موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٧

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٧

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-95-9
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٥٢٦

ومن سورة حم الزخرف

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (فاما نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ) (١) ، قال : « بعليّ » (٢).

ومن سورة حم الجاثية

١ ـ عن ابن عباس في قول الله تعالى : (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) (٣) ، قال : « نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة بن الحرث بن عبد المطلب وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وفي ثلاثة رهط من المشركين عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ، (الذين اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ) يعني اكتسبوا الشرك بالله ، كانوا جميعاً بمكة فتجادلوا وتنازعوا فيما بينهم ، فقال الثلاثة (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ) للثلاثة من المؤمنين ، والله ما أنتم على شيء وإن كان ما تقولون في الآخرة حقاً لنفضلن عليكم فيها ، فأنزل الله عزوجل فيهم هذه الآية » (٤).

٢ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء

____________

(١) الزخرف / ٢٢.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ١٥٥.

(٣) الجاثية / ٢١.

(٤) شواهد التنزيل ٢ / ١٦٨.

٢٤١

مَا يَحْكُمُونَ) (١) ، قال : « (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ) يعني بني أمية ، (أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )النبيّ وعليّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام » (٢).

ومن سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

١ ـ عن عبد الله بن عباس قال في قول الله : (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) (٣) ، قال : « (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) هم والله حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ، وجعفر الطيار ، (فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) يقول : لن يبطل حسناتهم في الجهاد وثوابهم الجنّة ، (سَيَهْدِيهِمْ) يقول يوفقهم للأعمال الصالحة ، (وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ) حالهم ونياتهم وعملهم ، (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) وهداهم لمنازلهم » (٤).

٢ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) (٥) ، قال : « (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) يعني ولي عليّ وحمزة وجعفر وفاطمة والحسن والحسين ، وولي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ينصرهم الله بالغلبة على عدوهم ، (وَأَنَّ الْكَافِرِينَ) يعني أبا سفيان بن حرب وأصحابه ، (لا

____________

(١) الجاثية / ٢١.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ١٧٠.

(٣) محمد / (٤) ـ ٦.

(٤) شواهد التنزيل ٢ / ١٧٣.

(٥) محمد / ١١.

٢٤٢

مَوْلَى لَهُمْ « يقول لا ولي لهم يمنعهم من العذاب » (١).

٣ ـ عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى : (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ) (٢) ، قال : « (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ) ، يقول على دين من ربّه ، نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ ، كانا على شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، (كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) أبو جهل بن هشام وأبو سفيان بن حرب ، إذا هويا شيئاً عبداه ، فذلك قوله : (وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ) » (٣).

٤ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ * فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) (٤) ، قال : « (فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ) ، يقول : جدّ الأمر وأمروا بالقتال ، (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ) نزلت في بني أمية ليصدقوا الله في إيمانهم وجهادهم ، والمعنى لو سمحوا بالطاعة والإجابة لكان خيراً لهم من المعصية والكراهة ، (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ) فلعلكم أن وليتم أمر هذه الأمة أن تعصوا الله ، (وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) ، قال ابن عباس : فولاّهم الله أمر هذه الأمة فعملوا بالتجبر والمعاصي ، وتقطعوا أرحام نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته » (٥).

أقول : لا شك في نسبة الولاية إلى الله تعالى فيما تسامح في التعبير

____________

(١) شواهد التنزيل ٢ / ١٧٤.

(٢) محمد / ١٤.

(٣) شواهد التنزيل ٢ / ١٨٢ ، والآية في سورة الحديد / ١٩.

(٤) محمد / (٢٠) ـ ٢٢.

(٥) شواهد التنزيل ٢ / ١٧٥.

٢٤٣

المجازي الذي يصح سلبه على المعنى الحقيقي نحو قوله تعالى : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (١) ، وقوله تعالى : (أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ * خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (٢) ، وقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ) (٣) ، وقوله تعالى : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (٤) وقوله تعالى : (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (٥) ، إلى غير ذلك من الآيات المتشابهة ، وابن عباس لا يخفى عليه وجه الحقيقة والمجاز في استعماله « فولاّهم الله أمر هذه الأمّة ».

ومن سورة الفتح

١ ـ عن ابن عباس أنّه سئل عن قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) (٦)؟ قال : « سأل قوم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا : فيمن نزلت هذه الآية يا نبي الله؟ قال : « إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض فينادي مناد ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقوم عليّ

____________

(١) النساء / ١١٥.

