الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
مريم : إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا (١).
١ ـ فس : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) يعني في الصلاة ، إذا قرأت قراءة الامام الذي تأتم به ، فأنصت (٢).
٢ ـ قب (٣) فس : كان علي بن أبي طالب عليهالسلام يصلي وابن الكوا خلفه وأميرالمؤمنين عليهالسلام يقرأ ، فقال ابن الكوا : ( ولقد اوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) (٤) فسكت أميرالمؤمنين عليهالسلام حتى سكت ابن الكوا ، ثم عاد في قراءته حتى فعله ابن الكوا ثلاث مرات ، فلما كان في الثالثة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : ( فاصبر إن وعدالله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) (٥).
٣ ـ سر : عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله يقول للمؤمنين : ( وإذا قرئ القرآن ) يعني في الفريضة خلف الامام ( فاستمعوا ) الاية (٦).
٤ ـ شى : عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : ( وإذا قرئ القرآن ) في الفريضة خلف الامام ( فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) (٧).
٥ ـ شى : عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : يجب الانصاب للقرآن في الصلاة وفي غيرها ، وإذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الانصاب والاستماع (٨).
____________________
(١) مريم : ٥٨.
(٢) تفسير القمى : ٢٣٤.
(٣) مناقب آل أبى طالب ج ٢ ص ١١٣.
(٤) الزمر : ٦٥.
(٥) تفسير القمى : ٥٠٤ ، والاية الاخيرة في سورة الروم : ٦٠.
(٦) السرائر : ٤٧١.
(٧ ـ ٨) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٤.
٦ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قرأ ابن الكوا خلف أميرالمؤمنين عليهالسلام ( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) فأنصت له أميرالمؤمنين عليهالسلام (١).
٧ ـ سر : جامع البزنطي نقلا من خط بعض الافاضل عن جميل ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن الرجل يقرأ القرآن يجب على من يسمعه الانصاب له والاستماع له؟ قال : نعم ، إذا قرئ القرآن عندك فقد وجب عليك الاستماع والانصاب (٢).
____________________
(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٤.
(٢) السرائر : ٤٦٩.
* ( أبواب ) *
* ( فضائل سور القرآن وآياته ) *
* ( وما يناسب ذلك من المطالب ) *
أقول : قدمر كثير مما يتعلق بهذه الابواب في كتاب الصلاة وغيره أيضا.
٢٩
* ( ( باب ) ) *
* ( ( فضل سورة الفاتحة وتفسيرها وفضل البسملة ) ) *
* ( ( وتفسيرها وكونها جزءا من الفاتحة ) ) *
* ( ( ومن كل سورة ، وفيه فضل المعوذتين أيضا ) ) *
أقول : وسيجئ في مطاوي بعض الابواب الاتية ما يناسب هذا الباب.
١ ـ قب : ابين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين فأخذ علي يده وقرأ شيئا وألصقها فقال : يا أميرالمؤمنين ما قرأت؟ قال : فاتحة الكتاب كأنه استقلها ، فانفصلت يده نصفين ، فتركه علي ومضى (١).
____________________
(١) مناقب آل أبى طالب ج ٢ ص ٢٣٦.
٢ ـ ن (١) ع : المفسر باسناده إلى أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهمالسلام قال : جاء رجل إلى الرضا عليهالسلام فقال : يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل : ( الحمدلله رب العالمين ) ما تفسيره؟ فقال : لقد حدثني أبي ، عن جدي ، عن الباقر ، عن زين العابدين ، عن أبيه عليهمالسلام أن رجلا جاء إلى أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال : أخبرني عن قول الله عزوجل : ( الحمدلله رب العالمين ) ما تفسيره؟ فقال :
( الحمدلله ) هو أن عرف عباده بعض نعمه جملا ، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل ، لانها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال لهم : قولوا : ( الحمد لله ) على ما أنعم به علينا ( رب العالمين ) وهم الجماعات من كل مخلوق ، من الجمادات والحيوانات ، فأما الحيوانات ، فهو يقلبها في قدرته ، ويغذوها من رزقه ويحفظها بكنفه ، ويدبر كلا منها بمصلحته ، وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته يمسك المتصل منها أن يتهافت ، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ، ويمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه ، ويمسك الارض أن تنخسف إلا بأمره إنه بعباده لرؤف رحيم.
