بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أكمل على عباده الامتنان بتنزيل القرآن ، وحثهم على التضرع والدعاء والحمد والثناء ليحضرهم والثناء ليحضرهم على موائد الاحسان ، والصلاة على سيد المرسلين محمد وأهل بيته الذين هم حملة علم القرآن ، وبهم أخرج الله عباده من ظلمات الكفر إلى نور الايمان.

أما بعد : فهذا هو المجلد التاسع عشر من كتاب بحار الانوار في فضائل القرآن وآدابه وما يتعلق به والحث على الذكر والدعاء وأنواعهما وآدابهما من مؤلفات أحقر العباد محمد باقر بن محمد تقى عفى الله عن جرائمهما وحشرهما مع مواليهما (١).

* ( ( كتاب القرآن ) ) *

١

* ( باب ) *

* ( ( فضل القرآن واعجازه وأنه لا يتبدل بتغير الازمان ) ) *

* ( ( ولا يتكرر بكثرة القراءة ، والفرق بين القرآن والفرقان ) ) *

الايات : البقرة : الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين.

وقال تعالى : وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين * فان لم تفعلوا ولن تفعلوا الآية (٢).

وقال تعالى : إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما

____________________

(١) كتب المؤلف العلامة الايات بخط يده وفى أعلى الصفحة « ينبغى تفريقها على الابواب » يعنى الايات المذكورة ، لكنه لم يفرق بعد.

(٢) البقرة : ٢٣ ـ ٢٤.

١

الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين (١).

وقال تعالى : ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون (٢).

وقال تعالى : الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون (٣).

وقال سبحانه : ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وأن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد (٤).

وقال تعالى : شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للنسا وبينات من الهدى والفرقان (٥).

وقال تعالى : واذكروا نعمة الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به (٦).

آل عمران : نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التورية والانجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام (٧).

وقال تعالى : ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم (٨).

وقال تعالى : إن هذا لهو القصص الحق (٩).

وقال سبحانه : تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين (١٠).

وقال تعالى : هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين (١١).

____________________

(١) البقرة : ٢٦.

(٢) البقرة : ٩٩.

(٣) البقرة : ١٢١.

(٤) البقرة : ١٧٦.

(٥) البقرة : ١٨٥.

(٦) البقرة ٢٣١.

(٧) آل عمران : ٣.

(٨) آل عمران : ٨٥.

(٩) آل عمران : ٦٢.

(١٠) آل عمران : ١٠٨. (١١) آل عمران : ١٣٨.

٢

النساء : أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (١).

وقال : يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا (٢).

المائدة : قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الالمات إلى النور باذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم (٣).

الانعام : واوحي إلي هذا القرآن لا نذركم به ومن بلغ (٤).

وقال تعالى : ما فرطنا في الكتاب من شئ (٥).

وقال تعالى : وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه (٦).

وقال تعالى : وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون (٧).

الاعراف : المص * كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين * اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم.

وقال تعالى : ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون (٨).

وقال سبحانه : والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلوة إنا لا نضيع أجر المحسنين (٩).

وقال تعالى : خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (١٠).

وقال تعالى : وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون (١١).

____________________

(١) النساء : ٨٢.

(٢) النساء : ١٧٤.

(٣) المائدة : ١٥ ـ ١٦.

(٤) الانعام : ١٩.

(٥) الانعام : ٣٨.

(٦) الانعام : ٩٢.

(٧) الانعام : ١٥٥.

(٨) الاعراف : ٥٢.

(٩) الاعراف : ١٧٠.

(١٠) الاعراف : ١٧١.

(١١) الاعراف : ١٧٤.

٣

وقال تعالى : هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (١).

يونس : الر * تلك آيات الكتاب الحكيم.

وقال تعالى : ما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتريه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين (٢).

وقال تعالى : يا أيها الناس قد جائكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى وحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون (٣).

هود : الر * كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.

وقال سبحانه : أم يقولون افتريه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين * فان لم يستجيبوا لكن فاعلموا أنما انزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون (٤).

يوسف : الر * تلك آيات الكتاب المبين * إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين.

وقال تعالى : ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (٥).

الرعد : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتبى بل لله الامر جميعا (٦).

وقال تعالى : وكذلك أنزناه حكما عربيا (٧).

____________________

(١) الاعراف : ٢٠٣.

