بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

جنة من النار.

وقال عليه‌السلام : لقارئ القرآن بكل حرف يقرؤه في الصلاة قائما مائة حسنة وقاعدا خمسون حسنة ، متطهرا في غير الصلاة خمس وعشرون حسنة ، وغير متطهر عشر حسنات ، أما إني لا أقول : الم حرف ، بل له بالالف عشر ، وباللام عشر وبالميم عشر.

وروى بشربن غالب الاسدي عن الحسين بن علي عليهما‌السلام : من قرء آية من كتاب الله في صلاته قائما يكتب له بكل حرف مائة حسنة ، فان قرأها في غير صلاة كتب الله له بكل حرف عشرا ، فان استمع القرآن كان له بكل حرف حسنة وإن ختم القرآن ليلا صلت عليه الملائكة حتى يصبح ، وإن ختمه نهارا صلت عليه الحفظة حتى يمسي ، وكانت له دعوة مستجابة ، وكان خيرا له مما بين السماء والارض ، قلت : هذا لمن قرأ القرآن فمن لم يقرأه قال : يا أخا بني أسد إن الله جواد ماجد كريم ، إذا قرء ما معه أعطاه الله ذلك.

وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من استمع حرفا من كتاب الله من غير قراءة كتب له حسنة ، ومحي عنه سيئة ، ورفع له درجة (١).

١٨ ـ أعلام الدين : عن أبي عبدالله عليه‌السلام يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ليس شئ على الشيطان أشد من القراءة في المصحف نظرا ، والمصحف في البيت يطرد الشيطان.

١٩ ـ كتاب المسلسلات : للشيخ جعفر القمي : حدثنا علي بن محمد بن حمشاذ (٢) قال : حدثني أحمد بن حبيب بن الحسين البغدادي قال : حدثني أبي قال : حدثني أبوعبدالله محمد بن إبراهيم الصفدي رجل من أهل اليمن ورد بغداد ، قال : حدثنا أبوهاشم بن أخي الوادي عن علي بن خلف قال : شكا رجل إلى محمد بن حميد الرازي الرمد فقال له : أدم النظر في المصحف ، فانه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى حريز بن عبدالحميد ، فقال لي : أدم النظر في المصحف ، فانه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى الاعمش فقال لي : أدم النظر في المصحف ، فانه كان بي رمد

____________________

(١) عدة الداعى ص ٢١١.

(٢) في المستدرك : حمشار.

٢٠١

فشكوت ذلك إلى عبدالله بن مسعود فقال لي : أدم النظر في المصحف ، فانه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لي : أدم النظر في المصحف ، فانه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى جبرئيل فقال لي : أدم النظر في المصحف.

٢٠ ـ كتاب الغايات : قال عليه‌السلام : أفضل العبادة القراءة في المصحف.

٢١ ـ ثو : علي بن الحسين المكتب ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفضيل قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الذي يعالج القرآن ليحفظه بمشقة منه ، وقلة حفظه له أجران ، وقال : ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لاينام حتى يقرأ سورة من القرآن ، فيكتب له مكان كل آية يقرأها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات (١).

٢٢ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن ابن يزيد ، عن رجل من العوام رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرأ في المصحف نظرا متع ببصره وخفف بوالديه ، وإن كانا كافرين (٢).

٢٣ ـ ثو : بهذا الاسناد رفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ليس شئ أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا (٣).

٢٤ ـ ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن ابن أسباط رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : من قرأ مائة آية من القرآن ، من أي آي القرآن شاء ثم قال : يا الله سبع مرات ، فلو دعا على الصخرة لقلعها إنشاء الله (٤).

٢٥ ـ سن : أبوالقاسم وأبويوسف ، عن القندي ، عن ابن سنان وأبي البختري عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم (٥).

٢٦ ـ ضا : روي عن العالم عليه‌السلام في القرآن شفاء من كل داء ، وقال : داووا

____________________

(١ ـ ٣) ثواب الاعمال ص ٩٣ و ٩٢.

(٤) ثواب الاعمال ص ٩٤.

(٥) المحاسن ص ٥٦٣.

٢٠٢

مرضا كم بالصدقة ، واستشفوا بالقرآن ، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاء له.

٢٧ ـ طب : محمد بن زيد بن مهلب الكوفي ، عن النضر ، عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن رقية العقرب والحية والنشرة ، ورقية المجنون والمسحور الذي يعذب قال : يا ابن سنان لا بأس بالرقية والعوذة والنشر ، إذا كانت من القرآن ، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ، وهل شئ أبلغ في هذه الاشياء من القرآن ، أليس الله تعالى يقول : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) (١) أليس الله يقول تعالى ذكره وجل ثناؤه : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) (٢) سلونا نعلمكم ونوقفكم على قوارع القرآن لكل داء (٣).

