مستدرك الوسائل - ج ١٢

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٢

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

له باب خير فلينتهزه ، فإنّه لا يدري متى يغلق عنه » .

وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ترك الفرص غصص ، الفرص تمرّ مرّ السّحاب » .

[١٣٧٣٠] ٥ ـ دعائم الإِسلام : عن علي بن الحسين ومحمد بن علي ( عليهم السلام ) ، أنهما ذكرا وصيّة علي ( عليه السلام ) عند وفاته ، وهي طويلة وفيها : « وأُوصيكم بالعمل قبل أن يؤخذ منكم بالكظم(١) ، وباغتنام الصّحّة قبل السّقم ، وقبل ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ، أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )(٢) أنّىٰ ومن أين ؟ وقد كنت للهوى متّبعاً ، فيكشف له عن بصره وتهتك له حجبه ، يقول الله عزّ وجلّ : ( فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )(٣) أنّى له بالبصر ؟ الا ابصر قبل هذا الوقت الضّرر ؟ قبل أن تحجب التّوبة بنزول الكربة ، فتتمّنى النّفس أن لو ردّت لتعمل بتقواها ، فلا تنفعها المنى » الخبر .

[١٣٧٣١] ٦ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « الفرص خلس(١) ، الفوت غصص » .

وقال ( عليه السلام ) : « الفرصة غنم »(٢) .

وقال ( عليه السلام ) : « الفرص تمرّ مرّ السحاب(٣) ، ( فانتهزوها إذا

____________________________

٥ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٤٩ .

(١) الكظم : مخرج النَفَس ، ومنه حديث التوبة : ( ما لم يؤخذ بكظمه أي عند خروج نفسه وانقطاع نفسه ( لسان العرب ج ١٢ ص ٥٢٠ )

(٢) الزمر ٣٩ : ٥٦ و ٥٧ .

(٣) ق ٥٠ : ٢٢ .

٦ ـ غرر الحكم ج ١ ص ١٠ ح ١١ و١٢ .

(١) اختلس : اختطف الشيء بسرعة على غفلة . والخلس جمع خلسة . ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٦٦ ) .

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ١١ ح ٢٤٥

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٨ ح ١١٨٦ .

١٤١

أمكنت في أبواب الخير ، وإلّا عادت ندماً )(٤) » .

وقال ( عليه السلام ) : « الحزم تجرع الغصّة حتّى تمكن الفرصة »(٥) وقال ( عليه السلام ) : « التّؤدة ممدوحة (في كلّ شيء )(٦) ، إلّا في فرص الخير »(٧) .

وقال ( عليه السلام ) : « التّثبّت خير من العجلة ، إلّا في فرص البرّ »(٨) .

وقال ( عليه السلام ) : « الفرصة سريعة الفوت ، بطيئة العود »(٩) .

وقال ( عليه السلام ) : « انتهزوا فرص الخير ، فإنّها تمرّ مرّ السّحاب »(١٠) .

وقال ( عليه السلام ) : « أشدّ الغصص فوت الفرص »(١١) .

وقال ( عليه السلام ) : « إذا أمكنك الفرصة فانتهزها »(١٢) .

وقال ( عليه السلام ) : « بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة ، بادر البرّ فإنّ أعمال البرّ فرصة »(١٣) .

وقال ( عليه السلام ) : « غافص(١٤) الفرصة عند إمكانها ، فإنك غير

____________________________

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر .

(٥) غرر الحكم ج ١ ص ٧٠ ح ١٧٨٥ .

(٦) ما بين القوسين ليس في المصدر .

(٧) نفس المصدر ج ١ ص ٨٣ ح ١٩٥٩ .

(٨) نفس المصدر ج ١ ص ٨٤ ح ١٩٧٠ .

(٩) نفس المصدر ج ١ ح ٨٩ ح ٢٠٤١ .

(١٠) نفس المصدر ج ١ ص ١٣٢ ح ٢٤ .

(١١) نفس المصدر ج ١ ص ١٨٩ ح ٣٩١ .

(١٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣٢١ ح ١٥٠ .

(١٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٣٨ ح ٣ و ٤ .

(١٤) غافَصَ الشيء : أخذه على غرة كالاختلاس ( لسان العرب ج ٧ ص ٦١ ) .

١٤٢

مدركها عند فوتها »(١٥) .

وقال ( عليه السلام ) : « من قعد عن الفرصة أعجزه الفوت »(١٦) .

وقال ( عليه السلام ) : « من أخّر الفرصة عن وقتها ، فليكن على ثقة من فوتها »(١٧) .

وقال ( عليه السلام ) : « من ناهز الفرصة أمن الغصّة »(١٨) .

٩١ ـ ( باب استحباب تكرار التّوبة والاستغفار كلّ يوم وليلة من غير ذنب ، ووجوبه مع الذّنب )

[١٣٧٣٢] ١ ـ الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد : عن صفوان بن يحيى ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يتوب إلى الله في كلّ يوم سبعين مرّة من غير ذنب » قلت : يقول استغفر الله وأتوب إليه ، قال : «كان يقول : أتوب إلى الله » .

[١٣٧٣٣] ٢ ـ كتاب درست بن أبي منصور قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يتوب إلى الله في كلّ يوم سبعين مرّة .

