بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٧

( باب )

* « ( أدعية زوال يوم الجمعة وآداب التوجه إلى ) » *

* « ( الصلاة وأدعيته وما يتعلق بتعقيب صلاة ) » *

* « ( الجمعة من الادعية والاذكار والصلوات ) » *

١ ـ جمال الاسبوع والمتهجد ، نروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة يقول : سبحانك لا إله إلا أنت ، يا حنان يا منان ، يا بديع السماوات والارض ، يا ذا الجلال والاكرام. ثم يدعو بما يليق بالتوفيق (١).

٢ ـ الجمال : ذكر رواية يدعى به عند زوال الشمس وقال بعض أصحابنا عند زوال الشمس يوم الجمعة وبين الاذان والاقامة : حدث أبوالمفضل الشيبانى عن أحمد بن محمد بن الحسين العلوي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر عليه‌السلام قال : كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ستر (٢) قل ما عثر عليه ، وذكر تمام الحديث وفيه : يا محمد ومن أحب من امتك رحمتي وبركاتي و رضواني وتعطفي وقبولي وولايتي وإجابتي ، فليقل حين تزول الشمس أو يزول الليل : اللهم ربنا لك الحمد كله جملته وتفسيره إلى آخر ما مر في باب نوافل الزوال ولم نعده هنا لعدم الاختصاص باليوم (٣).

٣ ـ المتهجد والجمال : فاذا زالت الشمس فليدع بما رواه محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : لا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله الذي لم يتخذ

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٢٨٤ ، جمال الاسبوع.

(٢) سر خ ل.

(٣) جمال الاسبوع : ، وقد مر في أدعية السر ج ٩٥ ص ٣١٨.

٦١

ولدا لم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا

ثم يقول : يا سابغ النعم ، يا دافع النقم ، يا بارئ النسم ، يا على الهمم ، يا مغشي الظلم ، يا ذا الجود والكرم ، يا كاشف الضر والالم ، يا مونس المستوحشين في الظلم ، يا عالما لا يعلم ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي ما أنت أهله ، يا من اسمه دواء ، وذكره شفاء ، وطاعته غناء ارحم من رأس ماله الرجاء ، وسلاحه الدعاء ، سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت ، يا حنان يا منان ، يا بديع السموات والارض ، يا ذا الجلال والاكرام (١).

بيان : « يا مغشي الظلم » على بناء الفاعل من باب الافعال أي ساتر الظلم الصورية والمعنوية بالانوار الظاهرة والباطنة ، أو بناء المفعول من المجرد كمرمي أى الظلم مستورة بنوره فيرجع إلى الاول ونسبة الظلم إليه لانها من مخلوقاته سبحانه « يا بديع السموات والارض » أى مبدعهما ومنشئهما من كتم العدم أو الوصف بحال المتعلق أي بديع سمواته وأرضه.

٤ ـ المتهجد : فاذا توجه إلى المسجد فالافضل أن يكون ماشيا (٢) ثم ذكر ـ ره ـ أدعية دخول المسجد كما مر في بابها (٣).

٥ ـ المتهجد وجمال الاسبوع : في رواية عمر بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرء يوم الجمعة حتى يسلم الحمد سبع مرات ، وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات ، وقل هو الله أحد سبع مرات ، وقل يا أيها الكافرون سبع مرات وقل أعوذ برب الناس سبع مرات ، وآخر براءه « لقد جاءكم رسول من أنفسكم » وآخر الحشر والخمس آيات من آخر آل عمران « إن في خلق السموات والارض » إلى قوله : « إنك لا تخلف الميعاد » كفي ما بين الجمعة إلى الجمعة (٤).

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٢٥٢ ، جمال الاسبوع :

(٢) مصباح المتهجد : ١٩٨.

(٣) راجع ج ٨٤ ص ١٩ ـ ٢٧.

(٤) مصباح المتهجد : ٢٥٧.

٦٢

٦ ـ الجمال : ومن ذلك رواية اخرى يزيد وينقص في بعض ما ذكرناه أرويها باسنادي إلي جدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه مما ذكره في تهذيب الاحكام عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال بعد الجمعة حتى ينصرف جالسا من قبل أن يركع الحمد مرة وقل هو الله أحد سبعا وقل أعوذ برب الفلق سبعا وقل أعوذ برب الناس سبعا وآية الكرسي وآية السخرة وقوله : « لقد جاءكم رسول من أنفسكم » إلى آخرها كان كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة (١).

ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد مثله (٢) وليس فيه جالسا من قبل أن يركع.

٧ ـ الجمال : ومن ذلك رواية اخرى أرويها باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي ، عن علي بن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الشيخ جعفر بن سليمان القمي فيما رواه في كتابه كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى الصادق عليه‌السلام قال : من قرأ يوم الجمعة بعد فراغه من صلاة الجمعة وقبل أن يثني رجليه الحمد سبع مرات وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات وقل أعوذ برب الناس سبع مرات لم ينزل به بلية ، ولم تصبه فتنة إلى يوم الجمعة الاخرى ، فان قال : « اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة ، وعمارها الملائكة ، مع نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبينا إبراهيم » جمع الله عزوجل بينه وبين إبراهيم في دار السلام ، صلى الله على محمد وإبراهيم وعلى آلهما الطاهرين.

