ، وان رأى قبيحاً لم ينكره » .

[١٣٨٨١] ٤ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام ، انه قال : « لا يزال المؤمن يورث أهل بيته العلم والأدب الصالح ، حتى يدخلهم الجنّة [ جميعاً ](١) ، حتى لا يفقد فيها منهم صغيراً ولا كبيراً ولا خادماً ولا جاراً ، ولا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السيء ، حتى يدخلهم النار جميعاً ، حتى لا يفقد فيها منهم(٢) صغيراً ولا كبيراً ولا خادماً ولا جاراً » .

[١٣٨٨٢] ٥ ـ وعنه عليه السلام ، انه قال : « لما نزلت ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا )(١) قال الناس(٢) : كيف نقي أنفسنا وأهلينا ؟ قال : اعملوا الخير وذكّروا به اهليكم ، وادبوهم على طاعة الله ، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : ان الله تعالى يقول لنبيّه صلّى الله عليه وآله : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا )(٣) وقال : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا )(٤) » .

____________________________

٤ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٢ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : من أهل بيته .

٥ ـ المصدر السابق ج ١ ص ٨٢ .

(١) التحريم ٦٦ الآية ٦ .

(٢) في المصدر زيادة : يا رسول الله .

(٣) طه ٢٠ الآية ١٣٢ .

(٤) مريم ١٩ الآية ٥٤ و٥٥ .

٢٠١

٩ ـ ( باب وجوب الاتيان بما يؤمر به من الواجبات ، وترك ما ينهى عنه من المحرمات )

[١٣٨٨٣] ١ ـ العياشي في تفسيره : عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قلت : قوله تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ )(١) قال : فوضع يده على حلقه ، قال : كالذابح نفسه ، وقال : الحجال ، عن أبي اسحاق عمن ذكره : ( وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ ) أي تتركون .

[١٣٨٨٤] ٢ ـ الإِمام العسكري عليه السلام في تفسيره : « قال عز وجل لقوم من مردة اليهود ومنافقيهم ، المحتجبين لأموال الفقراء ، المستأكلين للأغنياء ، الذين يأمرون بالخير ويتركونه ، وينهون عن الشرّ ويرتكبونه » .

قال : يا معشر اليهود ، ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ )(١) والصدقات واداء الأمانات ( وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )(٢) ما به تأمرون وأنتم تتلون الكتاب التوراة الآمرة بالخيرات والناهية عن المنكرات المخبرة عن عقاب المتمردين و(٣) عظيم الشرف الذي يتطول [ الله ](٤) به على الطائعين المجتهدين أفلا تعقلون ما عليكم من عقاب الله عز وجل في أمركم بما به لا تأخذون وفي نهيكم عمّا أنتم فيه منهمكون » .

[١٣٨٨٥] ٣ ـ الطبرسي في مكارم الأخلاق : عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول

____________________________

الباب ٩

١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٤٣ ح ٣٧ و٣٨ .

(١) البقرة ٢ الآية ٤٤ .

٢ ـ تفسير العسكري عليه السلام ص ٩٤ .

(١ ، ٢) البقرة ٢ الآية ٤٤ .

(٣) في المصدر : « وعن » .

(٤) أثبتناه من المصدر .

٣ ـ مكارم الأخلاق ص ٤٥٧ .

٢٠٢

الله صلّى الله عليه وآله : « يابن مسعود ، لا تكونن ممن يهدي الناس الى الخير ويأمرهم بالخير ، وهو غافل عنه ، يقول الله تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ )(١) ـ الى أن قال عليه السلام ـ : يابن مسعود ، فلا(٢) تكن ممن يشدد على الناس ويخفف على نفسه ، يقول الله تعالى : ( لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ )(٣) » .

[١٣٨٨٦] ٤ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق عليه السلام : « من لم ينسلخ عن هواجسه ، ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها ، ولم يهزم الشيطان ، ولم يدخل في كنف الله(١) وامان عصمته ، لا يصلح ( له الأمر )(٢) بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأنه اذا لم يكن بهذه الصفة ، فكلما اظهر أمراً كان حجة عليه ، ولا ينتفع الناس به ، قال الله عزّ وجلّ : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ )(٣) ويقال له : يا خائن ، أتطالب خلقي بما خنت به نفسك ، وارخيت عنه عنانك ؟

وقال عليه السلام(٤) : احسن المواعظ ما لا يجاوز القول حدّ الصدق ، والفعل حدّ الاخلاص ، فان مثل الواعظ والمتعظ(٥) كاليقظان والراقد ، فمن استيقظ عن رقدته وغفلته ومخالفاته ومعاصيه ، صلح أن يوقظ غيره من ذلك الرقاد .

وأما السائر في مفاوز(٦) الاعتداء ، والخائض في مراتع الغي وترك الحياء ، باستحباب السمعة والرياء والشهوة والتصنع الى الخلق ، المتزيّي بزيّ الصالحين ،

____________________________

(١) البقرة ٢ الآية ٤٤ .

