بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨٧
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٥

( باب )

« نوافل يوم الجمعة وترتيبها وكيفيتها وأدعيتها »

١ ـ المتهجد (١) ، وجمال الأسبوع (٢) ، وغيرهما : ثم تصلي نوافل الجمعة على ما وردت به الرواية عن الرضا ع قال تصلي ست ركعات بكرة وست ركعات بعدها اثنتي عشرة وست ركعات بعد ذلك ثمان عشرة وركعتين عند الزوال وينبغي أن تدعو بين كل ركعتين بالدعاء المروي عن علي بن الحسين ع ـ أنه كان يدعو به بين الركعات الدعاء بعد الركعتين الأولتين اللهم إني أسألك بحرمة من عاذ بك منك ولجأ إلى عزك واعتصم بحبلك ولم يثق إلا بك يا واهب العطايا يا من سمى نفسه من جوده الوهاب صل على محمد وآل محمد المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وارزقني حلالا طيبا مما شئت فإنه لا يكون إلا ما شئت حيث شئت كما شئت.

__________________

(١) مصباح الشيخ : ٢٤٢.

(٢) جماع الأسبوع : ٣٧٠.

١

زيادة في هذا الدعاء من رواية اخرى : اللهم قلبي يرجوك لسعة رحمتك ونفسى تخافك لشدة عقابك فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تؤمنني مكرك وتعافيني من سخطك ، وتجعلنى من أولياء طاعتك ، وتفضل على برحمتك ومغفرتك وتسرني بسعة فضلك عن التذلل لعبادك وترحمني من خيبة الرد وسفع نار الحرمان.

ثم تقوم وتصلي ركعتين وتقول : اللهم كما عصيتك واجترأت عليك ، فاني أستغفرك لما تبت إليك منه ثم عدت فيه ، وأستغفرك لما وأيت به على نفسي ولم أف به وأستغفرك للمعاصي التى قويت عليها بنعمتك ، وأستغفرك لكل ما خالطني من كل خير أردت به ما ليس لك فانك أنت أنت وأنا أنا.

زيادة اللهم صل على محمد وآل محمد وعظم النور في قلبي وصغر الدنيا في عيني واحبس لساني بذكرك عن النطق بما لا يرضيك واخرس نفسي من الشهوات ، واكفني طلب ما قدرت لى عندك حتى أستغتى به عما في أيدي عبادك.

ثم تقوم وتصلي الركعتين الثالثة وتقول اللهم إني أدعوك وأسألك بما دعاك به ذوالنون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبت له فانه دعاك وهو عبدك وأنا أدعوك وأنا عبدك وسألك وأنا أسألك ففرج عنى كما فرجت عنه ، وأدعوك اللهم بما دعاك به أيوب إذ مسها الضر فنادى أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ففرجت عنه ، فانه دعاك وهو عبدك ، وأنا أدعوك وأنا عبدك ، وسألك وأنا أسألك ففرج عني كما فرجت عنه ، وأدعوك بما دعاك به يوسف إذ فرقت بينه وبين أهله ، وإذ هو في السجن ففرجت عنه ، فانه دعاك وهو عبدك ، وأنا أدعوك وأنا عبدك ، وسألك وأنا أسألك ، فاستجب لي كما استجبت له وفرج عني كما فرجت عنه.

وأدعوك اللهم وأسئلك بما دعاك به النبيون فاستجبت لهم ، فانهم دعوك و هم عبيدك وسألوك وأنا أسألك ، أن تصلي على محمد وآل محمد بأفضل صلواتك وأن تبارك عليهم بأفضل بركاتك ، وأن تفرج عني كما فرجت عن أنبيائك ورسلك و عبادك الصالحين.

٢

زيادة اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأغننى باليقين ، وأعني بالتوكل ، واكفني روعات القنوط ، وافسح لي في انتظار جميل الصنع ، وافتح لى باب الرحمة إليك ، والخشية منك ، والوجل من الذنوب ، وحبب إلى الدعاء ، وصله منك بالاجابة.

ثم تخر ساجدا وتقول في سجودك : سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم الباقي ، سجد وجهي متعفرا في التراب لخالقه ، وحق له أن يسجد ، سجد وجهى لمن خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين ، سجد وجهي الحقير الذليل لوجهك العزيز الكريم ، سجد وجهي اللئيم الذليل لوجهك الكريم الجليل.

ثم ترفع رأسك وتدعو بهذا الدعاء اللهم صل على محمد وآله ، واجعل النور في بصري ، واليقين في قلبي ، والنصيحة في صدري ، وذكرك بالليل والنهار على لساني ، ومن طيب رزقك يا رب غير ممنون ولا محظور فارزقني ، ومن ثياب الجنة فاكسني ، ومن حوض محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فاسقني ، ومن مضلات الفتن فأجرني ، ولك يا رب في نفسي فذللني ، وفي أعين الناس فعظمنى ، وإليك يا رب فحببنى ، وبذنوبى فلا تفضحنى ، وبسريرتى فلا تخزنى وبعملى تبسلنى ، وغضبك فلا تنزل بى ، اشكو إليك غربتى وبعد داري وطول أملى واقتراب أجلى وقلة معرفتى فنعم المشتكى إليه أنت يا رب ، ومن شر الجن والانس فسلمنى ، إلى من تكلنى يا رب المستضعفين إلى عدو ملكته أمري ، أو إلى بعيد فيتجهمنى؟

اللهم إني أسئلك خير المعيشة معيشة أقوى بها على جميع حاجاتى ، وأتوصل بها إليك في حياة الدنيا وفي آخرتى ، من غير أن تترفنى فيها فأطغى ، أو تقترها على فأشقى ، وأوسع علي من حلال رزقك ، وأفض على من حيث شئت من فضلك ، وانشر على من رحمتك ، وأنزل علي من بركاتك ، نعمة منك سابغة وعطاء غير ممنون ، و لا تشغلنى عن شكر نعمتك علي باكثار منها تلهينى عجايب بهجته ، وتفتننى زهرات نضرته ، ولا باقلال علي منها فيقصر بعملى كده ، ويملاء صدري همه ، وأعطنى

٣

من ذلك يا إلهى غنى عن شرار خلقك ، وبلاغا أنال به رضوانك ، وأعوذ بك يا إلهى من شر الدنيا وشر أهلها ، وشر مافيها ، ولا تجعل الدنيا لى سجنا ، ولا فراقها على حزنا ، أجرنى من فتنتها مرضيا عنى ، مقبولا فيها عملى إلى دار الحيوان ومساكن الاخيار وأبدلنى بالدنيا الفانية نعيم الدار الباقية.