ومن ذلك رواية اخرى من أصل الشيخ المتفق على علمه وورعه وصلاحه محمد ابن أبي عمير رضي الله عنه فقال : ما هذا لفظه : عبدالله بن المغيرة عمن رواه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرأ يوم الجمعة حين يسلم وقبل أن يتربع الحمد سبع مرات وقل هو الله أحد سبع مرات وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات وقل أعوذ برب

____________________

(١) جمال الاسبوع : ، تهذيب الاحكام ج ١ ص ٢٥٠.

(٢) ثواب الاعمال ص ٣٥.

٦٣

الناس سبع مرات وآية الكرسي مرة ، وآية السخرة التي في الاعراف مرة ، وآخر براءة وآخر الحشر كفي ما بين الجمعة إلى الجمعة.

أقول : وهذا ابن أبي عمير مراسيله يعمل بها كما يعمل بمسانيد غيره من الثقات.

ومن ذلك رواية الابناء عن الاباء من آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأ في دبر صلاة الجمعة بفاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات لم ينزل به بلية ولم تصبه فتنة إلى الجمعة الاخرى فان قال : « اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة وعمارها ملائكة مع حبيبنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبينا إبراهيم » جمع الله بينه و بين محمد وإبراهيم عليهما‌السلام في دار السلام.

ومن ذلك رواية اخرى حدث أبوالحسين محمد بن هارون التلعكبري عن أبيه عن حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي ، عن العياشي ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسين بن يزيد النوفلى ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ في عقيب صلاة الجمعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد سبع مرات وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات وفاتحة الكتاب بمرة وقل أعوذ برب الناس سبع مرات لم ينزل به بلية ولم تصبه فتنة إلى الجمعة الاخرى.

وزادنا بعض أصحابنا أنه يقرء بعد الذي ذكر آية الكرسي ويقول : إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين فلا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ، واخر التوبة « لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ، فان تولوا فقل حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

٦٤

فان قال : اللهم إني تعمدت إليك بحاجتي وأنزلت بك اليوم فقري وفاقتي و مسكنتي ، وأنا لرحمتك أرجا منى لعملى ، ولمغفرتك ، ورحمتك أوسع من ذنوبي ، فتول يا رب قضاء كل حاجة هى لي بقدرتك عليها ، وتيسر ذلك عليك فاني لم اصب خيرا قط إلا منك ، ولم يصرف عني أحد سوء غيرك ، وليس أرجو لاخرتى ودنياي سواك ، ولا ليوم فقري وتفردي في حفرتي إلا أنت ، صل على محمد وآل محمد ، و أعطنى خيرالدنيا وخير الاخرة ، واصرف عني شر الدنيا وشر الاخرة اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة وعمارها الملائكة ، مع نبينا محمد وإبراهيم عليهما‌السلام جمع الله بين محمد وإبراهيم عليهما‌السلام في دار السلام.

قال : ويستحب أن يصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وآله فيقول : اللهم اجعل صلواتك وصلاة ملائكتك وأنبيائك على محمد وآله ، فمن قال ذلك لم يكتب عليه ذنب سنة قال برواية اخرى يقال : يقول اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم فمن قال ذلك لم يمت حتى يدرك صاحب الامر عليه‌السلام (١).

٨ ـ اعلام الدين : عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام من قال : عقيب الظهر يوم الجمعة ثلاث مرات » اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك ورسلك على محمد و آل محمد كانت له أمانا بين الجمعتين ، ومن قال أيضا عقيب الجمعة سبع مرات : اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج آل محمد. كان من أصحاب القائم عليه‌السلام.

٩ ـ مجالس الصدوق : عن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري ، عن محمد بن أحمد بن حمدان القشيري ، عن أحمد بن عيسى الكلابي ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ في دبر صلاة الجمعة بفاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد سبع مرات وفاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات وفاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الناس سبع مرات لم تنزل به بلية ولم تصبه فتنة إلى يوم الجمعة الاخرى ، فان قال : « اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة وعمارها

____________________

(١) جمال الاسبوع : ٤٤٥.

٦٥

ملائكة مع نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبينا إبراهيم عليه‌السلام » جمع الله عزوجل بينه وبين محمد وإبراهيم في دار السلام ، صلى الله على محمد وإبراهيم وعلى آلهما الطاهرين (١).

ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٢).

جنة الامان : مرسلا مثله (٣).

المتهجد : السور والدعاء من غير ذكر فضل (٤).

اعلام الدين : مرسلا مثله مع فضله.

١٠ ـ جنة الامان : في السفينة البغدادية للسلفي عن ابن عباس أنه من قرأ التوحيد سبعا بعد صلاة الجمعة حفظ من الجمعة إلى مثلها.

وفي فضايل القرآن لابن الضريس أنه من قرأ يوم الجمعة الفاتحة والمعوذتين سبعا سبعا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وفي مسند أبى حنيفة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأ التوحيد والمعوذتين بعد صلاة الجمعة وهو في مجلسه سبعا سبعا حفظ إلى مثله.

