المصباح المنير

أحمد بن محمد بن علي القيومي المقرى

المصباح المنير

المؤلف:

أحمد بن محمد بن علي القيومي المقرى


المحقق: يوسف الشيخ محمد
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
المطبعة: المطبعة العصريّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٦

[و ش ي] وشَيْتُ : الثَّوْبَ ( وَشْياً ) مِن بَابِ وَعَدَ رَقَمْتُهُ وَنَقَشْتُهُ فَهُوَ ( مَوْشِيٌ ) وَالْأَصْلُ عَلَى مَفْعُولٍ و ( الْوَشْيُ ) نَوْعٌ مِنَ الثِّيَابِ الْمَوْشِيَّةِ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَ ( وَشَى ) بِهِ عِنْدَ السُّلْطَانِ ( وَشْياً ) أَيْضاً سَعَى بِهِ وَ ( وَشَى ) فِى كَلَامِهِ ( وَشْياً ) كَذَب و ( الشِّيَةُ ) العَلَامَةُ وَأَصْلُهَا ( وِشْيَةٌ ) وَالْجَمْعُ ( شِيَاتٌ ) مِثْلُ عِدَاتٍ وَهِىَ فِى أَلْوَانِ الْبَهَائِمِ سَوَادٌ فِى بَيَاضٍ أَوْ بِالْعَكْسِ.

[و ص ب] الوَصَبُ : الوَجَعُ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَرَجُلٌ ( وَصِبٌ ) مِثْلُ وَجعٍ و ( وَصَبَ ) الشَّىءُ بِالْفَتْحِ ( وُصُوباً ) دَامَ وَ ( وَصَبَ ) الدَّيْنُ وَجَبَ.

[و ص د] الْوَصِيدُ : الفِنَاءَ وعَتَبَةُ الْبَابِ و ( أَوْصَدْتُ ) الْبَابَ بِالْأَلِفِ أَطْبَقْتُهُ.

[و ص ع] الْوَصَعُ : بِفَتْحَتَيْنِ طَائِرٌ يُشْبِهُ الْعُصْفُورَ فِى صِغَرِهِ وَقِيلَ هُوَ الصَّغِيرُ مِنَ النِّغْرَانِ وقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ هُوَ الصَّغِيرُ مِنْ أَوْلَادِ الْعَصَافِيرِ والْجَمْعُ ( وِصعَانٌ ) مِثْلُ غِزْلَانِ.

[و ص ف] وَصَفْتُهُ : ( وَصْفاً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ نَعَتُّهُ بِمَا فِيهِ وَيُقَالُ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ ( وَصَفَ ) الثَّوْبُ الْجِسْمَ إِذَا أَظْهَرَ حَالَهُ وبَيَّنَ هَيْئَتَهُ وَيُقَالُ ( الصِّفَةُ ) إِنَّمَا هِىَ بِالْحَالِ الْمُنْتَقِلَةِ و ( النَّعْتُ ) بِمَا كَانَ فِى خَلْقٍ أَو خُلُقٍ و ( الصِّفَةُ ) مِنَ ( الْوَصْفِ ) مِثْلُ الْعِدَة مِنَ الْوَعْدِ وَالْجَمْعُ ( صِفَاتٌ ) و ( الْوَصِيفُ ) الْغُلَامُ دُونَ الْمُرَاهِقِ و ( الْوَصِيفَةُ ) الجَاريَةُ كذلِكَ والْجَمْعُ ( وُصَفَاءُ ) و ( وَصَائِفُ ) مِثْلُ كَرِيمٍ وكُرَمَاءَ وكَرِيمَةٍ وكَرَائِمَ.

[و ص ل] وَصَلْتُ : الَيْهِ ( أَصِلُ ) وُصُولاً و ( الْمَوْصِلُ ) مِثْلُ مَسْجِدٍ يَكُونُ مَصْدَراً ومَكَاناً وَبِهِ سُمِّى البَلَدُ الْمَعْرُوفَ وَهُوَ عَلَى دِجْلَةَ مِنَ الْجَانِبِ الْغَرْبِىِّ وَ ( وَصَلَ ) الخَبَرُ بَلَغَ و ( وَصَلَتِ ) المرْأَةُ شَعْرَهَا بِشَعْرِ غيْرِهِ ( وَصْلاً ) فَهِىَ ( وَاصِلَةٌ ) و ( اسْتَوْصَلَتْ ) سَأَلَتْ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا ذلِكَ و ( وَصَلْتُ ) الشَّىءَ بِغَيْرِهِ ( وَصْلاً ) ( فاتَّصَلَ ) بِهِ ووَصَلْتُهُ ( وَصْلاً ) و ( صِلَةً ) ضِدَّ هَجَرْتُهُ و ( وَاصَلْتُهُ ) ( مُوَاصَلَةً ) وَ ( وِصَالاً ) مِنْ بَابِ قَاتَلَ كذلِكَ وَمِنْهُ صَوْمُ ( الوِصَالِ ) وَهُوَ أَنْ يَصِلَ صَوْمَ النَّهَارِ بِإِمْسَاكِ اللَّيْلِ مَعَ صَوْم الّذِى بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْعَمَ شَيْئاً و ( أَوْصَلْتُ ) زَيْداً الْبَلَدَ ( فَوَصَلَهُ ) وبَيْنَهُمَا ( وُصْلَةٌ ) وِزَانُ غُرْفَةٍ أى ( اتِّصَالٌ ).

[و ص ي] وَصَيْتُ : الشَّىءَ بِالشَّىءِ ( أَصِيهِ ) مِنْ بَابِ وَعَد وَصَلْتُهُ و ( وَصَّيْتُ ) إلى فلان ( تَوْصِيَةً ) و ( أوْصَيْتُ ) إِلَيْهِ ( إِيصَاءً ) وَفِى السَّبْعَةِ ( فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ ) بِالتَّخْفِيفِ والتَّثْقِيل والاسْمُ ( الوِصَايَةُ ) بِالْكَسْرِ والْفَتْحُ لُغَةٌ وَهُو ( وصِي ) فعِيل بِمَعْنَى مَفعولٍ والْجَمْعُ ( الْأوْصِيَاءُ ) و ( أَوْصَيْتُ ) إِلَيْهِ بِمَالِ جَعَلْتُهُ لَهُ و ( أَوْصَيْتُهُ ) بِوَلَدِهِ اسْتَعْطَفْتُهُ عَلَيْهِ وَهَذَا لِمَعْنًى لَا يَقْتَضِى الْإِيجَابَ و ( أَوْصَيْتُهُ ) بِالصَّلَاةِ أَمَرْتُهُ بِهَا وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى ( ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) وقَوْلُهُ ( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ ) أَىْ يَأْمُرُكُم وَفِى حَدِيثٍ ( خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَوْصَى بِتَقْوَى اللهِ ). مَعْنَاهُ أَمَرَ فَيَعُمُّ الْأَمْرَ بِأَىِّ لَفْظٍ كَانَ نَحْوَ ( اتَّقُوا اللهَ ) و ( أَطِيعُوا اللهَ ) وكَذلِكَ الخَبَرُ إِذَا كَانَ فِيهِ مَعْنَى الطَّلَبِ نَحْوُ لَقَدْ فَازَ مَنِ اتَّقَى وطُوبَى لِمَن وسَعَتْهُ السّنَّةُ وَلَمْ تَسْتَهْوِهِ البِدْعَةُ ورَحِمَ اللهُ مَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ. وَلَا يَتَعَيَّنُ فِى الْخُطْبَةِ أُوصِيكُمْ كَيْفَ ولَفْظُ الْوَصِيَّةِ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ التَّذْكِيرِ وَالاسْتِعْطَافِ وبَيْنَ الْأَمْرِ فَيَتَعَيَّنُ حَمْلُهُ عَلَى الْأَمْر ويَقُومُ مَقَامَهُ كُلُّ لَفْظٍ فِيهِ مَعْنَى الْأَمْرِ و ( تَوَاصَى ) الْقَوْمُ أَوْصَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً و ( اسْتَوْصَيْتُ ) بِهِ خَيْراً.

[و ض ح] وضَحَ ( يَضِحُ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ ( وُضُوحاً ) انْكَشَفَ وانْجَلَى و ( اتَّضَحَ ) كَذلِكَ ويَتَعَدَّى بالأَلِفِ فَيُقَالُ ( أَوْضَحْتُهُ ) و ( أوْضَحَتِ ) الشَّجّةُ بالرَّأْسِ كَشَفَتِ العَظْمِ فَهِى ( مُوضِحَة ) وَلا قِصَاصَ فِى شَىْءِ مِنَ الشِّجَاجِ إِلَّا فِى ( الموضِحَةِ ) وَفِى غَيْرِهَا الدِّيَةُ و ( الْوَاضِحَةُ ) الْأَسْنَانُ تَبْدُو عِنْدَ الضَّحِكِ و ( الْوَضَحُ ) بِفَتْحَتَيْنِ الْبَيَاضُ والضَّوْءُ والدَّرَنُ أَيْضاً وَهُوَ مَصْدرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ.

[و ض ر] وَضِرَ : ( وضَراً ) فَهُوَ ( وَضِرٌ ) مِثْلُ وَسِخَ فَهُوَ وَسِخٌ وَزْناً وَمَعْنًى.

[و ض ع] وَضَعْتُهُ ( أَضَعُهُ ) ( وَضْعاً ) و ( الْمَوْضِعُ ) بِالْكَسْرِ والْفَتْحُ لُغَةٌ مَكَانُ الْوَضْعِ و ( وَضَعْتُ ) عَنْه دَيْنَهُ أَسْقَطتهُ و ( وضَعَتِ ) الْحَامِلُ وَلَدَها ( تَضَعُهُ ) ( وَضْعاً ) وَلَدَت وَ ( وَضَعْتُ ) الشَّىءَ بَينَ يَدَيْهِ ( وَضْعاً ) تَرَكْتُهُ هُنَاكَ قَالَ الشَّافعِىُّ لَوِ اشْتَرَى جَاريةً مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لأَحَدِهما ( المواضَعَةُ ) والْمُرَادُ وضْعُها عنْدَ عَدْلٍ بلْ تُسَلَّمُ الجَارِيةُ لِمُشْتَرِيهَا وعَلَيْهِ أن لا يطَأَها حتَّى يَسْتَبْرِئَهَا و ( وُضِعَ ) فِى حَسَبِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ ( وُضِعَ ) أَىْ سَاقِطٌ لَا قَدْرَ لَهُ وَالاسْمُ ( الضَّعَةُ ) بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِهَا وَمِنْهُ قِيلَ ( وُضِعَ ) فِى تِجارَتِهِ ( وَضِيعَةً ) إِذَا خَسِرَ و ( تَواضَعَ ) لِلّهِ خَشَعَ وذَلَّ و ( وَضَعَهُ ) اللهُ ( فاتَّضَعَ ) و ( اتَّضَعْتَ ) الْبَعِيرَ خَفَضْت رَأْسَهُ لِتَضَعَ قَدَمَكَ عَلَى عُنُقِهِ فَتَرْكَبَ و ( وَضَعَ ) الرَّجُلُ الْحَدِيثَ افْتَرَاهُ وكَذَبُه فَالْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ.

[و ض م] الوَضَمُ : بِفَتْحَتَيْنِ مَا وقَيْتَ بِهِ اللَّحْمَ مِنَ الْأَرْضِ و ( أَوْضَمْتُ ) اللَّحْمَ ( إِيْضَاماً ) وَضَعْت تَحْتَهُ عِنْدَ قَطْعِهِ مَا يَقِيهِ مِنَ التُّرَابِ و ( الْوَضِيمَةُ ) الطَّعَامُ الْمُتَّخَذُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ.