[١٣٧٣٤] ٣ ـ السّيد علي بن طاووس في مهج الدّعوات : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من لحقته شدّة أو نكبة أو ضيق ، فقال ثلاثين ألف

____________________________

(١٥) غرر الحكم ج ٢ ص ٥١٠ ح ٦٣ .

(١٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٥٣ ح ٧٤٥ .

(١٧) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٨٣ ح ١١٣٢ .

(١٨) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٢٣ ح ١٥٣٧ .

الباب ٩١

١ ـ الزهد ص ٧٣ ح ١٩٥ .

٢ ـ كتاب درست بن أبي منصور ص ١٥٨ .

٣ ـ مهج الدعوات : ورد الحديث في صفحة ١٩ من كتاب المجتنى من الدعاء المجتبى الملحق بمهج الدعوات .

١٤٣

مرّة : استغفر الله وأتوب إليه ، الّا فرّج الله تعالى عنه » الرّاوي : وهذا خبر صحيح وقد جرّب .

٩٢ ـ ( باب صحّة التّوبة في آخر العمر ، ولو عند بلوغ النّفس الحلقوم قبل المعاينة ، وكذا الإِسلام )

[١٣٧٣٥] ١ ـ العيّاشي في تفسيره : عن جابر ، عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « كان ابليس أوّل من ناح ، وأوّل من تغنّى ، وأوّل من حدا ، قال : لمّا أكل آدم من الشّجرة تغنّى ، قال : فلمّا هبط حدا به ، فلمّا استقرّ على الأرض ناح فاذكره ما في الجنّة ، فقال : [ آدم ](١) ربّ هذا الّذي جعلت بيني وبينه العداوة ، لم اقو عليه وأنا في الجنّة ، وإن لم تعنِّ عليه لم أقو عليه ، فقال [ الله ](٢) : السّيئة بالسّيئة ، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ، قال : ربّ زدني ، قال : لا يولد لك ولد إلّا جعلت له ملكاً أو ملكين يحفظانه ، قال : ربّ زدني ، قال : التّوبة مفروضة في الجسد ما دام فيه الرّوح ، قال : ربّ زدني ، قال : اغفر الذّنوب ولا أبالي ، قال : حسبي » الخبر .

[١٣٧٣٦] ٢ ـ وعن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « إذا بلغت النّفس هذه ـ وأهوى بيده إلى حنجرته ـ لم يكن للعالم توبة ، وكانت للجاهل توبة » .

[١٣٧٣٧] ٣ ـ وعن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، في قول الله :

____________________________

الباب ٩٢

١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٧٦ ح ٢٧٧ ، وعنه في البحار ج ١١ ص ٢١٢ ح ٢٠ ، و ج ٦٣ ص ٢١٩ ح ٥٨ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٢٨ ح ٦٤ .

٣ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٢٨ ح ٦٣ .

١٤٤

( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ )(١) قال : « هو الفرار ، تاب حين لم ينفعه التّوبة ولم يقبل منه » .

[١٣٧٣٨] ٤ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : « أتى أعرابيّ إلى النّبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : اخبرني عن التّوبة ، إلى متى تقبل ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ بابها مفتوح لابن آدم لا يسدّ حتّى تطلع الشّمس من مغربها ، وذلك قوله تعالى : ( إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ )(١) وهي طلوع الشّمس من مغربها ( لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )(٢) » .

[١٣٧٣٩] ٥ ـ جامع الأخبار : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من تاب إلى الله قبل موته بسنة تاب الله عليه ، ثم قال : الا وسنة كثير ، من تاب إلى الله قبل موته بشهر تاب الله عليه ، وقال : شهر كثير ، من تاب إلى الله قبل موته بجمعة تاب الله عليه ، قال : وجمعة كثير ، من تاب إلى الله قبل موته بيوم تاب الله عليه ، قال : ويوم كثير ، من تاب إلى الله قبل موته بساعة تاب الله عليه ، ثم قال : وساعة كثير ، من تاب إلى الله قبل أن يغرغر بالموت تاب الله عليه » .

[١٣٧٤٠] ٦ ـ أحمد بن محمّد السيّاري في كتاب القراآت : روي عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال لعليّ ( عليه السلام ) : « إنّي سألت الله جلّ وعزّ أن لا يحرم شيعتك التّوبة ، حتّى يبلغ نفس آخر منهم بحنجرته(١) ، فأجابني إلى

____________________________

(١) النساء ٤ : ١٨ .

٤ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٩٥ .

(١ ، ٢) الأنعام ٦ : ١٥٨ .

٥ ـ جامع الأخبار ص ١٠٢ .

٦ ـ القراءات ص ٥٥ .

(١) في المصدر : لحنجرته .

١٤٥

ذلك ، وليس ذلك لغيرهم » .

٩٣ ـ ( باب استحباب الاستغفار في السّحر )

[١٣٧٤١] ١ ـ الجعفريات : اخبرنا عبدالله بن محمد قال : اخبرنا محمد بن محمد ، حدّثني موسى قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « يقول الله عزّ وجلّ وتبارك وتعالى : إذا أردت أن أُصيب أهل الأرض بعذاب ، لولا رجال يتحابون خلالي ، ويعمرون مساجدي ، ويستغفرون بالأسحار ، لولاهم لا نزلت عذابي » .

