بحوث في الرؤيا والأحلام

الشيخ محمّد جواد الطبسي

بحوث في الرؤيا والأحلام

المؤلف:

الشيخ محمّد جواد الطبسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ١
ISBN: 964-497-101-9
الصفحات: ١٧٥

فقال : مه ! لا تقولوا لعمي زيد إلاّ خيراً ، رحم الله عمّي ، فلو ظفر لوفى فقال كان في السحر قرع الباب ، ففتحت له الباب ، فدخل يشهق ويبكي ويقول : ارحمني يا جعفر يرحمك الله ، ارضَ عنّي يا جعفر رضي الله عنك ، إغفر لي يا جعفر غفر الله لك.

فقال الصادق عليه‌السلام : غفر الله لك ورحمك ورضى عنك ، فما الخبر يا عمّ ؟

قال : نمت فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله داخلاً علَيَّ وعن يمينه الحسن ، وعن يساره الحسين ، وفاطمة خلفه وعليّ أمامه ، وبيده حربة تلتهب التهاباً كأنّها نار وهو يقول : إيهاً يا زيد ، آذيت رسول الله في جعفر ، والله لئن لم يرحمك ويغفر لك ويرضى عنك لأرمينّك بهذه الحربة ، فلأضعها بين كتفيك ، ثمّ لاُخرجها من صدرك ، فانتبهت فزعاً مرعوباً ، فصرت إليك فارحمني يرحمك الله.

فقال : رضى الله عنك ، وغفر الله لك ، أوصني فإنّك مقتول مصلوب محروق بالنار ، فوصّى زيد بعياله وأولاده وقضاء الدين عنه » (١).

٥ ـ هل أوامر المعصومين حجّة للرائي

بقي في المقام شيء ، وهو : إذا رأى غير المعصوم في منامه النبيّ أو أحد من الأئمّة الهداة عليه‌السلام ، وأمره بأمره أو نهاه عن شيء ، فهل يجب العمل به ، أو الكفّ عمّا نهاه عنه ، أو لا يجيب ؟

قال المحدّث الخبير السيّد عبد الله شبّر : « ظاهر الحديث المذكور أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رؤي في النوم وأوجب على الرائي أمراً ، وحرّم عليه شيئاً ، يكون واجباً وحراماً كما في اليقظة ، وفيه إشكال ، بل الظاهر أنّه لم يقل بذلك أحد من الأصحاب.

_________________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ٤ / ٢٢٥.

٦١

وحكى المحدّث الشريف في شرح العيون عن الفاضل الصفدي بأنّه قال : « قد تكلّم الفقهاء فيمن رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمره بأمر هل يلزم العمل به أم لا ؟

قالوا : انّ أمره بما يوافق أمره يقظة ، فلا كلام فيه ، وإن أمره بما يخالف أمره يقظة ، فإن قلنا إنّ من رآه صلى‌الله‌عليه‌وآله على الوجه المنقول صفته ، فرؤياه حقّ ، فهذا من قبيل تعارض الدليلين والعمل بأرجحهما ، وما ثبت في اليقظة فهو أرجح ، فلا يلزمنا العمل بما أمره فيما خالف أمره يقظة.

قال : وقال العلاّمة طاب ثراه : يجوز العمل بما يسمع في المنام عن النبيّ والأئمّة إذا لم يكن مخالفاً للإجماع ؛ لما روي من أنّ الشيطان لا يتمثّل بصورتهم.

وحكى المحقّق البحراني : إنّ السيّد مهنّا بن سنان سأل العلاّمة رحمه‌الله فقال : ما يقول سيّدنا فيمن رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه أو بعض الأئمّة ، وهو يأمره بشيء أو ينهاه عن شيء ، فهل يجب امتثال ما أمر به ، أو نهى عنه ، أم لا يجب ذلك مع ما صحّ عن سيّدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : من رآني في منامه فقد راني ، فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي ، وغير ذلك من الأحاديث ؟

وما قولكم لو كان ما أمر به أو ما نهى عنه على خلاف ما في أيدي الناس من ظاهر الشريعة ، هل بين الحالين فرق أم لا ؟ أفتنا في ذلك مبيّناً جعل الله كلّ صعب عليك هيّناً.