(٢) في المصدر : « لا » .

(٣) الصف ٦١ الآية ٢ .

٤ ـ مصباح الشريعة ص ٣٥٧ .

(١) في نسخة زيادة : « وتوحيده » .

(٢) في المصدر : « للأمر » .

(٣) البقرة ٢ الآية ٤٤ .

(٤) نفس المصدر ص ٣٩٥ .

(٥) في المصدر : والموعوظ .

(٦) مفاوز : جمع مفازة أي مهلكة ، وفوّز : أي هلك ( لسان العرب ج ٥ ص ٣٩٢ ) .

٢٠٣

المظهر بكلامه عمارة باطنه ، وهو في الحقيقة خال عنها ، قد غمرتها وحشة حب المحمدة ، وغشيها ظلمة الطمع ، فما افتنه بهواه ! واضل الناس بمقاله ! قال عزّ وجلّ : ( لَبِئْسَ الْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ )(٧) .

وأما من عصمه الله بنور التأييد وحسن التوفيق ، فطهر قلبه من الدنس ، فلا يفارق المعرفة والتقى ، فيستمع الكلام من الأصل ويترك قائله كيف ما كان ، قالت الحكماء ، خذ الحكمة من أفواه المجانين ، قال عيسى عليه السلام : جالسوا من يذكركم الله رؤيته ولقاؤه فضلاً عن الكلام ، ولا تجالسوا من توافقه ظواهركم وتخالفه بواطنكم ، فان ذلك المدعي بما ليس له ، ان كنتم صادقين في استفادتكم ، فاذا لقيت من فيه ثلاث خصال ، فاغتنم رؤياه ولقاه ومجالسته ولو كان ساعة ، فان ذلك يؤثر في دينك وقلبك وعبادتك بركاته ، فمن كان كلامه لا يجاوز فعله ، وفعله لا يجاوز صدقه ، وصدقه لا ينازع ربه ، فجالسه بالحرمة وانتظر الرحمة والبركة ، واحذر لزوم الحجة عليك ، وراع وقته كيلا تلومه فتحسر ، وانظر إليه بعين فضل الله عليه ، وتخصيصه له ، وكرامته إياه » .

[١٣٨٨٧] ٥ ـ فقه الرضا عليه السلام : « ونروي في قول الله : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ )(١) قال : هم قوم وصفوا بألسنتهم ثم خالفوا(٢) الى غيره ، فسئل عن معنى ذلك ، فقال : اذا وصف الانسان عدلاً [ ثم ](٣) خالفه الى غيره ، فرأى يوم القيامة الثواب الذي هو واصفه لغيره عظمت حسرته » .

[١٣٨٨٨] ٦ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي : قال : سمعت علياً عليه السلام ،

____________________________

(٧) الحج ٢٢ الآية ١٣ .

٥ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥١ .

(١) الشعراء ٢٦ الآية ٩٤ .

(٢) في المصدر : خالفوه .

(٣) أثبتناه لحاجة السياق .

٦ ـ سليم بن قيس الهلالي ص ١٦١ مع اختلاف يسير .

٢٠٤

يقول(١) : « منهومان لا يشبعان ـ الى أن قال ـ والعلماء عالمان : عالم يعمل بعلمه فهو ناج ، وعالم تارك لعلمه فهو هالك ، ان أهل النار ليتأذون بنتن ريح العالم التارك لعلمه ، وان اشد أهل النار ندامة وحسرة ، رجل دعا عبداً الى الله فاستجاب له واطاع الله فأدخله الجنة ، وعصى الله الداعي فأدخله النار ، بترك علمه واتباعه هواه » .

[١٣٨٨٩] ٧ ـ الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « ليلة اسري بي الى السماء رأيت جماعة تقرض شفاههم بمقاريض(١) النار ، كلما قرضت وفت(٢) فقلت : يا جبرئيل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء خطباء امتك ، يقولون ما لا يفعلون ، ويأمرون الناس بالبرّ وينسون أنفسهم » .

[١٣٨٩٠] ٨ ـ وعن جندب بن عبد الله ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « مثل من يعلم الناس الخير ولا يعمل به ، كالسراج يحرق نفسه ويضيء غيره » .

[١٣٨٩١] ٩ ـ نهج البلاغة : قال عليه السلام : « كان لي فيما مضى أخ في الله ، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه ـ الى أن قال ـ وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل ـ الى أن قال ـ فعليكم بهذه الاخلاق(١) فالزموها وتنافسوا فيها » .

[١٣٨٩٢] ١٠ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله صلّى الله عليه

____________________________

(١) في المصدر : سمعت أبا الحسن عليه السلام يحدثني ويقول : ان النبي (ص) قال .

٧ ـ تفسير أبي الفتوح ج ١ ص ١٠٥ .