قال عليهالسلام : ( رب العالمين ) مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم ، من حيث هم يعلمون ، ومن حيث لا يعلمون ، والرزق مقسوم ، وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا ، ليس تقوى متق بزائده ، ولا فجور فاجر بناقصه وبيننا وبينه ستر ، وهو طالبه ، ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه ، كما يطلبه الموت ، فقال جل جلاله : قولوا : ( الحمدلله ) على ما أنعم به علينا وذكرنا به من خير في كتب الاولين قبل أن نكون.
ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لما بعث الله عزوجل موسى بن عمران عليهالسلام
____________________
(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٨٢.
واصطفاه نجيا ، وفلق له البحر ، ونجى بني إسرائيل ، وأعطاه التوراة والالواح رأى مكانه من ربه فقال : يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي فقال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي وجميع خلقي؟.
قال موسى : يا رب إن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك ، فهل في آل الانبياء أكرم من آلي؟ قال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين؟.
فقال موسى : يا رب فان كان آل محمد كذلك فهل في امم الانبياء أفضل عندك من امتي : ظللت عليهم الغمام ، وأنزلت عليهم المن والسلوى ، وفلقت لهم البحر؟ فقال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن فضل امة محمد على جميع الامم كفضلي على جميع خلقي؟ فقال موسى : يا رب ليتني كنت أراهم ، فأوحى الله عزوجل إليه يا موسى إنك لن تراهم ، وليس هذا أوان ظهورهم ، ولكن سوف تراهم في الجنان : جنة عدن ، والفردوس ، بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون ، وفي خيراتها يتبجحون ، أفتحب أن اسمعك كلامهم؟ قال : نعم يا إلهي ، قال الله جل جلاله : قم بين يدي ، واشدد مئزرك قيام العبد الذليل ، بين يدي الملك الجليل.
ففعل ذلك موسى عليهالسلام فنادى ربنا عزوجل : يا امة محمد! فأجابوه كلهم في أصلاب آبائهم ، وأرحام امهاتهم : لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك [ لبيك ]. قال : فجعل الله عزوجل تلك الاجابة شعار الحج.
ثم نادى ربنا عزوجل : يا امة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي ، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني ، من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، صادق في أقواله ، محق في أفعاله ، وأن علي بن أبي طالب عليهالسلام أخوه ووصيه من بعده ووليه ، يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد ، فان أولياءه
المصطفين المطهرين المبانين بعجائب آيات الله ، ودلائل حجج الله من بعده أولياؤه ادخله جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر.
قال : فلما بعث الله عزوجل نبينا محمدا صلىاللهعليهوآله قال : يا محمد! وما كنت بجانب الطور إذ نادينا امتك بهذه الكرامة ، ثم قال عزوجل لمحمد صلىاللهعليهوآله : قل : الحمدلله رب العالمين على ما اختصصتني به من هذه الفضيلة ، وقال لا مته : قولوا أنتم : الحمدلله رب العالمين على ما اختصصتنا به من هذه الفضايل (١).
٣ ـ م (٢) لى (٣) ن : بهذا الاسناد عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال الله عزوجل : قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل ، إذا قال العبد : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الله عزوجل : بدأ عبدي باسمي ، وحق على أن اتمم له اموره ، وابارك له في أحواله ، فاذا قال : ( الحمدلله رب العالمين ) قال الله جل جلاله : حمدني عبدي ، وعلم أن النعم التي له من عندي ، وأن البلايا التي دفعت عنه فبتطولي اشهدكم أني اضيف له إلى نعم الدنيا نعم الاخرة ، وأدفع عنه بلايا الاخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا ، فاذا قال : ( الرحمن الرحيم ) قال الله عزوجل : شهد لي بأني الرحمن الرحيم اشهدكم لا وفرن من رحمتي حظه ، ولا جزلن من عطائي نصيبه ، فاذا قال : ( مالك يوم الدين ) قال الله جل جلاله : اشهدكم كما اعترف عبدي أني مالك يوم الدين ، لا سهلن يوم الحساب حسابه ولاتقبلن حسناته ، ولاتجاوزن عن سيئاته.
فاذا قال : ( إياك نعبد ) قال الله عزوجل : صدق عبدي إياى يعبد اشهدكم لاثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي ، فاذا قال : ( وإياك
____________________
(١) علل الشرائع ج ٢ ص ١٠١ ١٠٣.