اللهم إني أعوذ بك من أزلها وزلزالها وسطوات سلطانها ، ومن شر شياطينها وبغي من بغى علي فيها ، اللهم من كادنى فصل على محمد وآله وكده ، ومن أرادنى فصل على محمد وآله وأرده ، وفل عنى حد من نصب لى حده وأطفأ عنى نار من شب لى وقوده ، واكفنى هم من أدخل علي همه ، وادفع عنى شر الحسدة ، و أعصمنى من ذلك بالسكينة ، وألبسنى درعك الحصينة ، واحبنني في سترك الواقي ، وأصلح لى حالى للم عيالى ، وصدق مقالى بفعالى ، وبارك لى في أهلى ، وولدي ومالى.

اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته المرضيين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وآله واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وارزقني حلالا طيبا واسعا مما شئت وأنى شئت وكيف شئت فانه لا يكون إلا ما شئت حيث شئت كما شئت.

فان أراد أن يصلي الست ركعات الثانية فليصل ركعتين ويقول بعدهما أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأشهد أن الدين كما شرع ، والاسلام كما وصف ، والقول كما حدث ، ذكر الله محمدا وآل محمد بخير وحياهم بالسلام اللهم صل على محمد وآل محمد بأفضل صلواتك.

اللهم أردد على جميع خلقك مظالمهم التي قبلي صغيرها وكبيرها في يسر منك وعافية ، وما لم تبلغه قوتي ولم تسعه ذات يدى ولم يقو عليه بدني فأده عني من جزيل ما عندك من فضلك ، حتى لا تخلف علي شيئا منه تنقصه من حسناتي يا أرحم الراحمين ، وصل على محمد وآل محمد المرضيين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل

٤

بركاتك ، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، و ارزقني حلالا طيبا واسعا مما شئت وأنى شئت وكيف شئت ، فانه لا يكون إلا ما شئت حيث شئت كما شئت.

زيادة ، اللهم صل على محمد وآله ، واستعلمني بطاعتك ، وقنعني بما رزقتنى وبارك لي فيما أعطيتني ، وأسبغ نعمك على ، وهب لي شكرا ترضى به عنى ، وحمدا على ما ألهمتني ، وأقبل بقلبي إلى ما يقربني إليك ، واشغلني عما يباعدني عنك وألهمني خوف عقابك ، وازجرني عن المنى لمنازل المتقين بما يسخطك من العمل ، وهب لي الجد في طاعتك.

ثم تقوم فتصلي الركعتين الخامسة وتقول بعدهما : يا من أرجوه لكل خير ، و يا من آمن عقوبته عند كل عثرة ، ويا من يعطي الكقير بالقليل ، ويا من أعطى الكثير بالقليل ، ويا من أعطى من سأله تحننا منه ورحمة ، ويا من أعطى من لم يسأله ومن لم يعرفه ومن لم يؤمن به تفضلا منه ، وكرما ، صل على محمد وآل محمد ، وأعطني بمسألتي إياك من جميع خير الدنيا والاخرة ، فانه غير منقوص ما أعطيت وزدنى من فضلك إني إليك راغب ، وصل على محمد وأهل بيته الاوصياء المرضيين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته.

اللهم صل على محمد وآله ، واجعل لي من أمرى فرجا ومخرجا ، وارزقني حلالا طيبا واسعا مما شئت وأنى شئت وكيف شئت ، فانه لا يكون إلا ما شئت حيث شئت كما شئت.

زيادة : اللهم صل على محمد وآله واجعل لي قلبا طاهرا ، ولسانا صادقا ، ونفسا سامية إلى نعيم الجنة ، واجعلني بالتوكل عليك عزيزا ، وبما أتوقعه منك غنيا وبما رزقتني قانعا راضيا ، وعلى رجائك معتمدا ، وإليك في حوائجي قاصدا ، حتى

٥

لا أعتمد إلا عليك ، ولا أثق فيك إلا بك.

ثم تقوم فتصلى الركعتين السادسة وتقول بعدهما : اللهم إنك تعلم سريرتي فصل على محمد وآل محمد ، واقبل سيدي ومولاي معذرتي ، وتعلم حاجتى فصل على محمد وآله ، وأعطنى مسئلتى ، وتعلم ما في نفسي فصل على محمد وآله واغفر لى ذنوبي اللهم من أرادنى بسوء فصل على محمد وآله واصرفه عني ، واكفني كيد عدوي فان عدوي عدو آل محمد ، وعدو آل محمد عدو محمد ، وعدو محمد عدوك ، فأعطنى سؤلى يا مولاي في عدوي عاجلا غير آجل ، يا معطى الرغايب ، صل على محمد وآل محمد ، وأعطنى فيما سألتك في عدوك يا ذا الجلال والاكرام.

يا إلهى إلها واحدا لا إله أنت صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وأرني الرخاء والسرور عاجلا غير آجل ، وصل على محمد وأهل بيته المرضيين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته ; اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل لى من لدنك فرجا ومخرجا ، وارزقنى حلالا طيبا واسعا مما شئت وأنى شئت وكيف شئت فانه لا يكون إلا ما شئت حيث شئت كما شئت.