(١) المقاريض : جمع مقراض ، وهو الآلة المعروفة بالمِقَصّ ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٢٧ ) .

(٢) وفي الشيء : كثر وتمّ ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٩٩ )

٨ ـ المصدر السابق ج ١ ص ١٠٦ .

٩ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٢٣ ح ٢٨٩ .

(١) في المصدر : الخلائق .

١٠ ـ الأخلاق : مخطوط .

٢٠٥

وآله ، انه قال : « المعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة ، فالمعروف يقود صاحبه ويسوقه الى الجنة ، والمنكر يقود صاحبه ويسوقه الى النار » .

[١٣٨٩٣] ١١ ـ دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، انه قال للمفضل : « اي مفضل ، قل لشيعتنا ، كونوا دعاة إلينا بالكف عن محارم الله ، واجتناب معاصيه ، واتباع رضوانه ، فانهم إذا كانوا كذلك كان الناس إلينا مسارعين » .

[١٣٨٩٤] ١٢ ـ الشيخ المفيد في الأمالي : عن أبي بصير محمد الحسين المقرىء ، عن علي بن الحسين الصيدلاني ، عن أبي المقدام احمد بن محمد ، عن أبي نصر المخزومي ، عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال : لما قدم علينا أمير المؤمنين عليه السلام البصرة ، مرّ بي وأنا أتوضأ فقال : « يا غلام ، احسن وضوءك يحسن الله إليك ـ الى أن قال عليه السلام ـ ألا أزيدك يا غلام » قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، قال « من كنَّ(١) فيه ثلاث خصال ، سلمت له الدنيا والآخرة : من أمر بالمعروف وائتمر به ، ونهى عن المنكر وانتهى عنه ، وحافظ على حدود الله » . . . الخبر .

[١٣٨٩٥] ١٣ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « كن بالمعروف آمراً ، وعن المنكر ناهياً ، وللخير عاملاً ، وللشر مانعاً » .

وقال عليه السلام(١) : « كن آمراً بالمعروف وعاملاً به ، ولا تكن ممن يأمر به وينأى عنه ، فيبوء بإثمه ، ويتعرض لمقت ربه » .

وقال عليه السلام(٢) : « أظهر الناس نفاقاً من أمر بالطاعة ولم يعمل بها ،

____________________________

١١ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٥٨ .

١٢ ـ أمالي المفيد ص ١١٩ .

(١) في نسخة : كانت .

١٣ ـ الغرر ج ٢ ص ٥٦٨ ح ٥٠ .

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٦٩ ح ٥٨ .

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ١٩٨ ح ٣٩٠ .

٢٠٦

ونهى عن المعصية ولم ينته عنها » .

وقال عليه السلام(٣) : « كفى بالمرء غواية أن يأمر الناس بما لا يأتمر به ، وينهاهم عما لا ينتهي عنه » .

وقال عليه السلام(٤) : « من عمل(٥) بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين ، من نهى عن المنكر ارغم انوف الفاسقين » .

وقال عليه السلام(٦) : « من كانت(٧) له ثلاث سلمت له الدنيا والآخرة : يأمر بالمعروف ويأتمر به ، وينهى عن المنكر وينتهي عنه ، ويحافظ على حدود الله جلّ وعلا » .

١٠ ـ ( باب تحريم اسخاط الخالق في مرضاة المخلوق ، حتى الوالدين ووجوب العكس )

[١٣٨٩٦] ١ ـ أبو علي في أماليه : عن أبيه ، عن المفيد ، عن أبي غالب الزراري ، عن عمه علي بن سليمان : عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن العلاء ، عن محمد إبن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولا دين لمن دان بجحود شيء من آيات الله » .

[١٣٨٩٧] ٢ ـ الصدوق في الأمالي : عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم [ عن أبيه ](١) ،

____________________________

(٣) الغرر ج ٢ ص ٥٦٠ ح ٦٤ .

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٤٤ ح ٥٩٣ و٥٩٤ .

(٥) في المصدر : أمر .

(٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١١ ح ١٤١٤ .

(٧) في المصدر : كنَّ .

الباب ١٠

١ ـ أمالي الطوسي ج ١ ص ٧٦ .

٢ ـ أمالي الصدوق ص ٣٩٥ .

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال ، انظر معجم رجال الحديث ج ١١ ص ١٩٥

٢٠٧

عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الصباح الكناني ، عن الصادق عليه السلام ، قال : « قال النبي صلّى الله عليه وآله : لا تسخطوا الله برضى احد من خلقه ، ولا تتقربوا الى احد من الخلق بتباعد من الله عز وجل ، فان الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً ويصرف به عنه سوءاً ، إلا بطاعته وابتغاء مرضاته ، ان طاعة الله نجاح كل شيء(٢) يبتغى ، ونجاة من كل شرّ يتقى » . . . الخبر .

