بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

حدثنا الشيخ الامام برهان الدين البلخي رحمه الله إملاء بالمسجد الجامع بالدمشق سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، قال : حدثنا الامام الاستاد أبومحمد القطواني رحمه الله بسمرقند قال : حدثنا أبومنصور أحمد بن محمد التميمي بعرفة قال : حدثنا أبوسهل محمد بن محمد الاشعث الانصاري ، قال : حدثنا طلحة بن شريح بن عبدالكريم التميمي وأبويعقوب يوسف بن علي بن إبراهيم بن بجير ومحمد بن فارس الطالقانيون قالوا : أخبرنا أبوا الفضل جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قال : حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن إبراهيم بن عبدالاعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كنت أخشى العذاب الليل والنهار ، حتى جاءني جبرئيل بسورة قل هو الله أحد ، فعلمت أن الله لا يعذب امتي بعد نزولها ، فانها نسبة الله عزوجل ، فمن تعاهد قراءتها بعد كل صلاة تناثر البر من السماء على مفرق رأسه ، ونزلت عليه السكينة ، لها دوي حول العرش حتى ينظر الله عزوجل إلى قارئها فيغفره الله مغفرة لا يعذبه بعدها ، ثم لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه الله إياه ويجعله في كلاءة ، وله من يوم يقرأها إلى يوم القيامة خير الدنيا والاخرة ، ويصيب الفوز والمنزلة والرفعة ، ويسع عليه في الرزق ، ويمد له في العمر ، ويكفى من اموره كلها ، ولا يذوق سكرات الموت ، وينجو من عذاب القبر ، ولا يخاف اموره إذا خاف العباد ، ولا يفزع إذا فزعوا.

فاذا وافى الجمع أتوه بنجيبة خلقت من درة بيضاء فيركبها فيمر به حتى تقف بين يدي الله عزوجل ، فينظر الله إليه بالرحمة ، ويكرمه بالجنة ، يتبوء منها حيث يشاء.

فطوبى لقارئها فانه ما من أحد يقرأها إلا وكل الله عزوجل به مائة ألف ملك يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، ويستغفرون له ، ويكتبون له الحسنات إلى يوم يموت ، ويغرس له بكل حرف نخلة على كل نخلة مائة ألف شمراخ ، على كل شمراخ عدد رمل عالج بسرا كل بسرة مثل قلة من قلال هجر ، يضئ نورها

٣٦١

ما بين السماء والارض ، والنخلة من ذهب أحمر ، والبسرة من درة حمراء ، ووكل الله تعالى ألف ملك يبنون له المدائن والقصور ، ويمشي على الارض وهي تفرح به ويموت مغفورا له ، وإذا قام بين يدي الله عزوجل قال له : أبشر قرير العين ، بمالك عندي من الكرامة ، فتعجب الملائكة لقربه من الله عزوجل.

وإن قراءة هذه السورة براءة من النار ، ومن قرأها شهد ألف ألف ملك ويقول الله تعالى : ملائكتي انظروا ما ذا يريد عبدي؟ وهو أعلم بحاجته.

ومن أحب قراءتها كتبه الله تعالى من الفائزين القانتين ، فاذا كان يوم القيامة قالت الملائكه : يا ربنا عبدك هذا يحب نسبتك ، فيقول : لا يبقين منكم ملك إلا شيعه إلى الجنة فيزفونه إليها كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، فاذا دخل الجنه ونظرت الملائكة إلى درجاته وقصوره ، يقولون : ما هذا أرفع منزلا من الذين كانوا معه؟ فيقول الله عزوجل : أرسلت أنبياء ، وأنزلت معهم كتبي ، وبينت لهم ما أنا صانع لمن آمن بي من الكرامة ، وأنا معذب من كذبني وكل من أطاعني يصل إلى جنتي ، وليس كل من دخل إلى جنتي يصل إلى هذه الكرامة ، أنا اجازي كلا على قدر عمله من الثواب ، إلا أصحاب سورة الاخلاص فانهم كانوا يحبون قراءتها آناء الليل والنهار ، فلذلك فضلتهم على سائر أهل الجنة ، فمن مات على حنها يقول الله تعالى : من يقدر على أن يجازي عبدي أنا الملئ أنا اجازيه ، فيقول : عبدي ادخل جنتي ، فاذا دخلها يقول : الحمدلله الذي صدقنا وعده.

طوبى لمن أحب قراءتها ، فمن قرأها كل يوم ثلاث مرات يقول الله تعالى : عبدي وفقت وأصبت ما أردت ، هذه جنتي فادخلها لترى ما أعددت لك فيها من الكرامة والنعم ، بقراءتك قل هو الله أحد ، فيدخل فيى ألف ألف قهرمان (١) على ألف ألف مدينة ، كل مدينة كما بين المشرق والمغرب ، فيها قصور وحدائق فارغبوا في قراءتها فانه ما من مؤمن يقرأها في كل يوم عشر مرات إلا وقد استوجب رضوان الله الاكبر ، وكان من الذين قال الله تعالى : ( فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم

____________________

(١) القهرمان وكيل الخرج والدخل ، مولد ، يرادف لغة ( بيشكار ) بالفارسية.

٣٦٢

من النبيين والصديقين ) (١) الاية.