(٢) يونس : ٣٧.

(٣) يونس ٥٧ ـ ٥٨.

(٤) هود : ١٣ ـ ١٤.

(٥) يوسف : ١١١.

(٦) الرعد : ٣١.

(٧) الرعد : ٣٧.

٤

ابراهيم : الر * كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بذان ربهم إلى صراط العزيز الحميد.

وقال تعالى : هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر اولوا الالباب (١).

الحجر : الر * تلك آيات الكتاب وقرآن مبين.

وقال تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (٢).

وقال تعالى : ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم (٣).

النحل : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (٤).

وقال تعالى : وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (٥).

وقال تعالى : ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين (٦).

وقال تعالى : قل نزله روح القدرس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين * ولقد نعلم أنهم يقولون آنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (٧).

أسرى : إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقونم (٨).

وقال تعالى : ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة (٩).

وقال تعالى : ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا

____________________

(١) ابراهيم : ٥٢.

(٢) الحجر : ٩.

(٣) الحجر : ٨٧.

(٤) النحل : ٤٤.

(٥) النحل : ٦٤.

(٦) النحل : ٨٩.

(٧) النحل : ١٠٢ ـ ١٠٣.

(٨) أسرى : ٩.

(٩) أسرى : ٣٩.

٥

نفورا (١).

وقال تعالى : قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا * ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا (٢).

وقال تعالى : وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * وقرأنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا (٣).

الكهف : الحمد للله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر بأسلا شديدا من لدنه.

وقال تعالى : ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الانسان أكثر شي جدلا (٤).

مريم : فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا (٥).

طه : ما أنزلنا عليك القرأن لتشقى * إلا تذكرة لمنى خشى * تنزيلا ممن خلق الارض والسموات العلى.

وقال تعالى : كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا * من أعرض عنه فانه يحمل يوم القيمة وزرا (٦).

وقال تعالى : وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا صرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا (٧).

الانبياء : لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكر كم أفلا تعقلون (٨).

وقال تعالى : وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون (٩).

____________________

(١) أسرى : ٤١.

(٢) أسرى : ٨٨ و ٨٩.

(٣) اسرى : ١٠٥ و ١٠٦.

(٤) الكهف : ٥٤.

(٥) مريم : ٩٧.

(٦) طه : ٩٩.

(٧) طه : ١١٣.

(٨) الانبياء : ١٠.

(٩) الانبياء : ٥٠.

٦

وقال تعالى : إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين (١).

الحج : وكذلك أنزلناه آيات بينات وإن الله يهدي من يريد (٢).

النور : سورة أنزلناه وفرضناها وأنزلنا فيها آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين (٣).

وقال تعالى : لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (٤).

الفرقان : تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا إلى قوله تعالى : وقال الذين كفروا إن ههذا إلا إفك افتريه وأعانه عليه قوم آخرن فقد جاؤا ظلما وزورا * وقالوا أساطير الاولين اكتببها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا * قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والارض إنه كان غفورا رحيما (٥).

وقال تعالى : وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا (٦).

وقال تعالى : وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا * ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا (٧).

الشعراء : طسم * تلك آيات الكتاب المبين.

وقال تعالى : وآنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الامين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين * وآنه لفي زبر الاولين * أول م يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل * ولو نزلناه على بعض الاعجمين * فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين (٨).

____________________

(١) الانبياء : ١٠٦.

(٢) الحج : ١٦.

(٣) النور : ٣٤.

(٤) النور : ٤٦.

(٥) الفرقان : ١ ـ ٦.

(٦) الفرقان : ٣٠.

(٧) الفرقان : ٣٢.

(٨) الشعراء : ١٩٢ ـ ١٩٩.

٧

النمل : طس * تلك آيات القرآن وكتاب مبين * هدى وبشرى للمؤمنين إلى قوله تعالى : وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم.

وقال تعالى : إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون * وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين (١).

القصص : طسم * تلك آيات الكتاب المبين.

العنكبوت : اتل ما اوي إليك من الكتاب (٢).

وقال تعالى : وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون * وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون * بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظآلمون إلى قوله تعالى : أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون (٣).

الروم : ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل (٤).

لقمان : الم * تلك آيات الكتاب الحكيم * هدى ورحمة للمحسنين.

التنزيل : الم * تنزيل الكتاب لا يب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتريه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتيهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون.

