موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٥

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٥

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-505-8
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٥٢١

ونقل الجاحظ في البيان والتبيين بعض كلام عليّ بن عبد الله بن عباس ممّا دلّ على حصافة رأي وبليغ منطق ، فقد ذكر أنّه قال : « من لم يجد مسّ الجهل في عقله ، وذلّ المعصية في قلبه ، ولم يستبن موضع الخلّة في لسانه عند كلال حدّه عن حدّ خصمه ، فليس ممّن ينزع عن ريبة ، ولا يرغب عن حالٍ معجزة ، ولا يكترث لفصل ما بين حجة وشبهة » (١).

ولعلي أخبار غير ذلك ربّما تزيّدها أو بعضها الرواة تزلّفاً إلى أبنائه خلفا ، بني العباس ، أعرضنا عن ذكرها.

٧ ـ سليط ، وهذا ذكره ابن حزم في الجمهرة وقال : « نفاه عبد الله بن العباس ثمّ استلحقه ثمّ اتهم أخوه عليّ بقتله ، فجلده الوليد بن عبد الملك لذلك مائة سوط ، وادعى أبو مسلم أنّه عبد الرحمن بن سليط هذا ابن عبد الله بن عباس ولا عقب لسليط » (٢).

لكن ابن الطقطقي في كتابه الفخري في الأداب لم يذكر استلحاق ابن عباس لسليط ، فقد قال : « ولسليط هذا خبر هذا موضع شرحه على سبيل الاختصار. كان لعبد الله بن عباس جارية فوقع عليها مرة من المرات ثمّ اعتزلها مدةً ، فاستنكحها عبداً فوطئها فولدت منه غلاماً سمته سليطاً ، ثمّ ألصقته بعبد الله بن العباس وأنكره عبد الله ولم يعترف به ، ونشأ سليط وهو أكره الخلق إلى عبد الله بن عباس ، فلمّا مات عبد الله نازع سليط ورثته في ميراثه ، وأعجب ذلك بني أمية ليغضّوا من عليّ بن عبد الله بن عباس ، فأعانوه وأوصوا قاضي دمشق في الباطن ، فمال إليه في الحكم وحكم له بالميراث ، وجرت في ذلك خطوب ليس هذا موضع لشرحها ، فادّعى أبو مسلم حين قويت شوكته أنّه من ولد سليط هذا » (٣).

____________________

(١) البيان والتبيين ١ / ٨٥.

(٢) جمهرة أنساب العرب / ١٩.

(٣) الفخري في الأداب السلطانية في الدول الإسلامية / ١٣٩ دار صادر بيروت.

٤٠١

وأحسب أنّ الخبر الّذي أشار إليه ابن الطقطقي هو ما رواه ابن الكلبي في مثالب العرب ، قال : « هشام عن أبي عمرو قال : حدثني إسحاق بن الفضل قال : كانت تحت عبد الملك بن مروان امرأة من ولد عبد الله بن جعفر فرأى منها عبد الملك جفوة فخلّى سبيلها ، وكان عبد الملك قد أكرم عليّ بن عبد الله بن عباس وقدم به معه من الحجاز إلى دمشق فأنزله في قصره ، ومات عبد الملك باكرام عليّ وحفظه ، ثمّ إنّ المرأة الجعفرية أرادت الخروج إلى أهلها فقالت لعليّ بن عبد الله : ليس هاهنا قريب غيرك فأنا أريد أن أخرج معك إلى الحجاز ، فقال لها : أنت ابنة عمي ولست منك ذا محرم ، فأنا أتزوجك فتزوجها. فبلغ ذلك الوليد فغضب وقال : امرأة كانت تحت أمير المؤمنين تتزوجها بغير إذني. قال : هي ابنة عمي ، فسكت وجفاه. وكان سليط الّذي نفاه عبد الله وأمه مع عليّ بالشام ، وكانت أمه بذيّته سليطة تؤذي عليّاً وتخاصمه ، فدسّ الوليد إلى سليط من قتله ودفنه في بستان عليّ بن عبد الله ، فجاءت أمه حين فقدته إلى الوليد ، فأرسل ففتشوا البستان فوجدوه فيه قال : فأخبرني رجل من أهل الشام بواسط ، قال : كنت في حرس الوليد فأتي بعليّ فجلده أربعمائة سوط وحلق رأسه ولحيته وأمر بحبسه في الحجر فأصابته وحشة » (١) ، وقد مرّ عن ابن حزم في ذكر سليط الإشارة إلى هذا.