٢٨ ـ طب : إسحاق بن يوسف ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة ابن أعين قال : سألت أبا جعفر الباقر عليه‌السلام عن المريض هل يعلق عليه تعويذ أو شئ من القرآن؟ فقال : نعم لا بأس به ، إن قوارع القرآن تنفع فاستعملوها (٤).

٢٩ ـ شى : عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : شكى رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعا في صدره فقال : استشف بالقرآن لان الله يقول : ( وشفاء لما في الصدور ) (٥).

٣٠ ـ كش : جعفر بن محمد ، عن علي بن الحسن ، عن ابن أبي نجران قال : حدثني أبوهارون قال : كنت ساكنا دار الحسن بن الحسين فلما علم النقطاعي إلى أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام أخرجني من داره ، قال : فمر بي أبوعبدالله عليه‌السلام فقال لي : يا با هارون بلغني أن هذا أخرجك من داره؟ قال : قلت : نعم ، جعلت

____________________

(١) أسرى : ٨٢.

(٢) الحشر : ٢١.

(٣) طب الائمة ص ٤٨.

(٤) طب الائمة ص ٤٩.

(٥) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٢٤ ، والاية في سورة يونس : ٥٧.

٢٠٣

فداك قال : بلغني أنك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله تعالى ، إذا تلي فيها كتاب الله تعالى كان لها نور ساطع في السماء يعرف من بين الدور (١).

٣١ ـ الدعوات الراوندى : قال : قال الحسن بن علي عليهما‌السلام : من قرأ القرآن كانت له دعوة مجابة ، إما معجلة وإما مؤجلة.

وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : من قرأ في المصحف نظرا متع ببصره وخفف على والديه ، وليس شئ أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا.

الغايات : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وذكر مثل الخبر الاخير.

٢٤

* ( باب ) *

* ( ( في كم يقرء القرآن ويختم ، ومعنى الحال المرتحل ) ) *

* ( ( وفضل ختم القرآن ) ) *

١ ـ ن (٢) لى : البيهقي ، عن الصولي ، عن أبي ذكوان ، عن إبراهيم بن العباس قال : كان الرضا عليه‌السلام يختم القرآن في كل ثلاث ، ويقول : لو أردت أن أختمه في أقل من ثلاث لختمته ولكن ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها وفي أي شئ انزلت ، وفي أي وقت ، فلذلك صرت أختم ثلاثة أيام (٣).

٢ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن ابن عيينة عن الزهري قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما‌السلام : أي الاعمال أفضل؟ قال : الحال المرتحل ، قلت : وما الحال المرتحل؟ قال : فتح القرآن وختمه ، كلما حل في أوله ارتحل في آخره.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعطاه الله القرآن فرأى أن أحدا اعطي شيئا

____________________

(١) رجال الكشى ص ١٩٣.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٨٠.

(٣) أمالى الصدوق ص ٣٩٢.

٢٠٤

أفضل مما اعطي فقد صغر عظيما وعظم صغيرا (١).

٣ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن النضر بن شعيب ، عن خالد القلانسي ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من ختم القرآن بمكة من جمعة أو أقل من ذلك أو أكثر وختمه في يوم الجمعة كتب الله له من الاجر والحسنات من أول جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها ، وإن ختمه في سائر الايام فكذلك (٢).

٤ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قيل : يا رسول الله أي الرجال خير؟ قال : الحال المرتحل قيل : يا رسول الله وما الحال المرتحل؟ قال : الفاتح الخاتم الذي يفتح القرآن ويختمه ، فله عندالله دعوة مستجابة (٣).

٥ ـ سن : عمرو بن عثمان ، عن علي بن عبدالله ، عن علي بن خالد ، عمن حدثه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويرى منزله من الجنة (٤).

٦ ـ دعوات الراوندى : روى الرمادي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : أي الاعمال أفضل؟ قال : الحال المرتحل ، قلت : وما هو قال : فتح القرآن وختمه كلما حل بأوله ارتحل في آخره.

٧ ـ كتاب الغايات : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أي الناس خير؟ قال : الحال المرتحل ، أي الفاتح الخاتم الذي يفتح القرآن ويختمه ، فله عندالله دعوة مستجابة.

____________________

(١) معانى الاخبار ص ١٩٠.

(٢) ثواب الاعمال ص ٩٠.

(٣) ثواب الاعمال ص ٩٢.

(٤) المحاسن ص ٦٩.

٢٠٥

٢٥

* ( باب ) *

* ( ( ادعية التلاوة ) ) *

أقول : سيجئ ما يتعلق بهذا الباب في أبواب الدعاء من هذا الكتاب إنشاء الله تعالى.

