موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٨

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٨

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-96-6
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٤٣٢

ابن منصور ، عن هشيم عن مغيرة ، عن إبراهيم ( الورقة : ٧ / ١ ) وعنده في رواية أخرى عن الشعبي أكثر ممّا هنا ، وراجع الكنز ٦ ، رقم : ٢٧٧ ) ) (١).

٧٣٣ ـ ( ١٩١٨٦ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : قال لي عمر حين طعن : أعقل عني ثلاثاً : الإمارة شورى ، وفي فداء العرب مكان كلّ عبد عبد ، وفي ابن الأمة عبدان ، وفي الكلالة ما قلت.

قال : قلت لابن طاووس : ما قال؟ فأبى أن يخبرني ) (٢).

٧٣٤ ـ ( ١٩١٨٧ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني ابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس : أنّ عمر بن الخطاب أوصى عند الموت ، فقال : الكلالة كما قلت ، قال ابن عباس : وما قلت؟ قال : من لا ولد ) (٣).

٧٣٥ ـ ( ١٩١٨٨ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن سليمان الأحول ، عن طاووس ، عن ابن عباس ، قال : إنّي لأحدثهم عهداً بعمر ، فقال : الكلالة ما قلت. قال : وما قلت؟ قال : من لا ولد ـ حسبت أنّه قال : ـ ولا والد. ( أخرجه هق من طريق سعدان بن نصر ، عن ابن عيينة ، وليس في آخره ( حسبت أنّه قال : ولا والد ) فقال هق : كذا في هذه الرواية والذي روينا عن عمر وابن عباس في تفسير الكلالة أشبه بدلائل الكتاب والسنة من هذه

____________________

(١) المصنف ١٠ / ٢٦٩.

(٢) المصنف ١٠ / ٣٠٣.

(٣) المصنف ١٠ / ٣٠٣.

٣٤١

الرواية ، وأولى أن يكون صحيحاً لانفراد هذه ، وتظاهر الروايات عنهما بخلافها ٦ : ٢٢٥ ) ) (١).

٧٣٦ ـ ( ١٩١٨٩ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج وابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن حسن بن محمد بن علي ، قال : سمعت ابن عباس يقول : الكلالة من لا ولد ولا والد.

زاد ابن عيينة : قال حسن بن محمد : قلت لابن عباس : فإنّ الله يقول : ( إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ ) (٢) قال : فانتهرني. ( أخرجه هق من طريق سعدان ، عن ابن عيينة تاماً ، والدارمي ، عن الفريابي ، عن الثوري بلفظ ( الكلالة ما خلا الوالد والولد ) ص ٣٩٥ ) ) (٣).

٧٣٧ ـ ( ١٩٢١٥ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله : أنّ ابن عباس ، قال : كيف تسألوهم عن شيء وكتاب الله بين أظهركم. ( أخرجه البخاري من طريق إبراهيم ابن سعد ، عن الزهري أتم ممّا هنا وأشبع ١٣ : ٣٦٠ ) ) (٤).

٧٣٨ ـ ( ١٩٢٣٤ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن التيمي ، عن أبيه ، قال : حدثني شيخ من أهل المدينة يقال له حنش أبو علي ، أنّ عكرمة أخبره ، قال : سئل ابن عباس هل للمشركين أن يتخذوا الكنائس في أرض العرب؟ فقال ابن عباس : أمّا ما مصر المسلمون فلا ترفع فيه

____________________

(١) المصنف ١٠ / ٣٠٤.

(٢) النساء / ١٧٦.

(٣) المصنف ١٠ / ٣٠٤.

(٤) المصنف ١٠ / ٣١٤.

٣٤٢

كنيسة ، ولا بيعة ، ولا صليب ، ولا سنان ، ولا ينفخ فيها ببوق ، ولا يضرب فيها بناقوس ، ولا يدخل فيها خمر ، ولا خنزير ، وما كانت من أرض صولحوا صلحاً ، فعلى المسلمين أن يفوا لهم بصلحهم.

