بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

خواص ليقتدي بهم من لم يخصصهم بذلك ، فافهم ذلك إنشاء الله.

وإياك وتلاوة القرآن (١) برأيك فان الناس غير مشتركين في علمه كاشترا كهم فيما سواه من الامور ، ولا قادرين عليه ولا على تأويله إلا من حده وبابه الذي جعله الله له فافهم إنشاء الله ، واطلب الامر من مكانه تجده إنشاء الله (٢).

٧٣ ـ شى عن زرارة وحمران ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام في قوله : ( واوحي إلى هذا القرآن لا نذركم به ومن بلغ ) يعني الائمة من بعده ، وهم ينذرون به الناس (٣).

٧٤ ـ شى : عن أبي خالد الكابلي قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام ( واوحي إلى هذا القرآن لا نذركم به ومن بلغ ) حقيقة أيِّ عنى بقوله ( ومن بلغ ) قال : فقال من بلغ أن يكون إماما من ذرية الاوصياء فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

٧٥ ـ شى : عن ابن بكير ، عن محمد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله ( لا نذركم به ومن بلغ ) قال : علي عليه‌السلام ممن بلغ (٥).

٧٦ ـ شى : عن يونس ، عن عدة من أصحابنا قالوا : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إني لاعلم خبر السماء وخبر الارض ، وخبرما كان وما هو كائن ، كأنه في كفي ثم قال : من كتاب الله أعلمه ، إن الله يقول : فيه تبيان كل شئ (٦).

٧٧ ـ شى : عن منصور ، عن حماد اللحام قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : نحن والله نعلم ما في السماوات وما في الارض ، وما في الجنة وما في النار ، وما بين ذلك قال : فبهت أنظر إليه ، فقال : يا حماد إن ذلك في كتاب الله ثلاث مرات ، قال : ثم تلاهذه الاية ( يوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنابك شهيدا على

____________________

(١) تأويل القرآن ظ.

(٢) المحاسن ص ٢٦٨.

(٣ ـ ٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٥٦ ، والاية في الانعام : ١٩.

(٦) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٦٦.

١٠١

هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) (١) إنه من كتاب الله ، فيه تبيان كل شئ (٢).

٧٨ ـ شى : عن عبدالله بن الوليد قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : قال الله الموسى : ( وكتبنا له في الالواح من كل شئ ) (٣) فعلمنا أنه لم يكتبه لموسى الشئ كله وقال الله لعيسى ( ليبين لهم الذي يختلفون فيه ) (٤) وقال الله لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ (٥).

٧٩ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إنما الشفاء في علم القرآن لقوله : ( ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) (٦) لاهله ، لا شك فيه ولا مرية ، وأهله أئمة الهدى الذين قال الله ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) (٧).

٨٠ ـ نى : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبته المشهورة التي خطبها في مسجد الخيف في حجة الوداع : إني وإنكم واردون على الحوض ، حوضا عرضه ما بين بصرى إلى صنعاء فيه فدحان عدد نجوم السماء وإني مخلف فيكم الثقلين الثقل الاكبر القرآن والثقل الاصغر عترتي وأهل بيتي ، هما حبل الله ممدود بينكم وبين الله عزوجل ما إن تمسكتم به لم تضلوا ، سبب منه بيدالله وسبب بأيديكم وفي رواية اخرى

____________________

(١) النحل : ٨٤.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٦٦.

(٣) الاعراف : ١٤٥.

(٤) الاية المذكورة في المتن في صورة النحل : ٣٩ ، وليس يتعلق ببعثة عيسى على نبينا وآله وعليه‌السلام ، والمستشهد بها لذلك كما في سائر الاخبار هو قوله تعالى في سورة الزخرف : ٦٣ ( ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولا بين لكم بعض الذى تختلفون فيه ، فاتقوا الله وأطيعون ).

(٥) المصدر نفسه ج ٢ ص ٢٦٦.

(٦) أسرى : ٨٢.

(٧) فاطر : ٣٢ ، راجع تفسير العياشى ج ٢ ص ٣١٥.

١٠٢

طرف بيدالله وطرف بأيديكم إن اللطيف الخبير قد نبأني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض ، كأصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه ولا أقول : كهاتين وجمع بين سبابتيه والوسطى فتفضل هذه على هذه.

أخبرنا بذلك عبدالواحد بن عبدالله بن يونس الموصلي قال : أخبرنا محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد ابن عيسى ، عن حريز ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : خطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر الخطبة بطولها وفيها هذا الكلام.