زيادة : إلهى ظلمت نفسى ، وعظم عليها اسرافي ، وطال في معاصيك انهماكى ، وتكاثفت ذنوبى ، وتظاهرت عيوبى ، وطال بك اغتراري ، ودام للشهوات اتباعى فأنا الخائب إن لم ترحمنى ، وأنا الهالك إن لم تعف عنى ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفر لى وتجاوز عن سيئآتى ، وأعطنى سؤلى واكفنى ما أهمنى ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين ، فتعجز عنى ، وأنقذنى برحمتك من خطاياى ، وأسعدنى بسعة رحمتك سيدي.

فاذا أراد أن يصلى الست الركعات الباقية فليقم وليصل ركعتين ، فاذا سلم بعدهما قال : اللهم أنت آنس الانسين لاودائك ، وأحضرهم لكفاية المتوكلين عليك تشاهدهم في ضمائرهم ، وتطلع على سرائرهم ، وتحيط بمبالغ بصائرهم ، وسري لك اللهم مكشوف ، وأنا إليك ملهوف ، فاذا أوحشتنى الغربة آنسنى ذكرك ، وإذا

٦

كثرت على الهموم لجأت إلى الاستجارة بك علما بأن أزمة الامور بيدك ، ومصدرها عن قضائك خاضعا لحكمك ، اللهم إن عميت عن مسئلتك أو فههت عنها فلست ببدع من ولايتك ، ولا بوتر من أناتك.

اللهم إنك أمرت بدعائك وضمنت الاجابة لعبادك ، ولن يخيب من فزع إليك برغبته ، وقصد إليك بحاجته ، ولم ترجع يد طالبة صفرا من عطائك ، ولا خالية من نحل هباتك ، وأي راحل أمك فلم يجدك قريبا ، أو وافد وفد إليك فاقتطعته عوائق الرد دونك ، بل أي مستجير بفضلك لم ينل من فيض جودك ، وأي مستنبط لمزيدك أكدى دون استماحة عطيتك ، اللهم وقد قصدت إليك بحاجتى ، وقرعت باب فضلك يد مسئلتى وناجاك بخشوع الاستكانة قلبى ، وعلمت ما يحدث من طلبتى قبل أن يخطر بفكري أو يقع في صدري ، فصل على محمد وآله ، وصل اللهم دعائى إياك باجابتى ، واشفع مسئلتى إياك بنجح حوائجى يا أرحم الراحمين ، وصل على محمد وآله.

ثم تصلي ركعتين وتقول بعدهما : يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل عثرة ، يا من يعطى الكثير بالقليل ، يا من أعطى من سأله تحننا منه ورحمة يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه تفضلا منه وكرما ، صل على محمد وآل محمد ، وأعطنى بمسئلتي إياك جميع سؤلى من جميع خير الدنيا والاخرة ، فانه غير منقوص ما أعطيت واصرف عنى شر الدنيا والاخرة ، ويا ذا المن ولا يمن عليك ، يا ذا المن والجود والطول والنعم صل على محمد وآل محمد وأعطنى سؤلى ، واكفنى جميع المهم من أمر الدنيا والاخرة.

ثم تصلي ركعتين وتقول بعدهما : يا ذا المن لا من عليك ، يا ذا الطول لا إله إلا أنت ، يا أمان الخائفين ، وظهر اللاجئين ، وجار المستجيرين ، إن كان في أم الكتاب عندك أنى شقى أو محروم أو مقتر على رزقى فامح من ام الكتاب شقائى وحرماني وإقتار رزقى ، واكتبنى عندك سعيدا موفقا للخير موسعا على في رزقى فانك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلى‌الله‌عليه‌وآله « يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده

٧

ام الكتاب » وقلت « ورحمتى وسعت كل شئ » وأنا شئ فلتسعنى رحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم صل على محمد وآله ومن على بالتوكل عليك والتسليم لامرك والرضا بقدرك ، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت يا رب العالمين (١).

توضيح

قال الجوهري : سفعته النار والسموم إذا أنفحته نفحا يسيرا فغيرت لون البشرة ، والسوافع لوافح السموم ، وقال : الوأي الوعد « لكل ما خالطنى من كل خير » لعل المعنى في كل خير كما سيأتي في رواية اخرى وفي بعض النسخ « أردت به ما ليس لك » ولعله أظهر ، وكذا في المصباح الصغير أيضا « أنت أنت » أي أنت الغنى المطلق المعروف بالجود والكرم ، وأنا اللئيم الضعيف المحتاج إلى العفو والرحمة  « وهو عبدك » أي سبب الرحمة والعفو هو العبودية والافتقار والاضطرار ، وهى مشتركة بينى وبينه ، بل أنا أحوج إلى ذلك منه.

وقال الجوهرى يقال : فرج الله غمك تفريجا وكذلك أفرج الله غمك ، و الروعة الفزعة « وافسح لى » الفسحة السعة أي لا تعاجلنى بالعقوبة ، واجعل لى سعة أنتظر فيها جميل صنعك وأتوسل إليه بالتوبة والانابة « وجهى البالي » أي الذي هو في معرض البلى والاندراس ، والعفر بالتحريك التراب وعفره في التراب يعفره عفرا وعفره تعفيرا أي مرغه ذكره الجوهري وقال : أبسلت فلانا إذا أسلمته للهلكة.

« غربتى وبعد دارى » إذا قرأه غير الغريب يقصد غربته في الدنيا وبعده عن دار القرار ، فان المؤمن في الدنيا غريب ، ووطنه الاصلي محال القدس ، فلذا يطلبها ويصرف همته إليها « إلى عدو » أي أتكلني إلى هذا العدو؟ والمراد الشيطان وسلاطين الجور ، وقال الجوهري : رجل جهم الوجه أي كالح الوجه ، تقول منه جهمت الرجل وتجهمته إذا كلحت في وجهه.

