مستدرك الوسائل - ج ١٢

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٢

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

امرّضك وأقوم عليك ، فإذا متّ غسّلتك ثم كفّنتك ثم حنّطتك ، ثم اتّبعك مشيّعاً إلى حفرتك ، فاثني عليك خيراً عند من سألني عنك ، واحملك في الحاملين ، فقال النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : هذا أخوه الّذي هو أهله ، فأيّ أخ ترون هذا ؟ قالوا : أخ غير طائل ، يا رسول الله ، ثم قال لأخيه الّذي هو عمله : ماذا عندك في نفعي والدّفع عنّي ، فقد ترى ما نزل بي ؟ فقال له : اؤنس وحشتك واذهب غمّك ، فاجادل عنك في القبر ، واوسّع عليك جهدي ، ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : هذا أخوه الّذي هو عمله ، فايّ أخ ترون هذا ؟ قالوا : خير أخ ، يا رسول الله ، قال : فالأمر هكذا » .

[١٣٧٨٠] ٢ ـ كتاب عاصم بن حميد الحنّاط : عن ابي بصير قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، يقول : « [ كان أبو ذر يقول ](١) في عظته : يا مبتغي العلم ، كأن شيئاً من الدّنيا لم يك شيئاً ، إلّا عمل ينفع خيره أو يضرّ شرّه ، يا مبتغي العلم ، لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك ، أنت اليوم تفارقهم ، كضيف بتَّ فيهم ثم غدوت من عندهم إلى غيرهم ، والدّنيا والآخرة كمنزلة تحوّلت منها إلى غيرها ، وما بين الموت والبعث كنومة نمتها ثم استيقظت منها » .

١٠٠ ـ ( باب وجوب الحذر من عرض العمل على الله ورسوله والأئمة ( صلوات الله عليهم ) )

[١٣٧٨١] ١ ـ العيّاشي في تفسيره : عن محمّد بن مسلم ، عن احدهما ( عليهما السلام ) ، قال : سئل عن الأعمال ، هل تعرض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : « ما فيه شكّ » قيل له : أرأيت قول الله :

____________________________

٢ ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٥ .

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .

الباب ١٠٠

١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٠٨ ح ١١٩ .

١٦١

( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )(١) قال : « لله شهداء في أرضه » .

[١٣٧٨٢] ٢ ـ وعن زرارة قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، عن قول الله ( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )(١) قال : « تريدون أن ترووا عليّ ، هو الّذي في نفسك » .

[١٣٧٨٣] ٣ ـ وعن ابي بصير ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) ، أن أبا الخطاب كان يقول : انّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، تعرض عليه اعمال امّته كلّ خميس ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « ليس هو هكذا ، ولكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تعرض عليه اعمال الأمّة كلّ صباح ، ابرارها وفجّارها ، فاحذروا ، وهو قول الله تبارك وتعالى : ( فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )(١) » .

[١٣٧٨٤] ٤ ـ وعن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : ( فَسَيَرَى اللَّـهُ )(١) الآية ، قال : « يعرض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعمال أمّته كلّ صباح ، ابرارها وفجّارها(٢) » .

[١٣٧٨٥] ٥ ـ وعن محمّد بن مسلم ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) ( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ )(١) قال : « إنّ لله شاهداً في أرضه ، وانّ اعمال العباد تعرض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » .

____________________________

(١) التوبة ٩ : ١٠٥ .

٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٠٨ ح ١٢٠ .

(١) التوبة ٩ : ١٠٥ .

٣ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٠٩ ح ١٢٢ .

(١) التوبة ٩ : ١٠٥ .

٤ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٠٩ ح ١٢٣ .

(١) التوبة ٩ : ١٠٥ .

(٢) في المصدر زيادة : فاحذروا .

٥ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٠٩ ح ١٢٦ .

(١) التوبة ٩ : ١٠٥ .

١٦٢

[١٣٧٨٦] ٦ ـ كتاب العلاء بن رزين : عن محمّد بن مسلم قال : هل يعرض على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : « ما فيه شكّ ، قوله عزّ وجلّ : ( فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )(١) قال : لله شهداء في ارضه » .

[١٣٧٨٧] ٧ ـ الشّيخ المفيد في أماليه : عن احمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : سمعته ( عليه السلام ) يقول : « ما لكم تسوؤن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال رجل : جعلت فداك ، وكيف نسوؤه ؟ قال : أما تعلمون انّ اعمالكم تعرض عليه ؟ فإذا رأى فيها معصية لله ساءه ذلك ، فلا تسوؤا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسرّوه » .

[١٣٧٨٨] ٨ ـ السّيد علي بن طاووس في رسالة محاسبة النّفس : نقلاً من تفسير محمّد ابن العبّاس الماهيار ، باسناده عن ابي سعيد الخدري : أنّ عماراً قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : وددت انّك عمرت فينا عمر نوح ( عليه السلام ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يا عمّار ، حياتي خير لكم ، ووفاتي ليس بشرّ لكم ، امّا في حياتي فتحدثون واستغفر الله لكم ، وامّا بعد وفاتي فاتّقوا الله واحسنوا الصّلاة عليّ وعلى أهل بيتي ، فانّكم تعرضون عليّ ( وعلى أهل بيتي )(١) واسماؤكم(٢) واسماء آبائكم وقبائلكم ، فان يكن خيراً حمدت الله ، وان يكن ( سوى ذلك )(٣) استغفر الله لذنوبكم ، فقال المنافقون ، والشكّاك والّذين في قلوبهم مرض : يزعم انّ

____________________________

٦ ـ كتاب العلاء بن رزين ص ١٥٦ .

(١) التوبة ٩ : ١٠٥ .

٧ ـ أمالي المفيد ص ١٩٦ .

٨ ـ محاسبة النفس ص ١٨ .

(١) ليس في المصدر .

(٢) في المصدر : باسمائكم .

(٣) في المصدر : سوءاً .

١٦٣

الأعمال تعرض عليه بعد وفاته ، باسماء الرّجال واسماء آبائهم وأنسابهم إلى قبائلهم ، انّ هذا لهو الافك ، فانزل الله جلّ جلاله : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )(٤) فقيل له : ومن المؤمنون ؟ فقال : عامّة وخاصّة ، امّا الّذين قال الله عزّ وجلّ : ( وَالْمُؤْمِنُونَ ) فهم آل محمّد ، الأئمة منهم ( عليهم السلام ) » .

[١٣٧٨٩] ٩ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : عن موسى بن سيّار قال : كنت مع الرّضا ( عليه السلام ) وقد اشرف على حيطان طوس ، وسمعت واعية(١) فاتبعتها ، فاذا نحن بجنازة ، فلمّا بصرت بها رأيت سيّدي وقد ثنى رجله عن فرسه ، ثم اقبل نحو الجنازة فرفعها ، ثم اقبل يلوذ بها كما تلوذ السّخلة بامّها ، ثم اقبل عليّ وقال : « يا موسى بن سيّار ، من شيّع جنازة وليّ من اوليائنا ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه لا ذنب عليه » حتّى إذا وضع الرّجل على شفير قبره ، رأيت سيّدي قد اقبل فاخرج النّاس عن الجنازة ، حتّى بدا له الميّت ، فوضع يده على صدره ، ثم قال : « يا فلان بن فلان ، ابشر بالجنّة ، فلا خوف عليك بعد هذه السّاعة » فقلت : جعلت فداك ، هل تعرف الرّجل ؟ والله انّها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا ، فقال لي : يا موسى بن سيّار ، اما علمت انّا ـ معاشر الأئمة ـ تعرض علينا اعمال شيعتنا صباحاً ومساء ، فما كان من التّقصير في أعمالهم سألنا الله تعالى الصّفح لصاحبه ، وما كان من العلو سألنا الله الشكر لصاحبه » .

[١٣٧٩٠] ١٠ ـ الشّيخ الطّوسي في كتاب الغيبة : عن الحسين بن عبيدالله ، عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري رحمة الله عليه ، قال : حدّثني الشّيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه ، قال : اختلف اصحابنا

____________________________

(٤) التوبة ٩ : ١٠٥ .

٩ ـ المناقب ج ٤ ص ٣٤١ .

(١) الواعية : الصراخ علىٰ الميت ونعيه ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٩٧ ) .

١ ـ الغيبة ص ٢٣٨ .

١٦٤

في التّفويض وغيره ، فمضيت إلى أبي طاهر بن بلال ، في أيّام استقامته ، فعرفته الخلاف فقال : اخّرني ، فاخّرته ايّاماً فعدت اليه ، فاخرج اليّ حديثاً باسناده الى ابي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « اذا أراد الله أمراً عرضه على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ أمير المؤمنين وسائر الأئمة ( عليهم السلام ) ، واحداً بعد واحد ، إلى أن ينتهي إلى صاحب الزّمان ( عليه السلام ) ، ثم يخرج إلى الدّنيا ، وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا إلى الله عزّ وجلّ عملاً ، عرض على صاحب الزّمان ( عليه السلام ) ، ثم على واحد واحد إلى أن يعرض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم يعرض على الله ، فما نزل من الله فعلى ايديهم ، وما عرج إلى الله فعلى أيديهم ، وما استغنوا عن الله عزّ وجلّ طرفة عين » .

