بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

على المنع والحرمان ، وإذا وصلت أحدهما بالاخر فقد جمعت بين الصفتين.

ويمكن أن يراد بالمزجور في العمق الاكبر الريح ، فعن الباقر عليه‌السلام أن لله تعالى بيت ريح مقفل لوفتح لاذرت ما بين السماء والارض ، وما أرسل الله تعالى على قوم عاد إلا قدر الخاتم ، فكانت تدخل على أفواههم وتخرج من أدبارهم فتقطعهم عضوا عضوا ، ونقول في الماء المزجور في العمق الاكبر كماء الطوفان ما قلناه في الريح ، فانه لو لا زجر الله سبحانه إياه لاغرق الخلق.

وقال بعضهم : العمق الاكبر : الملك الاكبر ، وهذا التفسير فيه ما فيه ، لانه لم يرد العمق بمعنى الملك لغة ولا عرفا.

« وركدت لها البحار والانهار » أي ذلت البحار والانهار واستقرت في مجاريها وانقادت وأذعنت لعلمه وجلاله وكبريائه وعزته وجبروته ، ولم يرد بالركود السكون ضد الحركة لانها غير ساكنة ، اللهم إلا أن يراد ركودها ليلة القدر لانه قيل إن في ساعتها تسكن أمواج البحار ، وتسجد الاشجار ، وتقف مياه الانهار.

« وخضعت لها الرياح » بخط جد الشيخ البهائي رحمهما الله وأكثر نسخ المصباح « خفقت » أي اضطربت وتحركت وتصوتت « في جريانها » بفتح الراء ، و إسكانها وهم.

« وخمدت لها النيران » أي سكن لهبها « في أوطانها » أي في أماكنها ، وقال الكفعمي : يحتمل أن يكون نار الخليل التي أوقدها نمرود ، وكذا القول في نار فارس التي أخمدها الله سبحانه ليلة مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان لها ألف عام من قبل ذلك لم تخمد.

ويحتمل أن يكون المراد بالنيران المخمدة نيران اليهود وإليها الاشارة في القرآن بقوله تعالى : « كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله » (١) أي كلما أرادوا محاربة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله غلبوا ، ولم يكن لهم ظفر قط ، ثم قال : أقول في ذكر انزجار

____________________

(١) المائدة : ٦٤.

١٢١

العمق الاكبر الذي تحت التخوم الارضية وذكر ركود البحار والانهار وخضوع الرياح وخمود النيران له تعالى دليل على كمال جماله وجمال كماله.

وفي اللوامع أن هذه المذكورة هي البسائط الاربع : النار والهواء والماء والارض وكل منها محيط بالاخر والمركبات تخلق عن امتزاجها.

واعلم أن العمق الاكبر إشارة إلى العنصر الترابي والبحار والانهار إلى المائي ; والرياح إلى الهوائي ، والنيران إلى الناري ، وهذا يسمى في علم البديع بالترتيب ، وهو أن يعمد الشاعر أو الناثر إلى أوصاف شتى وموصوف واحد ، فيوردها على ترتيبها في الخلقة الطبيعة.

« وبسلطانك الذي عرفت لك به الغلبة دهر الدهور » قال : السلطان مأخوذ من السلاطة وهي القهر ، وهو فعلان يذكر ويؤنث ويجمع ، والسلطان أيضا الحجة والبرهان وهو المعنى المراد هنا ولم يجمع لاجرائه مجرى المصدر ، وكل سلطان في القرآن فمعناه الحجة النيرة ، واشتقاقه قيل من السليط وهو دهن الزيت لاضاءته ، والمراد بدهر الدهور هنا هو الابد الذي لا ابتداء له ولا نهاية ، والمعنى أنه عليه‌السلام أقسم عليه سبحانه بحجته وبرهانه الغالبة أبد الدهر.

« تجليت به للجبل » قال : التجلي هنا عبارة عن ظهور اقتدراه تعالى للجبل ، وتصدي أمره وإرادته « فجعلته دكا » أي مدكوكا وهو مصدر بمعنى مفعول ، وقال العزيزي دكا أى مدكوكا أي مستويا مع وجه الارض ، ومنه يقال ناقة دكاء إذا كانت مستوية السنام ، وأرض دكاء أي ملساء ، وقرئ دكاء بالمد والهمزة من غير تنوين والدكاء الربوة الناشزة من الارض لا تبلغ أن تكون جبلا ، وأصل الدك الكسر.

« وخر موسى صعقا » أي خر مغشيا عليه غشية كالموت من هول ما رأى وفي الدرر والغرر أنه لما ظهر نوره تعالى للجبل جعله دكا أي مستويا من الارض وقيل ترابا وقيل ساخ في الارض ، وقيل بقي أربع قطع واحدة بالمشرق واخرى بالمغرب وواحدة بالبحر واخرى صارت رملا ، وقيل صارت ستة أجبل بالمدينة ثلاثة : احد وورقان ورضوى ، وبمكة ثلاثة : ثور وثبير وحرى ، روي ذلك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٢٢

« وبمجدك الذي ظهر ـ إلى قوله ـ في جبل فاران » قال أما طور سينا فقد مر شرحه عند ذكر جبل حوريث ، وفي التكرار دلالة على تعظيم شأنه ، وساعير جبل بالحجاز يدعى جبل الشرات ، كان عيسى عليه‌السلام يناجي الله عليه وعنده إجابة الدعاء وقيل ساعير قبة كانت مع موسى كما يقال تخت الملك كرسيه وعندها إجابة الدعاء.

وأما فاران فهو جبل كان نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يناجي الله تعالى عليه ، وهو قريب من مكة وقال الطبرسي في الاحتجاج : بين فاران وبين مكة يومان وطلعة الله تعالى في ساعير وظهوره في جبل فاران عبارة عن ظهور وحيه وأمره ، وبروز إرادته واقتداره.