ومن قرأها عشرين مرة فله ثواب سبعمائة رجل اهريقت دماؤهم في سبيل الله وبورك عليه ، وعلى أهله ، وماله وولده. ومن قرأها ثلاثين مرة جاور النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجنة ، ومن قرأها خمسين مرة غفر الله له ذنبه خمسين سنة ، ومن قرأها مائة مرة كتب الله له عبادة مائة سنة ، ومن قرأها مائتي مرة فكأنما أعتق مائتي رقبة ، ومن قرأها أربعمائة مرة كان له أجرأر بعمائة شهيد ، ومن قرأها خمسمائة مرة غفر الله له ولوالديه ، ومن قرأها ألف مرة فقد أدى بدله إلى الله تعالى ، وقد صار عتيقا من النار.

اعلموا أن الله يعطي خير الدنيا والاخرة بقراءتها ولا يتعاهد قراءتها إلا السعداء ولا يأبى قراءتها إلا الاشقياء.

١٢٥

( باب )

* ( ( فضائل المعوذتين ، وأنهما من القرآن ، زائدا على ما سبق ) ) *

* ( ( في طى الابواب ويأتى في أبواب الدعاء من هذا المجلد ) ) *

* ( ( أيضا ، وفيه فضل سورة الجحد وغيرها ) ) *

* ( ( من السور أيضا فلا تغفل ) ) *

١ ـ فس : أبي ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان سبب نزول المعوذتين أنه وعك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فنزل عليه جبرئيل بهاتين السورتين فعوده بهما (٢).

٢ ـ فس : علي بن الحسين ، عن البرقي ، عن علي بن الحكم ، عن ابن عميرة عن الحضرمي قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين

____________________

(١) النساء : ٧٠.

(٢) تفسير القمى : ٧٤٤.

٣٦٣

من المصحف ، فقال عليه‌السلام : كان أبي يقول : إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه ، وهما من القرآن (١).

٣ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إرديس ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني ، عن ابن أبي العلاء ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل له : يا عبدالله أبشر فقد قبل الله وترك (٢).

٤ ـ طب : أحمد بن زياد ، عن فضالة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن الصادق عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجد (٣).

٥ ـ طب : عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه رأى مصروعا فدعا له بقدح فيه ماء ثم قرأ عليه الحمد والمعوذتين ، ونفث في القدح ثم أمر فصب الماء على رأسه ووجهه فأفاق وقال له : لا يعود إليك أبدا (٤).

٦ ـ طب : محمد بن جعفر البرسي ، عن محمد بن يحيي الارمني ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إن جبرئيل عليه‌السلام أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له : يا محمد ، قال : لبيك يا جبرئيل ، قال : إن فلا نا اليهودي سحرك وجعل السحر في بئربني فلان ، فابعث إليه يعني إلى البئر أو ثق الناس عندك ، وأعظمهم في عينك ، وهو عديل نفسك ، حتى يأتيك بالسحر.

قال : فبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب عليه‌السلام وقال : انطلق إلى بئر أزوان فان فيها سحرا سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي فأتني به قال علي عليه‌السلام : فانطلقت في حاجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهبطت ، فاذا ماء البئر قد صار كأنه ما الحناء من

____________________

(١) تفسير القمى ص ٧٤٤.

(٢) ثواب الاعمال ص ١١٦.

(٣) طب الائمة ص ٣٩.

(٤) طب الائمة ص ١١١.

٣٦٤

السحر (١).

فطلبته مستعجلا حتى انتهيت إلى أسفل القليب ، فلم أظفر به ، قال الذين معي : ما فيه شئ فاصعد ، فقلت : لا والله ما كذبت وما كذبت ، وما نفسي به مثل أنفسكم (٢) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ثم طلبت طلبا بلطف فاستخرجت حقا فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : افتحه ففتحته فإذا في الحق قطعة كرب النخل (٣) في جوفه ، وتر عليها إحدى وعشرين عقدة ، وكان جبرئيل عليه‌السلام أنزل يومئذ المعوذتين على النبي قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي اقرأهما على الوتر فجعل أميرالمؤمنين عليه‌السلام كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى فرغ منها وكشف الله عزوجل عن نبيه ما سحر به وعافاه.

ويروى أن جبرئيل وميكائيل عليهما‌السلام أتيا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فجلس أحدهما عن يمينه ، والاخر عن شماله ، فقال جبرئيل عليه‌السلام لميكائيل عليه‌السلام : ما وجع الرجل؟ فقال ميكائيل : هو مطبوب (٤) فقال جبرئيل عليه‌السلام : ومن طبه؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي. ثم ذكر الحديث إلى آخره (٥).

٧ ـ طب : إبراهيم البيطار قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ويقال له يونس المصلي لكثرة صلاته عن ابن مسكان ، عن زرارة قال : قال أبوجعفر الباقر عليه‌السلام إن السحرة لم يسلطوا على شئ إلا على العين.

وعن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام أنه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن؟ فقال الصادق عليه‌السلام نعم هما من القرآن ، فقال الرجل : إنهما ليستا من القرآن

____________________

(١) في المصدر المطبوع ( ماء الحياض ).

(٢) وما يقينى به مثل يقينكم به ظ.

(٣) الحق بالضم وعاء صغير من خشب وقد يصنع من العاج ، وكرب النخل : بالتحريك اصول السعف الغلاظ العراض.