الشّيخ ابو الفتوح في تفسيره : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله(١) .

[١٣٧٤٢] ٢ ـ وعن أمّ سعد ، عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّ الله تعالى يحبّ ثلاثة أصوات : صوت الدّيك ، وصوت قارىء القرآن ، وصوت الّذين يستغفرون بالأسحار » .

[١٣٧٤٣] ٣ ـ وروي أنّ داود ( عليه السلام ) ، سأل جبرئيل عن أفضل الأوقات ، قال : لا أعلم ، إلّا أنّ العرش يهتزّ في الأسحار .

[١٣٧٤٤] ٤ ـ وفي وصايا لقمان لابنه : يا بنيّ ، لا يكون الدّيك أكيس منك ، يقوم في وقت السّحر ويستغفر ، وأنت نائم .

[١٣٧٤٥] ٥ ـ الديلمي في الإِرشاد : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه

____________________________

الباب ٩٣

١ ـ الجعفريات ص ٢٢٩ .

(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٢٥ .

٢ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٢٥ .

٣ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٢٥ .

٤ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٢٥ .

٥ ـ إرشاد القلوب ص ١٩٦ .

١٤٦

قال : « ثلاثة معصومون من ابليس وجنوده : الذّاكرون لله ، والباكون من خشية الله ، والمستغفرون بالأسحار » .

[١٣٧٤٦] ٦ ـ القطب الرّاوندي في قصص الأنبياء : بإسناده إلى الصّدوق ، عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن شريف بن سابق التّفليسي ، عن الفضل بن قرّة السّمندي ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ أفضل الصّدقة صدقة اللّسان ، تحقن به الدّماء ، وتدفع به الكريهة ، وتجرّ المنفعة إلى أخيك المسلم ، ثم قال : إنّ عابد بني اسرائيل الّذي كان أعبدهم ، كان يسعى في حوائج الناس عند الملك ، وأنّه لقي اسماعيل بن حزقيل فقال : لا تبرح حتّى أرجع إليك يا اسماعيل ، فسها عنه عند الملك ، فبقي اسماعيل الى الحول هناك ، فأنبت الله لاسماعيل عشباً فكان يأكل منه ، وأجرى له عيناً ، وأظلّه بغمام ، فخرج الملك بعد ذلك للتنزّه ومعه العابد ، فرأى اسماعيل فقال له : إنّك هاهنا يا اسماعيل ، فقال له : قلت : لا تبرح ، فلم أبرح . فسمّي صادق الوعد ، قال : وكان جبّار مع الملك فقال : أيّها الملك كذب العبد ، قد مررت بهذه البريّة فلم أره ها هنا ، فقال له اسماعيل : إن كنت كاذباً فنزع الله صالح ما أعطاك ، قال : فتناثرت أسنان الجبّار ، فقال الجبّار : إنّي كذبت على هذا العبد(١) ، فاطلب يدعو الله أنّ يردّ عليّ أسناني ، فإنّي شيخ كبير ، فطلب إليه الملك فقال : إنّي أفعل ، قال : السّاعة ، قال : لا ، وأخّره إلى السّحر ، ثم دعا له ، ثم قال : يا فضل إنّ أفضل ما دعوتم الله بالأسحار ، قال الله تعالى : ( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )(٢) » .

[١٣٦٤٧] ٧ ـ مصباح الشّريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « ولا تغفل عن

____________________________

٦ ـ قصص الأنبياء ص ١٨٩ ، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٣٨٩ ح ٤ .

(١) في المصدر زيادة : الصالح .

(٢) الذاريات ٥١ : ١٨ .

٧ ـ مصباح الشريعة ص ٢٥٤ .

١٤٧

الاستغفار بالأسحار ، فإنّ للقانتين فيه أشواقاً » .

٩٤ ـ ( باب أنّه يجب على الإِنسان أن يتلافى في يومه ما فرّط في أمسه ، ولا يؤخّر ذلك إلى غد )

[١٣٧٤٨] ١ ـ زيد الزرّاد في أصله : قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، يقول : « من استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان يومه الّذي هو فيه خيراً من أمسه الّذي ارتحل عنه(١) فهو مغبوط » .

زيد قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، يقول : « ملعون مغبون من غبن(٢) عمره يوماً بعد يوم ، ومغبوط محسود من كان يومه الّذي هو فيه خيراً من أمسه الّذي ارتحل عنه » .

[١٣٧٤٩] ٢ ـ الشّيخ المفيد في الأمالي : عن ابن الوليد ، عن أبيه ، عن الصّفار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن علي بن حديد ، عن علي بن النّعمان رفعه قال : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، يقول : « ويح من غلبت واحدته عشرته » وكان أبو عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة ، وكان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يقول : أظهر اليأس من النّاس ـ إلى أن قال ـ وإن استطعت أن تكون اليوم خيراً منك أمس وغداً خيراً منك اليوم فافعل » .

[١٣٧٥٠] ٣ ـ أحمد بن محمّد السّياري في كتاب القراآت : روى بعض أصحابنا ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « ما من يوم إلّا وهو يقول :

____________________________

الباب ٩٤

١ ـ أصل زيد الزراد ص ٥ .