(٢) الصافات / (٩٥) ـ ٩٦.

(٣) الأنعام / ١٦٥.

(٤) الشمس / ٧ ـ٨.

(٥) الأنعام / ١٢٩.

(٦) الفتح / ٢٩.

٢٤٤

ابن أبي طالب فيعطى اللواء من النور الأبيض بيده ، تحته جميع السالفين من الأولين والأنصار لا يخلطهم غيرهم ، حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ، ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً ، فيعطى أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم قد عرفتم منازلكم من الجنّة ، إنّ ربكم تعالى يقول لكم : عندي مغفرة وأجر عظيم ـ يعني الجنّة ـ فيقوم عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه حتى يدخلهم الجنّة ، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ بنصيبهم منه إلى الجنّة ، ويترك أقواماً على النار فذلك قوله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَنُورُهُمْ) يعني السالفين الأولين وأهل الولاية ، وقوله : (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا) يعني بالولاية بحق عليّ ، وحق عليّ الواجب على العالمين ، (أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (١) هم الذين قاسم عليّ عليهم النار فاستحقوا الجحيم » (٢).

ومن سورة الحجرات

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ...) (٣) ، قال : « يعني صدقوا بالله ورسوله ، ثم لم

____________

(١) الحديد / ١٩.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ١٧٦.

(٣) الحجرات / ١٥.

٢٤٥

يشكّوا في إيمانهم ، نزلت في عليّ بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر ، ثم قال : (وَجَاهَدُوا)الأعداء في سبيل الله في طاعته ، (بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) يعني في إيمانهم فشهد الله لهم بالصدق والوفاء » (١).

ومن سورة ق

١ ـ عن ابن عباس ، قال : « أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناقتين عظيمتين ، فنظر إلى أصحابه ، وقال : « هل فيكم أحد يصلي ركعتين لا يهتم فيهما من أمر الدنيا بشيء ولا يحدّث قلبه بفكر الدنيا أعطيت إحدى الناقتين له ».

فقام عليّ ودخل في الصلاة فلمّا سلّم هبط جبرائيل فقال : أعطيه إحداهما ، فقال رسول الله : « إنّه جلس في التشهد فتفكّر أيّهما يأخذ » ، فقال جبرائيل : تفكّر أن يأخذ أسمنهما فينحرها ويتصدق بها لوجه الله ، فكان تفكره لله لا لنفسه ولا للدنيا ، فأعطاه رسول الله كلتيهما ، وأنزل الله : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى) أي في صلاة علي لعظة ، (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ) « أي » عقل ، (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) يعني أستمع بأذنيه إلى ما تلاه بلسانه ، (وَهُوَ شَهِيدٌ) (٢) يعني حاضر القلب لله عزوجل.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ما من عبد صلى لله ركعتين لا يتفكر فيهما من أمور الدنيا بشيء إلاّ رضى الله عنه وغفر له ذنوبه » (٣).

____________

(١) شواهد التنزيل ٢ / ١٨٧.

(٢) ق / ٣٧.

(٣) شواهد التنزيل ٢ / ١٩٣.

٢٤٦

ومن سورة الذاريات

١ ـ عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى : (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) (١) ، قال : « نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام. وكان عليّ يصلي ثلثي الليل الأخير ، وينام الثلث الأوّل ، فإذا كان السحر جلس في الإستغفار والدعاء ، وكان ورده في كلّ ليلة سبعون ركعة ختم فيها القرآن » (٢).

ومن سورة الطور

١ ـ عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ) (٣) ، قال : « نزلت خاصة في عليّ وحمزة وجعفر وفاطمة عليهم السلام ، يقول إنّ المتقين في الدنيا من الشرك والفواحش والكبائر ، (فِي جَنَّاتٍ) يعني البساتين ، (وَنَعِيمٍ) في أبواب الجنان.

قال ابن عباس : لكلّ واحد منهم بستان في الجنّة العليا في وسط خيمة من لؤلؤ ، في كلّ خيمة سرير من ذهب واللؤلؤ ، على كلّ سرير سبعون فراشاً » (٤).

____________

(١) الذاريات / ١٧.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ١٩٥.

(٣) الطور / ١٧.

(٤) شواهد التنزيل ٢ / ١٩٦.