قال الشهرستاني صاحب الملل والنحل : قد ورد في التوراة أنه تعالى جاء من طور سيناء وظهر على ساعير وعلن بفاران ، ولما كانت الاسرار الالهية والانوار الربانية في الوحي والتنزيل والمناجاة والتأويل على مراتب ثلاثة مبدء ووسط وكمال والمجئ أشبه بالمبدء ، والظهور بالوسط ، والاعلان بالكمال ، عبر عن طلوع شريعة التوراة بالمجئ من طور سيناء ، وعن طلوع شريعة عيسى بالظهور على ساعير ، وعن البلوغ إلى درجة الكمال والاستواء وهي شريعة المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله بالاعلان على فاران.

« بربوات المقدسين ـ إلى قوله ـ المسبحين » قال : الربوات مواضع نزول الوحي على موسى عليه‌السلام ، ومن قال : إن الربوات بنو إسرائيل فليس بشئ وهي جمع ربوة مثلثة الراء ، وهي ما ارتفع من الارض وكذا الرابية ، وفي الحديث : الفردوس ربوة الجنة أي أرفعها ، وكل شئ زاد وارتفع فقد ربا يربو فهو راب ، والجنود هي الاعوان والملائكة مشتقة من الالوكة وهي الرسالة ، والصافين أي تصف صفوفا في السماء أو تصف أقدامها في السماء كما تصف المؤمنون أو أجنحتها في الهواء منتظرين أمر الله ، أو أجنحتها حول العرش ، قيل : ولما نزل قوله تعالى : « وإنا لنحن

١٢٣

الصافون » (١) اصطفت المسلمون في صلاتهم ، وليس يصطف أحد من أهل الملل في صلاتهم غير المسلمين ، والخشوع كالخضوع ، والمسبحون المصلون ، وسبح يعني صلى ، والسبحة النافلة ، وقيل المسبحين أي المنزهين الله ، ويحتمل أن يراد به الذاكرين الله ، قال الطبرسي في قوله تعالى : « فلو لا أنه كان من المسبحين » (٢) أي الذاكرين الله كثيرا بالتسبيح والتقديس ، وقال في قوله سبحانه : « وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون » أي المصلون والمنزهون.

« وببركاتك ـ إلى قوله ـ في امة موسى عليه‌السلام » قال : أقسم عليه سبحانه ببركاته التي بارك فيها على إبراهيم عليه‌السلام في امة نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والامة هم أتباع الانبياء ، والبركة لغة النماء والزيادة ، والتبريك الدعاء بالبركة ، وتبركت بكذا أي تيمنت وإنما نسب بركات إبراهيم إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من ولد إسماعيل بن إبراهيم ، ولان آل إبراهيم هم آل محمد صلى الله عليهم وإنما نسب بركات إسحاق إلى امة عيسى لانه من ولده ولانه أقرب إليه من موسى.

أقول : كذا في النسخ ولا أعرف له معنى ، ولعل تخصيص إبراهيم بامة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لكثرة ثناء الله عليه في القرآن ، وأن النبي (ص) مع كونه أشرف منه كان ينتمي إليه ويقول : أنا على ملة إبراهيم ، ولاتمام ما فعله من كسر الاصنام ، ولذكره مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الصلاة عليه ، كما يقال « كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم » ولكونه أشبه الناس به خلقا وخلقا ، ولغير ذلك من الروابط المعنوية ، وتخصيص إسحاق بعيسى ويعقوب بموسى لبعض المشابهات والمناسبات الصورية والمعنوية التي خفيت علينا ولانه أخذ من إبراهيم نزولا ومن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله صعودا فكان الانسب بالتريتب ما ذكر فتفطن ، ويمكن أن يكون ذكر عيسى مع إسحاق لكون أحدهما أول الانبياء من تلك الشعبة ، والاخر آخرهم.

« وباركت لحبيبك في عترته » أي في فضلهم وقربهم وكمالاتم ودرجاتهم

____________________

(١) الصافات : ١٦٦.

(٢) الصافات : ١٦٣.

١٢٤

« وذريته » لانهم صاروا أكثر من ذرية جميع من كان في عصره « وامته » لانهم ضعف جميع الامم كما ورد في الاخبار.

« وكما غبنا عن ذلك » الظاهر أن اسم الاشاره والضمائر راجعة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « وبعثته ورسالته ، وقال الكفعمي : الضمير في ذلك وفي « به » راجع إلى الاقسام والعزائم والانبياء المذكورين وهذا الدعاء ، أي مثل ما غبنا عن ذلك ولم نحضره وهو في معنى الشرط وجوابه أن تصلي ـ الخ.

وقال : وينبغي الوقوف على » لم نره « ثم يبتدء ويقول : « صدقا وعدلا » لئلا يشتبه المعنى بغيره لان المقصود وآمنا به صدقا وعدلا ولم نره. كما أمرت العلماء بالوقوف في مواضع كثيرة من القرآن كقوله : « فبهت الذي كفر » (١) فيقف القاري هن ثم يبتدئ ويقول : « والله لا يهدي القوم الظالمين » وقوله : « وطعامكم حل لكم » (٢) فيقف ثم يقول : « والمحصنات من المؤمنات » وأمثلة ذلك كثيرة وقوله : « صدقا وعدلا » منصوبان على الحال.

وقال ـ رحمه الله ـ آخذا من كتاب ابن خالويه وغيره : الصلاة تقال على تسعة معان : الاول الصلاة المعروفة بالركوع والسجود.