[١٣٧٩١] ١١ ـ ابو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : عن القاضي ابي الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن صخر الأزدي ، عن ابي زيد عمر(١)بن احمد العسكري ، عن ابي أيوب ، عن أحمد بن الحجّاج ، عن نويا(٢)بن ابراهيم ، عن مالك بن مسلم ، عن ابي مريم ، عن أبي صالح الهروي(٣) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « تعرض أعمال النّاس كلّ جمعة مرّتين ، يوم الاثنين ويوم الخميس ، فيغفر لكلّ عبد مؤمن ، إلّا من كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : اتركوا هذين حتّى يصطلحا » .

____________________________

١١ ـ كنز الفوائد ص ١٤١ .

(١) في المصدر : عمرو .

(٢) وفيه : ثويا .

(٣) كذا في الطبعة الحجرية ، وفي المصدر : « أبو صالح عن ابي هريرة » ولم نجد في كتب الرجال بعنوان « أبو صالح الهروي » بل وجدنا في تهذيب التهذيب ج ١٢ ص ١٣١ رقم ٦١٤ « أبو صالح الخوزي » وفي ص ١٣٢ / ٦٢٣ « أبو صالح مولى ضباعة » يروي عن ابي هريرة ، فلعله هو الصواب .

١٦٥

١٠١ ـ ( باب نوادر ما يتعلّق بابواب جهاد النّفس ، وما يناسبه )

[١٣٧٩٢] ١ ـ أبو يعلى الجعفري في كتاب النّزهة : عن الكاظم ( عليه السلام ) ، قال : « الزم العلم لك ما دلّك على صلاح قلبك ، واظهر لك فساده » .

[١٣٧٩٣] ٢ ـ الجعفريات : اخبرنا عبدالله ، اخبرنا محمّد ، حدّثني موسى قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لحارث بن مالك : كيف اصبحت ؟ قال : اصبحت ـ والله يا رسول الله ـ من المؤمنين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لكلّ مؤمن حقيقة ، فما حقيقة ايمانك ؟ قال : اسهرت ليلي ، واظمأت نهاري ، وانفقت مالي ، وعزفت(١) نفسي عن الدّنيا ، وكأنّي انظر إلى عرش ربّي عزّ وجلّ قد ابرز للحساب ، وكأنّي انظر إلى أهل الجنّة في الجنّة يتزاورون ، وكانّي انظر إلى أهل النّار يتعاوون ، قال : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هذا عبد نور الله قلبه ، ابصرت فالزم ، فقال : يا رسول الله ، ادع لي بالشّهادة ، فدعا له فاستشهد من النّاس » .

وفي نسخه نوادر الرّاوندي : « فاستشهد اليوم الثّامن »(٢) .

[١٣٧٩٤] ٣ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن احمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي

____________________________

الباب ١٠١

١ ـ نزهة الناظر ص ٦٠ .

٢ ـ الجعفريات ص ٧٧ .

(١) عزف عن الشيء : تركه وزهد فيه وانصرف عنه ( لسان العرب ج ٩ ص ٢٤٥ ) .

(٢) نوادر الراوندي ص ٢٠ .

٣ ـ الكافي ج ٢ ص ٤٤ ح ٣ .

١٦٦

عبدالله ( عليه السّلام ) ، مثله باختلاف يسير ، وفي آخره قال : « اللّهمّ ارزق حارثة الشّهادة » فلم يلبث الّا ايّاماً حتّى بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بسرية(١) ، فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ، ثم قتل .

وفي رواية القاسم بن بريد(٢) ، عن أبي بصير ، قال استشهد مع جعفر بن ابي طالب ، بعد تسعة نفر ، وكان هو العاشر .

[١٣٧٩٥] ٤ ـ وعن عدّة من اصحابنا ، عن احمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن عذافر ، عن ابيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بعض اسفاره ، إذ لقيه ركب فقالوا : السّلام عليك يا رسول الله ، فقال : ما أنتم ؟ فقالوا : نحن مؤمنون ، يا رسول الله ، فقال فما حقيقة ايمانكم ؟ فقالوا : الرّضا بقضاء الله ، والتّفويض إلى الله ، والتّسليم لأمر الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : علماء حكماء ، كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء ، فان كنتم صادقين ، فلا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تجمعوا ما لا تأكلون ، واتّقوا الله الّذي إليه تحشرون(١) » .

[١٣٧٩٦] ٥ ـ الصّدوق في معاني الأخبار : عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، مثله ، إلّا في تقديم التّسليم على التّفويض .

وفي الأمالي(١) : عن الحسين بن احمد بن ادريس ، عن ابيه ،

____________________________

(١) في المصدر : سرية فبعثه فيها .