(٤) رجل مطبوب : أى مسحور ، كنوا بالطب عن السحر تفاءلا بالبراءة.

(٥) طب الائمة ص ١١٣ ، وللقصة ذكر في تفسير مجمع البيان ج ١٠ ص ٥٦٨ الدر المنثور ج ٦ ص ٤١٧ و ٤١٨.

٣٦٥

في قراءة ابن مسعود ، ولا في مصحفه ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : أخطأ ابن مسعود أو قال : كذب ابن مسعود ، هما من القرآن.

قال الرجل : فأقرأ بهما يا ابن رسول الله في المكتوبة؟ قال : نعم ، وهل تدري ما معنى المعوذتين وفي أي شئ نزلتا؟ إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سحره لبيد بن أعصم اليهودي ، فقال أبوبصير لابي عبدالله عليه‌السلام : وما كاد أو عسى أن يبلغ من سحره؟ قال أبوعبدالله الصادق عليه‌السلام : بلى كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يرى أنه يجامع وليس يجامع وكان يريد الباب ولا يبصره ، حتى يلمسه بيده ، والسحر حق وما يسلط السحر إلا على العين والفرج ، فأتاه جبرئيل عليه‌السلام فأخبره بذلك ، فدعا عليا عليه‌السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر أزوان وذكر الحديث بطوله إلى آخره (١).

٨ ـ دعوات الراوندى : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لسعته عقرب فدعاء بماء وقرأ عليه الحمد والمعوذتين ، ثم جرع منه جرعا ثم دعا بملح ودافه في الماء ، وجعل يدلك صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك الموضع حتى سكن.

٩ ـ فر : محمد بن عبدالله بن عمر الخزاز ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن عيسى بن محمد ، عن جده ، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : سحر لبيد ابن أعصم اليهودي وام عبدالله اليهودي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في عقد من قز أحمر وأخضر وأصفر ، فعقدوه له في إحدى عشر عقدة ثم جعلوه في جف من طلع ، قال : يعني قشور اللوز ثم أدخلوه في بئر بواد بالمدينة في مراقي البئر تحت راعوفة يعني حجر الماتح (٢) ، فأقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ، ولا يأتي النساء ، فنزل عليه جبرئيل عليه‌السلام ونزل معه المعوذتين فقال له : يا محمد ما شأنك قال : ما أدري أنا بالحال الذي ترى ، قال : فان ام عبدالله ولبيد بن أعصم سحراك فأخبره بالسحر ، وحيث هو ، ثم قرأ جبرئيل عليه‌السلام بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ

____________________

(١) طب الائمة ص ١١٤.

(٢) حجر ينصب في اسفل البئر ليقوم عليه الماتح ويغرف الماء بيده أو بقدح ويملا الدلاء ، والمائح هو الذى يقوم في أعلى البئر.

٣٦٦

برب الفلق ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك ، فانحلت عقدة ، ثم لم يزل يقرأ آية ويقرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وينحل عقده حتى قرأ عليه إحدى عشر آية ، وانحلت إحدى عشر عقدة ، وجلس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ودخل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأخبره بما أخبر جبرئيل عليه‌السلام به ، وقال : انطلق فائتني بالسحر ، فخرج أميرالمؤمنين عليه‌السلام فجاءه به فأمر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فنقض ثم تفل عليه ، وأرسل إلى لبيد بن أعصم وام عبدالله اليهودية فقال : ما دعاكم إلى ما صنعتم؟ ثم دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على لبيد ، وقال : لا أخرجك الله من الدنيا سالما ، قال : وكان موسرا كثير المال فمر به غلام يسعى في اذنه قرط قيمته دينار فجاذبه فخرم به اذن الصبي فاخذ وقطعت يده ، فمات من وقته.

١٠ ـ الدر المنثور : عن حنظلة السدوسي قال : قلت لعكرمة : اصلي بقوم فأقرء بقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، فقال اقرأ بهما فانهما من القرآن.

وعن عقبة بن عامر قال : قلت : يا رسول الله أقرئني بسورة يسوف عليه‌السلام وسورة هود عليه‌السلام قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عقبة اقرأ بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فانك لن تقرأ سورة أحب إلى الله وأبلغ منهما ، فان استطعت أن لا [ تقرأ إلا بهما ] فافعل.

وعن أبى حابس الجهني أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا أبا حابس ألا اخبرك بأفضل ما تعوذبه المتعوذون؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس هما المتعوذتان.

وعن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتعوذ من عين الجن ومن عين الانس ، فلما نزلت سورة المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك.

وعن ابن مسعود أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكره عشر خصال : الصفرة يعني الخلوق وتغيير الشيب ، وجر الازار ، والتختم بالذهب ، وعقد التمائم ، والرقى إلا بالمعوذات والضرب بالكعاب ، والتبرج بالزينة لغير بعلها ، وعزل الماء لغير حله ، وفساد الصبي غير محرمه.

٣٦٧

وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اقرؤا بالمعوذات في دبر كل صلاة.

وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما يعني المعوذتين.

وعن عقبة بن عامر قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عقبة اقرء بقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، فانك لن تقرء أبلغ منهما.

وعن ام سلمة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب السور إلى الله قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس.