وبه حدثنا عبدالواحد ، عن عبدالله بن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن الحسن ابن محبوب والحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

حدثنا عبدالواحد ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام بمثله (١).

٨١ ـ الدرة الباهرة : قال الصادق عليه‌السلام : كتاب الله عزوجل على أربعة أشياء على العبارة ، والاشارة ، واللطائف ، والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والاشارة للخواص ، واللطائف للاولياء ، والحقائق للانبيآء.

٨٢ ـ اسرار الصلاة : قال علي عليه‌السلام : لو شئت لاوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب.

٨٣ ـ قال السيد بن طاوس رحمه الله في كتاب سعد السعود : روى يوسف ابن عبدالله بن محمد بن عبدالبر في كتاب الاستيعاب عن معمر ، وهب بن عبدالله عن أبي الطفيل قال : شهدت عليا عليه‌السلام يخطب وهو يقول : سلوني فوالله لا تسئلوني عن شئ إلا أخبرتكم ، واسألوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم

____________________

(١) غيبة النعمانى ص ١٧ ، ورواه القمى في تفسيره ص ٤ و ٥.

١٠٣

بليل نزلت ، أم في سهل أم في جبل (١).

أقول : وقال أبوحامد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب عليه‌السلام ما هذا لفظه : وقال أميرالمؤمنين علي عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل لسانه في فمي ، فانفتح في قلبي ألف باب من العلم ، مع كل باب ألف باب ، وقال صلوات الله عليه : لو ثنيت لي وسادة وجلست عليها لحكمت لاهل التوراة بتوراتهم ، ولاهل الانجيل بانجيلهم ، ولاهل القرآن بقرآنهم ، وهذه المرتبة لا تنال بمجرد العلم ، بل يتمكن المرء في هذه الرتبة بقوة العلم اللدني.

وقال علي عليه‌السلام : لما حكى عهد موسى عليه‌السلام أن شرح كتابه كان أربعين جملا : لو أذن الله ورسوله لي لا تسرع بي شرح معاني ألف الفاتحة حتى يبلغ مثل ذلك يعني أربعين وقرا أو جملا ، وهذه الكثرة في السعة والافتتاح في العلم لا يكون إلا لدنيا سماويا إليها ، هذا آخر لفظ محمد بن محمد الغزالي.

أقول : وذكر أبوعمر الزاهد واسمه محمد بن عبدالواحد في كتابه باسناده أن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : يا با عباس إذا صليت العشاء الاخرة فالحقني إلى الجبان ، قال : فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال لي : ما تفسير الالف من الحمد؟ قال : فما علمت حرفا اجيبه قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، قال : ثم قال لي : فما تفسر اللام من الحمد؟ قال : فقلت : لا أعلم ، فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، قال ثم قال : فما تفسير الميم من الحمد؟ فقلت : لا أعلم ، قال : فتكلم فيها ساعة تامة ، قال : ثم قال : ما تفسير الدال من الحمد؟ قال : قلت : لا أدري قال : فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر ، قال : فقال لي : قم أبا عباس إلى منزلك وتأهب لفرضك.

قال أبوالعباس عبدالله بن العباس : فقمت وقد وعيت كل ما قال ، ثم تفكرت فاذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر.

____________________

(١) الاستيعاب بذيل الاصابة ج ٣ ص ٤٣.

١٠٤

وقال أبوعمر الزاهد : قال لنا عبدالله بن مسعود ذات يوم : لو علمت أن أحدا هو أعلم مني بكتاب الله عزوجل لضربت إليه آباط الابل ، قال علقمة : فقال رجل من الحلقة : ألقيت عليا عليه‌السلام؟ قال : نعم ، قد لقيته وأخذت عنه واستفدت منه ، وقرأت عليه ، وكان خير الناس وأعلمهم بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولقد رأيته ثبج بحر يسيل سيلا.

يقول علي بن موسى بن طاووس : وذكر محمد بن الحسن بن زياد المعروف بالنقاش في المجلد الاول من تفسير القرآن الذي سماه شفاء الصدور ما هذا لفظه : وقال ابن عباس : جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وقال النقاش أيضا في تعظيم ابن عباس لمولانا على عليه‌السلام ما هذا لفظه : أخبرنا أبوبكر قال : حدثنا أحمد بن غالب الفقيه بطالقان ، قال : حدثنا محمد بن على قال : حدثنا سويد قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد ، عن أبيه ، عن الكلبي قال ابن عياش : ومما وجدت في أصله : وذهب بصر ابن عباس من كثرة بكائه على علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وذكر النقاش ما هذا الفظه : وقال ابن عباس : علي عليه‌السلام علم علما علمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول الله (ص) علمة الله ، فعلم النبي (ص) من علم الله ، وعلم علي من علم النبي (ص) وسلم وعلمي من علم علي عليه‌السلام وما علمي وعلم أصحاب محمد (ص) وسلم في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.

