السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-95-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٥٢٦
وهذا ما رواه الطبرسي أيضاً من قبل في « مجمع البيان » ، وقال : « قد رواه الأستاذ أحمد الزاهد بإسناده عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس ـ في كتاب « الإيضاح » ـ وزاد فيه ... ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة » (١).
فمن قوله هذا عرفنا وجه اختياره النهج التاريخي في ترتيب السور حسب تاريخ النزول ، وهو نهج ابن عمه الذي هو الحق ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « علي مع الحق والحق مع عليّ » ، ومن اقتدى بعليّ فقد اهتدى ، كما قال الرازي في تفسيره.
أمّا النهج الآخر الذي كتب عليه المصحف الإمام ، فقد رتّب السور على تقديم المئين ، وهي السور الطوال ، ثم المثاني ، ثم المفصل ، وهكذا إلى الآخر كما هو اليوم وعليه القراءة.
يبقى علينا أن نلّم بترتيب السور في مصحف ابن عباس حسب روايته لغرض الإطلاع فقط ، وهذا هو الذي رواه الطبرسي في « مجمع البيان » (٢) ، نقلاً عن أحمد الزاهد في كتاب « الإيضاح » بإسناده عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال :
« أوّل ما أنزل بمكة : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (٣) ، ثم (نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) (٤) ، ثم (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) (٥) ، ثم (الْمُدَّثِّرُ) (٦) ، ثم (تَبَّتْ) (٧) ، ثم
____________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٢١١.
(٢) مجمع البيان ١٠ / (٢٠٩) ـ ٢١٠.
(٣) العلق / ١.
(٤) القلم / ١.
(٥) المزمل / ١.
(٦) المدثر / ١.
(٧) المسد / ١.
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (١) ، ثم (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) (٢) ، ثم (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (٣) ، ثم (وَالْفَجْرِ) (٤) ، ثم (وَالضُّحَى) (٥) ، ثم (أَلَمْ نَشْرَحْ) (٦) ، ثم (وَالْعَصْرِ) (٧) ، ثم (وَالْعَادِيَاتِ) (٨) ، ثم (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (٩) ، ثم (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) (١٠) ، ثم (أَرَأَيْتَ) (١١) ، ثم (الْكَافِرُونَ) (١٢) ، ثم (أَلَمْ تَرَ) (١٣) ، ثم « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١٤) ، ثم (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (١٥) ، ثم (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (١٦) ، ثم (وَالنَّجْمِ) (١٧) ، ثم (عَبَسَ) (١٨) ، ثم (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ) (١٩) ، ثم
____________
(١) التكوير / ١.
(٢) الأعلى / ١.
(٣) الليل / ١.
(٤) الفجر / ١.
(٥) الضحى / ١.
(٦) الشرح / ١.
(٧) العصر / ١.
(٨) العاديات / ١.
(٩) الكوثر / ١.
(١٠) التكاثر / ١.
(١١) الماعون / ١.
(١٢) الكافرون / ١.
(١٣) الفيل / ١.
(١٤) الفلق / ١.
(١٥) الناس / ١.
(١٦) الإخلاص / ١.
(١٧) النجم / ١.
(١٨) المدثر / ٢٢.
(١٩) القدر / ١.
(وَالشَّمْسِ) (١) ، ثم (الْبُرُوجِ) (٢) ، ثم (وَالتِّينِ) (٣) ، ثم (لإِيلافِ) (٤) ، ثم (الْقَارِعَةُ) (٥) ، ثم (الْقِيَامَةِ) (٦) ، ثم (الهُمزة) ، ثم (والمرسلات) (٧) ، ثم (ق * وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (٨) ، ثم (لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) (٩) ، ثم (الطَّارِقُ) ، ثم (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) (١٠) ، ثم (صّ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) (١١) ، ثم (الأَعْرَافِ) ، ثم (قل أوحي) (١٢) ، ثم (يس) ، ثم (الْفُرْقَانَ) ، ثم (كهيعص) (١٣) ، ثم (طه) ، ثم (الْوَاقِعَةُ) ، ثم (النَّمْلِ) ، ثم (الْقَصَصَ) ، ثم (بني إسرائيل) ، ثم (يُونُسَ) ، ثم (هُودُ) ، ثم (يُوسُفُ) ، ثم : « الْحِجرَ) (١٤) ، ثم (الأَنْعَامِ) ، ثم (الصافات) ، ثم (لُقْمَانَ) ، ثم (الْقَمَرُ) ، ثم (سَبَأٍ) ، ثم (الزمر) ، ثم
____________
(١) الشمس / ١.