وفي جامع ابن وهب مرفوعا أنه من قرأ عند تسليم الامام يوم الجمعة قبل أن يثنى رجليه ويتكلم : التوحيد والمعوذتين سبعا سبعا حفظه الله في دينه ودنياه وأهله وولده (٥).

وفي جامع البزنطي عن الصادق عليه‌السلام من صلى على محمد وآله فيما بين الظهرين

____________________

(١) أمالى الصدوق : ١٩٦.

(٢) ثواب الاعمال : ٣٥.

(٣) مصباح الكفعمى : ٤٢٢.

(٤) مصباح المتهجد : ٢٥٧.

(٥) مصباح الكفعمى : ٤٢١.

٦٦

عدل سبعين ركعة.

وعنه عليه‌السلام من قرأ يوم الجمعة بعد تسليمه من الظهر الحمد سبعا والقلاقل سبعا وآخر براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم السورة وخمس آيات من آل عمران إن في خلق السماوات والارض إلى قوله : لا تخلف الميعاد. كفي ما بين الجمعة إلى الجمعة (١).

ومما يختص عقيب الجمعة أن يصلي بهذه الصلوات اللهم صل على محمد وآل محمد حتى لا تبقى صلاة ، اللهم وبارك على محمد وآل محمد حتى لا تبقى بركة ، اللهم و سلم على محمد وآل محمد حتى لا يبقى سلام ، اللهم وارحم محمدا وآل محمد حتى لا تبقى رحمة.

ورأيت هذه الصلوات برواية اخرى وهي : اللهم صل على محمد وآل محمد حتى لا يبقى من صلواتك شئ ، وارحم محمدا وآل محمد حتى لا يبقي من رحمتك شئ ، وبارك على محمد وآل محمد حتى لا يبقي من بركاتك شئ ، وسلم على محمد وآل محمد حتى لا يبقى من سلامك شئ (٢).

ثم قال ـ رحمة الله عليه ـ في الرواية الاولى : روي عن الصادق عليه‌السلام أنه من صلى على النبي وآله بهذه الصلوات محيت خطاياه ، واعين على عدوه وهيئ له أسباب الخير ، واعطي أمله ، وبسط في رزقه ، وكان من رفقاء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجنة ، وذكرها أبوالقاسم الطبراني في كتاب الدعوات وملخص قصتها أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اتي برجل اتهم بسرقة بعير ، فحن البعير من ساعته ورغا فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : البعير قد شهد ببراءته لاجل ما صلى على بهذه الصلوات.

وأما الرواية الثانية فذكرها صاحب كتاب الوسايل إلى المسايل وملخص قصتها أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد اتي برجل قد شهد عليه جماعة أنه قد سرق ناقة ، فهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقطعه فقال هذه الصلواة فتكلمت الناقة ببراءته وقالت إنه برئ من سرقتي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما قال هذه الصلاة نظرت إلى الملائكة يخرقون سكك المدينة يحولون بيني وبينه ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لتردن على الصراط ووجهك

____________________

(١) مصباح الكفعمى : ٤٢٢ ، وقد مرت الاشارة إلى الحديث الاخير.

(٢) مصباح الكفعمى : ٤٢٣.

٦٧

أضوء من القمر ليلة البدر (١).

١١ ـ المتهجد : روى أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرء يوم الجمعة بعد صلاة الامام قل هو الله أحد مائة مرة ، وصلى على محمد وآله مائة مرة ، وقال سبعين مرة : اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمن سواك ، قضى الله له مائة حاجة ثمانين من حوائج الاخرة ، وعشرين من حوائج الدنيا وروي عكسه (٢).

الجنة : مثله إلا أن في الاول أيضا أغنني (٣).

١٢ ـ المتهجد والجمال روى جابر عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين عليهم‌السلام من عمل يوم الجمعة الدعاء بعد الظهر :

اللهم اشتر مني نفسي الموقوفة عليك المحبوسة لامرك بالجنة مع معصوم من عترة نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله مخزون لظلامته ، منسوب بولادته ، تملاء به الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، ولا تجعلني ممن تقدم فمرق أو تأخر فمحق ، واجعلني ممن لزم فلحق ، واجعلني شهيدا سعيدا في قبضتك.

يا إلهي سهل لي نصيبا جزلا وقضاء حتما لا يغيره شقاء ، واجعلني ممن هديته فهدى ، وزكيته فنجا ، وواليت فاستثنيت (٤) فلا سلطان لابليس عليه ولا سبيل له إليه ، وما استعملتني فيه من شئ فاجعل في الحلال مأكلي ومطعمي وملبسي ومنكحي وقنعني (٥) يا إلهي بما رزقتني وما رزقتني من رزق فأرني فيه عدلا حتى أرى قليله كثيرا وأبذله فيك بذلا ، ولا تجعلني ممن طولت له في الدنيا أمله وقد انقضى أجله وهو مغبون عمله.

____________________

(١) مصباح الكفعمى : ٤٢٤ في الهامش.

(٢) مصباح المتهجد : ٢٥٨.

