الإمامة في القرآن والسنّة

امتثال الجحش

الإمامة في القرآن والسنّة

المؤلف:

امتثال الجحش


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٥
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

الْإِسْلَامَ دِينًا ) (١).

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضىٰ الربّ برسالتي والولاية لعليّ من بعدي ».

ثمّ أمر القوم بأن يسلّموا على عليّ عليه‌السلام بإمرة المؤمنين ، وكان في مقدّمة من هنّأه وبايع على هذا المنصب الشيخان ( أبو بكر ، وعمر بن الخطّاب ) حيث قالا له :

بخٍ ، بخٍ يابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، فقال ابن عباس : وجبت والله في أعناق القوم.

ثمّ استأذن الشاعر حسّان بن ثابت رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقول أبياتاً يسمعهن في هذه المناسبة ، فقال له الرسول : « قل على بركة الله » ، فأنشأ حسّان يقول :

يُناديهم يوم الغدير نبيّهم

( بخمّ ) فاسمع بالنبيّ مناديا

وقال فمن مَولاكم ووليّكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولا تجدنّ في الخلق للأمر عاصيا

فقال له : قُمْ يا عليّ فإنّني

رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنتُ مولاه فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدق مواليا (٢)

__________________

(١) المائدة (٥) : ٣.

(٢) راجع الغدير للعلاّمة الأميني ١ : ١٠ ـ ١١.

٦١

موضع اختلاف :

لقد بلغ حديث الغدير حدّ التواتر ، حيث رواه ما يقارب ال‍ (١١٠) صحابي ، و (٨٩) تابعي ، و (٣٥٠) عالم ومحدّث (١).

ممّا لا يدع أيّ شكّ في صحّة هذا الحديث ، ولكن الاختلاف وقع في المقصود من كلمة ( مولى ) في قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ».

فمنهم من قال : إنّ المراد بها فقط معنى ( المحبّ والناظر ) !

ومنهم من أعطاها مفهوماً أعمّ وأشمل ، أي معنى ( الأولويّة في التصرّف ).

فلنرَ أيّ المعنيين هو الصواب.

شهادة القرائن :

إنّ في حديث الغدير مجموعة من القرائن تدلّ على أنّ المراد من كلمة ( مولى ) في قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو المعنى الثاني ، أي الأولويّة في التصرّف والقيادة والرئاسة العامة.

ومن هذه القرائن :

١ ـ عندما بدأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطبته بدأها بالتركيز بأُصول الدين الثلاثة وهي :

__________________

(١) انظر الغدير للعلاّمة الأميني ١ : ١٤ ـ ١٥١.

٦٢

التوحيد حين قال : « ألستم تشهدون أنّه لا إله إلاّ الله ».

والنبوّة حين قال : « وأنّ محمّداً عبده ورسوله ».

والمعاد حين قال : « أنّ جنّته حقّ ، وناره حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها... ».

فقد أراد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يُضيف إلى هذه الأُصول أصلاً رابعاً أيضاً ، وهو الإمامة ، إمامة علي عليه‌السلام ، إذ قال : « إنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ».

٢ ـ قبل أن يذكّر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نعى نفسه للمسلمين ، فقال : « أيّها الناس ، يوشك أن أُدعى فأُجيب... » ممّا يدلّ على أنّ هناك أمراً هامّاً يجب أن يبلّغه قبل رحيله ، وهو بلا شكّ أمر قيادة المسلمين التي أوكلها إلى علي عليه‌السلام من بعده.

٣ ـ قبل أن يعلن صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إمامة علي عليه‌السلام ذكّر بولاية الله وولايته على المؤمنين ، إذ أنّهما أولى منهم بأنفسهم ، فقد قال : « الله مولاي ، وإنّي مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم » ثمّ أعلن ولاية علي عليه‌السلام ، الأمر الذي دلّ على أنّ الإمام علي عليه‌السلام له الولاية ذاتها التي كانت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المسلمين ، حيث قال الرسول : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، ثمّ دعا ربه : « اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله... ».

٤ ـ كان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حريصاً على أن يصل هذا الخبر إلى

٦٣

جميع الناس ، فأمر الحاضرين أن ينقلوا هذا الحادثة إلى الغائبين ، فقال : « ألا فليبلغ الشاهدُ الغائبَ ».

دلالة الآيات :

لقد أسلفنا الذكر بأنّ هناك آيتين نزلتا في هذه الواقعة هما آية التبليغ ، وآية إكمال الدين.

وكلا هاتين الآيتين تكتنف قرينة تدلّ على أنّ المراد من كلمة ( مولى ) الأولويّة بالتصرّف والقيادة.

١ ـ آية التبليغ : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١).

فما هذا الشيء الذي أُنزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والذي يساوي كلّ ما جاء به وعاناه منذ بداية البعثة ، بحيث إن كتمه فكأنّه لم يأتِ بشيء ؟

بالتأكيد هو ليس إظهار محبّة ونصرة علي عليه‌السلام والأمر بهما ; لأنّ وجوب محبّة جميع المؤمنين ونصرتهم أمر مفروغ منه.