سبأ : يرى الذين اوتوا العلم الذي انزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد (٥).

فاطر : إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلوة ( إلى قوله تعالى : والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه وإن الله بعاده لخبير بصير * ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير (٦).

____________________

(١) النمل : ١ ـ ٦.

(٢) العنكبوت : ٤٥.

(٣) العنكبوت : ٤٧ ـ ٥١.

(٤) الروم : ٥٨.

(٥) سبأ : ٦.

(٦) فاطر : ٣١ ـ ٣٢.

٨

يس : إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم (١).

الصافات : فالز اجرات زجرا * فالتاليات ذكرا (٢).

ص : والقرآن ذي الذكر.

وقال تعالى : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ولتذكر اولوا الالباب (٣).

وقال : إن هو إلا ذكر للعالمين (٤).

الزمر : تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق.

وقال تعالى : الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فماله من هاد (٥).

وقال تعالى : ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون (٦).

وقال تعال : إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق (٧).

المؤمن : حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون * بشيرا ونذيرا.

وقال تعالى : إن الذين كفروا بالذكر لما جائهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من ححكيم حميد إلى قوله تعالى : ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ءأعجمي وعربي قل هو

____________________

(١) يس : ١.

(٢) الصافات : ٢ و ٣.

(٣) ص : ٢٩.

(٤) ص ٨٧.

(٥) الزمر : ٢٣.

(٦) الزمر : ٢٧ ـ ٢٨.

(٧) الزمر : ٤١.

٩

للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد (١).

حمعسق : وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا (٢).

وقال تعالى : الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان (٣).

الزخرف : حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم.

وقال تعالى : فاستمسك بالذي اوحي إليك إنك على صراط مستقيم * وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون (٤).

الدخان : حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين.

وقال تعالى : فانما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون (٥).

الجاثنية : حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم.

وقال تعالى : تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمون (٦).

وقال تعالى : هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون (٧).

الاحقاف : حم * تنيز الكتاب من الله العزيز الحكيم.

وقال تعالى : وهذا الكتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين (٨).

محمد : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (٩).

____________________

(١) السجدة : ٤١ ـ ٤٤.

(٢) الشورى : ٧.

(٣) الشورى : ١٧.

(٤) الزخرف : ٤٣ ـ ٤٤.

(٥) الدخان : ٥٨.

(٦) الجاثية : ٦.

(٧) الجاثية : ٢٠.

(٨) الاحقاف : ١٢.

(٩) القتال : ٢٤.

١٠

ق : [ ق * ] والقرآن المجيد.

الطور : أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون * فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين (١).

القمر : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر (٢).

الرحمن [ الرحمن * ] علم القرآن.

الواقعة : فلا اقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون * تنزيل من رب العالمين * أفبهذا الحديث أنتم مدهنون * وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون (٣).

الحشر : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون (٤).

الجمعة : مثل الذين حملوا التورة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين (٥).

التغابن : فآمنوا بالله ورسله والنور الذي أنزلنا (٦).

الحاقة : فلا اقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون * إنه لقول رسول كريم * وماهو بقلو شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكورن * تنزيل من رب العالمين ـ إلى قوله تعالى : وإنّه لتذكرة للمتّقين * وإنّا لنعلم أنَّ منكم مكذِّبين * وإنّه لحسرة على الكافرين * وإنه لحق اليقين (٧).

المزمل : فاقرؤا ما تيسر من القرآن ـ إلى قوله تعالى : فاقرؤا ما تيسر منه (٨).

المدثر : كلا إنه تذكرد * فمن شاء ذكره * وما يذكرن إلا أن يشاء الله (٩).

____________________

(١) الطور : ٢٣ ـ ٢٤.

(٢) الايات : ١٧ و ٢٢ و ٣٢ و ٤٠.

(٣) الواقعة : ٧٥ ـ ٨٢.

(٤) الحشر : ٢١.

(٤) الجمعة : ٥.

(٦) التغابن : ٨.

(٧) الحاقة : ٣٨ ـ ٥١.

(٨) المزمل : ٢٠.

(٩) المدثر : ٥٤ ـ ٥٦.

١١

القيمة : لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فاذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه (١).

المرسلات : فبأي حديث بعده يؤمنون (٢).

عبس : كلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة (٣).