(٢) تفسير الامام ص ٢٧.
(٣) أمالى الصدوق ص ١٠٥.
نستعين ) قال الله عزوجل : بي استعان وإلى التجأ اشهدكم لاعيننه على أمره ولا غيثنه في شدائده ، ولاخذن بيده يوم نوائبه.
فاذا قال : ( اهدنا الصراط المستقيم ) إلى آخر السورة ، قال الله عزوجل : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ، فقد استجبت لعبدي ، وأعطيته ما أمل ، وأمنته عما منه وجل.
قال : وقيل لاميرالمؤمنين عليهالسلام : يا أميرالمؤمنين أخبرنا عن بسم الله الرحمن الرحيم أهي من فاتحة الكتاب؟ فقال : نعم ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقرؤها ويعدها آية منها ، ويقول : فاتحة الكتاب هي السبع المثاني (١).
٤ ـ م : فضلت ببسم الله الرحمن الرحيم وهي الاية السابعة منها (٢).
٥ ـ لى (٣) ن : بهذا الاسناد عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات تمامها ببسم الله الرحمن الرحيم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إن الله عزوجل قال لي : يا محمد ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) (٤) فأفرد الامتنان على بفاتحة الكتاب ، وجعلها بازاء القرآن العظيم ، وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإن الله عزوجل خص محمدا وشرفه بها ، ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ، ما خلا سليمان عليهالسلام فانه أعطاه منها بسم الله الرحمن الرحيم ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت : ( إني القي إلى كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) (٥) ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين ، منقادا لامرهما ، مؤمنا بظاهر هما وباطنهما ، أعطاه الله بكل حرف منها حسنة ، كل واحدة منها أفضل له
____________________
(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٣٠٠.
(٢) تفسير الامام ص ٢٨.
(٣) أمالى الصدوق ص ١٠٦.
(٤) الحجر : ٨٧.
(٥) النمل : ٢٩ و ٣٠.
من الدنيا بما فيها ، من أصناف أموالها وخيراتها ، ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث من للقاي ، فليستكثر أحد كم من هذا الخير المعرض لكم ، فانه غنيمة ، لا يذهبن أو انه فتبقى في قلوبكم الحسرة (١).
٦ ـ ن : بهذا الاسناد ، عن الصادق عليهالسلام في قوله عزوجل : ( اهدنا الصراط المستقيم ) قال : يقول : أرشدنا إلى الطريق المستقيم ، أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك ، والمبلغ دينك ، والمانع من أن نتبع أهواءنا فنتعطب أو نأخذ بآرائنا فنهلك (٢).
٧ ـ لى : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن علي بن الحسين البرقي عن ابن جبلة ، عن معاوية بن عمار ، عن الحسين بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده الحسن بن علي قال : جاء نفر من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله فكان فيما سألوه : أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين ، وأعطى امتك من بين الامم ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أعطاني الله عزوجل فاتحة الكتاب ، والاذان ، والجماعة في المسجد ويوم الجمعة ، والاجهار في ثلاث صلوات ، والرخص لامتي عند الامراض ، والسفر والصلاة على الجنايز ، والشفاعة لاصحاب الكبائر من امتي.
قال اليهودي : صدقت يا محمد فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله بعدد كل آية انزلت من السماء فيجزي بها ثوابها (٣).
٨ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. وأبي عن حماد ، عن ابن أبي نجران وابن فضال ، عن علي بن عقبة. وأبي ، عن النضر والبزنطي معا ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام. وأبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي وهشام بن سالم
____________________
(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٣٠١.
(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٣٠٥.
(٣) أمالى الصدوق ص ١١٧ في حديث.
وعن كلثوم بن الهدم ، عن عبدالله بن سنان وعبدالله بن مسكان ، وعن صفوان وابن عميرة والثمالي وعن عبدالله بن جندب والحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام. وأبي ، عن حنان والقداح وأبان بن عثمان ، عن عبدالله بن شريك وعن المفضل وأبي؟؟ ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام. وأبي ، عن عمرو ابن إبراهيم الراشدي وصالح بن سعيد ويحيى بن أبي عمران وإسماعيل بن مرار وأبوطالب عبدالله بن الصلت ، عن علي بن يحيى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن تفسير بسم الله الرحمن الرحيم فقال : الباء بهاء الله والسين سناء الله ، والميم ملك الله ، والله إله كل شئ ، والرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة.