(٣) مصباح الكفعمى : ٤٢٢.

(٤) فاستثبت خ ل.

(٥) ونعمنى خ ل.

٦٨

أستودعك يا إلهي غدوى ورواحي ومقيلي وأهل ولايتي من كان منهم هو أو كائن زيني وإياهم بالتقوى واليسر ، واطرد عني وعنهم الشك والعسر ، وامنعني وإياهم من ظلم الظلمة وأعين الحسدة ، واجعلني وإياهم ممن حفظت ، واسترني وإياهم فيمن سترت ، واجعل آل محمد عليه وعليهم‌السلام أئمتي وقادتي ، وآمن روعتهم و روعتي ، واجعل حبي ونصرتي وديني فيهم ولهم ، فإنك إن وكلتني إلى نفسي زلت قدمي.

ما أحسن ما صنعت بي يا رب أن هديتني للاسلام ، وبصرتني ما جهله غيري ، وعرفتني ما أنكره غيري ، وألهمتني ما ذهلوا عنه ، وفهمتني قبيح مافعلوا وصنعوا حتى شهدت من الامر ما لم يشهدوا ، وأنا غائب ، فما نفعهم قربهم ولا ضرني بعدي ، وأنا من تحويلك إياي عن الهدى وجل ، وما تنجو نفسي إن نجت إلا بك ، ولن يهلك من هلك إلا عن بينة.

رب نفسي غريق خطايا مجحفة ، ورهين ذنوب موبقة ، وصاحب عيوب جمة فمن حمد عندك نفسه فاني عليها زار ولا أتوسل إليك باحسان ، ولا في جنبك سفك دمي ، ولم ينحل الصيام والقيام جسمي ، فبأي ذلك ازكى نفسي وأشكرها عليه و أحمدها به ، بل الشكر لك اللهم لسترك على ما في قلبي ، وتمام النعمة على في ديني وقد أمت من كان مولده مولدي ، ولو شئت لجعلت مع نفاد عمره عمري.

ما أحسن ما فعلت بي يا رب : لم تجعل سهمي فيمن لعنت ولا حظي فيمن أهنت إلى محمد وآل محمد عليه وعليهم‌السلام ملت بهواي وإرادتي ومحبتي ، ففي مثل سفينة نوح فاحملني ، ومع القليل فنجني ، وفيمن زحزحت عن النار فزحزحني ، وفيمن أكرمت بمحمد وآل محمد عليه وعليهم اسلام فأكرمني ، وبحق محمد وآل محمد صلواتك ورحمتك ورضوانك عليهم من النار فأعتقني.

ثم اسجد سجدة الشكر التي بعد الظهر في كل يوم وقل فيها ما تقدم ذكره من الدعاء (١).

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٢٦٣ ، جمال الاسبوع : ٤٣٣.

٦٩

بيان : « مع معصوم » أي حال كوني في الجنة معه ، أو اشتر نفسي كما اشتريت نفسه (١) « منسوب بولادته » أي كان مذكورا بنسبه مشهورا عند ولادته لاخبار آبائه به عليهم‌السلام ولعله كان مستورا بولادته « فمرق » أي خرج من الدين  « فمحق » على بناء المفعول أي ابطل ومحي ذكره واسمه ، أو على بناء الفاعل أي محى الدين وشرائطه « ممن لزم » أي أئمة الدين « فلحق » في منازل السعادة بهم في الدنيا والاخرة.

« في قبضتك » أي كائنا بحيث لم تخلني من يدك ولم تكلني إلى غيرك « والجزل » الكبير من كل شئ ، والشقاء نقيض السعادة « وزكيته » أي طهرته من الذنوب أو أثنيت عليه وقبلت عمله « فاستثنيت » أي ممن للشيطان عليه سبيل ، وفي بعض النسخ  « فاستثبت » أي أردت ثباته على الدين.

وقال الجوهري : وأجحف به أي ذهب به ، وسيل جحاف بالضم إذا جرف كل شئ وذهب به « فاني عليها » أي على نفسي « زار » أي عاتب ساخط « ففي مثل سفينة نوح » أي ولاء أهل البيت عليهم‌السلام ومتابعتهم كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، وزحزحه عن كذا نحاه وباعده.

١٣ ـ المتهجد (٢) والجمال : وروى عنهم عليهم‌السلام أنه من صلى الظهر يوم الجمعة

____________________

(١) يريد الاشتراء الذى ذكر في قوله تعالى عزوجل : « ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون » الاية ، ولما كان الدعاء معمولا لايام غيبة امامنا بقية الله في الارضين ، ولم يجز على مذهبنا المقاتلة مع الكفار الا باذن الامام ، أشار بقوله « مخزون لظلامته منسوب بولادته تملا به الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا » إلى أن ولى تلك المقاتلة وصاحب الامر فيها هو المهدى المنتظر عليه‌السلام فكانه دعا أن يعجل الله عزوجل في فرجه وخروجه حتى يقاتل تحت لوائه فيقتل ويقتل حتى يتم صفقة الشراء أو يحييه الله عزوجل في الرجعة فيقاتل في سبيله كانهم بنيان مرصوص.