فصل : وروى النقاش أيضا حديث تفسير لفظة الحمد فقال بعد إسناده عن ابن عباس : قال : قال لي علي عليه‌السلام : يا أبا عباس إذا صليت العشاء الاخرة فالحقني إلى الجبان ، قال : فصليت ولحقته ، وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال لي : ما تفسير الالف من الحمد ، والحمد جميعا ، قال : فما علمت حرفا منها اجيبه ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال لي : فما تفسير اللام من الحمد؟ قال : فقلت : لا أعلم ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال : فما تفسير الحاء من الحمد؟

١٠٥

قال : فقلت : لا أعلم ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال لي : فما تفسير الميم من الحمد؟ قال : فقلت : لا أعلم ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال فما تفسير الدال من الحمد؟ قال : قلت : لا أدري فتكلم فيها إلى أن برق عمود الثعنجر ، قال : فقال لي : قم يا أبا عباس إلى منزلك ، فتأهب لفرضك ، فقمت وقد وعيت كل ما قال ، قال : ثم تفكرت فاذا علمي بالقرآن في علم علي عليه‌السلام كالقرارة في المثعنجر قال : القرارة الغدير ، المثعنجر البحر.

٨٤ ـ العلل : لمحمد بن علي بن إبراهيم : العلة في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( لن يفترقا حتى يردا على الحوض ) أن القرآن معهم في قلوبهم في الدنيا ، فاذا صاروا إلى عندالله عزوجل ، كان معهم ، ويوم القيامة يردون الحوض وهو معهم.

٩

* ( باب ) *

* ( ( فضل التدبر في القرآن ) ) *

١ ـ منية المريد : روي عن ابن عباس مرفوعا في قوله تعالى ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ) (١) قال : الحكمة القرآن.

وعنه في تفسير الاية قال : الحكمة المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اعربوا القرآن والتمسوا غرائبه.

وعن أبي عبدالرحمن السلمي قال : حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة أنهم كانوا يأخذون من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشر آيات ، فلا يأخذون في العشر الاخر حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل.

وعن ابن عباس قال : الذي يقرأ القرآن ولا يحسن تفسيره كالاعرابي يهذا الشعر هذا.

____________________

(١) البقرة : ٢٦٩.

١٠٦

٢ ـ أسرار الصلاة : روي أن رجلا جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليعلمه القرآن فانتهى إلى قوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) فقال : يكفيني هذا ، وانصرف فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انصرف الرجل وهو فقيه.

وقال الصادق عليه‌السلام : لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ، ولكنهم لا يبصرون.

١٠

* ( باب) *

* ( ( تفسير القرآن بالرأى وتغييره ) ) *

١ ـ ن (١) لى : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله جل جلاله : ما آمن بي من فسر برأيه كلامي ، وما عرفني من شبهني بخلقي ، وما على ديني من استعمل القياس في ديني (٢).

ج : مرسلا مثله.

٢ ـ يد : في خبر الزنديق المدعي للتناقض في القرآن : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إياك أن تفسر القرآن برأيك ، حتى تفقهه عن العلماء ، فانه رب تنزيل يشبه بكلام البشر ، وهو كلام الله ، ونأويله لا يشه كلام البشر ، كما ليس شئ من خلقه يشبهه ، كذلك لا يشبه فعله تعالى شيئا من أفعال البشر ولا يشبه شئ من كلامه بكلام البشر ، فكلام الله تبارك وتعالى صفته وكلام البشر أفعالهم فلا تشبه كلام الله بكلام البشر ، فتهلك وتضل (٣).

٣ ـ يد ، ن (٤) لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن القاسم بن محمد

____________________

(١) عيون الاخبار ج ١ ص ١١٦ وتراه في التوحيد أيضا الباب ١ ص ٣٧.

(٢) أمالى الصدوق ص ٥.

(٣) التوحيد : الباب ٣٦.

(٤) عيون الاخبار ج ١ ص ١٩٢.