(١) في الطبعة الحجرية « منه » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في الطبعة الحجرية : « غبنه » وما اثبتناه من المصدر .

٢ ـ أمالي المفيد ص ١٨٣ .

٣ ـ القراآت ص ٤٧ .

١٤٨

إنّي يوم جديد ، ( وإن على كلّ )(١) ما يفعل في شهيد ، ولو قد غربت شمسي لم أرجع إليكم أبداً » .

[١٣٧٥١] ٤ ـ كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي : عن حميد بن شعيب ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال سمعته يقول : « إن النّهار إذا جاء قال : يابن آدم اعمل في يومك هذا خيراً ، أشهد لك عند ربّك يوم القيامة ، فإنّي لم آتك أشهد لك فيما مضى ، ولم آتك فيما بقي ، وإذا جاء ليله قال له مثل ذلك » .

[١٣٧٥٢] ٥ ـ أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي في كتاب التّحصين : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال في كلام طويل في ذمّ الدّنيا : « إنّما الدّنيا ثلاثة أيّام : يوم مضى بما فيه فليس بعائد ، ويوم أنت فيه يحقّ عليك اغتنامه ، ويوم لا تدري [ هل أنت ](١) من أهله ولعلّك راحل فيه ، وأمّا أمس فحكيم مؤدّب ، وأمّا اليوم فصديق مودّع ، وأمّا غداً فإنّما في يدك منه الأمل ، فإن يك أمس سبقك بنفسه فقد أبقى في يديك حكمته ، وإن يك يومك هذا آنسك بقدومه فقد كان طويل الغيبة عنك ، وهو سريع الرّحلة عنك ، فتزوّد منه واحسن وداعه ، خذ بالبقية(٢) في العمل ، وإيّاك والاغترار بالأمل ، ولا يدخل عليك اليوم هم غد يكفيك(٣) همّه ، وغداً إذا أحلّ لتشغله ، إنّك إن حملت على اليوم هم غد ، زدت في حزنك وتعبك ، وتكلّفت أن تجمع في يومك ما يكفيك أيّاماً ، فعظم الحزن ، وزاد الشّغل ، واشتدّ التّعب ، وضعف العمل للأمل ، ولو أخليت قلبك من الأمل تجد(٤)

____________________________

(١) في الحجرية : وإن كل ، وما اثبتناه من المصدر .

٤ ـ كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص ٦٨ .

٥ ـ التحصين ص ٦ .

(١) اثبتناه من المصدر .

(٢) في نسخة : بالثقة .

(٣) في نسخة : يكفي اليوم .

(٤) في المصدر : لجدّ .

١٤٩

ذلك العمل ، والأمل منك في اليوم قد ضرّك في وجهين : سوّفت به في العمل ، وزدت في الهمّ والحزن ، أو لا ترى أنّ الدّنيا ساعة بين ساعتين ؟ ساعة مضت ، وساعة بقيت ، وساعة أنت فيها ، فأمّا الماضية والباقية (٥) فلست تجد لرخائهما لذّة ، ولا لشدّتهما ألماً ، فانزل السّاعة الماضية والسّاعة الّتي أنت فيها منزلة الضّيفين نزلا بك ، فظعن الرّاحل عنك بذمّه إيّاك ، وحلّ النّازل بك بالتّجربة لك ، فإحسانك إلى الثاوي يمحو إساءتك إلى الماضي ، فادرك ما أضعت باغتنامك فيما استقبلت ، واحذر أن تجتمع عليك شهادتهما فيوبقاك ، ولو أن مقبوراً من الأموات قيل له : هذه الدنيا [ من ](٦) أوّلها إلى آخرها نجعلها لولدك الذين لم يكن لك همّ غيرهم ، أو يوم نردّه إليك فتعمل فيه لنفسك ، لاختار يوماً يستعتب(٧) فيه من سيّىء ما أسلف ، على جميع الدّنيا يورثها لولده ومن خلفه ، فما يمنعك أيّها المفرّط المسوّف ؟ أن تعمل على مهل قبل حلول الأجل ، وما يجعل المقبور أشدّ تعظيماً لما في يديك منك ، ألا تسعى في تحرير رقبتك ، وفكاك رقّك ، ووفاء نفسك !؟ » .

[١٣٧٥٣] ٦ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « العاقل(١) من كان يومه خيراً من أمسه ، وعقل الذّم عن نفسه » .

وقال ( عليه السلام ) : « إنّ العاقل من نظر في يومه لغده ، وسعى في فكاك نفسه ، وعمل لما لا بدّ منه ولا محيص له عنه »(٢) .

وقال ( عليه السلام ) : « ولا تؤخّر عمل يوم إلى غد ، وامض لكلّ يوم

____________________________

(٥) ليس في المصدر .

(٦) أثبتناه من المصدر .

(٧) الاستعتاب : طلب الرجوع عن الذنب الى المرضي لله تعالى . ( لسان العرب ج ١ ص ٥٧٧ ) .

٦ ـ غرر الحكم ج ١ ص ٧٢ ح ١٨٢١ .

(١) في المصدر : الكيس .