١ ـ مكا : عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : قال حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أمرني أن أدعوبهن (١) عند ختم القرآن ، اللهم إني أسئلك إخبات المخبتين ، وإخلاص الموقنين ، ومرافقة الابرار ، واستحقاق حقائق الايمان ، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ، ووجوب رحمتك ، وعزايم مغفرتك ، والفوز بالجنة والنجاة من النار (٢).

٢ ـ مصباح الانوار : عن الحسين بن أحمد ، عن الحسين بن محمد بن عبدالوهاب عن الحسن بن أحمد المقري ، عن علي بن أحمد المقري الحمامي ، عن زيد بن علي بن أبي هلال ، عن محمد بن محمد بن عقبة ، عن جعفر بن محمد العنبري ، عن زكريا بن أبي صمصامة ، عن حسين الجعفى ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش قال : قرأت القرآن من أوله إلى آخره في المسجد الجامع بالكوفة على أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلما بلغت الحواميم قال لى أميرالمؤمنين عليه‌السلام : قد بلغت عرائس القرآن ، فلما بلغت رأس العشرين من حم عسق ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ) بكى أميرالمؤمنين حتى ارتفع نحيبه ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : يازر! أمن على دعائي ، ثم قال : اللهم إني أسئلك إخبات المخبتين إلى آخر الدعاء.

ثم قال : يا زر! إذا ختمت فادع بهذه ، فان حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمرني أن

____________________

(١) يعنى كلمات تقال عند ختم القرآن.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٣٩٣.

٢٠٦

أدعو بهن عند ختم القرآن.

الدعاء عند أخذ المصحف : كان أبوعبدالله عليه‌السلام إذا قرء القرآن قال قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف : اللهم إني أشهد أن هدا كتابك المنزل ، من عندك على رسولك محمد بن عبدالله ، وكلامك الناطق على لسان نبيك ، جعلته هاديا منك إلى خلقك ، وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك ، اللهم إني نشرت عهدك وكتابك ، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة ، وقراءتي فيه فكرا ، وفكري فيه اعتبارا واجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه ، واجتنب معاصيك ، ولا تطبع عند قراءتي علي سمعي ، ولا تجعل على بصري غشاوة ، ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها بل اجعلني أتدبر آياته وأحكامه ، آخذا بشرايع دينك ، ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا قراءتي هذرا إنك أنت الرؤف الرحيم.

في الدعاء عند الفراغ من قراءة القرآن : اللهم إني قد قرءت ما قضيت من كتابك الذي أنزلت فيه على نبيك الصادق صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلك الحمد ربنا اللهم اجعلني ممن يحل حلاله ، ويحرم حرامه ، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه ، واجعله لي انسا في قبري ، وانسا في حشري ، واجعلني ممن ترقيه بكل آية قرأها درجة في أعلا عليين آمين رب العالمين.

ختص : عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثل الدعائين (١).

٣ ـ مكا : وإذا سمعت شيئا من عزائم القرآن ، يجب عليك السجود وتسجد بغير تكبير وتقول : لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا ، لا إله إلا الله عبودية ورقا لا مستنكفا ولا مستكبرا بل أنا عبد ذليل ضعيف خائف مستجير ، ثم ترفع رأسك وتكبر (٢).

٤ ـ قل : باسنادنا إلي يونس بن عبدالرحمن ، عن علي بن ميمون الصائغ أبي الاكراد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه كان من دعائه إذا أخذ مصحف القرآن

____________________

(١) الاختصاص : ١٤١.

(٢) مكارم الاخلاق : ٣٩٤.

٢٠٧

والجامع قبل أن يقرأ القرآن وقبل أن ينشره يقول حين يأخذه بيمينه : بسم الله اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبدالله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتابك الناطق على لسان رسولك ، وفيه حكمك وشرائع دينك ، أنزلته على نبيك ، وجعلته عهد امتك إلى خلقك ، وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك اللهم نشرت عهدك وكتابك اللهم فاجعل نظري فيه عبادة ، وقراءتي فيه تفكرا وفكري فيه اعتبارا واجعلني ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه ، واجتنب معاصيك ولا تطبع عند قراءتي كتابك على قلبي ، ولا على سمعي ، ولا تجعل على بصري غشاوة ، ولا تجعل قراءتي قراءة لاتدبر فيها ، بل اجعلني ، أتدبر آياته وأحكامه آخذا بشرايع دينك ، ولا تجعل نظري فيه غفلة ، ولا قراءتى هذرا ، إنك أنت الرؤوف الرحيم.

