موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٧

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٧

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-95-9
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٥٢٦

الدِّينِ) (١) ، فهذه الآية صريحة في يوم الحساب ، وقال سبحانه وتعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (٢) ، أي هل رأيت الذي يكذب بالبعث والجزاء وهو يوم الحساب ، وقال سبحانه وتعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ) (٣) ، فالدين القيّم هو الإسلام ، وعلى الإلتزام بهذا الدين القيم يكون الثواب والعقاب في يوم لا مردّ له ، وهو يوم الحساب.

٦ ـ قال السيوطي : « وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والإبتداء من طريق السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس ، قال : « كلّ ريب شك ، إلاّ مكاناً واحداً في « الطور » « ريب المنون » يعني حوادث الأمور » (٤).

٧ ـ قال السيوطي : « أخرج أبو الشيخ عن الضحاك ، قال : قال لي ابن عباس : أحفظ عني : كلّ شيء في القرآن (وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٥) فهو للمشركين ، فأمّا المؤمنون فما أكثر أنصارهم وشفعاءهم » (٦).

٨ ـ قال السيوطي : « فائدة » : أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، قال : كلّ شيء في القرآن فيه « أو » فصاحبه مخيّر فيه ، فإذا كان « فمن لم يجد »

____________

(١) الانفطار / (١٤) ـ ١٥.

(٢) الماعون / ١.

(٣) الروم / ٤٣.

(٤) الإتقان ١ / ١٤٥.

(٥) التوبة / ٧٤.

(٦) الإتقان ١ / ١٤٦.

١٨١

فهو الأوّل فالأوّل » (١).

٩ ـ قال السيوطي : « وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي وغيرهما عن ابن عباس ، قال : « كلّ عسى في القرآن فهي واجبة » (٢) ، أي محققة الحصول.

١٠ ـ قال السيوطي : « أخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : كلّ شيء في القرآن كاد وأكاد ويكاد فإنّه لا يكون أبداً » (٣).

١١ ـ في تفسير الطبري بسنده ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : « كلّ شيء نسبه الله إلى غير أهل الإسلام من اسم مثل خاسر ، فإنّما يعني به الكفر ، وما نسبه إلى أهل الإسلام فإنّما يعني به الذنب » (٤).

١٢ ـ في تفسير الطبري بسنده عن ابن عباس ، قال : « كلّ ما ذكر الله في القرآن السياحة هم الصائمون » (٥).

١٣ ـ في « بحار الأنوار » : قال ابن عباس : « كلمّا ذكر الله في القرآن ممّا في الجنّة وسماه ليس له مثل في الدنيا ، ولكن سماه الله بالإسم الذي يعرف ، والزنجبيل ممّا كانت العرب تستطيبه ، فلذلك ذكره الله في القرآن ، ووعدهم أنّهم يسقون في الجنّة الكأس الممزوج بزنجبيل الجنّة (عَيْناً فِيهَا

____________

(١) نفس المصدر ١ / ١٥٨.

(٢) الإتقان ١ / ١٦٥. وقد ذكر الزركشي في البرهان ٤ / ٢٨٨ هذا نقلاً عن البيهقي ، وتعقبه بكلام حوله فليراجع.

(٣) الإتقان ١ / ١٦٨.

(٤) تفسير الطبري ١ / ١٨٥ط الباب الحلبي بمصر. وفي مجمع البيان ١ / ١٤٠ ط الأعلمي بتفاوت يسير.

(٥) نفس المصدر ١١ / ٣٨.

١٨٢

تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً) (١) أي الزنجبيل من عين تسمى سلسبيلاً » (٢).

١٤ ـ في تفسير السمرقندي : عن ابن عباس ، قال : « كلّ شيء أوتي نبيّكم إلاّ مفاتيح الغيب الخمس » (٣).