١٠٧

البرمكي ، عن الهروي قال : قال الرضا عليه‌السلام لعلي بن محمد بن الجهم : لا تتأول كتاب الله عزوجل برأيك فان الله عزوجل يقول : ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) (١).

٤ ـ ل : العسكري ، عن أحمد بن محمد بن أسيد ، عن أحمد بن يحيى الصوفي عن أبي غسان ، عن مسعود بن سعد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أشد ما يتخوف على امتي ثلاث : زلة عالم ، أو جدال منافق بالقرآن ، أو دنيا تقطع رقابكم ، فاتهموها على أنفسكم (٢).

٥ ـ ل : علي بن عبدالله الاسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس ، عن أبي يعقوب ، عن علي بن خشرم ، عن عيسى ، عن ابن عبيدة ، عن محمد بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنما أتخوف على امتي من بعدي ثلاث خلال : أن يتأولوا القرآن على غير تأويله ، ويتبعوا زلة العالم ، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا ، وسانبئكم المخرج من ذلك ، أما القرآن فاعلموا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وأما العالم فانتظروا فئته ، ولا تتبعوا زلته ، وأما المال فان المخرج منه شكر النعمة وأداء حقه (٣).

٦ ـ ل : حمزة العلوي ، عن أحمد الهمداني ، عن يحيى بن الحسن بن جعفر ، عن محمد بن ميمون الخزاز ، عن عبدالله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ستة لعنهم الله (٤) وكل

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٥٦.

(٢) الخصال ج ١ ص ٧٨.

(٣) المصدر ج ١ ص ٧٨.

(٤) في نسخة الكافى ج ٢ ص ٢٩٣ ، ( خمسة لعنتهم وكل نبى مجاب الزائد في كتاب الله ) الخ ، وهو الصحيح والمعنى ان هؤلاء الطوائف لعنتهم أنا ، وكل نبى مجاب الدعوة يتحقق دعاؤه على الناس باذن الله ، فكيف بدعائى وأنا أفضل النبيين على الله وأو جههم عنده ، واما على نسخة الخصال فالمعنى أن هؤلاء ملعونون على لسان الله ولسان أنبيائه

١٠٨

نبي مجاب : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والتارك لسنتي ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والمتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله ، ويعز من أذله الله ، والمستأثر بفئ المسلمين المستحل له (١).

٧ ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أحمد بن محمد عن أبي القاسم الكوفي ، عن عبدالمؤمن الانصاري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني لعنت سبعة لعنهم الله وكل نبي مجاب قبلي ، فقيل : ومن هم يا رسول الله؟ فقال : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والمخالف لسنتي والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والمتسلط بالجبرية ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله ، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له ، والمحرم ما أحل الله عزوجل (٢).

أقول : قد مضى باسناد آخر في باب شرار الناس ، وفيه المغير لكتاب الله (٣).

٨ ـ يد (٤) : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن علي بن العباس ، عن إسماعيل بن مهران ، عن إسماعيل بن إسحاق ، عن فرج بن فروة ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق عليه‌السلام عن أميرالمؤمنين صلوات الله عليهما في خطبة طويلة قال في آخره : فما دلك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليوصل بينك وبين معرفته ، وائتم به ، واستضئ بنور هدايته ، فانها نعمة وحكمة اوتيتها ، فخذ ما اوتيت وكن من الشاكرين ، وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ، ولا في سنة الرسول وأئمة الهدى أثره ، فكل علمه إلى الله عزوجل ، فان ذلك منتهى حق الله عليك.

____________________

لكنه لا يناسب الاوصاف المذكورة فيها ، فانها من خصائص شرعه صلى‌الله‌عليه‌وآله خصوصا قوله ( التارك لسنتى ) وقوله : ( المستأثر بفئ المسلمين ) والمغانم انما احل في هذه الشريعة.

(١) الخصال ج ١ ص ١٦٤.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٦.

(٣) راجع ج ٧٢ ص ٢٠٢ ٢٠٨.

(٤) التوحيد الباب الاول.

١٠٩

واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب ، فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فقالوا : آمنا به كل من عند ربنا ، فمدح الله عزوجل اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق في حاله ، ما لم يكلفهم البحث عنه منهم رسوخا ، فاقتصر على ذلك ، ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك ، فتكون من الهالكين (١).

٩ ـ شى : عن أبي عبدالرحمن السلمي أن عليا عليه‌السلام مر على قاض ، فقال : هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال : لا ، فقال : هلكت وأهلكت تأويل كل حرف من القرآن على وجوه (٢).