فيقول : عند الفراغ من قراءة بعض القرآن العظيم : اللهم إني قرأت ما قضيت لي من كتابك ، الذي أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه ورحمتك فلك الحمد ربنا ، ولك الشكر والمنة على ما قدرت ووفقت ، اللهم اجعلني ممن يحل حلالك ، ويحرم حرامك ، ويجتنب معاصيك ، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه ، واجعله لي شفاء ورحمة ، وحرزا وذخرا ، اللهم اجعله لي انسا في قبري ، وانسا في حشري ، وانسا في نشري ، واجعله لي بركة بكل آية قرأتها ، وارفع لي بكل حرف درجة في أعلا عليين ، آمين يا رب العالمين اللهم صل على محمد نبيك وصفيك ونجيك ودليلك ، والداعي إلى سبيلك ، وعلى أميرالمؤمنين وليك وخليفتك من بعد رسولك ، وعلى أو صيائهما المستحفظين دينك المستودعين حقك ، وعليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته (١).

٥ ـ عدة الداعى : حماد بن عيسى رفعه إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اعلمك دعاء لا تنسى القرآن ، قل : اللهم ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني ، وارحمني من تكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك

____________________

(١) الاقبال :

٢٠٨

والزم قلبى حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم ، نور بكتابك بصري ، واشرح به صدري ، وأطلق به لساني ، واستعمل به بدني ، وقوني به على ذلك ، وأعني عليه ، إنه لا يعين عليه إلا أنت ، لا إله إلا أنت.

قال : ورواه بعض أصحابنا ، عن الوليد بن صبيح ، عن حفص الاعور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

٦ ـ المتهجد : كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام إذا ختم القرآن قال : اللهم اشرح بالقرآن صدري ، واستعمل بالقرآن بدني ، ونور بالقرآن بصري ، وأطلق بالقرآن لساني ، وأعني عليه ما أبقيتني ، فانه لا حول ولا قوة إلا بك.

٢٦

* ( باب ) *

* ( ( آداب القراءة وأوقاتها وذم من يظهر الغشية عندها ) ) *

الايات : النحل : فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم (١).

الحديد : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا تكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد وكثير منهم فاسقون (٢).

المزمل : ورتل القرآن ترتيلا (٣).

أقول : قد سبق أيضا في كتاب الايمان والكفر ما يدل على ذم الغشية عندها (٤).

____________________

(١) النحل : ٩٨.

(٢) الحديد : ١٦.

(٣) المزمل : ٤.

(٤) راجع ج ٧٠ ص ١١٢.

٢٠٩

١ ـ فس : ( ورتل القرآن ترتيلا ) قال : بينه تبيانا ، ولا تنثره نثر الرمل ولا تهذه هذا الشعر ، ولكن أقرع به القلوب القاسية (١).

٢ ـ ب : محمد بن الفضيل قال : سألته فقلت : أقرء المصحف ثم يأخذني البول فأقوم فأبول وأستنجي واغسل يدي ثم أعود إلى المصحف فأقرأ فيه؟ قال : لا حتى تتوضأ للصلاة (٢).

أقول : قد مضى عن العيون وغيره فيما رواه هانئ بن محمد بن محمود ، عن أبيه رفعه في احتجاج موسى بن جعفر عليهما‌السلام على الرشيد : أنه لما أراد أن يستشهد بآية قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرء الاية (٣).

ختص : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن محمد بن الزبر قان عنه عليه‌السلام مثله (٤).

٣ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن رجاء ابن الضحاك قال : كان الرضا عليه‌السلام في طريق خراسان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن ، فاذا مر بآية فيها ذكر جنة أو نار بكا وسأل الله الجنة ، وتعوذ به من النار ، الخبر (٥).

٤ ـ مع : أبي ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد البرقي ، عن بعض رجاله ، عن الرقي ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : ألا اخبركم بالفقيه حقا؟ قالوا : بلى يا أميرالمؤمنين قال : من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ولم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره ، ألا لا خير في علم ليس

____________________

(١) تفسير القمى : ٧٠١.

(٢) قرب الاسناد : ٢٣٣ عن الرضا عليه‌السلام.

(٣) راجع ج ٤٨ ص ١٢٥ من هذه الطبعة نقلا عن العيون ج ١ ص ١٨ الاحتجاج : ٢١١.

(٤) الاختصاص : ٥٤.

(٥) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٨٣.

٢١٠

فيه تفهم ، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه (١).

٥ ـ جش : أبوالحسين التميمي ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن يوسف الرازي عن الفضل بن عبدالله بن العباس ، عن محمد بن موسى بن أبي مريم قال : سمعت أبان ابن تغلب وما رأيت أحدا أقرأ منه قط يقول : إنما الهمز رياضة (٢).

٦ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن عمرو بن جميع ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا القرآن بعربيته وإياكم والنبر فيه ، يعني الهمز. وقال الصادق عليه‌السلام : الهمزة زيادة في

____________________

(١) معانى الاخبار : ٢٢٦.