فأجابه رحمه‌الله بما لفظة : أمّا ما يخالف الظاهر ، فلا ينبغي المصير إليه ، وأمّا يوافق الظاهر فالأوْلى المتابعة من غير وجوب ؛ لأنّ رؤية صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تعطي وجوب الاتّباع في المنام.

وحاصل جواب العلّامة رحمه‌الله أنّه وإن كان قد رآه في المنام ، إلاّ أنّه لم يقم دليل على وجوب الإتّباع في الرؤية النوميّة ، وهو جيّد.

٦٢

أمّا أوّلاً فلأنّ الأدلّة الدالّة على وجوب متابعتهم ، وأخذ الأحكام منهم عليه‌السلام إنّما تحمل على ما هو المعروف المتكرّر دائماً من الأفراد الشائعة التي ينصرف إليها الإطلاق دون النادرة.

وأمّا ثانياً فلأنّ الرؤيا وإن كانت صادقة فإنّها قد تحتاج إلى تأويل وتفسير ، وهو لا يعرفه ، فالحكم بوجوب العمل بها والحال كذلك مشكل.

وأمّا ثالثاً فلأنّ الأحكام الشرعيّة إنّما بنيت على العلوم الظاهرة لا على العلم بأي وجه اتّفق ، ألا ترى أنّهم عليه‌السلام إنّما يحكمون في الدعاوي والبيّنات والأيمان ، وربّما عرفوا المحقّ من المبطل واقعاً ، وربّما عرفوا كفر المنافقين ، وفسق الفاسقين ، ونجاسة بعض الأشياء بعلومهم المختصّة بهم ، إلاّ أنّ الظاهر أنّهم ليسوا مأمورين بالعمل بتلك العلوم في الأحكام الشرعيّة ، بل إنّما يعملون على ظاهر علوم الشريعة ، وقد روى عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : إنّا نحكم بالظاهر ، والله المتولّي للسرائر »(١).

٦ ـ هل علم التعبير من مختصّات النبيّ والإمام

إنّ من جملة الاُمور الغامضة والصعبة جدّاً هو مسألة تعبير الرؤيا وما يراه النائم ، فقد لا يهتدي إلى ذلك كثير من الناس ، والعلّة في ذلك أنّ علم التعبير من العلوم الإلهيّة التي علّم الله أنبياءه وأوصياءهم بإلهام منه إليهم أو بغير ذلك ممّا خفي علينا.

كما علّم سيّدنا يوسف عليه‌السلام لمّا أدخله الملك السجن بإلهام منه عزّ وجلّ.

وقد مرّ عليك الآيات في سورة يوسف قوله تعالى : ( وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) (٢).

_________________________

(١) مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار : ٢ / ١٤.

(٢) يوسف ١٢ : ٦.

٦٣

وقوله تعالى : ( لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) (١).

وقوله تعالى : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وقَالَ يَا أَبَتِ هٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ) (٢).

وقوله تعالى : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) (٣).

قال الصادق عليه‌السلام : « لمّا أمر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله تأويل الرؤيا ، فكان يعبّر لأهل السجن رؤياهم » (٤).

وعلّم سبحانه وتعالى من قبل نبيّه يعقوب عليه‌السلام ، حيث فسّر لولده يوسف ما رآه في المنام ، ونهاه أن يقصّ رؤياه على إخوته.

وهكذا علّم الله نبيّه دانيال تأويل الأحاديث كما ورد عن الباقر عليه‌السلام ، فعن جابر الجعفي عنه عليه‌السلام ، قال : « سألته عن تعبير الرؤيا عن دانيال هو صحيح ؟

قال : نعم ، كان يوحى إليه ، وكان نبيّاً ، وكان ممّا علّمه الله تأويل الأحاديث ، وكان صدّيقاً حكيماً »(٥).

وهكذا علّم نبيّه الخاتم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخذ الإمام أمير المؤمنين وبقيّة المعصومين هذا العلم منه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفسّروا كثيراً من المنامات لهم ولغيرهم ، كما فسّر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كثير من مناماته ومنامات غيره.

وأمّا معرفة هذا العلم بالنسبة إلى غيرهم فهو وإن أمكن ذلك ، لكن من الصعب جدّاً وصول الإنسان إلى هذا العلم بتمامه وكماله ، وعلى الخصوص معرفة إنسان

_________________________

(١) يوسف ١٢ : ٣٧.

(٢) يوسف ١٢ : ١٠٠.

(٣) يوسف ١٢ : ١٠١.