تفسير ما مصر المسلمون يقول : ما كانت من أرضهم. أو أخذوها عنوة ) (١).

٧٣٩ ـ ( ١٩٢٧٧ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه : أنّ إبراهيم بن سعد سأل ابن عباس ـ وكان عاملاً بعدن ( أي كان إبراهيم عاملاً بعدن ) ـ فقال لابن عباس : ما في أموال الذمة؟ قال : العفو ، فقال : إنّهم يأمرونا بكذا وكذا ، قال : فلا تعمل لهم ، قلت : فما في العنبر؟ قال : إن كان فيه شيء فالخمس ) (٢).

٧٤٠ ـ ( ١٩٢٨٧ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن حبيب ابن أبي ثابت ، قال : سمعت ابن عباس ، وأتاه رجل فقال : آخذ الأرض فأتقبلها أرض جزية ، فأعمرها خراجها ، فنهاه ، ثم جاءه آخر فنهاه ، ثم جاءه آخر فنهاه ، ثم قال : لا تعمد إلى ما ولى الله هذا الكافر ، فتحله من عنقه وتجعله في عنقك ، ثم تلا : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ * حتى * صَاغِرُونَ ) (٣) ) (٤).

٧٤١ ـ ( ١٩٣٧١ ـ أخبرنا ابن عيينة ، عن سليمان الأحول ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس : يوم الخميس ، وما يوم الخميس؟ ثم بكى حتى خضب دمعه الحصا ، فقلت : يا أبا عباس! وما يوم الخميس؟ قال : اشتد برسول الله صلى الله عليه

____________________

(١) المصنف ١٠ / ٣٢٠.

(٢) المصنف ١٠ / ٣٣٣.

(٣) التوبة / ٢٩.

(٤) المصنف ١٠ / ٣٣٦.

٣٤٣

وسلم وجعه ، فقال : ( أيتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده أبداً ) ، قال : فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : ما شأنه ، استفهموه ، أهجر؟ فقال : ( دعوني ، فالذي أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه ) ، قال : فأوصى عند موته بثلاث ، فقال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ممّا كنت أجيزهم به ، قال : فإمّا أن يكون سعيد سكت عن الثالثة ، وإمّا أن يكون قالها ، فنسيتها ) (١).

٧٤٢ ـ ( ١٩٣٧٤ ـ قال وأخبرنا ابن التيمي ، عن ليث ، عن طاووس ، قال : سمعت ابن عباس يقول : لا يشارككم اليهود والنصارى في أمصاركم إلاّ أن يسلموا ، فمن ارتد منهم فأبى ، فلا يقبل منه دون دمه ) (٢).

٧٤٣ ـ ( ١٩٤١٩ ـ حدثنا أبو عمر أحمد بن خالد ، قال : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق بن همام ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، قال : كان ابن عباس يقول : ثلاث آيات محكمات لا يعمل بهن اليوم ، تركهن الناس ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ) (٣) ، وهذه الآية : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) (٤) فأبيتم إلاّ فلان بن فلان ، وفلان بن فلان ( كذا في نسخة أحمد بن منصور الرمادي أيضاً ، لم يذكر إلا آيتين فقط ، وعندي من هذه النسخة صورة

____________________

(١) المصنف ١٠ / ٣٦١.

(٢) المصنف ١٠ / ٣٦١.

(٣) النور / ٥٨.

(٤) الحجرات / ١٣.

٣٤٤

رقتين منها وصورة لوحته فقط ) ) (١).

أقول : والآية الثالثة هي آية المودة في القربى ، وهذه الرواية نحو الرواية التي مرّت وفيها أوصى صلى الله عليه وسلم بثلاث فقال : ( اجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به ، وأخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) ، وزعم الراوي نسيان الثالثة وهي كانت : ( أوصيكم بأهل بيتي خيرا ) ، ومرض النسيان المفتعل سار في عدواه عند الرواة النواصب لغرض التكتم والابهام على فضل أهل البيت عليهم السلام ، ولم تخل منه حتى أم المؤمنين عائشة ، فقد روت أنّ رسول الله خرج يتوكأ على رجلين أحدهما الفضل بن عباس وآخر ولم تذكر اسمه ، إلاّ أنّ ابن عباس كشف عمّا أبهمته عائشة.