[١٣٨٩٨] ٣ ـ علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية : عن الحميري قال : حدّثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال : ضمني وأبا الحسن عليه السلام الطريق لما قدم به المدينة ، فسمعته في بعض الطريق يقول : « من اتقى الله يتقى ، ومن أطاع الله يطاع » فلم أزل أتلف(١) حتى قربت منه ودنوت ، فسلمت عليه فردّ عليَّ السلام ، فأول ما ابتدأني ان قال لي : « يا فتح ، من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين ، ومن اسخط الخالق فليوقن ان يحل به سخط المخلوقين » . . . الخبر .

[١٣٨٩٩] ٤ ـ سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار : عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله ، كان حامده من الناس ذامّاً ، ومن آثر طاعة الله عز وجل بغضب الناس ، كفاه الله عز وجل عداوة كل عدو ، وحسد كل حاسد ، وبغي كل باغ ، وكان الله عز وجل له ناصراً وظهيرا » .

[١٣٩٠٠] ٥ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : عن علي بن الحسين عليهما السلام ، انه

____________________________

(٢) في المصدر : خير .

٣ ـ إثبات الوصية ص ١٩٨ .

(١) في المصدر : أدلف .

٤ ـ مشكاة الأنوار ص ٥٠ .

٥ ـ المناقب : لم نجده في مظانه ، وأخرجه المجلسي في البحار ج ٤٥ ص ١٣٧ قائلاً : « وقال صاحب المناقب وغيره . . . » ، والمراد كتاب المناقب لبعض القدماء ، فتأمل .

٢٠٨

قال للخطيب الذي اصعده يزيد على المنبر ، واكثر الوقيعة في علي والحسين عليهما السلام ، قال : « ويلك أيها الخاطب ، اشتريت مرضاة المخلوقين بسخط الخالق ، فتبوّء مقعدك من النار » .

[١٣٩٠١] ٦ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن أبي نصر محمد بن الحسين المقرىء ، عن أبي القاسم علي بن محمد ، عن أبي العباس الأحوص(١) بن علي بن مرداس ، عن محمد بن الحسين(٢) بن عيسى الرواسي ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام ، قال : « ان من اليقين ان لا ترضوا الناس بسخط الله عز وجل » الخبر .

[١٣٩٠٢] ٧ ـ وفي الاختصاص : عن الصادق عليه السلام ، انه قال : « حدّثني أبي ، عن أبيه عليهما السلام ، ان رجلاً من أهل الكوفة كتب الى أبي الحسين بن علي عليهما السلام : يا سيدي ، أخبرني بخير الدنيا والآخرة ، فكتب عليه السلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، فان من طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله امور الناس ، ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله الى الناس ، والسلام » .

[١٣٩٠٣] ٨ ـ دعائم الاسلام : عن عليّ عليه السلام ، انه قال : « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق » .

[١٣٩٠٤] ٩ ـ السيد فضل الراوندي في نوادره : باسناده عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، قال : « من أرضى سلطاناً بما اسخط الله تعالى ، خرج من دين الإِسلام » .

____________________________

٦ ـ أمالي المفيد ص ٢٨٤ .

(١) في الحجرية : أخوص ، وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : الحسن .

٧ ـ الاختصاص ص ٢٢٥ .

٨ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٥٠ .

٩ ـ نوادر الراوندي ص ٢٧ .

٢٠٩

[١٣٩٠٥] ١٠ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « من طلب رضى الله بسخط الناس ، ردّ الله ذامّه من الناس حامداً ، ومن طلب رضى الناس بسخط الله ، ردّ الله حامده من الناس ذاماً » .

وقال عليه السلام : « ما أعظم وزر من طلب رضى المخلوقين بسخط الخالق(١) ! » .

١١ ـ ( باب كراهة التعرض للذل )

[١٣٩٠٦] ١ ـ سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « ان الله عز وجل فوّض الى المؤمن ( أمره كله )(١) ، ولم يفوض اليه أن يكون ذليلاً ، اما تسمع الله يقول عزّ وجلّ : ( وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )(٢) فالمؤمن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً » قال عليه السلام : « ان المؤمن اعز من الجبل ، [ والجبل ] يستقل منه بالمعاول(٣) ، والمؤمن لا يستقل من دينه » .

[١٣٩٠٧] ٢ ـ كتاب خلاد السندي البزاز الكوفي : عن أبي حمزة الثمالي ، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام ، قال : قال : « ما احب ان لي بذل نفسي حمر النعم ، وما تجرعت من جرعة احب اليّ من جرعة غيظ لا اكلم فيها صاحبها » .

[١٣٩٠٨] ٣ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي : عن الحسن البصري ـ في حديث

____________________________

١٠ ـ غرر الحكم ج ٢ ص ٧٠٧ ح ١٣٧٣ و١٣٧٤ .

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٤٢ ح ١١٠ .