(٤) و (٥) دار السلام : ٤ / ٢٢٨.

٦٤

غير عارف بطريقة النبيّ والإمام ، حيث يبعد غاية البعد أن يعرف الحقيقة كما هي ، ويفسّر الرؤيا كما فسّره النبيّ والإمام.

قال العلاّمة المجلسي : « كان هذا العلم من معجزات الأنبياء والأولياء ـ الأوصياء ـ وليس لغيرهم من ذلك إلاّ حظّ يسير لا يسمن ولا يغني من جوع » (١).

نعم ، يفهم من بعض الروايات أنّه يمكن الوصول إلى هذا العلم ، لكن لا بدّ من معرفة اُصول التعبير من الروايات والأحاديث الإسلاميّة المعتبرة ، أو من تشبيه النبيّ في تفسيره لبعض المنامات بعض الأشياء ببعض ، أو من تطبيق النبيّ بعض المنامات على بعض الآيات القرآنيّة ، أو غير ذلك ، لا أنّه يعبّر رؤيا أو رؤيا الآخرين حسب ما تشتهيه نفسه أو ما يؤدّي إليه نظره.

ويفهم أيضاً من ردّ النبيّ تعبير عائشة لرؤيا بنت عميس أو ردّ الإمام الصادق عليه‌السلام لما أوّله أبو حنيفة ممّا رآه محمّد بن مسلم أنّهما أخطاءا في هذا المورد إن لم نقل أنّهما لم يكونا أهلاً لتعبير الرؤيا.

فما روي عن ابن سيرين وغيره من المعبّرين ، فلا شكّ أنّه غير معتبر عندنا ؛ لأنّه لم يأخذ العلم عن أصله ، فهو وإن أصاب في تعبيره بعض المنامات ، ولكن أخطأ في كثير منها. فلذلك نفى العلاّمة المجلسي بعد ما نقل عن بعض أهل التعبير ، قال : « انتهى ما أخرجناه من كتبهم المعتبرة عندهم ، ولا يعتمد على أكثرها ؛ لابتنائها على مناسبات خفيّة ، وأوهام رديّة ، والأخبار التي رووها أكثرها غير ثابتة ، وقد جرت التجربة في كثير منها على خلاف ما ذكروه »(٢).

فتخلّص : أنّه يمكن الوصول إلى ذلك بشكل ناقص ، لكن لا يصل إليه إلاّ باتّباعهم والأخذ عنهم.

_________________________

(١) و (٢) بحار الأنوار : ٥٨ / ٢٣٢.

٦٥

٧ ـ هل يمكن تفسير الرؤيا على أساس تأويل المعصومين

من المباحث المهمّة التي تهمّ الباحث للوصول إليها ، والتعرّف على اُصولها وحدودها ، أن يفتح له نافذة ولو صغيرة ليعبّر ما يراه أو يرى غيره من الرؤى والمنامات على أساس تأويل النبيّ والعترة الطاهرة من خلال الروايات أو بعض المنامات التي رأوها أو رؤي في عصرهم وفسّروها ، حتّى تكون هذه الموارد كقاعدة كليّة في هذا المجال.

أقول : يمكن ذلك بالنسبة إلى بعض الأشياء أو الأفراد أو الأماكن والموارد ، لكن ليست هذه قاعدة كلّيّة حتّى تطبّق كلّ ما قيل على كلّ من رأى أو شاهد في منامه شيئاً.

فمثلاً : إذا أطلقوا عليه‌السلام كلمة كلّ إثر تفسير رؤيا لأحد من الناس حتّى يشمل عموم الأشخاص والأفراد ، أو جاء التشبيه ببعض الأشياء بعضها الآخر في تفسيرهم للرؤيا ، وهكذا لو استفيد من بعض الآيات القرآنيّة أو أماكن خاصّة أو أشخاص معيّنين لتفسير رؤياهم أو رؤيا الآخرين.