(٢) مصباح المتهجد ص ٢٦٤.

٧٠

وصلى بعدها ركعتين يقرء في الاولى الحمد وقل هو الله أحد سبع مرات وفي الثانية مثل ذلك ، وقال بعد فراغه : اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة ، و عمارها الملائكة مع نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبينا إبراهيم لم تضره بلية ولم تصبه فتنة إلى الجمعة الاخرى ، وجمع الله بينه وبين محمد وإبراهيم عليهما‌السلام (١).

١٤ ـ المتهجد وغيره : روى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : من أراد أن يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع والسجود ويقول بعدهما : اللهم إني أسئلك بما سألك به زكريا عليه‌السلام إذ ناداك رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ، اللهم فهب لي ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ، اللهم باسمك استحللتها وفي أمانتك أخذتها ، فان قضيت في رحمها ولدا فاجعله غلاما مباركا زكيا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا (٢).

الجمال : عن هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبي علي بن همام ، عن عبدالله ابن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن ابن بطة ، عن محمد بن مسلم مثله (٣).

١٥ ـ الجنة والبلد الامين : من كتاب دفع الهموم والاحزان روي أن من كانت له حاجة فليصم يوم الاربعا والخميس والجمعة ، فإذا كان يوم الجمعة تطهر وراح وتصدق بصدقة قلت أو كثرت بالرغيف إلى ما دون ذلك في أكثر وأقل ، فإذا صلى الجمعة قال :

اللهم إني أسألك بسمك بسم الله الرحمن الرحيم ، الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ، الذي ملات عظمته السماوات والارض وأسئلك بسم الله الرحمن الرحيم ، الذي لا إله إلا هو ، الذي عنت له الوجوه وخشعت له الابصار ووجلت القلوب من خشيته

____________________

(١) جمال الاسبوع :

(٢) مصباح المتهجد ص ٢٦٤.

(٣) جمال الاسبوع ص

٧١

أن تصلي على محمد وآله ، وأن تقضى في كذا وكذا ».

قال : ولا تعلموها سفهاءكم فيدعوا بها فيستجاب لهم ، ولا يدعوا بها في مأثم ولا قطعية رحم (١).

بيان : قال الكفعمي : لم يرد بقوله راح الرواح الذي هو آخر النهار ، بل المراد خف وسار إلى المكان الذي يصلي فيه الجمعة قاله الهروي.

٧٢

٨

« باب »

* « الاعمال والدعوات بعد صلاة العصر يوم الجمعة » *

١ ـ جمال الاسبوع : ذكر دعاء الشعرات وأنه من المهمات بعد صلاة العصر يوم الجمعة ، وسبب لقضاء الحاجات. ورد في الروايات أنه لا يدعا به إلا على طهارة مستقبل القبلة.

قال السيد قدس سره : إني وقفت على خمس روايات بدعاء العشرات نختلف روايتها في النقصان والزيادات ، وها أنا أذكر ما لعله أصلح في الروايات.

روينا ذلك باسنادنا إلى جدي السعيد أبي جعفر الطوسي باسناده إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن صالح بن الفيض ، عن أبي مريم ، عن عبدالله بن عطا قال : حدثني أبوجعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين أنه قال : يا بني إنه لا بد أن يمضى الله عزوجل مقاديره وأحكامه على ما أحب وقضا وسينفذ الله قضاءه وقدره وحكمه فيك ، فعاهدني يا بني أنه لا تلفظ بكلمة مما أسر به إليك حتى أموت وبعد موتى باثنى عشر شهرا ، فاني اخبرك بخبر أصله من الله تعالى تقوله غدوة وعشية فيشتغل ألف ألف ملك يعطى كل ملك منهم قوة ألف ألف كاتب في سرعه الكتابة.

ويوكل بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كل منهم قوة ألف ألف مستغفر ، ويبنى لك في الفردوس ألف ألف قصر في كل قصر ألف ألف بيت تكون فيها جار جدك عليه‌السلام ، ويبنى لك في دار السلام بيت تكون فيه جار أهلك ويبنى لك في جنة عدن ألف مدينة ، ويحشر معك من قبرك كتاب ناطق بالحق يقول : إن هذا لا سبيل

٧٣

للفزع ولا للخوف ولا لمزلة الصراط ولا للعذاب عليه ، ولا تموت إلا وأنت شهيد.

وتكون حياتك ما حييت وأنت سعيد ، ولا تصيبك فقر أبدا ولا فزع ولا جنون ولا بلوى أبدا ، ولا تدعو الله عزوجل بدعوة في يومك ذلك في حاجة من حوائج الدنيا والاخرة إلا أتتك كائنة ما كانت بالغة ما بلغت في أي نحو شئت ، ولا تطلب إليه حاجة لك ولا لغيرك من أمر الدنيا والاخرة إلا سبب لك قضاؤها ، ويكتب لك في كل يوم بعدد أنفاس أهل الثقلين بكل نفس ألف ألف حسنة ، ويمحى عنك ألف ألف سيئة ، وترفع لك ألف ألف درجة.