وعن ابن اذينة قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : بسم الله الرحين الرحيم أحق ما اجهربه ، وهي الاية التي قال الله عزوجل : ( وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ) (١).
٥ ـ فس : أبي ، عن أبي عمير ، عن النضر ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : ( الحمدلله ) قال : الشكرلله ، وفي قوله : ( رب العالمين ) قال : خلق المخلوقين ( الرحمن ) بجميع خلقه ( الرحيم ) بالمؤمنين خاصة ( مالك يوم الدين ) قال : يوم الحساب ، والدليل على ذلك قوله : ( وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين ) (٢) يعني يوم الحساب ( إياك نعبد ) مخاطبة الله عزوجل ( وإياك نستعين ) مثله ( اهدنا الصراط المستقيم ) قال : هو أميرالمؤمنين صلوات الله عليه ومعرفته والدليل على أنه أميرالمؤمنين قوله : ( وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم ) (٣) وهو أميرالمؤمنين صلوات الله عليه في ام الكتاب في قوله ( الصراط المستقيم ) (٤).
____________________
(١) تفسير القمى ص ٢٥ ، والاية في سورة الاسراء ٤٦.
(٢) الصافات : ٢٠.
(٣) الزخرف : ٤.
(٤) تفسير القمى ص ٢٦.
٦ ـ فس : أبي ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قرء : ( اهدانا الصراط المستقيم * صراط من أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم * وغير الضالين ) قال : المغضوب عليهم النصاب ، والضالين اليهود والنصارى (١).
٧ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : ( غير المغضوب عليهم وغير الضالين ) قال المغضوب عليهم : النصاب ، والضالين الشكاك الذين لا يعرفون الامام (٢).
٨ ـ فس : أبي ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن إبليس رن رنينا لما بعث الله نبيه صلىاللهعليهوآله على حين فترة من الرسل ، وحين انزلت ام القرآن (٣).
٩ ـ يد (٤) مع (٥) ن : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن حسن ابن فضال ، عن أبيه قال : سألت الرضا عليهالسلام عن بسم الله ، قال : معنى قول القائل بسم الله أي أسم نفسي بسمة من سمات عزوجل ، وهو العبودية ، قال : فقلت له : ما السمة؟ قال : العلامة (٦).
١٠ ـ مع (٧) ع : محمد بن علي بن الشاه ، عن محمد بن جعفر البغدادي ، عن أبيه عن أحمد بن السخت ، عن محمد بن أسود الوراق ، عن أيوب بن سليمان ، عن حفص بن البختري ، عن محمد بن حميد ، عن محمد بن المكندر ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من على ربي وقال لي : يا محمد أرسلتك إلى كل أحمر وأسود ، ونصرتك بالرعب ، وأحللت لك الغنيمة ، وأعطيتك لك ولامتك كنزا من كنوز عرشي فاتحة الكتاب ، وخاتمة سورة البقرة الخبر (٨).
____________________
(١ ـ ٣) تفسير القمى ص ٢٦.
(٤) التوحيد : ١٦٢.
(٥) معانى الاخبار ص ٣.
(٦) عيون الاخبار ج ص.
(٧) معانى الاخبار ص ٥٠.
(٨) علل الشرائع ج ١ ص ١٢١ في حديث.
وقد مضى في باب أسماء النبي صلىاللهعليهوآله (١).
١١ ـ يد (٢) مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن القاسم ، عن جده عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال : الباء بهاء الله ، والسين سناء الله ، والميم مجدالله ، وروى بعضهم ملك الله ، والله إله كل شئ ، الرحمن بجميع العالم ، والرحيم بالمؤمنين خاصة (٣).
سن : القاسم ، عن جده مثله (٤).
شى : عن ابن سنان مثله (٥).
١٢ ـ يد (٦) مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن صفوان ابن يحيى ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه سئل عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال : الباء بهاء الله ، والسين سناء الله ، والميم ملك الله ، قال : قلت : الله ، فقال : الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا ، واللام الزام الله خلقه ولا يتنا ، قلت : فالهاء فقال : هو ان لمن خالف محمدا وآل محمد الصلوات الله عليهم ، قلت : الرحمن قال : بجميع العالم ، قلت : الرحيم قال : بالمؤمنين خاصة (٧).