(٢) البروج / ١.
(٣) التين / ١.
(٤) قريش / ١.
(٥) القارعة / ١.
(٦) القيامة / ١.
(٧) المرسلات / ١.
(٨) قّ / ١.
(٩) البلد / ١.
(١٠) القمر / ١.
(١١) صّ / ١.
(١٢) الجن / ١.
(١٣) مريم / ١.
(١٤) الفجر / ٥.
(السجدة) ، ثم (حمعسق) ، ثم (الزخرف) ، ثم (الدخان) ، ثم (الجاثية) ، ثم (الأحقاف) ، ثم (الذاريات) ، ثم (الغاشية) ، ثم (الْكَهْفِ) ، ثم (النَّحْلِ) ، ثم (نوح) ، ثم (إبراهيم) ، ثم (الأَنْبِيَاءَ) ، ثم (الم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ) (١) ، ثم (الطُّورَ) ، ثم (الملك) ، ثم (الحاقة) ، ثم (المعارج) ، ثم (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ) (٢) ، ثم (النازعات) ، ثم (أنفطرت) (٣) ، ثم (أنشقت) (٤) ، ثم (الروم) ، ثم (العنكبوت) ، ثم (المطففين). فهذه أنزلت بمكة وهي خمس وثمانون سورة (٥).
ثم أنزلت بالمدينة : (البقرة) ، ثم سورة (الأنفال) ، ثم سورة (آل عمران) ، ثم سورة (الأحزاب) ، ثم سورة (الممتحنة) ، ثم سورة (النساء) ، ثم سورة (إذا زلزلت) (٦) ، ثم سورة (الحديد) ، ثم سورة (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم سورة (الرعد) ، ثم سورة (الرحمن) ، ثم (هل أتى) ، ثم (الطلاق) ، ثم (لم يكن) ، ثم (الحشر) ، ثم (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (٧) ، ثم (النور) ، ثم (الحج) ، ثم
____________
(١) السجدة / (١) ـ ٢.
(٢) النبأ / ١.
(٣) الإنفطار / ١.
(٤) الإنشقاق / ١.
(٥) هكذا ورد الرقم ، ولدى الحساب كان ستاً وثمانين سورة ، ولعل ذلك لعدم عدّ سورة الإيلاف سورة بمفردها إذ لا تجزي قراءتها وحدها في الصلاة ، بل لابد من ضم : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ( ( الفيل / ١ ) إليها ، فإنهما كما عن أحدهما ( عليهما السلام ) واحدة. مجمع البيان ١٠ / ٤٤٩.
(٦) الزلزلة / ١.
(٧) النصر / ١.
(المنافقون) ، ثم (المجادلة) ، ثم (الحجرات) ، ثم (التحريم) ، ثم (الجمعة) ، ثم (التغابن) ، ثم سورة (الصفا) ، ثم سورة (الفتح) ، ثم سورة (المائدة) ، ثم سورة (التوبة) ، فهذه ثمان وعشرون سورة ».
قال الطبرسي : وقد رواه الأستاذ أحمد الزاهد بإسناده عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس في كتاب الإيضاح وزاد فيه : « وكانت إذا أنزلت فاتحة سورة بمكة ، كتب بمكة ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء في بالمدينة.
وقد روى العاصمي في « زين الفتى في شرح سورة هل أتى » نقلاً عن ابن عباس ذكر سور القرآن بنحو ما مرّ مع تفاوت (١).
