بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

لمكانا (١).

١٥ ـ ثو : حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي صلوات الله عليهم قال : من قرأ القرآن يأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه (٢).

١٦ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : المقري ء بلا علم كالمعجب بلا مال ولا ملك يبغض الناس لفقره ، ويبغضونه لعجبه ، فهو أبدا مخاصم للخلق في غير واجب ، ومن خاصم الخلق فيما لم يؤمر به ، فقد نازع الخالقية والربوبية ، قال الله عزوجل : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاهدى ولا كتاب منير * ثاني عطفه ) (٣) وليس أحد أشد عقابا ممن لبس قميص النسك بالدعوى بلا حقيقة ، ولا معنى.

قال زيد بن ثابت لا بنه : يا بني لايرى الله اسمك في ديوان القراء.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : سيأتي على امتي زمن تسمع فيه باسم الرجل خير من أن تلقاه ، وأن تلقاه خير من أن تجرب.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكثر منافقي امتي قراؤها.

فكن حيث ندبت إليه وامرت به ، وأخف شرك من الخلق ما استطعت واجعل طاعتك لله بمنزلة روحك من جسدك ، ولتكن معتبرا حالك ما تحققه بينك وبين باريك ، واستعن بالله في جميع امورك متضرعا إليه آناء ليلك ونهارك ، قال الله عزوجل : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) (٤) والاعتداء من صفة قراء زماننا هذا ، وعلامتهم ، فكن من الله في جميع أحوالك على وجل لئلا تقع في ميدان المنى فتهلك (٥).

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ٩٠.

(٢) ثواب الاعمال ص ٤٤.

(٣) الحج : ٩.

(٤) الاعراف : ٥٦.

(٥) مصباح الشريعة ص ٤٤.

١٨١

١٧ ـ شى : عن عمرو بن جميع ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام قال : من قرأ القرآن من هذه الامة ثم دخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا (١).

١٨ ـ م : أبومحمد العسكري ، عن آبائه عليهم‌السلام عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حملة القرآن المخصوصون برحمة الله ، الملبسون نورالله ، المعلمون كلام الله ، المقربون من الله ، من والاهم فقد والى الله ، ومن عاداهم فقد عادى الله ، يدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا ، وعن قاريه بلوى الاخرة.

والذي نفس محمد بيده ، لسامع آية من كتاب الله ، وهو معتقد أن المورد له عن الله محمد الصادق عليه‌السلام في كل أقواله ، الحكيم في كل فعاله ، المودع ما أودع الله عزوجل من علومه أميرالمؤمنين عليا عليه‌السلام للانقياد له فيما يأمر ويرسم ، أعظم أجرا من ثبير ذهبا يتصدق به من لا يعتقد هذه الامور ، بل صدقته وقال عليه ولقاري آية من كتاب الله معتقدا لهذه الامور أفضل ممادون العرش إلى أسفل التخوم يكون لمن لا يعتقد هذا الاعتقاد ، فيتصدق به ، بل ذلك كله وبال على هذا المتصدق به.

ثم قال : أتدرون متى يوفر على هذا المستمع وهذا القارئ هذه المثوبات العظيمات؟ إذا لم يغل في القرآن ، ولم يجف عليه ، ولم يستأكل به ، ولم يراءبه.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالقرآن فانه الشفاء النافع ، والدواء المبارك وعصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن تبعه ، لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيستعتب ولا ينقضي عجايبه ، ولا يخلق على كثرة الرد ، واتلوه فان الله يأجر كم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول : ( الم ) حرف ولكن الالف عشر ، واللام عشر ، والميم عشر.

ثم قال : أتدرون نم المتمسك به الذي بتمسكه ينال هذا الشرف العظيم؟ هو الذي أخذ القرآن وتأويله عنا أهل البيت ، أو عن وسائطنا السفراء عنا إلى شيعتنا