الثاني الدعاء كقوله تعالى : « وصل عليهم » (٣) ومنه الحديث إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب ، فان كان مفطرا فلياكل ، وإن كان صائما فليصل. أى فليدع لارباب الطعام بالمغفرة والبركة.

الثالث الرحمة التي هي صلاة الله ، قال السيد بهاء الدين بن عبدالحميد والشيخ مقداد أنها الرضوان تفصيا من التكرار في قوله تعالى : « اولئك عليهم

____________________

(١) البقرة : ٢٥٨.

(٢) المائدة : ٥.

(٣) براءة : ١٠٣.

١٢٥

صلوات من ربهم ورحمة » (١) وقال ابن خالويه : العطف لاختلاف اللفظين.

رابع التبريك كقوله تعالى : « إن الله وملائكته يصلون على النبي (٢) صلى‌الله‌عليه‌وآله » أي يباركون عليه.

الخامس الغفران لقوله تعالى : « اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة » وقال ابن عباس : المؤمن إذا سلم الامر لله ، ورجع واسترجع عند المصيبة ، كتب له ثلاث خصال من الخير : الصلاة من الله وهي المغفرة ، والرحمة ، وتحقيق سبيل الهدى.

السادس الدين والمذهب قال تعالى حكايه عن قول شعيب « قالوا يا شعيب أصلوتك تأمرك أن نترك ما يعبد آناؤنا » (٣) أي دينك.

السابع الاصلاح والتسوية قال الجوهري صليت العصا بالنار إذا لينتها وقومتها وصليت الرجل نارا أدخلته إليها وجعلته يصلاها.

الثامن بيت النصارى ومنه قوله تعالى : « لهدمت صوامع وبيع وصلوات » (٤) ويقال لهذا البيت أصلاة قاله ابن خالويه.

التاسع إحدى صلوي الدابة وهما ما اكتنف الذنب من يمين وشمال.

وقال : « الحميد » : هو المحمود الذى استحق الحمد بفعاله في جميع الاحوال سرائها وضراءها « والمجيد » هو الواسع الكرم ، وقال : » الشهيد « هو الشريف ذاته الجميل فعاله.

أقول : إنما بسطنا الكلام في شرح هذا الدعاء زائدا على غيره لتصدى الكفعمي قدس سره لشرحه فأخذنا منه بعض فوائده ، ولكونه من الادعية المشهورة ، وقد اشتمل على ألفاظ غريبة تحتاج إلى الشرح والبيان والله المستعان.

____________________

(١) البقرة : ١٥٧.

(٢) الاحزاب : ٥٦.

(٣) هود : ٨٧.

(٤) الحج : ٤٠.

١٢٦

٩

باب

* « ( أعمال الاسبوع وأدعيتها وصلواتها ) » *

١ ـ المتهجد والبلد الامين (١) والاختيار ـ دعاء ليلة الجمعة :

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم ربنا كنت ولم يكن قبلك شئ وأنت تكون حين لا يكون غيرك شئ ، لا يعلم أحد كنه عزتك ، ولا يستطيع أحد أن ينعت عظمتك ، ولا يعلم أحد أين مستقرك ، أنت فوق كل شئ وأنت وراء كل شئ ومع كل شئ وأمام كل شئ.

خلقت يا ذا الجلال والاكرام العزة لوحهك واختصصت (٢) الكبرياء والعظمة لنفسك ، وخلقت القوة والقدرة بسلطانك ، فسبحانك ربنا ولك الحمد على عظمة ملكك وجلال وجهك الذي ملاء نوره كل شئ ، وهو حيث لا يراه شئ يسبح بحمده فسبحانك ربنا وبحمدك.

اللهم ربنا ولك الحمد تسلطت فلا أحد من العباد وصفك (٣) تسلطت بعزتك و

____________________

(١) البلد الامين : ٧٠.

(٢) في المصدرين : وأخلصت.

(٣) في البلد : فلا أحد من العباد يحد وصفك.

١٢٧

تعززت بجبروتك ، وتجبرت بكبريائك ، وتكبرت بملكك ، وتملكت بقدرتك ، وقدرت بقوتك فلا يستطيع أحد من العباد وصفك ولا يقدر أحد قدرك ولا يسبق أحد من قضائك.

سبحانك ربنا ولك الحمد على جلال وجهك ، وعظمة ملكك الذي به قامت السموات والارض ، سبحانك ربنا (١) ولك الحمد ملات كل شئ عظمة وخلقت كل شئ بقدرة ، وأحطت بكل شئ [ علما ، وأحصيت كل شئ عددا ] (٢) ، وحفظت كل شئ [ كتابا ووسعت كل شئ ] (٣) رحمة ، وأنت أرحم الراحمين.

فسبحانك ربنا ولك الحمد على عزة سلطانك الذي خشع له كل شئ من خلقك ، وأشفق منه كل عبادك ، وخضعت له كل خليقتك.

اللهم صل على محمد وآله واجزه أفضل الجزاء وأفضل ما أنت جاز أحدا من أنبيائك على حفظه دينك ، وإبلاغه كتابك ، واتباعه وصيتك وأمرك ، حتى تشرفه يوم القيامة بتفضيلك إياه على جميع رسلك يا ذا الجلال والاكرام.

اللهم كما استنقذتنا بما انتجبت محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهديتنا بما بعثته ، وبصرتنا بما أوصيته من العمل ، فصل عليه وعلى آله ، واجزه عنا أفضل الجزاء وأفضل ما جزيت (٤) نبيا من أنبيائك ورسلك ، وأجمع (٥) لي به خير الدنيا والاخرة ، إنك ذو فضل كريم يا ذا الجلال والاكرام (٦)

____________________

(١) في البلد : اللهم ربنا.

(٢ و ٣) ما بين العلامتين ساقط من الاصل.