« سجنا » في بعض النسخ شجنا بالشين المعجمة وهو بالتحريك الحزن ، والازل

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٢٥٠ ، جمال الاسبوع : ٣٨٤.

٨

بالفتح الضيق ، وزلزل الله الارض زلزلة وزلزالا بالكسر فتزلزلت هي ، والزلزال بالفتح الاسم ، والزلازل الشدايد ذكره الجوهري ويقال : فله فانفل أي كسره ، فانكسر وحد كل شئ شباته وطرفه وحد الرجل بأسه والوقود بالفتح الحطب ، وبالضم الاتقاد « واعصمنى من ذلك » من شر الحسد « بسكينة القلب » بذكرك أو حال كونى مع السكينة غير أشر ولا بطر ، ويحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى الحسد ، ودرع الله الحصينة حفظه وحمايته « واجنني » أي استرنى ، وفي بعض النسخ واخبأنى بمعناه.

« للم عيالى » أي جمعهم وإصلاح أحوالهم ، والضمير في « شرع ووصف وحدث » راجع إلى الله أو إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله « وحياهم بالسلام » أي بأن يسلم عليهم أو يسلمهم من الافات « وازجرنى عن المنى » أي من أن أتمنى الوصول إلى منازل المتقين بالاعمال المبتدعة التى توجب سخط الله أو مع الاعمال السيئة الموجبة لذلك كما هو شأن أكثر الناس من اتكالهم في ذلك على الامانى.

« ويا من آمن عقوبته » أي مع التوبة واحتمل العفو رجاء للرحمة « ويا من أعطى الكثير بالقليل » هذا تأكيد والاول للمستقبل ، والثاني للماضي. وفي بعض النسخ في الثاني « بلا قليل » فيكون أبعد من التكرار ، والفقرة الثانية ليست في منهاج الصلاح.

« سامية » أي مرتفعة عالية والاسراف على النفس مجاوزة الحد في الضرر عليها بالمعصية ، والانهماك في الامر الجد والالحاح فيه « وتكاثفت ذنوبي » أي أي غلظت واجتمع بعضها على بعض « وتظاهرت عيوبي » أي عاون بعضها بعضا « و طال بك اغتراري » أي غفلتي منك أو جرأتى عليك أو انخداعي من إمهالك « وأحضرهم » الضمير راجع إلى الانسين وإرجاعه إلى الناس بعيد ، والملهوف المظلوم يستغيث  « ومصدرها » أي مرجعها.

« خاضعا » في بعض النسخ خضعا ، فيكون حالا عن الامور ، وكان الانسب خاضعة « أو فههت عنها » بكسر الهاء أي عييت « فلست ببدع » البدع بالكسر البديع كقوله

٩

تعالى « ما كنت بدعا من الرسل » (١) أي إن عرض لي عمى وجهالة وعي عن سؤالك وكيفية عرض الحاجة إليك وآدابه ، فليس ولايتك وحبك ونصرنك لمثلي من العاجزين أمرا مبتدعا ولا أناتك وحلمك عن مثلي أمرا غريبا بل كثيرا ما فعلت ذلك بأمثالي.

و « الصفر » الخالي « عواثق الرد » أي الموانع الموجبة للرد « دونك » أي قبل الوصول إليك ، والاستنباط استخراج الماء ، وقال الجوهري : الكدية الارض الصلبة وأكدى الحافر إذا بلغ الكدية ، فلا يمكنه أن يحفر ، وقال : المايح الذي ينزل البئر فيملاء الدلو ، واستمحته سألته العطاء ، والسجال جمع السجل وهو الدلو إذا كان فيه ماء.

واعلم أن الشيخ أورد الست الركعات الاخيرة بين الصلاتين وأورد الدعوات من قوله اللهم أنت آنس الانسين إلى آخر الادعية نحوا مما مر بأدنى تغيير.

٢ ـ جمال الاسبوع (٢) : روي في دعاء صلاة نوافل يوم الجمعة لمن يقدمها قبل الزوال رواية يقارب هذه الرواية لكنها أخصر ألفاظا في الدعاء والابتهال ، ونحن نذكرها الان باسنادها وألفاظها كما وقفنا عليها بحيث إن كان وقت الانسان ضيقا قبل زوال نهار يوم الجمعة عن الدعاء عقيب صلاة نافلته بالادعية المشار إليها فيدعو بين الركعات بهذه الادعية المختصرات ، فهذا كله أوردناه احتياطا لتحصيل العمل بالعبادات ، وهذه الرواية حدث أبوالحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن سعيد الكاتب عن أبي العباس أحمد بن سعيد الهمداني ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى بن المنذر بن عبدالله الحميري ، عن أبيه ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام أنه قال كان أبي علي بن الحسين عليهما‌السلام يصلي يوم الجمعة عشرين ركعة يدعو بين كل ركعتين بدعاء من هذه الادعية ، ويواظب عليه ، فكان يصلي ركعتين فاذا سلم يقول :

____________________

(١) الاحقاف : ٩.

(٢) جمال الاسبوع : ٣٨٤.

١٠

اللهم إني أسئلك بحرمة من عاذبك ولجأ إلى عزك ، واعتصم بحبلك ، ولم يثق إلا بك ، يا وهاب العطايا ، يا مطلق الاسارى ، يا من سمى نفسه من جوده الوهاب صل على محمد وآل محمد المرضيين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، وارزقني حلالا طيبا سايغا مما شئت وكيف شئت وأنى شئت ، فانه لا يكون ما شئت حيث شئت.