____________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٢٠.

١٨٢

لا عن آراء المجادلين وقياس القائسين ، فأما من قال في القرآن برأيه ، فان اتفق له مصادفة صواب فقد جهل في أخذه عن غير أهله ، وكان كمن سلك طريقا مسبعا من غير حفاظ يحفظونه ، فان اتفقت له السلامة ، فهو لا يعدم من العقلاء الذم والتوبيخ وإن اتفق له افتراس السبع فقد جمع إلى هلاكه سقوطه عند الخيرين الفاضلين وعند العوام الجاهلين ، وإن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار وكان مثله مثل من ركب بحرا هائجا بلا ملاح ولا سفينة صحيحة ، لا يسمع لهلاكه أحد إلا قال : هو أهل لما لحقه ، ومستحق لما أصابه.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنعم الله عزوجل على عبد بعد الايمان بالله أفضل من العلم بكتاب الله ، والمعرفة بتأويله ، ومن جعل الله له من ذلك حظا ثم ظن أن أحدا لم يفعل به ما فعل به ، وقد فضل عليه ، فقد حقر نعم الله عليه.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى : ( يا أيها الناس قد جائكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرا مما يجمعون ) (١) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فضل الله عز وجل القرآن والعلم بتأويله ورحمته توفيقه لموالاة محمد وآله الطاهرين ، ومعاداة أعدائهم ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وكيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون ، وهو ثمن الجنة ونعيمها فانه يكتسب بها رضوان الله الذي هو أفضل من الجنة ، ويستحق الكون بحضرة محمد وآله الطيبين الذي هو أفضل من الجنة ، إن محمدا وآل محمد الطيبين أشرف زينة الجنان.

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يرفع الله بهذا القرآن والعلم بتأويله وبموالاتنا أهل البيت والتبري من أعدائنا أقواما ، فيجعلهم قادة وأئمة في الخير ، تقتص آثارهم ، وترمق أعمالهم ، ويقتدا بفعالهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وتمسحها بأجنحتهم ، وفي صلواتها تبارك عليهم وتستغفر لهم ، حتى كل رطب ويابس : تستغفر لهم حيتان البحر

____________________

(١) يونس : ٥٧ ـ ٥٨.

١٨٣

وهو امه وسباع البر وأنعامه ، والسماء ونجومها (١).

١٩ ـ جع : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته : يا علي إن في جهنم رحى من حديد تطحن بها رؤوس القراء ، والعلماء المجرمين.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : رب تال القرآن والقرآن يلعنه.

وعن مكحول قال : جاء أبوذر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله إني أخاف أن أتعلم القرآن ولا أعمل به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يعذب الله قلبا أسكنه القرآن.

وعن عقبة بن عامر الجهني : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار (٢).

٢٠ ـ ختص : أحمد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أن أباه كان يقول : من دخل على إمام جائر فقرأ عليه القرآن يريد بذلك عرضا من عرض الدنيا ، لعن القارئ بكل حرف عشر لعنات ، ولعن المستمع بكل حرف لعنة (٣).

٢١ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: إن الله تعالى جواد يحب الجود ، ومعالي الامور ، ويكره سفسافها ، وإن من عظم جلال الله تعالى إكرام ثلاثة : ذي الشيبة في الاسلام ، والامام العادل ، وحامل القرآن غير الغالي ولا الجافي عنه (٤).

٢٢ ـ نهج : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : من قرأ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا (٥).

____________________

(١) تفسير الامام ص ٤ و ٥.

(٢) جامع الاخبار ص ٥٦.

(٣) الاختصاص : ٢٦٢.

(٤) نوادر الراوندى ص ٧ ، والسفساف : الردئ من كل شئ.

(٥) نهج البلاغة الرقم ٢٢٨ من الحكم.

١٨٤

٢٣ ـ كنز الكراجكى : جاء في الحديث أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ما آمن بالقرآن من استحل محارمه.

٢٤ ـ أسرار الصلاة : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كم من قارئ القرآن والقرآن يلعنه.

٢٥ ـ كتاب الغايات : للشيخ جعفر بن أحمد القمي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أحق الناس بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرآن ، وإن أحق الناس بالصلاة والصيام في السر والعلانية لحامل القرآن.

٢٠

* ( باب ) *

* ( ( ثواب تعلم القرآن ، وتعليمه ، ومن يتعلمه بمشقة ) ) *

* ( ( وعقاب من حفظه ثم نسيه ) ) *

الايات : طه : من أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيمة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (١).

١ ـ ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن علي بن الحكم ، عن ابن عميرة ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إن الله عزوجل ليهم بعذاب أهل الارض جميعا حتى لا يريد أن يحاشي منهم أحدا إذا عملوا بالمعاصي ، واجترحوا السيئات ، فاذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات ، والولدان يتعلمون القرآن ، رحمهم وأخر عنهم ذلك (٢).

ثو : أبي ، عن محمد بن هشام ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم

____________________

(١) طه : ١٢٤ ١٢٦.

(٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٠٩.

١٨٥

مثله (١).

ثو : أبي ، عن محمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن محمد بن السندي ، عن علي ابن الحكم مثله (٢).