وعن معاذ بن جبل قال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في سفر فصلى الغداة فقرء فيهما بالمعوذتين ، ثم قال : يا معاذ هل سمعت؟ قلت : نعم ، قال : من قرأ الناس بمثلهن.

وعن جابر بن عبدالله قال : أخذ بمنكبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اقرأ ، قلت : ما أقرأ بأبي أنت وامي قال : قل أعوذ برب الفلق ، ثم قال : اقرء ، قلت : بأبي أنت وامي ما أقرأ؟ قال : قل أعوذ برب الناس ، ولن تقرأ بمثلهما.

وعن ثابت بن قيس : اشتكى فأتاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مريض فرقاه بالمعوذات ونفث عليه ، وقال : اللهم رب الناس اكشف البأس عن ثابت بن قيس بن شماس ثم أخذ ترابا من واديهم ذلك ، يعني بطحان فألقاه في ماء فسقاه.

وعن ابن عامر الجهني قال : كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في سفر فلما طلع الفجر أذن وأقام ثم أقامني عن يمينه ثم قرأ بالمعوذتين ، فلما انصرف قال : كيف رأيت؟ قلت : رأيت يا رسول الله ، قال : فاقرأ بهما كلهما نمت وكلما قمت.

وعن قتادة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعقبة بن عامر : اقرأ بقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس فانهما أحب القرآن إلى الله.

وعن عقبة بن عامر قال : كنت أقود برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله راحلته في السفر فقال : يا عقبة ألا اعلمك خير سورتين قرئتا؟ قلت : بلى ، قال : قل أعوذ برب الفلق

٣٦٨

وقل أعوذ برب الناس ، فلما نزل صلى بهما صلاة الغداة ثم قال : وكيف ترى يا عقبة.

وعن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ركب بغلة فحادت به فحبسها وأمر رجلا أن يقرء عليها قل أعوذ برب الفلق من شرما خلق ، فسكتت ومضت.

وعن أبي هريرة قال : أهدى النجاشي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بغلة شهباء فكان فيها صعوبة ، فقال للزبير : اركبها وذللها وكأن الزبير اتقى ، فقال له : اركبها واقرء القرآن ، فقال : ما أقرأ ، قال : اقرأ قل أعوذ برب الفلق ، فو الذي نفسي بيده ما قمت تصلي بمثلها.

وعن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين وتفل أو نفث.

وعن ابن عمر قال : إذا قرأت قل أعوذ برب الفلق فقل : أعوذ برب الفلق وإذا قرأت قل أعوذ برب الناس فقل : أعوذ برب الناس (١).

١٢٦

* ( باب ) *

* ( الدعاء عند ختم القرآن ) *

( زائدا على ما أوردناه في أبواب الدعاء من هذا المجلد )

أقول : وجدت بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجبعي رحمه الله الدعاء لختم القرآن نقل من خط الشيخ شمس الدين محمد بن مكي رحمه الله وقال : إنه نقله من مصحف بالمشهد المقدس الكاظمي الجوادي صلوات الله عليهما وسلامه.

بسم الله الرحمن الرحيم : صدق الله أعلى الصادقين ، ومنطق جميع الناطقين وبلغت الرسل الكرام سادات الانام عليهم‌السلام ، اللهم انفعنا بالقرآن العظيم ، واهدنا بالايات والذكر الحكيم ، وتقبل مناقراءته إنك أنت السميع العليم ، ولا تضرب به

____________________

(١) الدر المنثور ج ٦ ص ٤١٦ ٤١٧.

٣٦٩

وجوهنا يا إله العالمين.

اللهم فكما جعلتنا من أهله ، وشرفتنا بفضله ، واصطفيتنا لحمله ، وهديتنا به ، وبلغتنا به نهاية المراد ، وجعلتنا به شهداء على الامم يوم المعاد فاجعلنا ممن ينتفع بأوامره ، ويرتدع بزواجره ، ويقتنع بحلاله ، ويؤمن بما تشا به من آياته حتى تغفر لنا ذنوبنا ببركاته ، وتوفر ثوابنا لقراءته ، وتكشف به عنا نوازل دهرنا وآفاته ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم وكما رزقتنا المعونة على حفظه ، ولينت ألسنتنا لتلاوة لفظه ، فارزقنا التدبر لمعانيه ، ووفقنا للعمل بما فيه ، واجعلنا ممتثلين لاوامره ونواهيه ، واشرح صدورنا بأنوار مثانيه ، وأعذنا به من ظلم الشرك واتباع داعيه ، وأعطنا لتلاوته في أيام دهرنا ولياليه ، ثوابا تعم لجماعة سامعيه وتاليه ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم انفعنا بما فصلت في كتابك من الايات ، واجمعنا به على طاعتك في سائر الاوقات ، وأعذنا به من جميع الشدائد والافات ، واغفرلنا به سالف ما اقترفناه من السيئات ، واكشف به عنا نوازل الكربات ، ولقنا به البشرى عند معاينة الممات برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك أن تطهر به قلوبنا من دنس العصيان ، وتكفر به ذنوبنا الواردة إلى منازل الهوان ، وتعصمنا به من الفتن في الاديان والابدان ، وتونس به وحشتنا عند الانفراد في أضيق مكان ، وتلقننا به الحجج البالغة إذا سألنا الملكان برحمتك يا أرحم الرحمين.