فهؤلاء الأبناء الذكور الّذين وقفت على أسمائهم ، ولقد روى مسلم في صحيحه (٢) ، وأبو داود في سننه (٣) ، وأحمد في مسنده واللفظ له بسنده عن كريب مولى ابن عباس قال : « مات لابن عباس ابن بقديد أو عسفان ـ موضعان قرب مكة ـ فقال : يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس ، قال : فخرجت فإذا أناس قد

____________________

(١) مثالب العرب نسخة السماوي المخطوطة / ٥١.

(٢) صحيح مسلم ١ / ٢٦٠.

(٣) سنن أبي داود ٣ / ١٧٥ ـ ١٧٦.

٤٠٢

اجتمعوا له فأخبرته قال : يقول : هم أربعون؟ قال : نعم قال : أخرجوه فإنّي سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول : ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون لا يشركون بالله شيئاً إلاّ شفّعهم الله فيه » (١).

أقول : ولعل هذا الإبن هو أحد الثلاثة : عبيد الله أو الفضل أو عبد الرحمن ، وإنّما أحتمل ذلك ، لأن الأربعة الباقون العباس ومحمّد وعليّ وسليط لهم ذكر بعد موت ابن عباس ، كما يحتمل أن يكون غيرهم ، ولعله الّذي مات صغيراً فعزّاه به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقد روى الشيخ الجليل الحسن ابن شعبة الحراني ـ من علماء القرن الرابع الهجري ـ في كتابه تحف العقول تلك التعزية فقال : « وعزى ـ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ عبد الله بن عباس عن مولود صغير مات له فقال ( عليه السلام ) : لمصيبة في غيرك لك أجرها أحبّ إليّ من مصيبة فيك لغيرك ثوابها ، فكان لك الأجر لا بك ، وحسن لك العزاء لا عنك ، وعوّضك الله عنه مثل الّذي عوّضه منك » (٢).

البنات :

ذكر النسابون أسمي بنتين له هما :

١ ـ لبابة : سماها بأسم أمه لبابة بنت الحارث ، فذكرها ابن سعد في طبقاته في ترجمة أبيها ، كما ذكرها مصعب الزبيري في نسب قريش (٣) ، وقد وقع المحقق في خطأ فاضح لم يتنبه له ، وذلك أنّ مصعب الزبيري قال في كتابه : « كانت لبابة بنت عبد الله عند عليّ بن عبد الله بن جعفر فولدت له ، ثمّ خلف

____________________

(١) مسند أحمد ٤ / ١٧٤.

(٢) تحف العقول / ٢٠٩ ط المكتبة الإسلامية.

(٣) نسب قريش / ٢٩ ط دار المعارف بمصر تح ـ بروفنسال.

٤٠٣

عليها إسماعيل بن طلحة بن عبيد الله فولدت له يعقوب ثمّ فارقها فتزوجها محمّد ابن عبد الله بن العباس ... أ هـ » هكذا في النسخة المطبوعة ، وهنا فاضح الخطأ إذ كيف يصح ( فتزوجها محمّد بن عبد الله بن العباس ) وهي تكون أخته؟

ولم يتنبه لذلك المحقق ، وجرى على خطئه من أتى بعده وأخذ عن كتابه من المحدثين (١). مع أنّ الصواب : ( خلف عليها محمّد بن عبيد الله بن العباس ) ، وهذا هو ابن عمها (٢). وهي شقيقة العباس وأخوته وأمها زرعة بنت مشرح الكندية ، وقد تزوجها عليّ بن عبد الله بن جعفر ـ المعروف بالزينبي لأنّ أمه زينب بنت الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ وقد أولدها ولده محمّد ، وهذا كان يدخل على جده عبد الله بن عباس وقد سمع منه وحدث عنه كما في طبقات ابن سعد في ترجمة عبد الله بن عباس والسيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى ( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) (٣).

٢ ـ أسماء ذكرها ابن سعد في ترجمة أبيها وقال : « كانت عند عبد الله بن عبيد الله بن العباس ابن عبد المطلب بن هاشم ، فولدت له حسناً وحسيناً الفقيه ، وأمها أم ولد » (٤). كما ذكرها مصعب في نسب قريش (٥) إلاّ أنّ ابن الكلبي وابن حزم لم يذكراها ولا أختها لبابة فراجع الجمهرة لكل منهما.

____________________

(١) أنظر شدو الربابة ، الصحابة والصحابة ، خليل عبد الكريم ط سينا للنشر.

(٢) كما في المحبّر لمحمّد بن حبيب الهاشمي / ٤٤٠ ط حيدر آباد.

(٣) القمر / ٤٨ ـ ٤٩.

(٤) الطبقات الكبرى / ١١٣ تح ـ السُلمي.

(٥) نسب قريش / ٢٩٦.