فقد أخرج عبد الرزاق في ( المصنف ) خبر الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة : أنّ عائشة أخبرته ، قالت : أوّل ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت ميمونة ، فاستأذن ازواجه أن يمرض في بيتي ، فأذنَّ له ، قالت : فخرج ويدٌ له على الفضل بن عباس ويدٌ أخرى على رجل آخر ، وهو يخطّ برجليه في الأرض.

فقال عبيد الله : فحدثت به ابن عباس ، فقال : أتدري من الرجل الذي لم تسمّ عائشة؟ هو عليّ بن أبي طالب ، ولكن عائشة لا تطيب لها نفس بخير (٢).

وهذا الخبر أخرجه البخاري في صحيحه مرتين (٣).

وكم وكم من أمثال هذه الأحاديث ممّا لعبت فيها أهواء الرواة ،

____________________

(١) المصنف ٥ / ٤٢٩.

(٢) المصنف ١٠ / ٣٧٩.

(٣) صحيح البخاري ٢ / ١٠٧ ، ٨ / ٩٩ ـ ١٠٠.

٣٤٥

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

٧٤٤ ـ ( ١٩٥٠٥ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : قال ابن عباس : إن مضيت فمتوكل ، وإن نكصت فمتطير ) (١).

٧٤٥ ـ ( ١٩٦١٧ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ قال : لا أعلمه إلاّ رفع الحديث ـ أنّه كان يأمر بقتل الحيات ، وقال : من تركهن خشية أو مخافة ثائر فليس منّا. ( أخرجه د من طريق موسى ابن مسلم عن عكرمة بزيادة ونقص ص ٧١٢ ).

قال : وقال ابن عباس : إنّ الحيات مسيخ الجن كما مسخت القردة من بني إسرائيل ) (٢).

٧٤٦ ـ ( ١٩٦٢٩ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر عمّن سمع عكرمة يحدث عن ابن عباس ، قال : قال عمر بن الخطاب : ليس الوصل أن تصل من وصلك ، ذلك القصاص ، ولكن الوصل أن تصل من قطعك ) (٣).

٧٤٧ ـ ( ١٩٦٦٤ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : دعي ابن عباس إلى طعام وهو يعالج من أمر السقاية شيئاً ، فقال للقوم : قوموا إلى أخيكم ، وأجيبوا أخاكم ، فاقرؤا عليه السلام ، وأخبروه أني مشغول ) (٤).

٧٤٨ ـ ( ١٩٧٠٢ ـ أخبرنا عبد الرزاق،عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ،

____________________

(١) المصنف ١٠ / ٤٠٤.

(٢) المصنف ١٠ / ٤٣٤.

(٣) المصنف ١٠ / ٤٣٨.

(٤) المصنف ١٠ / ٤٤٨.

٣٤٦

قيل لابن عباس : الكبائر سبع؟ قال : هي إلى السبعين أقرب. ( أخرجه الطبري وإسماعيل القاضي ، قاله الحافظ في الفتح ١٢ : ١٤٩ ) ) (١).

٧٤٩ ـ ( ١٩٨٠٥ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : إنّ قوماً يحسبون أبا جاد ، وينظرون في النجوم ، ولا أري لمن فعل ذلك من خلاق ) (٢).

٧٥٠ ـ ( ١٩٨٤٤ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن أبي بكر بن عياش ، قال : أخبرني أبو يحيى : أنّه سمع مجاهداً يقول : قال لي ابن عباس : لا تنامن إلاّ على وضوء ، فإنّ الأرواح تبعث على ما قبضت عليه من نام حتى يصبح ) (٣).

٧٥١ ـ ( ٢٠٠٠٣ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن حبان بن عمير العبسي : أنّ ابن عباس ، قال : ما راحت جنوب قط إلاّ سال في واد رأيتموه أو لم تروه ) (٤).