١٥ ـ في كتاب « المنمّق » لمحمد بن حبيب البغدادي : قال ابن عباس : « كلّ حلف كان قبل نزول قوله عزوجل : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) (٤) فهو مشدود ، وكلّ حلف كان بعدها فهو منقوض » (٥).

أقول : ويعني بذلك ما أخرجه الطبري في تفسيره في تفسير الآية من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : « قوله : (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) (٦) ، فكان الرجل يعاقد الرجل أيّهما مات ورثه الآخرون ، فأنزل الله : (وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إلى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً) (٧) ، يقول : إلاّ أن يوصوا لأوليائهم الذين عاقدوا وصية ، فهو لهم جائز من ثلث مال الميت وذلك هو المعروف » (٨).

وأخرج أيضاً من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (وَالَّذِينَ

____________

(١) الإنسان / ١٨.

(٢) بحار الأنوار ٨ / ١١٢.

(٣) تفسير السمرقندي ٣ / ٢٩.

(٤) النساء / ٣٣.

(٥) المنمّق / ٢٦٣.

(٦) النساء / ٣٣.

(٧) الأحزاب / ٦.

(٨) تفسير الطبري ٥ / ٥٢.

١٨٣

عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) (١) ، قال : « كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه ، للأخوّة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهم ، فلمّا نزلت هذه الآية : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ) (٢) ، نسخت » (٣).

ذكر الطبرسي في « مجمع البيان » عن ابن عباس : « إنّ ما في القرآن من (يَا أَيُّهَا الناس) فإنّه نزل بمكة ، وما فيه من : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) فإنّه نزل بالمدينة » (٤).

نماذج تأويلية في أمثال القرآن

وممّا يلحق بنماذج تأويلية ، ما رواه السيوطي عنه في « الإتقان » في فصل أمثال القرآن : وذكر عن ابن عباس أربعة آثار في ذلك :

« الأوّل » : قوله تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ * أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ

____________

(١) النساء / ٣٣.

(٢) النساء / ٣٣.

(٣) تفسير الطبري ٥ / ٥٣.

(٤) مجمع البيان ١ / ١١٢.

١٨٤

اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١).

قال ابن عباس : هذا مثل ضربه للمنافقين كانوا يعتزون بالإسلام فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء ، فلمّا ماتوا سلبهم الله العز كما سلب صاحب النار ضوأه (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ) ، يقول : في عذاب ، (أَوْ كَصَيِّبٍ) ، هو المطر ضرب مثله في القرآن ، (فِيهِ ظُلُمَاتٌ) ، يقول : إبتلاء ورعد وبرق وتخويف ، (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ) ، يقول : يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين ، (كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) ، يقول : كلمّا أصاب المنافقون في الإسلام عزاً اطمأنوا ، فإن أصاب الإسلام نكبة قاموا فأبوا الا يرجعوا إلى الكفر ، كقوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (٢).

« الثاني » : قوله تعالى : (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) (٣).

أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي ـ بن أبي طلحة ـ عن ابن عباس ،

____________

(١) البقرة / (١٧) ـ ٢٠.

(٢) الحج / ١١.

(٣) الرعد / ١٧.

١٨٥

قال : هذا مثل ضربه الله احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً « وهو الشك ، (وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) وهو اليقين ، كما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه ويترك خبيثه في النار ، كذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك.

« الثالث » : قوله تعالى : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) (١).

أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي ـ ابن أبي طلحة ـ عن ابن عباس ، قال : هذا مثل ضربه الله للمؤمن يقول هو طيّب وعمله طيّب ، كما أنّ البلد الطيّب ثمرها طيب ، (وَالَّذِي خَبُثَ) ضرب مثله للكافر كالبلد السبخة المالحة ، والكافر هو الخبيث وعمله خبيث.

« الرابع » : قوله تعالى : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (٢).