ويوكل بالاستغفار لك العرش والكرسي والفردوس ، حتى تقف بين يدي الله عزوجل ، فعاهدني يا بني أن لا تعلم هذا الدعاء لاحد إلى محل منيتك.

فعاهده الحسين عليه‌السلام على ذلك فقال علي عليه‌السلام : فاذا بلغ محل منيتك فلا تعلمه أحدا إلا أهل بيتك وشيعتك ومواليك ، فانك لم تفعل ذلك وعلمته كل أحد طلبوا الحوائج إلى ربهم تعالى في كل نحو فقضاها لهم ، وإني لاحب أن يتم ما أنتم عليه ، فتحشرون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، ولا تدعو به إلا وأنت طاهر ، ووجهك مستقبل القبلة ، فان فعلت ذلك في يوم الجمعة بعد صلاة العصر كان أفضل.

فعاهده الحسين على ذلك فقال علي عليه‌السلام : يا بني إذا أردت ذلك فقل وذكر الدعاء.

قال : وقال أبوالعباس بن سعيد : وحدثني يعقوب بن يوسف بن زياد الضرير قال : حدثني الفيض بن الفضل عن أبي مريم عبدالغفار بن القاسم ، عن عبدالله بن عطاء عن أبي جعفر عليه‌السلام قال أبوالعباس : وحدثني الحسين بن الحكم الخيبري قال : حدثنا حسن بن حسين العرني ، عن أبي مريم ، عن عبدالله بن عطاء ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

الدعاء :

بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله بالله وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سبحان الله آناء الليل و أطراف النهار ، سبحان الله بالغدو والاصال ، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون

٧٤

وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الارض بعد موتها وكذلك تخرجون ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الذي لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان من أحصى كل يوم علمه ، سبحان ذي الطول والفضل ، سبحان ذي المن والنعم ، سبحان ذي القدرة والكرم ، سبحان ذى الملك والملكوت ، سبحان ذى الكبرياء والعظمة والجبروت ، سبحان الملك الحي الذي لا يموت ، سبحان الملك الحى المهيمن القدوس ، سبحان القائم الدائم ، سبحان الله الحي القيوم ، سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي الاعلى ، سبحانه وتعالى ، سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة والروح ، سبحان الدائم غير الغافل ، سبحان العالم بغير تعلم ، سبحان خالق ما يرى وما لا يرى ، سبحان الذي يدرك الابصار ولا تدركه الابصار وهو اللطيف الخبير.

اللهم إني أصحبت وأمسيت منك في نعمة وخير وبركة وعافية ، فصل على محمد وآله ، وأتمم على نعمتك وخيرك وبركاتك وعافيتك بنجاة من النار ، وارزقني شكرك وعافيتك وفضلك وكرامتك أبدا ما أبقيتني ، اللهم بنورك اهتديت وبفضلك استغنيت وفي نعمتك أصبحت وأمسيت.

اللهم إني أصبحت اشهدك وكفى بك شهيدا واشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سمواتك وأرضك وأنبيائك ورسلك وورثة أنبيائك والصالحين من عبادك وجميع خلقك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا صلواتك عليه وآله عبدك ورسولك وأنك على كل شئ قدير ، تحيي وتميت وتميت وتحيي وأشهد أن الجنة حق وأن النار حق وأن النشور حق وأن القبور حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور.

وأشهد أن علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن ابن علي والخلف الصالح الحجة القائم المنتظر صلواتك يا رب عليه وعليهم‌السلام

٧٥

أجمعين هم الائمة الهداة المهتدون غير الضالين ولا المضلين ، وأنهم أولياؤك المهتدون المصطفون ، وحزبك الغالبون ، وصفوتك من خلقك ، وخيرتك من بريتك ، ونجباؤك الذين انتجبتهم لولايتك ، واختصصتهم من خلقك واصطفيتهم على عبادك ، وجعلتهم حجة على العالمين صلواتك عليهم والسلام ورحمة الله وبركاته.

اللهم صل على محمد وآله واكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقننيها يوم القيمة وأنت عني راض إنك على كل شئ قدير ، اللهم لك الحمد حمدا كما أنت أهله حمدا تضع له السماء كنفيها وتسبح لك الارض ومن عليها ، اللهم لك الحمد حمدا يصعد أوله ولا ينفد آخره ، اللهم لك الحمد حمدا يزيد ولا يبيد.

اللهم لك الحمد حمدا سرمدا دائما أبدا لا انقطاع له ولا نفاد ، ولك ينبغي وإليك ينتهى ، حمدا يصعد أوله ولا ينفد آخره ، ولك الحمد على ومعي وفي وقبلى وأمامي وفوقى وتحتي ولدي وإذا مت وقبرت وبقيت فردا وحيدا ثم فنيت ولك الحمد إذا نشرت وبعثت يامولاي.

اللهم لك الحمد ولك الشكر بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك كلها حتى ينتهى الحمد إلى ما تحب وترضى ، اللهم لك الحمد على كل عرق ساكن ولك الحمد على كل عرق متحرك ولك الحمد على كل نومة ويقظة ، ولك الحمد على كل أكلة وشربة ونفس وبطشة وقبضة وبسطة وعلى كل موضع شعرة وعلى كل حال اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله ولك المجد كله ولك الملك كله ولك الجود كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الامر كله ، علانيته وسره ، وأنت منتهى الشأن كله.

اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ، ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك ، ولك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيتك ، ولك الحمد حمدا لا أجر لقائله إلا رضاك ، اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك ، ولك الحمد ، على عفوك بعد قدرتك.

اللهم لك الحمد باعث الحمد ، ولك الحمد وارث الحمد ولك الحمد بديع

٧٦

الحمد ، ولك الحمد مبتدع الحمد ، ولك الحمد منتهى الحمد ، ولك الحمد ولي الحمد ، ولك الحمد مبتدأ الحمد ، ولك الحمد صادق الوعد وفي العهد عزيز الجند قديم المجد ، ولك الحمد رفيع الدرجات ، مجيب الدعوات ، منزل الايات من فوق سبع سماوات ، عظيم البركات ، مخرج النور من الظلمات ، ومخرج من في الظلمات إلي النور مبدل السيئات حسنات ، وجاعل الحسنات درجات ، اللهم لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله إلا أنت إليك المصير.

اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى ، ولك الحمد في النهار إذا تجلى ، ولك الحمد في الاخرة والاولى ، اللهم لك الحمد عدد كل نجم في السماء ، ولك الحمد عدد كل ملك في السمآء ، ولك الحمد عدد كل قطرة نزلت من السماء ، ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار ، ولك الحمد عدد ما في جوف الارضين وأوزان مياه البحار ولك الحمد على عدد ما على وجه الارض ، ولك الحمد على عدد ما أحصى كتابك ولك الحمد عدد ما أحاط به علمك ، ولك الحمد عدد الورق والشجر والحصى و النوى والثرى ، ولك الحمد عدد الانس والجن والبهائم والسباع والهوام حمدا كثيرا مباركا فيه كما تحب وترضى ، وكما ينبغي لكرم وجهك وعز جلالك من الحمد مباركا فيه أبدا.

ثم تقول عشر مرات : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير.

ثم تقول عشرا الحمد لله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو اللطيف الخبير ، ثم تقول عشرا يا الله يا الله ، وتقول عشرا يا رحمن يا رحمن ، وتقول عشرا يا رحيم يا رحيم ، وتقول عشن را يا حنان يا منان ، وتقول عشرا يا حي يا قيوم ، وتقول : عشرا يا منير يا منير ، وتقول عشرا يا قدوس يا قدوس وتقول عشر يا بديع السماوات والارض ، وتقول عشرا يا ذا الجلال والاكرام وتقول عشرا يا حي لا إله إلا أنت ، وتقول عشرا لا إله إلا أنت ، وتقول عشرا بسم الله الرحمن الرحيم ، وتقول عشرا قل هو الله أحد ، وتقول عشرا اللهم اصنع بي ما أنت أهله ولا تصنع بي ما أنا أهله فانك أهل التقوى وأهل المغفرة وأنا أهل

٧٧

الذنوب والخطايا فارحمني يا مولاي ، وأنت أرحم الراحمين ، وتقول عشرا آمين آمين ثم تسأل حاجتك فانك تجاب إنشاء الله (١).

أقول : وجدت في أصل قديم من اصول أصحابنا هذا الدعاء بهذا السند أخبرنا محمد بن محمد بن سعيد ، عن جعفر بن محمد بن مروان الغزال عن أبيه ، عن إسماعيل ابن إبراهيم التمار ، عن محمد بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي ابن أبي طالب عليه‌السلام وساق الحديث والدعاء مثله ، وقد تقدم في أدعية الصباح و المساء ، وإنما كررنا للاختلاف سندا ومتنا.

٢ المتهجد (٢) وجمال الاسبوع (٣) والبلد الامين وغيرها : روى جابر ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين عليهم‌السلام في عمل يوم الجمعة بعد العصر.

اللهم إنك أنهجت سبيل الدلالة عليك بأعلام الهداية بمنك على خلقك ، و أقمت لهم منار القصد إلى طريق أمرك بمعادن لطفك ، وتوليت أسباب الانابة إليك بمستوضحات من حججك ، قدرة منك على استخلاص أفاضل عبادك ، وحضا لهم على أداء مضمون شكرك ، وجعلت تلك الاسباب لخصايص من أهل الاحسان عندك و ذوي الحباء لديك تفضيلا لاهل المنازل منك وتعليما أن ما أمرت به من ذلك مبرء من الحول والقوة إلا بك ، وشاهدا في إمضاء الحجة على عدلك وقوام وجوب حكمك.

اللهم وقد استشفعت المعرفة بذلك إليك ، ووثقت بفضيلتها عندك ، وقدمت الثقة بك وسيلة في استنجاز موعودك ، والاخذ بصالح ما ندبت إليه عبادك ، وانتجاعا بها محل تصديقك والانصات إلى فهم غباوة الفطن عن توحيدك ، علما مني بعواقب الخيرة في ذلك ، واسترشادا لبرهان آياتك ، واعتمدتك حرزا واقيا من دونك ، و

____________________

(١) جمال الاسبوع : ٤٧١.