إنّما هو التبليغ بإمامته عليه‌السلام وأهليّته لهذا المنصب.

٢ ـ آية إكمال الدين : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ

__________________

(١) المائدة (٥) : ٦٥.

٦٤

نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (١).

إنّ نزول هذه الآية بعد تبليغ ما أمر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدلّ على عظمة هذا البلاغ وأهميّته ، فبه اكتمل الدين وتمّت النعمة ورضي الله الإسلام للمسلمين ديناً.

ولا يعقل أن يكون هذا الأمر وهو بهذه الأهميّة مجرّد ذكر محبّة عليّ ونصرته عليه‌السلام.

ثمّ لماذا عليّ بالذات ، مع أنّ الرسول لم يأل جهداً في التذكير والحثّ على محبّة المسلمين بعضهم لبعض في كلّ موقع ؟

وأخيراً نقول :

لقد قدّمنا من القرائن والشواهد ما يكفي لإثبات أنّ معنى كلمة ( مولى ) في إبلاغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الأولى بالتصرّف والقيادة ، وليس مجرّد المحبّة والنصرة ، وإن كانت تأتي بهذا المعنى ولكن في مواضع أُخرى.

وإليك ـ أيها القارئ الكريم ـ يعود الحكم.

__________________

(١) المائدة (٥) : ٣.

٦٥
٦٦

الفصل الرابع

إمامة أهل البيت عليهم‌السلام في العقل

الإمامة في العقل :

الإنسان...

هذا المخلوق العجيب...

الذي أكرمه الله بأن أودع في فطرته كلّ مقوّمات الكمال ، وأرشده إلى طريق السعادة.

ومن جهة أُخرى بصّره بأعدائه على طول مسيرته إلى الكمال ، والتي من ألدّها ما انطوى عليه كيانه من غرائز وأهواء.

حيث تحوّل دون وصوله إلى غاية وجوده ، وكيف سيصل وأعين الضلال والشرّ تتربّصان به ؟

من هنا ، نشأت ضرورة البعثة ، والحاجة إلى الرسل.

لأنّ الإنسان مع ما يحيط به من أخطار ، وبالأخصّ نفسه الأمارة بالسوء ، لا يستطيع أن يصل إلى هدفه لوحده ، إلاّ أن يمدّه الله عزّ وجلّ بمن يأخذ بيده ويرشده إلى الطريق الصحيح ، وهم الأنبياء والرسل ( صلوات الله وسلامه عليهم ) ، وهذه إحدى وسائل الهداية الإلهيّة إلى الكمال.

٦٧

فيكون الأنبياء والرسل في هذه الحالة ممثّلي الله في أرضه وحججه على خلقه ، ولهذا فيجب أن لا تخلو الأرض من المرشد الحجّة.

ولكن نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان خاتم الأنبياء ، حيث انتقل إلى الرفيق الأعلى سنة ١١ ه‍.

كان يهدي الناس إلى صلاحهم...

يُبلّغهم أحكام الله...

يُبشّرهم بالجنّة...

ويُنذرهم من النار...

وبوفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توقّف كلّ هذا.

وانقطع الوحي.

وجفّ نبع العطاء المتدفّق.

الذي طالما أفاض وأجاد على البشريّة.

ونهض بها إلى قمّة الطهارة والنبل.

وهنا لنا أن نتساءل :

ماذا بشأن الأُمّة من بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

أليست بحاجة إلى الخليفة القائد ; ليملأ الثغرات التي تولّدت عن فقد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأُمّته لا تزال حديثة عهد بالتحرّر من الجاهلية ؟

٦٨

أليست بحاجة إلى مَن يصون ويحفظ هذا الصرح الإسلامي العظيم ، الذي أفنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تشييده وبنائه عمره كلّه ؟

بلى والله... ولكن ليس أيّ قائد ولا أيّ خليفة.

إنّما القائد الذي يختاره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأمر من ربّه سبحانه ; لأنّ ( اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) (١).

إذ أنّ تعيين القائد والخليفة أمرٌ يختصّ بالذات الإلهيّة المقدّسة وحسب ; لأنّ الله وحده مطّلع على الضمائر والسرائر ، والأعلم بمستوى تقوى وقابليّة هذا القائد.

أمّا نحن البشر ، فلا يحقّ لنا أن نختار خليفةً ; لأنّنا غير مطّلعين على ما تكنّه صدورهم ، إنّما لنا الظاهر وحسب ، وشتّان ما بين الظاهر والباطن !

ومن جهة أُخرى فإنّ الخليفة المختار ، لابدّ أن يعمل على ملء الفراغ الذي تركه رسول الله ، ولهذا فلابدّ أن يتمتّع بكلّ ما كان يتمتّع به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ عدا الوحي طبعاً ـ ولا سيّما ملكة العصمة.

فإن لم يكن هذا الخليفة معصوماً ، فإنّنا نحتمل وقوعه في أيّ وقت في المعصيّة ، وإن وقع قائدنا في معصية فأمامنا خياران :

الأوّل : أن نتّبعه.