الباب ١١

١ ـ مشكاة الأنوار ص ٩٦ .

(١) في المصدر : الامور كلّها .

(٢) المنافقون ٦٣ الآية ٨ .

(٣) المعاول : جمع معول وهو حديدة تحفر بها الأرض ، والجبال والصخور . ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٤٣٢ )

٢ ـ كتاب خلاد السندي ص ١٠٦ .

٣ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي : لم نجده في مظانه .

٢١٠

طويل ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « ليس للمؤمن أن يذل نفسه » قيل : يا رسول الله ، وكيف يذل نفسه ؟ قال : « يتعرض للبلاء » .

قلت : الخبر الذي نقلناه من كتاب خلاد ، ذكرناه في هذا الباب تبعاً للأصل لئلا يختل نظم الكتابين ، والا فلا ربط له بهذا الباب ، بل هو في مقام مدح الحلم وكظم الغيظ ، ولذا ادرج ما هو بمضمونه ثقة الاسلام في الكافي ، وغيره في باب استحباب كظم الغيظ ، حتى الشيخ في الأصل تبعهم في ذلك ، فاخرج تلك الأخبار في أبواب العشرة ، في باب استحباب كظم الغيظ ، وسبب الاشتباه ان الذل ـ بالضم ـ ضعف النفس ومهانتها ، والاسم الذل ـ بالضم ـ والذلة ـ بالكسر ـ والمذلة ، من باب ضرب ، فهو ذليل والجمع اذلاء ، يذكر هذا في مقام الذم اذا ضعف وهان ، ويقابله العز .

واخبار هذا الباب من هذه المادة ، والذل ـ بالكسر ـ سهولة النفس وانقيادها فهي ذلول ، والجمع ذلل وأذلة ، قال تعالى : ( فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا )(١) وقال : ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )(٢) وهذا يذكر في مقام المدح ، وهو المراد من خبر خلاد ونظائره .

والمعنى : ان ذل نفسي ـ بالكسر ـ وسهولتها وانقيادها ولينها ، احب اليّ من حمر النعم ـ أي خيارها أو خيار مطلق الأموال ـ املكها أو أتصدق بها . فتحصل ان الذل في اخبار هذا الباب بالضم ، وفيما تقدم بالكسر ، والأول مذموم ، والثاني ممدوح .

____________________________

(١) النحل ١٦ الآية ٦٩ .

(٢) المائدة ٥ الآية ٥٤ .

٢١١

١٢ ـ ( باب كراهة التعرض لما لا يطيق ، والدخول فيما يوجب الاعتذار )

[١٣٩٠٩] ١ ـ نهج البلاغة : في كتابه عليه السلام الى الحارث الهمداني : « واحذر كل عمل يعمل به في السر ويستحى منه في العلانية ، واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحبه انكره ( و )(١) اعتذر منه ، ولا تجعل عرضك غرضاً(٢) لنبال القول » الخبر .

[١٣٩١٠] ٢ ـ الصدوق في الخصال : عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن أبيه وسعد بن عبد الله معاً ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه قال : « قال أمير المؤمنين عليه السلام : عشرة يعنّتون(١) انفسهم ـ الى أن قال ـ والذي يطلب ما لا يدرك » .

[١٣٩١١] ٣ ـ القطب الراوندي في دعواته : عن ربيعة بن كعب ، عن النبي صلّى الله عليه وآله ، انه قال في حديث : « وإياك وما يعتذر منه » . الخبر .

[١٣٩١٢] ٤ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن ابن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن عليّ بن حديد ، عن عليّ بن

____________________________

الباب ١٣

١ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ١٤٢ ح ٦٩ .

(١) في المصدر : « أو » .

(٢) الغَرَض : الهدف الذي يرميه المتسابقون بسهامهم ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٢١٧ ) .

٢ ـ الخصال ص ٤٣٧ .

(١) العنت : المشقة والصعوبة ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٢١١ ) ، وفي المصدر : يفتنون .

٣ ـ دعوات الراوندي ص ١٠ ، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٤٠٨ .

٤ ـ أمالي المفيد ص ١٨٣ ح ٦ .

٢١٢

النعمان ، رفعه قال : كان عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول في حديث : « وإياك وما يعتذر منه » .

[١٣٩١٣] ٥ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن هشام بن الحكم ، عن موسى بن جعفر عليهما السلام ، انه قال : « يا هشام ، ان العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به » .

[١٣٩١٤] ٦ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن بعض اصحابنا ، عن موسى بن جعفر عليهما السلام ، انه قال : « يا هشام ، ان العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يعد ما لا يقدر عليه(١) ، ولا يتقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه » .

[١٣٩١٥] ٧ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : عن أبي هاشم الجعفري ، عن داود بن الأسود قال : دعاني سيدي أبو محمد عليه السلام فدفع اليّ خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة ملء الكف ، فقال : « صر بهذه الخشبة الى العمري » الى ان ذكر انه ضرب بالخشبة بغل سقاء ، فانشقت فاذا فيها كتب فرجع . . . الى ان قال : فلما دنوت من الدار استقبلني عيسى الخادم عند الباب الثاني ، فقال : يقول لك مولاي أعزه الله : « لِمَ ضربت البغل ، وكسرت رجل الباب ؟ » فقلت : يا سيدي لم أعلم ما في رجل الباب ، فقال : « ولم احتجت ان تعمل عملاً احتجت ان تعتذر منه ، اياك بعدها ان تعود الى مثلها ابداً » . . الخبر .

____________________________

٥ ـ تحف العقول ص ٢٩٨ .

٦ ـ الكافي ج ١ ص ١٥ .

(١) في المصدر زيادة : ولا يرجو ما يعنف برجائه .

٧ ـ المناقب ج ٤ ص ٤٢٧ .

٢١٣

١٣ ـ ( باب استحباب الرفق بالمؤمنين في أمرهم بالمندوبات والاقتصار على ما لا يثقل على المأمور ويزهّده في الدين ، وكذا النهي عن المكروهات )

[١٣٩١٦] ١ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق عليه السلام : « وصاحب الأمر بالمعروف يحتاج الى ان يكون عالماً بالحلال والحرام ، فارغاً من خاصة نفسه عما يأمرهم به وينهاهم عنه ، ناصحاً للخلق رحيماً رفيقاً بهم ، داعياً لهم باللطف وحسن البيان ، عارفاً بتفاوت اخلاقهم(١) لينزل كلا منزلته ، بصيراً بمكر النفس ومكائد الشيطان ، صابراً على ما يلحقه ، لا يكافئهم بها ولا يشكو منهم ، ولا يستعمل الحمية ، ولا يغتاظ(٢) لنفسه ، مجرداً نيته(٣) لله مستعيناً به ومبتغياً لوجهه(٤) ، فان خالفوه وجفوه صبر ، وان وافقوه وقبلوا منه شكر ، مفوضاً امره الى الله ناظراً الى عيبه » .

[١٣٩١٧] ٢ ـ نوادر علي بن اسباط : روى غير واحد ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : حمّلني حمل البازل(١) ، قال : فقال لي : اذا تنفسخ(٢) » .

____________________________

الباب ١٣

١ ـ مصباح الشريعة ص ٣٦٢ .

(١) في المصدر : أحلامهم .

(٢) وفيه : يغتلظ .

(٣) وفيه : بنيته

(٤) وفيه : لثوابه .

٢ ـ نوادر علي بن اسباط ص ١٢٦ .

(١) البازل من الإِبل : الذي تم له ثمان سنين ودخل في التاسعة ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٣٢٠ ) .

(٢) انفسخ : انتقض ، والفسخ : زوال مفاصل الانسان والحيوان عن مواضعها ( لسان العرب ج ٣ ص ٤٤ ) والمراد : ضعفت عن حمل العلوم العالية .

٢١٤

[١٣٩١٨] ٣ ـ الكشي في رجاله : عن حمدويه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس قال : قال العبد الصالح عليه السلام : « يا يونس ، ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم » . الخبر .

[١٣٩١٩] ٤ ـ وعن القتيبي ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبي جعفر البصري قال : دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا عليه السلام ، فشكا اليه ما يلقى من اصحابه من الوقيعة ، فقال الرضا عليه السلام : « دارهم فان عقولهم لا تبلغ » .

[١٣٩٢٠] ٥ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن هشام بن الحكم ، عن موسى بن جعفر عليهما السلام ـ في حديث ـ قال : فقلت له : وان وجدت رجلاً طالباً غير ان عقله لا يتسع لضبط ما القي إليه ، قال : « فتلطف له في النصيحة ، فان ضاق قلبه فلا تعرض لنفسك اللعنة(١) ، واحذر ردّ المتكبرين ، فان العلم يدل على ان يحمل(٢) على من لا يضيق(٣) » .

[١٣٩٢١] ٦ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن جعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى أو غيره ، عن بعض أصحابنا ، عن عباس بن حمزة الشهرزوري ، رفعه الى أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « كان سلمان يطبخ قدراً فدخل عليه أبو ذر ، فانكبت القدر فسقطت على وجهها ولم يذهب منها شيء ، فردها على الأثافي(١) ثم انكبت الثانية فلم يذهب منها شيء ، فردها على الأثافي ، فمرّ أبو ذر الى أمير المؤمنين عليه

____________________________

٣ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٧٨٢ ح ٩٢٨ .

٤ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٧٨٣ ح ٩٢٩ .

٥ ـ تحف العقول ص ٢٩٧ .

(١) في المصدر : للفتنة .

(٢) في المصدر : يملي .

(٣) وفيه : يفيق .

٦ ـ الاختصاص ص ١٢ .