٤٠٤

٣ ـ وله بنت نُعيت وهو في السفر فاسترجع ثمّ قال : عورة سترها الله ، ومؤنة كفاها الله ، وأجر ساقه الله. وأحسبها غير المتقدمتين الآنفتي الذكر (١).

ولقد كان حريصاً على تربيتهم تربية صالحة ، حتى هذّبهم على أخلاقه ، ولقنّهم من علومه ، فكلّ منهم أخذ على قدر استعداده ، ومن نماذج تربيته ما مرّ بنا انّه كان يرسل بولده عليّاً مع غلامه عكرمة يسمعا الحديث من أبي سعيد الخدري.

ومن الكذب الفظيع الفاضح ما رواه ابن عبد ربه في العقد الفريد عن العتبي قال : « كان عند الوليد بن عبد الملك أربع عقائل : لبابة بنت عبد الله بن عباس ، وفاطمة بنت يزيد بن معاوية وزينب بنت سعيد بن العاص ، واُم جحش بنت عبد الرحمن ابن الحارث ، فكنّ يجتمعنّ على مائدته ، ويفترقن فيفخرن. فاجتمعن يوماً فقالت لبابة : أما والله إنّك لتسوّيني بهن ، وإنّك تعرف فضلي عليهن.

وقالت بنت سعيد : ما كنت أرى أن للفخر عليَّ مجازاً ، وأنا ابنة ذي العمامة إذ لا عمامة غيرها. وقالت بنت عبد الرحمن بن الحارث : ما أحب بأبي بدلا ، ولو شئت لقلت فصدقت وصُدّقت. وكانت بنت يزيد بن معاوية جارية حديثة السنّ فلم تتكلم ، فتكلم عنها الوليد ، فقال : نطق من احتاج إلى نفسه ، وسكت من اكتفى بغيره ، أما والله لو شاءت لقالت : أنا ابنة قادتكم في الجاهلية وخلفائكم في الإسلام. فظهر الحديث حتى تحدّث به في مجلس ابن عباس فقال : الله أعلم حيث يجعل رسالته » (٢).

هذه الكذبة الشنعاء والفرية الصلعاء يرويها العتبي ويذكرها عنه ابن عبد ربه ، وكلاهما عندي في هذا المقام يستغفلان عقول الناس بمثل هذه الأكاذيب

____________________

(١) أنظر العقد الفريد ٣ / ١٩٦ تح ـ أحمد أمين ورفيقيه.

(٢) نفس المصدر ٦ / ١٠٤.

٤٠٥

ولا غرابة منهما فكلاهما أموي الهوى ، ولكن وهلم الخطب في الأساتذة الثلاثة المحققين للكتاب وهم أحمد أمين ، أحمد الزين ، إبراهيم الأبياري ، كيف انطلت عليهم هذه الأكذوبة ، فلم يتفطنوا ، انّ لبابة بنت عبد الله بن عباس لم تكن زوجة الوليد ، بل كانت زوجة عليّ بن عبد الله بن جعفر كما مرّ ، وإنّ ابن عباس لم يكن حياً أيام الوليد بن عبد الملك بل كان متوفياً ، لأنّه توفي سنة ٦٨ كما مرّ ، والوليد بن عبد الملك إنّما ولي الأمر في سنة ٨٦ بعد موت ابن عباس بثماني عشرة سنة؟!

ثمّ إنّ في الخبر فجوات وهنات غير ذلك ، فمنها أنّه لم يكن ليزيد ابنة اسمها فاطمة بل ولم يذكر له ابن عبد ربه أيّ بنت أخرى في ذكر أولاده ـ كما ستأتي الإشارة إلى ذلك ـ فمن أين أتى بها العتبي وذكرها ابن عبد ربه؟ ولابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد من أعاجيب الأكاذيب ما يضحك منها صبيان الكتاتيب. فمن ذلك ما ذكره في أولاد يزيد فقال : « معاوية وخالد وابو سفيان وأمهم فاختة بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة ، وعبد الله وعمر وأمهما أم كلثوم بنت عبد الله بن عباس ... » (١). وهذا أيضاً من فاضح الكذب إذ لم يكن لابن عباس بنت أسمها أم كلثوم وإنّما له لبابة وأسماء وقد ذكرناهما وأزواجهما وذراريهما. وهذا أيضاً لم يتنبه له المحققون ، فزهٍ بهكذا محققين ، ولتعلّق الكنانة حافر الحمار عليها لئلا تصيبها عين اللاّمة والهامة من الحاسدين لها على هؤلاء المحققين وأمثالهم ممّن بسقوا بألقابهم ، ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل (٢) بل أحشفاً وسوء كيلة (٣).

____________________

(١) نفس المصدر ٤ / ٣٧٥.

(٢) الدخل العيب الباطن مثل يضرب لذي المنظر لاخبر عنده ( مجمع الأمثال ).