الثاني : أن لا نتّبعه.

__________________

(١) الأنعام (٦) : ١٢٤.

٦٩

فإن اتّبعناه على معصيّته فقد جوّزنا فعل المعصيّة بأمر من الله تعالى ; لأنّه أمرنا بطاعة أُولي الأمر.

وإن لم نتّبعه ، فقد ذهب معنى القيادة ; لأنّها فقدت أهمّ عنصر وهو الطاعة والاتّباع.

فلم يبقَ أمامنا إلاّ القول بوجوب عصمة الخليفة الذي سيقود مسيرة الأُمّة من بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دون أيّ خلل أو اضطراب.

أمّا العصمة ، فلم تثبت لأحد من بعد رسول الله ، إلاّ لأهل بيته عليهم‌السلام بشهادة القرآن والسنّة والتاريخ.

وبهذا يكون أهل البيت عليهم‌السلام هم الخلفاء والأئمة الذين فرض الله إمامتهم وطاعتهم على لسان نبيّه الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث ثبتت أفضليّتهم نقلاً وعقلاً.

وأخيراً :

إنّ آخر ما أودّ قوله في نهاية المطاف : إنّ ما كتبته هنا هو ليس من نتاجي الخاصّ ، بل إنّه مجرّد ملخّص لما درسته وبحثته واقتنعت به من أصل الإمامة.

كما أتوجّه إلى الأخ القارىء الذي اعترضته أيّ ملاحظة أو تعليق خلال مطالعته لهذا الكتيّب أن يتفضّل به علينا ، علّنا نصل سويّة إلى خدمة الحقّ وأهله.

٧٠

وكما قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « أحبّ إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي » (١).

والحمد لله رب العالمين...

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٣٩ ، حديث ٥ ، باب من يجب مصادقته ومصاحبته.

٧١
٧٢



مصادر الكتاب

١ ـ التفسير الكبير : أبو عبدالله محمّد بن عمر فخر الدين الرازي ( ت ٦٠٦ ه‍ ) ، الطبعة الأولى ١٤١٥ ه‍ ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٢ ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( ت ٩١١ ه‍ ) ، الطبعة الأولى ١٣٦٥ ه‍ دار المعرفة ، بيروت.

٣ ـ سنن الترمذي ( الجامع الصحيح ) : أبو عيسىٰ محمّد بن عيسىٰ بن سورة الترمذي ( ت ٢٧٩ ه‍ ) ، تحقيق عبد الرحمن محمّد عثمان ، الطبعة الثانية ١٤٠٣ ه‍ ، دار الفكر ، بيروت.

٤ ـ صحيح البخاري : أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري ( ت ٢٥٦ ه‍ ) ، دار الفكر ، بيروت ، ١٤٠١ ه‍.

٥ ـ صحيح مسلم : أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري ( ت ٢٦١ ه‍ ) ، دار الفكر ، بيروت.

٦ ـ غريب الحديث : عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ( ت ٢٧٦

٧٣

ه‍ ) ، تحقيق عبد الله الجبوري ، الطبعة الأولى ١٤٠٨ ه‍ ، دار الكتب العلمية.

٧ ـ الغدير في الكتاب والسنّة والأدب : عبد الحسين الأميني ( ت ١٣٩٢ ه‍ ) ، الطبعة الرابعة ١٣٩٧ ه‍ ، دار الكتاب العربي ، بيروت.

٨ ـ الكافي : أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني الرازي ( ت ٣٢٩ ه‍ ) ، تحقيق علي أكبر غفاري ، الطبعة الثالثة ١٣٨٨ ه‍ ، دار الكتب الإسلامية ، طهران.

٩ ـ الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل : أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ( ت ٥٣٨ ه‍ ) ، تحقيق عبد الرزّاق المهدي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

١٠ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن : أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ( ت ٥٦٠ ه‍ ) ، الطبعة الأولى ١٤١٥ ه‍ ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت.

١١ ـ المستدرك علىٰ الصحيحين : أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحاكم النيسابوري ( ت ٤٠٥ ه‍ ) ، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشي ، دار المعرفة ، بيروت.

١٢ ـ الميزان في تفسير القرآن : محمّد حسين الطباطبائي ( ت ١٤٠٢ ه‍ ) ، جماعة المدرسين ، قم.

٧٤

١٣ ـ لسان العرب : أبو الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور الافريقي المصري ( ت ٧١١ ه‍ ) ، الطبعة الاولى ١٤٠٥ ه‍ ، دار إحياء التراث العربي ، نشر أدب الحوزه ، قم.

١٤ ـ مسند أحمد بن حنبل : أبو عبد الله أحمد بن حنبل ( ت ٢٤١ ه‍ ) ، دار صادر ، بيروت.

١٥ ـ النهاية في غريب الحديث : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمّد الجزري ابن الأثير ( ت ٦٠٦ ه‍ ) ، تحقيق محمود محمّد الطناحي وطاهر أحمد الزاوي ، الطبعة الرابعة ١٣٦٤ ش ، مؤسسة اسماعيليان ، قم.

٧٥