(١) الاثافي : جمع اثفية وهي الحجارة التي تنصب ويجعل القدر عليها ( لسان العرب « ثفا » ج ١٤ ص ١١٣ ) .

٢١٥

السلام مسرعاً ، قد ضاق صدره مما رأى [ و ](٢) سلمان يقفو اثره ، حتى انتهى الى أمير المؤمنين عليه السلام ، فنظر أمير المؤمنين عليه السلام [ الى سلمان ](٣) فقال : يا أبا عبد الله ارفق بصاحبك(٤) » .

[١٣٩٢٢] ٧ ـ الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية : عن الحسن بن محمد بن جمهور ، عن خالد بن مالك الجهني ، عن قيس العبراني ، عن أبي عمرو زاذان قال : لما واخى رسول الله صلّى الله عليه وآله بين اصحابه ، وآخى بين سلمان والمقداد ، فدخل المقداد على سلمان وعنده قدر منصوبة على اثنتين وهي تغلي من غير حطب ، فتعجب المقداد وقال : يا أبا عبد الله هذه القدر تغلي من غير حطب ، فأخذ سلمان حجرين فرمى بهما تحت القدر فالتهب فيهما ، فقال له المقداد : هذا اعجب يا أبا عبد الله ، فقال له سلمان : لا تعجب ، أليس الله يقول جلّ من قائل : ( وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )(١) ففارت القدر ، فقال سلمان : يا مقداد سكّن فورتها ، فقال المقداد : ما أرى شيئاً اسكن به القدر ، فادخل سلمان يده في القدر فأدارها فسكنت القدر من فورها ، فاغترف منها بيده فأكل هو والمقداد .

فدخل المقداد على رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فأعاد عليه خبر النار والقدر وفورتها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « سلمان ممن يطيع الله ، ورسوله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، فيطيعه كل شيء ولا يضره شيء » فلما دخل سلمان عليه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « ارفق يا سلمان بأخيك المقداد رفق الله بك » .

____________________________

(٢ ، ٣) أثبتناه من المصدر .

(٤) في المصدر : بأخيك .

٧ ـ الهداية ص ١١٨ ب .

(١) البقرة ٢ الآية ٢٤ .

٢١٦

١٤ ـ ( باب وجوب الحب في الله ، والبغض في الله والاعطاء في الله ، والمنع في الله )

[١٣٩٢٣] ١ ـ الشيخ الطوسي في أماليه : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن صالح بن فيض بن فياض ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن أبان ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « لو ان رجلاً احب رجلاً لله عز وجل ، لاثابه(١) الله تعالى على حبه إياه ، وإن كان في علم الله من أهل النار .

( ولو أن رجلاً أبغض رجلاً لله ، لأثابه الله تعالى على بغضه إياه ، وان كان في علم الله من أهل الجنة )(٢) » .

[١٣٩٢٤] ٢ ـ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : عن أبي المرجا محمد بن علي بن أبي طالب البلدي قال : حدّثنا استاذي محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني ، عن احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي ، عن شيوخه الأربعة ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن النعمان الأحول ، عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر الامام الباقر عليه السلام قال : « قال جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله :

أيّها الناس حلالي حلال الى يوم القيامة ـ الى أن قال ـ ألا وان ودّ المؤمن من اعظم سبب الايمان ، الا ومن أحب في الله عز وجل ، وابغض في الله ، واعطى في الله ، ومنع في الله ، فهو من أصفياء المؤمنين عند الله تعالى ، الا وان المؤمنين إذا تحابا في الله عز وجل ، وتصافيا في الله ، كانا كالجسد الواحد إذا اشتكى

____________________________

الباب ١٤

١ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٣٤ ، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٢٤٨ ، ذيل حديث ٢٣ .

(١) في المصدر : لابانه .

(٢) ليس في المصدر .

٢ ـ كنز الفوائد ص ١٦٤ .

٢١٧

احدهما من جسده موضعاً ، وجد الآخر ألم ذلك الموضع » .

[١٣٩٢٥] ٣ ـ الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : « للمؤمن ثلاث علامات : العلم بالله ، ومن يحب ، ومن يكره » .

ورواه الصدوق في الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « قال لقمان لابنه : يا بني ، ان لكل شيء علامة يعرف بها ويشهد عليها » وذكر مثله(١) .

[١٣٩٢٦] ٤ ـ العياشي في تفسيره : عن بشير الدهان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « (١) عرفتم في منكرين كثير ، واحببتم في مبغضين كثير ، وقد يكون حباً لله في الله ورسوله ، وحباً في الدنيا ، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله ، وما كان للدنيا(٢) فليس شيء(٣) ثم نفض يده ، ثم قال : ان هذه المرجئة وهذه القدرية وهذه الخوارج ، ليس منهم أحد الا يرى انه على الحق ، وانكم انما اجبتمونا في الله ، ثم تلا ( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ )(٤) ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا )(٥) و ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ )(٦) ( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ )(٧) » .