(٤) جازيت خ.

(٥) أن تجمع لى خ.

(٦) مصباح المتهجد : ٣٤٢.

١٢٨

دعاء يوم الجمعة (١) :

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم إني أحمدك وأنت للحمد أهل بمحامدك الكثيرة الطيبة التي استوجبتها على بحسن صنيعك إلى في الامور كلها ، فانك قد اصطنعت عندى بأن أحمدك كثيرا واسبحك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ، وفي الامور كلها واقيا ، وعني مدافعا ، تواترني بالنعم والاحسان أن (٢) عزمت خلقي إنسانا من نسل آدم الذي كرمت وفضلت جل ثناؤك وتعالى ذكرك.

وإذ استنقذتني من الامم التي أهلكت حتى أخرجتني من الدنيا أسمع وأعقل وابصر ، وإذ جعلتني (٣) من امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله المرحومة (٤) المثاب عليها ، وربيتني على ذلك صغيرا ولم تغادر من إحسانك إلى شيئا ، فتحمدك نفسي بحسن الفعال في المنازل كلها على خلقي وصورتي وهدايتي ورفعك إياي منزلة حتى بلغت بي هذا اليوم من العمر ما بلغت مع جميع نعمك والارزاق التي أنت عندي بها محمود مشكور لا إله إلا أنت.

وعلى ما جعلته لي بمنك قوة في بقية المدة وعلى ما رفعت عني من الاضطرار ، واستجبت لي من الدعاء في الرغبات ، وأحمدك على حالي هذه كلها وما سواها مما احصي ومما لا احصى.

هذا ثنائي عليك مهللا مادحا تائبا مستغفرا متعوذا ذاكرا لتذكرني بالرضوان (٥) جل ثناؤك ولك الحمد كما توليت الحمد بقدرتك ، واستخلصت الحمد لنفسك ، و

____________________

(١) البلد الامين : ٨٣ ، مصباح المتهجد : ٣٤٣.

(٢) في مصباح المتهجد : اذ عزمت.

(٣) في المصباح : خلقتنى.

(٤) المرحومة المثابة خ.

(٥) لتذكرنى والرضوان ح ل.

١٢٩

جعلت الحمد من خاصتك ، ورضيت بالحمد من عبادك ، وفتحت (١) بالحمد كتابك ، وختمت بالحمد قضاءك ، ولم يعدل إلى غيرك ولم يقصر الحمد دونك ، فلا مدفع للحمد عنك ولا مستقر للحمد إلا عندك ، ولا ينبغي الحمد إلا لك.

حمدا ، عدد ما أنشأت وملء ما ذرأت وعدد ما حمدك به جميع خلقك ، و كما رضيت به لنفسك ورضيت به عمن حمدك ، وكما حمدت نفسك واستحمدت إلى خلقك ، وكما رضيت لنفسك وحمدك جميع ملائكتك يا أرحم الراحمين.

حمدا يكون أرضى الحمد لك ، وأكثر الحمد عندك ، وأطيبه لديك حمدا يكون أحب الحمد إليك وأشرف الحمد عندك ، وأسرع الحمد إليك.

حمدا عدد كل شئ خلقته ، وملء كل شئ خلقته ، ووزن كل شئ خلقته ولك الحمد مثله ومعه أضعافا مضاعفة ، كل ضعف منه عدد كل شئ أحاط به علمك وملء كل شئ أحاط به علمك ، وزنة كل شئ أحاط به علمك ; يا ذا العلم العليم والملك القديم ، والشرف العظيم ، والوجه الكريم.

حمدا دائما يدوم مادام سلطانك ، ويدوم مادام وجهك ، ويدوم ما دامت جنتك ، ويدوم ما دامت نعمتك ، ويدوم ما دامت رحمتك ، حمدا مداد الحمد و غايته ومعدنه ومنتهاه وقراره ومأواه ، حمدا مداد كلماتك وزنة عرشك وسعة رحمتك وزنة كرسيك ورضى نفسك وملء برك وبحرك ، وحمدا سعة علمك ومنتهاه وعدد خلقك ومقدار عظمتك وكنه قدرتك ومبلغ مدحتك.

حمدا يفضل المحامد كفضلك على جميع خلقك ، وحمدا عدد خفقان أجنحة الطير في الهواء ، وعدد نجوم السماء والدنيا منذ كانت ، وإذ عرشك على الماء حين لا أرض ولا سماء ، وحمدا يصعد ولا ينفد يبلغك أوله ولا ينقطع آخره حمدا سرمدا لا يحصى عددا ولا ينقطع أبدا حمدا كما تقول وفوق ما نقول ، حمدا كثيرا نافعا طيبا واسعا مباركا فيه حمدا يزداد كثرة وطيبا.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، وبارك على محمد وآل محمد ، وترحم على محمد

____________________

(١) في مصباح المتهجد : ففتحت.

١٣٠

وآل محمد ، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأعطه اليوم أفضل الوسائل وأشرف الاعاطي وأعظم الحباء وأكرم المنازل وأسرع الجدود وأقر الاعين ، اللهم أعط محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله الوسيلة والفضيلة والزكاية والسعادة والرفعة والغبطة وشرف المنتهى والنصيب الاوفى والغاية القصوى والرفيق الاعلى ، وأعطه حتى يرضى وزده بعد الرضا.

اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك الامي الذي خلقته لنبوتك و أكرمته برسالتك وبعثته رحمة لخلقك ، وعلى آل محمد ، اللهم أقبل عليه راضيا بوجهك وأظله في ظل عرشك ، واجعله في المحل الرفيع من جنتك.