٢ ـ ما : الحفار ، عن ابن السماك ، عن عبدالملك بن محمد الرقاشي ، عن أبيه ومعلى بن راشد معا ، عن عبدالواحد بن زياد ، عن عبدالرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : خياركم من تعلم القرآن وعلمه (٣).

٣ ـ ما : بالاسناد إلى الرقاشي ، عن أبيه ، عن محمد بن مروان ، عن المعارك ابن عباد ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تعلموا القرآن ، وتعلموا غرائبه ، وغرائبه فرائضه وحدوده ، فان القرآن نزل على خمسة وجوه : حلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ، فاعملوا بالحلال ، ودعوا الحرام ، واعملوا بالمحكم ، ودعوا المتشابه ، واعتبروا بالامثال (٤).

٤ ـ ما : بالاسناد عن الرقاشي ، عن وهب بن حريز ، عن موسى بن علي ابن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أيكم يحب أن يغدو إلى العقيق أو إلى بطحاء مكة فيؤتي بناقتين كوماوين (٥) حسنتين ، فيدعا بهما إلى أهله من غير مأثم ولا قطيعة رحم؟ قالوا : كلنا نحب ذاك يا رسول الله ، قال : لان يأتي أحدكم المسجد فيتعلم آية خير له من ناقة ، واثنتين خير له من ناقتين

____________________

(١ ـ ٢) ثواب الاعمال ص ٢٦ و ٣٦.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٦٧.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٦٨.

(٥) الكوماء : الناقة ضخم سنامها وارتفع وعظم ، والكوم محركة : العظم في كل شئ ، وقد غلب على السنام ، وقوله ( فيدعا بهما إلى أهله ) يشبه أن يكون مصحفا والصحيح : ( فيدخل بهما ) أو ( فيدغل ).

١٨٦

وثلاث خير له من ثلاث (١).

٥ ـ لى : في مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ألا ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله يوم القيامة مغلولا يسلط الله عليه بكل آية نسيها حية تكون قرينته إلى النار ، إلا أن يغفر له (٢).

٦ ـ ثو : العطار ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن الصباح بن سيابة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من شدد عليه القرآن كان له أجران ، ومن يسر عليه كان مع الابرار (٣).

٧ ـ ثو : علي بن الحسين المكتب ، عن محمد بن الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفضيل قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الذي يعالج القرآن ليحفظه بمشقة منه ، وقلة حفظ له أجران (٤).

٨ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرق ، عن اليقطيني ، عن سليمان بن راشد ، عن أبيه ، عن معاوية بن عمار قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : من قرأ القرآن فهو غني ولا فقر بعده. وإلا ما به غنى (٥).

٩ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب عن مالك ، عن منهال القصاب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرء القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه ، جعله الله مع السفرة الكرام البررة ، وكان القرآن حجيجا عنه يوم القيامة ويقول : يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٦٧.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٥٦.

(٣) ثواب الاعمال ص ٩١.

(٤) ثواب الاعمال ص ٩٢.

(٥) ثواب الاعمال ص ٩٣.

١٨٧

غير عاملي ، فبلغ به كريم عطاياك ، فيكسوه الله عزوجل حلتين من حلل الجنة ويوضع على رأسه تاج الكرامة ثم يقال له : هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن : يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا.

قال : فيعطي الامن بيمينه ، والخلد بيساره. ثم يدخل الجنة فيقال له : اقرء آية واصعد درجة ، ثم يقال له : بلغنا به وأرضيناك فيه؟ فيقول : اللهم نعم.

قال : ومن قرء كثيرا وتعاهد من شدة حفظه أعطاه الله أجر هذا مرتين (١).

١٠ ـ ثو : أبي عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن أبي عثمان ، عن رجل ، عن حفص بن غياث قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول لرجل : أتحب البقاء في الدنيا؟ قال : نعم. قال : ولم؟ قال : لقراءة قل هو الله أحد ، فسكت عنه ، ثم قال لي بعد ساعة : يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ، ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله فيه درجته ، فان درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن فيقال لقارئ القرآن : اقرء وارق (٢).

١١ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن أبي المغرا عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : من نسي سورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة ، ودرجة رفيعة ، فاذا رآها قال : من أنت ما أحسنك؟ ليتك لي ، فتقول : أما تعرفني؟ أنا سورة كذا وكذا ، لو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان (٣).

سن : محمد بن علي ، عن ابن فضال مثله (٤).