وقد ذكر عبد المتعال الصعيدي في كتابه « النظم الفني في القرآن ترتيب مصحف ابن عباس » ، فقال :
« وهذا ترتيب مصحف عبد الله بن عباس رضي الله عنه على ما جاء في كتاب سعد السعود لابن طاووس ، وقد نقله عن محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في مقدمة تفسيره « مفاتيح الأسرار ومصابيح الأنوار » :
(١) (العلق) ، (٢) (القلم) ، (٣) (الضحى) ، (٤) (المزمّل) ، (٥) (المدثر) ، (٦) (الفاتحة) ، (٧) (المسد) ، (٨) (التكوير) ، (٩) (الأعلى) ، (١٠) (الليل) ، (١١) (الفجر) ، (١٢) (الشرح) ، (١٣) (الرحمن) ، (١٤) (العصر) ، (١٥) (الكوثر) ، (١٦) (التكاثر) ، (١٧) (الماعون) ، (١٨) (الفيل) ، (١٩) (الكافرون) ، (٢٠) (الإخلاص) ، (٢١) (النجم) ، (٢٢) (عبس) ، (٢٣)
____________
(١) راجع العسل المصفى في تهذيب زين الفتى ١ / (٣٧) ـ ٤٠ ، تحقيق المحمودي ،
(القدر) ، (٢٤) (الشمس) ، (٢٥) (البروج) ، (٢٦) (التين) ، (٢٧) (قريش) ، (٢٨) (القارعة) ، (٢٩) (القيامة) ، (٣٠) (الهُمزة) ، (٣١) (المرسلات) ، (٣٢) (ق) ، (٣٣) (البلد) ، (٣٤) (الطارق) ، (٣٥) (القمر) ، (٣٦) (ص) ، (٣٧) (الأعراف) ، (٣٨) (الجن) ، (٣٩) (يس) ، (٤٠) (الفرقان) ، (٤١) (فاطر) ، (٤٢) (مريم) ، (٤٣) (طه) ، (٤٤) (الشعراء) ، (٤٥) (النمل) ، (٤٦) (القصص) ، (٤٧) (الأسراء) ، (٤٨) (يونس) ، (٤٩) (هود) ، (٥٠) (يوسف) ، (٥١) (الحجر) ، (٥٢) (الإنعام) ، (٥٣) (الصافات) ، (٥٤) (لقمان) ، (٥٥) (سبأ) ، (٥٦) (الزمر) ، (٥٧) (غافر) ، (٥٨) (فصلت) ، (٥٩) (الشورى) ، (٦٠) (الزخرف) ، (٦١) (الدخان) ، (٦٢) (الجاثية) ، (٦٣) (الأحقاف) ، (٦٤) (الذاريات) ، (٦٥) (الغاشية) ، (٦٦) (الكهف) ، (٦٧) (النحل) ، (٦٨) (نوح) ، (٦٩) (إبراهيم) ، (٧٠) (الأنبياء) ، (٧١) (المؤمنون) ، (٧٢) (الرعد) ، (٧٣) (الطور) ، (٧٤) (الملك) ، (٧٥) (الحاقة) ، (٧٦) (المعارج) ، (٧٧) (النبأ) ، (٧٨) (النازعات) ، (٧٩) (الإنفطار) ، (٨٠) (الإنشقاق) ، (٨١) (الروم) ، (٨٢) (العنكبوت) ، (٨٣) (المطففين) ، (٨٤) (البقرة) ، (٨٥) (الأنفال) ، (٨٦) (آل عمران) ، (٨٧) (الحشر) ، (٨٨) (الأحزاب) ، (٨٩) (النور) ، (٩٠) (الممتحنة) ، (٩١) (الفتح) ، (٩٢) (النساء) ، (٩٣) (الزلزلة) ، (٩٤) (الحج) ، (٩٥) (الحديد) ، (٩٦) (محمد) ، (٩٧) (الإنسان) ، (٩٨) (الطلاق) ، (٩٩) (البينّة) ، (١٠٠) (الجمعة) ، (١٠١) (السجدة) ، (١٠٢) (المنافقون) ، (١٠٣) (المجادلة) ، (١٠٤) (الحجرات) ، (١٠٥) (التحريم) ، (١٠٦) (التغابن) ،
(١٠٧) (الصف) ، (١٠٨) (المائدة) ، (١٠٩) (التوبة) ، (١١٠) (النصر) ، (١١١) (الواقعة) ، (١١٢) (العاديات) ، (١١٣) (الفلق) ، (١١٤) (الناس)
قال الصعيدي : « وهذا الترتيب أقرب إلى أن يكون ترتيب مصحف عليّ رضي الله عنه من الترتيب السابق ، لأنّ ابن عباس كان تلميذاً له ، وقد روعي في هذا الترتيب تاريخ النزول ، وهو الذي نقل أنّ عليّاً راعاه في ترتيب ، وهو ترتيب يوافق ترتيب مصحف عثمان في عدد السور وإن خالفه في مراعاة تاريخ النزول » (١).