٧٥٢ ـ ( ٢٠٠٦٠ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة ، قال : سمعت ابن عباس يقول : كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتاب الله بين أظهركم محضاً لم يشب ( أي لم يخالطه غيره ) ، وهو أحدث الأخبار بالله ، وقد أخبركم الله عن أهل الكتاب أنّهم كتبوا كتاباً بأيديهم ، فقالوا : هذا من عند الله ، وبدلوها وحرفوها عن مواضعها ، واشتروا بها

____________________

(١) المصنف ١٠ / ٤٦٠.

(٢) المصنف ١١ / ٢٦.

(٣) المصنف ١١ / ٣٩.

(٤) المصنف ١١ / ٨٩.

٣٤٧

ثمنا قليلاً ، أفما ينهاكم ما جاءكم من الله عن مسألتهم؟ فوالله ما رأينا أحداً منهم يسألكم عن الدين الذي أنزل إليكم. ( أخرجه البخاري من طريق شعيب ، عن الزهري ١٣ : ٣٨٤ ) ) (١).

٧٥٣ ـ ( ٢٠٠٧٣ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه : أنّ رجلاً قال لابن عباس : إنّ ناساً يقولون : إنّ الشر ليس بقدر ، فقال ابن عباس : فبيننا وبين أهل القدر هذه الآية؟ ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا ) ـ حتى ـ( فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) (٢) ) (٣).

٧٥٤ ـ ( ٢٠٠٨٠ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : العجز والكيس ( هو النشاط والحذق بالأمور ، والعجز ضده ) بقدر. ( أخرج مسلم من حديث طاووس ، عن ابن عمر مرفوعاً : كلّ شيء بقدر حتى العجز والكيس ٢ : ٣٣٦ ) ) (٤).

٧٥٥ ـ ( ٢٠١٠٢ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، قال : [ قال ] رجل لابن عباس : الحمد لله الذي جعل هوانا على سواك ، فقال : إنّ الهوى كلّه ضلالة ) (٥).

٧٥٦ ـ ( ٢٠٢٣٣ ـ أخبرنا معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : إنّ الرحم تقطع ، وإنّ النعمة تكفر ، وإنّ الله عزوجل إذا قارب بين

____________________

(١) المصنف ١١ / ١١٠.

(٢) الأنعام / ١٤٩ ، ١٤٨.

(٣) المصنف ١١ / ١١٤.

(٤) المصنف ١١ / ١١٧.

(٥) المصنف ١١ / ١٢٦.

٣٤٨

القلوب لم يزحزحها شيء أبداً ، قال : ثم قرأ ابن عباس ( لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ) (١) الآية. ( أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص ٤١ وابن المبارك عن معمر في الزهد له ص ١٢٣ ) ) (٢).

٧٥٧ ـ ( ٢٠٢٤٦ ـ أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن رجل ، عن ابن عباس : أنّه كره ذبيحة الأرغل ( الأرغل الذي لم يختتن ) ، وقال : لا تقبل صلاته ، ولا تجوز شهادته ) (٣).

٧٥٨ ـ ( ٢٠٣٦٨ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن علي بن بذيمة ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس ، قال : قدم على عمر رجل ، فجعل عمر يسأله عن الناس ، فقال : يا أمير المؤمنين! قد قرأ منهم القرآن كذا وكذا ، فقال ابن عباس : فقلت : والله ما أحبّ أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة ، قال : فزبرني عمر ، ثم قال : مه! قال : فانطلقت إلى أهلي مكتئباً حزيناً ، فقلت : قد كنت نزلت من هذا الرجل منزلة فلا أراني إلاّ قد سقطت من نفسه ، قال : فرجعت إلى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي وما بي وجع ، وما هو إلاّ الذي تقبلني به عمر ، قال : فبينا أنا على ذلك أتاني رجل ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، قال : خرجت فإذا هو قائم ينتظرني ، قال : فأخذ بيدي ثم خلا بي ، فقال : ما الذي كرهت ممّا قال الرجل آنفاً؟ قال : فقلت : يا أمير المؤمنين! إن كنت أسأت فإنّي أستغفر الله وأتوب إليه ، وأنزل حيث أحببت ، قال : لتحدثني بالذي كرهت ممّا قال الرجل؟ فقلت : يا أمير المؤمنين! متى ما تسارعوا هذه المسارعة يحيفوا ، ومتى ما يحيفوا يختصموا ، ومتى ما يختصموا يختلفوا ،

____________________

(١) الأنفال / ٦٣.