٣٤١

[و ض ؤ] وضُؤ : الوَجْهُ مَهْمُوز ( وَضَاءَةً ) وِزَانُ ضَخُمَ ضَخَامَةً فَهُوَ ( وَضِيءٌ ) وَهُوَ الحُسْنُ والبَهْجَةُ و ( الوُضُوءُ ) بِالْفَتْحِ المَاءُ يُتَوضَّأُ بِهِ وَبِالضَّمِّ الْفِعْلُ وأَنْكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ الضَّمَّ وقَالَ الْمَفْتُوحُ اسْمٌ يَقُومُ مَقَامَ الْمَصْدَر كالقَبول يَكُونُ اسْماً وَمَصْدراً وقَالَ الْأَصْمَعِىُّ قُلْتُ لِأَبِى عَمْرو ابْنِ الْعَلاءِ مَا ( الْوَضُوءُ ) يَعْنِى بِالْفَتْحِ فَقَالَ الْمَاءُ الَّذى يُتَوَضَّأُ بِهِ قَالَ قُلْتُ فَمَا ( الْوُضُوءُ ) يَعْنِى بِالضَّمِّ قَالَ لَا أَعْرِفُهُ وَوَجْهُهُ أَنَّ الْفُعُولَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْفِعْلِ الثَّلَاثى كَالْوَقُودِ والْوُقُودِ وَقَوْلُه ( الْوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَامِ يَنْفِى الفَقْرَ ). الْمُرَادُ غَسْلُ الْيَدَيْنِ فَقَطْ وحَمَلَ بَعْضهُمْ عَلَيهِ قَوْلَهُ (تَوَضَّئوا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ ). أَىِ اغْسِلُوا أَيْدِيكُمْ فَإِنَّهُ أَهْنَأُ لِلْأَكْلِ ونَقَلَ الْمُطَرِّزِىُّ أَيْضاً مَعْنَاهُ عَنِ الْعُرَنِيِّينَ و ( الْمِيضَأَةُ ) بِكَسْرِ المِيمِ مَهْمُوزٌ ويُمَدُّ ويُقْصَرُ المِطْهَرَةُ يُتَوَضَّأُ مِنْهَا.

[و ط ر] الوَطَرُ : الْحاجَةُ والجَمْعُ ( أَوْطَارٌ ) مِثْلُ سَبَبِ وأَسْبَابٍ وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ وقَضَيْتُ ( وَطَرِي ) إِذَا نِلْتَ بُغْيتَكَ وحَاجَتَكَ.

[و ط س] الوَطِيسُ : مِثْلُ التَّنُّورِ يُخْتَبزُ فِيهِ وقَوْلُهُمْ حَمِىَ ( الْوَطِيسُ ) كِنَايَةٌ عَنْ شِدَّةِ الْحَرْبِ و ( أَوْطَاسٌ ) مِنَ النَّوَادِرِ الَّتِى جَاءَتْ بِلَفْظِ الْجَمْعِ لِلْوَاحِدِ وَهُوَ وَادٍ فِى دِيَارِ هَوَازِنَ جَنُوبِىَّ مَكَّةَ بِنَحْوِ ثَلَاثِ مَرَاحِلَ وكَانَتْ وَقْعَتُهَا فِى شَوَّال بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ بِنَحْوِ شَهْرٍ.

[و ط وَس] الوَطْوَاطُ : بِفَتْحِ الْأَوَّلِ قِيلَ هُوَ الخُفَّاشُ أَخْذاً مِنَ المَثَلِ وَهُوَ ( أَبْصَرُ فِى اللَّيْلِ مِنَ الْوَطْوَاطِ ) وَقِيلَ هُوَ الخُطَّافُ والْجَمْعُ ( وَطَاوِيطُ )

[و ط ف] الوَطَفُ : بِفَتْحَتَيْنِ كَثْرَةُ شَعْرِ الْعَيْنِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ والذَّكَرُ ( أَوْطَفُ ) وَالْأُنْثَى ( وَطْفَاءُ ) مِثْلُ أَحْمَرَ وحَمْرَاءَ.

[و ط ن] الوَطَنُ : مَكَانُ الْإِنْسَانِ ومَقَرُّهُ وَمِنْهُ قِيل لمَرْبِضِ الغَنَمِ ( وَطَنٌ ) والْجَمْعُ ( أَوْطَانٌ ) مِثْلُ سَبَبٍ وأَسْبَابٍ و ( أَوْطَنَ ) الرَّجُلُ الْبَلَدَ و ( اسْتَوْطَنَهُ ) و ( تَوَطَّنَهُ ) اتَّخَذَهُ ( وَطَناً ) و ( المَوطِنُ ) مِثْلُ الْوَطَنِ والْجَمْعُ ( مَوَاطِنُ ) مِثْلُ مَسْجِدٍ ومَسَاجِدُ و ( الْمَوْطَنُ ) أَيْضاً المَشْهَدُ مِنْ مَشَاهِدِ الحَرْبِ و ( وَطَّنَ ) نَفْسَهُ عَلَى الْأَمْرِ ( تَوْطِيناً ) مَهَّدَهَا لِفِعْلِهِ وذَلَّلَهَا وَ ( وَاطَنَهُ ) ( مُوَاطَنَةً ) مِثْلُ وافَقَهُ موافَقَةً وَزْناً وَمعْنًى.

[و ط ئ] وَطِئْتُهُ : بِرِجْلِى ( أطَؤُهُ ) ( وَطْئاً ) عَلَوْتُهُ وَيَتَعَدَّى إِلَى ثَانٍ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَال ( أَوْطَأْتُ ) زَيْداً الْأَرْضَ و ( وَطِئَ ) زَوْجَتَهُ ( وَطْأً ) جَامَعَها لأَنَّهُ اسْتِعلَاءٌ و ( الْوِطاءُ ) وِزَانُ كِتَابٍ المِهَادُ الْوَطِئُ وَقَدْ ( وطُؤَ ) الفِرَاشُ بِالضَّمِّ فَهُوَ ( وَطِيءٌ ) مِثْلُ قَرُبَ فَهُوَ قَرِيبٌ و ( الوَطْأَةُ ) مِثْلُ الأَخْذَةِ وَزْناً ومَعْنًى و ( المُوَاطَأَةُ ) الْمُوَافَقَةُ.

[و ظ ب] وَظَبَ : عَلَى الْأَمْرِ ( وَظْباً ) مِنْ بَابِ وَعَد و ( وظُوباً ) و ( وَاظَبَ ) عَلَيْهِ ( مُوَاظَبَةً ) لَازمَهُ ودَاوَمَهُ.

[و ظ ف] الْوَظِيفَةُ : ما يُقَدَّرُ مِنْ عَمَلٍ ورزْقٍ وطَعَامٍ وغَيْرِ ذلِكَ وَالْجَمْعُ ( الْوَظَائِفُ ) و ( وَظّفْتُ ) عَلَيْهِ الْعَمَلَ ( تَوظِيفاً ) قَدَّرْتُهُ و ( الْوَظِيفُ ) مِنَ الْحَيَوَانِ مَا فَوْقَ الرُّسْغِ إلَى السَّاق وَيَعْضهُمْ يَقُولُ مُقَدَّمُ السَّاقِ والْجَمْعُ ( أَوْظِفَةٌ ) مِثْلُ رَغِيفٍ وأَرْغِفَةٍ.

[و ع ب] وَعَبْتُه ( وَعْباً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ و ( أَوْعَبْتُهُ ) ( إِيعَاباً ) و ( اسْتَوْعَبْتُهُ ) كُلُّهَا بِمَعْنًى وَهُوَ أَخذُ الشَّىءِ جَمِيعِهِ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ ( الْوَعْبُ ) ( إِيعَابُكَ ) الشَّىءَ فِى الشَّىءِ حَتَّى تَأْتِىَ عَلَيْهِ كُلِّهِ أَىْ تُدْخِلَهُ فِيهِ وَفِى الْحَدِيثِ « فِى الْأَنْفِ إِذَا اسْتُوْعِبَ جَدْعاً الدِّيَةُ ». أَىْ إِذَا لَمْ يُتْرَكْ مِنْهُ شَىْءٌ وجَاءُوا ( مُوعِبِينَ ) أَىْ جَمِيعُهُمْ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

[و ع ث] الْوَعْثُ : بِالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ الطَّرِيقُ الشَّاقُّ المَسْلَكِ والْجَمْعُ ( وُعُوثٌ ) مِثْلُ فَلْسٍ وفُلُوسٍ و ( أَوْعَثَ ) الرَّجُلُ مَشَى فِى الْوَعْثِ وَيُقَالُ ( الوَعْثُ ) رَمْلٌ رَقِيقٌ تَغِيبُ فِيهِ الْأَقْدَامُ فَهُوَ شَاقٌّ ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِكُلِّ أَمْرٍ شَاقٍّ مِنْ تَعَبٍ وَإِثْمٍ وغَيْرِ ذلِكَ وَمِنْهُ ( وَعْثاءُ ) السَّفَرِ وكآبَةُ المُنْقَلَبِ أَىْ شِدَّةُ النّصَبِ والتَّعَبِ وسُوءُ الانْقِلَابِ وَيُقَالُ ( وَعُثَ ) الطَّرِيقُ وُعُوثَة مِنْ بَابَىْ قَرُبَ وتَعِبَ إِذَا شَقَّ عَلَى السَّالِكِ فَهُوَ ( وَعْثٌ ) وَ ( الْوَعْثُ ) أَيْضاً فَسَادُ الْأَمْرِ وَاخْتِلَاطُهُ.

[و ع د] وَعَدَهُ ( وَعْداً ) يُسْتَعْمَلُ فِى الْخَيْرِ والشَّرِ وَيُعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ فَيُقَالُ ( وَعَدَهُ ) الْخَيْرَ وَبِالخَيْرِ وشَرًّا وَبِالشَّرِّ وَقَدْ أَسْقَطُوا لَفْظَ الْخَيْرِ والشَّرِّ وَقَالُوا فِى الْخَيْرِ ( وَعَدَهُ ) ( وَعْداً ) و ( عِدَةً ) وَفِى الشَّرِ ( وَعَدَهُ ) ( وَعِيداً ) فَالْمَصْدَرُ فَارِقٌ وَ ( أَوْعَدَهُ ) ( إِيعَاداً ) وَقَالُوا ( أَوْعَدَهُ ) خَيْراً وشَرًّا بِالْأَلِفِ أَيْضاً وأَدْخَلُوا الْبَاءَ مَعَ الْأَلِفِ فِى الشَّرِّ خَاصَّةً والخُلْفُ فِى ( الْوَعْدِ ) عِنْدَ الْعَرَبِ ( كَذِبٌ ) وَفِى ( الْوَعِيدِ ) كَرَمٌ قَالَ الشَّاعِرُ :

وَإِنِّىِ وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ

لَمُخْلِفُ إِيعَادِى ومُنْجِزُ مَوْعِدِى

وَلِخَفَاءِ الفَرْقِ فِى مَوَاضِعَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ انْتَحَلَ أَهْلُ البِدَعِ مَذَاهِبَ لِجَهْلِهِمْ بِاللّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَقَدْ نُقِلَ أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وهُوَ طَاغِيَةُ الْمُعْتَزِلَةِ لَمَّا انْتَحَلَ الْقَوْلَ بِوُجُوبِ الْوَعِيدِ قِيَاساً عَلَى الْعَجَمِيَّةِ مِنَ العُجْمَةِ أُتِيتَ أَبَا عُثْمَان إِنَّ الْوَعْدَ غَيْرُ الْوَعِيدِ ويُمْكِنُ الْفَرْقُ بِأَنَّ ( الْوَعْدَ ) حَاصِلٌ عَنْ كَرَمٍ وَهُوَ لَا يَتَغيَّر فَناسَبَ أَنْ لَا يَتَغَيَّرَ مَا حَصَلَ عَنْهُ و ( الْوَعِيدُ ) حَاصِل عَنْ غَضَبٍ فِى الشَّاهِدِ والْغَضَبُ قَدْ يَسْكُنُ وَيَزُولُ فَنَاسَبَ أَنْ يَكُونَ كَذلِكَ مَا حَصَلَ عَنْهُ وفَرقَ بَعْضُهُمْ أَيْضاً فَقَالَ ( الْوَعْدُ ) حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ تَعَالَى ومَنْ أَوْلَى بِالْوَفَاءِ

٣٤٢

مِنَ اللهِ تَعَالَى و ( الْوَعِيدُ ) حَقُّ اللهِ تَعَالَى فَإِنْ عَفَا فَقَدْ أَوْلَى الكَرَمَ وَإِنْ وَاخَذَ فبِالذَّنْبِ. وَإِنَّمَا حُذِفَتِ الوَاوُ مِنْ ( يَعِدُ ) وشِبْهِهِ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَكَسْرَةٍ وَحُذِفَتْ مَعَ بَاقِى حُرُوفِ الْمُضَارَعَة طَرْداً لِلْبَابِ أَوْ لِلِاشْتَراكِ فِى الدَّلَالَةِ عَلَى الْمُضَارَعَةِ وَيُسَمَّى هذَا الحَذْفُ اسْتِدْرَاجَ العِلَّةِ وأَمَّا ( يَهَبُ ) و ( يَضَعُ ) ونَحوُهُ فَأَصلُه الْكَسْرُ والْحَذْفُ لِوجودِ الْعِلّةِ فِى الْأَصْلِ ثُمَّ فُتِحَ بَعْدَ الْحَذْفِ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ وأَمَّا ( يَذَرُ ) فَفُتِحَتْ بَعْدَ الْحَذْفِ حَمْلاً عَلَى ( يَدَعُ ) وَالْعَربُ كَثِيراً مَا تَحْمِلُ الشَّىءَ عَلَى نَظِيرِهِ وَقَدْ تَحْمِلُهُ عَلَى نَقِيضِهِ والْحَذْفُ فِى ( يَسَعُ ) وَ ( يَطَأُ ) مِمَّا مَاضِيهِ مَكْسُورٌ شَاذ لِأَنَّهُمْ قَالُوا ( فَعِلَ ) بِالْكَسْرِ مُضَارِعُهُ يَفْعَلُ بِالْفَتْحِ وَاسْتَثْنوا أَفْعَالاً تَأْتِى فِى الْخَاتِمَةِ لَيْسَتْ هذِهِ مِنْهَا. و ( الْعِدَةُ ) تَكُونُ بِمَعْنَى الْوَعْدِ والْجَمْعُ ( عِدَاتٌ ) وأَمَّا ( الْوَعْدُ ) فَقَالُوا لَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ و ( المَوْعِدُ ) يَكُونُ مَصْدراً وَوَقْتاً ومَوْضِعاً و ( الْمِيعَادُ ) يَكُونُ وَقْتاً ومَوْضِعاً و ( الْمَوْعِدَةُ ) مِثْلُ ( الْمَوْعِدِ ) وَ ( وَاعَدْتُهُ ) مَوْضِعَ كَذَا ( مُوَاعَدَةً ) و ( تَوَعَّدْتُهُ ) تَهَدَّدْتُهُ و ( تَوَاعَدَ ) الْقَوْمُ فِى الْخَيْرِ وَعَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.