اللهم اجعلنا ممن يعتقد تصديقه ، ويقصد طريقه ، ويرعى حقوقه ، ويتبع مفترض أو امره ، ويرتدع منهي زواجره ، ويستضئ بنور بصائره ، ويقتني بأجر ذخايره برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعله مسليا لاحزاننا ، وما حيا لا ثامنا ، وكفارة لما سلف من ذنوبنا وعصمة لما بقي من أعمارنا.

اللهم اسعدنا به ولا تشقنا ، وأعزنا به ولا تذلنا ، وارفعنا به ولا تضعنا ، وأغننا

٣٧٠

به ولا تحوجنا.

اللهم اجعله لاعمالنا غارسا ، ولنا برحمتك عن جميع الذنوب والمحارم حابسا ، وفي ظلم الليالي موقظا وموانسا.

اللهم اغفرلنا به كبائر الذنوب ، واستر به علينا قبائح العيوب ، وبلغنا به إلى كل محبوب ، وفرج اللهم به عنا وعن كل مكروب برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعلنا ممن يحسن صحبته في كل الاوقات ، ويجل حرمته عن مواقف التهمات ، وينزه قدره من الوثوب على ما نهيت عنه في الخلوات ، حتى تعصمنا به من جميع السيئات ، وتنجينا به من جميع الهلكات ، وتسلمنا به من اقتحام البدع والشبهات ، وتكفينا به جميع الافات.

اللهم طهرنا بكتابك من دنس الذنوب والخطايا ، وامنن علينا بالاستعداد لنزول المنايا ، وهب لنا الصبر الجميل عند حلول الرزايا ، حتى يجتمع لنا بختمنا هذه خير الدنيا وخير الاخرة ، فانك أهل التقوى وأهل المغفرة.

اللهم اجعل ختمتنا هذه أبرك الختمات ، وساعتنا هذه أشرف الساعات اغفرلنا بها ما مضى من ذنوبنا وما هو آت ، حينا بها بأطيب التحيات ، ارفع لنا أعمالنا في الباقيات الصالحات.

اللهم اجعل ختمتنا هذه ختمة مباركة تحط عنابها أوزارنا ، وتدر بها أرزاقنا ، وتديم بها سلامتنا وعافيتنا ، وتجمع بها شملنا ، وتغني بها فقرنا ، وتكتب بها سلامتنا ، وتغفر بها ذنوبنا ، وتستر بها عيوبنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم لا تدع لنا بالقرآن ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا عيبا إلا سترته ، ولا مريضا إلا شفيته ، ولا ميتا إلا رحمته ، ولا فاسدا إلا أصلحته ، ولا ضالا إلا هديته ، ولا عدوا إلا أهلكته ، ولا سعرا إلا أرخصته ، ولا شرابا إلا أعذبته ، ولا كبيرا إلا وفقته ، ولا صغيرا إلا أكبرته ولا حاجة من حوائج الدنيا إلا أعنتنا على قضائها برحمتك يا أرحم الراحمين.

٣٧١

اللهم انصر جيوش الاسلام وفرسانه ، وحماة الدين وشجعانه ، وأنصار الدين وأعوانه ، ليزيدوا دينك عزا ويثبتوا أركانه ، ويدكد كوا الكفر وينكسوا صلبانه ، ويقلعوا سرير ملكه وسلطانه ، واجعل اللهم لا سراء المسلمين منك فرجا وسبب لهم إلى دار الاسلام مخرجا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعداؤنا إن سلكوا برا فاخسف بهم ، وإن سلكوا بحرا فغر قهم وارمهم بحجرك الدامغ ، وسيفك القاطع برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم من أرادنا بسوء فأرده ، ومن كادنا فكده ، ومن بغى علينا فأهلكه يا كثير الخير ، يا دائم المعروف ، يا من لم يزل كريما ، ولا يزال رحيما.

اللهم أنت العالم بحوائجنا فاقضها ، وأنت العالم بسرائر نا فأصلحها ، وأنت العالم بذنوبنا فاغفرها برحتمك يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفرلنا ولا بائنا ولا مهاتنا وإخواننا وأخواتنا ولا ستادينا ولمعلمينا الخير ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ، وقنا برحمتك عذاب القبر ، وعذاب النار ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

٣٧٢

١٢٧

* ( باب ) *

* ( ( متشابهات القرآن ، وتفسير المقطعات ) ) *

( ( وأنه نزل باياك أعنى واسمعى يا جارة ، وأن فيه عاما ) )

( ( وخاصا ، وناسخا ومنسوخا ، ومحكما ومتشابها ) )

الايات : آل عمران : هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا اولوا الالباب (١).