أخرج البخاري ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر بن الخطاب يوماً لأصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيمن ترونه هذه الآية نزلت : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) ، قالوا : الله أعلم ، فغضب عمر فقال : قولوا نعلم أو لا نعلم ، فقال ابن

____________

(١) الأعراف / ٥٨.

(٢) البقرة / ٢٦٦.

١٨٦

عباس : في نفسي منها شيء ، فقال : يا بن أخي قل ولا تحقّر نفسك ، قال ابن عباس : ضربت مثل لعمل ، قال عمر : أيّ عمل؟ قال ابن عباس : لرجل غني عمل بطاعة الله ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أحرق أعماله » (١).

إحاطة بمسائل الصحابة في القرآن

« أخرج البزار في مسنده عن ابن عباس ، قال : « ما رأيت قوماً خيراً من أصحاب محمد ما سألوه إلاّ عن اثنتي عشرة مسألة كلّها في القرآن » (٢).

قال السيوطي : وأورده الإمام الرازي بلفظ أربعة عشر حرفاً ، وقال منها ثمانية في البقرة.

١ ـ (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (٣).

٢ ـ (يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٤).

٣ ـ (يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (٥).

____________

(١) الإتقان ٢ / ١٣٢.

(٢) أنظر تفسير ابن كثير ١ / ١٥٧.

(٣) البقرة / ١٨٦.

(٤) البقرة / ١٨٩.

(٥) البقرة / ٢١٥.

١٨٧

٤ ـ (يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (١).

٥ ـ (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) (٢).

٦ ـ (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٣).

٧ ـ (وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (٤).

٨ ـ (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (٥).

____________

(١) البقرة / ٢١٧.

(٢) البقرة / ٢١٩.

(٣) البقرة / ٢٢٠.

(٤) البقرة / ٢١٩.

(٥) البقرة / ٢٢٢.

١٨٨

٩ ـ (يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (١).

١٠ ـ (يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢).

١١ ـ (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٣).

١٢ ـ (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً) (٤).

١٣ ـ (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) (٥).

١٤ ـ (وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) (٦).

قال السيوطي : قلت : السائل عن الروح وعن ذي القرنين مشركوا مكة واليهود ، كما في أسباب النزول لا أصحابه ، فالخالص اثنا عشر كما صحت

____________

(١) المائدة / ٤.

(٢) الأنفال / ١.

(٣) الأعراف / ١٨٧.

(٤) طه / ١٠٥.

(٥) الاسراء / ٨٥.

(٦) الكهف / ٨٣.

١٨٩

به الرواية » (١).

وهذه المسائل ذكرها الزركشي في « البرهان » (٢).

____________

(١) الإتقان ١ / ١٩٩.

(٢) البرهان ٤ / (٥٢) ـ ٥٣.

١٩٠

المبحث الثالث

معرفته بأسباب النزول

١٩١
١٩٢

والبحث يستدعي الإشارة إلى الحاجة عن أسباب النزول ، ثم مصادر ابن عباس رضي الله عنه في معرفته بها ، وأخيراً نماذج تفسيرية عنه خاصة بأهل البيت عليهم السلام.

أمّا عن معرفة أسباب النزول ، لمّا كان نزول القرآن منجماً ، منه ما نزل إبتداءاً ، ومنه ما نزل عقب واقعة أو سؤال ، ومعرفته تفيد الباحث وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.

كما قال الواحدي : « لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها » (١).

وقال ابن دقيق العيد : « بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن » (٢).

وقال ابن تيمية : « معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية ، فإنّ العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب » (٣).

____________

(١) الإتقان ١ / ٢٩.

(٢) نفس المصدر.

(٣) نفس المصدر.

١٩٣

وقد ذكر السيوطي شواهد على ذلك ، من شاءها فليراجعها في « الإتقان » (١).