(٢) رجال النجاشى ص ٨ ، وقوله : ( انما الهمز رياضة ) أى تحقيقها واعطاؤها صفة النبرة حقها نوع رياضة يلزم المتكلم بها أن يسخر فمه ويذلل حلقه حتى يحقق الهمزة وينطق بها ولا ينطق بها صحيحة وافية أو صافها حتى يمرن على ذلك ويروضها.

أقول : ولذلك يتكلم بها قريش بالتسهيل تارة والاعلال اخرى ، فيقولون ( المروة ) لا ( المروءة ) أو يسهلونها وينطقون بها بين الهمز والالف كما هو مفصل في مواضعه من علم التجويد ، ونقل عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام أنه قال : نزل القرآن بلسان قريش وليسوا بأهل نبر أى همز ولولا أن جبرئيل نزل بالهمز على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ما همزنا ) أقول وعليه رسم خط المصاحف تبعا لمصحف الامام الذى استكتبه عثمان في خلافته رفعا لا ختلاف القراءات ، فمع أنه أمر زيدبن ثابت أن يكتب القرآن بلغة قريش وقريش وأكثر أهل الحجاز ليسوا بأهل نبر ، وكانوا يخففونها بالتسهيل كتب الامام بالهمز طبقا لتنزيلها وقراءتها المسلمة المتفقة وقرء عاصم من القراء السبعة عن أبى عبدالرحمن السلمى عن أميرالمؤمنين على عليه‌السلام في كل المواضع بالهمز ، وباقى القراء على اختلاف يسهلونها ويعلونها وتارة ينطقون بها على الاصل بالنبرة ، فعلى هذا الافصح والاصح ان يقرء الهمزة بالنبرة طبقا لنزوله وتبعا لرسم خط المصاحف.

٢١١

القرآن إلا الهمزة الاصلي (١) مثل قوله عزوجل : ( [ ألا يسجدو الله الذي يخرج ] الخبء في السموات والارض ) (٢) ومثل قوله عزوجل : ( لكم فيهادفء ) (٣) ومثل قوله عزوجل : ( وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ) (٤).

٧ ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن ابن عبدالجبار ، عن أبي عمران الارمني ، عن عبدالله بن الحكم ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : قلت له : إن قوما إذا ذكروا بشئ من القرآن أو حدثوا به صعق أحدهم حتى يرى أنه لو قطعت يداه ورجلاه لم يشعربذلك ، فقال : سبحان الله ذاك من الشيطان ، ما بهذا امروا ، إنما هو اللين والرقة والدمعة والوجل (٥).

٨ ـ ل : حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي صلوات الله عليه : سبعة لا يقرؤن القرآن : الراكع ، والساجد ، وفي الكنيف ، وفي الحمام ، والجنب

____________________

(١) كل همزة في القرآن اصلى لانه تنزيل جبرئيل وقراءة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولولا أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قرء بالهمز ، ما كانت قريش تهمز. لا نهم ما كانوا يهمزون في لغتهم ، وهكذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذى نزل بلسانه القرآن المجيد ، ما كان ليهمز في كلام نفسه ، وانما كان يسهلها ، وفى الحديث أنه عليه‌السلام أتى بأسير يوعك فقال لقوم منهم ( اذهبوا به فأدفوه ) يريد ( فأدفئوه ) من الدفء وهو اعطاء الدفاء وهو ما يتسخن به من البرد ، فأعللها ثم أسقطها طبقا للغة قريش ، لكن القوم ذهبوا به فقتلوه فواداه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك لان الذين جاءوا بالاسير لم يكونوا من قريش كانوا من قيس أو تميم. وهم يقولون ( فادفئوه ) حين أرادوا اعطاء اللباس ، و ( أذفوه ) حين يريدون الاجهاز عليه ، فاشتبه عليهم مراد الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢) النمل : ٢٥.

(٣) النحل : ٥.

(٤) معانى الاخبار : ٣٤٤ ، والاية في البقرة : ٧٢.

(٥) أمالى الصدوق ص ١٥٤.

٢١٢

والنفساء ، والحائض.

قال الصدوق رضوان الله عليه : هذا على الكراهة لا على النهي ، وذلك أن الجنب والحائض مطلق لهما قراءة القرآن إلا العزائم الربع وهي سجدة لقمان (١) وحم السجدة ، والنجم إذا هوى ، وسورة اقرأ باسم ربك ، وقد جاء الاطلاق للرجل في قراءة القرآن في الحمام مالم يرد به الصوت ، إذا كان عليه مئزر ، وأما الركوع والسجود فلا يقرأ فيهما لان الموظف فيهما التسبيح إلا ما ورد في صلاة الحاجة ، وأما الكنيف فيجب أن يصان القرآن عن أن يقرأ فيه ، وأما النفساء فتجري مجرى الحائض الحائض في ذلك (٢).