١٣ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن العسكري عن آبائه ، عن الصادق عليهمالسلام قال : من نالته علة فليقرء في حبيبه الحمد سبع مرات ، فان ذهبت العلة ، وإلا فليقرأها سبعين مرة ، وأنا الضامن له
____________________
(١) راجع ج ١٦ ص ٩٢ من هذه الطبعة الحديثة ، وأضاف هناك رمز الخصال ج ٢ ص ٤٧.
(٢) التوحيد : ١٦٢.
(٣) معانى الاخبار ص ٣.
(٤) المحاسن ص ٢٣٨.
(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٢.
(٦) التوحيد : ١٦٢.
(٧) معانى الاخبار ص ٣.
العافية (١).
دعوات الراوندى : عن الصادق عليهالسلام مثله.
١٤ ـ يد : المفسر باسناده إلى أبي محمد العسكري عليهالسلام في قول الله عزوجل : بسم الله الرحمن الرحيم فقال : الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه ، وتقطع الاسباب من جميع من سواه ، يقول : ( بسم الله ) أي أستعين على اموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له ، المغيث إذا استغيث ، والمجيب إذا دعي.
وهو ما قال رجل للصادق عليهالسلام : يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني ، فقال له : يا عبدالله هل ركبت سفينة قط قال : نعم ، قال : فهل كسر بك حيث لاسفينة تنجيك ، ولا سباحة تغنيك؟ قال : نعم ، قال : فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الاشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال : نعم ، قال الصادق عليهالسلام : فذلك الشئ هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي ، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث.
ثم قال الصادق عليهالسلام : وربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره بسم الله الرحمن الرحيم ، فيمتحنه الله عزوجل بمكروه لينبهه على شكرالله تبارك وتعالى والثناء عليه ، ويمحق عنه وصمة تقصيره عند تركه قول : بسم الله الرحمن الرحيم. ... قال : وقام رجل إلى علي بن الحسين عليهماالسلام فقال : أخبرني ما معنى بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال علي بن الحسين عليهماالسلام : حدثني أبي ، عن أخيه الحسن عن أبيه أميرالمؤمنين عليهالسلام أن رجلا قام إليه فقال : يا أميرالمؤمنين أخبرني عن بسم الله الرحمن الرحيم ما معناه؟ فقال : إن قولك : ( الله ) أعظم اسم من أسماء الله عزوجل ، وهو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمى به غير الله ، ولن يسم به مخلوق ، فقال الرجل : فما تفسير قولن : ( الله ) قال : هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه. وتقطع الاسباب
____________________
(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٩٠.
من كل من سواه ، وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا ، ومتعظم فيها ، وإن عظم غناؤه وطغيانه ، وكثرت حوائج من دونه إليه ، فانهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم ، وكذلك هذا المتعاظم يحتاج إلى حوائج لا يقدر عليها فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته ، حتى إذا كفى همه عاد إلى شركه.
أما تسمع الله عزوجل يقول : ( قل أرأيتكم إن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ) (١) فقال الله جل جلاله لعباده : أيها الفقراء إلى رحمتي إني قد ألزمتكم الحاجة إلى في كل حال. وذلة العبودية في كل وقت فإلى فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه ، وترجون تمامه وبلوغ غايته ، فاني إن أردت أن اعطيكم لم يقدر غيري على منعكم وإن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على إعطائكم ، فأنا أحق من سئل ، وأولى من تضرع إليه ، فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم : بسم الله الرحمن الرحيم أي أستعين على هذا الامر بالله الذي لا تحق العبادة لغيره ، المغيث إذا استغيث ، والمجيب إذا دعي ، الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا ، الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا ، خفف علينا الدين ، وجعله سهلا خفيفا ، وهو يرحمنا بتميزنا عن أعاديه.
ثم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من حزنه أمر تعاطاه فقال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وهو مخلص لله ، ويقبل بقلبه ، لم ينفك من إحدى اثنتين إما بلوغ حاجته في الدنيا ، وإما يعدله عندربه ويدخر لديه ، وما عندالله خير وأبقى للمؤمنين (٢).
١٥ ـ ن : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان عن الرضا عليهالسلام قال : إن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الاعظم من سواد العين إلى بياضها (٣).
____________________
(١) الانعام : ٤٠ و ٤١.
(٢) التوحيد : ١٦٣ ١٦٤.