ثم يقوم فيصلي ركعتين فاذا سلم قال : اللهم فكما عصيتك ، واجترأت عليك فاني أستغفرك لما تبت إليك منه ثم عدت فيه ، وأستغفرك لما وأيت به على نفسي ثم لم أف لك به ، وأستغفرك للمعاصى التي قويت عليها بنعمتك ، وأستغفرك لكل ما خالطني في كل خير أردت به وجهك فأنت أنت وأنا أنا.

ثم يقوم فيصلي ركعتين فاذا سلم قال : اللهم إني أسئلك بما سألك ذو النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن تقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، ففرجت عنه ، فانه دعاك وهو عبدك ، وأنا أدعوك وأنا عبدك ، وسألك وأنأ أسألك ، ففرج عني يا رب كما فرجت عنه ، وأدعوك اللهم بما دعاك به أيوب إذ مسه الضر ففرجت عنه ، فانه دعاك وهو عبدك وأنا أدعوك وأنا عبدك وسألك وأنا أسألك ، ففرج عني يا رب كما فرجت عنه ، وأدعوك بما دعاك به يوسف إذ فرق بينه وبين أهله إذ هو في السجن ، ففرجت عنه فانه دعاك وهو عبدك وأنا أدعوك وأنا عبدك ، وسألك وأنا أسألك ، أن تصلي على محمد وآل محمد بأفضل صلواتك ، وأن تبارك عليهم بأفضل بركاتك ، وأن تفرج عني كما فرجت عن أنبيائك ورسلك وعبادك الصالحين.

ثم تخر ساجدا وتقول في سجودك : سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم الباقي الكريم ، سجد وجهى متعفرا في التراب لخالقه ، وحق له أن يسجد ، سجد وجهى لمن خلقه وصوره ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين ، سجد وجهي الحقير الذليل لوجهك الكبير الجليل ، سجد وجهى اللئيم لوجهك العزيز

١١

الكريم.

ثم ترفع رأسك وتدعو بهذا الدعاء : اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعل النور في بصري ، واليقين في قلبي ، والنصيحة في صدري ، وذكرك بالليل والنهار على لسانى ، ومن طيب رزقك يا رب غير ممنون ولا محذور فارزقني ، ومن مضلات الفتن فأجرني ، ولك يا رب في نفسي فذللني ، وفي أعين الناس فعظمني ; وإليك فحببني ، وبذنوبي فلا تفضحني ، وبسريرتي فلا تخزني ، وغضبك فلا تنزل بي ، أشكو إليك غربتي وبعد دارى وطول أملي واقتراب أجلي وقلة حيلتي ، فنعم المشتكى إليه أنت ربي ، ومن شر الجن والانس فسلمني ، إلى من تكلني يا رب إلى المستضعفين لى أم إلى عدو ملكته أمري ، أو إلى بعيد فيتجهمني؟

اللهم إني أسئلك خير المعيشة معيشة أقوى بها علي طاعتك ، وأبلغ بها جميع حاجاتى ، وأتوصل بها إليك في الحياة الدنيا وفي الاخرة من غير أن تترفني فيها فأطغى ، أو تقترها على فأشقى ، وأوسع على من حلال رزقك ، وأفض على من حيث شئت من فضلك ، وانشر على من رحمتك ، وأنزل على من بركاتك ، نعمة منك سابغة وعطاء غير ممنون ، ولا تشغلني عن شكر نعمتك على باكثار منها تلهيني عجايب بهجته ، وتفتننى زهرات نضرته ، ولا باقلال على منها يقصر بعملي كده ويملؤ صدري همه ، أعطني يا إلهى من ذلك غنى عن شرار خلقك ، وبلاغا أنال به رضوانك.

و أعوذبك يا إلهى من شر الدنيا وشر أهلها وشر ما فيها ، ولا تجعل الدنيا لي سجنا ولا تجعل فراقها على حزنا ، أخرجني من فتنتها واجعل عملي مقبولا وأوردني دار الحيوان ومساكن الاخيار ، وأبدلني بالدنيا الفانية نعيم الدار الباقية ، اللهم إني أعوذبك من أزلها وزلزالها وسطوات سلطانها ، ومن شر شياطينها وبغي من بغى فيها ، إلهى من كادني فصل على محمد وآل محمد [ وكده ومن أرادني فصل على محمد وآل محمد ] وأرده ، وفل عني حد من نصب لي حده واطفأ عني نار من شب لي وقوده ، واكفني هم من أدخل على همه وادفع عني شر الحسدة ، اعصمني من ذلك بالسكينة ، وألبسني

١٢

درعك الحصينة ، وأحيني في سترك وأصلح لي حالي ، وصدق مقالي بفعالى ، وبارك لي في أهلي ومالى.

اللهم صل على محمد وآل محمد المرضيين بأفضل صلواتك ، وبارك على محمد و آل محمد بأفضل بركاتك يا رب العالمين.

ثم تصلي ركعتين وتقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأن الدين كما شرع ، وأن الاسلام كما وصف ، والقول كما حدث ، ذكر الله محمدا وآل محمد بخير ، وحياهم بالسلام ، اللهم صل على محمد وآل محمد بأفضل صلواتك ، اللهم واردد إلى جميع خلقك مظالمهم التى قبلى ، صغيرها و كبيرها في يسر منك وعافية ، وما لم تبلغه قوتى ولم تسعه ذات يدي ولم يقو عليه بدنى فأده عنى من جزيل ما عندك من فضلك ، حتى لا تخلف على شيئا تنقصه من حسناتى يا أرحم الراحمين ، وصل على محمد وأهل بيته المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.