(٢) في الطبعة الحجرية : يزيد ، وما أثبتناه من المصدر ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ١٢ )

٤ ـ الكافي ج ٢ ص ٤٣ ح ١ .

(١) في المصدر : ترجعون .

٥ ـ معاني الأخبار ص ١٨٧ ح ٦ .

(١) أمالي الصدوق ص ٢٤٩ ح ٧ .

١٦٧

عن احمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن محمّد بن سنان ، عن عيسى النّهريري ، عن ابي عبدالله الصّادق ، عن آبائه ( عليهم السّلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من عرف الله وعظّمه ، منع فاه من الكلام ، وبطنه من الطّعام ، وعنّى(٢) نفسه بالصّيام ، والقيام ، قالوا : بآبائنا وامّهاتنا ، يا رسول الله ، هؤلاء أولياء الله ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم فكراً ، وتكلّموا فكان كلامهم ذكراً(٣) ، ونطقوا فكان نطقهم حكمة ، ومشوا فكان مشيهم بين النّاس بركة » الخبر .

[١٣٧٩٧] ٦ ـ أبو يعلى الجعفري في النّزهة : عن الهادي ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « الأخلاق تتصفّحها المجالسة » .

[١٣٧٩٨] ٧ ـ مصباح الشّريعة : قال الصّادق ( عليه السلام ) : « نجوى العارفين تدور على ثلاثة اصول : الخوف والرّجاء والحبّ ، فالخوف فرع العلم ، والرّجاء فرع اليقين ، والحبّ فرع المعرفة ، فدليل الخوف الهرب ، ودليل الرّجاء الطّلب ، ودليل الحبّ ايثار المحبوب على ما سواه ، فاذا تحقّق العلم في الصّدر خاف ، وإذا خاف(١) هرب ، وإذا هرب نجا ، وإذا أشرق نور اليقين في القلب شاهد الفضل وإذا تمكّن ( من رؤية الفضل )(٢) رجا ، وإذا وجد حلاوة الرّجاء طلب ، وإذا وفّق للطّلب وجد ، وإذا تجلّى ضياء المعرفة في الفؤاد هاج ريح المحبّة ، وإذا هاج ريح المحبّة استأنس في ظلال المحبوب ، وآثر المحبوب على ما سواه ، وباشر أوامره واجتنب نواهيه ،

____________________________

(٢) عنّى نفسه : أتبعها . ( مجمع البحرين ج ١ ص ٢٠٨ ) .

(٣) في المصدر زيادة : ونظروا فكان نظرهم عبره .

٦ ـ نزهة الناظر ص ٧٠ .

٧ ـ مصباح الشريعة ص ٨ ـ ١٩ .

(١) في المصدر : « صح الخوف » .

(٢) وفيه : « منه » .

١٦٨

( واختارهما على كلّ شيء غيرهما )(٣) ، وإذا استقام على بساط الانس بالمحبوب ، مع اداء أوامره واجتناب نواهيه ، وصل إلى روح المناجاة ( والقرب )(٤) ، ومثال هذه الاصول الثّلاثة كالحرم والمسجد والكعبة ، فمن دخل الحرم أمن من الخلق ، ومن دخل المسجد امنت جوارحه أن يستعملها في المعصية ، ومن دخل الكعبة أمن قلبه من أن يشغله بغير ذكر الله تعالى ، فانظر ايّها المؤمن ، فان كانت حالتك حالة ترضاها لحلول الموت ، فاشكر الله تعالى على توفيقه وعصمته ، ( وان تكن الاخرى )(٥) فانتقل عنها بصحّة العزيمة ، واندم على ما سلف من عمرك في الغفلة ، واستعن بالله تعالى على تطهير الظّاهر من الذّنوب ، وتنظيف الباطن من العيوب ، واقطع رباط(٦) الغفلة عن قلبك واطفىء نار الشهوة من نفسك » .

[١٣٧٩٩] ٨ ـ وقال ( عليه السلام ) : « اعراب القلوب على أربعة انواع : رفع ، وفتح ، وخفض ، ووقف ، فرفع القلب في ذكر الله تعالى ، وفتح القلب في الرّضى عن الله ، وخفض القلب في الاشتغال بغير الله ، ووقف القلب في الغفلة عن الله تعالى ، ألا ترى انّ العبد إذا ذكر الله بالتعظيم خالصاً ، ارتفع كلّ حجاب كان بينه وبين الله تعالى من قبل ذلك ؟ فاذا انقاد القلب لمورد قضاء الله بشرط الرضى عنه ، كيف ينفتح(١) بالسّرور بالرّوح والرّاحة ؟ وإذا اشتغل قلبه بشيء من أسباب الدّنيا ، كيف تجده إذا ذكر الله بعد ذلك واناب (٢) ، منخفضاً مظلماً ، كبيت خراب خاو ليس فيه عمران ولا مؤنس ؟ وإذا غفل عن ذكر الله تعالى ، كيف تراه بعد ذلك موقوفاً ومحجوباً ، قد قسا واظلم منذ فارق نور التّعظيم ؟ فعلامة الرّفع ثلاثة اشياء : وجود

____________________________

(٣) ، (٤) ما بين القوسين ليس في المصدر .