١ ـ م مع : محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلى على يدي علي بن أحمد البغدادي ، عن معاذ بن المثنى ، عن عبدالله بن أسماء ، عن جويرية ، عن سفيان الثوري قال : قلت للصادق عليه‌السلام : يا ابن رسول الله ما معنى قول الله عزوجل : ( الم ) و ( المص ) و ( الر ) و ( المر ) و ( كهيعص ) و ( طه ) و ( طس ) و (طسم) و ( يس ) و ( ص ) و ( حم ) و ( حم عسق ) و ( ق ) و ( ن )؟ قال عليه‌السلام : أما ( الم ) في أول البقرة فمعناه أنا الله الملك ، وأما ( الم ) في أول آل عمران فمعناه أنا الله المجيد ، و ( المص ) معناه أنا الله المقتدر الصادق و ( الر ) معناه أنا الله الرؤف و ( المر ) معناه أنا الله المحيي المميت الرازق و ( كهيعص ) معناه أنا الكافي الهادي الولي العالم الصادق الوعد وأما ( طه ) فاسم من أسماء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعناه يا طالب الحق الهادي إليه ما انزل عليك القرآن لتشقى بل لتسعد به ، وأما ( طس ) فمعناه أنا الطالب السميع وأما ( طسم ) فمعناه أنا الطالب السميع المبدئ المعيد.

وأما ( يس ) فاسم من أسماء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعناه يا أيها السامع لوحيي

____________________

(١) آل عمران : ٧.

٣٧٣

( والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم ).

وأما ( ص ) فعين تنبع من تحت العرش ، وهي التي توضأ منها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما عرج به ، ويدخلها جبرئيل عليه‌السلام كل يوم دخلة فيغتمس فيهاثم يخرج فينفض أجنحته فليس من قطرة تقطر من أجنحته إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يسبح الله ويقدسه ويكبره ويحمده إلى يوم القيامة.

وأما ( حم ) فمعناه الحميد المجيد ، وأما ( حمعسق ) فمعناه الحليم المثيب العالم السميع القادر القوي ، وأما ( ق ) فهو الجبل المحيط بالارض وخضرة السماء منه ، وبه يمسك الله الارض أن تميد بأهلها ، وأما ( ن ) فهو نهر في الجنة قال الله عزوجل : اجمد! فجمد فصار مدادا ثم قال عزوجل للقلم : اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فالمداد مداد من نور ، والقلم قلم من نور ، واللوح لوح من نور.

قال سفيان : فقلت له : يا ابن رسول الله بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان ، وعلمني مما علمك الله ، فقال : يا ابن سعيد لولا أنك أهل للجواب ما أجبتك ، فنون ملك يؤدي إلى القلم ، وهو ملك ، والقلم يؤدي إلى اللوح وهو ملك ، واللوح يؤدي إلى إسرافيل ، وإسرافيل يؤدي إلى ميكائيل ، وميكائيل يؤدي إلى جبرئيل ، وجبرئيل يؤدي إلى الانبياء والرسل صلوات الله عليهم قال : ثم قال لي : قم يا سفيان فلا آمن عليك (١).

٢ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : إن حيي بن أخطب وأبا يا سربن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا له : أليس فيما تذكر فيما انزل إليك ( الم )؟ قال : بلى ، قالوا : أتاك بها جبرئيل من عندالله؟ قال : نعم قالوا : لقد بعث أنبياء قبلك ما نعلم نبيا منهم أخبرما مدة ملكه وما أكل امته غيرك ، قال : فأقبل حيى بن أخطب على أصحابه فقال لهم : الالف واحد واللام

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٢٢ و ٢٣.

٣٧٤

ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة ، فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأكل امته إحدى وسبعون سنة ، قال : ثم أقبل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له : يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال : نعم ، قال : فهاته قال : ( المص ) قال : هذا أثقل وأطول ، الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون وهذه مائة وإحدى وستون سنة ، ثم قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هل مع هذا غيره؟ قال : نعم قال : هات قال : ( الر ) قال : هذا أثقل وأطول الالف واحد واللام ثلاثون ، والراء مائتان ثم قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم قال : هات قال : ( المر ) قال : هذا أثقل وأطول الالف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان ، ثم قال : فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم ، قال : لقد التبس علينا أمرك فما ندري ما اعطيت ، ثم قاموا عنه ، ثم قال أبوياسر لحيي أخيه : وما يدريك لعل محمدا قد جمع هذا كله وأكثر منه.

فقال أبوجعفر عليه‌السلام : إن هذه الايات انزلت فيهم ( منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ) وهي تجري في وجوه اخر على غير ما تأول به حيى ابن أخطب وأخوه أبوياسر وأصحابه (١).

مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم مثله (٢).

٣ ـ مع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن يحيى بن عمران ، عن يونس عن سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ( الم ) هو حرف من حروف اسم الله الاعظم المقطع في القرآن الذي يولفه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو الامام ، فاذا دعا به اجيب ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) قال : بيان لشيعتنا ( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقنا هم ينفقون ) قال : مما علمناهم يبثون ، ومما علمنا هم من القرآن يتلون (٣).

____________________

(١) تفسير القمى ص ٢١٠.

(٢ ـ ٣) معاين الاخبار ص ٢٣.

٣٧٥

فس : أبي مثله (١).

٤ ـ فس : جعفر بن أحمد ، عن عبيدالله ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : ( كهيعص ) قال : هذه أسماء الله مقطعة أما قوله : ( كهيعص ) قال الله : هو الكافي الهادي العالم الصادق ذي الايادي العظام وهو كما وصف نفسه تبارك وتعالى (٢).

٥ ـ فس : ( حمعسق ) هو حروف من اسم الله الاعظم المقطوع ، يؤلفه الرسول أو الامام صلى الله عليهما ، فيكون الاسم الاعظم الذي إذا دعي الله به أجاب (٣).