[و ع ر] الْوَعْرُ : الصّعْبُ وَزْناً ومَعْنًى وجَبَلٌ ( وَعْرٌ ) ومَطْلَبٌ ( وَعْرٌ ) و ( وَعَرَ ) ( وَعْراً ) مِنْ بَابِ وَعَد و ( وَعِرَ ) ( وَعْراً ) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُو ( وَعِرٌ ) و ( وَعُرَ ) بِالضَّمِّ ( وُعُورَةً ) و ( وَعَارَةً ).

[و ع ظ] وعَظَهُ : ( يَعِظُهُ ) ( وَعْظاً ) و ( عِظَةً ) أَمَرَهُ بِالطَّاعَةِ ووَصَّاهُ بِهَا وعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى ( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) أَىْ أُوصِيكُمْ وآمُرُكُمْ ( فاتَّعَظَ ) أَىِ ائْتَمَرَ وكَفَّ نَفْسَهُ وَالاسْمُ ( المَوْعِطَةُ ) وَهُوَ ( وَاعِظٌ ) والْجَمْعُ ( وُعَّاظٌ )

[و ع و ع] الوَعْوَعُ : وِزَانُ جَعْفَرٍ ( ابْنُ آوَى ) وَهُوَ مِنَ الْخَبَائِثِ وَقَالَ الْفَارَابِىُّ والصَّغَانِىُّ ( الْوَعْوَعُ ) الثَّعْلَبُ.

[و ع ل] الوَعِلُ : قَالَ ابْنُ فَارِس هُوَ ذَكَرُ الْأَرْوَى وَهُوَ الشَّاةُ الجَبَلِيَّةُ وَكَذلِكَ قَالَ فِى الْبَارِعِ وزَادَ الْأُنْثَى ( وَعِلَةٌ ) وَهُوَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ والْجَمْعُ ( أَوْعَالٌ ) مِثْلُ كَبِدٍ وأَكْبَادٍ والسُّكُون لُغَةٌ والْجَمْعُ ( وُعُولٌ ) مِثْلُ فَلْسٍ وفُلُوسٍ وجَمْعُ الْأُنْثَى ( وِعَالٌ ) مِثْلُ كَلْبَةٍ وكِلَابٍ.

[و ع ي] وَعَيْتُ : الْحَدِيثَ ( وَعْياً ) مِنْ بَابِ ( وَعَدَ ) حَفِظتُهُ وَتَدَبَّرْتُهُ و ( أَوْعَيْتُ ) الْمَتَاعَ بِالْأَلِفِ فِى الْوِعَاءِ قَالَ عَبِيدٌ :

والشَّر أَخْبَثُ مَا أُوْعَيْتَ مِنْ زَادِ

وَ ( الوِعَاءُ ) مَا يُوعَى فِيهِ الشَّىءُ أَىْ يُجْمَعُ وجَمْعُهُ ( أَوْعِيَةٌ ) و ( أَوْعَيْتُهُ ) و ( اسْتَوْعَيْتُهُ ) لُغَةٌ فِى ( الاسْتِيعَابِ ) وَهُوَ أَخْذُ الشَّىءِ كُلِّهِ.

[و غ د] الوَغْدُ : الدَّنئُ مِنَ الرِّجَالِ والجَمْعُ ( أَوْغَادٌ ) مِثْلُ بَغْلٍ وأَبْغَالٍ وَهُوَ الَّذِى يَخْدُمُ بِطَعَامِ بَطْنِهِ وَقِيلَ هُوَ الْخَفِيفُ الْعَقْلِ يُقَالُ مِنْهُ ( وَغُدَ ) بِالضَّمِّ ( وَغَادةً ) قَالَ أَبُو حَاتِمٍ قُلْت لِأُمِّ الْهَيْثَمِ ( مَا الْوغْدُ ) قَالَتِ الضَّعِيفُ قُلْتُ أَوْ يُقَالُ لِلْعَبْدِ ( وَغْدٌ ) قَالَتْ وَمَنْ أَوْغَدُ مِنْهُ.

[و غ ر] وَغِرَ : صَدْرُهُ ( وَغَراً ) مِنْ بَابِ تَعِبَ امْتَلَأُ غَيْظاً فَهُوَ ( وَاغِرُ ) الصَّدْرِ وَالاسْمُ ( الوَغْرُ ) مِثْلُ فَلْسٍ مَأْخُوذٌ مِنْ ( وَغْرَةِ ) الحَرِّ وَهِىَ شِدَّتُهُ.

[و غ ل] وَغَلَ : ( وَغْلاً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ تَوَارِى بِشَجَرٍ وَنَحْوِهِ فَهُوَ ( وَاغِلٌ ) قَالَ السَّرَقُسْطِىُّ ( وَغَلَ ) فى الشَّىْءِ ( وَغْلاً ) و ( وُغُولاً ) دَخَلَ وَعَلَى الشَّارِبِينَ دَخَلَ بِغَيْرِ إِذْن وَ ( أَوْغَلَ ) فِى السَّيْرِ ( إِيْغَالاً ) و ( تَوَغَّلَ ) أَمْعَنَ وأَسْرَعَ و ( أَوْغَلَ ) فِى الْأَرْضِ أَبْعَدَ فِيهَا.

[و غ ى] الوَغَى : مَقْصُورٌ الجَلَبَةُ والْأَصْوَاتُ وَمِنْهُ ( وَغَى ) الحَرْبِ وَقَالَ ابْنُ جِنِّى ( الْوَعَى ) بِالْمُهْمَلَةِ الصَّوْتُ والْجَلَبَةُ وَبِالْمُعْجَمَةِ الْحَرْبُ نَفْسُهَا.

[و ف د] وَفَدَ : عَلَى الْقَوْمِ ( وَفْداً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ و ( وُفُودا ) فَهُوَ ( وَافِدٌ ) وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى ( وُفَّادٍ ) و ( وُفَّدٍ ) وعَلَى ( وَفْدٍ ) مِثْلُ صَاحِبٍ وصَحْبٍ وَمِنْهُ ( الحاجُّ وَفْدُ اللهِ ). وجَمْعُ ( الْوَفْدِ ) ( أَوْفَادٌ ) و ( وُفُودٌ ).

[و ف ر] وَفَرَ : الشَّىءُ ( يَفُرِ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ ( وُفُوراً ) تمَّ وكَملَ و ( وَفرْتُهُ ) ( وفَرْاً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ أَيْضاً أَتْمَمْتُهُ وأَكْمَلْتُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدّى والْمَصْدَرُ فَارِقٌ و ( وَفَرْتُ ) العِرْضَ ( أَفِرُهُ ) ( وَفْراً ) أَيْضاً صُنْتُهُ ووَقَيْتُهُ و ( وَفَّرْتُهُ ) بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ ( وَفَّرْتُ ) لَهُ طعَامَهُ ( تَوْفِيراً ) إِذَا أَتْمَمْتَهُ ولم تَنْقُصْهُ و ( تَوَفَّرَ ) عَلَى كَذَا صَرَف هِمَّتَهُ إِلَيْهِ و ( وَفَّرْتُ ) عَلَيْه حَقَّهُ ( تَوْفِيراً ) أَعْطَيْتُهُ الْجَمِيعَ ( فَاسْتَوْفَرَهُ ) أَىْ ( فَاسْتَوْفَاهُ ) و ( الوَفْرَةُ ) الشَّعَر إِلَى الأذُنَيْنِ لِأَنَّهَ ( وَفَرَ ) عَلَى الْأُذُنِ أى تَمَّ عَلَيْهَا واجْتَمَعَ.

[و ف ز] الوَفَزُ : السَّفَرُ وَزْناً ومَعْنًى وجَمْعُهُ ( أَوْفَازُ ) و ( الْوَفْزُ ) بالسُّكُونِ لُغَةٌ وجَمْعُهُ ( وِفَازٌ ) مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَهُمْ عَلَى ( وَفَزٍ ) و ( أَوْفَازٍ ) أَىْ عَلَى عَجَلَةٍ و ( اسْتَوْفَزَ ) فِى قَعْدَتِهِ قَعَدَ مُنْتَصِباً غَيْرَ مُطْمِئنٍّ.

[و ف ق] وفَّقَهُ : اللهُ. ( تَوْفِيقاً ) سَدَّدَهُ وَ ( وَفِقَ ) أَمْرَهُ ( يَفِقُ ) بِكَسْرَتَيْنِ مِنَ التَّوْفِيقِ و ( وَافَقَهُ ) ( مُوَافَقَةً ) و ( وِفَاقاً ) و ( تَوَافَقَ ) الْقَوْمُ و ( اتَّفَقُوا ) ( اتِّفَاقاً ) و ( وَفَّقْتُ ) بَيْنَهُمْ أصْلَحْتُ وكَسْبُهُ ( وَفْقُ ) عِيَالِهِ أَىْ مِقْدَارُ كِفَايَتِهِمْ.

٣٤٣

[و ف ي] وَفَيْتُ : بِالْعَهْدِ وَالْوَعْدِ ( أَفِي ) بِهِ ( وَفَاءً ) وَالْفَاعِلُ ( وَفِيٌ ) والْجَمْعُ ( أَوْفِيَاءُ ) مِثْلُ صَدِيقٍ وأَصْدِقَاءَ و ( أَوْفَيْتُ ) بِهِ ( إِيفَاءً ) وَقَدْ جَمَعَهُمَا الشَّاعِرُ فَقَالَ :

أَمَّا ابنُ طَوْقٍ فَقَدْ أَوْفَى بِذِمَّتِهِ

كَمَا وَفَى بِقِلَاصِ النَّجْمِ حَادِيهَا

وقَالَ أَبُو زَيْدٍ ( أَوْفَى ) نَذْرَهُ أَحْسَنَ الْإِيفَاء فَجَعَلَ الرُّبَاعِىَّ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وقَالَ الْفَارَابِىُّ أَيْضاً ( أَوْفَيْتُهُ ) حَقَّه و ( وَفَّيْتُهُ ) إِيَّاهُ بِالتَّثْقِيلِ وَ ( أَوْفَى ) بِمَا قَالَ و ( وَفَّى ) بِمَعْنًى و ( أَوْفَى ) عَلَى الشَّىءِ أَشْرَفَ عَلَيْهِ و ( تَوَفَّيْتُهُ ) و ( اسْتَوْفَيْتُهُ ) بِمَعْنًى و ( تَوَفَّاهُ ) اللهُ أَمَاتَه و ( الْوَفَاةُ ) الْمَوْتُ وقَدْ ( وَفَى ) الشَّىءُ بِنَفْسِهِ ( يَفِي ) إِذَا تَمَّ فَهُوَ ( وَافٍ ) و ( وَافَيْتُهُ ) ( مُوَافَاةً ) أَتَيْتُهُ.