ولمّا كانت آيات الكتاب المجيد منها مكي ومنها مدني ، وقد رويت عن ابن عباس في ذلك روايات تستدعي التوقف عندها ، لأنّ منها ما نزل بمكة وهو بعدُ لم يولد ، ومنها ما نزل بمكة وهو بعد في المهد ، ومنها ما نزل بالمدينة وهو بعد لم يهاجر ، فمن أين له المعرفة بذلك؟ ومرجعه لا بد أن يكون هو النقل ، إذ لا مجال للرأي فيه.

والجواب ما تقدم منّا في « مصادر معرفته وينابيع حكمته » من كان يغذّيه بعلومه ، وكان أعلم الصحابة في ذلك وهو الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الذي يقول : « والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما أنزلت؟ وأين نزلت؟ إنّ ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً » (٢) ، وهو القائل : « ما في قريش أحد إلاّ وقد نزلت فيه آية » ، قيل له : فيما نزل فيك؟ قال : « ويتلوه شاهد فيه » (٣) ، وفي كتب التفسير وأسباب النزول والمبهمات شواهد كثيرة.

وكان ابن عباس يقول : « ما أخذت من تفسير القرآن فعن عليّ بن أبي طالب عليه السلام » (٤).

____________

(١) نفس المصدر.

(٢) مناهل العرفان ١ / ٦٨.

(٣) الإتقان ٢ / ١٥١.

(٤) مناهل العرفان ٢ / ٤٨٦.

١٩٤

فهو إذن غنّي ثريّ مليّ بما أوتيه من فهم واختصاص فيما تلقاه من باب مدينة العلم. ولم تكن روايته عن الآخرين في هذا الشأن عن حاجة ، ولكن لتمشية الحال كما يقال بعد أن أصبحت المحاصرة والمكاشرة والمكاثرة بين الخالفين وأهل البيت ، فصار ابن عباس وهو الوحيد من أهل البيت عليهم السلام الذي تمكن بسلوكه أن يبث ما عنده من معارف بتنويع مصادره ، فتارة يصرّح وأخرى يضمر. وكان ممن اتكأ عليه في أسباب النزول هو أبيّ بن كعب ، فقال : « سألت أبيّ بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة فقال : نزل بها سبع وعشرون سورة وسائرها بمكة » (١).

نماذج من مصادر معرفته بأسباب النزول

لا شك أنّه لم يكن ابن عباس قد حضر جميع أسباب النزول زماناً ومكاناً ، فلابد أنّه سمع ذلك من الآخرين على نحو ما روى ابن إسحاق في سيرته في حديث بناء الكعبة قال : « حدثني أبي العباس بن عبد المطلب ، قال : كنّا ننقل الحجارة حين بنت قريش البيت ، فأفردت قريش رجلين رجلين ، وكان النساء ينقلن الشَيِد وكان الرجال ينقلون الحجارة ... » (٢).

____________

(١) الإتقان ١ / ٩ مطبعة حجازي بمصر١٣٦١ هـ.

(٢) سيرة ابن اسحاق / ٧٩ تح سهيل زكار.

١٩٥

وكذلك ما رواه ابن إسحاق أيضاً في إسلام سلمان الفارسي.

فقد رواه عن عبد الله بن عباس ، قال : « حدثني سلمان الفارسي ... وساق خبر إسلامه » (١) ، وقد مرّ من قبل.

وفي خصوص أسباب النزول فثمّة شواهد على أنّه قد روى بعضها عن غيره كما في سبب إنّ الجن كانوا يسترقون السمع.

روى ابن إسحاق في سيرته بسنده : « عن الزهري ، عن علي بن حسين ، عن ابن عباس ، قال : حدثني رهط من الأنصار قالوا : بينما نحن جلوساً مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة ، إذ رأى كوكباً ، فقال : « ما تقولون في هذا الكوكب الذي رُمي به؟ » فقلنا : يولد مولود ، يهلك هالك ، يملك ملك.