اللهم صل على محمد وآل محمد نبي الرحمة وقائد الخير وإمام الهدى والداعي إلى سبيل الاسلام ، ورسولك يا رب العالمين ، وخاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين ونجي الروح الامين ورضى المؤمنين وصفى المصطفين.

اللهم صل على محمد وآل محمد كماتلا آياتك وبلغ رسالاتك وعمل بطاعتك وصدع بأمرك ونصح لعبادك وجاهد في سبيلك ودب عن حرماتك وأقام حدودك و أظهر دينك ووفى بعهدك ، واوذي في جنبك ودعا إلى كتابك ، وعبدك مخلصا حتى أتاه اليقين وكان بالمؤمنين رؤفا رحيما.

اللهم صل على محمد وآل محمد وأكرمه كرامة تبدو فضيلتها على جميع الخلايق وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد ، اللهم اجعل محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله أحب خلقك حبا وأفضلهم عندك شرفا وأوفرهم لديك نصيبا وأعظمهم عندك زلفى وأقرهم برؤيتك عينا وأطلقهم لسانا وأكرمهم مقاما وأدناهم منك مجلسا وأقربهم إليك وسيلة وأكثرهم تبعا وأشرقهم وجها وأتمهم نورا وأنجحهم طلبة وأعلاهم كعبا وأوسعهم في الجنة منزلا إله الحق المبين.

اللهم اجعل في المنتجبين كرامته ، وفي الاكرمين محبته ، وفي الاعلين

١٣١

ذكره ، وفي الافضلين منزلته ، وفي المصطفين محبته ، وفي المقربين مودته ، وفي عليين داره ، وأعطه امنيته وغايته ورضا نفسه ومنتهاها.

اللهم صل على محمد وآل محمد وشرف بنيانه وعظم برهانه وثقل ميزانه وكرم نزله وأحسن مآبه وأجزل ثوابه وتقبل شفاعته وقرب وسيلته وبيض وجهه وأتم نوره وارفع درجته وأحينا على سنته وتوفنا على ملته وتجربنا منهاجه (١) ولا تخالف بنا عن سبيله ، واجعلنا ممن يليه واحشرنا في زمرته وعرفنا وجهه كما عرفتنا اسمه ، وأقرر عيوننا برؤيته كما أقررتها بذكره ، وأوردنا حوضه كما آمنا به ، واسقنا بكأسه واجعلنا معه وفي حزبه ولا تفرق بيننا وبينه واجعلنا ممن تناله شفاعته صلى‌الله‌عليه‌وآله كلما ذكر السلام ، فعلى نبينا وآله منا رحمة وسلام.

اللهم إني أسئلك بوجهك الكريم الحسن الجميل الذي ليس كمثله شئ نور السماوات والارض ذو الجلال والاكرام ، وكلماتك التي لا يجاوزهن برولا فاجر ، وبسلطانك العظيم وقرآنك الحكيم وفضلك الكبير ومنك الكريم وملكك القديم وخلقك العظيم ، وبمغفرتك ورحمتك الواسعة ، وباحسانك ورأفتك البالغة وبعظمتك وكبريائك وجبروتك ، وبفخرك وجلالك ومجدك وكرمك وبركاتك وبحرمة محمد وآل محمد ، وبحرمة عبادك الصالحين ، فانك أمرت بالدعاء وضمنت الاجابة ، وإنك لا تخلف الميعاد.

وأدعوك لذلك إلهي وأرغب إليك لذلك إلهى إني لا أبرح من مقامي هذا ولا تنقضي مسئلتي حتى تغفرلي كل ذنب أذنبته وكل شئ تركته مما أمرتني به و كل شئ أتيته مما نهيتني عنه ، وكل شئ كرهت من أمري وعملي ، وكل شئ تعديته من أمرك وحدودك ، وكل شئ وعدت فأخلفت وكل شئ عهدت فنقضت وكل ذنب فعلته ، وكل ظلم ظلمته وكل جور جرته وكل زيغ زغته وكل سفه سفهته وكل سوء أتيته قديما أو حديثا صغيرا أو كبيرا دقيقا أو جليلا مما أعلم ومما لا أعلم.

____________________

(١) في المصباح : وخذبنا على منهاجه ، وفى البلد : وتحربنا منهاجه.

١٣٢

وما نظر إليه بصري وأصغى إليه سمعي أو نطق به لساني أوساغ في حلقي أو ولج في بطني أو وسوس في صدري أو ركن إليه قلبي أو بسطت إليه يدي أو مشت إليه رجلاي أو باشره جلدي أو أفضى إليه فرجي أو لان له طوري ، أو قلبت له شيئا من أركاني مغفرة عزما جزما لا تغادر بعدها ذنبا ولا أكتسب بعدها خطيئة ولا إثما ، مغفرة تطهر بها قلبي ، وتخفف بها ظهري وتجاوز بها عن إصري وتضع بها عني وزري وتزكي بها عملي وتجاوز بها عن سيئآتي وتلقنني بها عند فراق الدنيا حجتي وأنظر بها إلى وجهك الكريم يوم القيامة ، وعلى منك نور وكرامة.

يا فعال الخير والنعماء ، يا مجلي عظايم الامور ، ويا كاشف الضر يا مجيب دعوة المضطرين يا راحم المساكين ، صل على محمد وآل محمد وإليك جأرت نفسي وأنت منتهى حيلتي ومنتهى رجائي وذخري ، وإليك منتهى رغبتي ، أنت الغني وأنا الفقير وأنت السيد وأنا العبد ، وإنما يسئل العبد سيده ، إلهي فلا ترد دعائي ولا تقطع رجائي ولا تجبهني برد مسئلتي ، واقبل معذرتي وتضرعي ، ولا تهن عليك شكواي فبك اليوم أنزلت حاجتى ورغبتي ، وإليك وجهت وجهي ، لا إله إلا أنت رب العرش العظيم ، أنت خير من سئل وأوسع من أعطى وأرحم من قدر وأحق من رحم وغفر وعفى وتجاوز ، أنت أحق من تاب علي وقبل العذر والملق ، وأنت أحق من أعاذ وخلص ونجى وأنت أحق من أغاث وسمع واستجاب ، لانه لا يرحم رحمتك أحد ، ولا ينجي نجاتك أحد.