وقال : « لا فرق يذكر بين ترتيب مصحف عثمان وترتيب مصحف ابن عباس إلاّ في سور الرحمن والرعد والواقعة والعاديات والفلق والناس ، فبعضها مكي أو مدني في مصحف عثمان ، وهو بخلافه في مصحف ابن عباس » (٢).
أقول : إنّ ما نقله الأستاذ الصعيدي عن كتاب « سعد السعود » ، لم أجده في النسخة المطبوعة أوّلاً بالمطعبة الحيدرية ، ولا في الطبعة المحققة بتحقيق المرحوم فارس تبريزيان « الحسون » ، مع العلم أنّ المطبوع هو الجزء الأوّل فقط.
وحيث لم يذكر الصعيدي شيئاً عن النسخة التي أخذ منها ، هل هي مطبوعة أو مخطوطة ، وأحسب أنّها كانت مخطوط وهي أكمل من
____________
(١) النظم الفني في القرآن / ٢١ ط النموذجية بمصر.
(٢) نفس المصدر / ٢٧.
المطبوع ، أو أنّ ما نقله هو في الجزء الثاني من كتاب « سعد السعود » الذي لم يقف عليه الناشران سابقاً.
لفت نظر
من اللافت للنظر عدم ذكر سورة الفاتحة لا في المكي ولا في المدني! مع أنّها قرآن لا شك فيه ، وأنّها الأولى من السور المكية ، بدلالة أنّ فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ، وقد ورد ذكرها في سورة الحجر ، وإنّها نزلت قبل ذلك ، فقال تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (١) ، وسورة الحجر مكية بلا خلاف ، فلابد أن تكون السبع المثاني وهي سورة الفاتحة مكية أيضاً.
ثم إنّ الصلاة شرّعت بمكة ، وهذا معلوم لدى المسلمين كافّة ، كما من المعلوم عندهم « أن لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب » كما في الحديث الشريف المتفق على روايته عند المسلمين ، وحسب الباحث مراجعة « وسائل الشيعة » للحر العاملي من موسوعات الحديث الشيعي ، ويراجع موسوعة « أطراف الحديث النبوي » (٢) ، وفيها ذكر مصادر الحديث السني نقلاً عن « إتحاف المهرة » ، و « فتح الباري » ، ومسند أبي عوانة ، و « حلية الفقهاء » ، و « نصب الراية » ، وغيرها.
____________
(١) النصر / ١.
(٢) أطراف الحديث النبوي ٧ / ٢٥٦.
ويؤكد وجودها في مصحف ابن عباس ما ذكره صاحب « مجمع البيان » في أوّل سورة الفاتحة ، فقال : « مكية عن ابن عباس » ويزيدنا إيماناً بسهو الراوي عن ذكرها. أنّها أوّل ما نزل بمكة فيما رواه الطبرسي في « مجمع البيان » نقلاً عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (١) ، فهل يعقل أنّ ابن عباس لم يذكرها لأنّه لا يراها مكية ، بل ولم يرد ذكرها في المدني أيضاً ، وما ذلك إلاّ لمفروغية عن كونها سورة مكية.
المسألة الثانية : ماذا عن ابن عباس في القراءة على سبعة أحرف؟
لقد روى البخاري ومسلم والطبري بأسانيدهم : عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف » (٢).
وقد استعرض سيدنا الأستاذ الإمام الخوئي قدس سره جملة الروايات في هذا الشأن في كتابه « البيان » ، فذكر منها إحدى عشرة رواية ، وقال : « هذه أهم الروايات التي رويت في هذا المعنى ، وكلّها من طرق أهل السنة ، وهي مخالفة لصحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكن الإختلاف يجي من قبل الرواة » (٣).
____________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٢١٢.
(٢) صحيح البخاري ٦ / ١٠٠ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٠٢ ، جامع البيان للطبري ١ / ٢٨.
(٣) أصول الكافي / كتاب فضل القرآن / باب النوادر / الرواية١٢.
وقد سأل الفضيل بن يسار أبا عبد الله عليه السلام ، فقال : إنّ الناس يقولون : إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : « كذبوا أعداء الله ، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد » (١) ».