(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥.
ف : عن أبي محمد عليهالسلام مثله (١).
شى : عن إسماعيل بن مهران ، عن الرضا عليهالسلام مثله (٢).
١٦ ـ ثو : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن ابن البطائني ، عن أبيه قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : اسم الله الاعظم مقطع في ام الكتاب (٣).
شى : عن ابن البطائني مثله (٤).
١٧ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن الحسن بن على بن يوسف ، عن هارون بن الخطاب ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ما نزل كتاب من السماء إلا وأوله بسم الله الرحمن الرحيم (٥).
١٧ ـ مكا ، ضا : أروي عن العالم عليهالسلام : من نالته علة فليقر أفي حبيبه ام الكتاب سبع مرات ، فان سكنت وإلا فليقرأ سبعين مرة ، فانها تسكن (٦).
١٨ ـ طب : أحمد بن زياد ، عن فضالة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن الصادق عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح بها وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجد (٧).
١٩ ـ طب : محمد بن جعفر البرسي ، عن محمد بن يحيى الارمني ، عن محمد بن سنان ، عن سلمة بن محرز قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : من لم يبرئه سورة الحمد وقل هو الله أحد لم يبرئه شئ ، وكل علة تبرئها هاتين السورتين (٨).
____________________
(١) تحف العقول ص ٥١٧.
(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٢١.
(٣) ثواب الاعمال ص ٩٤.
(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ١٩.
(٥) المحاسن ص ٤٠.
(٦) مكارم الاخلاق ص ٤١٨.
(٧ ـ ٨) طب الائمة ص ٣٩.
٢٠ ـ طب : محمد بن جعفر البرسي ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان ، عن المفضل بن عمر ، عن جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام أنه دخل عليه رجل من مواليه وقدوعك وقال له : مالي أراك متغير اللون؟ فقلت : جعلت فداك وعكت وعكا شديدا منذ شهر ، ثم لم تنقلع الحمى عني ، وقد عالجت نفسي بكل ما وصفه إلي المترفعون ، فلم أنتفع بشئ من ذلك ، فقال له الصادق عليهالسلام : حل أزرار قميصك ، وأدخل رأسك في قميصك ، وأدن وأقم ، وأقرء سورة الحمد سبع مرات ، قال : ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال (١).
٢١ ـ طب : الخضربن محمد ، عن الخزازيني ، عن محمد بن العباس ، عن عبدالله بن الفضل النوفلي ، عن أحدهم عليهمالسلام قال : ما قرأت الحمد سبعين مرة إلا سكن ، وإن شئتم فجربوا ولا تشكوا (٢).
٢٢ ـ شى : عن محمد بن سنان ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال لابي حنيفة : ما سورة أولها تحميد ، وأوسطها إخلاص وآخرها دعاء؟ فبقى متحيرا ثم قال : لا أدري ، فقال أبو عبدالله عليهالسلام : السورة التي أولها تحميد وأوسطها إخلاص وآخرها دعاء سورة الحمد (٣).
٢٣ ـ شى : عن يونس ، عمن رفعه قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) (٤) قال : هي سورة الحمد ، وهي سبع آيات منها بسم الله الرحمن الرحيم ، وإنما سميت لانها يثنى في الركعتين (٥).
٢٤ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهالسلام قال : سألته عن قوله تعالى :
____________________
(١) طب الائمة ص ٥٣.
(٢) طب الائمة ص ٥٤.
(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ١٩.
(٤) الحجر : ٨٧.
(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ١٩.
( آتيناك سبعا من المثاني ) قال : فاتحة الكتاب يثنى فيها القول (١).
٢٥ ـ شى : عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا كانت لك حاجة فاقرا المثاني وسورة اخرى ، وصل ركعتين ، وادع الله ، قلت : أصلحك الله وما المثاني؟ قال : فاتحة الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم * الحمدلله رب العالمين (٢).
٢٦ ـ شى : عن يونس بن عبدالرحمن ، عمن رفعه قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) قال : إن ظاهرها الحمد ، وباطنها ولد الولد ، والسابع منها القائم عليهالسلام (٣).
٢٧ ـ شى : عن السدي ، عمن سمع عليا عليهالسلام يقول : ( سبعا من المثاني ) فاتحة الكتاب (٤).
٢٨ ـ شى : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سرقوا أكرم آية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم (٥).