(٢) المصنف ١١ / ١٧١.

(٣) المصنف ١١ / ١٧٥.

٣٤٩

ومتى ما يختلفوا يقتتلوا. فقال عمر : لله أبوك! لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها ) (١).

٧٥٩ ـ ( ٢٠٣٩٢ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عثمان الجزري ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : أوّل من أسلم عليّ ) (٢).

٧٦٠ ـ ( ٢٠٤٤٤ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، قال : جاء بحير بن ريسان ( ذكره ابن أبي حاتم وكان من أهل اليمن ) إلى ابن عباس يستعين به على ابن الزبير ـ وكان عاملاً له ـ فقال له ابن عباس : أنت امرؤ ظلوم لا يحلّ لأحد أن يشفع لك ، ولا يدفع عنك ) (٣).

٧٦١ ـ ( ٢٠٤٦٩ ـ قال : وقال قتادة : قال ابن عباس : تذاكر العلم بعض ليلة أحبّ إلي من إحيائها. ( أخرجه الدارمي كما في المشكاة ص ٢٨ ) ) (٤).

٧٦٢ ـ ( ٢٠٤٨٥ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، قال : سأل ابن عباس رجل من أهل نجران ، فأعجب ابن عباس حسن مسألته ، فقال الرجل : أكتب لي! فقال ابن عباس : إنّا لا نكتب العلم. ( رواه الخطيب من طريق الرمادي عن المصنف في تقييد العلم ص ٤٢ ) ) (٥).

٧٦٣ ـ ( ٢٠٥١٥ ـ أخبرنا عبد الرزاق،عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ،

____________________

(١) المصنف ١١ / ٢١٧.

(٢) المصنف ١١ / ٢٢٧.

راجع ( عليّ إمام البررة ١ / ٤١٦ ـ ٤١٨ ).

(٣) المصنف ١١ / ٢٤٥.

(٤) المصنف ١١ / ٢٥٣.

(٥) المصنف ١١ / ٢٥٨.

٣٥٠

عن ابن عباس ، قال : أحلّ الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفاً أو مخيلة ) (١).

٧٦٤ ـ ( ٢٠٥٢٩ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أبي إسحاق ، عن العيزار : أنّ ابن عباس أتاه الأعراب فقالوا : إنّا نقيم الصلاة ، ونؤتي الزكاة ، ونحج البيت ، ونصوم رمضان ، وإن ناساً من المهاجرين يقولون : لسنا على شيء ، فقال ابن عباس : من أقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، وحج البيت ، وصام رمضان ، وقرى الضيف ، دخل الجنة ) (٢).

٧٦٥ ـ ( ٢٠٦٠٩ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن عبد الكريم الجزري ، عن ابن عباس ، قال : إنّما هلكت نساء بني إسرائيل من قبل أرجلهن ، وتهلك نساء هذه الأمة من قبل رؤوسهن ) (٣).

٧٦٦ ـ ( ٢٠٦٨٢ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن أبي رجاء ، قال : سمعت ابن عباس يقول : من خرج من الطاعة شبراً فمات ، فميتته جاهلية. ( أخرجه الشيخان بمعناه وسيعيده المصنف برقم ٢٠٧٠٨ ) ) (٤).

٧٦٧ ـ ( ٢٠٧٠٨ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن أبي رجاء العطاردي ، قال : سمعت ابن عباس يقول : من خرج من الطاعة شبراً فمات ، فميتته جاهلية. ( أخرجه الشيخان بمعناه ) ) (٥).