(٥) في نسخة : « وان كانت اخرىٰ » .

(٦) ليس في المصدر .

٨ ـ مصباح الشريعة ص ٢٠ .

(١) في المصدر : لا ينفتح القلب .

(٢) ليس في المصدر .

١٦٩

الموافقة ، وفقد المخالفة ، ودوام الشّوق ، وعلامة الفتح ثلاثة اشياء : التّوكّل ، والصّدق ، واليقين ، وعلامة الخفض ثلاثة أشياء : العجب ، والرّياء ، والحرص ، وعلامة الوقف ثلاثة اشياء : زوال حلاوة الطّاعة ، وعدم مرارة المعصية ، والتباس علم الحلال والحرام » .

[١٣٨٠٠] ٩ ـ وقال ( عليه السلام ) : « من رعى قلبه عن الغفلة ، ونفسه عن الشّهوة ، وعقله عن الجهل ، فقد دخل في ديوان المتنبّهين ، ثمّ من رعى علمه عن الهوى ، ودينه عن البدعة ، وماله عن الحرام ، فهو من جملة الصّالحين » .

[١٣٨٠١] ١٠ ـ أبو يعلى في النّزهة : عن الحارث الهمداني ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « حسبك من كمال المرء تركه ما لا يجمل(١) به ، ومن حيائه أن لا يلقى احداً بما يكره ، ومن عقله حسن رفقه ، ومن ادبه علمه بما لا بدّ [ له ](٢) منه ، ومن ورعه عفّة بصره وعفّة بطنه ، ومن حسن خلقه كفّه أذاه ، ومن سخائه برّه لمن يجب حقّه ، ومن كرمه ايثاره على نفسه ، ومن صبره قلّة شكواه ، ومن عدله انصافه من نفسه ، وتركه الغضب عند مخالفته ، وقبوله الحقّ إذا بان له ، ومن نصحه نهيه لك عن عيبك ، ومن حفظ جواره ستره لعيوب جيرانه ، وتركه توبيخهم عند اساءتهم اليه ، ومن رفقه تركه الموافقة على الذّنب بين أيدي من يكره المذنب وقوفه عليه ، ومن حسن صحبته اسقاطه عن صاحبه مؤنة أداء حقّه (٣) ، ومن صداقته كثرة موافقته ، ومن صلاحه شدّة خوفه من ذنبه ، ومن شكره معرفته ( باحسان من احسن اليه ، ومن تواضعه معرفته )(٤) بقدره ، ومن حكمته

____________________________

٩ ـ مصباح الشريعة ص ٢٧ .

١٠ ـ نزهة الناظر ص ١٨ .

(١) في المصدر : « يحمد » .

(٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) ليس في المصدر واستظهرها المصنف « قدّه » .

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر .

١٧٠

معرفته بذاته ، ومن مخافته ذكر الآخرة بقلبه ولسانه ، ومن سلامته قلّة تحفّظه لعيوب غيره ، وعنايته باصلاح نفسه من عيوبه » .

[١٣٨٠٢] ١١ ـ الحسن بن فضل الطّبرسي في مكارم الأخلاق : عن عبدالله بن مسعود ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يابن مسعود ، عليك بالسّكينة والوقار ، وكن سهلاً ، ليّناً ، عفيفاً ، مسلماً ، تقيّاً ، نقيّاً ، بارّاً ، طاهراً ، مطهّراً ، صادقاً ، خالصاً ، سليماً ، صحيحاً ، لبيباً ، صالحاً ، صبوراً ، شكوراً ، مؤمناً ، ورعاً ، عابداً ، زاهداً ، رحيماً ، عالماً ، فقيهاً » الخبر .

[١٣٨٠٣] ١٢ ـ اصل لبعض قدمائنا : باسناده عن عمّار بن ياسر ، قال : بينا أنا أمشي بارض الكوفة ، إذ رأيت أمير المؤمنين عليّاً ( عليه السلام ) جالساً وعنده جماعة من النّاس ، وهو يصف لكلّ انسان ما يصلح له ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أيوجد عندك دواء الذّنوب ؟ فقال : « نعم اجلس » فجثوت على ركبتي حتّى تفرّق عنه النّاس ، ثم أقبل عليّ ، فقال : « خذ دواء أقول لك » قال : قلت : قل يا أمير المؤمنين ، قال : « عليك بورق الفقر ، وعروق الصّبر ، وهليلج (١) الكتمان ، وبليلج (٢) الرّضى ، وغاريقون(٣) الفكر ، وسقمونيا(٤) الأحزان ، واشربه بماء الأجفان ، واغله في طنجير(٥)

____________________________

١١ ـ مكارم الأخلاق ص ٤٥٦ .