١٠ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن إن الاية تنزل أولها في شئ ، وأوسطها في شئ ، وآخرها في شئ ، ثم قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) من ميلاد الجاهلية (٣).

١١ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يوجر ، وإن أخطأ كان إثمه عليه (٤).

١٢ ـ شى : عن أبي الجارود قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم ، فان الرجل ينزع بالاية فيخر بها أبعد ما بين السماء والارض (٥).

١٣ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يوجر ، وإن أخطأ فهو أبعد من السماء (٦).

____________________

(١) روى هذه الخطبة في النهج تحت الرقم ٨٩ من الخطب مع اختلاف.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٢.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧ ، والاية في سورة الاحزاب : ٣٣.

(٤ ـ ٦) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧.

١١٠

١٤ ـ شى : عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : ليس أبعد من عقول الرجال من القرآن (١).

١٥ ـ شى : عن عمار بن موسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألت عن الحكومة قال : من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر ، ومن فسر آية من كتاب الله فقد كفر (٢).

١٦ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إياكم والخصومة فانها تحبط العمل ، وتمحق الدين ، وإن أحدكم لينزع بالاية يقع فيها أبعد من السماء (٣).

١٧ ـ شى : عن يعقوب بن يزيد ، عن ياسر ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : المراء في كتاب الله كفر (٤).

١٨ ـ شى : عن داود بن فرقد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تقولوا لكل آية هذه رجل وهذه رجل ، إن من القرآن حلالا ، ومنه حراما ، وفيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم ، وحكم ما بينكم ، فهكذا هو ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مفوض فيه إن شاء فعل الشئ وإن شاء تذكر ، حتى إذا فرضت فرائضه ، وخمست أخماسه ، حق على الناس أن يأخذوا به ، لان الله قال : ( ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ) (٥).

١٩ ـ شى : عن ربعي ، عمن ذكره ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله الله : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا ) قال : الكلام في الله ، والجدال في القرآن ( فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) قال : منهم القصاص (٦).

٢٠ ـ منية المريد : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار. وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.

____________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧.

(٢ ـ ٥) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨ ، والاية الاخيرة في سورة الحشر : ٧.

(٦) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٦٢ ، والاية في سورة الانعام : ٦٨.

١١١

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قال في القرآن بغير ما علم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكثر ما أخاف على امتي من بعدي رجل يناول القرآن يضعه على غير مواضعه.

١١

( باب)

* ( ( كيفية التوسل بالقرآن ) ) *

أقول : وأما الاستخارة والتفأل بالقرآن فقد أوردنا هما في تاب الصلاة وأما أدعية التوسل بالقرآن في ليالي القدر ، فقد أوردناها في كتاب الصيام وفي أبواب عمل السنة كما ستقف إنشاء الله تعالى.

١ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن سهل بن يعقوب بن إسحاق ، عن الحسن بن عبدالله بن مطهر ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : جاء رجل إلى سيدنا الصادق عليه‌السلام فقال له : يا سيدي أشكو إليك دينا ركبني ، وسلطانا غشمني ، واريد أن تعلمني دعاء أغنم بها غنيمة أقضي بها ديني ، واكفى بها ظلم سلطاني ، فقال : إذا جنك الليل فصل ركعتين واقرأ في الركعة الاولى منهما الحمد وآية الكرسي ، وفي الركعة الثانية الحمد وآخر الحشر : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ) إلى خاتمة السورة ، ثم خذ المصحف فدعه على رأسك وقل : [ اللهم ] بهذا القرآن وبحق من أرسلته ، وبحق كل مؤمن مدحته فيه ، وبحقك عليهم فلا أحد أعرف بحقك منك ، بك يا الله عشر مرات ، ثم تقول : يا محمد عشر مرات يا علي عشر مرات ، يا فاطمة عشر مرات ، يا حسن عشر مرات ، يا حسين عشر مرات ، يا علي بن الحسين عشر مرات ، يا محمد بن علي عشر مرات ، يا جعفر بن محمد عشر مرات ، يا موسى بن جعفر عشر مرات ، يا علي بن موسى عشر مرات يا محمد بن علي عشرا ، يا علي بن محمد عشرا ، يا حسن بن علي عشرا ، يا أيها الحجة

١١٢

عشرا ثم تسأل الله تعالى حاجتك.

قال : فمضى الرجل وعاد إليه بعد مدة قد قضى دينه ، وصلح له سلطانه وعظم يساره.