[و ق ت] الْوَقْتُ : مِقْدَارٌ مِنَ الزَّمَانِ مَفْرُوضٌ لِأَمْرٍ مَا وَكُلُّ شَىْءٍ قَدَّرْتَ لَهُ حِيناً فَقَدْ ( وَقَّتَّهُ ) ( تَوْقِيتاً ) وكَذلِكَ مَا ( قَدَّرْتَ ) لَهُ غَايةً والْجَمْعُ ( أَوْقَاتٌ ) و ( الْمِيقَاتُ ) ( الْوَقْتُ ) والْجَمْعُ ( مَوَاقِيتُ ) وَقَدِ اسْتُعِيرَ الْوَقْتُ لِلْمَكَانِ وَمِنْهُ ( مَوَاقِيتُ ) الحَجِّ لِمَوَاضِعِ الْإِحْرَامِ و ( وَقّتَ ) اللهُ الصَّلَاةَ ( تَوْقِيتاً ) و ( وَقَتَها ) ( يَقِتُهَا ) مِنْ بَابِ وَعَدَ حَدَّدَ لَهَا وَقْتاً ثُم قِيلَ لِكُلِّ شَىءٍ مَحْدُودٍ ( مَوْقُوتٌ ) و ( مُوَقَّتٌ ).

[و ق ح] الْوَقَاحَةُ : بِالْفَتْحِ قِلَّةُ الْحَيَاءِ وَقَدْ ( وقُحَ ) بِالضَّمِّ ( وَقَاحَةً ) و ( قِحَةً ) بِكَسْرِ الْقَافِ فَهُوَ ( وَقِحٌ ) وامْرَأَةٌ ( وَقَاحُ ) الوَجْهِ وِزَانُ كَلَامٍ وفَرَسٌ ( وَقَاحٌ ) أَيْضاً أَىْ صُلْبٌ قَوِىُّ و ( تَوْقِيحُ ) الدَّابَّةِ تَصْلِيبُ حَافِرِهِ إِذَا حَفِىَ بالشَّحْمِ المُذَابِ حَتَّى يَقْوَى ويَصْلُب.

[و ق د] وقَدَتِ : النَّارُ ( وَقْداً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ وَ ( وُقُوداً ) و ( الْوَقُودُ ) بِالْفَتْحِ الحَطَبُ و ( أَوْقَدْتُهَا ) ( إِيقَاداً ) وَمِنْهُ عَلَى الاسْتِعَارَةِ ( كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ ) أَىْ كُلَّمَا دَبَّرُوا مَكِيدَةً وخَديعَةً أَبْطَلَهَا و ( تَوَقَّدَتِ ) النَّارُ و ( اتَّقَدَتْ ) و ( الوَقَدُ ) بِفَتْحَتَيْنِ النَّارُ نَفْسُهَا و ( المَوقِدُ ) مَوْضِعُ الْوُقُودِ مِثْلُ الْمَجْلِسِ لِمَوْضِع الجُلُوسِ و ( اسْتَوْقَدَتِ ) النَّارُ ( تَوَقَّدَتْ ) و ( اسْتَوْقَدْتُهَا ) يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.

[و ق ذ] وَقَذَهُ : ( وَقْذاً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ ضَرَبَهُ حَتَّى اسْترخَى وأَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ فَهُوَ ( وَقِيذٌ ) و ( مَوْقُوذٌ ) وشَاةٌ ( مَوْقُوذَةٌ ) قُتِلَتْ بالخشَبِ أَوْ بِغَيْرِهِ فَمَاتَتْ مِنْ غَيْرِ ذَكَاةٍ و ( وَقَذَهُ ) النُّعَاسُ أَسْقَطَهُ.

[و ق ر] الوِقْرُ : بِالْكَسْرِ حِمْل البَغْلِ أَوِ الْحِمَارِ وَيسْتَعْمَلُ فِى الْبَعِيرِ وَ ( أَوْقَرَ ) بَعِيرَهُ بِالْأَلِفِ و ( وَقِرَتِ ) الأُذُنُ ( تَوْقَرُ ) و ( وَقَرَتْ ) ( وَقْراً ) مِنْ بَابَىْ تَعِبَ وَوَعَدَ ثَقُل سَمْعُهَا و ( وَقَرَهَا ) اللهُ ( وَقْراً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ يُسْتَعْمَلُ لَازِماً ومُتَعَدِّياً و ( الْوَقَارُ ) الحِلْمُ والرَّزَانَةُ وَهُوَ مَصْدَرُ ( وَقُرَ ) بِالضَّمِّ مِثْلُ جَمُلَ جَمَالاً وَيُقَالُ أَيْضاً ( وَقَرَ ) ( يَقِرُ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ فَهُوَ ( وَقُورٌ ) مِثْلُ رَسُولٍ وَالْمَرْأَةُ ( وَقُورٌ ) أَيْضاً فَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلُ صَبُورٍ وشَكُورٍ و ( الوَقَارُ ) العَظَمَةُ أَيْضاً و ( وَقَرَ ) ( وَقْراً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ جَلَسَ بِوَقَارٍ و ( أَوْقَرَتِ ) النَّخْلَةُ بِالْأَلِفِ كَثُرَ حَمْلُهَا فَهِى ( مُوقِرَةٌ ) و ( مُوقِرٌ ) بِحَذْفِ الْهَاءِ و ( أوقِرَت ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ صَارَ عَلَيْهَا حَمْلٌ ثَقِيلٌ.

[و ق ص] الْوَقَصُ : بِفَتْحَتَيْنِ وَقَدْ تُسَكَّنُ الْقَافُ مَا بَيْنَ. الْفَرِيضَتَيْنِ مِنْ نُصُبِ الزَّكَاةِ مِمَّا لَا شَىءَ فِيهِ وقَالَ الْفَارَابِىُّ ( الْوَقَصُ ) مِثْلُ ( الشَّنَقِ ) وَهُو مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ وَقِيلَ ( الأَوْقَاصُ ) فِى الْبَقَرِ والْغَنَمِ وَقِيلَ فِى الْبَقَرِ خَاصَّةً و ( الأَشْناقُ ) فِى الْإِبلِ وَقَدْ ( وَقَصَتِ ) النَّاقَةُ بِرَاكِبها ( وَقْصاً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ رَمَتْ بِهِ فَدَقَّتْ عُنُقَهُ فَالْعُنُقُ ( مَوْقُوصَةٌ ) وَفِى حَدِيثٍ ( عَنْ عَلِيٍّ عَلَيهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَضَى فِى الْقَارِصَةِ والقَامِصَةِ وَالْوَاقِصَةِ بِالدِّيَةِ أَثْلَاثاً ) يُقَالُ هُنَّ ثَلَاثُ جَوارٍ كُنَّ يَلْعَبْنَ فَتَرَاكَبْنَ فقرَصَتِ السُّفلَى الْوُسْطَى فقَمَصَتْ أَىْ وَثَبَتْ فَسَقَطَتِ العُلْيَا فَوُقِصَتْ عُنُقهَا وانْدَقَّتْ فَجَعَلَ ثُلُثَىْ ديَةِ العُلْيَا عَلَى السُّفْلَى والْوُسْطَى وأَسْقَطَ ثُلُثَهَا لِأَنَّهَا أَعَانَتْ عَلَى نَفْسِهَا. وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يُقَالَ ( المَوْقُوصَةُ ) لكِنَّهُ حُوفِظَ عَلَى مُشَاكَلَةِ اللَّفْظ.

[و ق ع] وَقَعَ : المَطَرُ ( يَقَعُ ) ( وَقْعاً ) نَزَلَ قَالُوا وَلَا يُقَالُ سَقَطَ الْمَطَرُ وَ ( وَقَعَ ) الشَّىْءُ سَقَطَ وَ ( وَقَعَ ) فُلَانٌ فِى فُلَانٍ ( وُقُوعاً ) و ( وَقِيعَةً ) سَبَّهُ وثَلَبَهُ و ( وَقَعَ ) فِى أَرْضٍ فَلاةٍ صَارَ فِيهَا وَوَقَعَ الصَّيْدُ فِى الشَّرَكِ حَصَلَ فيهِ وَوَقَعْتُ بِالْقَوْمِ وَقِيعَةً قَتلْتُ وأَثْخَنْتُ وتَمِيمٌ تَقُولُ أَوْقَعْتُ بِهِمْ بِالْأَلِفِ وَ ( وَقَعَتِ ) الطَّيْرُ ( وُقُوعاً ) و ( وَاقَعَ ) امْرَأَتَهُ ( مُوَاقَعَةً ) و ( وِقَاعاً ) جامَعَها أيضاً و ( مَوْقِعُ ) الْغَيْثِ مَوْضِعُهُ الَّذِى يَقَعُ فِيهِ وَفِى الْحَدِيثِ « اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشقِ تَمْرَةٍ فَإِنَّهَا تَقَعُ مِنَ الْجَائعِ مَوقِعَهَا مِنَ الشَّبْعَانِ ». أَىْ أَنَّهَا لَا تُغنِى الشَّبْعَانَ فَلَا يَنْبَغِى لَهُ أَنْ يَبْخَلَ بِهَا فَإِذَا تَصَدَّقَ هذَا بشِقٍّ وهذَا وهذَا حَصَلَ لَهُ مَا يَسُدّ جَوْعَتَهُ وَ ( وَقَعَ ) ( مَوْقِعاً ) مِنْ كِفَايَتِهِ أَىْ أَغْنَى غِنًى.

[و ق ف] وَقَفَتِ : الدَّابَةُ ( تَقِفُ ) وَقْفاً ) و ( وُقُوفاً ) سَكَنَتْ وَ ( وَقَفْتَها ) أَنَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى و ( وَقَفْتُ ) الدَّارَ ( وَقْفاً ) حَبَسْتُهَا فِى سَبِيلِ اللهِ وشَىءٌ ( مَوْقُوفٌ ) و ( وَقْفٌ ) أَيْضاً تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ والْجَمْعُ ( أَوْقَافٌ ) مِثْلُ ثَوْبٍ وأَثْوَابٍ و ( وَقَفْتُ ) الرَّجُلَ عَنِ الشَّىءِ ( وَقْفاً ) مَنَعْتُهُ عَنْهُ و ( أَوْقَفْتُ ) الدَّارَ والدَّابّةَ بِالْأَلِفِ لُغَةُ تَمِيمٍ وأَنْكَرَهَا الْأَصْمَعِىُّ وَقَالَ الْكَلَامُ ( وَقَفْتُ ) بِغَيْرِ أَلِفٍ و ( أَوْقَفْتُ ) عَنِ الْكَلَامِ بِالْأَلِفِ أَقْلَعْتُ عَنْهُ وكَلَّمَنِى

٣٤٤

فُلَانٌ ( فَأَوْقَفْتُ ) أَىْ أَمْسَكْتُ عَنِ الحُجَّةِ عِيًّا وحَكَى بَعْضهُم مَا يُمسَكُ بِالْيَدِ يُقَالُ فِيهِ ( أَوْقَفْتُهُ ) بِالْأَلِفِ وَمَا لَا يمْسَكُ بِالْيَدِ يُقَالُ ( وَقَفْتُهُ ) بِغَيْرِ أَلِفٍ وَالْفَصِيحُ ( وَقَفْتُ ) بِغَيْرِ أَلِفٍ فِى جَمِيعِ الْبَابِ إِلَّا فِى قَوْلِكَ ( مَا أَوْقَفَكَ ) هَهُنَا وأَنْتَ تُرِيدُ أَىُّ شَأْن حَمَلَكَ عَلَى الْوُقُوفِ فَإِنْ سَأَلْتَ عَنْ شَخْصٍ قُلْتَ مَنْ ( وقَفَك ) بِغَيْرِ أَلِفٍ و ( وَقَفْتُ ) بعَرَفَاتٍ ( وُقُوفاً ) شَهِدْتُ وَقْتَها و ( تَوَقَّفَ ) عَنِ الْأَمْرِ أَمْسَكَ عَنهُ و ( وَقَفْتُ ) الْأَمْرَ عَلَى حُضُورِ زَيْدٍ عَلَّقْتُ الحُكْمَ فِيهِ بِحُضُورِهِ و ( وَقَفْتُ ) قِسْمَةَ الْمِيرَاثِ إِلَى الْوَضْعِ أَخَّرْتُهُ حَتَّى تَضَعَ و ( الْمَوْقِفُ ) مَوْضِعُ الْوُقُوفِ.