التكوير : إنه لقول رسول كريم ـ إلى قوله تعالى : وما هو بقلو شيطان رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكر للعاملن * لمن شاء منكم أن يستقيم (٤).

البروج : بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ (٥).

الطارق : إنه لقول فصل * وما هو بالهزل (٦).

القدر : إنا أنزلناه في ليلة القدر.

البينة : رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة (٧).

أقول : قد أوردت كثير من تلك الآيات والروايات في باب إعجاز القرآن من كتاب أحوال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٨) ويأتي بعض ما يتعلق بهذا الباب في باب وجوه إعجاز القرآن أيضا (٩).

١ ـ ل : أبى ، عن سعد ، عن محمد بن عبدالحميد ، عن ابن أبى نجران ، عن ابن حميد ، عن الثمالي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : إن الله عزوجل حرمات ثلاثا ليس مثلهن شئ : كتابه وهو نوره وحكمته ، وبيته الذي جعله للناس

____________________

(١) القيامة : ١٦ ـ ١٩.

(٢) المرسلات : ٥٠.

(٣) عبس : ١١ ـ ١٦.

(٤) التكوير : ١٩ ـ ٢٨.

(٥) البروج : ٢١ ـ ٢٢.

(٦) الطارق : ١٣ ـ ١٤.

(٧) البينة : ٢ و ٣.

(٨) راجع ج ١٧ ص ٢٢٥ ـ ١٥٩ من هذه الطبعة الحديثة.

(٩) هو الباب الخامس عشر من هذا المجلد.

١٢

قبلة ، لا يقبل الله من أحد وجها إلى غيره ، وعترة نبيكم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

مع (٢) لى : أي ، عن الحميري ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ثله (٣).

٢ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كأني قد دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تبارك وتعالى حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما (٤).

أقول : قد أوردها أخبار الثقلين في كتاب الامامة فلا نعيدها (٥).

٣ ـ مع : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعطاه الله القرآن فرأى أن أحدا اعطي شيئا أفضل مما اعطي فقد صغر عظيما وعظم صغيرا (٦).

٤ ـ فس : « لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه » قال : لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ، ولا من قبل الانجيل والزبور ، أما من خلفه لا يأتيه من بعده كتاب يبطله (٧).

٥ ـ ع : في خطبة فاطمة عليهما‌السلام في أمر فدك : لله فيكم عهد قدمه إليكم وبقية استخلها عليكم : كتاب الله بينة بصائرها ، وآي منكشفة سرائرها ، وبرهان متجلية ظواهره ، مديم للبرية استماعة ، وقائدا إلى الرضوان اتباعه ، ومؤديا إلى النجاة أشياعه ، فيه تبيان حجج الله المنيرة ، ومحارمه المحرة ، وفضائله

____________________

(١) الخصال ج ١ ص ٧١.

(٢) معانى الاخبار : ١١٨.

(٣) أمالى الصدوق : ١٧٥.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣١.

(٥) راجع ج ٢٣ ص ١٦٦ ـ ١٠٤ من هذه الطبعة الحديثة.

(٦) معانى الاخبار : ٢٧٩ في حديث.

(٧) تفسير القمى : ٥٩٤ في حديث أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام.

١٣

المدونة ، وجملة الكافية ، ورخصه الموهوبة ، وشرائطه (١) المكتوبة ، وبيناته الجالية (٢).

٦ ـ ن : البيهقي ، عن الصولى ، عن محمد بن موسى الرازي ، عن أبيه قال : ذكر لارضا عليه‌السلام يوما القرآن فعظم الحجة فيه والآية المعجزة في نظمع ، فقال : هو حبل الله المتين ، وعروته الوثقى ، وطريقته المثلى ، المؤدي إلى الجنة ، والمني من النار ، لا يخلق من الازمن د ، ولا يغث على الالسنة ، لانه لم يجعل لزمان دون زمان ، بل جعل دليل الررهان ، وحجة على كل إنسان ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولمن خلفه تنزيل من حكيم حميد (٣).

٧ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمد بن سليمان ، عن عبدالسلام بن عبدالحيمد ، عن موسى بن أعين قال أبوالمفضل : وحدثني نصر بن الجهم ، عن محمد بن مسلم بن وارة ، عن محمد بن موسى بن أعين (٤) عن أبيه ، عن عطاء بن السائب ، عن الباقر ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اعطيت خمسا لم يعطهن نبي كان قبلي : ارسلت إلى الابيض والاسود والاحمر ، وجعلت لي الأرض مسجدا

____________________

(١) وشرائه خ ل.