كقول الصادق عليه‌السلام لموسى الزوّار العطّار : « إنّ كلّ من عانق سمّى الحسين يزوره إن شاء الله » ، وتفسيره القشر بكسوة اللّب ، وتطبيقة على ثوب الإنسان الذي هو كسوة له ، أو الأمن الخوف فيمن رأى أنّه دخل الحرم ، أو من رأى معه قناة ، أو تفسيره الغرّة البيضاء بالدين ، أو طلوع الشمس على الرأس بالأمر الجسيم ، والنور الساطع ، أو طلوع الشمس على القدمين بالوصول إلى مال من نبات الأرض ، أو شرب اللبن بالعلم ، وهكذا الحكم لو روى عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : من رأى ، فإنّه يشمل الآخرين أيضاً ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من رأى أنّه يشرب لبناً فهي الفطرة ، ومن رأى أنّ عليه درعاً من حديد فهي حصانة دينه ، ومن رأى أنّه يبني بيتاً فهو عمل

٦٦

يعمله ، ومن رأى أنّه غرق فهو في النار » (١).

٨ ـ المصنّفون حول الرؤيا

صنّف جمع كثير من القدماء والمتأخّرين والمعاصرين حول الرؤيا والأحلام ، وما جاء فيها من الأحاديث ، وقد جمع هذه الكتب في بعض الكتب الرجاليّة والفهارس ، واحتفظ ببعضها في بعض المكتبات العامّة وإليك ما جاء ذكرهم في كتاب الرجالي الكبير أحمد بن عليّ النجاشي ، وفهرست الشيخ الطوسي ، والذريعة ، وغيرهم ، ما يلي :

١ ـ إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عليه‌السلام : « سكن مصر وولده بها ، وله كتب يرويها عن أبيه ، عن آبائه ، منها ... كتاب الرؤيا » (٢).

٢ ـ أحمد بن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن البرقي أبو جعفر : « صنّف كتباً منها ... كتاب تعبير الرؤيا (٣).

٣ ـ أحمد بن إصفهبذ أبو العبّاس القمّي الضرير المفسّر : « لا يُعرف له كتاب إلاّ تعبير الرؤيا ، وقال قوم ، إنّه لأبي جعفر الكليني » (٤).

٤ ـ عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي الأزدي البصري : « له كتب قد ذكرها الناس ، منها ... كتاب الرؤيا « (٥).

٥ ـ عليّ بن محمّد بن العبّاس بن فسا بخس : « ... له كتب منها ... كتاب

_________________________

(١) دار السلام : ٤ / ٣٢٩.

(٢) رجال النجاشي : ١٩.

(٣) المصدر المتقدّم : ٥٦. معالم العلماء : ١١. الفهرست : ٢١.

(٤) رجال النجاشي : ٧١.

(٥) رجال النجاشي : ١٦٧ و١٧٠.

٦٧

المنامات ، بخطّه » (١).

٦ ـ محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي ، المعروف بالعيّاشي : « ... صنّف كتباً منها ... كتاب الرؤيا » (٢).

٧ ـ محمّد بن إبراهيم بن سليم أبو الفضل الجعفي الكوفي ، المعروف بالصابوني : « ... له كتب منها ... كتاب تعبير الرؤيا » (٣).

٨ ـ محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني : « ... له كتاب تعبير الرؤيا » (٤).

٩ ـ إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الثقفي : « ... وله تصنيفات كثيرة انتهى إلينا منها ... الرؤيا ... » (٥).

١٠ ـ تعبير الرؤيا للمولى محمّدباقر بن محمّد تقيّ اللاهيجي المعاصر للعلاّمة المجلسي (٦).

١١ ـ تعبير الرؤيا لبعض المتأخّرين (٧).

١٢ ـ تعبير الرؤيا لبعض الأصحاب (٨).

١٣ ـ تعبير الرؤيا للشيخ ابن سينا (٩).

١٤ ـ تعبير الرؤيا للشيخ عبدالله بن سيرين (١٠).

١٥ ـ تعبير الرؤيا للمولى الأردكاني (١١).

_________________________

(١) رجال النجاشي : ١٩١.

(٢) المصدر المتقدّم : ٢٤٨.

(٣) المصدر المتقدّم : ٢٦٥.

(٤) المصدر المتقدّم : ٢٦٧.

(٥) المصدر المتقدّم : ١٣.

(٦ ـ ٩) الذريعة : ٤ / ٢٠٧.

(١٠) المصدر المتقدّم : ٢٠٨.

(١١) و (٢) الذريعة : ٤ / ٢٠٨.

٦٨

١٦ ـ تعبير طيف الخيال للجزائري الشيرازي (١).

١٧ ـ الرؤيا الصادقة للسيّد محمّد جواد ابن السيّد محمّدرضا الخراساني (٢).