٧٦٨ ـ ( ٢٠٧٢٢ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ،

____________________

(١) المصنف ١١ / ٢٧٠.

(٢) المصنف ١١ / ٢٧٤.

(٣) المصنف ١١ / ٣٠٥.

(٤) المصنف ١١ / ٣٣٠.

(٥) المصنف ١١ / ٣٣٩.

٣٥١

عن أبيه ، قال : أتى رجل ابن عباس فقال : ألا أقدم على هذا السلطان فأمره وأنهاه؟ قال : لا ، يكون لك فتنة ، قال : أفرأيت إن أمرني بمعصية الله؟ قال : فذلك الذي تريد؟ فكن حينئذ رجلاً ) (١).

٧٦٩ ـ ( ٢٠٨٨٢ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : أنّ ابن عباس ، قال : الخيمة درة واحدة مجوفة ، فرسخ في فرسخ ، لها أربعة آلاف باب من ذهب. ( أخرجه ابن المبارك من طريق قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ( ز ٧١ ) ) (٢).

٧٧٠ ـ ( ٢٠٨٩٥ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، قال : سمعت رجلاً يحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة هذا ، فقام رجل فانتقض ، فقال ابن عباس : ما فرق من هؤلاء يجدون عند محكمه ، ويهلكون عند متشابهه ) (٣).

٧٧١ ـ ( ٢٠٩٠٨ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس يستعين به على ابن الزبير ـ وكان عاملاً ـ فقال له ابن عباس : أنت امرو ظلوم ، لا يحل لأحد أن يشفع لك ، ولا يدفع عنك ) (٤).

٧٧٢ ـ ( ٢٠٩٥٣ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : سئل ابن عباس عن الذي يأتي امرأته في دبرها ، فقال : هذا يسائلني عن الكفر ) (٥).

____________________

(١) المصنف ١١ / ٣٤٨.

(٢) المصنف ١١ / ٤١٨.

(٣) المصنف ١١ / ٤٢٣.

(٤) المصنف ١١ / ٤٢٦.

(٥) المصنف ١١ / ٤٤٢.

٣٥٢

٧٧٣ ـ ( ٢٠٩٦٠ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : مرّ ابن عباس وقد ذهب بصره بقوم يرفعون حجراً ، فقال : ما شأنهم؟ فقيل له : يرفعون حجراً ، ينظرون أيّهم أقوى ، فقال ابن عباس : عمال الله أقوى من هؤلاء. ( أخرجه ابن المبارك في الزهد عن معمر بعين هذا الإسناد ولفظه : ( يجذون حجرا ) ص ٩ ) ) (١).

٧٧٤ ـ ( ٢٠٩٧٢ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن عباس يقول : سمعت عليّاً يقول : ( والله ما قتلت عثمان ، ولا أمرت بقتله ، ولكن غلبت ) ) (٢).

٧٧٥ ـ ( ٢٠٩٨٣ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، قال : دخل ابن عباس على معاوية فقال له : إنّي لأراك على ملّة ابن أبي طالب ، فقال ابن عباس : لا ، ولا على ملّة ابن عفان.

قال طاووس : يعني ملّة محمد صلى الله عليه وسلم ليست لأحد ) (٣).

٧٧٦ ـ ( ٢٠٩٨٥ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، قال : سمعت ابن عباس يقول : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون بيته على أرجاء وادي ، ليس بالضيق الحصر العصعص المتعصب ، يعني ابن الزبير ) (٤).

٧٧٧ ـ ( ٢١٠٣٠ ـ أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : إنّ معلم الخير لتصلي عليه دواب

____________________

(١) المصنف ١١ / ٤٤٤.

(٢) المصنف ١١ / ٤٥٠.

(٣) المصنف ١١ / ٤٥٣.

(٤) المصنف ١١ / ٤٥٣.