١٢ ـ جع : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من علم ولده القرآن فكأنما حج البيت

____________________

(١) ثواب الاعمال ص ٩١.

(٢) ثواب الاعمال ص ١١٦.

(٣) ثواب الاعمال ص ٢١٣.

(٤) المحاسن ص ٩٦.

١٨٨

عشرة ألف حجة ، واعتمر عشرة ألف عمرة ، وأعتق عشرة ألف رقبة من ولد إسماعيل عليه‌السلام ، وغزا عشرة ألف غزوة ، وأطعم عشرة ألف مسكين مسلم جائع وكأنما كسا عشرة ألف عار مسلم ، ويكتب له بكل حرف عشرة حسنات ، ويمحى عنه عشر سيئات ويكون معه في قبره حتى يبعث ، ويثقل ميزانه ، ويتجاوز به على الطراط ، كالبرق الخاطف ، ولم يفارقه القرآن حتى ينزل به من الكرامة أفضل ما يتمنى (١).

١٣ ـ عدة الداعى : قال الصادق عليه‌السلام : ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن ، أو يكون في تعلمه.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أعطاه الله القرآن فرأى أن أحدا اعطي أفضل مما اعطي فقد صغر عظيما وعظم صغيرا.

وروى عبدالله بن مسكان ، عن يعقوب الاحمر قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك إنه قد أصابني هموم وأشياء لم يبق شئ من الخير إلا وقد تفلت مني منه طائفة حتى القرآن ، لقد تفلت مني طائفة منه ، قال : ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن ، ثم قال : إن الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتى تشرف عليه من درجة من بعض الدرجات ، فيقول : السلام عليك ، فيقول : وعليك السلام من أنت؟ فيقول : أنا سورة كذا وكذا ، ضيعتني وتركتني أما لو تمسكت بي بلغت بك هذه الدرجة ، ثم أشار بأصبعه ، ثم قال : عليكم بالقرآن فتعلموه ، فان من الناس من يتعلم ليقال : فلان قارئ ، ومنهم من يتعلمه ويطلب به الصوت ، ليقال : فلان حسن الصوت ، وليس في ذلك خير ، ومنهم من يتعلمه فيقوم به في ليله ونهاره ، ولا يبالي من علم ذلك ومن لم يعلمه.

وروى الهيثم بن عبيد قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل قرأ القرآن ثم نسيه ، فرددت عليه ثلاثا : أعليه حرج؟ قال : لا (٢).

١٤ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث

____________________

(١) جامع الاخبار ص ٥٧.

(٢) ورواه في الكافى ج ٢ ص ٦٠٨.

١٨٩

عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عرضت على الذنوب ، فلم اصب أعظم من رجل حمل القرآن ثم تركه.

٢١

* ( باب ) *

* ( ( قراءة القرآن بالصوت الحسن ) ) *

أقول : قد أوردنا كثيرا من أخبار هذا الباب في كتاب الاداب والسنن وغيره فلا حظ.

١ ـ جع : عن براء بن عازب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سمع قراءة أبي موسى ، فقال : كان هذا من أصواب آل داود.

وعن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اقرؤا القرآن بلحون العرب وأصواتهم ، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين ، وسيجئ قوم من بعدي يرجعون بالقرآن يرجعون بالقرآن ترجيع الغنا والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم ، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم (١).

دعوات الراوندى : عنه عليه‌السلام مثله.

٢ ـ جع : روي عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : زينوا القرآن بأصواتكم.

عن علقمة بن قيس قال : كنت حسن الصوت بالقرآن فكان عبدالله بن مسعود يرسل إلى فأقرأ عليه ، فاذا فرغت من قراءتي قال : زدنا من هذا ، فداك أبي وامي فاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن حسن الصوت زينة للقرآن.

أنس بن مالك ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن لكل شئ حلية وحلية القرآن الصوت الحسن.

____________________

(١) جامع الاخبار ص ٥٧.

١٩٠

عبدالرحمن بن سائب قال : قدمر علينا سعد بن أبي وقاص فأتيته مسلما عليه ، فقال : مرحبا با ابن أخي ، بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن ، قلت : نعم والحمدلله قال : فاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن القرآن نزل بالحزن فاذا قرأتموه بكوا ، فان لم تبكوا فتباكوا ، وتغنوا به فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا (١).

٣ ـ دعوات الراوندى : قال الصادق عليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى : إذا وقفت بين يدى فقف وقف الذليل الفقير ، وإذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين ، وكان موسى عليه‌السلام إذا قرأ كانت قراءته حزنا ، وكأنما يخاطب إنسانا.