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٣٨ ح ١٩٤ .

١٥٠

عمله »(٣) .

وقال : « فاز من أصلح عمل يومه ، واستدرك فوارط أمسه »(٤) .

[١٣٧٥٤] ٧ ـ الشّيخ الطّوسي في أماليه : بإسناده عن أبي ذرّ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ياأبا ذرّ ، إيّاك والتّسويف بأملك ، فإنّك بيومك ولست بما بعده ، فإن يكن غداً لك فكن(١) في الغد كما كنت في اليوم ، وإن لم يكن غداً لك لم تندم على ما فرطت في اليوم » .

[١٣٧٥٥] ٨ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أنّه قال : « اعمل لكلّ يوم بما فيه ترشد » .

[١٣٧٥٦] ٩ ـ الصّدوق في معاني الأخبار : عن الطّالقاني ، عن ( أحمد بن محمد )(١) الهمداني ، عن الحسن بن القاسم ، عن علي بن ابراهيم الهمداني ، عن أبي عبدالله محمد(٢) بن خالد ، عن عبدالله بن بكير المرادي ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ( عليهم السلام ) ، قال : « بينا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّؤهم للحرب ، إذ أتاه شيخ عليه شحبة(٣) السّفر ،

____________________________

(٣) غرر الحكم ص ١٦٥ « الطبعة الحجرية » .

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٥١٦ ح ١٣ .

٧ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٣٩ .

(١) في المصدر : تكن .

٨ ـ الجعفريات ص ٢٣٣ .

٩ ـ معاني الأخبار ص ١٩٧ .

(١) في الطبعة الحجرية : محمد بن أحمد ، وما أثبتناه من المصدر وهو الصحيح ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٢١٩ ) .

(٢) في الطبعة الحجرية : « بن محمد » وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ١٢٢ ) .

(٣) في المصدر : شجبة ، وشحب : أي تغير جسمه أو لونه من هزال أو جوع أو سفر

١٥١

فقال : أين أمير المؤمنين ؟ فقيل : هو ذا ، فسلّم عليه فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ كبير ، قد سمعت فيك من الفضل ما لا أُحصي ، وإنّي أظنّك ستغتال ، فعلّمني مما علّمك الله ، قال : نعم يا شيخ ، من اعتدل يوماه فهو مغبون ، ومن كانت الدّنيا همّته اشتدّت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شرّ يوميه فمحروم ، ومن لم يبال ما رزىء من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النّقص من نفسه غلب عليه الهوى ، ومن كان في نقص فالموت خير له » .

ورواه في كتاب الغايات(٤) : عنه ( عليه السلام ) ، مثله .

٩٥ ـ ( باب وجوب محاسبة النّفس كلّ يوم وملاحظتها ، وحمد الله على الحسنات ، وتدارك السّيئات )

[١٣٧٥٧] ١ ـ نهج البلاغة : من كلامه ( عليه السلام ) عند تلاوته قوله تعالى : ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ )(١) الآية : « فلو مثّلتهم لعقلك في مقاومهم المحمودة ومجالسهم المشهودة ، قد نشروا دواوين أعمالهم ، وفرغوا لمحاسبة أنفسهم على كلّ صغيرة وكبيرة ، أمروا بها فقصّروا عنها أو نهوا [ عنها ](٢) ففرّطوا فيها ، وحملوا ثقل أوزارهم على ظهورهم ، فضعفوا عن الاستقلال بها ، فنشجوا نشيجاً(٣) ، وتجاوبوا حنيناً(٤) ، يعجّون إلى ربّهم من مقام ندم واعتراف ، لرأيت أعلام هدى ومصابيح دجى ، قد حفّت بهم الملائكة ، وتنزّلت عليهم السّكينة ، وفتحت لهم أبواب السّماء ، واعدّت لهم مقاعد

____________________________

( لسان العرب ج ١ ص ٤٨٤ ) .

(٤) الغايات ص ٦٦ .

الباب ٩٥

١ ـ نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٣٧ ح ٢١٧ .

(١) النور ٢٤ : ٣٧ .

(٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) النشيج : أشد البكاء ( لسان العرب ج ٢ ص ٣٧٧ ) .

(٤) في المصدر : نحيباً .

١٥٢

المكرمات(٥) ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ فحاسب نفسك لنفسك ، فإنّ غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك » .

[١٣٧٥٨] ٢ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال لعبد الله بن جندب : « حقّ على كلّ مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كلّ يوم وليلة على نفسه ، فيكون محاسب نفسه ، فإن رأى حسنة استزاد منها ، وإن رأى سيّئة استغفر منها ، لئلّا يخزى يوم القيامة » .

[١٣٧٥٩] ٣ ـ وعن هشام بن الحكم ، عن الكاظم ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « يا هشام ، ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم ، فإن عمل حسنة استزاد منه ، وإن عمل سيّئاً استغفر الله منه وتاب(١) » .