ثم بيّن قدس سره بطلان تلك الروايات ، فقال : « ولقد تقدم إجمالاً أنّ المرجع بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في أمور الدين إنّما هو كتاب الله وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وسيأتي توضيحه مفصلاً بعد ذلك إن شاء الله تعالى ، ولا قيمة للروايات إذا كانت مخالفة لما يصح عنهم ، ولذلك لا يهمنا أن نتكلم عن أسانيد هذه الروايات ، وهذا أوّل شيء تسقط به الرواية عن الإعتبار والحجية ، ويضاف إلى ذلك ما بين هذه الروايات من التخالف والتناقض ، وما في بعضها من عدم التناسب بين السؤال والجواب ».
ثم ذكر قدس سره تهافت الروايات ، ثم تعرض لمناقشتها وبيان فسادها بما لا مزيد عليه (٢).
ونحن نتعرض لسند رواية البخاري ومسلم والطبري عن ابن عباس ، فنقول :
لقد رواه البخاري : عن سعيد بن عفير ، عن الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس (٣).
____________
(١) نفس المصدر / الرواية١٣.
(٢) البيان في تفسير القرآن / (١٧٧) ـ ٢٠٠.
(٣) صحيح البخاري ٦ / ١٠٠.
ورواه مسلم : عن حرملة بن يحيى ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله ... (١)
ورواه الطبري : عن يونس بن عبد الله ، عن ابن وهب ، عن يونس ... (٢)
ورواه عن أبي كريب ، عن رشدين بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ... (٣)
ولمّا كان مدار الأسانيد جميعاً على ابن شهاب ـ وهذا هو الزهري ـ فحسبنا تعريف القارئ به تعريفاً يجوز معه قنطرة البخاري فمن بعده.
فنقول : كان مع بني مروان ، يضلع معهم في ركابهم ، حتى قيل أنّه صاحب الشرط لبعضهم كما ذكر ابن حبان في كتابه « الثقات » عن خارجة يقول : « قدمت على الزهري وهو صاحب شرط لبعض بني مروان ، قال : فرأيته يركب وفي يده حربة وبين يديه الناس بأيديهم كافركوبات ، فقلت : قبّح الله ذا من عالم فانصرفت فلم أسمع منه » (٤).
وقد فسّقته أخته على ذلك ، فقد ذكر ابن عساكر في « تاريخ دمشق » بسنده عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، قال : « كنت عند الزهري أسمع ، فإذا عجوز قد وقفت عليه فقالت : يا جعفري لا تكتب عنه ، فإنّه مال إلى
____________
(١) صحيح مسلم ٢ / ٢٠٢.
(٢) جامع البيان للطبري ١ / ٢٨.
(٣) نفس المصدر.
(٤) الثقات ٨ / ٥. وأنظر هامش ص ٣١٧ج٢ من كتاب عليّ إمام البررة نقلاً عن جامع فهارس الثقات صنعة حسين إبراهيم زهران ص١٢٢ ط مؤسسة الكتاب الثقافية.
بني أمية وأخذ جوائزهم ، فقلت : من هذه؟ قال : أختي رقيّة خرفت ، قالت : بل خرفت أنت ، كتمت فضائل آل محمد » (١).
وزاد على ذلك وصف الشافعي والدارقطني له بالتدليس ، وعدّه ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلّسين (٢). وهذا عيب على عيب!
فتبّين سقوط هذه الرواية عن ابن عباس في القراءة على سبعة أحرف ، إذ لم تصح سنداً.
ويبقى علينا أن نبحث ما إذا كانت هناك قراءات خاصة في مصحف ابن عباس ، فنقول :
لقد أخرج ابن أبي داوود في كتاب « المصاحف » ، باب إختلاف مصاحف الصحابة ، ذكر مصحف عبد الله بن عباس رضي الله عنه وذكر عدّة روايات فيها قراءات تخالف المصحف الإمام المتداول بين المسلمين ، والمتلقى بالقبول بالتواتر (٣) ، وكلّ ما ذكره ابن أبي داوود عن مخالفة مصحف ابن عباس رضي الله عنه إنّما هي أخبار آحاد لا تثبت علماً ولا عملاً ، وإنّي إنّما أذكرها لئلا يظن ظان إنّي في غفلة عنها ، فسأذكرها لمناقشتها ، ولئلا يغتر مغتر بوجودها في كتاب « المصاحف » لابن أبي داوود ، وفي غيره من بعض كتب التفسير ، كتفسير الطبري الذي هو أجمع التفاسير لما ورد عن ابن عباس.