١٢ ـ أصل لبعض قدمائنا ص ١٩٠ .

(١) في الطبعة الحجرية : وهليج ، وما أثبتناه من المصدر ، والأهليلج : ثمر منه أصفر ومنه أسود . . ينفع من الخوانيق ويزيل الصداع « القاموس المحيط ج ١ ص ٢٢٠ » .

(٢) في الحجرية : بليج ، وما أثبتناه من المصدر .

(٣) دواء يستخدم لدفع السموم ، راجع « آنندارج فرهنك جامع فارسي ج ٤ ص ٣٠٢٤ مادة غاريقون » .

(٤) دواء مر ومسهل للصفراء والبلغم ، ويطلق عليه : محمودة ، انظر « آنندراج فرهنك جامع فارسي ج ٣ ص ٢٤٤٤ مادة سقمونياً وج ٦ ص ٣٨٨١ مادة محمودة » .

(٥) طنجير : الإِناء ، انظر : « آنندراج فرهنك جامع فارسي ج ٤ ص ٢٨٥٠ مادة طنجير وج ١ ص ١٠٧ مادة آوند » .

١٧١

القلق ، ودعه تحت نيران الفرق ، ثم صفّه بمنخل الأرق ، واشربه على الحرق ، فذاك دواك وشفاك ، يا عليل » .

[١٣٨٠٤] ١٣ ـ السّيد علي بن طاووس في فرج المهموم : نقلاً من كتاب التّوقيعات لعبد الله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن محمّد بن عيسى ، باسناده إلى الكاظم ( عليه السلام ) ، انّه كتب إلى عليّ بن جعفر ، وذكره ، وفيه : « مر فلاناً ـ لا فجعنا الله به ـ بما يقدر عليه من الصّيام ـ إلى أن قال ـ ويستعمل نفسه في صلاة اللّيل والنّهار استعمالاً شديداً ، وكذلك في الاستغفار ، وقراءة القرآن ، وذكر الله تعالى ، والاعتراف في القنوت بذنوبه ، ويستغفر الله منها ، ويجعل أبواباً في الصّدقة والعتق عن اشياء يسمّيها من ذنوبه ، ويخلّص نيّته في اعتقاد الحق ، ويصل رحمه ، وينشر الخير » الخبر .

[١٣٨٠٥] ١٤ ـ الشّيخ المفيد في الاختصاص قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أوّل ما ينزع من العبد الحياء ، فيصير ماقتاً ممقتاً ، ثم ينزع الله منه الامانة ، فيصير خائناً مخوناً ، ثم ينزع الله منه الرّحمة ، فيصير فظّاً غليظاً ، ويخلع دين الاسلام من عنقه ، فيصير شيطاناً لعيناً ملعوناً » .

[١٣٨٠٦] ١٥ ـ القطب الرّاوندي في لبّ اللّباب : سئل الصّادق ( عليه السلام ) : على أيّ شيء بنيت عملك ؟ قال : « على أربعة اشياء : علمت أنّ رزقي لا يأكله غيري فوثقت به ، وعلمت أنّ عليّ اموراً لا يقوم بادائها غيري فاشتغلت بها ، وعلمت أنّ الموت يأخذني بغتة فاستعددت له ، وعلمت أنّ الله مطّلع عليّ فاستحييت منه » .

[١٣٨٠٧] ١٦ ـ وعن النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال : « خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكراً صابراً : من نظر في دينه إلى من فوقه فاقتدى

____________________________

١٣ ـ فرج المهموم ص ١١٥ .

١٤ ـ الاختصاص ص ٢٤٨ .

١٥ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٦ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٧٢

به ، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فشكر الله ، فان نظر في دنياه الى من فوقه فاسف على ما فاته ، لم يكتبه الله شاكراً ولا صابراً » .

[١٣٨٠٨] ١٧ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « بئس العبد عبد بخل واختال ونسي الكبير المتعال ، بئس العبد عبد تجبّر واعتدى ، ونسى الجبّار الأعلى ، بئس العبد عبد سها ولها ، ونسي المقابر والبلى ، بئس العبد عبد يضلّه الهوى » .