١٨ ـ الرؤيا الصادقة لمحمّد حسن الكاشاني (٣).

١٩ ـ تعبير الأحلام لمحمّد بن سيرين (٤).

٢٠ ـ تعبير خواب لحاج غلام عليّ البهاونگري (٥).

٢١ ـ تعبير الرؤيا للسيّد شبّر بن محمّد بن ثنوان الموسوي (٦).

٢٢ ـ كامل التعبير لحبيش بن إبراهيم (٧).

٢٣ ـ منظومة في تعبير الرؤيا للفتّاحي النيسابوري (٨).

٢٤ ـ النهاية المرتضويّة للغفّاري البغدادي (٩).

٢٥ ـ تعبير الرؤيا للمولى الهروي (١٠).

٢٦ ـ الآثار الرائعة في أسرار الواقعة للموصلي (١١).

٢٧ ـ الاُرجوزة في التعبير للمغافري (١٢).

_________________________

(١) الذريعة ٤ / ٢٠٨.

(٢) و (٣) الذريعة : ١١ / ٣٠٧.

(٤) و (٥) الذريعة : ٤ / ٢٠٦.

(٦) الذريعة : ٧ / ٢٦٧.

(٧) الذريعة : ١٧ / ٢٥٣.

(٨) الذريعة : ٢٣ / ٩٧.

(٩) الذريعة : ٢٤ / ٤٠٧.

(١٠) الذريعة : ٢٦ / ٢١١.

(١١) و (١٢) دار السلام : ١ / ٣٦.

٦٩

٢٨ ـ إيضاح التعبير للمقدسي (١).

٢٩ ـ تحفة الملوك للسجستاني (٢).

٣٠ ـ التعبير لإسماعيل بن الأشعث (٣).

٣١ ـ التعبير لابن المقرئ (٤).

٣٢ ـ تعبير القادري للدنيوري (٥).

٣٣ ـ التعبير المنيف للرومي (٦).

٣٤ ـ كتاب النوم والرؤيا للموصلي (٧).

٣٥ ـ تعبير النوم والرؤيا كاظم قاسم نيا (٨).

٣٦ ـ النوم والرؤيا لمحمّد مهدي عليخواه (٩).

٣٧ ـ الرؤيا من وجهة نظر الدين وعلم النفس لمحمّد رضوان طلب (١٠).

٣٩ ـ بحث حول الرؤيا ومعرفة النفس لمحّمد رضا علومي (١١).

٤٠ ـ تعبير الرؤيا لوالديانوس (١٢).

٤١ ـ تعبير النوم والرؤيا لإسماعيل شبوعي (١٣).

٤٢ ـ تعبير المنام لا بن سيرين ودانيال لأبي الفضل التفليسي (١٤).

٤٣ ـ تفسير الأحكام الميمي بتقسيم الرؤيا لعبد الأمير الأنصاري (١٥).

٤٤ ـ ترجمة قسم من كتاب تعبير الرؤيا لحسين بن عبدالله ابن سينا (١٦).

_________________________

(١ ـ ٧) دار السلام ١ / ٣٦.

(٨ ـ ١٦) راجع مكتبة السيّد المرعشي النجفي قدس‌سره.

٧٠

٧١
٧٢



تقسّم الرؤيا والأحلام على أساس بعض الأحاديث الإسلاميّة إلى صادقة وكاذبة ، وتحزين من الشيطان ، وبُنيت لهذه الأقسام الثلاثة علائم ومميّزات.

القسم الأوّل : الرؤيا الصادقة

وهي التي تكون بمثابة الرؤية في حالة اليقظة من صحّتها وصدقها وانطباقها على الواقع ، وكان هذا ممّا يراه الأنبياء والأولياء والصلحاء وأهل الإيمان.كما رأى ذلك إبراهيم خليل الرحمن ، ويوسف الصدّيق ، ونبيّنا محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث جاء التصريح بذلك في القرآن الكريم.

واُطلق على هذا القسم من الرؤيا بالبشرى ، وهو ما يراه المؤمن بحيث عدّ هذا النوع من الرؤيا أنّها جزء من سبعين جزءً من النبوّة ، كما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

علامات الرؤيا الصادقة

واُشير في بعض الأحاديث إلى علامات هذه الرؤيا ، منها :

_________________________

(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ١٧٦ و : ١٩١ عن الصادق عليه‌السلام. حلية المتّقين : ٨٠.