____________
(١) تاريخ دمشق / ترجمة الإمام ٢ / ٦٥.
(٢) طبقات المدلسين لابن حجر / ٢٧ ط المحمودي بمصر.
(٣) المصاحف / باب إختلاف مصاحف الصحابة / (٧٣) ـ ٧٨.
وليس معنى هذا إنّ كلّ ما رواه الطبري عن ابن عباس كان صحيحاً ومقبولاً! كيف وهو نفسه روى في تفسيره بسنده عن أبي حمزة ، قال : « قال ابن عباس : لا تقولوا : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) (١) ، فإنّه ليس لله مثل ، ولكن قولوا : فإن آمنوا بالذي آمنتم به فقد اهتدوا ، أو قال : فإن آمنوا بما آمنتم به ».
لقد روى الطبري هذا ولم يرضه ، فقال : « قراءة جاءت مصاحف المسلمين بخلافها ، وأجمع قراء القرآن على تركها ». ثم قال : « فكان ابن عباس في هذه الرواية إن كانت صحيحة عنه ، يوجّه تأويل قراءة من قرأ : (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ) (٢) ، وبمثل ما أنزل على إبراهيم وإسماعيل ، وذلك إذا صرف إلى هذا الوجه شرك لا شك بالله العظيم ، لأنّه لا مثل الله تعالى ذكره ، فنؤمن أو نكفر به ، ولكن تأويل ذلك على غير المعنى الذي وجّه إليه تأويله ، وإنّما معناه ما وصفناه ، وهو : فإن صدّقوا مثل تصديقكم بما صدقتم به من جميع ما عددنا عليكم من كتب الله وأنبيائه ، فقد أهتدوا » (٣).
أقول : من الغريب أن يخفى على الطبري تفاهة ما روى! فيعنّي نفسه بتوجيه ما روى عن ابن عباس ، بعد أن يكون ابن عباس وهو ترجمان القرآن لا يدري أنّ الله سبحانه وتعالى ضرب الأمثال لنفسه
____________
(١) البقرة / ١٣٧.
(٢) البقرة / ١٣٧.
(٣) جامع البيان ١ / ٥٦٩.
ولغيره في القرآن ، فقال : (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (١) ، فهل يعقل أنّ ابن عباس لا يعرف معنى الآية المذكورة! أو يجهل قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (٢) ، وقوله : (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٣) ، أو قوله : (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٤) ، أفهل يعقل هذا؟!
إنّها روايات ساقطة ، لأنّها تخالف القرآن الذي تمّ جمعه على عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو نفسه قد جمع المحكم على عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وأخذ تفسير القرآن من ابن عمه أمير المؤمنين عليه السلام (٥).
والآن إلى ما هو أشدّ غرابة!! وهو ما رواه ابن أبي داوود في كتاب « المصاحف » ، فأقرأ ولا تعبأ بما جاء عنده ، فهو رجل كذّاب ، كما سيأتي بشهادة أبيه صاحب السنن التي هي أحدى الصحاح الستة ، ولولا خشية إنخداع بعض الباحثين من المحدثين تبعاً للمستشرقين بما كتب هذا الرجل لما توقفت عند ذكر كتابه ، ولكن البلية أنّ اجترار بعض المستغربين لما يلوكه المستعربون هو الذي فرض عليَّ ذلك ، إذ جعلوه حجة وكتابه مصدراً موثوقاً به )؟! ».
____________
(١) الحشر / ٢١.
(٢) الشورى / ١١.
(٣) النحل / ٧٤.
(٤) النحل / ٦٠.
(٥) أنظر مقدمتان في علوم القرآن / ٢٦٤.
مصحف عبد الله بن عباس رضي الله عنه برواية ابن أبي داوود
« حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا يحيى ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه قرأ « س٢آ١٥٨ » ، (فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (١).
حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو عبد الرحمن الأذري ، حدثنا هشيم ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه كان يقرأ : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ ـ لا ـ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (٢).
حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا أبو عامر الخزاز ، عن ابن مليكة ، عن ابن عباس : أنّه كانت : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ ـ لا ـ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (٣).