ثم يصلي ركعتين ويقول : اللهم إنك تعلم سريرتى ، فصل على محمد وآل محمد ، واقبل سيدي ومولاى معذرتى ، وتعلم حاجتى فصل على محمد وآله واغفرلي ذنوبي اللهم من أرادنى بسوء فصل على محمد وآل محمد واصرفه عنى ، واكفنى كيد عدوى فان عدوي عدو آل محمد ، وعدو آل محمد وعدو محمد عدوك فأعطنى سؤلى يا مولاى في عدوي عاجلا غير آجل ، يا معطى الرغايب صل على محمد وآل محمد ، وأعطنى رغبتى فيما سألتك يا ذا الجلال والاكرام يا إلهى إلها واحدا لا إله إلا أنت صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين ، وأرنى الرخاء والسرور عاجلا غير آجل يا رب العالمين.

ويصلى ركعتين ويقول : اللهم إن قلبى يرجوك لسعة رحمتك ، ونفسى خائفة لشدة عقابك فوفقنى لما يؤمننى مكرك ، وعافنى من سخطك ، واجعلنى من أولياء طاعتك ، وتفضل على برحمتك ومغفرتك ، واسترنى بسعة رحمتك وفضلك وأغننى عن التردد إلى عبادك ، وارحمنى من خيبة الرد وسوء الحرمان ، يا أرحم

١٣

الراحمين.

ويصلي ركعتين ثم يقول : اللهم عظم النور في قلبي ، وصغر الدنيا في عينى وأطلق لسانى بذكرك ، واحرس نفسى من الشهوات ، واكفنى طلب ما قدرته لى عندك حتى أستغنى عما في يد عبادك يا أرحم الراحمين.

ثم صل ركعتين وقل : اللهم أغننى باليقين ، واكفنى بالتوكل عليك ، واكفني روعات القلوب ، وافتح لي في انتظار جميل الصنع ، وافتح لى يا رب باب الرغبة إليك والخشية منك والوجل من الذنوب ، وحبب إلى الدعاء وصله لي بالاحابة يا أرحم الراحمين.

اللهم لا تؤيسنى من روحك ولا تقنطنى من رحمتك ، ولا تؤمنى مكرك ، فانه لا ييأس من روحك إلا القوم الظالمون ، ولا يقنط من رحمتك إلا القوم الضالون ، ولا يأمن مكرك إلا القوم الخاسرون ، اللهم صل على محمد وآل محمد وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين ، واجعلنى من ورثة جنة نعيم ، ولا تخزني يوم يبعثون ، يا من هو على كل شئ قدير.

قال : وكان صلوات الله عليه إذا فرغ من هذه الركعات المشروحة قام فصلى ركعتى الزوال تتمة العشرين ركعة ثم ينهض منها إلى الفريضة (١).

بيان : لعله سقط من الروات أو من النساخ الدعاء بعد الركعتين الخامسة كما يظهر من أعداد الركعات ، ومن الرجوع إلى الادعية السابقة فينبغي للعامل بهذه الرواية أن يقرأ عقيب التسليم الخامس ما في الرواية السالفة.

٣ ـ جمال الاسبوع (٢) : باسنادي إلى الكليني عن علي بن محمد وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن البزنطي قال : قال أبوالحسن عليه‌السلام : الصلاة النافلة يوم الجمعة ست ركعات بكرة ، وست ركعات صدر النهار ، وركعتان إذا زالت الشمس ، ثم

____________________

(١) جمال الاسبوع : ٣٩٣.

(٢) جمال الاسبوع : ٣٩٤.

١٤

صل الفريضة وصل بعدها ست ركعات (١).

وباسنادنا إلى الكليني عن جماعة ، عن أحمد بن عيسى ، عن الحسين ابن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن علي بن عبدالعزيز عن مراد بن خارجة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أما أنا فاذا كان يوم الجمعة وكانت الشمس من المشرق مقدارها ومن المغرب وقت صلاة العصر ، صليت ست ركعات فاذا انتفخ النهار صليت ستا فاذا زاغت أو زالت صليت ركعتين ثم صليت الظهر ، ثم صليت بعدها ستا (٢) وقد روى هذين الحديثين جدى أبوجعفر الطوسي في كتاب تهذيب الاحكام (٣).

وباسنادنا إلى جدي السعيد أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه فيما رواه في كتاب تهذيب الاحكام عن الحسين بن سعيد ، عن يعقوب بن يقطين عن العبد الصالح عليه‌السلام قال : سألته عن التطوع في يوم الجمعة ، فقال : إذا أردت أن تتطوع في يوم الجمعة في غير سفر صليت ست ركعات ارتفاع النهار ، وست ركعات قبل نصف النهار ، وركعتين إذا زالت الشمس قبل الجمعة ، وست ركعات بعد الجمعة (٤).

وقال السيد ـ ره ـ ومما ينبه على أن هذا الترتيب في النافلة في يوم الجمعة يكون لمن كان له عذر في أول نهار الجمعة عن صلاة النافلة جميعها ، إما لكثرة عباداته أو مهماته ، وما يكون أرجح من نافلته في ميزان مراقباته أو لغير ذلك من أعذار العبد وضروراته أن الرواية التي يأتي ذكرها الان في ترتيب الادعية فيها أن الدعاء بينها يقوله مسترسلا كعادة المستعجل لضرورات الازمان ، ولان ألفاظ أدعيتها مختصرات كأنه على قاعدة من يكون قد ضاق عليه حكم الاوقات.

فمن الرواية بذلك ما رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه باسناده عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في

____________________

(١) راجع الكافى ج ٣ ص ٤٢٧.

(٢) راجع الكافى ج ٣ ص ٤٢٨.

(٣ ـ ٤) التهذيب ج ١ ص ٢٤٨.

١٥

ترتيب نوافل الجمعة أن تصلي ست ركعات بعد طلوع الشمس ، وستا قبل الزوال تفصل ما بين كل ركعتين بالتسليم ، وركعتين بعد الزوال وست ركعات بعد الجمعة (١).