____________________________

٣ ـ الجعفريات ص ٢٣١ .

(١) الخصال ص ١٢١ ح ١١٣ .

٤ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٦ ، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٧٧ ح ٨ .

(١) في المصدر : زيادة : قد .

(٢) في المصدر : في الدنيا .

(٣) في المصدر : في شيء .

(٤) النساء ٤ الآية ٥٩ .

(٥) الحشر ٥٩ الآية ٧ .

(٦) النساء ٤ الآية ٨٠ .

(٧) آل عمران ٣ الآية ٣١ .

٢١٨

[١٣٩٢٧] ٥ ـ وعن بريد بن معاوية العجلي قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام ، إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشياً ، فاخرج رجليه وقد تغلفتا(١) وقال : اما والله ما جاءني من حيث جئت الا حبكم أهل البيت ، فقال أبو جعفر عليه السلام : « والله لو احبنا حجر حشره الله معنا ، وهل الدين الا الحب !؟ ان الله يقول : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ )(٢) . الآية ، وقال : ( يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ )(٣) وهل الدين الا الحب ! » .

[١٣٩٢٨] ٦ ـ وعن ربعي بن عبد الله قال : قيل لابي عبد الله عليه السلام : انا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فينفعنا ذلك ، فقال : « اي والله ، وهل الدين الا الحب ! قال الله تعالى : ( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ )(١) » . . الآية .

[١٣٩٢٩] ٧ ـ وعن زياد أبي عبيدة الحذاء قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت : بأبي أنت وامي ، ربما خلا بي الشيطان فخبثت نفسي ، ثم ذكرت حبي إياكم وانقطاعي إليكم ، فطابت نفسي ، فقال : « يا زياد ويحك ، وما الدين الا الحب ! ألا ترى الى قول الله : ( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي )(١) » . . الآية .

[١٣٩٣٠] ٨ ـ القطب الراوندي في دعواته : عن النبي صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « اوثق عرى الإِيمان الحب في الله والبغض في الله » .

____________________________

٥ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٧ ، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٧٧ ح ٩ .

(١) كذا في الحجرية والمصدر ، ولعل الصواب ( تفلقتا ) والفلق : الشق ، وتفلق اللّبن : تقطع وتشقق ، وفلق الله الحب بالنبات شقّه . ( لسان العرب ج ١٠ ص ٣١٠ ) .

(٢) آل عمران ٣ الآية ٣١ .

(٣) الحشر ٥٩ الآية ٩ .

٦ ـ المصدر السابق ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٨ .

(١) آل عمران ٣ الآية ٣١ .

٧ ـ المصدر السابق ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٥ .

(١) آل عمران ٣ الآية ٣١ .

٨ ـ دعوات الراوندي ص ٥ ، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٢٥٣ .

٢١٩

[١٣٩٣١] ٩ ـ وروي : « ان الله تعالى قال لموسى عليه السلام : هل عملت لي عملاً قط ؟ قال : صلّيت لك وصمت وتصدقت ، قال الله تبارك وتعالى له : اما الصلاة فلك برهان ، والصوم جنة ، والصدقة ظل ، والزكاة نور ، فأي عمل عملت لي ؟ قال موسى عليه السلام : دلني على العمل الذي هو لك ، قال : يا موسى ، هل واليت لي ولياً ؟ فعلم موسى ان أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله » .

[١٣٩٣٢] ١٠ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن أبي محمد العسكري عليه السلام ، قال : « حب الابرار للابرار ثواب للابرار ، وحب الفجار للابرار فضيلة للابرار ، وبغض الفجار للابرار زين للابرار ، وبغض الابرار للفجار خزي على الفجار » .

ورواه المفيد في الاختصاص : عن عمار بن موسى ، عن أبي عبد الله عليه السلام(١) .

[١٣٩٣٣] ١١ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق عليه السلام : « المحب في الله محب الله ، والمحبوب(١) في الله حبيب الله ، لانهما لا يتحابان الا في الله ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : المرء مع من أحب ، فمن احب(٢) في الله فانما احب الله ، ولا يحب عبد الله الا أَحبَّه الله ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أفضل الناس بعد النبيين في الدنيا والآخرة ، المحبون لله المتحابون فيه ، وكل حب معلول يورث بعداً فيه عداوة الا هذين ، وهما من عين واحدة يزيدان أبداً ولا ينقصان ، قال الله عز وجل : ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا

____________________________

٩ ـ دعوات الراوندي ص ٥ ، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٢٥٢ .

١٠ ـ تحف العقول ص ٣٦٦ .

(١) الإِختصاص ص ٢٣٩ .

١١ ـ مصباح الشريعة ص ٥٢٥ .

(١) في المصدر : المحب .

(٢) في المصدر زيادة : عبداً .

٢٢٠