٢ ـ ووجدت بخط بعض الافاضل نقلا من خط السيد علي بن طاووس قدس الله روحهما : اللهم إني أسألك بكتابك المنزل ، على نبيك المرسل ، وفيه اسمك الاعظم وأسماؤك الحسنى ، وما يخاف ويرجى ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وتجعل عبدك فلان بن فلان ممن أغنيته بعلمك عن المقال ، وبكرمك عن السؤال ، تكرما منك وتفضلا ، يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين عشر مرات.

٣ ـ دعوات الراوندى : روي عن الائمة عليهم‌السلام إذا حزنك أمر فصل ركعتين تقرأ في الركعة الاولى الحمد وآية الكرسي ، وفي الثانية الحمد وإنا أنزلناه ثم خذ المصحف وارفعه فوق رأسك وقل : اللهم إني أسألك بحق ما أرسلته إلى خلقك ، وبحق كل آية هي لك في القرآن ، وبحق كل مؤمن ومؤمنة مدحتهما في القرآن ، وبحقك عليك ، ولا أحد أعرف بحقك منك ، وتقول : يا سيدي يا الله عشرا بحق محمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله عشرا بحق علي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه عشرا ، ثم تقول : اللهم إني أسألك بحق نبيك المصطفى ، وبحق وليك ووصي رسولك المرتضى ، وبحق الزهراء مريم الكبرى ، سيدة نساء العالمين ، وبحق الحسن والحسين سبطي نبي الهدى ، ورضيعي ثدي التقى ، وبحق زين العابدين وقرة عين الناظرين ، وبحق باقر علم النبيين ، والخلف من آل يس ، وبحق الراضي من المرضيين ، وبحق الخير من الخيرين ، وبحق الصابر من الصابرين وبحق التقي والسجاد الاصغر ، وببكائه ليلة المقام بالسهر ، وبحق النفس الزكية والروح الطيبة ، سمي نبيك ، والمظهر لدينك ، اللهم إني أسألك بحقهم وحرمتهم عليك ، إلا قضيت بهم حوائجي ، وتذكر ما شئت.

وعن زرارة قال : قال الصادق عليه‌السلام : تأخذ المصحف في ثلاث ليال من شهر

____________________

(١) أمالي الطوسى ج ١ ص ٢٩٨.

١١٣

رمضان ، فتنشره وتضعه بين يديك ، وتقول : اللهم إني أسألك بكتابك المنزل وما فيه وفيه اسمك الاكبر ، وأسماؤك الحسنى ، وما يخاف ويرجى ، أن تجعلني من عتقائك من النار ، وتدعو بما بدالك من حاجة.

٤ ـ عدة الداعى : روي عن أبي جعفر عليه‌السلام في الثلث الباقي (١) من شهر رمضان تأخذ المصحف وتنشره وتقول : وذكر نحوه.

١٢

* ( باب) *

* ( ( أنواع آيات القرآن ، وناسخها ومنسوخها ) ) *

* ( ( وما نزل في الائمة عليهم‌السلام منها ) ) *

الايات : البقرة : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثله ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير (٢).

النحل : وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون * قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين (٣).

أقول : قد مضى ويأتي في الابواب السابقة واللاحقة ما يتعلق بهذا الباب فلا تغفل.

١ ـ شى : عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : نزل القرآن على أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع في فرائض وأحكام ، وربع سنن وأمثال ، ولناكرائم القرآن (٤).

٢ ـ شى : عن ابن نباتة قال : سمعت أميرالمؤمنين عليه‌السلام يقول : نزل القرآن أثلاثا ثلث فينا وفي عدونا ، وثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام (٥).

____________________

(١) الليالى ظ.

(٢) البقرة : ١٠٦.

(٣) النحل : ١٠١ ١٠٣.

(٤ ـ ٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٩.

١١٤

٣ ـ شى : عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن القرآن زاجر وآمر ، يأمر بالجنة ، ويزجر عن النار (١).

٤ ـ شى : عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي ، عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : يا خيثمة القرآن نزل أثلاثا : ثلث فينا وفي أحبائنا ، وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا ، وثلث سنة ومثل ، ولو أن الاية إذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الاية ، لما بقي من القرآن شئ ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والارض ، ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر (٢).

٥ ـ شى : عن ابن مسكان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن (٣).

٦ ـ شى : عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : يا أبا الفضل لنا حق في كتاب الله المحكم من الله ، لو محوه فقالوا : ليس من عندالله ، أو لم يعلموا ، لكان سواء (٤).