٦ ـ فس : أحمد بن علي وأحمد بن إدريس معا ، عن محمد بن أحمد العلوي عن العمركي ، عن محمد بن جمهور ، عن سليمان بن سماعة ، عن عبدالله بن القاسم عن يحيى بن ميسرة الخثعمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ( عسق ) عداد سني القائم عليه‌السلام ، وقاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر ، فخضرة السماء من ذلك الجبل ، وعلم علي كله في عسق (٤).

٧ ـ مع : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن أحمد ، عن سليمان بن الخصيب قال : حدثني الثقة عن أبي جمعة رحمة بن صدقه قال : أتى رجل من بني امية وكان زنديقا جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقال : قول الله عزوجل في كتابه : ( المص ) أي شئ أراد بهذا؟ وأي شئ فيه من الحلال والحرام؟ وأي شئ فيه مما ينتفع به الناس؟ قال : فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقال : أمسك ويحك الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون والصاد تسعون ، كم معك؟ فقال الرجل : أحد وثلاثون ومائة ، فقال له جعفر بن محمد عليهما‌السلام : إذا انقضت سنة إحدى وثلاثين ومائة انقضى ملك أصحابك ، قال :

____________________

(١) تفسير القمى ص ٢٧.

(٢) تفسير القمى ص ٤٠٨.

(٣ ـ ٤) تفسير القمى ص ٥٩٥ ، وفيه علم كل شى في عسق.

٣٧٦

فنظرنا فلما انقضت سنة إحدى وثلاثين ومائة يوم عاشورا دخل المسودة الكوفة وذهب ملكهم (١).

شى : عن أبي جمعة مثله ، وفيه ستون مكان الثلاثين في الموضعين (٢).

٨ ـ مع : الطالقاني عن الجلودي ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه قال : حضرت عند جعفر بن محمد عليهما‌السلام فدخل عليه رجل فسأله ( عن كهيعص ) فقال عليه‌السلام : ( كاف ) كاف لشيعتنا ( ها ) هاد لهم ( يا ) ولي لهم ( عين ) عالم بأهل طاعتنا ( صاد ) صادق لهم وعدهم ، حتى يبلغ بهم المنزلة التي وعدها إياهم في بطن القرآن (٣).

٩ ـ ن : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن [ أبي ] حيون مولى الرضا عنه عليه‌السلام قال : من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم (٤).

أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب تعلم القرآن.

١٠ ـ مع : المفسر باسناده إلى أبي محمد العسكري عليه‌السلام أنه قال : كذبت قريش واليهود بالقرآن ، وقالوا : سحر مبين تقوله ، فقال الله : ( الم ذلك الكتاب ) أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك هو بالحروف المقطعة التي منها ألف لام ميم ، وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين ، واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم. ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله : ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) (٥).

ثم قال الله : ( الم ) أي القرآن الذي افتتح بالم هو ( ذلك الكتاب ) الذي أخبرت

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٢٨.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢.

(٣) معانى الاخبار ص ٢٨.

(٤) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٩٠.

(٥) أسرى : ٩١.

٣٧٧

به موسى فمن بعده من الانبياء فأخبروا بني إسرائيل أني سانزله عليك يا محمد كتابا عزيزا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( لا ريب فيه ) لا شك فيه لظهوره عندهم كما أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه الباطل ، يقرؤه هو وامته على سائر أحوالهم ( هدى ) بيان من الضلالة ( للمتقين ) الذين يتقون الموبقات ، ويتقون تسليط السفه على أنفسهم ، حتى إذا علموا ما يجب عليهم علمه ، عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم.

قال : وقال الصادق عليه‌السلام : ثم الالف حرف من حروف قولك الله ، دل بالالف على قولك الله ، ودل باللام على قولك الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين ودل بالميم على أنه المجيد المحمود في كل أفعاله ، وجعل هذا القول حجة على اليهود ، وذلك أن الله لما بعث موسى بن عمران ثم من بعده من الانبياء إلى بني إسرائيل لم يكن فيهم قوم إلا أخذوا عليهم العهود والمواثيق ليؤمنن بمحمد العربي الامي المبعوث بمكة الذي يهاجر إلى المدينة ، يأتي بكتاب بالحروف المقطعة افتتاح بعض سوره ، يحفظه امته فيقرؤنه قياما وقعودا ومشاة ، وعلى كل الاحوال ، يسهل الله عزوجل حفظه عليهم.

ويقرنون بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أخاه ووصيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام الاخذ عنه علومه التي علمها ، والمتقلد عنه لاماناته التي قلدها ، ومذلل كل من عاند محمدا بسيفه الباتر ، ومفحم كل من جادله وخاصمه بدليله القاهر ، يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله حتى يقودهم إلى قبوله طائعين وكارهين ، ثم إذا صار محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى رضوان الله عزوجل وارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان ، وحروفوا تأويلاته ، وغيروا معانيه ، ووضعوها على خلاف وجوهها ، قاتلهم بعد على تأويله حتى يكون إبليس الغاوي لهم هو الخاسر الذليل المطرود المغلوب.