(٢) علل الشرائع ج ١ ص ٢٣٦.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٣٠ ، وفى الطبع الحجرى ص ٢٧١ قال الجوهرى عث اللحم اذا كان مهزولا ، وكذلك حديث القوم وأغث : أى ردؤ وفسد. وفي الاساس سمعت صبيا من هذيل يقول « غثت علينا مكة فلابد من الخروج » ، وفي المثل : حديثكم غث وسلامكم رث والمعنى أن القرآن لا يبلى ولا يرغب عنه ولا يمل منه بتكرر القراءة والاستماع بل كلما أكثر الاسنان من تلاوته كان عنده غضا طريئا.

(٤) في بعض نسخ المصدر محمد بن مسلم بن زوارة ، وفى بعضها « زرارة » والصحيح مافي المتن كما في الاصل ، وهو محمد بن مسلم بن عثمان بن عبدالله الرازى المعروف بابن زوارة يروى عن محمد بن موسى بن أعين كما في تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٤٧٩؟ ٤٥١ فما في نسخة المصدر والكمبانى ونسخة الاصل محمد بن مسلم بن أعين تارة وموسى بن جعفر تارة اخرى تصحيف.

١٤

ونصرت بالرعب ، واحلت لي الغنايم ، ولم تحل لاحد أو قال لنبي قبلي ، واعطيت جوامع الكلم ، قال عطا : فسألت أبا جعفر عليه‌السلام قلت : ما جوامع الكلم؟ قال : القرآن ، قال أبوالمفضل : هذا حديث حران ولم يحدث به في هذا الطريق إلا موسى بن أعين الحرانى (١).

٨ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن أبي ذكوان ، عن إبراهيم بن العباس عن الرضا ، عن أبيه عليهما لاسلام أن رجلا سأل أبا عبدالله عليه‌السلام ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ فقال : لان الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة (٢).

٩ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن رجاء بن يحيى ، عن يعقوب بن السكيت النحوي قال : سألت أبا الحسن الثالث عليه‌السلام ما بال القرآن وذكر نحوه (٣).

١٠ ـ مع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن سنان وغيره ، عمن ذكره قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن القرآن والفرقان أهما شيئا أم شئ واحد؟ قال : فقال : القرآن جملة الكتاب ، والفرقان المحكم الواجب العمل به (٤).

١١ ـ شى : عن ابن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن القرآن والفرقان قال : القرآن جملة الكتاب وأخبا ما يكون ، والفرقان المحكم الذي يعمل به وكل محم فهو فرقان (٥).

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٩٨ ، وفى الطبع الحجرى ص ٣٠ ).

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٨٧.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٩٣.

(٤) معانى الاخبار : ١٨٩.

(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٩.

١٥

١٢ ـ ع : في مسائل ابن سلام أنه سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم سمي الفرقان فرقانا قال لانه متفرق الآيات والسور انزلت في غير الالواح ، وغيره من الصحف والتوراة والانجيل والزبور انزلت كلها جملة في الالواح والورق (١).

١٣ ـ فس : أبى ، عن النضر ، عن ابن سنان ، عن أبى عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى « الم الله لا إله إلا هو الحى القيوم إلى قوله وأنزل الفرقان » قال : الفرقان هو كل أمر محكم ، والكتاب هو جملة القرآن الذي يصدقه من كان قبله من الانبياء (٢).

شى : عن ابن سنان مثله (٣).

١٤ ـ سن : أبى ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن عبدالحميد بن عواض قال : س معت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن للقرآن حدودا كحدود الدار (٤).

١٥ ـ يج : روي أن ابن أبى العوجاء وثلاثة نفر من الدهرية اتفقوا على أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن. وكانوا بمكة عاهدوا على أن يجيؤوا بمعارضته في العام القابل ، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم عليه السام أيضا قال أحدهم : إني لما رأيت قوله : « وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء » (٥) كففت عن المعارضة ، وقال الآخر : وكذا أنا لما وجدت قوله « فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا » (٦) أيست من المعارضة وكانوا يسرون بذلك إذ مر عليهم الصادق عليه‌السلام فالتفت إليهم وقرأ عليهم « قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا لاقرآن لا يأتون بمثله » (٧) فبهتوا (٨).