[١٣٨٠٩] ١٨ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « انّ الله عزّ وجلّ يقول : وضعت خمسة في خمسة ، والنّاس يطلبونها في خمسة فلا يجدونها ، وضعت الغنى في القناعة ، والنّاس يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه ، ووضعت العزّ في خدمتي ، والنّاس يطلبونه في خدمة السّلطان فلا يجدونه ، ووضعت الفخر في التّقوى ؛ والنّاس يطلبونه بالانساب فلا يجدونه ، ووضعت الرّاحة في الجنّة ، والنّاس يطلبونها في الدّنيا فلا يجدونه » .

[١٣٨١٠] ١٩ ـ مجموعة الشهيد رحمة الله عليه : روي عن مولانا جعفر الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « طلبت الجنّة فوجدتها في السّخاء ، وطلبت العافية فوجدتها في العزلة ، وطلبت ثقل الميزان فوجدته في شهادة ان لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، وطلبت السّرعة في الدّخول الى الجنّة فوجدتها في العمل لله تعالى ، وطلبت حبّ الموت فوجدته في تقديم المال لوجه الله ، وطلبت حلاوة العبادة فوجدتها في ترك المعصية ، وطلبت رقّة القلب فوجدتها في الجوع والعطش ، وطلبت نور القلب فوجدته في التفكّر والبكاء ، وطلبت الجواز على الصّراط فوجدته في الصّدقة ، وطلبت نور الوجه فوجدته في صلاة اللّيل ، وطلبت فضل الجهاد فوجدته في الكسب للعيال ، وطلبت حبّ الله عزّ وجلّ فوجدته في بغض أهل المعاصي ، وطلبت الرّئاسة فوجدتها في

____________________________

١٧ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٨ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦١ ح ١١ .

١٩ ـ مجموعة الشهيد :

١٧٣

النّصيحة لعباد الله ، وطلبت فراغ القلب فوجدته في قلّة المال ، وطلبت عزائم الأمور فوجدتها في الصّبر ، وطلبت الشّرف فوجدته في العلم ، وطلبت العبادة فوجدتها في الورع ، وطلبت الراحة فوجدتها في الزّهد ، وطلبت الرّفعة فوجدتها في التّواضع ، وطلبت العزّ فوجدته في الصّدق ، وطلبت الذلة فوجدتها في الصّوم ، وطلبت الغنى فوجدته في القناعة ، وطلبت الانس فوجدته في قراءة القرآن ، وطلبت صحبة النّاس فوجدتها في حسن الخلق ، وطلبت رضى الله فوجدته في برّ الوالدين » .

١٧٤

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUEMostadrak-Wasael-part12imagesimage003.gif

١٧٥

١٧٦

أبواب الأمر والنهي وما يناسبها

١ ـ ( باب وجوبهما ، وتحريم تركهما )

[١٣٨١١] ١ ـ العياشي في تفسيره : عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال في قوله تعالى : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ )(١) قال : « في هذه الآية تكفير ( أهل المعاصي بالمعصية )(٢) ، لأنه من لم يكن يدعو الى الخيرات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بين المسلمين ، فليس من الأمة التي وصفها الله ، لأنكم تزعمون أن جميع المسلمين من أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله ، وقد بدت هذه الآية ، وقد وصفت امّة محمد صلّى الله عليه وآله بالدعاء الى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن لم توجد فيه هذه الصفة التي وصفت بها فكيف بها ، فكيف يكون من الأمة ؟ وهو على خلاف ما شرطه الله على الأمة ، ووصفها به » .

[١٣٨١٢] ٢ ـ وعن الفضيل بن عياض قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ، عن الورع من الناس ، فقال : « الذي يتورع من محارم الله ويجتنب هؤلاء ، وإذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه واذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقدر عليه ، فقد أحبّ أن يعصى الله ، ومن أحبّ أن يعصى الله فقد بارز الله بالعداوة » الخبر .

____________________________

أبواب الأمر والنهي

الباب ـ ١

١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٥ ح ١٢٧ ، وعنه في البرهان ج ١ ص ٣٠٨ ح ٣ .

(١) آل عمران ٣ الآية ١٠٤ .

(٢) في المصدر : أهل القبلة بالمعاصي .

٢ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٦٠ ح ٢٥ ، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٧٣ ح ٧ .

١٧٧

[١٣٨١٣] ٣ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدّثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم السلام ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من يشفع شفاعة حسنة ، أو يأمر بمعروف ، أو ينهى عن منكر ، أو دلّ على خير أو أشار به ، فهو شريك ، ومن أمر بشرّ أو دلّ عليه أو أشار به ، فهو شريك » .

ورواه السيد فضل الله في نوادره : باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ، عنه صلوات الله عليهم ، مثله(١) .