٤ ـ مجمع البيان : في قوله تعالى : ( ورتل القرآن ترتيلا ) (٢) روى أبوبصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في هذا قال : هو أن تتمكث فيه ، وتحسن به صوتك (٣).

٥ ـ مع (٤) : محمد بن هارون الزنجاني ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن القاسم ابن سلام رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس منا من لم يتغن بالقرآن (٥)

____________________

(١) جامع الاخبار ص ٥٧ ، واستدل بعضهم بهذا الحديث على أن المراد بالتغنى تحسين الصوت ، قال : فقوله : ( فابكوا أوتباكوا ) دليل على أن التغنى التحنين والترجيع.

(٢) المزمل : ٤.

(٣) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٧٨.

(٤) معانى الاخبار ص ٢٧٩.

(٥) ذكر السيد المرتضى علم الهدى رضوان الله عليه في أماليه ج ١ ص ٣٤ ، وجها آخر للحديث قال : وهو وجه خطرلنا ، وهو أن يكون قوله عليه‌السلام ( من لم يتغن ) من غنى الرجل بالمكان اذا طال مقامه به ، ومنه قيل : المغنى والمغانى ، قال الله تعالى : ( كان لم يغنوا فيها ) ( الاعراف : ٩٢ ) أى لم يقيموا بها قال : وقول الاعشى :

وكنت امرءا زمنا بالعراق

عفيف المناخ طويل التغن



١٩١

معناه ليس منا من لم يستغن به ، ولا يذهب به إلى الصوت.

وقد روي : أن من قرأ القرآن فهو غني لا فقر بعده ، وروي : أن من اعطي القرآن فظن أن أحدا اعطي أكثر مما اعطي ، فقد عظم صغيرا وصغر كبيرا ، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يرى أحدا من أهل الارض أغنى منه ولو ملك الدنيا برحبها. ولو كان كما يقوله قوم : إنه الترجيع بالقراءة ، وحسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك أن يكون من لم يرجع صوته بالقرءة فليس من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حين قال : ليس منا من لم يتغن بالقرآن (٦).

____________________

بطول المقام أشبه منه بالاستغناء لان المقام يوصف بالطول ولا يوصف الاستغناء بذلك فيكون معنى الخبر على هذا الوجه : من لم يقم على القرآن فلى منا ، أى فلا يتجاوزه إلى غيره ، ولا يتعداه إلى سواه ، ويتخذه مغنى ومنزلا ومقاما.

أقول وقد أنشد بيت الاعشى ( طويل الثواء طويل التغن ) كما في شرح شواهد الكشاف ص ١٤٦ ، واستدل به على أن التغنى قد يجئ بمعنى الاقامة ، ولكن استشهد به في التاج على أنه بمعنى الاستغناء كما في أقرب الموارد.

(٦) في كلام أبى عبيد هذا ظر ، فان قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( من لم يتغن بالقرآن فليس منا ) على أن يكون أراد به الغناء ، ليس أنه كل من لم يرجع صوته بغناء القرآن فليس منه ، بل من كان حسن الصوت قادرا على الغناء ، ومعذلك لم يرجع صوته بغناء القرآن زعما منه أن ذلك خطاء وبدعة أو لهو لا يليق بالقرآن الكريم. فكلامه صلى‌الله‌عليه‌وآله هذا كقوله ( من ترك الحية خوفا من تبعتها فليس منى ) يعنى حية الوادى ، فمن تركها ولم يقتلها زعما منه أنها مخلوقة لله تعالى لها حياة وروح شاعرة ، وقتلها ابادة لخلقة وأذية وألم لها فليس منه ، لا أن من رأى الحية ولم يجسر أن يقتلها خوفا على نفسه ، او لغير ذلك من الاعذار ، فليس منه ، ومثل هذا في الاخبار كثير والذى عندى أن العرب في قوله ( تغنى ) يذهب إلى معنى الصوت وطنينه ولا يلتفت إلى معناه الاصلى وهو ضد الفقر ، فكانه مأخوذ من الكلمة الجامدة وهى الغنة : طنين صوت الذباب والنحل ، وهى من الانسان صوته من قبل خيشومه فاذا قيل : تغنى أو غنى بالشعر يعنى أنه رفع صوته بالشعر ونحوه حتى طن

١٩٢

٦ ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال

____________________

صوته في الاسماع ، أو في البيت ، أو في الوادى ، ولا يقال غنى الا اذا رفع صوته بحيث يرجع طنينه ولذلك يقول اللغويون في تعريف الكلمة أنها صوت مع ترجيع.