٧ ـ شى : عن محمد بن مسلم قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : يا محمد إذا سمعت الله ذكر أحدا من هذه الامة بخير فنحن هم ، وإذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا (٥).

٨ ـ شى : عن داود بن فرقد ، عمن أخبره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لو قد قرئ القرآن كما انزل لالفيتنا فيه مسمين ، وقال سعيد بن الحسين الكندي عن أبي جعفر عليه‌السلام بعد مسمين : ( كما سمي من قبلنا ) (٦).

٩ ـ شى : عن ميسر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ، ما خفي حقنا على ذي حجى ، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن (٧).

١٠ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده قال :

____________________

(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٠.

(٣ ـ ٧) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣.

١١٥

قال أمير المؤمنين عليهم‌السلام : سموهم بأحسن أمثال القرآن ، يعني عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ( هذا عذب فرات ) فاشربوا ( وهذا ملح اجاج ) فاجتنبوا (١).

١١ ـ شى : عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن قول الله : قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) (٢) فلما رآني أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب ، قال : حسبك كل شئ في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الائمة عنى به (٣).

١٣

* ( باب) *

* ( ( ما عاتب الله تعالى به اليهود ) ) *

البقرة : قال الله تعالى : أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون * وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون * أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون * ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون * فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عندالله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون * وقالوا لن تمسنا [ النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عندالله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ] (٤).

____________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣.

(٢) الرعد : ٤٣.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣.

(٤) البقرة : ٧٥ ٨٠ ، وما بين العلامتين أضفناه من المصحف الشريف لتكون الايات المربوطة ، المتعلقة بعنوان الباب كاملة. ونسخة الاصل كنسخة الكمبانى ينتهى إلى

١١٦

١٤

* ( باب) *

* ( ( أن القرآن مخلوق ) ) *

١ ـ يد (١) لى : المهداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معبد ، عن ابن خالد قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق؟ فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله عزوجل (٢).

٢ ـ يد (٣) ن (٤) لى : ابن مسرور ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن ابن هاشم ، عن الريان قال : قلت للرضا عليه‌السلام : ما تقول في القرآن؟ فقال : كلام الله لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا (٥).

٣ ـ يد (٦) لى : المكتب ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن أحمد بن داهر ، عن الفضل بن إسماعيل ، عن علي بن سالم ، عن أبيه قال : سألت الصادق عليه‌السلام فقلت له : يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن؟ فقال : هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله ، وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي

____________________

قوله تعالى ( لن تمسنا ) وبعده بياض. وكيف كان الظاهر من سيرة المؤلف العلامة رضوان الله عليه أن يكتب بعد ذلك ما يتعلق بتفسير الايات الكريمة من التفسير المنسوب إلى الامام العسكرى عليه‌السلام ، ولما كان الايات مع تفسيرها منقولة مستخرجة في ج ٧٠ ص ١٦٦ ١٧٠ ، لم ننقلها هنا ، من أرادها فليراجع هناك.

(١) التوحيد : الباب الثلاثون ص ١٥٦.

(٢) أمالى الصدوق ص ٣٢٦.

(٣) التوحيد : ١٥٧.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٦.

(٥) أمالى الصدوق ص ٣٢٦.

(٦) التوحيد : ١٥٧ وفيه عن البرمكى ، عن على بن سالم.

١١٧

لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (١).

٤ ـ يد (٢) لى : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني قال : كتب أبوالحسن الثالث عليه‌السلام إلى بعض شيعته ببغداد ( بسم الله الرحمن الرحيم ، عصمنا الله وإياك من الفتنة ، فان يفعل فأعظم بها نعمة ، وإلا يفعل فهي الهلكة ، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة ، اشترك فيها السائل والمجيب ، فتعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه ، وليس الخالق إلا الله ، وما سواه مخلوق ، والقرآن كلام الله ، لا تجعل له اسما من عندك ، فتكون من الضالين ، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب ، وهم من الساعة مشفقون ) (٣).

٥ ـ يد (٤) لى : المكتب ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن أحمد ، عن الجعفري قال : قلت لابي الحسن موسى عليه‌السلام : يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن : فقد اختلف فيه من قبلنا فقال قوم : إنه مخلوق ، وقال قوم : إنه غير مخلوق ، فقال عليه‌السلام : أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون ، ولكني أقول : إنه كلام الله عزوجل (٥).