____________________

(١) علل الشرائع ج ٢ ص ١٥٥.

(٢) تفسير القمى ٨٧ في سورة آل عمران.

(٣) تفسير العياشى ج ١؟ ١٦٢.

(٤) المحاسن : ٢٧٣.

(٥) هود : ٤٤.

(٦) يوسف : ٨٠.

(٧) اسرى : ٨٨.

(٨) مختار الخرائج : ٢٤٢ ، وتراه في الاحتجاج : ٢٠٥ مبسوطا.

١٦

١٦ ـ شى : بأسانيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيها الناس إنكم في زمان هدنة ، وأنتم على إهر السفر والسير بكم سريع ، فقد رأيتم الليل والنها والشمس والقمر يبليان كل جديد يوقربان كل بعيد ، ويأتيان بكل موعود ، فأعدوا الجهاز لبعد المفاز.

فقام المقداد فقال : يا رسول الله مادار الهدنة؟ قال : دار بلاء وانقطاع ، فاذا التسبت عليكم الفتن كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن ، فانه شافع مشفع وما حل مصدق (١) من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب تفصيل ، وبيان تحصيل وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حمة ، وباطنه علم ، ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، له نجوم ، وعلى نجومه نجوم ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهيد ، ومازل الحكمة (٢) ودليل على المعروف لمن عرفه (٣).

١٧ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله إلى قوله ودليل على المعرفة لمن عرف النصفة فليرع رجل بصره وليبلغ النصفة نظره ، ينجو من عطب ويخلص من نشب ، فان التفكر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، يحسن التخلص ، ويقل التربص (٤).

١٨ ـ جع : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان عليك بقراءة القرآن فان قراءته كفارة للذنوب ، وستر في النار ، وأمان من العذاب ، ويكتب لمن يقرأه بكل آية ثواب مائة شهيد ، ويعطى بكل سورة ثواب نبي ، وينزل على صاحبه الرحمة

____________________

(١) الماحل : يخبر سلطان عن رعيته سعاية ، فالقرآن ما حل مصدق : اذا سعى عن رجل إلى الله عزوجل صدقه ، لانه صادق ، وسيجئ بيانه أبسط من ذلك.

(٢) منار الحكمة خ ل.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٢.

(٤) نوادر الراوندى : ٢٢. وفيه تخوم بدل نجوم.

١٧

ويستغفرله الملائكة ، واشتاقت إليه الجنة ، ورضي عنه المولى.

وإن المؤمن إذا قرء القرآن نظر الله إليه بالرحمة ، وأعطاه بكل آية ألف حور ، وأعطاه بكل حرف نورا على الصراط فاذا ختم القرآن أعطاه الله ثواب ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا بلغوا رسالات ربهم ، وكأنما قرأ كل كتاب أنزل الله على أنبيائه ، وحرم الله جسده على النار ، ولا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولابويه ، وأعطاه الله بكل سورة في القرآن مدينة في الجنة الفردوس كل مدينة من درة خضراء في جوف كل مدينة ألف دار ، في كل دار مائة ألف حجرة في كل حجرة مائة ألف بيت من نور ، على كل بيت مائة ألف باب من الرحمة على كل باب مائة ألف بواب ، بيد كل بواب هدية من لون آخر ، وعلى رأس كل بواب منديل من استبرق خير من الدنيا وما فيها ، وفي كل بيت مائة دكان من العنبر سعة كل دكان ما بين المشرق والمغرب ، وفوق كل دكان مائة ألف سرير ، وعلى كل سرير مائة ألف فراش ، من الفراش إلى الفراش ألف ذراع ، وفوق كل فراش حوراء ، عيناء ، استدارة عجيزتها ألف ذراع ، وعليها مائة ألف حلة يرى مخ ساقيها من وراء تلك الحلل ، وعلى رأسها تاج من العنبر ، مكلل بالدر والياقوت وعلى رأسها ستون ألف ذؤابة من المسك والغالية ، وفي اذنيها قرطان وشقان وفي عنقها ألف قلادة من الجوهر ، بين كل قلادة ألف ذراع ، وبين يدي كل حوراء ألف خادم بيد كل خادم كاس من ذهب ، في كل كاس مائة ألف لون من الشراب لا يشبه بعضه بعضا في كل بيت ألف مائدة وعلى كل مائدة ألف قصعة ، وفي كل قصعة مائة ألف لون من الطعام لا يشبه بعضه بعضا ، يجدولي الله من كل لون مائة لذة.