[١٣٧٦٠] ٤ ـ الشيخ شاذان بن جبرئيل القمّي في كتاب الرّوضة والفضائل : بإسناده عن عبدالله بن مسعود ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في خبر طويل فيه ذكر ما رآه ( صلى الله عليه وآله ) مكتوباً على أبواب الجنّة والنّار الى أن قال ـ : و « على الباب السّابع ـ أي من النّار ـ مكتوب ثلاث كلمات : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، ووبّخوا نفوسكم(١) قبل أن توبّخوا ، وادعوا الله عز وجلّ قبل أن تردوا عليه ولا تقدروا على ذلك » .

[١٣٧٦١] ٥ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال :

____________________________

(٥) في المصدر : الكرامات .

٢ ـ تحف العقول ص ٢٢١ .

٣ ـ تحف العقول ص ٢٩٥ .

(١) في المصدر زيادة : إليه .

٤ ـ الروضة لابن شاذان :          والفضائل ص ١٦٢ وعنهما في البحار ج ٨ ص ١٤٤ ح ٦٧ .

(١) في المصدر : أنفسكم .

٥ ـ غرر الحكم ج ١ ص ٣٧١ ح ٤٦ .

١٥٣

« جاهد نفسك وحاسبها محاسبة الشّريك شريكه ، وطالبها بحقوق الله مطالبة الخصم خصمه ، فإنّ أسعد الناس من انتدب لمحاسبة نفسه » .

وعنه ( عليه السلام ) : « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، ووازنوها قبل أن توازنوا(١) ، حاسبوا أنفسكم بأعمالها ، وطالبوها بأداء المفروض عليها ، والأخذ من فنائها لبقائها »(٢) .

وعنه ( عليه السلام ) : « من حاسب نفسه سعد »(٣) .

وقال ( عليه السلام ) : « من حاسب نفسه ربح »(٤) .

وقال : « من تعاهد نفسه بالمحاسبة ، أمن فيها المداهنة »(٥) .

وقال : « من حاسب نفسه وقف على عيوبه ، وأحاط بذنوبه ، واستقال الذّنوب ، وأصلح العيوب »(٦) .

وقال : « ما أحقّ الإِنسان أن تكون له ساعة لا يشغله [ عنها ](٧) شاغل ، يحاسب فيها نفسه ، فينظر فيما اكتسب لها وعليها ، في ليلها ونهارها »(٨) .

وقال : « ثمرة المحاسبة صلاح(٩) النفس »(١٠) .

وقال : « ما المغبوط إلّا من كانت همّته نفسه ، لا يغبها عن محاسبتها

____________________________

(١) في الطبعة الحجرية : « توازنوها » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) غرر الحكم ج ١ ص ٣٨٥ ح ٦٦ و٦٧ .

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٢٢ ح ٣٤٣ .

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٦١٨ ح ١٦٣ .

(٥) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٣٣ ح ٤٢٥ .

(٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٩٦ ح ١٢٦٥ .

(٧) أثبتناه من المصدر .

(٨) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٥٣ ح ٢٤١ .

(٩) في المصدر : اصلاح .

(١٠) نفس المصدر ج ١ ص ٣٦٢ ح ٦٨ .

١٥٤

ومطالبتها ومجاهدتها »(١١) .

[١٣٧٦٢] ٦ ـ رسالة محاسبة النّفس لبعض العلماء ، ( ولعلّها للسّيد علي بن طاووس )(١) ، في الحديث : « لا يكون الرّجل من المتّقين حتّى يحاسب نفسه ، فيعلم طعامه وشرابه ولبسه » .

وعنه ( عليه السلام ) : « قيّدوا أنفسكم بمحاسبتها ، واملكوها بمخالفتها ، تأمنوا من الله الرّهب ، وتدركوا عنده الرّغب ، فإنّ الحازم من قيّد نفسه بالمحاسبة ، وملكها بالمغالبة ، وأسعد الناس من انتدب لمحاسبة نفسه ، وطالبها حقوقها بيومه وأمسه »(٢) .

وعنه ( عليه السلام ) : « الكيّس من دان نفسه ـ أي يحاسبها(٣) ـ وعمل لما بعد الموت وطالبها »(٤) .

[١٣٧٦٣] ٧ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، عن علي بن محمد القاشاني ، عن حفص بن غياث القاضي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنّه قال في حديث : « ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، فإنّ أمكنة القيامة خمسون(١) موقفاً ، كلّ موقف مقام ألف سنة(٢) ، ثم تلا هذه الآية : ( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ

____________________________

(١١) غرر الحكم ج ٢ ص ٧٥٣ ح ٢٤٢ .

٦ ـ رسالة محاسبة النفس ص ٧٢ .

(١) بل للشيخ ابراهيم الكفعمي : علماً بأنّ السيد علي بن طاووس له رسالة محاسبة النفس لكنّها خالية من هذه الأحاديث .

(٢) نفس المصدر ص ٥ .

(٣) في المصدر : أي حاسبها .

(٤) رسالة محاسبة النفس للشيخ الكفعمي ص ٥ .

٧ ـ أمالي المفيد ص ٢٧٤ .

(١) في المصدر : فإنّ في القيامة خمسين . . .

(٢) في المصدر زيادة : ممّا تعدّون .

١٥٥

أَلْفَ سَنَةٍ )(٣) » .