اللهم فأرشدني وسددني ووفقني لما تحب وترضى من الاعمال برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين ، أستلطف الله العلي العظيم اللطيف لما يشاء في تيسير ما أخاف عسره ، فان تيسير العسير على الله سهل يسير وهو على كل شئ قدير (١).

٢ ـ المتهجد وجنة الامان (٢) وما الحق الشهيد ـ ره ـ بالصحيفة

____________________

(١) البلد الامين : ٨٧. مصباح المتهجد : ٣٤٨.

(٢) مصباح المتهجد : ٣٤٨ ، جنة الامان : ٩٦.

١٣٣

الكاملة : دعاء آخر للسجاد عليه‌السلام وهو من أدعية الاسبوع.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الاول قبل الاشياء ، والاحياء ، والاخر بعد فناء الاشياء العليم الذي لا ينسى من ذكره ولا ينقص من شكره ولا يخيب من دعاء ولا يقطع رجاء من رجاه.

اللهم إني اشهدك وكفى بك شهيدا واشهد جميع ملائكتك ورسلك وسكان سمواتك وحملة عرشك ومن بعثت من أنبيائك ورسلك ، وأنشأت من أصناف خلقك أنى أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ولا عديل ، ولا خلف لقولك ولا تبديل ، وأن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عبدك ورسولك أدى ما حملته إلى العباد و جاهد في الله عزوجل حق الجهاد وأنه بشر بما هو حق من الثواب ، وأنذر بما هو صدق من العقاب.

اللهم ثبتني على دينك ما أحييتني ، ولا تزع قلبي بعد إذ هديتنى وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، صل على محمد وآل محمد ، واجعلني من أتباعه وشيعته ، واحشرني في زمرته ، ووفقني لاداء فرض الجمعات ، وما أوجبت على فيها من الطاعات ، وقسمت لاهلها من العطاء في يوم الجزاء ، إنك أنت العزيز الحكيم (١).

٣ ـ المتهجد والبلد والجنة (٢) والاختيار ومنهاج الصلاح : دعاء آخر للكاظم عليه‌السلام وهو من أدعية الاسبوع : مرحبا بخلق الله الجديد ، وبكما من كاتبين وشاهدين اكتبا بسم الله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأن الاسلام كما وصف ، والدين كما شرع ، وأن الكتاب كما أنزل ، والقول كما حدث ، وأن الله هو الحق المبين.

حيا الله محمدا بالسلام وصلوات الله وبركاته وشرايف تحياته وسلامه على محمد وآله.

____________________

(١) البلد الامين : ٨٧.

(٢) مصباح الكفعمى : ٩٧ ـ ٩٦.

١٣٤

أصبحت في أمان الله الذي لا يستباح ، وفي ذمة الله التي لا تخفر وفي جوار الله الذي لا يضام ، وكفنه الذي لا يرام ، وجار الله آمن محفوظ ، ما شاء الله كل نعمة فمن الله ، ما شاء الله لا يأتي بالخير إلا الله ، ما شاء الله نعم القادر الله ، ما شاء الله توكلت على الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير.

اللهم اغفرلي كل ذنب يحبس رزقي ويحجب مسئلتي أو يقصر بي عن بلوغ مسئلتي أو يصد بوجهك الكريم عني ، اللهم اغفرلي وارزقني وارحمني واجبرني وعافني واعف عني ، وارفعني واهدني وانصرني ، وألق في قلبي الصبر والنصر يا مالك الملك فانه لا يملك ذلك غيرك.

اللهم وما كتبت على من خير فوفقني فيه ، واهدني له ، ومن على به كله وأعني وثبتني عليه ، واجعله أحب إلى من غيره وآثر عندي مما سواه ، وزدني من فضلك اللهم إني أسألك رضوانك والجنة ، وأعوذ بك من سخطك والنار ، وأسئلك النصيب الاوفر في جنات النعيم ، اللهم طهر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ، فانك تعلم خائنة الاعين و ما تخفي الصدور ، اللهم إن كنت عندك محروما مقترا علي رزقي فامح حرماني وتقتير رزقى ، واكتبني عندك مرزوقا موفقا للخيرات ، فانك قلت تبارك وتعاليت « يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب » اللهم وصل على محمد وآله وإنك حميد مجيد (١).

٤ ـ المتهجد والبلد والجنة والاختيار : تسبيح يوم الجمعة : بسم الله الرحمن الرحيم ، سبحان من لبس العز والوقار وتأزر به سبحان من تعطف بالمجد وتكرم به ، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان من أحصى كل شئ بعلمه ، سبحان ذي الطول والفضل ، سبحان ذي المن والنعم ، سبحان ذي القدرة والكرم.

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٣٥٠ البلد الامين : ٨٧.

١٣٥

اللهم إني أسئلك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، و باسمك الاعظم وذكرك الاعلى ، وبكلماتك التامة وتمت كلماتك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماتك إنك أنت العزيز الكريم.

يا ذا الجلال والاكرام ، أسئلك بما لا يعدله شئ من مسائلك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وأن توسع على رزقي في يسر منك وعافية ، سبحان الحي الحليم ، سبحان الحليم الكريم ، سبحان الباعث الوارث ، سبحان الله العلي العظيم سبحانه وبحمده.

اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (١).