فقال رسول الله : « ليس كذلك ، ولكن الله عزوجل إذا قضى أمراً في السماء سبّح بذلك حملة العرش ، فيسبّح لتسبيحهم من يليهم ممن تحتهم من الملائكة ، فما يزالون كذلك حتى ينتهي التسبيح إلى السماء الدنيا ، فيقول أهل السماء الدنيا لمن يليهم من الملائكة ممّ سبحتم؟ فيقولون : ما ندري ، سمعنا مَن فوقنا من الملائكة سبّح فسبّحنا إليه عزوجل لتسبيحهم ، ولكنّا نسأل ، فيسألون مَن فوقهم ، فما يزالون كذلك حتى ينتهي إلى حملة العرش فيقولون : قضى الله عزوجل كذا وكذا ، فيخبرون به من يليهم حتى ينتهوا إلى أهل السماء الدنيا ، فيسترق الجن ما يقولون ، فينزلون به

____________

(١) نفس المصدر.

١٩٦

إلى أوليائهم من الإنس فيلقون على ألسنتهم بتوهم منهم فيخبرون الناس ، فيكون بعضه حقاً ، وبعضه كذباً ، فلم يزل كذلك حتى رموا بهذه الشهب » (١).

وفي حديث إنذار العشيرة رواه ابن إسحاق بسنده عن ابن عباس عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ..... والحديث طويل.

إلى غير ذلك ممّا صرّح بروايته عن غيره ، وما لم يصرّح به فهو يرويه عن ابن عمه عليّ عليه السلام الذي قال فيه : « ما أخذت من تفسير القرآن فعن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام » ، كما مرّ قريباً.

لذلك كان ابن عباس رضي الله عنه عالماً بأسباب النزول علماً متكاملاً بكلّ ما لمعنى كلمة التكامل من مفهوم ، فهو تلقى ذلك من بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من مدينة العلم من ابن عمه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام باب مدينة العلم ، والذي كان يقول : « والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما أنزلت؟ وأين أنزلت؟ وإن ربّي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً » (٢).

وقال ابن عباس رضي الله عنه « ما أخذت من تفسير القرآن فعن عليّ بن أبي طالب » (٣).

كما كان يقول : « علم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من علم الله ، وعلم عليّ من علم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وما علمي وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في علم عليّ إلاّ كقطرة في سبعة أبحر » (٤).

فأورثته تلك المعرفة مكانة متميزة عده ابن عمر معها بأنّه أعلم من

____________

(١) نفس المصدر / (١١٣) ـ ١١٤.

(٢) حلية الأولياء ١ / ٦٨.

(٣) مناهل العرفان ٢ / ٤٨٦.

(٤) ينابيع المودة باب ١٤ / ١٠ط.

١٩٧

بقي بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم (١).

ونحن إذا أخذنا بما ذكره النجاشي في ترجمة الجلودي في رجاله ، سنجد قائمة من الكتب المتعلقة بابن عباس منها : « كتاب التنزيل » (٢) ، وأحسبه هو الذي ذكره المرحوم السيد الأمين في « الأعيان » (٣) بعنوان « كتاب عكرمة عن ابن عباس في أسباب النزول » ، ومن قبل هذا ذكره ابن النديم في « الفهرست » أيضاً.

ثم إنّه قد وردت عنه رضي الله عنه روايات في شأن نزول بعض الآيات في أهل البيت عليهم السلام ، أو في الإمام عليه السلام خاصة ، وقد جمعها غير واحد فأفردها بعضهم بالتأليف ، ونثرها بعضهم ضمن كتبهم في التفسير أو الحديث أو المناقب.

والآن نأتي على ذكر بعض الآيات من مجموعة الروايات التي رواها ابن عباس رضي الله عنه في شأن أهل البيت عليهم السلام ، ونرجئ إلى الحلقة الثالثة بقية ما وصل إلينا من تراث ابن عباس من جمع الآخرين في هذا الشأن.

____________

(١) الإصابة ترجمة ابن عباس ٢ / (٣) ـ ٤ ط مصطفى محمد.