٩ ـ ثو : أبي ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد ابن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لكل شئ ربيع وربيع القرآن شهر رمضان (٣).

١٠ ـ سن : أبي ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن أبي عثمان العبدي ، عن جعفر بن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قراءة القرآن في اصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة ، وذكر الله كثيرا أفضل من الصدقة ، والصدقة أفضل من الصوم ، والصوم جنة من النار (٤).

١١ ـ سن : أبوسمينة ، عن إسماعيل بن أبان الحناط ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نظفوا طريق القرآن! قيل : يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال : أفواهكم ، قل : بماذا؟ قال : بالسواك (٥).

____________________

(١) يعنى سورة الم تنزيل التى سطرت في المصحف الشريف بعد سورة لقمان. وهذا اصطلاح.

(٢) الخصال ج ٢ ص ١٠.

(٣) ثواب الاعمال : ٩٣.

(٤) المحاسن : ٢٢٢.

(٥) المحاسن : ٥٥٨.

٢١٣

١٢ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله : ( يتلونه حق تلاوته ) (١) فقال : الوقوف عند ذكر الجنة والنار (٢).

١٣ ـ م : قال أبومحمد العسكري عليه‌السلام : أما قوله الذي ندبك الله إليه وأمرك به عند قراءة القرآن ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ) فان أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : إن قوله : ( أعوذ بالله ) أي أمتنع بالله ( السميع ) لمقال الاخيار والاشرار ، ولكل المسموعات من الاعلان والاسرار ( العليم ) بأفعال الفجار والابرار ، وبكل شئ مما كان وما يكون ومالا يكون أن لو كان كيف يكون ( من الشيطان ) هو البعيد من كل خير ( الرجيم ) المرجوم باللعن ، المطرود من بقاع الخير ، والاستعاذة هي ما قد أمر الله به عباده عند قراءتهم القرآن ، فقال جل ذكره : ( فاذا قرأت القرآن فاستعذب الله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذينهم به مشركون ) (٣) من تأدب بآداب الله عزوجل أداه إلى الفلاح الدائم ، ومن استوصى بوصية الله كان له خير الدارين (٤).

١٤ ـ شى : عن أبان بن عثمان ، عن محمد قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : اقرء قلت : من أي شئ أقرء؟ قال : اقرء من السورة السابعة ، قال : فجعلت ألتمسها فقال : اقرء سورة يونس ، فقرأت حتى انتهيت إلى ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ) (٥) ثم قال : حسبك ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني لاعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن (٦).

____________________

(١) البقرة : ١٢١.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٥٧.

(٣) النحل : ٩٨ ١٠٠.

(٤) تفسير الامام : ٦.

(٥) يونس : ٢٦.

(٦) تفسير العياشى ج ٢ ص ١١٩.

٢١٤

١٥ ـ شى : عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله : ( وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) قلت : كيف أقول؟ قال : تقول : أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقال : إن الرجيم أخبث الشياطين (١).

١٦ ـ شى : عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن التعوذ من الشيطان ، عند كل سورة نفتحها؟ فقال : نعم ، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر أن الرجيم أخبث الشياطين ، فقلت : لم سمي الرجيم؟ قال : لانه يرجم فقلنا : هل ينقلب شيئا إذا رجم ، قال : لا ولكن يكون في العلم أنه رجيم (٢).

١٧ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قوله تعالى : ( ورتل القرآن ترتيلا ) (٣) قال : بينه تبيانا ، ولا تنثره نثر الرمل ، ولا تهذه هذه الشعر ، قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكون هم أحدكم آخر السورة (٤).

١٨ ـ ج (٥) م (٦) مع : محمد بن القاسم المفسر ، عن يوسف بن محمد بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عن أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : قال الصادق عليه‌السلام : لما بعث الله موسى بن عمران ثم من بعده من الانبياء إلى بني إسرائيل لم يكن فيهم أحد إلا أخذوا عليه العهود والمواثيق ليؤمنن بمحمد العربي الامي المبعوث بمكة ، الذي يهاجر إلى المدينة ، يأتي بكتاب بالحروف المقطعة ، افتتاح بعض سوره ، يحفظه امته فيقرؤنه ، قياما وقعودا ومشاة ، وعلى كل الاحوال يسهل الله حفظه عليهم : إلى آخر الخبر (٧).

____________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٧٠ في حديث.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) المزمل : ٤.

(٤) نوادر الراوندى : ٣٠.

(٥) الاحتجاج :

(٦) تفسير الامام : ٣٠.