٣٥٣

الأرض حتى الحيتان في البحر. ( أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة الباهلي مرفوعاً : إنّ الله وملائكته ، وأهل السماوات والأرض ، حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت ، ليصلون على معلم الناس الخير ، وأخرج أحمد والترمذي وغيرهما من حديث أبي الدرداء مرفوعاً : وإنّ العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء ، وكلا الحديثين في المشكاة ص ٢٦ ) ) (١)

____________________

(١) المصنف ١١ / ٤٦٩.

٣٥٤

الفصل الثالث

ابن عباس فقيهاً

٣٥٥
٣٥٦

ليس من شك في فقاهة ابن عباس رضي الله عنه بل لقد عدّه غير واحد من أفقه معاصريه ، ومهما شككنا في صحة أفعل التفضيل في هذا الزعم ، فلا نشك في أنّه كان فقيهاً بارعاً مبرزاً بين فقهاء الصحابة ، وقد بذّ الكثير منهم بفقاهته ، وقد رجع إليه بعض رموزهم ، وعُرف بالفتيا منذ عهد عمر إلى من بعده.

وقد رأى بعضهم أن ظهوره بين أهل الفقه في سنّ مبكرة يرجع إلى أثر الدعاء النبوي الشريف حيث دعا له بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اللهمَّ فَقّهه في الدين وعلّمه التأويل ) وقد مرّ الكلام في هذا (١).

ولا شك أنّ دعاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مستجاب فهو لا ترد له دعوة ، وقد كان ذلك معلوماً لدى الصحابة ، فكان عمر حين يدعو ابن عباس ويأخذ برأيه يذكر أنّه رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا له بذلك. وعلى ضوء أثر الدعاء كان عمر أيضاً يقول في ابن عباس ( والله إنّك لأصبح فتيانا وجهاً ، وأحسنهم خلقاً ، وأفقههم في كتاب الله ) (٢).

أمّا ما ورد من شهادات الآخرين من صحابة وتابعين بهذا الصدد فكثيرة ، نختار منها ما يوقفنا على مبلغ علمه في فقهه.

ـ قال ميمون بن مهران : ( ما رأيت أحداً قط أفقه من ابن عباس ) (٣).

____________________

(١) أنظر موسوعة ابن عباس الحلقة الأولى ج١ ، في الكلام عن نشأته.

(٢) صفة الصفوة ١ / ٤٧٨.

(٣) تهذيب الأثار للطبري ١ / ١٧٦.

٣٥٧

ـ قال ابن أبي مليكة : ( إذا أفتى فأفقه الناس ) (١).

ـ قال طاووس : ( كان ابن عباس قد بسق الناس في العلم كما تبسق النخلة السحوق على الودي الصغار ) (٢).

ـ قال أبو عبيدة : ( كان ابن عباس فقيهاً عالماً ، لم نعلم في زمانه أعلم منه ، وكان الناس يسمونه البحر لما فيه من كثرة فنون العلم ) (٣).

ـ قال مجاهد : ( ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلاّ أن يقول قائل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) (٤).

ولقد أربى على جميع من تقدم عبد الملك بن ميسرة بقوله : ( جالست سبعين ـ أو ثمانين ـ شيخاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أحسب أحداً منهم خالف ابن عباس فيلتقيان إلاّ قال القول كما قلت أو قال صدقت ) (٥).

طابع فقاهته المذهبي

لا بدع لو كان في الفقه متفقاً في أكثر آرائه مع آراء معلّمه أمير المؤمنين عليه السلام ، لأنّ علمه من علمه فهو تلميذه ، وهذه الحقيقة هي التي كان يصحر بها وينادي بإعلانها في وجوه الذين يحاولون أن يجعلوا منه نداً للإمام عليه السلام ، فكان يقول : ( علم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من علم الله ، وعلم عليّ

____________________

(١) العقد الفريد ٤ / ٨١.

(٢) مسند الربيع ١ / ٢٨٥.

(٣) مسند الربيع ١ / ٢٨٥.

(٤) الإستيعاب ٢ / ٣٥٢.

(٥) مسند الربيع ١ / ٢٨٥.