(٢) مصباح المتهجد ص ٢٧٦.

(٣) جمال الاسبوع : ٤٦٥.

٧٨

استنجدت الاعتصام بك كافيا من أسباب خلقك ، فأرنى مبشرات من إجابتك تفي بحسن الظن بك ، وتنفي عوارض التهم لقضائك ، فانه ضمانك للمجتدين (١) ووفاؤك للراغبين إليك.

اللهم ولا أذلن على التعزز بك ، ولا أستقفين نهج الضلالة عنك ، وقد أمتك ركائب طلبتي ، وانيخت (٢) نوازع الامال مني إليك ، وناجاك عزم البصائر لي فيك اللهم ولا اسلبن عوايد مننك غير متوسمات (٣) إلى غيرك ، اللهم وجدد لي صلة الانقطاع إليك ، واصدد قوى سببي عن سواك ، حتى أفر عن مصارع الهلكات إليك ، وأحث الرحلة إلى إيثارك باستظهار اليقين فيك ، فانه لا عذر لمن جهلك بعد استعلاء الثناء عليك ، ولا حجة لمن اختزل عن طريق العلم بك مع إزاحة اليقين مواقع (٤) الشكوك فيك ، ولا يبلغ إلى فضائل القسم إلا بتأييدك وتسديدك ، فتولني بتأييد من عونك ، وكافني عليه بجزيل عطائك.

اللهم اثنى عليك أحسن الثناء لان بلاءك عندي أحسن البلاء : أو قرتني نعما وأوقرت نفسي ذنوبا ، كم من نعمة أسبغتها على لم اؤد شكرها ، وكم من خطيئة أحصيتها على أستحيى من ذكرها وأخاف جزاءها ، إن تعف لي عنها فأهل ذلك أنت وإن تعاقبني عليها فأهل ذلك أنا اللهم فارحم ندائي إذا ناديتك ، وأقبل على إذا ناجيتك فاني أعترف لك بذنوبي ، وأذكر لك حاجتي ، وأشكو إليك مسكنتي وفاقتي و قسوة قلبي وميل نفسي ، فانك قلت « فما استكانوا لربهم وما يتضرعون » وها أنا ذا يا إلهى قد استجرت بك وقعدت بين يديك ، مستكينا متضرعا إليك راجيا لما عندك ، ترانى وتعلم ما في نفسي وتسمع كلامي وتعرف حاجتي ومسكنتي (٥) وحالي

____________________

(١) في مطبوعة الكمبانى : للمجتهدين.

(٢) وانتحت ، انتحيت خ.

(٣) مترسمات خ.

(٤) مواضع خ.

(٥) مسئلتى خ.

٧٩

ومنقلبي ومثواى وما اريد أن ابتدئ فيه من منطقي ، والذي أرجو منك في عاقبة أمري وأنت محص لما اريد التفوه به من مقالى.

جرت مقاديرك بأسبابي وما يكون مني في سريرتي وعلانيتي ، وأنت متمم لي ما أخذت عليه ميثاقي ، وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصاني ، وأحق ما أقدم إليك قبل الذكر لحاجتي والتفوه بطلبي ، شهادتي بواحدانيتك ، وإقراري بربوبيتك التي ضلت عنها الاراء وتاهت فيها العقول وقصرت دونها الاوهام وكلت عنها الاحلام فانقطع دون كنه معرفتها منطق الخلائق ، وكلت الالسن عن غاية وصفها ، فليس لاحد أن يبلغ شيئا من وصفك ويعرف شيئا من نعتك إلا ما حددته ووصفته ووقفته عليه وبلغته إياه ، وأنا مقر بأني لا أبلغ ما أنت أهله من تعظيم جلالك وتقديس مجدك وتمجيدك وكرمك والثناء عليك والمدح لك والذكر لالائك.

والحمد لك على بلائك ، والشكر لك على نعمائك ، وذلك ما تكل الالسن عن صفته وتعجز الابدان عن أداء شكره (١) وإقراري لك بما احتطبت على نفسي من موبقات الذنوب التي قد أوبقتني وأخلقت عندك وجهي ، ولكبير خطيئتي ، وعظيم جرمي هربت إليك ربي وجلست بين يديك مولاي وتضرعت إليك سيدي ، لاقر لك بواحدانيتك وبوجود ربوبيتك ، فاثنى عليك بما أثنيت على نفسك ، وأصفك بما يليق بك من صفاتك ، وأذكر ما أنعمت به علي من معرفتك ، وأعترف لك بذنوبي وأستغفرك لخطيئتي ، وأسئلك التوبة منه إليك ، والعود منك علي بالمغفرة لها ، فانك قلت « استغفرو ربكم إنه كان غفارا » وقلت : « ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ».

إلهي إليك اعتمدت لقضاء حاجتي ، وبك أنزلت اليوم فقري وفاقتي التماسا مني لرحمتك ورجاء مني لعفوك ، فاني لرحمتك وعفوك أرجى مني لعلمي ورحمتك وعفوك أوسع من ذنوبي ، فتول اليوم قضاء حاجتي بقدرتك على ذلك ، وتيسر ذلك

____________________

(١) أدنى شكره خ.

٨٠