[١٣٧٦٤] ٨ ـ وبالإِسناد عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن علي بن حديد ، عن علي بن النّعمان ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبي النّعمان العجلي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ـ في حديث ـ أنّه قال : « ياأبا النّعمان ، لا يغرّنك الناس عن نفسك ، فإنّ الأمر يصل إليك دونهم ، ولا تقطعنّ نهارك بكذا وكذا ، فإنّ معك من يحفظ عليك ، واحسن فلم أر شيئاً أسرع دركاً ولا أشدّ طلباً من حسنة لذنب قديم » .

٩٦ ـ ( باب وجوب التّحفظ عند زيادة العمر ، خصوصاً أبناء الأربعين فصاعداً )

[١٣٧٦٥] ١ ـ العيّاشي في تفسيره : عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثين سنة فقد بلغ أشدّه ، وإذا بلغ أربعين سنة فقد انتهى منتهاه ، وإذا بلغ احدى وأربعين فهو في النّقصان ، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النّزع » .

[١٣٧٦٦] ٢ ـ الدّيلمي في إرشاد القلوب : روي أنّ لله تعالى ملكاً ينادي : يا أبناء السّتين ، عدوّا أنفسكم في الموتى .

[١٣٧٦٧] ٣ ـ وعن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : « إذا بلغ الرّجل أربعين سنة ، نادى مناد من السّماء : دنا الرّحيل فاعدّ زاداً ، ولقد كان فيما مضى إذا أتت على الرّجل أربعون سنة حاسب نفسه » .

____________________________

(٣) المعارج ٧٠ : ٤ .

٨ ـ أمالي المفيد ص ١٨٣ .

الباب ٩٦

١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٩٢ ح ٧٢ .

٢ ـ إرشاد القلوب ص ٤٠ .

٣ ـ إرشاد القلوب ص ١٨٥ .

١٥٦

[١٣٧٦٨] ٤ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « قال الله تعالى : وعزّتي وجلالي ، إنّي لاستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإِسلام أن أُعذّبهما ، ثم بكى ( صلى الله عليه وآله ) ، فقيل : ممّ تبكي يا رسول الله ؟ فقال : أبكي لمن استحيى الله من عذابهم ، ولا يستحيون من عصيانه » .

[١٣٧٦٩] ٥ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّ لله تعالى ملكاً ينزل في كلّ ليلة فينادي : يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا ، ويا أبناء الثلاثين لا تغرّنكم الحياة الدّنيا ، ويا أبناء الأربعين ماذا أعددتم للقاء ربكم ؟ ويا أبناء الخمسين أتاكم النّذير ، ويا أبنا السّتين زرع آن حصاده ، ويا أبناء السّبعين نودي لكم فاجيبوا ، ويا أبناء الثّمانين اتتكم السّاعة انتم غافلون ، ثم يقول : لولا عباد ركّع ، ورجال خشع ، وصبيان رضّع ، وأنعام رتّع ، لصبّ عليكم العذاب صبّاً » .

[١٣٧٧٠] ٦ ـ جامع الأخبار : عن حازم بن حبيب الجعفي ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « إذا بلغت ستّين سنة ، فاحسب نفسك في الموتى » .

[١٣٧٧١] ٧ ـ وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده ، وأبناء الخمسين ماذا قدّمتم وماذا أخّرتم ؟ أبناء السّتين هلّموا إلى الحساب لا عذر لكم ، أبناء السّبعين عدّوا أنفسكم من الموتى » .

٩٧ ـ ( باب وجوب عمل الحسنة بعد السّيئة )

[١٣٧٧٢] ١ ـ العيّاشي في تفسيره : عن ابراهيم الكرخي قال : كنت عند أبي

____________________________

٤ ـ ارشاد القلوب ص ٤١ .

٥ ـ ارشاد القلوب ص ٣٢ .

٦ ـ جامع الأخبار ص ١٤٠ .

٧ ـ جامع الأخبار ص ١٤٠ .

الباب ٩٧

١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٦٢ ح ٧٥ ، وعنه في البرهان ج ٢ ص ٢٣٩ ح ١٥ .

١٥٧

عبدالله ( عليه السلام ) ، فدخل عليه ( رجل من أهل المدينة )(١) ، فقال له أبو عبدالله ( عليه السلام )(٢) : « ( من اين )(٣) جئت ؟ » ( قال : ولم يقل في جوابه )(٤) فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « جئت من هاهنا وهاهنا ، انظر بما تقطع به يومك ، فإنّ معك ملكاً موكّلاً يحفظ ويكتب(٥) ما تعمل ، فلا تحتقر سيّئة وإن كانت صغيرة فإنّها ستسوؤك يوماً ، ولا تحتقر حسنة فإنّه ليس شيء أشدّ طلباً(٦) من الحسنة ، إنّها لتدرك الذّنب العظيم القديم ( فتحذفه وتسقطه )(٧) وتذهب به(٨) ، وذلك قول الله : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ )(٩) » .

[١٣٧٧٣] ٢ ـ وعن سماعة بن مهران ، عنه ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه قال : « إنّ الخطيئة لا تكفّر الخطيئة ، ولكنّ الحسنة تكفّر الخطيئة » .