٦ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن أبي نجران عن حماد بن عثمان ، عن عبدالرحيم قال : كتبت على يدي عبدالملك بن أعين إلى أبي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك اختلف الناس في القرآن فزعم قوم أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وقال آخرون : كلام الله مخلوق ، فكتب عليه‌السلام : القرآن كلام الله محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره ، وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، كان الله عزوجل ولا شئ غير الله ، معروف ولا مجهول ، كان عزوجل

____________________

(١) أمالى الصدوق ٣٢٦.

(٢) التوحيد : ١٥٧.

(٣) أمالى الصدوق ص ٣٢٦.

(٤) التوحيد : ١٥٧.

(٥) أمالى الصدوق ص ٣٣٠.

١١٨

ولا متكلم ولا مريد ولا متحرك ولا فاعل ، عزوجل ربنا.

فجميع هذه الصفات محدثه غير حدوث الفعل منه ، عزوجل ربنا ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، فيه خبر من كان قبلكم ، وخبر ما يكون بعدكم ، انزل من عندالله على محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

قال الصادق رحمه الله : كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن ، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنه غير محدث ، لانه قد قال : محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره وقال أيضا : قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ، ووحي الله ، وقول الله وكتاب الله ، ولم يجئ فيه أنه مخلوق ، وإنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لان المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا ، ويقال : كلام مخلوق أي مكذوب قال الله تبارك وتعالى : ( إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا ) (٢) أي كذبا ، وقال عزوجل حكاية عن منكري التوحيد : ( ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة إن هذا إلا اختلاق ) (٣) أي افتعال وكذب ، فمن زعم أن القرآن مخلوق بمعنى أنه مكذوب فقد كذب ، ومن قال : إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب ، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ ، فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب.

وقد أجمع أهل الاسلام على أن القرآن كلام الله عزوجل على الحقيقة دون المجاز ، وأن من قال غير ذلك فقد قال منكرا وزورا ، ووجدنا القرآن مفصلا وموصلا ، وبعضه غير بعض ، وبعضه قبل بعض ، كالناسخ التي يتأخر عن المنسوخ ، فلولم يكن ما هذه صفته حادثا بطلت الدلالة على حدوث المحدثات ، وتعذر إثبات محدثها ، بتناهيها وتفرقها واجتماعها.

وشئ آخر : وهو أن العقول قد شهدت ، والامة قد أجمعت : أن الله

____________________

(١) التوحيد : ١٥٨.

(٢) العنكبوت : ١٧.

(٣) سورة ص ١.

١١٩

عزوجل صادق في أخباره ، وقد علم أن الكذب هو أن يخبر بكون ما لم يكن وقد أخبر الله عزوجل عن فرعون وقوله : ( أنا ربكم الاعلى ) (١) وعن نوح أنه ( نادى ابنه وهو في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) (٢) فان كان هذا القول وهذا الخبر قديما فهو قبل فرعون وقبل قوله ما أخبر عنه وهذا هو الكذب ، وإن لم يوجد إلا بعد أن قال فرعون ذلك ، فهو حادث لانه كان بعد أن لم يكن.

وآمر آخر وهو أن الله عزوجل قال : ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ) (٣) وقوله : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) (٤) وما له مثل أو جاز أن يعدم بعد وجوده ، فحادث لا محالة (٥).

٧ ـ شى : عن فضيل بن يسار قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن القرآن فقال لي : هو كلام الله (٦).

٨ ـ شى : عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن القرآن فقال لي : لا خالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الخالق (٧).

٩ ـ شى : عن زرارة قال : سألته عن القرآن أخالق هو؟ قال : لا ، قلت : مخلوق؟ قال : [ لا ] ولكنه كلام الخالق (٨).

١٠ ـ شى : عن ياسر الخادم ، عن الرضا عليه‌السلام أنه سئل عن القرآن فقال : لعن الله المرجئة ولعن الله أبا حنيفة ، إنه كلام الله غى مخلوق ، حيث ما تكلمت به وحيث ما قرأت ونطقت ، فهو كلام وخبر وقصص (٩).

____________________

(١) النازعات : ٢٤.

(٢) هود : ٤٢.

(٣) أسرى : ٨٦.

(٤) البقرة : ١٠٦.

(٥) التوحيد : ١٥٨ ١٥٩.

(٦ ـ ٧) تفسير العياشى ج ١ ص ٦.

(٨) تفسير العياشى ج ١ ص ٧.

(٩) تفسير العياشى ج ١ ص ٨.

١٢٠