٧٣

١ ـ الصادقة من الملائكة ، والكاذبة من الجنّ

« سأل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام نصرانيّان : ما الفرق بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة ومعدنها واحد ؟

فقال عليه‌السلام : إنّ الله تعالى خلق الروح وجعلها لها سلطاناً ، فسلطانها النفس ، فإذا نام العبد خرج الروح وبقي سلطانه ، فيمرّ به جيل من الملائكة وجيل من الجنّ ؛ فمهما كان من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة ، ومهما كان الرؤيا الكاذبة فمن الجنّ ، فأسلما على يديه وقتلا معه يوم صفّين » (١).

٢ ـ لا يراها إلاّ اُولو النهى

وفي كتاب الغايات : « قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خياركم اُولو النهى.

قيل : يا رسول الله ، ومن اُولو النهى ؟

فقال : اولو النهى اُولو الأحلام الصادقة » (٢).

٣ ـ لا يراها إلاّ المؤمن

وعن عبادة بن الصامت ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى : ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ، قال : « هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو تُرى له ... » (٣).

٤ ـ إذا اقترب الزمان

وعن أبي هريرة ، قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤياً أصدقهم حديثاً » (٤).

_________________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٣٥٧.

(٢) بحار الأنوار : ٥٨ / ١٩٠.

(٣) الدّار المنثور : ٣ / ٣١٣.

(٤) المصدر المتقدّم : ٣١٢.

٧٤

٥ ـ إذا رآها بعد الثلثين من الليل

قال الصادق عليه‌السلام في جواب أبي بصير حينما سأله عن الرؤيا الصادقة والكاذبة : « وأمّا الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من اليلل مع حلول الملائكة ـ وذلك قبل السحر ـ فهي صادقة لا تختلف إن شاء الله ، إلاّ أن يكون جنباً أو يكون على غير طهر أو لم يذكر الله عزّ وجلّ حقيقة ذكره » (١).

القسم الثاني : الأحلام الكاذبة

وهي التي تسمّي بأضغاث الأحلام ، فهذه الأحلام ممّا تشاهده النفس عند استيلاء القوّة الشهويّة أو الغضبيّة ، فإنّ ذلك ممّا يحصل به الاُمور الشريرة باعتبار الشخص في الاُمور الواقعة في العالم الجسماني باعتبار حصوله عن هذه النفس الشيطانيّة ، وكذا لا يراه الإنسان من الاُمور المر تسمة في نفسه من القوّة المتخيّلة والمتوهّمة ؛ لأنها صور لا حقائق لها ، وهاتان المرتبتان تقعان مع التعبير بحسب ما تعبّران (٢).

قال العلاّمة المجلسي في سبب المنامات الصادقة والكاذبة : « إعلم أنّ التي تركبها المتخيلة قد تكون كاذبة وقد تكون صادقة ، أمّا الكاذبة فوقوعها على ثلاثة أوجه :

الأوّل : أنّ الإنسان إذا أحسّ بشيء وبقيت صورة ذلك المحسوس في خزائنه الخيال ، فعند النوم ترتسم تلك الصورة في الحسّ المشترك فتصير مشاهدة المحسوس.

_________________________

(١) الكافي : ٨ / ٩١.

(٢) مجمع البحرين : ٣٤.

٧٥

والثاني : أنّ القوّة المفكّرة إذا ألقت صورة ارتسمت تلك الصورة في الخيال ، ثمّ وقت النوم تنتقل إلى الحسّ المشترك فتصير محسوسة ، كما أنّ الإنسان إذا تفكّر في الإنتقال من بلد إلى بلد في خطارة شيء أو خوف عن شيء ، فإنّه يرى تلك الأحوال في النوم.

والثالث : أنّ مزاج الروح الحامل للقوّة المفكّرة إذا تغيّر فإنّه تتغيّر أحوال القوّة المفكّرة ، ولهذا السبب فإنّ الذي يميل مزاجه إلى الحرارة يرى في النوم النيران والحريق والدخان ، ومن مال مزاجه إلى البرودة يرى الثلوج ، ومن مال مزاجه إلى الرطوبة يرى الأمطار ، ومن مال مزاجه إلى اليبوسة يرى التراب والألوان المظلمة ، فهذه الأنواع الثلاثة لا عبرة بها البتّة ، بل هي من قبيل أضغاث الأحلام » (١).