[١٣٨١٤] ٤ ـ وبهذا الإِسناد ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من شفع شفاعة حسنة ، أو أمر بمعروف ، فان الدال على الخير كفاعله » .

[١٣٨١٥] ٥ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن إبراهيم بن اسحاق ، عن عبد الله ابن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « من مشى الى سلطان جائر فأمره بتقوى الله ووعظه وخوّفه ، كان له مثل اجر الثقلين من الجن والانس ، ومثل اجورهم(١)» .

[١٣٨١٦] ٦ ـ وفي الأمالي : عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن عليّ بن مهزيار ، [ عن علي بن حديد ](١) عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داود بن فرقد ،

____________________________

٣ ـ الجعفريات ص٨٩ .

(١) نوادر الراوندي ص ٢١ .

٤ ـ الجعفريات ص ١٧١ .

٥ ـ الإِختصاص ص ٢٦١ .

(١) في المصدر : أعمالهم .

٦ ـ أمالي المفيد ص ١٨٤ ح ٧ .

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه لاستقامة السند ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٣٠٥

١٧٨

عن أبي سعيد الزهري ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » . . . الخبر .

[١٣٨١٧] ٧ ـ القطب الراوندي في فقه القرآن : في قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ )(١) روي عن أمير المؤمنين عليه السلام : ان المراد بالآية ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وفي لبّ اللباب(٢) : عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، قال : « من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، فهو خليفة الله في الأرض وخليفة رسوله » .

[١٣٨١٨] ٨ ـ السيد الرضي في المجازات النبوية قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « لتأمرن بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر ، أو ليلحينكم(١) الله كما لحيت عصاي هذه » ( لعود في يده )(٢) .

[١٣٨١٩] ٩ ـ أبو علي في أماليه : عن أبيه ، عن جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي ، عن هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد المجاشعي ، عن محمد بن جعفر بن محمد عليهما السلام ، قال : حدّثنا أبو عبد الله عليه السلام ، قال المجاشعي : وحدّثنا الرضا عليّ بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم السلام ، قال : « لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيولي الله أموركم

____________________________

وج ١٢ ص ٢٠٠ » ، وقد أضافه محقق الأمالي في المتن بين معقوفتين أيضاً .

٧ ـ فقه القرآن ج ١ ص ٣٦١ .

(١) البقرة ٢ الآية ٢٠٧ .

(٢) لب اللباب : مخطوط .

٨ ـ المجازات النبوية ص ٣٥٣ ح ٢٧١ .

(١) اللحاء : قشر كل شيء ، ولحوت العود : قشرته ( لسان العرب ج ١٥ ص ٢٤٢ ) .

(٢) في الطبعة الحجرية : « بعود في يدي » ، وما أثبتناه من المصدر .

٩ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٣٦ .

١٧٩

شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم ( دعاؤكم )(١) » .

[١٣٨٢٠] ١٠ ـ الشيخ الطوسي في أماليه : عن الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن علي بن حبشي ، عن العباس بن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، وجعفر بن عيسى ، عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل ، فبينا هو يصلي وهو في عبادته ، إذ بصر بغلامين صبيين ، قد اخذا ديكاً وهما ينتفان ريشه ، فأقبل على ما هو فيه من العبادة ولم ينههما عن ذلك ، فأوحى الله الى الأرض أن سيخي بعبدي ، فساخت به الأرض ، فهو يهوي في الدّردور(١) أبد الآبدين ودهر الداهرين » .

[١٣٨٢١] ١١ ـ نهج البلاغة : في وصيته للحسنين عليهم السلام عند وفاته : « قولا بالحق ، واعملا للأجر ، وكونا للظالم(١) خصماً ، وللمظلوم عوناً ، ثم قال : الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله ، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيولى عليكم شِراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم » .

[١٣٨٢٢] ١٢ ـ إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات : عن محمد بن هشام المرادي ، عن عمر بن هشام ، عن ثابت ، عن أبي حمزة ، عن موسى ، عن شهر إبن حوشب ، ان علياً عليه السلام قال لهم : « انه لم يهلك من كان قبلكم من الامم ، إلا بحيث ما أتوا من المعاصي ، ولم ينههم الربانيون والاحبار ، فلما تمادّوا

____________________________

(١) ليس في المصدر .

١٠ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٨٢ .

(١) في الطبعة الحجرية : « الدردون » ، والصحيح ما أثبتناه ، والدرّدور : موضع في وسط البحر يجيش ماؤه فلا تكاد تسلم منه سفينة ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٨٣ ) .

١١ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٨٥ ح ٤٧ .

(١) في الحجرية : للظالمين .

١٢ ـ الغارات ج ١ ص ٧٩ .

١٨٠