قال جدي أبوجعفر الطوسي رضي الله عنه : والدعاء في دبر الركعات روى جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في عمل الجمعة قال : تصلي ركعتين وتقول مسترسلا : اللهم صل على محمد وآل محمد وأجرني من السيئات ، واستعملني عملا بطاعتك ، وارفع درجتي برحمتك ، وأعذني من نارك وسخطك ، اللهم إن قلبي يرجوك لسعة رحمتك ونفسي تخافك لشدة عقابك ، فوفقني لما يؤمنني مكرك ويعافيني من سخطك ، و اجعلني من أوليائك ، وتفضل علي بمغفرتك ورحمتك ، واسترنى بسعة فضلك من التذلل لعبادك ، وارحمنى من خيبة الرد وسفع نار الحرمان ، اللهم أنت خير مأتى وأكرم مزور ، وخير من طلبت إليه الحاجات ، وأجود من أعطى وأرحم من استرحم وأرأف من عفا وأعز من اعتمد ، اللهم ولي إليك فاقة ولى عندك حاجات ، ولك عندي طلبات من ذنوب أنا بها مرتهن ، قد أوقرت ظهري ، وأوبقتني ، وإلا ترحمنى وتغفرها لى أكن من الخاسرين.

ثم تخر ساجدا وتقول : اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك ، وأتشفع إليك بمحمد عبدك ورسولك ، وأتوسل إليك بملائكتك المقربين ، وأنبيائك المرسلين أن تقيلنى عثرتي ، وتستر على ذنوبي ، وتغفرها لى ، وتقلبني بقضاء حاجتى ولا تعذبني بقبيح ما كان منى ، يا أهل التقوى وأهل المغفرة يا بر يا كريم أنت أبر بي من أبي وامي ومن نفسي ومن الناس أجمعين ، بي إليك فاقة وفقر وأنت غني عنى ، فصل على محمد وآل محمد واستجب دعائى وكف عنى أنواع البلاء ، فان عفوك وجودك يسعني.

ثم ترفع رأسك ثم تصلي ركعتين وتقول : اللهم صل على محمد وآله ، واستعملني بطاعتك وارفع درجتي وأعذني من نارك وسخطك ، اللهم عظم النور في قلبي ، وصغر

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٢٥٠ وتراه في السرائر : ٤٧١.

١٦

الدنيا في عيني ، وأطلق لساني بذكرك ، واحرس نفسي من الشهوات ، واكفني طلب ما قدرته لي عندك ، حتى أستغني به عما في أيدي الناس.

ثم تصلي ركعتين وتقول : اللهم صل على محمد وأجرني من السيئات ، واستعملني عملا بطاعتك ، وأرفع درجتي برحمتك ، وأعذني من نارك وسخطك ، اللهم أغنني بالتقوى وأعزني بالتوكل ، واكفني روعة القنوط ، وافسح لي في انتظار جميل الصنع وافتح لي باب الرحمة ، وحبب إلى الدعاء ، وصله منك بالاجابة.

ثم تصلي ركعتين وتقول : اللهم صل على محمد وآله ، وأجرني من السيئات واستعملني بطاعتك ، وأرفع درجتي برحمتك ، وأعذني من نارك وسخط اللهم استعملني بما علمتني ومتعني بما رزقتني وبارك لي في نعمك على وهب لي شكرا ترضي به عني وحمدا على ما ألهمتني ، وأقبل بقلبي إلى ما يرضيك عني ، وأشغلني عما يباعدني منك ، وألهمني خوف عقابك ، وازجرني عن المنى لمنازل المتقين بما يسخطك ، وهب لي الجد في طاعتك يا أرحم الراحمين.

ثم تصلي ركعتين وتقول : اللهم صل على محمد وآل محمد وأجرني من السيئات ، واستعملنى عملا بطاعتك ، وأرفع درجتي برحمتك وأعذني من نارك وسخطك اللهم صل على محمد وآله واجعل لي قلبا طاهرا ولسانا صادقا ونفسا سامية إلى تعيم الجنة واجعلني بالتوكل عليك عزيزا ، وبما أتوقعه منك غنيا ، وبما رزقتنيه قانعا راضيا وعلى رجائك معتمدا ، وإليك في حوائجي قاصدا حتى لا أعتمد إلا عليك ، ولا أثق فيها إلا بك.

ثم تصلي ركعتين وتقول : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وأجرني من السيئات واستعملني عملا بطاعتك ، وأرفع درجتي برحمتك ، وأعذني من نارك وسخطك ، اللهم ظلمت نفسي وعظم عليها إسرافي ، وطال في معاصيك انهماكي ، وتكاثفت ذنوبي ، و تظاهرت عيوبى ، وطال بك اغتراري ، وتظاهرت سيآتي ، ودام للشهوات اتباعي فأنا الخائب إن لم ترحمنى ، وأنا الهالك إن لم تعف عني فاغفر لي ذنوبي ، وتجاوز عن سيئاتي ، وأعطني سؤلى ، واكفني ما أهمني ، ولا تكلني إلى نفسي فتعجز عني

١٧

وأنقذني برحمتك من خطاياي سيدي.

وأما وقت ركعتي الزوال فقد روى أنه قبل أن تزول الشمس من يوم الجمعة ، وروى بعد زوالها والاول أظهر (١).

وأما التعقيب بعدهما فمن ذلك ما رواه أبوالمفضل الشيباني عن أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول من قال بعد الركعتين قبل الفريضة يوم الجمعة « سبحان ربي وبحمده وأستغفر ربي وأتوب إليه » مائة مرة بنى الله تعالى له مسكنا في الجنة.