٢٤٧

ومن سورة النجم

١ ـ عن ابن عباس قال : « كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ انقضّ كوكب ، فقال رسول الله : « من انقضّ هذا النجم في منزله ، فهو الوصيّ من بعدي » ، فقام فتية من بني هاشم ، فنظروا ، فإذا الكوكب قد أنقضّ في منزل عليّ ، قالوا : يا رسول الله قد غويت في حبّ عليّ ، فأنزل الله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى) (١) » (٢).

٢ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) (٣) ، قال : « أضحك عليّاً وحمزة وجعفر يوم بدر من الكفار بقتلهم آباءهم ، وأبكى كفار مكة في النار حين قتلوا » (٤).

أقول : إنّ ذكر جعفر في هذا الخبر سهو من الرواة غير مغتفر ، فإنّه كان يومئذ بالحبشة ولم يحضر بدراً ، وما جاء من الحبشة إلاّ عند فتح خيبر ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « بأيّهما أنا أشدّ فرحاً بقدوم جعفر أم بفتح خيبر » ، ولا يبعد أن يكون المراد عبيدة ، فهو كما مرّ ذكره مع عليّ عليه السلام وحمزة في يوم بدر.

____________

(١) النجم / (١) ـ ٧.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ٢٠٣.

(٣) النجم / ٤٣.

(٤) شواهد التنزيل ٢ / ٢٠٧.

٢٤٨

ومن سورة الرحمن

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) (١) ، قال : « (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) عليّ وفاطمة ، (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) ، قال : حبّ دائم لا ينقطع ، ولاينفد ، (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) ، قال : الحسن والحسين » (٢).

ومن سورة الواقعة

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (٣) ، قال : « سألت رسول الله؟ قال : « حدثني جبرائيل بتفسيرها ، قال : ذاك عليّ وشيعته إلى الجنّة » (٤).

٢ ـ عن عبد الله بن عباس في قول الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (٥) ، قال : « يوشع بن نون إلى موسى ، وشمعون بن يوحنا إلى عيسى ، وعليّ بن أبي طالب إلى النبيّ » (٦).

٣ ـ عن ابن عباس قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ الله تبارك وتعالى قسم الخلق قسمين ، فجعلني في خيرهم قسماً فذلك قوله : (وَأَصْحَابُ

____________

(١) الرحمن / (١٩) ـ ٢٢.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ٢١٠.

(٣) الواقعة / ١٠.

(٤) شواهد التنزيل ٢ / ٢١٦.

(٥) الواقعة / ١٠.

(٦) شواهد التنزيل ٢ / ٢١٧.

٢٤٩

الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ) (١) ، (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ) (٢) ، فأنا من أصحاب اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثاً ، فجعلني في خيرها ثلثاً ، فذلك قوله : (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) (٣) ، (وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ) (٤) ، (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (٥) ، فإنا من السابقين ، وإنا خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة ، فذلك قوله : (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (٦) ، فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتاً ، فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٧) » (٨).

ومن سورة الحديد

١ ـ عن ابن عباس في قوله الله تعالى : (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) (٩) ، قال : « الحسن والحسين ، (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) ، قال : عليّ بن أبي

____________

(١) الواقعة / ٢٧.

(٢) الواقعة / ١٠.

(٣) الواقعة / ٨.

(٤) الواقعة / ٩.

(٥) الواقعة / (١٠) ـ ١١.

(٦) الحجرات / ١٣.

(٧) الأحزاب / ٣٣.

(٨) شواهد التنزيل ٢ / (٢٩) ـ ٣٠.

(٩) الحديد / ٢٨.

٢٥٠

طالب عليه السلام » (١).

ومن سورة المجادلة

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (٢) ، قال : « بلغنا أنّ رجلاً من أصحاب رسول كان أوّل من فعل ذلك ، وهو عليّ بن أبي طالب ، قدّم ديناراً في عشر كلمات كلمهنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأمّا سائر الناس فلم يفعلوا ، وشقّ عليهم أن يعتزلوا رسول الله وكلامه ، وبخلوا أن يقدموا صدقاتهم » (٣).

ومن سورة الحشر

١ ـ عن ابن عباس في قوله الله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (٤) ، قال : « نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين » (٥).

٢ ـ عن ابن عباس قال : « فرض الله الإستغفار لعليّ في القرآن على كلّ مسلم ،

____________

(١) شواهد التنزيل ٢ / ٢٢٧.