ونظيرها ( تمنى ) فان العرب لا ترجع فيها إلى معناه الاصلى وهو التقدير والتيسير للمطلوب وكأنه ما خوذ من كلمة جامدة هى حكاية صوت ( من من ) اذا قرأ شيئا لنفسه من دون رفع الصوت كقوله :

تمنى كتاب الله أول ليلة

وآخره لا قى حمام المقادر

وقول الاخر :

تمنى كتاب الله بالليل خاليا

تمنى داود الزبور على رسل

فالتمنى القراءة من دون رفع الصوت وترجيعه ، والتغنى القراءة مع رفع الصوت وترجيعه بالطنين.

والمراد بالحديث أن من لم يرفع صوته بالقرآن بحيث يرجع طنين صوته زعما منه أن ذلك لا يليق بالقرآن أو هو تشبه بأهل الكتابين أو لغير ذلك من المعاذير فليس منا ، فيرجع هذا الغناء إلى ما هو بالطبع والفطرة ، والاتساق والاتزان المناسب لا لفاظ القرآن ومعانيه ، لا يكون ذلك الا بقطع ووصل ، ومد وجزر ، ووزانة ، وطمأ نينة. وغير ذلك مما يعرف في الغناء الفطرى الطبيعى.

وأما الغناء المصطلح في علم الموسيقى فلم يكن معروفا عند العرب الجاهلى ولا في دوران النبوة ، وانما تعرف العرب الحدى وهو صوت بترنم كانت الحداة تساق به ابلهم وليس الاغناء فطريا طبيعيا قرره نبى الاسلام ، وأجازه وسمعه ، وكان له في حجة الوداع حاديان : البراء بن مالك يحدو بالرجال ، وانجشة الاسود الغلام الحبشى يحدو بالنساء وفى ذلك قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( رويدا يا انجشة! رفقا بالقوارير ) وانما عرفت العرب الغناء المصطلح في دوران الامويين حيث رغب البطالون من الامراء والخلفاء وذوى الثروة في ذلك ، فدخل الغناء المعروف في ألحان العرب وأشعارهم من قبل الفرس والروم.

قدم الحجاز رجل يسمى بنشيط فغنى فأعجب به مولاه ، فقال سائب خاثر : أنا أصنع

١٩٣

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حسنوا القرآن بأصواتكم ، فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وقرأ : ( يزيد في الخلق ما يشاء ) (١).

٧ ـ ج : روي أن موسى بن جعفر عليهما‌السلام كان حسن الصوت حسن القراءة وقال يوما من الايام : إن علي بن الحسين عليهما‌السلام كان يقرأ القرآن فربما مر به المار فصعق من حسن صوته ، وإن الامام لو أظهر في ذلك شيئا لم احتمله الناس قيل له : ألم يكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يحمل من خلفه ما يطيقون (٢).

٨ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني أخاف عليكم استخفافا بالدين ، وبيع الحكم ، وقطيعة الرحم ، وأن تتخذوا القرآن مزامير ، تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين (٣).

أقول : قد سبق الاخبار في باب الغناء.

٩ ـ سر : محمد بن علي بن محبوب ، عن العباس ، عن حماد بن عيسى ، عن معاوية بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : الرجل لايرى أنه صنع شيئا في الدعاء والقراءة ، حتى يرفع صوته ، فقال : لا بأس إن علي بن الحسين عليهما‌السلام

____________________

لك مثل غناء هذا الفارسى بالعربية ، ثم غدا عليه وقد صنع.

لمن الديار رسومها قفر

لعبت بها الارواح والقطر

قال ابن الكلبى : وهو أول صوت غنى به في الاسلام من الغناء العربى المتقن الصنعة وما زالت الغناء تتدرج إلى أن كملت أيام بنى العباس عند ابراهيم بن المهدى وابراهيم الموصلى وابنه اسحاق وابنه حماد ، وللغناء العربى تاريخ مفصل من شاء فليراجع مقدمة ابن خلدون الاغانى ترجمة سائب خاثر وطويس ونشيط.

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٦٩.

(٢) الاحتجاج ص ٢١٥.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٤٢.

١٩٤

كان أحسن الناس صوتا بالقرآن ، وكان يرفع صوته حتى يسمعه أهل الدار ، وإن أبا جعفر عليه‌السلام كان أحسن الناس صوتا بالقرآن ، وكان إذا قام من الليل ، وقرأ رفع صوته فيمر به مار الطريق من السقائين وغيرهم ، فيقومون فيستمعون إلى قراءه (١).