(٣) الحشف أردأ التمر ويضرب المثل لمن يجمع بين خصلتين ومكرهتين.

٤٠٦

زوجاته :

١ ـ زرعة بنت مشرح الكندية.

٢ ـ صعبة بنت عبد الرحمن بن عوف ، كما في المحبّر (١).

٣ ـ شملة بنت ازيهر.

٤ ـ أم ولد أم سليط الّذي نفاه ثمّ تبناه وقد مرّ ذكره.

٥ ـ أم ولد أم ابنته أسماء الّتي تزوجها ابن عمها عبد الله بن عبيد الله بن عباس كما مرّ.

____________________

(١) المحّبر لمحمد حبيب الهاشمي / ٦٨ ط حيدر آباد.

٤٠٧

٤٠٨

الفصل الخامس

في أشتات مجموعة من أدوار حياته في أخلاقه وعاداته

٤٠٩

٤١٠

هذه باقة تعبق بالشذى مقتطفة من رياض حياة ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ، تضم أشتاتاً مجموعة من أخباره في أدوار حياته ، تحكي لنا غرّ صفاته ، وجميل عاداته ، ولم نجمع معها ما يدل على معارفه وعلومه وسائر قدراته ، فإنّ ذلك سيأتي بعون الله تعالى في الحلقتين التاليتين : الثانية والثالثة.

أمّا أشتات هذه الباقة ففي أزهارها ما يعبق عوده بجوده وسخائه ، ومنها ما يعبق بآدابه وأخلاقه ، ومنها ما يعبق بورعه وتقواه ، إلى غير ذلك من أزاهير رياضه الفوّاحة ، فلنتسنم منها ما عطّر الساحة.

الجود والعطاء :

لمّا كان الجود جبلّة نفسية من غرائز النفس في الإنسان ، فقد تعدم عند الغني وتوجد عند الفقير.

والجواد محبّب بصفاته حتى إلى أضداده ، كما أنّ البخيل مبغوض حتى إلى أولاده.

والجواد هي السخي بما لَه وعنده يتكرم قبل السؤال. أمّا إذا كان بعد السؤال فهو العطاء ثمناً لماء الوجه.

وقد حبّب الإسلام الكرَم ودعا إليه ، وقد ورد في الحديث الشريف :

( السخي قريب من الله ، قريب من الناس ، قريب من الجنة ، بعيد عن النار ) ، و ( البخيل بعيد من الله ، بعيد من الناس ، بعيد من الجنة ، قريب من النار ).

٤١١

ولا تزال الأمة العربية تفخر بأجوادها ، وتذكر المستجاد من فعلاتهم ، وحسبك شهرة حاتم الطائي الّذي صار مضرب المثل فقالوا في المبالغة ( الكرم الحاتمي ).

أمّا أجواد الإسلام المعدودين من بعد المعصومين ( عليهم السلام ) فقد كان ابن عباس في رأس قائمة المعدودين كما ذكره السيوطي في كتابه الكنز المدفون (١) ، وكان يسمّى لفرط سخائه ( معلّم الجود ). وليس في ذلك من مبالغة ما دام هو أوّل من وضع موائد الطعام في الطرقات للناس ، ولم يكن يَعُد إلى رفعه (٢) ، وكان ما يصرفه على الناس في كلّ يوم عطاءً وغذاءً خمسمائة دينار (٣). ولمّا كان أخوه عبيد الله كذلك سخياً فقد قالوا : وكان ينحر كلّ يوم جزوراً في مجزرته فيقسمها ، وبه سميت مجزرة ابن عباس ، فغلت الجُزر حتى بلغت خمسة عشر ديناراً وعشرين ديناراً (٤) ، فقد اختلطت أخبارهما على الرواة ، وفي تشابه الإسمين خطاً ما يساعد على ذلك ، فلهذا سنقف على بعض أخبار عبد الله في الجود منسوبة إلى أخيه عبيد الله ونشير في الهامش إلى ذلك.

ولا أجانب الصواب إذا ما قلت إنّ شهرة ابن عباس العلمية هي أيضاً غطّت على بقية صفاته ومكارم أخلاقه ، فلم يخلص إلينا منها إلاّ القليل ، أو ليس هو القائل : « سادات الناس في الدنيا الأسخياء ، وفي الآخرة الأتقياء ».

____________________

(١) الكنز المدفون / ١٢٢.

(٢) المستظرف للأبشيهي ١ / ١٨٢ ، وذكر ابن عبد ربه ذلك ونسبه إلى أخيه عبيد الله ، راجع العقد الفريد ١ / ١٤٨ ، وزهر الربيع / ٣٢٦ ط بمبئ سنة ١٣٤٢ هـ.