(٢) المجادلة / (١٢) ـ ١٣.

(٣) شواهد التنزيل ٢ / ٢٣٩.

(٤) الحشر / ٩.

(٥) شواهد التنزيل ٢ / ٢٥٠.

٢٥١

قال : وهو قوله : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ) (١) ، وهو السابق » (٢).

٣ ـ عن عبد الله بن عباس قال : « كنت مع عليّ بن أبي طالب فمرّ بقوم يدعون ، فقال : أدعوا لي فإنّه أمرتم بالدعاء لي ، قال الله عزوجل : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ) (٣) ، وأنا أوّل المؤمنين إيماناً » (٤).

ومن سورة الصف

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (٥). من هؤلاء؟ قال : « حمزة أسد الله وأسد رسوله ، وعليّ بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحرث ، والمقداد بن الأسود » (٦).

٢ ـ عن ابن عباس في قوله عزوجل : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (٧) ، قال : « نزلت في عليّ وحمزة وعبيدة وسهل بن حنيف والحرث بن الصمة وأبي دجانة » (٨).

____________

(١) الحشر / ١٠.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ٢٤٩.

(٣) الحشر / ١٠.

(٤) شواهد التنزيل ٢ / ٢٥٠.

(٥) الصف / ٤.

(٦) شواهد التنزيل ٢ / ٢٥١.

(٧) الصف / ٤.

(٨) شواهد التنزيل ٢ / ٢٥٢.

٢٥٢

ومن سورة الجمعة

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) (١) ، قال : « الكتاب القرآن ، والحكمة ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام » (٢).

ومن سورة التحريم

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (٣) ، قال : « يعني عليّ بن أبي طالب عليه السلام » (٤).

٢ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (٥) ، قال : « (وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ) نزلت في عائشة وحفصة ، وقوله : (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ) نزلت في رسول الله خاصة ، وقوله : (وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) نزلت في عليّ خاصة » (٦).

ومن سورة الحاقة

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (٧) : « عن

____________

(١) الجمعة / ٢.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ٢٥٣.

(٣) التحريم / ٤.

(٤) شواهد التنزيل ٢ / ٢٦٠.

(٥) التحريم / ٤.

(٦) شواهد التنزيل ٢ / ٢٦٢.

(٧) الحاقة / ١٢.

٢٥٣

النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لمّا نزلت : (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) ، قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : سألت ربي أن يجعلها أذن عليّ » ، قال عليّ : « ما سمعت من رسول الله شيئاً إلاّ حفظته ووعيته ولم أنسه » (١).

٢ ـ عن ابن عباس ، قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا عليّ إنّ الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن أحبّك وأحبَ من يحبّك ، وأن أعلمّك وتعي ، وحق على الله أن تعي » ، فأنزل الله : (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « سألت ربي أن يجعلها أذنك يا عليّ ».

قال عليّ : « منذ نزلت هذه الآية ، ما سمعت أذناي شيئاً من الخير والعلم والقرآن إلاّ وعيته وحفظته » (٢).

ومن سورة الجن

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ) (٣) ، قال : « ذكر ربّه وولاية عليّ بن أبي طالب عليه وعلى أولاده السلام » (٤).

ومن سورة المزمل

١ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) (٥) ، قال : « هو عليّ

____________

(١) شواهد التنزيل ٢ / ٢٨٣.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / ٢٨٣.

(٣) الجن / ١٧.

(٤) شواهد التنزيل ٢ / ٢٩٠.

(٥) المزمل / ٢٠.

٢٥٤

وأبو ذر » (١).

٢ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) (٢) ، قال : « (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ) يا محمد ، (تَقُومُ) تصلي ، (أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) ، قال : فأوّل من قام الليل معه عليّ ، وأوّل من بايع معه عليّ ، وأوّل من هاجر معه عليّ » (٣). أي من أهل بيته.

ومن سورة الإنسان

١ ـ عن ابن عباس في قوله الله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (٤) ، قال : « مرض الحسن والحسين مرضاً شديداً حتى عادهما جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان فيهم أبو بكر وعمر.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا أبا الحسن لو نذرت لله نذراً ».