عوذة يوم الجمعة :

٥ ـ المتهجد (٢) : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثنا أبوأحمد عبدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي ، عن أبيه ، عن عبدالعظيم ابن عبدالله الحسنى رضي الله عنه أن أبا جعفر محمد بن علي عليه‌السلام كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن عليه‌السلام وهو صبي في المهد وكان يعوذه بها يوما فيوما.

البلد (٣) والجنة والاختيار : بسم الله الرحمن الرحيم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم رب الملائكة والروح والنبيين والمرسلين ، وقاهر من في السموات والارضين ، وخالق كل شئ ومالكه ، كف عني بأس أعداءنا ومن أرادبنا سوء من الجن والانس ، وأعم أبصارهم وقلوبهم ، واجعل بيننا وبينهم حجابا وحرسا ومدفعا إنك ربنا ، ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله عليه توكلنا وإليه أنبنا وهو العزيز الحكيم ، ربنا وعافنا من شر كل سوء ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، ومن شر ما سكن في الليل والنهار ، ومن شر كل سوء ، ومن شر كل ذي شر.

____________________

(١) البلد الامين ٨٨ ، جنة الامان : ٩٧ مصباح المتهجد : ٣٤٨.

(٢) مصباح المتهجد : ٣٤٨.

(٣) البلد الامين : ٨٨.

١٣٦

رب العالمين وإله المرسلين ، صل على محمد وآله أجمعين وخص محمدا وآله بأتم ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

بسم الله ، وبالله أو من ، وبالله أعوذ وبالله أعتصم ، وبالله أستجير ، وبعزة الله ومنعته أمتنع من شياطين الانس والجن ، ومن رجلهم وخيلهم وركضهم وعطفهم ورجعتهم وكيدهم وشرهم وشر ما يأتون به تحت الليل وتحت النهار ، من البعد والقرب ، ومن شر الغائب والحاضر والشاهد والزائر أحياء وأمواتا ، أعمى و بصيرا ، ومن شر العامة والخاصة ومن شر نفسي ووسوستها ، ومن شر الدناهش والحس واللمس واللبس ومن عين الجن والانس ، وبالاسم الذي اهتزله عرش بلقيس ، وأعيذ ديني وجميع ما تحوطه عنايتي من شر كل صورة وخيال أو بياض أو سواد ، أوتمثال أو معاهد أو غير معاهد ممن سكن الهواء والسحاب ، والظلمات والنور ، والظل والحرور ، والبر والبحور ، والسهل والوعور ، والخراب و العمران ، والاكام والاجام ، والمغايض والكنايس ، والنواويس والفلوات ، و الجبانات ، من الصادرين والواردين ممن يبدو بالليل وينتشر بالنهار ، وبالعشي والابكار ، والغدو والاصال ، والمريبين والاسامرة والافاترة والفراعنة والابالشة ومن جنودهم وأزواجهم وعشايرهم وقبايلهم ، ومن همزهم ولمزهم ونفثهم ووقاعهم وأخذهم وسحرهم وضربهم وعبثهم ولمحهم واحتيالهم وأخلاقهم ومن شر كل ذي شر من السحرة والغيلان وام الصبيان وما ولدوا وما وردوا ، ومن شر كل ذي شر داخل وخارج وعارض ومتعرض وساكن ومتحرك وضربان عرق وصداع وشقيقة وام ملدم والحمى والمثلثة والربع والغب والنافضة و الصالبة والداخله والخارجة ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم ، وصلى الله على محمد وآل محمد وسلم تسليما كثيرا (١).

٦ ـ طب الائمة : باسناده عن الصادق عليه‌السلام عوذة يوم الجمعة :

____________________

(١) جنة الامان ( مصباح الكفعمي ) : ٩٩ ، وفى هامشه شرح بعض المشكلات من اللغة ، وقد مر الدعاء بشرحه وتوضيحه في ج ٩٤ ص ٢٠٤ و ٣٦٤.

١٣٧

بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله ، العلي العظيم ، الله رب الملائكة والروح والنبيين والمرسلين ، وقاهر من في السماوات والارضين ، و خالق كل شئ ومالكه ، كف بأسهم وأعم أبصارهم وقلوبهم ، واجعل بيننا وبينهم حرسا وحجابا ومدفعا إنك ربنا لا حول ولا قوة إلا بك ، عليك توكلنا وإليك أنبنا وأنت العزيز الحكيم ، عاف فلان بن فلانة من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ومن شر ما سكن في الليل والنهار ، ومن شر كل سوء آمين يا رب العالمين ، و صلى الله على محمد نبي الرحمة وآله الطاهرين (١).

٧ ـ البلد (٢) : دعاء عظيم يدعى به يوم الجمعة وهو من أدعية الاسبوع لعلي عليه‌السلام :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي لا من شئ كان ، ولا من شئ كون ما قد كان » مستشهد بحدوث الاشياء على أزليته ، وبما وسمها به من العجز على قدرته وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه ، لم يخل منه مكان فيدرك بأينيته ، ولا له شبح مثال فيوصف بكيفية ، ولم يغب عن شئ فيعلم بحيثيته.

مبائن لجميع ما أحدث في الصفات ، وممتنع عن الادراك بما ابتدع من تصرف الذوات ، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات ، محرم على بوارع ناقبات الفطن تحديده ، وعلى عوامق ثاقبات الفكر تكييفه ، وعلى غوائص سابحات النظر تصويره ، ولا تحويه الاماكن لعظمته ، ولا تذرعه المقادير لجلاله ، ولا تقطعه المقاييس لكبريائه.