٣٥٨

من علم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلمي من علم عليّ ، وما علمي وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في علم عليّ الإ كقطرة في سبعة أبحر ) (١).

فلا غرابة لو امتاز من دون الصحابة بفقاهة مميّزة بشارة فقه أهل البيت عليهم السلام ، وهي تنبئ عن تعلمه من لدن عليم هو باب مدينة العلم ، وكان هو عليه السلام يختصه بجوانب تثقيفية دون غيره ، وقد مرّ بنا في ( ينابيع العلم ) ذكر محاضرة ليلة البقيع التي استغرقت الزمن من بعد صلاة العشاء وحتى بزوغ الفجر. ولم يتجاوز الحديث فيها تفسير البسملة وكلمة ( الحمد ) ، فقال ابن عباس : ( تفكّرت فإذا علمي وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في جنب علم عليّ كالقرارة في المثعنجر ) ، والقرارة الغدير الصغير ، والمثعنجر هو البحر.

وكان يقول : ( إذا حدثنا ثقة عن عليّ بفتيا لا نعدوها ) (٢).

وكان إذا بلغه شيء تكلم به عليّ رضي الله عنه من فتيا أو قضاء لم يتجاوزه إلى غيره (٣).

وقال : ( وإذا ثبت لنا الشيء عن عليّ رضي الله عنه لم نعدل إلى غيره ) (٤).

ولم يكن ابن عباس مغالياً في إمامه لأنّه ابن عمه ، بل كان ينطلق من موقع عقيدة ثابتة وإيمان راسخ بأنّ عليّاً عليه السلام هو بحكم مقامه من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وباب مدينة علمه فهو يفضل جميع الصحابة في مقامه العلمي ، فكان يقول : ( والله لقد أعطي عليّ تسعة أعشار العلم ، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر ) (٥) ، فهو

____________________

(١) قد مرّ ذكر هذا وغيره مع ذكر المصدر في أوّل الجزء الثاني من هذه الحلقة في ( ينابيع العلم ) ، فراجع.

(٢) طبقات ابن سعد ٢ق٢ / ١٠١ ط أوربا ( أفست ).

(٣) اكمال الإصابة ١ / ٥٦ للعلائي تح د. محمد سليمان الأشقر الكويت.

(٤) الأئمة الإثنا عشر لابن طولون / ٥١.

(٥) ذخائر العقبى للمحب الطبري / ٧٨.

٣٥٩

إنّما يتبعه في آرائه بأنّه تعلّم منه فكان رضي الله عنه في فقهه مثله.

كثرة فقه ابن عباس بين الرفض والقبول

لقد مرّت بنا شواهد على براعته الفقهية من خلال منهاجه التعليمي الذي خصّ كلّ يوم لبحث علم من العلوم ، فكان للفقه يوماً خاصاً بتعليمه كما مرّ في الجزء الأوّل من هذه الحلقة.

كما مرّت بنا شواهد على ممارسته الفقهية من خلال فتاواه منذ عهد عمر ومن بعده.

ومرّت بنا الإشارة حول كثرة فتاواه ، وأنّ هذه الكثرة هي مسألة تستدعي البحث عن مدى صدقها ، لما يجده الباحث من تناقض في بعض ما يروى عنه من الفتاوى.

فهذه الكثرة ووجود التناقض فيما بين بعض المرويات عنه ، لا يمكن أن يغض الباحث النظر عنها فهي تلقي بظلال الشك على صحة جميعها ، على نحو ما مرّ في مسألة كثرة الأحاديث المروية عنه ، وتتجه أصابع الإتهام نحو أبنائه العباسيين وفقهائهم ، كما هو الحال في كثرة أحاديثه المرفوعة ، وقد مرّت الإشارة إلى ذلك.

والسؤال الآن هل كان لفقهاء العصر العباسي بعض النفخ في هذا التكثير والتكبير؟

وللإجابة على هذا السؤال لابدّ من قراءة في تاريخ الفقه في العصر العباسي ، ومدى تزلّف رجاله إلى خلفائهم في هذا السبيل.

٣٦٠