[و ق ي] وَقَاهَ : اللهُ السُّوءِ ( يَقِيهِ ) ( وِقَايَةً ) بِالْكَسْرِ حَفِظَهُ و ( الْوِقَاءُ ) مِثْلُ كِتابٍ كُلُّ مَا وَقَيْتَ بِهِ شَيْئاً وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الْكِسَائِى الْفَتْحَ فِى ( الوِقَايَةِ ) و ( الوَقَاءِ ) أَيْضاً و ( اتَّقَيْتُ ) الله ( اتِّقَاءً ) و ( التَّقِيَّةُ ) و ( التَّقْوَى ) اسْمٌ مِنْهُ والتَّاءُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ وَالْأَصْلُ ( وَقْوَى ) مِنْ ( وَقَيْتُ ) لكِنَّهُ أُبْدِلَ وَلَزِمَتِ التَّاءُ فِى تَصَارِيفِ الْكَلِمَةِ و ( التُّقَاةُ ) مِثْلُهُ وجَمْعُهَا تُقًى وَهِىَ فِى تَقْدِيرِ رُطَبَةٍ ورُطَبٍ و ( الوَاقِي ) قِيلَ هُوَ الْغُرَابُ والعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهِ لِأَنَّهُ يَنْعِق بِالْفِرَاقِ عَلَى زَعْمِهِمْ وَقِيلَ هُوَ الصُّرَدُ سُمِّىَ بِذلِكَ لِأَنَّهُ لَا يَنْبَسِطُ فِى مَشْيِهِ فَشُبِّهَ ( بِالْوَاقِي ) مِنَ الدَّوَابِّ وَهُوَ الَّذِى يَحْفَى ويَهَابُ المَشْىَ مِنْ وَجَعٍ يَجِدُهُ بِحَافِرِهِ وَقَدْ تُحْذَفُ الْيَاءُ فَيُقَالُ ( الْوَاقْ ) تَسْمِيَةٌ لَهُ بِحِكَايَةِ صَوْتِهِ و ( الأُوقِيَّةُ ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وبِالتَّشْدِيدِ وَهِىَ عِنْدَ الْعَرَبِ أَرْبَعُونَ دِرْهماً وَهِىَ فِى تَقْدِيرِ أُفْعُولَةٍ كَالْأُعْجُوبَةِ والْأُحْدُوثَةُ والْجَمْعُ ( الْأَوَاقِيُ ) بِالتَّشْدِيدِ وَبِالتَّخْفِيفِ لِلتَّخْفِيفِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِى بَابِ الْمَضْمُومِ أَوّلُهُ وَهِىَ ( الْأُوقيَّةُ ) و ( الْوُقِيَّةُ ) لُغَةٌ وَهِىَ بِضَمِّ الْوَاوِ هكَذَا هِىَ مَضْبُوطَةٌ فِى كِتَابِ ابْنِ السِّكِّيتِ وَقَالَ الْأَزْهَرِىُّ قَالَ اللَّيْثُ ( الْوُقِيَّةُ ) سَبْعَةُ مَثَاقِيلَ وَهِىَ مَضْبُوطَةٌ بِالضَّمِّ أَيْضاً قَالَ الْمُطَرِّزِىُّ وهكَذَا هِى مَضْبُوطَةٌ فِى شَرْحِ السُّنَّةِ فِى عِدَّةِ مَوَاضِعَ وجَرَى عَلَى ألْسِنَةِ النَّاسِ بِالْفَتْحِ وَهِىَ لُغَةٌ حَكَاهَا بَعْضهُمْ وجَمْعُهَا ( وَقَايَا ) مِثْلُ عَطيَّةٍ وعَطَايَا.

[و ك ر] وَكْرُ : الطَّائِرِ عُشُّه أَيْنَ كَانَ فِى جَبَلٍ أَوْ شَجَرٍ والْجَمْعُ ( وِكَارٌ ) مِثْلُ سَهْمٍ وسِهَامٍ و ( أَوْكَارٌ ) أيْضاً مِثْلُ ثَوْبٍ وأثْوَابٍ و ( وَكَرَ ) الطّائِرُ ( يكِرُ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ اتّخَذَ ( وَكْراً ) و ( وَكَّرَ ) بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ و ( وَكَرَ ) أَيْضاً صَنَعَ ( الوَكِيرَةَ ) وَهِىَ طَعَامُ الْبِناء.

[و ك ز] وَكَزَهُ ( وَكْزاً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ ضَرَبَهُ ودَفَعَهُ وَيُقَالُ ضَرَبَهُ بُجمْع كَفِّهِ وَقَالَ الْكِسَائِىُّ ( وَكَزَهُ ) لَكَمَهُ.

[و ك س] وَكَسَهُ ( وَكْساً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ نَقَصَهُ و ( وَكَسَ ) الشَّىءُ وَكْساً أَيضاً نَقَصَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَ ( لَا وَكْسَ ) ولَا شَطَط ) أَىْ لا نُقْصَانَ وَلَا زِيَادَةَ و ( وُكِسَ ) الرَّجُلُ فِى تِجَارَتِهِ و ( أُوكِسَ ) بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فِيهِمَا خَسِرَ.

[و ك ع] وَكِعَ ( وَكَعاً ) مِنْ بَابِ تَعِبَ أَقْبَلَتْ إِبْهَامُ رِجْلِهِ عَلَى السَّبَّابَةِ حَتَّى يُرَى أَصْلُهَا خَارِجاً كالعُقْدَةِ وَرَجُلٌ ( أَوْكَعُ ) وَامْرَأَةٌ ( وَكْعَاءُ ) مِثْلُ أَحْمَرَ وحَمْرَاءَ وَقَالَ الْأَزْهَرِىُّ ( الوَكَعُ ) مَيَلَانٌ فِى صَدْرِ القَدَمِ نَحْوَ الخِنْصِرِ وَرُبَّمَا كَانَ فِى إِبْهَامِ الْيَدِ وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ ذلِكَ فِى الْإِمَاءِ اللَّاتِى يَكْدُدْنَ فِى الْعَمَلِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِىِّ فِى رُسْغِهِ ( وَكَعٌ ) و ( كَوَعٌ ) عَلَى القَلْبِ لِلَّذِى الْتَوىَ كُوعُهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ ( الوَكَعُ ) بِتَقْدِيمِ الْوَاوِ انْقِلَابُ الرِّجْلِ إِلَى وَحْشِيِّها و ( الكَوَعُ ) بِتَقْدِيمِ الْكَافِ انْقِلَابُ الكُوعِ.

[و ك ف] وَكَفَ : الْبَيْتُ بِالمَطْرِ وَالْعَيْنُ بِالدَّمْعِ ( وَكْفاً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ و ( وُكُوفاً ) و ( وَكِيفاً ) سَالَ قَلِيلاً قَلِيلاً وَيَجُوزُ إِسْنَادُ الْفِعْلِ إِلَى الدَّمْعِ و ( أَوْكَفَ ) بِالْأَلِفِ لُغةٌ.

[و ك ل] وَكَلْتُ : الأَمْرَ إِلَيْهِ ( وَكْلاً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ و ( وُكُولاً ) فَوَّضْتُهُ إِلَيْهِ واكْتَفَيْتُ بِه و ( الْوكِيلُ ) فَعِيلٌ بِمعنَى مَفْعُولٍ لأَنَّهُ مُوْكُولٌ إِلَيْهِ وَيَكُونُ بمَعنَى فَاعِلٍ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الحَافِظِ ومِنْهُ ( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) والجَمْعُ ( وُكَلَاءُ ) و ( وَكَّلْتُهُ ) ( تَوْكِيلاً ) ( فَتَوَكَّلَ ) قَبِلَ ( الْوَكَالَةَ ) وَهِىَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ و ( تَوَكَّلَ ) عَلَى اللهِ اعْتَمَدَ عَلَيْهِ وَوَثِقَ بِهِ و ( اتَّكَلَ ) عَلَيْهِ فِى أَمْرِهِ كَذلِكَ وَالاسْمُ ( التُّكْلَانُ ) بِضَمِّ التَّاءِ و ( تَوَاكَلَ ) الْقَوْمُ ( تَوَاكُلاً ) ( اتَّكَلَ ) بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض و ( وَكَلْتُهُ ) إِلَى نَفْسِهِ مِنْ بَابِ وَعَدَ ( وُكُولاً ) لَمْ أَقُمْ بِأَمْرِهِ وَلَمْ أَعِنْهُ.

[و ك ن] الوَكْنُ : لِلطَّائِرِ مِثْلُ الوَكْرِ وَزْناً ومَعْنًى و ( المَوْكِنُ ) وِزَانُ مَسْجِدٍ مِثْلُهُ وَقَالَ الْأَصْمَعِىُّ ( الْوَكْنُ ) بِالنُّونِ مَأْوَاهُ فِى غَيْرِ عُشٍّ و ( الوَكْرُ ) بِالرَّاءِ مَأْوَاهُ فِى العُشِّ والْجَمْعُ ( وُكُنَاتٌ ) بِضَمِّ الْوَاوِ وَالْكَافِ وَقَدْ تُفْتَحُ لِلتَّخْفِيفِ.

[و ك ي] الوِكَاءُ : مِثْلُ كِتَابٍ حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ رَأْس الْقِرْبَةِ وقَوْلُهُ « العَيْنانِ وِكَاءُ السَّهِ ». فِيهِ اسْتِعَارَةٌ لَطِيفَةٌ لِأَنَّهُ جَعَلَ يَقَظَةَ الْعَيْنَيْنِ بِمَنْزِلَةِ الحَبْلِ لِأَنَّهُ يَضْبِطُهَا فَزَوَالُ الْيقَظَةِ كَزَوالِ الحَبْلِ لِأَنَّهُ يَحْصُلُ بِهِ الانْحِلالُ والْجَمْعُ ( أَوْكِيَةٌ ) مِثْلُ سِلَاحٍ وأَسْلحَةٍ و ( أَوْكَيْتُ ) السِّقَاءَ بِالْأَلِفِ شَدَدْتُ فَمَهُ بِالْوِكَاءِ و ( وَكَيْتُهُ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. و ( تَوَكَّأَ ) عَلَى عَصَاهُ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا و ( اتَّكَأَ ) جَلَسَ مُتَمَكِّناً وَفى التَّنْزِيلِ ( وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ ) أَىْ يَجْلِسُونَ وَقَالَ ( وَأَعْتَدَتْ لَهُنَ مُتَّكَأً ) أَىْ مَجْلِساً يَجْلِسْنَ عَلَيْهِ

٣٤٥

قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ والْعَامَّةُ لَا تَعْرِفُ ( الاتّكاءَ ) إِلَّا الْمَيْلَ فِى الْقُعُودِ مُعْتَمِداً عَلَى أَحَدِ الشِّقَّيْن وَهُوَ يستَعْمَلُ فِى الْمَعْنَيَيْنِ جَمِيعاً يُقَالُ ( اتَّكأ ) إذَا أَسْنَدَ ظَهْرَهُ أَوْ جَنْبَهُ إلَى شَىءٍ مُعْتَمِداً عَلَيْهِ وكُلُّ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى شَىءٍ فَقَدِ ( اتَّكَأَ ) عَلَيْهِ وَقَالَ السَّرَقُسْطِىُّ أَيْضاً ( أَتْكَأْتُهُ ) أَعْطَيْتُهُ مَا يَتَّكِئُ عَلَيْهِ أَى مَا يَجْلِسُ عَلَيْهِ والتَّاءُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ وَالاسمُ ( التُّكَأَةُ ) مِثَالُ رُطَبَةٍ.

[و ل ج] وَلَجَ : الشَّىءُ فِى غَيْرِهِ ( يَلِجُ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ ( وُلُوجاً ) و ( أَوْلَجْتُهُ ) ( إِيلَاجاً ) أَدْخَلْتُهُ و ( الْوَلِيجَةُ ) البِطَانَةُ.