حدثنا عبد الله قال حدثنا الدرهمي (٤) حدثنا معتمر قال سمعت أبا عامر بهذا ، حدثنا أسيد بن عاصم حدثنا الحسين حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنّه كان يقرأ : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ
____________
(١) البقرة / ١٥٨.
(٢) البقرة / ١٥٨.
(٣) لا يطوف ، وفي مصاحفنا ( يطوف ) من غير لا.
(٤) الدرهمي : يعني علي بن الحسين.
أَنْ ـ لا ـ يَطَّوَّفَ بِهِمَا).
حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن سوار ، حدثنا عبدة ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه كان يقرأ هذا الحرف : (أَنْ ـ لا ـ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) ، قال ابن أبي داود : يعني في حجته.
حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي ، قال : حدثنا هشيم ، عن حجاج ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه كان يقرأ « س٢آ١٩٨ » : (لاَ جُنَاحَ عَليْكُمْ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً منْ رَبِّكُمْ ـ فِي مَوَاسِمِ الْحْجِّ ـ) (١) » (٢).
حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن أبي فديك ، قال : أخبرني ابن أبي ذئب (٣) ، عن عبيد بن عمير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : أنزل الله عزوجل : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ـ في مَوَاسِم الَحْجِّ ـ) ، قال ابن أبي ذئب : فحدثني عبيد أنّه كان يقرأها في المصحف.
قال ابن أبي داود : ليس هو عبيد بن عمير الليثي ، هذا هو عبيد بن عمير مولى أم الفضل ، ويقال : مولى ابن عباس.
حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن خشرم ، قال : أخبرنا عيسى ، عن ابن جريج ، قال : قال عمرو بن دينار : قال ابن عباس : نزلت : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ـ في مَوَاسِم الَحْجِّ ـ).
حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا محمود بن آدم المروزي ، قال : حدثنا بشر ـ يعني ابن السرى ـ قال : حدثنا طلحة ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ـ في مَوَاسِم الحج ـ).
____________
(١) البقرة / ١٩٨.
(٢) في مواسم الحج : غير موجودة في مصاحفنا فزادها عبد الله بن مسعود ( أنظر ص٥٤ ) وابن عباس.
(٣) ابن أبي ذئب : وهو محمد بن عبد الرحمن.
حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة ، قال : حدثنا عبيد الله ، قال : أخبرنا طلحة ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه كان يقرأ « س٣آ١٧٥ » : (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ ـ يخّوفكم ـ أَوْلِيَاءَهُ) (١) (٢).
حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : إنّي أكريت نفسي إلى الحج واشترطت عليهم أن أحج فيجزيني ذلك؟ قال : أنت ممن قال الله تعالى « س٢آ٢٠٢ » : (أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا ـ أكْتَسَبُوا ـ) (٣) (٤). قال أبو نعيم : هكذا قرأها الأعمش.
حدثنا عبد الله ، قال : كتب إلي الحسين بن معدان : حدثنا يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن إبراهيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس « س٢آ١٩٦ » : (وأَقِيمُوا الْحَجَّ والْعُمْرَةَ ـ لِلبيتِ ـ) (٥) (٦).
____________
(١) آل عمران / ١٧٥.
(٢) يخوفهم : وفي مصاحفنا ( يُخَوِّفُ ).
(٣) البقرة / ٢٠٢.
(٤) اكتسبوا : وفي مصاحفنا ( كسبوا ).
(٥) البقرة / ١٩٦.
(٦) كذلك قرأ ابن مسعود أنظر ص٥٥ وفي مصاحفنا : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ).
حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ، حدثنا سفيان ، عن عمر بن حبيب ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس « س٣آ١٩٦ » : (وَشَاوِرْهُمْ فِي ـ بعض ـ الأَمْرِ) (١) (٢).
حدثنا عبد الله ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمر بن حبيب مولى بني كنانة بهذا.
حدثنا عبد الله ، حدثنا كثير بن عبيد ، حدثنا سفيان عن عمرو ، قال : قرأ ابن عباس « س٢٢آ٥٢ » : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ـ مُحَدَّثٍْ ـ) (٣) (٤).
حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الرحمن بن بشر ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، قال : قرأ ابن عباس « س٣٦آ٣٠ » : (يَا حَسْرةَ ... ألْعِبَادِ) (٥) (٦).
حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الرحمن بن بشر ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن ابن عباس « س٧آ١٨٧ » : (كَأَنَّكَ حَفِيٌّ ـ بِهَا ـ) (٧) (٨).
حدثنا عبد الله ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني الحميدي ، حدثنا سفيان ،
____________
(١) آل عمران / ١٩٥.
(٢) في بعض الأمر : وفي مصاحفنا ) في الأمر ( ، فقط.
(٣) الحج / ٥٢.
(٤) محدث : والصواب : ( ولا محدث ( ، وفي مصاحفنا ) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ).
(٥) يّس / ٣٠.
(٦) يا حسرة العباد : وفي مصاحفنا : ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ).
(٧) الأعراف / ١٨٧.
(٨) حفي بها : وفي مصاحفنا ) كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ).
عن عمرو ، قال : كان ابن عباس يقرأ « س٢آ٢٢٧ » : (وَإِنْ عَزَمُوا ـ السَرَاح ـ) (١) (٢).
حدثنا عبد الله ، حدثنا حُشَيْش بن أصرم ، حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمْر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، قال : كان ابن عباس يقرأ « س٣آ٧ » : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ وَيْقُوْلُ الرَّسِخُونَ آمَنَّا به) (٣) (٤).
حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد ، حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا جعفر ، حدثنا أبو التّياحن عن أبي جمرة ، قال : كان ابن عباس يقرأ « س٢آ١٣٧ » : (فَإِنْ آمَنُوا ـ بِالذِي ـ آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) (٥) (٦).
حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا روح ، حدثنا شعبة ، حدثنا أبو جمرة ، قال : سمعت ابن عباس يقول : لا تقولوا : « بِمِثْل » ، فإنّ الله ليس له مثل قولوا : (فَإِنْ آمَنُوا ـ بِالذِي ـ آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) أو « بِمَا آمَنْتُمْ بِهِ ».
حدثنا عبد الله ، حدثنا شعيب بن أيوب ، حدثنا يحيى ، عن ابن إدريس وقيس ، عن شعبة ، عن أبي جمرة الضبعي ، عن ابن عباس : أنّه قرأ : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ) ، فإنّه ليس لله مثل ، ولكن قل : (فَإِنْ آمَنُوا ـ بالذِي ـ آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا). فقال لي الأعمش : أنت مثلى في الإسناد ما نكاد نسئلك عن شيء إلاّ وجدنا عندك فيه حدثك أبو جمرة أنّه سمع ابن عباس.
____________
(١) البقرة / ٢٢٧.
(٢) السراح : وفي مصاحفنا ( وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاق ).
(٣) آل عمران / ٧.
(٤) وفي مصاحفنا ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ).
(٥) البقرة / ١٣٧.
(٦) بالذي : مكان ( بمثل ما ) وقرأ بعض السلف : ( بما ). ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ).
قال ابن أبي داوود : هذا الحرف مكتوب في الإمام وفي مصاحف الأمصار كلُها : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ).
وهي كلمة عربية جائزة في لغة العرب كلّها ، ولا يجوز أن يجتمع أهل الأمصار كلّها وأصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم معهم على الخطأ ، وخاصة في كتاب الله عزوجل وفي سنن الصلاة ، وهذا صواب : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ) ، جائز في كلام العرب أن تقول للرجل يتلقاك بما تكره أيستقبل مثلي بهذا ، وقد قال الله عزوجل « س٤٢آ١١ » : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (١). ويقول « لَيْسَ كَمِثْلِ ـ ربي شيء » ، وَيقول : ولا يقال لي ولا لمثلي وإنّما تعني نفسك ، ويقول : لا يقال لأخيك ولا لمثل أخيك.
حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق : أنّه سمع عمير بن نديم : أنّه سمع ابن عباس قرأ هذا الحرف « س٢آ٢٣٨ » : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ـ وصلوة الْعَصْر ـ) (٢).
حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن زكرياء ، حدثنا أبو رجاء ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمير بن يريم ، عن ابن عباس « س٤آ٢٤ » : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ ـ إلَى أَجَلٍ مُسَمَّى ـ) (٣) (٤).
____________
(١) الشورى / ١١.
(٢) البقرة / ٢٣٨.
(٣) النساء / ٢٤.
(٤) إلى أجل مسمى : غير موجودة في مصاحفنا.