١٠ ـ نبه : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه سئل : أي الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ قال : من إذا سمعت قراءته رأيت أنه يخشى الله.

٢٢

* ( باب ) *

* ( ( كون القرآن في البيت وذم تعطيله ) ) *

١ ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن أحمد بن موسى بن عمر ، عن ابن فضال ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ثلاثة يشكون إلى الله عزوجل : مسجد خراب لا يصلي فيه أهله ، وعالم بين جهال ، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه (٢).

٢ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام أنه كان يستحب أن يعلق المصحف في البيت يتقى به من الشياطين ، قال : ويستحب أن لا يترك من القراءة فيه (٣).

٣ ـ ثو : أبي ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن علي بن الحسين الصوفي عن حماد بن عيسى ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إني ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله به الشياطين (٤).

____________________

(١) السرائر : ٤٧٦.

(٢) الخصال ج ١ ص ٦٢.

(٣) قرب الاسناد ص ٤٢.

(٤) ثواب الاعمال ص ٩٣.

١٩٥

٤ ـ عدة الداعى : عن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلب ، فأقرؤه عن ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟ قال : فقال لي : لا بل اقرأه وانظر في المصحف ، فهو أفضل أما علمت أن النظر في المصحف عبادة.

وعنه عليه‌السلام قال : من قرأ في المصحف متع ببصره ، وخفف عن والديه ، ولو كانا كافرين.

وعنه عليه‌السلام يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ليس شئ أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا والمصحف في البيت يطرد الشيطان.

٢٣

* ( باب ) *

* ( ( فضل قراءة القرآن عن ظهر القلب ، وفى المصحف ) ) *

* ( ( وثواب النظر اليه ، وآثار القراءة وفوائدها ) ) *

١ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ستة من المروة ثلاثة منها في الحضر ، وثلاثة منها في السفر ، فأما التي في الحضر فتلاوة كتاب الله تعالى ، وعمارة مساجد الله ، واتخاذ الاخوان في الله عزوجل ، وأما التي في السفر فبذل الزاد ، وحسن الخلق ، والمزاح في غير المعاصي (١).

أقول : قد مضى مثله بأسانيد كثيرة في باب المروة (٢) وأبواب السفر وغيرها.

٢ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن محمد بن مروان ، عن سعد بن طريف ، عن الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ عشر آيات في ليلة لم

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٧.

(٢) راجع ج ٧٦ ص ٣١١ ٣١٣ من هذه الطبعة الحديثة.

١٩٦

يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار ، والقنطار خمسون ألف مثقال ذهب ، والمثقال أربعة عشرون قيراطا أصغرها مثل جبل احد ، وأكبرها ما بين السماء والارض (١).

ثو (٢) مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد مثله (٣).

٣ ـ لى : فيما ناجى به موسى ربه : إلهي ما جزاء من تلا حكمتك سرا وجهرا؟ قال : يا موسى يمر على الصراط كالبرق (٤).

٤ ـ لى : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان عن المفضل ، عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : عليكم بمكارم الاخلاق ، فان الله عزوجل يحبها ، وإياكم ومذام الافعال ، فان الله عزوجل يبغضها ، وعليكم بتلاوة القرآن فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن ، فاذا كان يوم القيامة يقال لقاري القرآن : اقرأ وارق فكلما قرأ آية رقا درجة ، وعليكم بحسن الخلق فانه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم ، وعليكم بحسن الجوار فان الله عزوجل أمر بذلك وعليكم بالسواك ، فانها مطهرة ، وسنة حسنة ، وعليكم بفرائض الله فأدوها وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها (٥).

٥ ـ لى : عن ابن المغيرة ، عن جده ، عن جده ، عن السكوني ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان القرآن حديثه ، والمسجد بيته

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٣٦.

(٢) ثواب الاعمال ص ٩٣.

(٣) معانى الاخبار ص ١٤٧.

(٤) أمالى الصدوق ص ١٢٥.

(٥) أمالى الصدوق ص ٢١٦.

١٩٧

بنى الله له بيتا في الجنة (١).

٦ ـ ل : الخليل ، عن محمد بن إبراهيم الدبيلي ، عن أبي عبيدالله ، عن سفيان عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاحسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار (٢).

٧ ـ ل : في بعض ما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أباذر : عليك بتلاوة القرآن ، و ذكر الله كثيرا فانه ذكر لك في السماء ، ونورلك في الارض (٣).