[و ل د] الْوَالِدُ : الْأَبُ وجَمْعُهُ بِالْوَاوِ والنُّونِ وَالْوَالِدَةُ الأُمُّ وجَمْعُهَا بِالْأَلِفِ والتَّاءِ و ( الْوَالِدَانِ ) الْأبُ والْأُمُّ لِلتَّغْلِيبِ و ( الْوَلِيدُ ) الصَّبِىُ الْمُولُودُ والْجَمْعُ ( وِلْدانٌ ) بِالْكَسْرِ والصَّبِيَّة والأَمَةُ ( وَلِيدَةٌ ) والْجَمْعُ ( وَلَائِدُ ) و ( الوَلَدُ ) بِفَتْحَتَيْنِ كُلَّ مَا وَلَدَهُ شَىءٌ ويُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ والْأُنْثَى والْمُثَنَّى والْمَجْمُوعِ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وجمْعُهُ ( أَوْلَادٌ ) و ( الْوُلْدُ ) وِزَانُ قُفْلٍ لُغَةٌ فِيهِ وقَيْسٌ تَجْعَلُ الْمصْمُومَ جَمعَ الْمَفْتُوحِ مِثْلُ أُسْدٍ جَمْعِ أَسَدٍ وَقَدْ ( وَلَدَ ) ( يَلِدُ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ وَكُلُّ مَا لَهُ أذُنٌ مِنَ الْحَيَوَانِ فَهُوَ الَّذِى يَلِدُ وتَقَدَّمَ ذلِكَ فِى ( بيض ) و ( الْوِلَادَةُ ) وضْعُ الْوالِدَةِ ولَدَها و ( الوِلَادُ ) بِغَيْرِ هَاءٍ الحَمْلُ يُقَالُ شَاةٌ ( وَالِدٌ ) أىْ حَامِلٌ بَيِّنَةُ الْوِلَادَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُمَا بِمَعْنَى الْوَضْعِ وكَسْرُهُمَا أَشْهَرُ مِنْ فَتْحِهِمَا و ( اسْتَوْلَدْتُهَا ) أَحْبَلْتُهَا وأَمَّا ( أَوْلَدتُهَا ) بِالْأَلِفِ بِمَعْنَى ( اسْتَوْلَدْتُهَا ) فَغَيْرُ ثَبَتٍ وصَرَّحَ بَعْضُهُمْ بِمَنْعِهِ و ( أَوْلَدَتِ ) المَرْأَةُ ( إِيلَاداً ) بِإِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَيْهَا إِذَا حَانَ وِلَادُهَا كَمَا يُقَالُ أَحْصَدَ الزَّرْعُ إِذَا حَانَ حَصَادُهُ فَلَا يَكُونُ الرُّبَاعِىُّ إِلَّا لَازِماً و ( ولَّدَتْهَا ) الْقَابِلَةُ ( تَوْلِيداً ) تَوَلَّتْ وِلَادَتَهَا وكَذلِكَ إِذَا تَوَلَّيْتَ وِلادَةَ شَاةٍ وغَيُرِهَا قُلْتَ ( وَلَّدْتُها ) وَرَجُلٌ ( مُوَلَّدٌ ) بِالْفَتْحِ عَرَبىٌّ غَيْرُ مَحْضٍ وكَلَامٌ ( مُوَلَّدٌ ) كَذلِكَ ويُقَالُ لِلصَّغِيرِ ( مَوْلُودٌ ) لِقُرْبِ عَهْدِهِ مِنَ الْوِلَادَةِ وَلَا يُقَالُ ذلِكَ لِلْكَبِيرِ لِبُعْدِ عَهْدِهِ عَنْهَا وَهذَا كَمَا يُقَالُ لَبَنٌ حَلِيبٌ ورُطَبٌ جَنِىُّ لِلطَّرِىِّ مِنْهُمَا دُونَ الَّذِى بَعُدَ عَنِ الطَّرَاوَةِ و ( المَوْلِدُ ) الْمَوْضِعُ والْوَقْتُ أَيْضاً وَ ( الْمِيلَادُ ) الْوَقْتُ لَا غَيْرُ و ( تَوَلَّدَ ) الشَّىْءُ عَنْ غَيْرِهِ نَشَأَ عَنْهُ.

[و ل ع] أُولِعَ : بِالشَّىْءِ بِالبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ ( يُولَعُ ) ( وَلُوعاً ) بِفَتْحِ الْوَاوِ عَلِقَ بِهِ وَفِى لُغَةٍ ( وَلَعَ ) بِفَتْحِ اللَّامِ وكَسْرِهَا ( يَلَعُ ) بِفَتْحِهَا فِيهِمَا مَعَ سُقُوطِ الْوَاوِ ( وَلْعاً ) بِسُكُونِ اللَّام وفَتْحِهَا.

[و ل غ] ولَغَ : الْكَلْبُ ( يَلَغُ ) ( وَلْغاً ) مِنْ بَابِ نَفَعَ وَ ( وُلُوغاً ) شَرِبَ وسُقُوطُ الْوَاوِ كَمَا فِى يَقَعُ و ( وَلِغَ ) ( يَلِغُ ) مِنْ بَابَىْ وَعَدَ وَوَرِثَ لُغَةٌ و ( يَوْلَغُ ) مِثْلُ وَجِلَ يَوْجَلُ لُغَةٌ أَيْضاً وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ ( أَوْلَغْتُهُ ) إِذَا سَقَيْتَهُ.

[و ل م] الْوَلِيمَةُ : اسْمٌ لِكُلِّ طَعَام يُتَّخَذُ لِجَمْع وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ هِىَ طَعَامُ العُرْسِ وزَادَ الْجَوْهَرِىُّ شَاهِداً(أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ). والْجَمْعُ وَلَائِمُ و ( أَوْلَمَ ) صَنَعَ وَلِيمَةً.

[و ل هـ] وَلِهَ ( يَوْلَهُ ) ( وَلَهاً ) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَفِى لُغَةٍ قَلِيلَةٍ ( وَلَهَ ) يَلِهُ مِنْ بَابِ وَعَدَ فالذَّكَرُ والْأُنْثَى ( وَالِهٌ ) وَيَجُوزُ فى الْأُنْثَى ( وَالهةٌ ) إِذَا ذَهَبَ عَقْلُهُ مِنْ فَرَح أَوْ حُزْنٍ وَقِيلَ أَيْضاً ( وَلْهَانُ ) مِثْلُ غَضِبَ فَهُوَ غَضْبَانُ وَبِهِ سُمّىَ شَيْطَانُ الْوُضُوءِ ( الوَلْهَانَ ) وَهُوَ الَّذِى يُولِعُ النَّاسَ بِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ وَ ( وَلَّهْتُهَا ) ( تَوْلِيهاً ) فَرَّقْتُ بَينَها وبَيْنَ وَلَدِهَا ( فَتَوَلَّهَتْ ) و ( وَلَّهَهَا ) الْحُزْنُ و ( أَوْلَهَهَا ) بِالتَّشْدِيدِ والْهَمزَةِ وَفِى الْحَدِيثِ « لا تُوَلَّهُ وَالِدَةٌ بَوَلِدها ». أَى لا يُعْزَلُ عَنْهَا حَتَّى تَصِيرَ ( وَالِهاً ) قَالَ الْجَوْهَرِىَّ وَذَلِكَ فِى السَّبَايَا يَجُوزُ جَزْمُهُ عَلَى النَّهْىِ ويَجُوزُ رَفْعُهُ عَلَى أنَّهُ خَبَرٌ فِى مَعْنَى النَّهْىِ.

[و ل ي] الوَلْيُ : مِثْلُ فَلْسِ الْقُرْبُ وَفِى الْفِعْلِ لُغَتَانِ أَكْثَرُهُمَا ( وَلِيَه ) ( يَلِيهِ ) بِكَسْرَتَيْنِ والثَّانِيَةُ مِنْ بَابِ وَعَدَ وَهِىَ قَلِيلَةُ الاسْتِعْمَالِ وجَلَسْتُ مِمَّا ( يَلِيهِ ) أىْ يُقَارِبُهُ وَقِيلَ ( الْوَلْيُ ) حُصُولُ الثَّانِى بَعْدَ الْأَوَّلِ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ وَ ( وَلِيتُ ) الأَمْرَ ( أَلِيهِ ) بِكَسْرَتَيْنِ ( وِلَايَةً ) بِالْكَسْرِ ( تَوَلَّيْتُهُ ) و ( وَلِيتُ ) البَلَدَ وعَلَيْهِ و ( وَلِيتُ ) عَلَى الصَّبِىّ والمَرْأَةِ فَالْفَاعِلُ ( وَالٍ ) والْجَمْعُ ( وُلَاةٌ ) والصَّبِىَّ والْمَرْأَةُ ( مَوْلِيٌ ) عَلَيْهِ وَالْأَصْلُ عَلَى مَفْعُولٍ و ( الْوِلَايَةُ ) بِالْفَتْحِ والْكَسْرِ النُّصرَةُ وَ ( اسْتَوْلَى ) عَلَيْهِ غَلَبَ عَلَيْهِ وتَمَكَّنَ مِنْهُ و ( الْمَوْلَى ) ابْنُ الْعَمِّ و ( الْمَوْلَى ) العَصَبَةُ و ( الْمَوْلَى ) النَّاصِرُ و ( الْمَوْلَى ) الحَلِيفُ وَهُوَ الَّذِى يُقَالُ لَهُ ( مَوْلَى المُوَالاة ) و ( المَوْلَى ) الْمُعْتِقُ وَهُوَ ( مَوْلَى النِّعْمَةِ ) و ( المَوْلَى ) الْعَتِيقُ وَهُمْ ( مَوَالي ) بَنِى هَاشِمٍ أَىْ عُتَقَاؤُهُمْ و ( الْوَلَاءُ ) النُّصْرَةُ لكِنَّهُ خُصَّ فِى الشَّرْعِ ( بِوَلَاءِ ) الْعِتْقِ و ( وَلَّيْتُهُ ) ( تَوْلِيَةً ) جَعَلْتُهُ وَالِياً وَمِنْهُ بَيْعُ ( التَّوْلِيَةِ ) و ( وَالاهُ ) ( مُوَالاةً ) و ( ولَاءً ) مِنْ بَابِ قَاتَلَ تَابَعَه و ( تَوَالَتِ ) الْأَخْبَارُ تَتَابَعَتْ و ( الْوَلِيُ ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِنْ ( وَلِيَهُ ) إِذَا قَامَ بِهِ وَمِنْهُ ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) والْجَمْعُ ( أَوْلِيَاءُ ) قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَكُلُّ مَنْ وَلِىَ أَمْرَ أَحَدٍ فَهُوَ ( وَلِيُّه ) وَقَدْ يُطْلَقُ ( الْوَلِيُ ) أَيْضاً عَلَى الْمُعْتِقِ والْعَتِيقِ وَابْنِ العَمِّ والنَّاصِرِ وحَافِظِ النَّسَبِ والصَّدِيقِ ذَكَراً كانَ أَوْ أُنْثَى وَقَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ هِىَ ( وَلِيَّةٌ ) قَالَ أَبُو زَيْدٍ سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِى عُقَيْلٍ يَقُولُ هُنَّ ( وَلِيَّاتُ ) اللهِ وعَدُوَّاتُ اللهِ و ( أَوْلِيَاؤُهُ ) وأَعْدَاؤُهُ وَيَكُونُ ( الْوَلِيُ ) بِمَعْنَى مَفْعُولٍ فى حَقِّ الْمُطِيعِ فَيُقَالُ المُؤمِنُ ( وَلِيُ ) اللهِ وفُلَانٌ ( أَوْلَى ) بِكَذَا أَىْ أَحَقُّ بِهِ

٣٤٦

وَهُمُ ( الْأَوْلَوْنَ ) بِفَتْحِ اللَّامِ و ( الْأَوَالِي ) مِثْلُ الأَعْلَوْنَ وَالْأَعَالِى وَفُلَانَةٌ هِىَ ( الوُلْيا ) وهُنَّ ( الوُلَى ) مِثْلُ الفُضْلَى والفُضَلِ والكُبْرَى والكُبَرِ وَرُبَّمَا جُمِعَتُ بِالْأَلِفِ والتَّاءِ فَقِيلَ ( الوُلْيَيَاتُ ) وَ ( وَلَّيتُ ) عَنْهُ أعْرَضْتُ وتَرَكْتُهُ وَ ( تَوَلَّى ) أَعْرَضَ.

[و م س] امرأةٌ مُومِسٌ : و ( مُومِسَةٌ ) أَىْ فَاجِرَةٌ واقْتَصَرَ الْفَارَابِى عَلَى الْهَاءِ وَكَذلِكَ فِى التَّهْذِيبِ وزَادَ هِىَ المُجَاهِرَةُ بِالفُجُورِ والْجَمْعُ ( مُومِسَاتٌ ).

[و م ض] أوْمَضَ : البَرْقُ ( إيمَاضاً ) لَمَعَ لَمَعَاناً خَفِيفاً وَفِى لُغَةٍ ( وَمَضَ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ.

أَوْمَأْتُ : إِليَه ( إِيمَاءً ) أشَرتُ إِلَيْهِ بِحَاجِبٍ أَوْ يَدٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَفِى لُغَةٍ ( وَمَأْتُ ) ( وَمْئاً ) مِنْ بَابِ نَفَعَ.

وَنَم : الذُّبَابُ ( يَنِمُ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ ( وَنِيماً ) ثُمَّ سُمِّى خُرْؤُهُ بِالْمَصْدَرِ قَالَ :

لَقَدْ وَنَمَ الذُّبَابُ عَلَيْهِ حَتَّى

كَأَنَّ وَنِيمَه نُقَطُ الْمِدَادِ

وقَوْلُهُ نُقَطُ المِدَادِ أَىْ خَافِيَةٌ مِثْلُهَا.