(٣) أنظر مشكوة الأدب للناصري / ٩٥.

(٤) الطبقات الكبرى ٦ / ٤٦٩ ط الخانجي بمصر.

٤١٢

أقول : وهذا منسوب إلى النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كما في محاضرات الراغب ، وليس من شك أنّ علم ابن عباس كان منه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ومن ابن عمه أمير المؤمنين ، فعنهم أخذ ومن بحرهم اغترف وارتوى فأفاض على الناس من نميره.

وقد يتخيّل البعض أنّ أحاديث سخائه ممّا نمقته الأقلام أيام حكومة العباسيين تزلّفاً إلى أبنائه ، ولكن إذا قرأنا جملة من أخباره نجد الشواهد تثبت بيقين أريحيته الّتي كان عليها يستروح للندى على سعة من خلقه ، كما كان بحراً في علمه الّذي طما على باقي صفاته.

فإلى بعض الشواهد :

١ ـ ذكر القاضي التنوخي في كتابه المستجاد من فعلات الأجواد : « أنّ رجلاً أراد أن يؤذي عبد الله بن عباس بمضارّته ، فأتى وجوه البلد وهم جلوس في فضاء الكعبة وقال : يقول لكم ابن عباس : تغدوا اليوم عندي ، فلمّا صار وقت الغداء أتوه فملأوا الدار فقال : ما هذا؟ فأخبروه الخبر ، فرحّب بهم وتباشر بذلك وعظم سروره ، فأمر قوماً من مواليه أن تشتري الفواكه في الوقت ، وأمرقوما بالخبز والطبخ وقوماً لتهيئة الطعام ، فأصلح القِرى وقدّم الفاكهة لهم ، فما فرغوا من أكلها حتى قدّمت الموائد فأكلوا وانصرفوا ، ولمّا فرغ قال لوكلائه : أموجود هذا كلّ يوم إذا أردناه؟ قالوا : نعم ، قال : فليتغد هؤلاء كلّهم كلّ يوم عندنا » (١).

٢ ـ ذكر الأبشيهي في المستظرف ومثله في أسرار البلاغة بهامش المخلاة : « أنّ رجلاً من الأنصار أتاه وقال له : يا بن عم رسول الله انّه ولد لي في هذه الليلة

____________________

(١) المستجاد من فعلات الأجواد / ١٦ تح ـ محمّد كرد عليّ ط الترقي بدمشق سنة ١٣٦٥ ، وذكر ذلك الرشيد الوطواط في غرر الخصائص / ٧٣ ، والطرطوشي في سراج الملوك / ١٧٨ ، والناصري في مشكوة الأدب / ٩١٤.

٤١٣

مولود وإنّي سميته باسمك تبركاً بك وإن أمه ماتت ، فقال له ابن عباس : بارك الله في الهبة ، وأجزل لك الأجر على المصيبة ، ثمّ دعا وكيله وقال انطلق الساعة فاشتر للمولود جارية تحضنه ، وادفع للرجل مائتي دينار للنفقة على تربيته ، ثمّ قال للأنصاري : عُد إلينا بعد قليل ، فإنك جئتنا وفي العيش يبس وفي النفقة قلة.

فقال الأنصاري : جعلت فداك والله لو سبقت حاتماً بيوم لم تذكره العرب ، ولكنه سبقك فصرت له تالياً ، وأنا أشهد أنّ عفو جودك أكثر من مجهوده ، وطلّ كرمك أغزر من وابله » (١).

٣ ـ ذكر أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني : « أنّ عبد الله بن العباس بن عبد المطلب مرّ بمعن بن أوس المزني ، وقد كفّ بصره ، فقال له : يا معن كيف حالك؟ فقال له : ضعف بصري وكثر عيالي وغلبني الدَين ، قال : وكم دينك؟ قال : عشرة آلاف درهم ، فبعث بها إليه. ثمّ مرّ به من الغد فقال له : كيف أصبحت يا معن؟ فقال :

أخذت بعين المال لما نهكته

وبالدَين حتى ما أكاد أدان

وحتى سألت القرض عند ذوي الغِنى

وردّ فلان حاجتي وفلان

فقال له عبد الله : الله المستعان ، إنّا بعثنا إليك بالأمس لقمة فما لكتها حتى انتزعت من يدك ، فأي شيء للأهل والقرابة والجيران؟ ثمّ مضى وبعث إليه بعشرة آلاف درهم أخرى ، فقال معن يمدحه :

إنّك فرع من قريش وإنما

تمجّ الندى منها البحور الفوارع

____________________

(١) المستظرف ١ / ١٦٠.