٨ ـ فس : أبي ، عن الاصبهاني ، عن المنقري رفعه إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : عليك بالقرآن فان الله خلق الجنة بيده لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، جعل ملاطها المسك ، وترابها الزعفران ، وحصباءها اللؤلؤ ، وجعل درجاتها على قدر آيات القرآن ، فمن قرأ القرآن قال له : اقرأوارق ، ومن دخل منهم الجنة لم يكن في الجنة أعلى درجة منه ، ما خلا النبيون والصديقون (٤).

٩ ـ ما : حمويه ، عن أبي الحسين ، عن أبي خليفة ، عن أبي هلال ، عن بكر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو موقوذ أو قال محموم فقال له عمر : يا رسول الله ما أشد وعكك أو حماك؟ فقال : ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطول ، فقال عمر : يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، وأنت تجتهد هذا الاجتهاد؟ فقال : يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا (٥).

١٠ ـ ل : عن ابن عباس قال : قال أبوبكر : يا رسول الله أسرع إليك الشيب

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٣٠٠.

(٢) الخصال ج ١ ص ٣٨.

(٣) الخصال ج ٢ ص ١٠٥.

(٤) تفسير القمى : ٥٨٧ ، في حديث.

(٥) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٨ والموقوذ : الشديد المرض المشرف.

١٩٨

قال : شيبتي هود ، والواقعة ، والمرسلات ، وعم يتسائلون (١).

١١ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : ثلاثة يزدن في الحفظ ، ويذهبن بالبلغم : قراءة القرآن ، والعسل واللبان (٢).

١٢ ـ ثو (٣) مع : ما جيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرأمائة آية يصلي بها في ليلة كتب الله له بها قنوت ليلة ، ومن قرأمائتي آية في ليلة في غير صلاة الليل كتب الله له في اللوح قنطارا من حسنات ، والقنطار ألف وماتا اوقية ، والاوقية أعظم من جبل احد (٤).

١٣ ـ مع : علي بن عبدالله بن أحمد المذكر ، عن علي بن أحمد الطبري عن خراش مولى أنس ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن.

يعني من حفظ قدر ذلك من القرآن ، يقال قدقرأ الغلام القرآن إذا حفظه (٥)

١٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن معاذ ، عن أحمد بن المنذر عن أبي بكر الصنعاني ، عن عبدالوهاب بن همام ، عن أبيه ، عن همام بن منبه ، عن حجر المذري ، عن أبي ذر قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : النظر إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام عبادة ، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ، والنظر في المصحف يعني صحيفة القرآن عبادة ، والنظر إلى الكعبة عبادة (٦).

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٩٣ راجعه.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣٨.

(٣) ثواب الاعمال ص ٩٢.

(٤) معانى الاخبار ص ١٤٧.

(٥) معانى الاخبار ص ٤١٠.

(٦) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٧٠.

١٩٩

١٥ ـ ير : ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن أبي عثمان العبدي ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة (١).

١٦ ـ ثو : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله ابن سنان ، عن معاذ بن مسلم ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ القرآن قائما في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة ، ومن قرء في صلاته جالسا كتب الله له بكل حرف خمسين حسنة ، ومن قرء في غير ثلاته كتب الله له بكل حرف عشر حسنات (٢).

١٧ ـ عدة الداعى : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال الله تبارك وتعالى : من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين.

وعن ليث بن سليم رفعه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى. صلوا في البيع والكنايس ، وعطلوا بيوتهم. فان البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره ، وامتع أهله ، وأضاء لاهل السماء كما تضئ نجوم السماء لاهل الدنيا.

وعن الصادق عليه‌السلام قال : إن البيت إذا كان فيه المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء.

وعن الرضا عليه‌السلام يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اجعلوا لبيوتكم نصيبا من القرآن ، فان البيت إذا قرء فيه يسر على أهله ، وكثر خيره ، وكان سكانه في زيادة ، وإذا لم يقرأ فيه القرآن ضيق على أهله ، وقل خيره ، وكان سكانه في نقصان.

وروى الحسن بن أبي الحسن الديلمي قال : وقال عليه‌السلام : قراءة القرآن أفضل من الذكر ، والذكر أفضل من الصدقة ، والصدقة أفضل من الصيام ، والصوم

____________________

(١) بصائر الدرجات ص وأخرجه في المستدرك ج ١ ص ٢٩٢.

(٢) ثواب الاعمال ص ٩١.

٢٠٠