[و ن ى] وَنَى : فِى الأمر ( وَنًى ) و ( وَنْياً ) مِن بَابَىْ تَعِبَ وَوَعَدَ ضَعُفَ وَفَتَرَ فَهُوَ ( وَانٍ ) وَفِى التَّنْزِيلِ ( وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي ) و ( تَوانَى ) فِى الْأَمْرِ ( تَوَانِياً ) لَمْ يُبَادِرْ إِلَى ضَبْطِهِ وَلَمْ يَهْتَمَّ بِهِ فَهُوَ ( مُتَوانٍ ) أَىْ غَيْرُ مُهْتَمٍّ وَلَا مُحْتَفِلٍ.

[و هـ ب] وَهَبْتُ : لِزَيْدٍ مَالاً ( أَهَبُهُ ) لَهُ ( هِبَة ) أَعْطَيْتُهُ بِلَا عِوَضٍ يَتَعَدَّى إِلَى الْأَوَّلِ بِاللَّامِ وَفِى التَّنْزِيلِ ( يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ) و ( وَهْباً ) بِفَتْحِ الْهَاءِ وسُكُونِهَا و ( مَوْهِباً ) و ( مَوْهِبَةً ) بِكَسْرِهِمَا قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ والسَّرَقُسْطِىُّ والْمَطَرِّزِىُّ وجَمَاعَةٌ وَلَا يَتَعَدَّى إلَى الْأوَّل بِنَفْسِهِ فَلَا يُقَالُ ( وَهَبْتُكَ ) مَالاً وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَهُ وَقَدْ يُجْعَلُ لَهُ وَجْهٌ وَهُوَ أَنْ يُضَمَّن ( وَهَبَ ) مَعْنَى جَعَلَ فَيَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ إلَى مَفْعُولَيْنِ وَمِنْ كَلَامِهِمْ ( وَهَبَنِي اللهُ فِدَاكَ ) أَىْ جَعَلِنى لكِنْ لَمْ يُسْمَعْ فِى كَلَامٍ فَصِيحٍ وزَيْدٌ ( مَوْهُوبٌ ) لَهُ وَالْمَالُ ( مَوْهُوبٌ ) و ( اتَّهَبْتُ الهِبَةَ ) قَبِلْتُهَا و ( اسْتَوْهَبْتُهَا ) سأَلْتُها و ( تَوَاهَبُوا ) وَهَبَ بَعْضهُمْ لِبَعْضٍ.

[و هـ ق] الوَهَقُ : بِفَتْحَتَيْنِ حَبْلُ يُلَقى فِى عُنُقِ الشَّخْصِ يُؤْخَذُ بِهِ ويُوثَقُ وأَصْلُهُ لِلدَّوَابِّ وَيُقَالُ فِى طَرَفِهِ أُنْشُوطَةٌ والْجَمْعُ ( أَوْهَاقٌ ) مِثْلُ سَبَبٍ وأَسْبَابِ.

[و هـ ل] وَهِلَ ( وَهْلاً ) فَهُوَ ( وَهِلٌ ) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَزِعَ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ ( وَهَّلْتُهُ ) و ( الوَهْلَةُ ) الفَزْعَةُ و ( وَهِلَ ) عَنِ الشَّىءِ وَفِيهِ ( وَهَلاً ) مِنْ بَابِ تَعِبَ أَيْضاً غَلِطَ فِيهِ و ( وَهَلْتَ ) إِلَيْهِ ( وَهْلاً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ ذَهَبَ وَهْمُكَ إِلَيْهِ وَأَنْتَ تُريدُ غَيْرَه مِثْلُ وهَمْتُ وَلَقِيتُهُ ( أَوَّلَ وَهْلَةٍ ) أَىْ أَوَّلَ كُلِّ شَىءٍ.

[و هـ م] وَهَمْتُ : إِلَى الشَّىءِ ( وَهْماً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ سَبَقَ القَلْبُ إِلَيْهِ مَعَ إِرَادَةِ غَيْرِهِ وَ ( وَهَمْتُ ) ( وَهْماً ) وَقَعَ فِى خَلَدِى والْجَمْعُ ( أَوْهَامٌ ) وشَىْءٌ ( مَوْهُومٌ ) و ( تَوَهَّمْتُ ) أَىْ ظَنَنْتُ و ( وَهِمَ ) فِى الْحِسَابِ ( يَوْهَمُ ) ( وَهَماً ) مِثْلُ غَلِطَ يَغْلَطُ غَلَطاً وَزْناً ومَعْنًى وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ والتَّضْعِيفِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الْمَهْمُوزُ لَازماً و ( أَوْهَمَ ) مِنَ الْحِسَابِ مِائَةُ مِثْلُ أَسْقَطَ وَزْناً ومَعْنًى و ( أَوْهَمَ ) مِنْ صَلَاتِهِ رَكْعَةً تَرَكَهَا و ( اتّهَمْتُهُ ) بِكَذَا ظَنَنْتُهُ بِهِ فَهُوَ ( تَهِيمٌ ) و ( اتَّهَمْتُهُ ) فِى قَوْلِهِ شَكَكْتُ فِى صِدْقِهِ وَالاسْمُ ( التُّهَمَةُ ) وِزَانُ رُطَبَةٍ والسُّكُونُ لُغَةٌ حَكَاهَا الْفَارَابِىُّ وأَصْلُ التَّاءِ وَاوٌ.

[و هـ ن] وَهَنَ : ( يَهِنُ ) ( وَهْناً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ ضَعُفَ فَهُوَ ( وَاهِنٌ ) فِى الْأَمْرِ والعَمَلِ والبَدَنِ و ( وَهَنْتُهُ ) أَضْعَفْتُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى فِى لُغَةٍ فَهُوَ ( مَوْهُونُ ) البَدَنِ والعَظْمِ وَالْأَجْوَدُ أَنْ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ ( أَوْهَنْتُهُ ) و ( الوَهَنُ ) بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ فِى الْمَصْدَرِ وَ ( وَهِنَ ) ( يَهِنُ ) بِكَسْرَتَيْنِ لُغَةٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ سَمِعْتُ مِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَقْرَأُ ( فَمَا وَهِنُوا ) بِالْكَسْرِ.

[و هـ ي] وَهِيَ : الْحَائِطُ ( وَهْياً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ ضَعُفَ واسْتَرْخَى وَكذلِك الثّوبُ والْقِربَةُ والحَبْل ويَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ ( أَوْهَيْتُهُ ) و ( وَهَى ) الشَّىْءُ إِذَا ضَعُفَ أوْ سَقَطَ.

[و أ د] وأَدَ : ابْنَتَهُ ( وأْداً ) مِنْ بَابِ وَعَدَ دَفَنَهَا حَيَّةً فَهِىَ ( مَوْءُودَةٌ ) و ( الْوَأْدُ ) الثِّقْلُ يُقَالُ ( وَأَدَهُ ) إِذَا أَثْقَلَهُ و ( اتَّأَدَ ) فِى الْأَمْرِ ( يَتَّئِدُ ) و ( تَوَأَّدَ ) إِذَا تَأَنَّى فِيهِ وتَثَبّتَ ومَشَى عَلَى ( تُؤَدَةٍ ) مِثالُ رُطَبَةٍ ومَشْياً ( وَئِيداً ) أَىْ عَلَى سَكِينَةٍ والتَّاءُ بَدلٌ مِنْ وَاوٍ.

[و أ ل] وَأَلَ : إِلَى اللهِ ( يَئِلُ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ الْتَجَأَ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ سُمِّى وَمِنْهُ ( وَائِلُ بنُ حُجْرٍ ) وَهُوَ صَحَابِىُّ و ( سَحْبَانُ وَائِلٍ ) وَ ( وَأَلَ ) رَجَعَ وَإِلَى اللهِ ( الْمَوْئِلُ ) أَىِ المَرْجِعُ.

[و أ م] الوِئامَ : مِثْلُ الوِفَاقِ وَزْناً ومَعْنًى و ( وَاءَمْتُهُ ) صَنَعْتُ مِثْلَ صَنِيعِهِ.

[و ا و] الْوَاوُ : مِنْ حُرُوفِ الْعَطْفِ لَا تَقْتَضِى التَّرْتِيبَ عَلَى الصَّحِيحِ عِنْدَهُمْ وَلَهَا مَعَانٍ فَمِنْهَا أنْ تَكُونَ جَامِعَةً عَاطِفَةً نَحْوُ جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو وعَاطِفَةً غَيْرَ جَامِعَةٍ نَحْوُ جَاءَ زَيْدٌ وقَعَدَ عَمْرٌو لِأَنَّ الْعَامِلَ لَمْ يَجْمَعْهُمَا وَبِالْعَكْسِ نَحْوُ وَاو الْحَالِ كَقَوْلِهِمْ جاءَ زَيْدٌ ويَدُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَلَامُهَا قِيلَ وَاوٌ وَقِيلَ يَاءٌ لِأَنَّ تَرْكِيبَ أُصُولِ الْكَلِمَةِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ نَادِرٌ.

٣٤٧

باب لا

وَتَأْتِى فِى الكَلَامِ لِمَعَانٍ.

تَكُونُ ( للنَّهْى ) عَلَى مُقَابَلَةِ الْأَمْرِ لِأَنَّهُ يُقَالُ اضْرِبْ زَيْداً فَتَقُولُ لَا تَضْرِبْةُ وَيُقَالُ اضْرِب زَيْداً وَعَمْراً فَتَقُولُ لَا تَضْرِب زَيداً وَلَا عَمْراً بِتَكْريرهَا لِأَنَّهُ جَوَابٌ عَن اثْنَيْن فَكَانَ مُطَابقاً لِمَا بُنِى عَلَيْهِ مِنْ حُكْمِ الْكَلَامِ السَّابقِ فَإِنَّ قَوْلَهُ اضْرِبْ زَيداً وعَمْراً جُمْلَتَانِ فِى الْأَصْلِ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ لَوْ قُلْتَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَعَمْراً لَمْ يَكُنْ هذَا نَهْياً عَنِ الاثْنَيْنِ عَلَى الْحقِيقَةِ لِأَنَّهُ لَوْ ضَرَبَ أَحَدَهُمَا لَمْ يَكُنْ مُخَالِفاً لِأَنَّ النَّهْىَ لَمْ يَشْمَلْهُمَا فَإِذَا أَرَدْتَ الانْتِهَاءَ عَنْهُمَا جَمِيعاً فَنَهْىُ ذلِكَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً فَمَجِيئُها هُنَا لانْتِظَامِ النَّهْىِ بِأَسْرِهِ وخُرُوجُهَا إِخْلَالٌ بِهِ هذَا لَفْظُهُ.

وَوَجْهُ : ذلِكَ أَنَّ الْأَصْلَ لَا تَضْرِبْ زَبْداً وَلَا تَضْرِبْ عَمْراً لكِنَّهُمْ حَذَفُوا الْفِعْلَ اتّسَاعاً لِدَلَالَةِ الْمَعْنَى عَلَيْهِ لِأَنَّ ( لَا ) النَّاهِيَةَ لَا تَدْخُلُ إِلَّا عَلَى فِعْل فَالْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ مُسْتَقلَّةٌ بِنَفْسِهَا مَقْصُودَةٌ بِالنَّهْى كَالْجُمْلَةِ الْأُولَى وَقَدْ يَظْهَرُ الْفِعْلُ ويُحذَفُ ( لَا ) لِفَهْمِ الْمَعْنَى أَيْضاً فَيُقَالُ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَتَشْتُمْ عَمْراً وَمِثْلُهُ ( لَا تَأْكُلِ السَّمَكَ وتَشْرَبِ اللَّبَنَ ) أَىْ لَا تَفْعَلْ وَاحِداً مِنْهُمَا وَهذَا بِخِلَافِ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَعَمْراً حَيْثُ كَانَ الظَّاهِرُ أَنَّ النَّهْىَ لَا يَشْمَلُهُمَا لِجَوَازِ إِرَادَةِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا وَبِالْجُمْلَةِ فَالْفَرْقُ غَامِضٌ وَهُوَ أَنَّ الْعَامِلَ فِى ( لَا تَأْكُلِ السَّمَكَ وَتَشْرَبِ اللَّبَنَ ) مُتَعَيِّنٌ وَهُوَ ( لَا ) وَقَدْ يَجُوزُ حَذْفُ الْعَامِلِ لِقَرِينَةٍ والْعَامِلُ فِى لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَعَمْراً غَيْرُ مُتَعَيِّنِ إِذْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْوَاوُ بِمَعْنَى مَعَ فَوَجَبَ إِثْبَاتُهَا رَفْعاً لِلَّبْسِ وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ يَجُوزُ فِى الشِّعْرِ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَعَمْراً عَلَى إِرَادَةِ وَلَا عَمْراً.