(٢) رجال النجاشي / ١٦٧.

(٣) أعيان الشيعة ١ / ٢٠٧ ط الأولى.

١٩٨

ما روى عنه في أسباب النزول ممّا يتعلق بأهل البيت عليهم السلام

لو لم تكن الأهمية البالغة لمعرفة أسباب النزول ، إلاّ كونها تعطي دلالات معينّة ـ وهي مُعينةٌ أيضاً ـ على فهم حقيقة المعنى المراد من الآية ، لكفى المرء فخراً وفضلاً لو أحاط علماً بها ، إذ ربّ آية يعطي ظاهرها شيئاً ، ولكنها بمعرفة سبب نزولها زادت في عطائها ، يزيل ظلمة ما عرفناه وأشرنا إليه ممّا قد مرّ بالمسلمين من توجيه سياسي معيّن إزاء تفسير القرآن ومنع الحديث خصوصاً عما فيه ممّا يتعلق بفضل أهل البيت عليهم السلام ، وأدركنا مدى أهمية شأن النزول ، ولقد مرّت بنا إشارة إلى خلاصة الحوار الذي دار بين معاوية وابن عباس حول القرآن وتأويله ، لذلك لا غرابة لو وجدنا روايات ابن عباس رضي الله عنه في شأن نزول الآية التي تتعلق بأهل البيت عليهم السلام مبثوثة في مصادر التراث الإسلامي بكثرة لم يبلغها أي راو غيره من الصحابة ، ويبدو لي أنّه كان يرى في بث ذلك وإشاعته فرضاً لازماً ، لئلا يحاول الحصار الجائر محو ذكر أهل البيت عليهم السلام من ذاكرة المسلمين. ولم يكن تخفى عليه سلبيّات تسربت إلى الأذهان من مسائل العموم والخصوص وتخصيص الحكم بمورده ، لتكون العبرة بخصوص السبب ،

١٩٩

فيتخلص المنافقون الذين عانوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من مغبّة عموم ما ورد في ذمّ المنافقين ، وما أنزل فيهم من آي الذكر الحكيم ، والحديث في هذا الجانب ليس بعيداً عن ابن عباس رضي الله عنه فهو أوّل من عُرفت عنه كلمة : « ما من عام إلاّ وقد خص ، إلاّ قوله تعالى : (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١) » (٢). وسيأتي ما يتعلق بالمقام.

وكلامه في الناسخ والمنسوخ ممّا طفحت به كتب التفسير والأحكام ـ وسيأتي بحث مسألة الناسخ والمنسوخ عند ابن عباس ـ.

فهو من منطلق مبدئه في جهاد الكفار بالسيف ، وجهاد المنافقين باللسان (٣) ، كان يرى المنافقين الذين يبغضون الإمام عليه السلام فيقيم الحجة عليهم باللسان ما وسعه البيان وسمح له بإظهاره الزمان. ومن ذلك ما نشره من فضائل أهل البيت عليهم السلام عن بيان معرفة أسباب النزول.

ولم نجد أحداً كان يملك جرأته فيقول : « ما نزل في القرآن : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) (٤) ، إلاّ وعليّ أميرها وشريفها ، وما من أصحاب محمد رجلاً إلاّ وقد عاتبه الله وما ذكر عليّاً إلاّ بخير » (٥) ، مع الضغط الحاكم الخانق الذي يمنع من ذكر عليّاً عليه السلام باسمه فضلاً عن نشر فضائله.

____________

(١) البقرة / ٢٨٢.

(٢) كنز العرفان للمقداد السيوري ١ / ١٤٠ السيد محمد القاضي.

(٣) نفس المصدر ١ / ٥١٩.

(٤) البقرة / ٢٥.

(٥) شواهد التنزيل للحسكاني ١ / ٢١ ، وفي الهامش عن معرفة الصحابة لأبي نعيم وغيره.

٢٠٠