[١٣٧٧٤] ٣ ـ الشّيخ المفيد في أماليه : عن علي بن محمد بن حبيش ، عن [ الحسن بن علي الزعفراني ، عن أبي اسحاق ابراهيم بن محمد الثقفي ، عن عبد الله بن ](١) محمد بن عثمان ، عن علي بن محمد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد ، عن أبي اسحاق الهمداني ، عن أمير المؤمنين

____________________________

(١) في المصدر : « مولى له » .

(٢) في المصدر زيادة : يا فلان .

(٣) في المصدر : « متى » .

(٤) في المصدر : « فسكت » .

(٥) في المصدر : عليك .

(٦) وفيه زيادة : ولا أسرع دركاً .

(٧) ليس في المصدر .

(٨) في الطبعة الحجرية زيادة : « بعدك » وحذفت لعدم وجودها في المصدر وعدم انسجامها مع السياق .

(٩) هود ١١ : ١١٤ .

٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٦٢ ح ٧٧ .

٣ ـ أمالي المفيد ص ٢٦٢ .

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الطبعة الحجرية وأثبتناه من المصدر .

١٥٨

( عليه السلام ) ـ فيما كتبه إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر ـ وفيه : « وإن الله يكفّر بكلّ حسنة سيّئة ، قال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ )(٢) » الآية الخ .

[١٣٧٧٥] ٤ ـ وعن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عبدالله بن زيد ، عن ابن أبي يعفور قال : قال لي أبو عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : « لا يغرّنك الناس عن نفسك ، فإنّ الأمر يصل إليك دونهم ، ولا تقطع عنك النّهار بكذا وكذا ، فإنّ معك من يحفظ عليك ، ولا تستقلّ قليل الخير فإنّك تراه غداً حيث يسرّك ، ولا تستقلّ قليل الشرّ فإنّك تراه غداً بحيث يسؤوك ، واحسن فإنّي لم أر شيئاً أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من الحسنة لذنب قديم ، إنّ الله جلّ اسمه يقول : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ )(١) » .

[١٣٧٧٦] ٥ ـ وبهذا الإِسناد عن علي بن مهزيار : عن علي بن حديد ، عن علي بن النّعمان ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبي النّعمان العجلي قال : قال أبو جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، في حديث : « وأحسن ، فلم أر شيئاً أسرع دركاً ولا أشدّ طلباً من حسنة لذنب قديم » .

[١٣٧٧٧] ٦ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن [ عمرو بن ](١) عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال : « ما أوحى الله تعالى به إلى موسى : يا موسى انّ الحسنة عشرة اضعاف ومن السّيئة الواحدة الهلاك (٢) ، ولا

____________________________

(٢) هود ١١ : ١١٤ .

٤ ـ أمالي المفيد ص ١٨١ ح ٣ .

(١) هود ١١ : ١١٤ .

٥ ـ أمالي المفيد ص ١٨٢ ح ٥ .

٦ ـ الكافي ج ٨ ص ٤٩ .

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال ، انظر معجم رجال الحديث ج ١٣ ص ١١٤ .

(٢) أثبتناه من المصدر .

١٥٩

تشرك بي ، لا يحلّ لك أن تشرك بي ، قارب وسدّد ، وادع دعاء الطّامع الراغب فيما عندي ، النّادم على ما قدّمت يداه ، فانّ سواد اللّيل يمحوه النّهار ، وكذلك السّيئة تمحوها الحسنة ، وعشوة(٣) اللّيل تأتي على ضوء النّهار ، وكذلك السّيئة تأتي علىٰ الحسنة الجليلة فتسودها » .

٩٨ ـ ( باب صحّة التوبة من المرتدّ )

[١٣٧٧٨] ١ ـ دعائم الاسلام : عن ابي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « من كان مؤمناً يعمل خيراً ثم اصابته فتنة فكفر ، ثم تاب بعد كفره ، كتب له كلّ شيء عمله في ايمانه ، فلا يبطله كفره إذا تاب بعد كفره » .

٩٩ ـ ( باب وجوب الاشتغال بصالح الأعمال من الأهل والمال )

[١٣٧٧٩] ١ ـ أبو يعلى الجعفري في نزهة النّاظر : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّما مثل احدكم وأهله وماله وعمله ، كرجل له ثلاثة اخوة ، فقال لأخيه الّذي هو ماله حين حضرته الوفاة ونزل به الموت : ما عندك فقد ترى ما نزل بي ؟ فقال له اخوه الّذي هو ماله : مالك عندي غنى ولا نفع إلّا ما دمت حيّاً ، فخذ منّي الآن ما شئت ، فإذا فارقتك فسيذهب بي إلى ما ذهب غير مذهبك ، وسيأخذني غيرك ، فالتفت النّبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى اصحابه فقال : هذا الّذي هو ماله ، فايّ اخ ترون هذا ؟ فقالوا : أخ لا نرى به طائلاً ، ثم قال لأخيه الّذي هو أهله وقد نزل به الموت : ما عندك في نفعي والدّفع عنّي ، فقد نزل بي ما ترى ؟ فقال : عندي أن

____________________________

(٣) عشوة الليل : سواده وظلمته ( لسان العرب ج ١٥ ص ٦٠) .

الباب ٩٨

١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٣ ح ١٧٢٨ .

الباب ٩٩

١ ـ نزهة الناظر ص ١٥ .

١٦٠