٢٩ ـ شى : عن صفوان الجمال قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام ما أنزل الله من السماء كتابا إلا وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم ، وإنما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بسم الله الرحمن الرحيم ابتداء للاخرى (٦).
٣٠ ـ شى : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها ، فإذا سمعها المشركرن ولوا مدبرين ، فأنزل الله : ( وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ) (٧).
٣١ ـ شى : قال الحسن بن خرزاد وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا أم
____________________
(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٤٩.
(٣ ـ ٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٥٠.
(٥ ـ ٦) تفسير العياشى ج ١ ص ١٩.
(٧) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٠ ، والاية في سورة الاسراء : ٤٦.
الرجل القوم جاء شيطان إلى الشيطان الذي هو قرين الامام فيقول : هل ذكر الله؟ يعني هل قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، فإن قال : نعم ، هرب منه ، وإن قال : لا ، ركب عنق الامام ، ودلى رجليه في صدره ، فلم يزل الشيطان إمام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم (١).
٣٢ ـ شى : عن عبدالملك بن عمر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن إبليس رن أربع رنات أو لهن يوم لعن ، وحين هبط إلى الارض ، وحين بعث محمد صلىاللهعليهوآله على فترة من الرسل ، وحين انزلت ام الكتاب الحمدلله رب العالمين ، ونخر نخرتين : حين أكل آدم عليهالسلام من الشجرة ، وحين اهبط آدم إلى الارض ، قال : ولعن من فعل ذلك (٢).
٣٣ ـ شى : عن إسماعيل بن أبان يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لجابربن عبدالله : يا جابر ألا اعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟ قال : فقال جابر : بلى بأبي أنت وامي يا رسول الله علمنيها ، قال : فعلمه الحمدلله ام الكتاب قال : ثم قال له : يا جابر ألا اخبرك عنها؟ قال : بلى بأبي أنت وامي فأخبرني قال : هي شفاء من كل داء ، إلا السام يعني الموت (٣).
٣٤ ـ شى : عن سلمة بن محرز قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : من لم تبرأه الحمد لم تبرأه شئ (٤).
٣٥ ـ شى : عن أبي بكر الحضرمي قال قال أبوعبدالله عليهالسلام : إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني وسورة اخرى ، وصل ركعتين ، وادع الله. قلت : أصلحك الله وما المثاني؟ قال : فاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين (٥).
٣٦ ـ شى : عن عيسى بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهالسلام قال : بلغه أن اناسا ينزعون بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : هي آية من كتاب الله أنساهم
____________________
(١ ـ ٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٠.
(٥) قدمر الحديث بلفظه وسنده تحت الرقم : ٢٥ ، راجع تفسير العياشى ج ١ ص ٢١ ، ج ٢ ص ٢٤٩.
إياها الشيطان (١).
٣٧ ـ شى : عن سليمان الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : إذا أتى أحدكم أهله فليكن قبل ذلك ملاطفة ، فانه أبر لقلبها ، وأسل لسخيمتها ، فاذا أفضى إلى حاجته قال : بسم الله ثلاثا ، فان قدر أن يقرأ أي آية حضرته من القرآن فعل ، وإلا قد كفته التسمية ، فقال له رجل في المجلس : فان قرأ بسم الله الرحمن الرحيم اوجربه؟ فقال : وأي آية أعظم في كتاب الله؟ فقال : بسم الله الرحمن الرحيم (٢).
٣٧ ـ شى : عن الحسن بن خرزاد قال : كتبت إلى الصادق عليهالسلام أسئل عن معنى الله ، فقال : استولى على مادق وجل (٣).
٣٩ ـ شى : عن خالد بن المختار قال : سمعت جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول : مالهم قاتلهم الله ، وعمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها وهي بسم الله الرحمن الرحيم (٤).
٤٠ ـ شى : عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) (٥) فقال : فاتحة الكتاب [ يثنى فيها القول ، قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله من علي بفاتحة الكتاب ] (٦) من كنز الجنة ، فيها بسم الله الرحمن الرحيم الاية التي يقول فيها ( وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدباهم نفورا ) (٧) والحمدلله رب العالمين دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب و ( مالك يوم الدين ) قال جبرئيل : ما قالها مسلم قط إلا صدقه الله وأهل سماواته : ( إياك نعبد ) إخلاص العبادة ( وإياك نستعين )
____________________
(١ ـ ٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٢١.