وذكر هذه القصة كلّ من ابن عبد ربه في العقد الفريد ١ / ٣٤٣ ط أحمد أمين ورفيقيه ، والغزالي في إحياء العلوم ٣ / ٢١٣ ونسباها إلى أخيه عبيد الله بن عباس.

٤١٤

 

ثووا قادة للناس بطحاء مكةٍ

لهم وسقايات الحجيج الدوافع

فلمّا دعوا للموت لم تبك منهم

على حادث الدهر العيون الدوامع » (١)

٤ ـ ذكر الملك السعيد في العقد الفريد (٢) والقليوبي في نوادره (٣) وأحمد جاد المولى في قصص العرب (٤) ونحوه في الخلق الكامل (٥) عن تميم اليربوعي قال :

« كنت مع عبد الله بن العباس عند منصرفه من دمشق ، فسألته في بعض الأيام وقلت له : بماذا يتم عقل الرجل؟ فقال : إذا صنع المعروف مبتدءاً به ، وجاد بما هو محتاج إليه ، وتجاوز عن الزلة ـ الذلة ـ وجازى على المكرمة ، وتجنّب مواطن الاعتذار فقد تم عقله.

قال تميم : فحفظت ذلك منه وألصقته بقلبي ، ثمّ بعد أيام نزلنا منزلاً فطلبنا طعاماً فلم نجده ولا قدرنا عليه. فإنّ زياداً كان قد نزل بذلك المنزل قبلنا بأيام قليلة في جمع كثير ، فأتوا على ما كان فيه من الطعام ، فقال عبد الله لوكيله : أخرج إلى هذه البرية فلعلك تجد بها راعياً معه طعام.

فمضى الوكيل ومعه غلمان ، فأطالوا التوقّف ، فلمّا كادوا يرجعون لاح لهم خباءٌ فأمّوه ، فوجدوا فيه عجوزاً ، فقالوا لها : هل عندك طعام نبتاعه منك؟ فقالت : أمّا طعام بيع فلا ، ولكن عندي أكلة ، وبأولادي إليها أمسّ حاجة ، قالوا : وأين أولادك؟ قالت : في رعيهم وهذا وقت عودتهم ...

____________________

(١) الأغاني ١٠ / ١٥٧.

(٢) العقد الفريد / ١٣ نسخة الشيخ السماوي.

(٣) نوادر القليوني / ٨٢ ط مصر.

(٤) قصص العرب ٢ / ٩٣.

(٥) الخلق الكامل ٤ / ٤٠.

وذكر القصة الخرائطي في مكارم الأخلاق / ٦٢ ونسبها إلى أخيه عبيد الله بن العباس.

٤١٥

قالوا : فما أعددت لهم؟ قالت : خبزة تحت ملّتها انتظر بها أن يجيئوا ، قالوا لها فجودي لنا بنصفها؟

قالت : لا ولكن بها كلّها ، قالوا : ولم منعتِ النصف وجدتِ بها كلّها ، ولا خبز عندك غيرها؟

قالت : إنّ إعطاء الشطر من خبزة نقيصة ، فأنا أمنع ما ينقصني وأجود بما يرفعني.

فأخذ الوكيل والغلمان والخبزة لفرط حاجتهم إليها وانصرفوا ، ولم تسأل من هم ولا من أين جاؤا؟

فلمّا أتوا عبد الله وأخبروه خبر العجوز عجب من ذلك ، وقال : ارجعوا إليها فاحملوها في دعة وأحضروها.

فرجعوا إليها وقالوا لها : انّ صاحبنا أحبّ أن يراك ، قالت : ومن صاحبكم؟ قالوا : عبد الله بن العباس.

قالت : ما أعرف هذا الإسم ، قالوا : العباس بن عبد المطلب وهو عمّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ).

قالت : والله هذا الشرف العالي وذروته الرفيعة ، وماذا يريد مني؟

قالوا : يريد أن يكافئك على ما كان منك.

قالت : لقد أفسد الهاشمي ما أثلَ له ابن عمه ( عليه السلام ) ، والله لو كان ما فعلت معروفاً ما أخذت عليه ثواباً ، وإنّما هو شيء يجب على كلّ إنسان أن يفعله.

قالوا : فإنّه يحب أن يراك ويسمع كلامك.

قالت : أصير إليه ، لأنّي أحب أن أرى رجلاً من جناح النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وعضواً من أعضائه.

٤١٦

فلمّا سارت إليه رحّب بها وأدنى مجلسها وقال : ممّن أنت؟ قالت : من كلب ، قال : كيف حالك؟ قالت : لم يبق من الدنيا ما يفرح إلاّ وقد بلغته ، وإنّي الآن أعيش بالقناعة ، وأصون القرابة ، وأنا أتوقع مفارقة الدنيا صباحاً ومساءً.