علامات الأحلام الكاذبة

١ ـ أن يراها في أوّل الليل

فمن علائم الأحلام الكاذبة أن يراها الإنسان في أوّل الليل ، كما عن أبي بصير ، عن الصادق عليه‌السلام ، قال : « قلت لأبي عبدالله : جعلت فداك ، الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد ؟

قال : صدقت ، أمّا الكاذبة مختلفة ، فإنّ الرجل يراها في أوّل الليل في سلطان المردة الفسقة ، وإنّما هي شيء يخيّل إلى الرجل ، وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها » (٢).

٢ ـ ما رآه روح المؤمن في الأرض

ومن علائم أضغاث الأحلام أيضاً أن يرى المؤمن ما يراه النائم على وجه

_________________________

(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ١٩٩.

(٢) الكافي : ٨ / ٩١.

٧٦

الأرض ، كما رواه لنا الصدوق في مجالسه : بسنده عن محمّد بن القاسم النوفلي ، قال : « قلت لأبي عبدالله الصادق عليه‌السلام : المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها ، وربّما رأى الرؤيا فلا تكون شيئاً.

فقال : إنّ المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء ، فكلّما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير فهو الحقّ ، وكلّما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام » (١).

٣ ـ كثرة المنام

ومن علائم الأحلام الكاذبة ـ أيضاً ـ : كثرة النوم ، حيث قال الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام : « من أكثر المنام رأى الأحلام » (٢).

ومن أنّ الحلم من الشيطان كما قال به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ثبت أنّ ما يراه النائم إثر كثرة نومه دليل على كذبه.

القسم الثالث : تحزين من الشيطان

والقسم الأخير من المنامات ما يحزن الرائي ممّا يراه ثمّ يستيقظ من ذلك فزعاً مرعوباً ، فهذا النوع من الرؤيا هو تخويف من الشيطان ، كما رواه عوف بن مالك ، قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرؤيا ثلاثة : منها تخويف من الشيطان ليحزن به ابن آدم ، ومنها الأمر يحدّث به نفسه في اليقظة فيراه في المنام ، ومنها جزء من ستّة وأربعين جزءً من النبوّة » (٤).

_________________________

(١) أمالي الصدوق : ٨٨. بحار الأنوار : ٥٨ / ٣٢.

(٢) حياة الإمام العسكري : ١٥٤.

(٣) بحار الأنوار : ٥٨ / ١٩١.

(٤) الدرّ المنثور : ٣ / ٣١٣. راجع حلية المتّقين : ٨٠.

٧٧

وعن ابن بابويه في كتاب التبصرة ـ مثل ما تقدّم ـ بسنده عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرؤيا ثلاثة : بشرى من الله ، وتحزين من الشيطان ؛ والذي يحدّث به الإنسان نفسه فيراه في منامه » (١).

وروى الكليني في الكافي ما يقرب منه هذا الحديث عن الصادق عليه‌السلام ، إلاّ أنّه قال فيه : « وتحذير من الشيطان » (٢) بدل « تحزين ».

فلعلّ المراد من تحذير الشيطان أنّه يحذّر ويخوّف الناس ، وعلى الخصوص المؤمنون عن ارتكاب الأعمال الصالحة.

والمراد من التحزين أيضاً أنّه يحزن أولياء الله وعباده المخلصين ، ويؤذيهم في منامهم ، كما أقسم بعزّة الله أن يغوي الناس ، ولكن لمّا لم يكن له سبيل على المخلصين فلا يرجع يده عن أذاهم. والشاهد على ذلك ما روي من أنّه تمثّل بصورة حيّة وأراد صرف الإمام السجّاد عن صلاته ومناجاته ، ومنها ما ورد في رؤيا السيّدة فاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإليك ما نقل في هذا المجال :

روى القمّي في تفسيره في ذيل قوله تعالى : ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ الله وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) (٣) حدّثني أبي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : « كان سبب نزول هذه الآية أنّ فاطمة عليها‌السلام رأت في منامها أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله همّ أن يخرج هو وفاطمة وعليّ والحسن والحسين صلوات الله عليهم من المدينة ، فخرجوا حتّى جاوزوا حيطان المدينة ، فعرض لهم طريقان ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات اليمين حتّى انتهى بهم إلى

_________________________

(١) بحار الأنوار : ٥٨ / ١٩١ ، عن الإمامة والتبصرة.