قال : فلما بعث الله محمدا وأظهره بمكة ثم سيره منها إلى المدينة وأظهره بها ثم أنزل عليه الكتاب وجعل افتتاح سورته الكبرى بالم ، يعني ( الم ذلك الكتاب ) وهو ذلك الكتاب الذي أخبرت أنبيائي السالفين أني سانزله عليك يا محمد ( لاريب

٣٧٨

فيه ) فقد ظهر كما أخبرهم به أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لا يمحوه الباطل ، يقرؤه هو وامته على سائر أحوالهم ثم اليهود يحرفونه عن جهته ويتأو لونه على غير جهته ، ويتعاطون التوصل إلى علم ما قد طواه الله عنهم من حال أجل هذه الامة وكم مدة ملكهم.

فجاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منهم جماعة فولى رسول الله عليا علهيما السلام مخاطبتهم فقال قائلهم : إن كان ما يقول محمد حقا لقد علمنا كم قدر ملك امته؟ هو إحدى وسبعون سنة : الالف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فقال علي عليه‌السلام : فما تصنعون بالمص وقد انزلت عليه؟ قالوا : هذه إحدى وستون ومائة سنة ، قال : فماذا تصنعون بالر وقد انزلت عليه؟ فقالوا : هذه أكثر هذه مائتان وإحدى وثلاثور سنة ، فقال علي عليه‌السلام : فما تصنعون بما انزل إليه المر؟ قالوا : هذه مائتان وإحدى وسبعون سنة ، فقال علي عليه‌السلام : فواحدة من هذه له أو جميعها له؟ فاختلط كلامهم فبعضهم قال له : واحدة منها ، وبعضهم قال : بل يجمع له كلها وذلك سبعمائة وأربع سنين ، ثم يرجع الملك إلينا يعني إلى اليهود.

فقال علي عليه‌السلام : أكتاب من كتب الله نطق بهذا أم آراؤكم دلتكم عليه؟ فقال بعضهم : كتاب الله نطق به ، وقال آخرون منهم : بل آراؤنا دلت عليه ، فقال علي عليه‌السلام : فأتوا بالكتاب من عندالله ينطق بما تقولون ، فعجزوا عن إيراد ذلك ، وقال للاخرين : فدلونا على صواب هذا الرأي؟ فقالوا صواب رأينا دليله أن هذا حساب الجمل.

فقال علي عليه‌السلام : كيف دل على ما تقولون وليس في هذه الحروف إلا ما اقترحتم بلا بيان؟ أرأيتم إن قيل لكم إن هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكنها دلالة على أن كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب ، أو أن عدد ذلك لكل واحد منكم ومنا بعدد هذا الحساب دراهم أو دنانير أو أن لعلى على كل واحد منكم دين عدد ماله مثل عدد هذا الحساب.

قالوا : يا أبا الحسن ليس شئ مما ذكرته منصوصا عليه في ( الم ) و ( المص )

٣٧٩

و ( الر ) و ( المر ) فقال علي عليه‌السلام : ولا شئ مما ذكر تموه منصوص عليه في ( الم ) و ( المص ) و ( الر ) و ( المر ) فان بطل قولنا لما قلنا ، بطل قولك لما قلت ، فقال خطيبهم ومنطيقهم : تلا تفرح يا علي ، إن عجزنا عن إقامة حجة فيما تقولهن على دعوانا فأي حجة لك في دعواك إلا أن تجعل عجزنا حجتك ، فاذا ما لنا حجة فيما نقول ولا لكم حجة فيما تقولون.

قال علي عليه‌السلام : لا سواء ، إن لنا حجة هي المعجزة الباهرة ثم نادي جمال اليهود : يا أيتها الجمال اشهدي لمحمد ، ولوصيه ، فتبادر الجمال : صدقت صدقت يا وصي محمد ، وكذب هؤلاء اليهود.

فقال علي عليه‌السلام : هؤلاء جنس من الشهود ، يا ثياب اليهود التي عليهم اشهدي لمحمد ولوصيه ، فنطقت ثيابهم كلها : صدقت صدقت يا علي نشهد أن محمدا رسول الله حقا وأنك يا علي وصيه حقا ، لم يثبت محمد قدما في مكرمة إلا وطئت على موضع قدمه ، بمثل مكرمته ، فأنتما شقيقان من أشرف أنوار الله ، فميزتما اثنين ، وأنتما في الفضائل شريكان ، إلا أنه لا نبي بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فعند ذلك خرس ذلك اليهودي ، وآمن بعض النظارة منهم برسول الله ، وغلب الشقاء على اليهود وسائر النظارة الاخرين ، فذلك ما قال الله تعالى ( لا ريب فيه ) إنه كما قال محمد ووصي محمد عن قول محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول رب العالمين.

ثم قال : ( هدى ) بيان وشفاء ( للمتقين ) من شيعة محمد وعلي إنهم اتقوا أنواع الكفر فتركوها ، واتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها ، واتقوا إظهار أسرار الله وأسرار أزكياء عباده الاوصياء بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فكتموها ، واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين لها ، وفيهم نشروها (١).

١١ ـ مع : أحمد بن عبدالرحمن المروزي ، عن محمد بن جعفر المقري ، عن محمد ابن الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم الطريفي ، عن عباس بن يزيد ، عن أبيه يزيد بن الحسين ، عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال : قال الصادق عليه‌السلام : القرآن

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٢٤ ٢٨ ، تفسير الامام ص ٢٩ ٣١.

٣٨٠