فقال عليّ : « لئن عافى الله سبطي نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ممّا بهما من سقم لأصومّن لله نذراً ثلاثة أيام » ، وسمعته فاطمة ، فقالت : ولله علي مثل الذي ذكرته ، وسمعه الحسن والحسين فقالا : يا أبه ولله علينا مثل الذي ذكرت ، فأصبحا وقد صاموا ، فأتى عليّ إلى جار له ، فقال : « أعطنا جزّة صوف تغزلها فاطمة ، وأعطنا كراه ما

____________

(١) شواهد التنزيل ٢ / ٢٩١.

(٢) المزمل / ٢٠.

(٣) شواهد التنزيل ٢ / ٢٩٢.

(٤) الإنسان / ٥.

٢٥٥

شئت » ، فأعطاه جزة من صوف وثلاث أصوع من شعير ».

قال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : وساق الحديث بطوله مع الأشعار إلى قوله :

« إذ هبط جبرئيل فقال : يا محمد يهنيك ما أنزل فيك وفي أهل بيتك : (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً) (١) ، فدعا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً وجعل يتلوها عليه ، وعليّ يبكي ويقول : « الحمد الله الذي خصنا بذلك » (٢).

٢ ـ عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (٣) ، وقال ـ ابن عباس ـ : « نزلت في عليّ بن أبي طالب ، أطعم عشاءه وأفطر على القراح » (٤).

أقول : وفي المقام كلام للحاكم الحسكاني فيه إحقاق حق وقول صدق ، أذكره بلفظه تذكرة للمستبصرين :

قال الحاكم الحسكاني : « قلت : اعترض بعض النواصب على هذه القصة بأن قال : اتفق أهل التفسير على أنّ هذه السورة مكية ، وهذه القصة كانت بالمدينة ـ إن كانت ـ فكيف كانت سبب نزول السورة ، وبان بهذا أنّها مخترعة!!!

____________

(١) الإنسان / (٧) ـ ٨.

(٢) شواهد التنزيل ٢ / (٣٠٥) ـ ٣٠٦.

(٣) الإنسان / (٨) ـ ١٠.

(٤) شواهد التنزيل ٢ / ٣٨٠.

٢٥٦

قلت : كيف يسوغ له دعوى الإجماع مع قول الأكثر : أنّها مدنية!!!

١٠٦٢ ـ فلقد حدثونا عن أبي الشيخ الأصبهاني ، « قال : حدثنا » بهلول الأنباري ، « حدثنا » محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، « حدثنا » عمر ابن هارون ، « حدثنا » عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس.

وحدثنا أبو نصر المفسر ، « حدثنا » عمي أبو حامد إملاءاً سنة سبع وأربعين « وثلاث مائة ، قال : حدثنا » أبو يوسف يعقوب بن محمود المقرئ ، « حدثنا » محمد بن يزيد السلمي ، « حدثنا » زيد بن أبي موسى ، « حدثنا » عمر بن هارون ، عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، أنّه قال : أوّل ما نزل بمكة : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (١) ... وذكر « كلامه » إلى قوله : هذا ما نزل بمكة « وهي » خمسة وثمانين سورة. وأوّل ما نزل بالمدينة البقرة ، وآل عمران ، والأنفال ، والأحزاب ، والممتحنة ، وإذا زلزلت ، والحديد ، ومحمد ، والرعد ، والرحمان ، و (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ) (٢) ، والطلاق ... وذكر إلى قوله : فذلك ثمانية وعشرون سورة ممّا نزل بالمدينة. هذا لفظ أبي نصر.

وقال بهلول : ثم أنزل بالمدينة البقرة ، ثم الأنفال ، ثم آل عمران ، ثم الأحزاب ، ثم الممتحنة ، ثم النساء ، ثم إذا زلزلت ، ثم الحديد ، ثم سورة محمد ، ثم الرعد ، ثم سورة الرحمان ، ثم (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ) ، ثم الطلاق ... وذكر إلى قوله : « فذلك ثمانية وعشرون ».

____________

(١) العلق / ١.

(٢) الانسان / ١.

٢٥٧

وزاد : قال عمر بن هارون : « و » حدثني ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس نحوه.

ورواه عن عثمان بن عطاء جماعة.

١٠٦٣ ـ أخبرونا عن أحمد بن حرب الزاهد ، قال : حدثني صالح بن عبد الله الترمذي في التفسير من تأليفه « عنه » عمر بن هارون ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس.

وعن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس : أنّ سورة هل أتى مدنية.

ورواه عن مجاهد بن أبي نجيح ، وأبو عمرو بن أبي العلاء المقرئ.