(٧) معانى الاخبار : ٢٥.

٢١٥

١٩ ـ نقل من خط الشهيد رحمه الله تعالى : نهى علي عليه‌السلام عن قراءة القرآن عريانا.

٢٠ ـ مجمع البيان : في قوله تعالى : ( ورتل القرآن ترتيلا ) روي عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام في معناه أنه قال : بينه تبيانا ، ولا تهذه هذ الشعر ، ولا تنثره نثر الرمل ، ولكن أقرع به القلوب القاسية ، ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة.

وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فاسأل الله الجنة ، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فتعوذ بالله من النار (١).

٢١ ـ مجالس الشيخ : عن المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن الجمهور ، عن أبي بكر المفيد الجرجرائي ، عن أبي الدنيا المعمر المغربي ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يحجزه عن قراءة القرآن إلا الجنابة (٢).

٢٢ ـ عدة الداعى : عن حفص بن غياث ، عن الزهري قال : سمعت علي ابن الحسين عليهما‌السلام يقول : آيات القرآن خزائن العلم فكلما فتحت خزانة فينبغي لك أن تنظر فيها.

٢٣ ـ أسرار الصلاة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لابن مسعود : اقرء علي ، قال : ففتحت سورة النساء ، فلما بلغت ( فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) رأيت عيناه تذرفان من الدمع ، فقال لي : حسبك الان.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اقروأ القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ، ولانت عليه جلودكم فاذا اختلفتم فلستم تقرؤنه.

٢٤ ـ دعوات الراوندى : قال الصادق عليه‌السلام : اغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة ، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية.

____________________

(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٧٨.

(٢) لاتجده في المطبوع من المصدر.

٢١٦

٢٧

* ( باب ) *

* ( ( ما ينبغى أن يقال عند قراءة بعض الايات والسور ) ) *

١ ـ ل : الاربعمائة : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إذا قرأتم من المسبحات الاخيرة ، فقولوا : ( سبحان الله الاعلى ) وإذا قرأتم ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) (١) فصلوا عليه في الصلاة كنتم أو في غيرها ، وإذا قرأتم والتين فقولوا في آخرها : ونحن على ذلك من الشاهدين ، وإذا قرأتم ( قولوا آمنا بالله ) (٢) فقولوا : آمنا بالله حتى تبلغوا إلى قوله : ( مسلمين ) (٣).

٢ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن رجاء

____________________

(١) الاحزاب : ٥٦.

(٢) البقرة : ١٣٦.

(٣) الخصال ج ٢ ص ١٦٥ ، وقوله عليه‌السلام ( حتى تبلغوا إلى قوله مسلمين ) يعنى آخر هذه الاية ، وانما يقال في هذه الموارد ما يقال امتثالا لامر القرآن الكريم حيث يقول ( قولوا آمنا بالله ) الخ فحيث أمرهم بأن يقولوا ذلك فالاحسن ان يقولوا هكذا ( قولوا آمنا بالله ( آمنا بالله سرا ) وما انزل الينا وما أنزل إلى ابراهيم واسماعيل واسحاق الاية ، فيكون ذيل الاية من قوله ( وما انزل ) إلى أن يبلغ ( مسلمين ) كالمتنازع فيه تتمة لقول الله تعالى كما في ظاهر الاية ، وتتمة لقولنا ( آمنا بالله ) وهذه الكيفية أسلم من التكرار في امتثال أمرالله تعالى ، والا وجب علينا بعد اتمام الاية أن نبدء ونقول : آمنا بالله وما انزل الينا إلى آخر الاية ، واما في سورة التوحيد ، كان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول سرا بعد قراءة نصف السورة : قل هو الله أحد * الله الصمد : الله أحد الله الصمد ، امتثالا لظاهر الامر ، ثم يقول بعد تمام السورة سرا : كذلك الله ربى مرتين : مرة اشارة لقوله تعالى ( لم يلد ولم يولد ) ومرة اشارة إلى قوله تعالى ( ولم يكن له كفوا أحد ) وانما قال بهذه الكيفية ، لان جبرئيل عليه‌السلام لما نزل بهذه السورة سكت عند نصف السورة

٢١٧

ابن الضحاك قال : كان الرضا عليه‌السلام في طريق خراسان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن فاذا مر بآية فيها ذكر جنة أو ناربكا ، وسأل الله الجنة ، وتعوذ به من النار ، وكان عليه‌السلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلاته بالليل والنهار ، وكان إذا قرأ ( قل هو الله أحد ) قال سرا : الله أحد. فاذا فرغ منها قال : ( كذلك الله ربنا ) ثلاثا وكان إذا قرء سورة الجحد قال في نفسه سراء : ( يا أيها الكافرون ) فاذا فرغ منها قال : ( ربي الله وديني الاسلام ) ثلاثا ، وكان إذا قرأ ( والتين والزيتون ) قال عند الفراغ منها : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ، وكان إذا قرأ ( لا اقسم بيوم القيمة ) قال عند الفراغ منها : سبحانك اللهم وبلى ، وكان يقرأ في سورة الجمعة ( قل ما عندالله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين ) وكان إذا فرغ من الفاتحة قال : الحمدلله رب العالمين (١)