فقال لها : أخبريني ماذا أعددت لأولادك عند انصرافهم بعد أخذنا الخبزة؟

فقالت : أعددت لهم قول العربي :

حتى أنال به كريم المأكل

ولقد أبيت على الطِوى وأظلّه

فأعجب بها ثمّ قال لبعض غلمانه : انطلق إلى خبائها فإذا أقبل بنوها فجيء بهم.

فقالت العجوز للغلام : انطلق فكن بفناء البيت ، فإنهم ثلاثة فإذا رأيتهم تجد أحدهم دائم النظر نحو الأرض عليه شعار الوقار ، فإذا تكلم أفصح ، وإذا طلُب أنجح ، والآخر حديد النظر كثير الحذَر إذا وعد فعل ، وإن ظلم قتل ، والآخر كأنّه شعلة نار ، وكأنّه يطلب بثار ، فذاك الموت المائت والداء الكابت ، فإذا رأيت هذه الصفة فيهم فقل لهم عني : لا تجلسوا حتى تأتوني.

فانطلق الغلام فأخبرهم ، فما بعُد أمده حتى جاؤا فأدناهم ابن عباس وقال : إنّي لم أبعث إليكم وإلى والدتكم إلاّ لأصلح من أمركم ، واصنع ما يجب لكم.

فقالوا : هذا لا يكون إلاّ عن مسألة أو مكافأة فعل جميل تقدم ، ولم يصدر منا واحدة منهما ، فان كنت أردت التكرم مبتدءاً فمعروفك مشكور وبرّك مقبول مبرور.

فأمر لهم بسبعة آلاف درهم وعشرٍ من النوق ، فقالت العجوز لأولادها ، ليقل كلّ واحد بيتاً من قوله :

٤١٧

فقال الأكبر :

شهدت عليك بحسن المقال

وصدق الفعال وطيب الخبر

وقال الأوسط :

تبرعت بالبذل قبل السؤال

فعال كريم عظيم الخطر

وقال الأصغر :

وحقّ لمن كان ذا فعله

أن يسترقّ رقاب البشر

وقالت العجوز :

فعمّرك الله من ماجد

ووقّيت ما عشت شرّ القدر

قال تميم اليربوعي : فالتفت إليّ ابن عباس وقال : يا تميم وددت لوجدتُ مزيداً في ابتداء المعروف إلى هذه المرأة وبنيها ، وجعل يتأوه من تقصيره عن مراده في ذلك.

فقلت له : لقد أحسنت وأرجحت ، وقد شهد فضلك بما سبق من قولك ، فأنت أتمّ الناس عقلاً وأكملهم مرؤة ».

٥ ـ ذكر القاضي التنوخي في كتابه المستجاد ، والغزالي في إحياء العلوم : « أنّه اجتمع قراء البصرة إلى ابن عباس ـ وهو عامل بالبصرة ـ فقالوا لنا جارٌ صوّام قوّام يتمنى كلّ واحد منا أن يكون مثله ، وقد زوّج ابنة له من ابن أخيه وهو فقير ، وليس عنده ما يجهّزها به.

فقام عبد الله بن عباس فأخذ بأيديهم فأدخلهم داره ، ففتح صندوقاً فأخرج منه ست بُدَر ، ثمّ قال : احملوا فحملوا ، فقال ابن عباس : ما أنصفناه أعطيناه ما يشغله عن صيامه وقيامه ، ارجعوا نكن أعوانه على تجهيزها ، فليس للدنيا من القدر ما يشغل به مؤمناً عن عبادة ربّه تعالى ، وما بنا من التكبر ما لا نخدم معه أولياء الله تعالى ، ففعل وفعلوا » (١).

____________________

(١) المستجاد من فعلات الأجواد / ٣٤ ، إحياء العلوم ٣ / ٢١٥.

وقارن المحجة البيضاء للفيض الكاشاني ٦ / ٦٧ وكتاب محمّد وصحبه لعبد الحفيظ أبو السعود ط دار الكتاب العربي بمصر سنة ١٣٦٧.

٤١٨

٦ ـ روى الخوارزمي في فضائله فقال : « افتخر رجل من بني هاشم ورجل من بني أمية ، فقال الأموي للهاشمي اذهب فسل أهلك واذهب فأسأل أهلي. فاتى الأموي عشيرته فسأل عشرة منهم فأمروا له بمائة ألف درهم ، وأتى الهاشمي عبد الله بن عباس فأمر له بمائة ألف درهم ، ثمّ أتى الحسن ( عليه السلام ) فأمر له بمائة وثلاثين ألف درهم ، ثمّ أتى الحسين فأمر له بمائة وعشرين ألف درهم وقال : لا أساوي أخي بالفضل ، فجاء الأموي بما أعطاه أهله وكذا الهاشمي ، فغضب الأموي فردّها على أصحابها فقبلوها ، وردّها الهاشمي على أصحابها فلم يقبلوها ، فكانت الأخيرة أشدّ على الأموي من الأولى » (١).