١٠٦٤ ـ وأخبرنا علي بن أحمد ، « أخبرنا » أحمد بن عبيد ، « أخبرنا » محمد بن الفضل بن جابر ، « أخبرنا » إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ، قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الرحمان القرشي ، « عنه » حصيف ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أنّه قال : أوّل ما أنزل الله على نبيّه من القران : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ... وساق الحديث إلى قوله : ثم هاجر إلى المدينة وأنزل الله عليه بالمدينة البقرة ، والأنفال ـ إلى « قوله » ـ ثم الرحمان ، ثم (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ) ، ثم الطلاق ، ثم لم يكن ... الحديث بطوله.

« و » رواه جماعة عن إسماعيل.

١٠٦٥ ـ قرأت في التفسير تأليف أبي القاسم عبد الله بن محمشاذ بن إسحاق « قال » : كتب إلينا أبو سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني ، « حدثنا » أخبرنا عبد الله بن محمد بن سليم ، « حدثنا » صالح بن محمد الترمذي ، « حدثنا » محمد

٢٥٨

ابن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : أوّل شيء نزل بمكة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ، ثم ن والقلم ، ثم والضحى ، ثم (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) (١) ، ثم (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (٢) ، ثم تبت ، ثم (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (٣) ... وذكر إلى قوله : وهي ثلاثة وثمانون سورة ممّا نزل بمكة.

وأوّل شيء نزل بالمدينة (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ) (٤) ، ثم البقرة ، ثم الأنفال ، ثم آل عمران ، ثم الأحزاب ، ثم الممتحنة ، ثم النساء ، ثم إذا زلزلت ، ثم الحديد ، ثم سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ) ، ثم الطلاق ... وذكر « كلامه » إلى قوله : وإذا كانت فاتحة سورة نزلت بمكة كتبت « السورة » مكية ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة ، فذلك ثلاثون سورة نزلت بالمدينة.

١٠٦٦ ـ حدثني حمزة بن عبد العزيز الصيدلاني ، « حدثنا » أبو عمرو « حدثنا » ، محمد بن جعفر السختياني ، « حدثنا » أبو نعيم الجرجاني قراءة عليه بهرات سنة ست عشرة وثلاث مائة فأقرّ به ، « حدثنا » أبو العباس ابن الوليد بن مزيد البيروتي ، قال : أخبرني محمد بن شعيب بن شابور ، قال : أخبرني عثمان بن عطاء ، عن أبيه عطاء الخراساني ، قال : هذا كتاب ما

____________

(١) المزمل / ١.

(٢) المدثر / ١.

(٣) التكوير / ١.

(٤) المطففين / ١.

٢٥٩

ذكر لنا من تفسير القرآن وتنزيل سوره الأوّل فالأوّل « ممّا نزلت » بمكة ، وما أنزل بعد ذلك بالمدينة ... وذكر « كلامه » إلى قوله : ثم كان أوّل ما أنزل بالمدينة سورة البقرة ... وذكر إلى قوله : ثم (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً) (١) ... وذكر الحديث.

١٠٦٧ ـ أخبرنا أبو نصر المقرئ ، « أخبرنا » أبو عمرو بن مطر إملاءا في المحرم سنة تسع وخمسين ، « حدثنا » جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، « حدثنا » محمد بن علي الثقفي ، قال : حدثني علي بن الحسين بن واقد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني يزيد ، عن عكرمة ، والحسن ابن أبي الحسن : أنّ أوّل ما أنزل الله من القرآن بمكة : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ، ون والقلم ... وذكر « كلامه » إلى قوله : وما أنزل الله بالمدينة : (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ) ، والبقرة ، والأنفال ، وآل عمران ، والأحزاب ـ « وساق كلامه » إلى « قوله » ـ : والرحمان ، و (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ) ، و (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ) (٢) ... الحديث.

١٠٦٨ ـ أخبرنا الحاكم أبو عبد الله ، قال : أخبرني أبو محمد ابن زياد العدل ، « أخبرنا » محمد بن إسحاق ، « أخبرنا » يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، « أخبرنا » أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي ، « أخبرنا » علي بن الحسين بن واقد ، عن أبيه ، قال : حدثني يزيد النحوي ، عن عكرمة والحسن ، قالا : ما أنزل الله من القرآن بمكة : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ... وذكر

____________

(١) الانسان / ١.

(٢) الطلاق / ١.

٢٦٠