(٥) الحجر : ٨٧.
(٦) ما بين العلامتين ساقط عن بعض نسخ العياشى ، وتراه في مجمع البيان ج ١ ص ٣١ تاما.
(٧) أسرى : ٤٦.
أفضل ما طلب به العباد حوائجهم ( اهدنا الصراط المستقيم ) صراط الانبياء ، وهم الذين أنعم الله عليهم ) غير المغضوب عليهم ) اليهود ( وغير الضالين ) النصارى (١).
٤١ ـ شى : عن محمد بن علي الحلبي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه كان يقرأ ( مالك يوم الدين ) (٢).
٤٢ ـ شى : عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام : يقرأ مالا احصي : ( ملك يوم الدين ) (٣).
٤٣ ـ شى : عن الزهري قال : قال علي بن الحسين عليهماالسلام : لو مات ما بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي ، وكان إذا قرء ( مالك يوم الدين ) يكررها ويكاد أن يموت (٤).
٤٤ ـ شى : عن الحسن بن محمد الجمال ، عن بعض أصحابنا قال : بعث عبدالملك بن مروان إلى عامل المدينة أن وجه إلي محمد بن علي بن الحسين ولا تهيجه ولا تروعه ، واقض له حوائجه ، وقدكان ورد على عبدالملك رجل من القدرية فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا ، فقال : ما لهذا إلا محمد بن علي فكتب إلى صاحب المدينة أن يحمل محمد بن علي إليه.
فأتاه صاحب المدينة بكتابه ففال له أبوجعفر عليهالسلام : إني شيخ كبير لا أقوى على الخروج ، وهذا جعفر ابني يقوم مقامي فوجهه إليه ، فلما قدم على الاموي أزراه لصغره ، وكره أن يجمع بينه وبين القدري مخافة أن يغلبه ، وتسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري.
فلما كان من الغدا جتمع الناس لخصومتهما فقال الاموي لابي عبدالله عليهالسلام إنه قد أعيانا أمر هذا القدري وإنما كتبت إليك لاجمع بينك وبينه ، فانه لم يدع عندنا أحدا إلا خصمه فقال : إن الله يكفيناه.
قال : فلما اجتمعوا قال القدري لابي عبدالله عليهالسلام : سل عما شئت ، فقال له اقرأ سورة الحمد قال : فقرأها وقال الاموي وأنا معه : ما في سورة الحمد
____________________
(١ ـ ٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٢.
(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٣.
علينا إنا لله وإنا إليه راجعون. قال : فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك وتعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فقال له جعفر عليهالسلام : قف من تستعين وما حاجتك إلى المعونة؟ إن كان الامر إليك؟ فبهت الذي كفر ، والله لا يهدي القوم الظالمين (١).
٤٥ ـ شى : عن داود بن فرقد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ( اهدنا الصراط المستقيم ) يعني أميرالمؤمنين عليهالسلام ، قال محمد بن علي الحلبي : سمعته ما لا احصي وأنا اصلي خلفه يقرء ( اهدنا الصراط المستقيم ) (٢).
٤٦ ـ شى : عن معاوية بن وهب قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال : هو اليهود والنصارى (٣).
٤٧ ـ شى : عن رجل ، عن أبي عمير رفعه في قوله : ( غير المغضوب عليهم وغير الضالين ) هكذا نزلت وقال : المغضوب عليهم فلان وفلان [ وفلان ] والنصاب و ( الضالين ) الشكاك الذين لا يعرفون الامام (٤).
٤٨ ـ م : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق أي أستعين على اموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له المغيث إذا استغيث والمجيب إذا دعي ، قال الامام عليهالسلام وهو ما قال رجل للصادق عليهالسلام يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني ، فقال : يا عبدالله هل ركبت سفينة؟ قال : بلى ، قال : فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ، ولا سباحة تغنيك؟ قال : بلى ، قال : فهل تعلق قلبك هناك أن شيئا من الاشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال : بلى ، قال الصادق عليهالسلام : فذلك الشئ هو الله القادر على الانجاء حين لا منجا ، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث.
وقال الصادق عليهالسلام : ولربما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا بسم الله الرحمن الرحيم فيمتحنه الله بمكروه لينبهه على شكر الله تعالى والثناء عليه ، ويمحوفيه
____________________
(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٣.
(٢ ـ ٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٤.