٧ ـ ذكر الإبشيهي في المستظرف قال : « قدم ابن عباس على معاوية ، فأهدى إليه من هدايا النوروز حللاً كثيرة ومسكاً وآنية من ذهب وفضة ووجّهها إليه مع حاجبه ، فلمّا وضعها بين يديه نظر ابن عباس إلى الحاجب وهو ينظر إليها ، فقال : هل في نفسك منها شيء؟ قال : نعم والله في نفسي منها ما كان في نفس يعقوب من يوسف ( عليه السلام ).

فضحك عبد الله بن عباس وقال : خذها فهي لك. قال : جعلت فداك أخاف أن يبلغ ذلك معاوية فيحقد عليّ ، قال : فاختمها بخاتمك وسلّمها إلى الخازن ، فإذا كان وقت خروجنا حملناها إليك ليلاً ، فقال الحاجب : والله لهذه الحيلة في الكرم أكثر من الكرم » (٢).

____________________

(١) شرح شافية أبي فراس / ٢٤٩ ط حجرية في ايران.

(٢) المستظرف للابشيهي ١ / ١٥٩ ، وذكر القصة ابن عبد ربه في العقد ١ / ٣٤٢ تح ـ أحمد أمين ورفيقيه ونسبها إلى عبيد الله وزاد في آخرها ولوددت أني لا أموت حتى أراك مكانه ـ يعني معاوية ـ فظنّ عبيد الله انها مكيدة منه ، قال : دع عنك هذا الكلام فإنا قوم نفي بما وعدنا ولا ننقض ما أكّدنا.

٤١٩

٨ ـ ذكر الإبشيهي في المستظرف : « انّ معاوية حبس عن الحسين بن عليّ صلاته ، فقيل له لو وجهت إلى ابن عمك عبد الله بن عباس فإنّه قدم بنحو ألف ألف ، فقال الحسين : وأنّى تقع ألف ألف من عبد الله ، فالله لهو أجود من الريح إذا عصف ، وأسخى من البحر إذا زخر ، ثمّ وجّه إليه مع رسوله بكتاب يذكر فيه حبس معاوية صلاته عنه وضيق حاله ، وانه يحتاج إلى مائة ألف درهم ، فلمّا قرأ عبد الله كتابه انهملت عيناه وقال : ويلك يا معاوية أصبحت لين المهاد رفيع العماد ، والحسين يشكو ضيق المال وكثرة العيال ثمّ قال لوكيله : احمل إلى الحسين نصف ما أملكه من ذهب وفضة ودواب وأخبره انّي شاطرته فان كفاه وإلاّ فاحمل إليه النصف الثاني.

فلمّا أتاه الرسول قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ثقلت والله على ابن عمي ، وما حسبت أنّه يسمح لنا بهذا كلّه » (١).

٩ ـ ذكر الشيخ المقيلي اليمني ( ت ١١٠٨ ) في كتابه العَلَم الشامخ ، قال : « ويحكى ان عبد الله بن عباس ( رضي الله عنهما ) ـ وكان يعد من الأجواد ـ آوى في بعض أسفاره إلى جنب بعض أهل البادية ولم يكن للبدوي غير شاة وهو لا يعرف ابن عباس ، وذبح له الشاة ، فلمّا ارتحل قال لخازنه أعطه بقية ما عندك قال إنها خمسمائة دينار ، قال أعطه إياها ، قال : يكفيك أن تضاعف له قيمة شاته ، قال : هو أجود منا أعطانا كلّ ما يملك ، وأعطيناه بعض ما نملك ، قال : انّه لا يدري من أنت ، قال أنا ابن عباس لكني أدري من أنا » (٢).

____________________

(١) نفس المصدر ١ / ٦٠ ، وقارن زهر الربيع / ٣٢٦ ط بمبئ سنة ١٣٤٢ هـ ، وذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد ١ / ٣٤١ تح ـ أحمد أمين ورفيقيه أن القصة كانت مع عبيد الله بن عباس ، وهذا من التصحيف غير المتعمد لتشابه الإسمين في الخط.

(٢) العَلم الشامخ في ايثار الحقّ على الآباء والمشايخ / ٥٧٧ ط مصر سنة ١٣٢٨ هـ ، وروى أبو هلال العسكري في كتابه الكرماء مط الشورى بالفجالة بمصر سنة ١٣٢٦ هـ هذه القصة

٤٢٠