يا سلمان المؤمن إذا قرء القرآن فتح الله عليه أبواب الرحمة ، وخلق الله بكل حرف يخرج من فمه ملكا بسبح له إلى يوم القيامة ، وإنه ليس شئ بعد تعلم العلم أحب إلى الله من قراءة القرآن ، وإن أكرم العباد إلى الله بعد الانبياء العلماء ثم حملة القرآن يخرجون من الدنيا كما يخرج الانبياء ويحشرون من

١٨

قبورهم مع الانبياء ، ويمرون على الصراط مع الانبياء ، ويأخذون ثواب الانبياء فطوبى لطالب العلم ، وحامل القرآن ، مما لهم عندالله من الكرامة والشرف.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : القرآن غنى لا غنى دونه ، ولا فقر بعده ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم ، إن هذا القرآن هو حبل الله ، وهو النور المبين ، والشفاء النافع ، فاقرؤه فان الله عزوجل يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف واح ، ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة ، وقال عليه‌السلام : القرآن أفضل كل شئ دون الله ، فمن وقر القرآن فقد وقرالله ، ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحرمة الله وحرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده.

وقال عليه‌السلام : حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله ، الملبوسون نور الله عزوجل ، يا حملة القرآن تحببوا إلى الله بتوقير كتابه يزدكم حبا ، ويحببكم إلى خلقه ، يدفع عن مستمع القرآن شر الدنيا ، ويدفع عن تالي القرآن بلوى الاخرة ، والمستمع آية من كتاب الله خير من ثبير ذهبا ولتالي آية من كتاب الله خير من تحت العرش إلى تخوم السفلى.

وقال عليه‌السلام : إن أردتم عيش السعداء ، وموت الشهداء ، والنجاة يوم الحسرة والظلل يوم الحرور ، والهدى يوم الضلالة ، فادرسوا القرآن فانه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ، ورجحان في الميزان.

روي عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من ذكر الله تعالى ، وذكر الله تعالى أفضل من الصدقة ، والصدقة أفضل من الصيام والصيام جنة من النار.

وقال عليه‌السلام : اقرؤا القرآن واستظهروه : فان الله تعالى لا يعذب قلبا وعا القرآن.

وقال عليه‌السلام : من استظهر القرآن وحفظه وأحل حلاله ، وحرم حرامه

١٩

أدخله الله به الجنة ، وشفعه في عشرة من أهل بيته ، كلهم قد وجب له النار.

وقال عليه‌السلام : من استمع آية من القرآن خير له من ثبير ذهبا والثبير اسم جبل عظيم باليمن.

قال عليه‌السلام : ليكن كل كلامكم ذكر الله ، وقراءة القرآن ، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل : أي الاعمال أفضل عندالله؟ قال : قراءة القرآن ، وأنت تموت ، ولسانك رطب من ذكرالله.

وقال عليه‌السلام : القراءة في المصحف أفضل من القراءة ظاهرا ، وقال : من قرأ كل يوم مائة آية في المصحف بترتيل ، وخشوع ، وسكون ، كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله جميع أهل الارض. ومن قرأ مائتي آية كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله أهل السماء وأهل الارض.

قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما : كتاب الله عزوجل على أربعة أشياء على العبارة ، والاشارة ، واللطائف ، والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والاشارة للخواص واللطائف للاولياء ، والحقائق للانبياء.

وقال عليه‌السلام : القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق (١).

١٩ ـ المجازات النبوية : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق ) وهذا القول مجاز ، والمراد أن القرآن سبب لثواب العامل به وعقاب العادل عنه ، فكأنه يشفع للاول فيشفع ، ويشكو من الاخر فيصدق ، والماحل ههنا الشاكي وقد يكون أيضا بمعنى الماكر ، يقال : محل فلان بفلان إذا مكربه قال الشاعر :

ألاترى أن هذا الناس قد نصحوا * لنا على طول ما غشوا وما محلوا (٢)

٢٠ ـ نهج : فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق ، حجة الله على خلقه ، أخذ عليهم ميثاقه ، وارتهن عليهم أنفسهم ، أتم نوره ، وأكرم به دينه ، وقبض نبيه

____________________

(١) جامع الاخبار ص ٤٦ ٤٨.

(٢) المجازات النبوية ص ١٩٧.

٢٠