ممتنع عن الاوهام أن تكتنهه ، وعن الافهام أن تستغرقه ، وعن الاذهان أن تمثله ، قد يئست عن استنباط الاحاطة به طوامح العقول ، ونضبت عن الاشارة إليه بالاكتناه بحار العلوم ، ورجعت بالصغر من السمو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم.

____________________

(١) طب الائمة : ٤٤ ـ ٤٥ ط نجف.

(٢) البلد الامين : ٢٩.

١٣٨

واحد لا من عدد ، ودائم لا بأمد ، وقائم لا بعمد ، ليس بجنس فتعادله الاجناس ولا بشبح فتضارعه الاشباح ، ولا كالاشياء فتقع عليه الصفات ، قد ضلت العقول في أمواج تيار إدراكه ، وتحيرت الاوهام عن إحاطة ذكر أزليته ، وحصرت الافهام عن استشعار وصف قدرته ، وغرقت الاذهان في لجج أفلاك ملكوته.

مقتدر بالالاء ، ممتنع بالكبرياء ، ومتملك على الاشياء ، فلا دهر يخلقه ، ولا وصف يحيط به ، قد خضعت له رقاب الصعاب في محل تخوم قرارها ، وأذعنت له رواصن الاسباب في منتهى شواهق أقطارها ، مستشهد بكلية الاجناس على ربوبيته ، وبعجزها على قدرته ، وبفطورها على قدمته ، وبزوالها على بقائه ، فلالها محيص عن إدراكه إياها ، ولا خروج عن إحاطته بها ، ولا احتجاب عن إحصائه لها ، ولا امتناع من قدرته عليها ، كفى باتقان الصنع له آية ، وبتركيب الطبع عليه دلالة ، وبحدوث الفطر عليه قدمة ، وبإحكام الصنعة عليه عبرة ، فلا إليه حد منسوب ، ولا له مثل مضروب ، ولا شئ عنه بمحجوب ، تعالى عن ضرب الامثال له ، والصفات المخلوقة علوا كبيرا.

وسبحان الله الذي خلق الدنيا للفناء والبيود ، والاخرة للبقاء والخلود وسبحان الله الذي لا ينقصه ما أعطى فأسنى ، وإن جاز المدى في المنى ، وبلغ الغاية القصوى ، ولا يجور في حكمه إذا قضى ، وسبحان الله الذى لا يرد ما قضى ، و لا يصرف ما أمضى ، ولا يمنع ما أعطى ، ولا يهفو ولا ينسى ، ولا يعجل بل يمهلء ويعنو ويغفر ، ويرحم ويصبر ، ولا يسئل عما يفعل وهم يسألون.

ولا إله إلا الله الشاكر للمطيع له ، المملي للمشرك به ، القريب ممن دعاه على حال بعده ، والبر الرحيم لمن لجأ إلى ظله واعتصم بحبله ، ولا إله إلا الله المجيب لمن ناداه بأخفص صوته ، السميع لمن ناجاه لاغمض سره ، الرؤف بمن رجاه لتفريج همه القريب ممن دعاه لتنفيس كربه وغمه ، ولا إله إلا الله الحليم عمن ألحد في آياته ، وانحرف عن بيناته ، ودان بالجحود في كل حالاته ، والله

١٣٩

أكبر القاهر للاضداد ، المتعالى عن الانداد ، والمتفرد بالمنة على جميع العباد ، والله أكبر المحتجب بالملكوت والعزة المتوحد بالجبروت والقدرة ، والمتردي بالكبرياء والعظمة ، الله أكبر المتقدس بدوام السلطان ، والغالب بالحجة والبرهان ، ونفاذ المشية في كل حين وأوان.

اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، وأعطه اليوم أفضل الوسائل وأشرف العطاء ، وأعظم الحباء والمنازل ، وأسعد الجدود وأقر الاعين ، اللهم صل على محمد وآل محمد وأعطه الوسيلة والفضيلة والمكان الرفيع والغبطة وشرف المنتهى والنصيب الاوفى والغاية القصوى والرفيع الاعلى حتى يرضى وزده بعد الرضى.

اللهم صل على محمد وآل محمد الذين أمرت بطاعتهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، اللهم صل على محمد وآل محمد الذين ألهمتهم علمك ، واستحفظتهم كتابك ، واسترعيتهم عبادك ، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وحبيبك وخليلك وسيد الاولين والاخرين من الانبياء والمرسلين ، والخلق أجمعين وعلى آله الطيبين الذين أمرت بطاعتهم وأوجبت علينا حقهم ومودتهم.

اللهم إني اقدمهم بين يدي مسئلتي وحاجتي ، وأستشفع بهم عندك أمام طلبتي وأسئلك اللهم سؤال وجل من انتقامك ، حاذر من نقمتك ، فزع إليك منك ، لم يجد لفاقته مجيرا غيرك ، ولا لخوفه أمنا غير فنائك ، وتطولك يا سيدي ومولاي على مع طول معصيتي لك أقصد إليك وإن كانت سبقتني الذنوب ، وحالت بيني وبينك ، لانك عماد المعتمد ، ورصد المرتصد ، لا تنقصك المواهب ولا تغيضك المطالب ، فلك المنن العظام والنعم الجسام.

يا كثير الخير ، يا دائم المعروف ، يا من لا تنقص خزائنه ، ولا يبيد ملكه ولا تراه العيون ، ولا تعزب منه حركة ولا سكون ، لم تزل ولا تزال ، ولا يتوارى عنك متوار في كنين أرض ولا سماء ولا تخوم ولا قرار تكفلت بالارزاق ، يا رزاق وتقدست عن أن تتناولك الصفات ، وتعززت عن أن يحيط بك تصاريف اللغات ، و لم تكن مستحدثا فتوجد متنقلا عن حالة إلى حالة ، بل أنت الفرد الاول والاخر

١٤٠