(٢) الكافي : ٨ / ٩٠.

(٣) المجادلة : ٥٨ : ١٠.

٧٨

موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله شاة كبرا ، وهي التي في أحد اُذنيها نقطة بيض ، فأمر بذبحها. فلمّا أكلوا ماتوا في مكانهم.

فانتبهت فاطمة عليها‌السلام باكية ذعرة ، فلم تخبر رسول الله بذلك ، فلمّا أصبحت جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بحمار فأركب عليه فاطمة وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم‌السلام من المدينة ـ كما رأيت فاطمة في نومها ـ فلمّا خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان ، وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات اليمين ، كما رأت فاطمة ، حتّى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله شاة كبراء ـ كما رأيت فاطمة ـ فأمر بذبحها ، فذبحت وشويت ، فلمّا أرادوا أكلها قامت فاطمة عليها‌السلام وتنحّـت ناحية منهم تبكي مخافة أو يموتوا.

فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى وقع عليها وهي تبكي ، فقال : ما شأنك يا بنيّة ؟

قالت : يا رسول الله ، إنّي رأيت البارحة كذا وكذا في نومي ، وقد فعلت أنت كما رأيت ، فتنحّيت عنكم لأن لا أراكم تموتون.

فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصلّى ركعتين ثمّ ناجى ربّه ، فنزل جبرئيل ، فقال : يا محمّد ، هذا شيطان يقال له « الدهاء » ، وهو الذي أرى فاطمة عليها‌السلام هذه الرؤيا ، ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمّون به ، فأمر جبرئيل فجاء به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له : أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا ؟

فقال : نعم ، يا محمّد ، فبزق عليه ثلاث بزقات قبيحة في ثلاث مواضع.

ثمّ قال جبرئيل لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد ، إذا رأيت في منامك شيئاً تكرهه ، أو رأى أحد من المؤمنين فليقل : أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقرّبون ، وأنبياءه المرسلون ، وعباده الصالحون ، من شرّ ما رأيت من رؤياي ، ويقرأ الحمد والمعوذتين ، و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، ويتفل عن يساره ثلاث تفلات ، فإنّه لا يضرّه ما رأى » (١).

_________________________

(١) درر الأخبار : ٢ / ٢٧٠.

٧٩

علل الرؤيا المفزعة والأحلام المرعبة

نجد كثيراً من الناس من يرى في المنام ما يفزعه بحيث يستيقظ وهو فزعاً مرعوباً ، فلا يجد لرؤيته محملاً ليحمله عليه.

فبعض هذه المنامات ـ كما مرّ عليك ـ تحزين وأذى من الشياطين لعباد الله المؤمنين ، فكما أنّه لا يترك البشر ، وخاصّة عباد الله المخلصين ، حتّى يؤذيهم ، وإذا تمكّن يغويهم ويمنعهم عن عبادة الله ، فكذلك لا يتركهم حتّى في المنام ، ليحزنهم على الأقلّ.

وبعضها الآخر تنبيه من الله جلّ شأنه على ما يفعله العبد من المعاصي ليحذر من ذلك أو من تركه الواجبات ليقبل عليها.

روى المفيد في الإختصاص عن الصادق عليه‌السلام : « إذا كان العبد على معصية الله عزّ وجلّ ، وأراد الله به خيراً أراه في منامه رؤيا تروّعه ، فينزجر بها عن تلك المعصية » (١).

وفي المحاسن : بسنده عن صفوان ، عن داود ، عن أخيه عبدالله ، قال : « بعثني إنسان إلى أبي عبدالله عليه‌السلام زعم أنّه يفزع في منامه من إمرأة تأتيه. قال : فصحت حتّى سمع الجيران.

فقال : أبو عبدالله عليه‌السلام : إذهب فقل له : إنّك لا تؤدّي الزكاة.

قال : بلى والله إنّي لأؤدّيها.

فقال : قل له : إن كنت تؤدّيها لا تؤدّيها إلى أهلها » (٢).

وروي في الوسائل ما يقرب من هذا الحديث عن وليد بن صبيح ، قال : « قلت

_________________________

(١) الإختصاص : ٢٤١. درر الأخبار : ٢ / ٢٥٧.

(٢) المحاسن : ٨٧. بحار الأنوار : ٥٨ / ١٥٩.

٨٠