____________________

فوجد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله فراغا لا متثال الامر ، فقال ( الله أحد الله الصمد ) ولما أوحى جبرئيل تمام السورة ، امتثل ذلك اشارة بقوله ( كذلك الله ربى كذلك الله ربى ) لئلا يتكرر الفاظ السورة ، واذا تدبرت هذين المثالين تعرف في كل آية وسورة مشابهة لهما كيف تمتثل أمرالله في قراءة القرآن.

(١) انما كان أهل البيت عليهم‌السلام وهكذا شيعتهم يقولون ذلك عند الفراغ من قراءة الفاتحة ، لانهم اذا فرغوا من قراءه آياتها السبع وتفكروا فيها ، وجدوا أنفسهم متلبسة بمعانيها ، متحققة لمضامينها. عارفين بالله ، ورحمانيته ، مقرين بيوم الجزاء ومالكيته عابدين لله خالصا ، مستعينين منه غير مشركين ، آخذين بالنمط الاوسط : لا من الضلال ولا من المغضوب عليهم ، وكل من تفكر في ذلك ووجد نفسه كذلك يجب عليه أن يحمدالله رب العالمين على ذلك ، كما حمدواهم وكذلك تحمده شيعتهم ، فانهم في زمرتهم ، وباتباعهم متحققين لتلك الصفات.

ومن الناس من اذا تفكر في سورة الفاتحة وآياتها ، وجد نفسه بمعزل عن ذلك أو شاكا في تحقق آياتها في نفسه وروحه ، فبادر عند اتمامها بقوله ( آمين ) يطلب من الله تعالى أن يهديه إلى سواء الطريق.

٢١٨

وإذا قرء ( سبح اسم ربك الاعلى ) قال سرا : سبحان ربي الاعلى ، وإذا قرأ يا أيها الذين آمنوا ، قال : لبيك اللهم لبيك سرا (١).

٣ ـ الدر المنثور : عن صالح بن أبي الخليل قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قرء هذه الاية ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) (٢) قال : سبحانك اللهم وبلى.

وعن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الاية ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) قال : سبحان ربي وبلى.

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا قرأ ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) قال : سبحانك فبلى.

وعن أبي أمامة قال : صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد حجته فكان يكثر قراءة لا اقسم بيوم القيامة ، فاذا قال : ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) سمعته يقول : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.

وعن موسى بن أبي عائشة قال : كان رجل يصلي فوق بيته وكان إذا قرأ ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) قال : سبحانك فبلى ، فسألوه عن ذلك ، فقال : سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ منكم والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها ( أليس الله بأحكم الحاكمين ) فليقل بلى ، ومن قرء والمرسلات فبلغ ( فبأي حديث بعده يؤمنون ) فليقل آمنا بالله.

وعن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا قرأت لا اقسم بيوم القيامة ، فبلغت ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) فقل : بلى.

وعن ابن عباس أنه مر بهذه الاية ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٨٣.

(٢) القيامة : ٤٠.

٢١٩

قال : سبحانك اللهم وبلى (١).

وعن ابن عباس قال : إذا قرأت ( سبح اسم ربك الاعلى ) فقل : سبحان ربي الاعلى.

وعن علي عليه‌السلام أنه قرأ ( سبح اسم ربك الاعلى ) فقال : سبحان ربي الاعلى ، وهو في الصلاة ، فقيل له : أتزيد في القرآن؟ قال : لا إنما امرنا بشئ فقلته (٢).

وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا تلا هذه الاية ( ونفس وما سويها * فألهمها فجورها وتقويها ) وقف ثم قال : اللهم آت نفسي تقويها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، قال : وهو في الصلاة (٣).

٢٨

( باب )

* ( ( فضل استماع القرآن ولزومه وآدابه ) ) *

الايات : الاعراف : وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون (٤).

أسرى : قل آمنوا به أولا تؤمنوا إن الذين اوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للاذقان يبكون ويزيديهم خشوعا (٥).

____________________

(١) الدر المنثور ج ٦ ص ٢٩٦.

(٢) الدر المنثور ج ٦ ص ٣٣٨.

(٣) الدر المنثور ج ٦ ص ٣٥٦.

(٤) الاعراف : ٢٠٣.

(٥) أسرى : ١٠٧ ١٠٩.

٢٢٠