ومن ذلك ما حدث به هرون بن موسى ـ ره ـ عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن عيسى بن عبدالله القمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا فرغ من صلاة الزوال قال : اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك وأتقرب إليك بمحمد عبدك ورسولك ، وأتقرب إليك بملائكتك المقربين ، وأنبيائك المرسلين ، اللهم بك الغنى عني وبي الفاقة إليك ، أنت الغنى وأنا الفقير إليك ، أقلتني عثرتي وسترت علي ذنوبي ، فاقض اليوم حاجتى ، ولا تعذبني بقبيح ما تعلم مني ، فان عفوك و جودك يسعني.

ثم يخر ساجدا ويقول : يا أهل التقوى وأهل المغفرة ، يا بر يا رحيم ، أنت أبر بي من أبي وامي ومن جميع الخلايق ، اقلبنى بقضاء حاجتى ، مجابا دعوتى مرحوما صوتي ، قد كشفت أنواع البلاء عني.

أقول : في كتاب الاستدراك ذكر الدعاء بعد ركعتي الزوال إلى قوله : « فان عفوك وجودك يسعني » رجعنا إلى رواية السيد.

ومن ذلك ما أرويه باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي قال رضي الله عنه : وروي عنه يعنى جعفر بن محمد عليهما‌السلام عقيب الركعتين إلا أنه قال قبل الزوال : اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك ، وأتشفع إليك بمحمد عبدك ، ورسولك وأسألك أن تصلي

____________________

(١) جمال الاسبوع : ٤٠٠.

١٨

على محمد عبدك ورسولك ، وأسألك أن تصلي على ملائكتك المقربين ، وأن تقيلني عثرتي ، وتستر على ذنوبي ، وتغفرها لي ، وتقضي اليوم حاجتي ، ولا تعذبني بقبيح عملي ، فان عفوك وجودك يسعنى.

ثم تسجد وتقول : يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة أنت خير لي من أبي وامي ومن الناس أجمعين ، وبي إليك حاجة وفقر وفاقة فأنت غني عن عذابي أسألك أن تقيلني عثرتي ، وأن تقلبني بقضاء حاجتي ، وتستجيب لي دعائي ، وترحم صوتي وتكف أنواع البلاء عني برحمتك يا أرحم الراحمين.

وقل : « أستجير بالله من النار » سبعين مرة فاذا رفعت رأسك من السجود فقل يا شارعا لملائكته دين القيمة دينا ، ويا راضيا به منهم لنفسه ، ويا خالقا من سوى الملائكة من خلقه للابتلاء بدينه ، ويا مستخصا من خلقه لدينه رسلا إلى من دونهم ومجازي أهل الدين بما عملوا في الدين ، اجعلني بحق اسمك الذي فيه تفصيل الامور كلها من أهل دينك المؤثرين له بالزامكهم حقه وتفريغك قلوبهم للرغبة في أداء حقك إليك ، لا تجعل بحق اسمك الذي فيه تفصيل الامور وتفسيرها شيئا سوى دينك عندي أثيرا ولا إلى أشد تحببا ولا بي لاصقا ولا أنا إليه أشد انقطاعا منه ، واغلب بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي بأخذك بناصيتى إلى طاعتك ورضاك في الدين.

أقول : فقد روي لنا بعدة طرق أن من قال ذلك تقبل الله جل جلاله منه النوافل والفرائض وعصمه فيها من العجب وحبب إليه طاعته.

ذكر تعقيب لركعتي الزوال إلا أن الرواية فيه تضمنت أن ذلك يكون بعد الزوال.

أقول : ولعل الرواية في تأخير ركعتي الزوال إلى بعد زوال الشمس لمن كان له عذر عن تقديمها قبل الزوال ، وهو ما رويته باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه قال روي عن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال : كان علي بن الحسين عليهما‌السلام إذا زالت الشمس صلي ثم. دعا ثم صلي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : اللهم

١٩

صل على محمد شجرة النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعدن العلم ، وأهل بيت الوحي ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق ، واللازم لهم لا حق ، اللهم صل على محمد الكهف الحصين ، وغياث المضطرين ، وملجأ الهاربين ومنجي الخائفين ، وعصمة المعتصمين ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، صلاة كثيرة تكون لهم رضا ، ولحق محمد وآل محمد أداء وقضاء بحول منك وقوة يا رب العالمين.

اللهم صل على محمد وآل محمد الذين أوجبت حقهم ومودتهم ، وفرضت طاعتهم وولايتهم ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، واعمر قلبي بطاعتك ، ولا تخزه بمعصيتك وارزقنى مواساة من قترت عليه من رزقك مما وسعت علي من فضلك ، ونشرت على من عدلك ، الحمد لله على كل نعمة ، وأستغفر الله من كل ذنب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله من كل هول.

قال السيد ـ رحمة الله عليه ـ قد جعلنا هذه الرواية بتعقيب ركعتى الزوال في آخر الروايات ، ليكون التعقيب بها في الساعة الاولى التي تختص باجابة الدعوات (١).

بيان : روى الشيخ ـ ره ـ في المتهجد (٢) برواية أبي بصير عن حماد كما رواه السيد عنه ورواية جابر مع الادعية إلى قوله من خطاياى سيدي ، ثم قال : ثم تصلي ركعتي الزوال وتقول بعدهما « سبحان ربي وبحمده أستغفر الله ربي و أتوب إليه » مائة مرة ، ثم قال : وروى عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال كان علي ابن الحسين عليهما‌السلام إذا زالت الشمس صلى ودعا ثم صلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : اللهم صل على محمد وآل محمد ، شجرة النبوة إلى آخره ، ولا يظهر منه اختصاص بالنافلة ولا بيوم الجمعة ، ولعله كان في الرواية ما يدل عليهما فأسقطه اختصارا و

____________________

(١) جمال الاسبوع : ٤٠٧.

(٢) مصباح المتهجد : ٢٥٠.

٢٠