وتَكُونُ ( للنَّفْىِ ) فَإِذَا دَخَلَتْ على اسْمٍ نَفَتْ مُتَعَلَّقَهُ لَا ذَاتَهُ لِأَنَّ الذَّوَاتِ لا تُنْفَى فَقَوْلُكَ لَا رَجُلَ فِى الدَّارِ أَىْ لَا وُجُودَ رَجُلٍ فِى الدَّارِ وَإِذَا دَخَلَتْ عَلَى الْمُسْتَقْبَلِ عَمَّتْ جَمِيعَ الْأَزْمِنَةِ إِلَّا إِذَا خُصَّ بِقَيْدٍ ونَحْوِهِ نَحْوُ واللهِ لَا أَقُومُ.

وَإِذَا دَخَلَتْ عَلَى الْمَاضِى نَحْوُ وَاللهِ لَا قُمْتُ قَلَبتْ مَعْنَاهُ إِلَى الاسْتِقْبَالِ وَصَارَ الْمَعْنَى وَاللهِ لَا أَقُومُ. وَإِذَا أُرِيدَ الْمَاضِى قِيلَ وَاللهِ مَا قُمْتُ وَهذَا كَمَا تَقْلِبُ ( لَمْ ) مَعْنى الْمُسْتَقْبَلِ إِلَى الْمَاضِى نَحْوُ لَمْ أقمْ والْمَعْنَى مَا قُمْتُ.

وجَاءَتْ بِمَعْنَى ( غَيْرٍ ) نَحْوُ جِئْتُ بِلَا ثَوْبٍ وغَضِبْتُ مِنْ لَا شَىءٍ أَىْ بغير ثَوْبٍ وَبِغَيْرٌ شَىءٍ يُغضِبُ ومِنْهُ ( وَلَا الضَّالِّينَ ) وإِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى غَيْرٍ وَفِيهَا مَعْنَى الوَصْفِيَّةِ فَلَا بُدَّ مِنْ تَكْرِيرِهَا نَحْوُ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ لَا طَويلٍ وَلَا قَصِيرٍ. وجَاءَتْ لِنَفْىِ الْجِنْسِ وجَازَ لِقَرِينَةٍ حَذْفُ الاسْمِ نَحْوُ ( لَا عَلَيْكَ ) أَىْ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ وَقَدْ يُحْذَفُ الخَبَرُ إِذَا كَانَ مَعْلُوماً نَحْوُ لَا بَأْسَ.

ثُمَّ النَّفْىُ قَدْ يَكُونُ لِوُجُودِ الاسْمِ نَحْوُ ( لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ ) وَالْمَعْنَى لَا إلَهَ مَوْجُودٌ أَوْ مَعْلُومٌ إِلَّا اللهُ وَالْفُقَهَاءُ يُقَدِّرُونَ نَفْىَ الصِّحَّةِ فِى هذَا الْقِسْمِ وَعَلَيْهِ يُحمَل ( لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِىِّ ) وَقَدْ يَكُونُ لِنَفْى الْفَائِدَةِ وَالانْتِفَاعِ والشَّبَهِ ونَحْوِهِ نَحْوُ لَا وَلَدَ لى وَلَا مَالَ أىْ لَا وَلَدَ يُشْبهُنى فى خُلُقٍ أَوْ كَرَمٍ وَلَا مَالَ أَنْتَفِعُ بهِ وَالْفُقَهَاءُ يُقَدِّرُونَ نَفْىَ الكَمَال فِى هذَا الْقِسْم وَمِنْهُ لَا وُضَوءَ لِمَنْ لَمْ يُسَمِّ اللهَ.

وَمَا يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ فَالْوَجْهُ تَقْدِيرُ نَفْىِ الصِّحَّةِ لِأَنَّ نَفْيَهَا أَقْرَبُ إِلَى الْحَقِيقَةِ وَهِىَ فِى الْوُجُودِ وَلِأَنَّ فِى الْعَمَلِ بِهِ وَفَاءً بِالْعَمَلِ بِالْمَعْنَى الآخَرِ دُونَ عَكْسٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَعْضُ ذلِكَ فى ( نَفَى ). وجَاءَتْ بمَعْنَى ( لَمْ ) كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ) أَىْ فَلَمْ يَتَصَدَّقْ وجَاءَتْ بمَعْنَى ( لَيْسَ ) نَحْوُ ( لا فِيها غَوْلٌ ) أَىْ لَيْسَ فِيهَا وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ ( لَاهَا اللهِ ذَا ) أىْ لَيْسَ وَاللهِ ذَا وَالْمَعْنَى لَا يَكُونُ هذَا الْأَمْرُ وجَاءَتْ جَوَاباً لِلِاسْتِفْهَامِ يُقَالُ هَلْ قَامَ زَيْدٌ فَيُقَالُ ( لا ).

وتَكُونُ عَاطِفَةً بَعْدَ الْأَمْرِ والدُّعَاءِ والْإِيجَابِ نَحْوُ أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً واللهُمَّ اغْفِرْ لِزَيْدٍ لَا عَمْرٍو وقَامَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌو وَلَا يَجُوزُ ظُهُورُ فِعْلٍ مَاضٍ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بِالدُّعَاءِ فَلَا يُقَالُ قَامَ زَيْدٌ لَا قَامَ عَمْرٌو.

وقَالَ ابْنُ الدَّهَّانِ وَلَا تَقَعُ بَعْدَ كَلَامٍ مَنْفِىٍّ لِأَنَّهَا تَنْفِى عَنِ الثَّانِى مَا وجَبَ لِلْأَوَّلِ فَإِذَا كَانَ الْأَوَّلُ مَنْفِيًّا فَمَا ذَا تَنْفِى وقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ وتَبِعَهُ ابْنُ جِنِّى مَعْنَى ( لا ) الْعَاطِفَةِ التَّحْقِيقُ لِلْأَوّلِ

٣٤٨

والنَّفْىُ عَنِ الثَّانِى فَتَقُولُ قَامَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌو وَاضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً.

وكَذلِكَ لَا يَجُوزُ وُقُوعُهَا أَيْضاً بَعْدَ حُرُوفِ الاسْتِثْنَاءِ فَلَا يُقَالُ قَامَ الْقَوْمُ إِلَّا زَيْداً وَلَا عَمْراً وشِبْهُ ذلِكَ لِأَنَّهَا لِلْإِخْرَاجِ مِمَّا دَخَلَ فِيهِ الْأَوَّلُ والْأَوَّلُ هُنَا مَنْفِى وَلِأَنَّ ( الْوَاوَ ) لِلْعَطْفِ وَ ( لا ) لِلْعَطْفِ وَلَا يَجْتَمِعُ حَرْفَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ والنَّفْىُ فِى جَمِيعِ الْعَرَبِيَّةِ يُنْسَقُ عَلَيْهِ ( بِلَا ) إِلَّا فِى الاسْتِثْنَاءِ وَهذَا الْقِسْمُ دَخَلَ فِى عُمُومِ قَوْلِهِمْ لَا يَجُوزُ وُقُوعُهَا بَعْدَ كَلَامٍ مَنْفِىّ.

قَالَ السُّهَيْلِىُّ وَمِنْ شَرْطِ الْعَطْفِ بِهَا أَنْ لَا يَصْدُقَ الْمَعْطُوفُ عَلَيْهِ عَلَى الْمَعْطُوفِ فَلَا يَجُوزُ ( قَامَ رَجُلٌ لا زَيْدٌ ) وَلَا ( قَامَتِ امْرَأَةٌ لَا هِنْدٌ ) وَقَدْ نَصُّوا عَلَى جَوَازِا ( اضْرِبْ رَجُلاً لَا زَيْداً ) فَيُحْتَاجُ إِلَى الفَرْقِ.

وَتَكُونُ زَائِدَةٌ نَحْوُ ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) و ( ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ) أَىْ مِنَ السُّجُودِ إذْ لَوْ كَانَتْ غَيْرَ زَائِدَةٍ لَكَانَ التَّقْدِيرُ مَا مَنَعَكَ مِنْ عَدَمِ السُّجُودِ فَيَقْتَضِى أَنَّهُ سَجَدَ وَالْأَمْرُ بِخَلَافِهِ.

وتَكُون مُزِيلَةً لِلَّبْسِ عِنْدَ تَعَدُّدِ الْمَنْفِىِّ نَحْوُ مَا قَامَ زَيْدٌ ولَا عَمْرٌو إِذْ لَوْ حُذِفَتْ لَجَازَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى نَفْىَ الاجْتِمَاعِ وَيَكُونُ قَدْ قَامَا فِى زَمَنَيْنِ فَإِذَا قِيلَ مَا قَامَ زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو زال اللَّبْسُ وتَعَلَّقَ النَّفْىُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَمِثْلُهُ لَا تَجِدُ زَيْداً وعَمْراً قَائِماً فَنَفْيُهُمَا جَمِيعاً لا تَجِدُ زَيْداً وَلَا عَمْراً قَائِماً وهذَا قَرِيبٌ فِى الْمَعْنَى مِنَ النّهْىِ.

وتَكُونُ ( عِوَضاً ) مِنْ حَرْفِ الشَّأْنِ والْقِصَّةِ وَمِنْ إِحْدَى النُّونَيْنِ فِى ( أنَّ ) إذَا خُفِّفَتْ نَحْوُ ( أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً ).

وَتَكُونُ ( لِلدُّعَاءِ ) نَحْوَ لَا سَلِمَ وَمِنْهُ ( لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً ) وتَجْزِمُ الفعلَ فِى الدُّعَاءِ جَزْمَهُ فِى النَّهْى.

وَتَكُونُ ( مُهَيِّئَةً ) نَحْوُ لَوْ لا زَيْدٌ لَكَانَ كَذَا لِأَنَّ ( لَوْ ) كَانَ يَلِيها الْفِعْلُ فَلَمَّا دَخَلَتْ ( لَا ) مَعَهَا غَيَّرَتْ مَعْنَاهَا وَوَلِيَهَا الاسْمُ وَهِىَ فِى هذِهِ الْوُجُوهِ حَرْفٌ مُفْرَدٌ يُنْطَقُ بِهَا مَقْصُورَةً كَمَا يُقَالُ بَاتَاثَا بِخِلَافِ المُرَكَّبَةِ نَحْوُ الأَعْلَمِ والأَفْضَلِ فَإِنَّهَا تَتَحَلَّلُ إِلَى مُفْرَدَيْنِ وَهُمَا لَامْ ألِفُ.

وَتَكُونُ عِوَضاً عَنِ الْفِعْلِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ ( إِمَّا لَا فَافْعَلْ هذَا ) فَالتَّقْدِيرُ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ فَافْعَلْ هذَا وَالْأَصْلُ فِى هذَا أَنَّ الرَّجُلَ يَلْزَمُهُ أَشْيَاءُ وَيُطَالَبُ بِهَا فَيَمْتَنِعُ مِنْهَا فَيُقْنعُ مِنْهُ بِبَعْضِهَا وَيُقَالُ لَهُ ( إمَّا لَا فَافْعَلْ هذَا ) أَىْ إِنْ لَمْ تَفْعلِ الْجَمِيعَ فَافْعَلْ هذَا ثُمَّ حُذِفَ الْفِعْلُ لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ وَزِيدَتْ ( مَا ) عَلَى ( إنْ ) عِوَضاً عَنِ الْفِعْلِ وَلِهذَا تُمَالُ ( لَا ) هُنَا لِنِيَابَتِهَا عَنِ الْفِعْلَ كَمَا أُمِيلَتْ ( بَلَى ) و ( يَا ) فِى النِّدَاءِ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ مَن أَطَاعَكَ فَأكْرِمْهُ ومَنْ لَا فَلَا تَعْبَأْ بِهِ بِإِمَالَةِ ( لَا ) لِنِيَابَتهَا عَنِ الْفِعْلِ وَقِيلَ الصَّوابُ عَدَمُ الْإِمَالَةِ لِأَنَّ الْحُرُوفَ لَا تُمَالُ قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ.

٣٤٩

باب الياء

[ي ب ب] خَرَابٌ يَبَابٌ : قِيلَ لِلْإِتْبَاع وأرْضٌ ( يَبَابٌ ) أَيْضاً وَقِيلَ أَرْضٌ ( يَبَابٌ ) لَيْسَ بِهَا سَاكِنٌ.

[ي ب ر] يَبْرِينُ : أَرْضٌ فِيهَا رَمْلٌ لَا تُدْرَكُ أَطْرَافُهُ عَنْ يَمِينِ مَطْلَعِ الشَّمْسِ مِنْ حَجْرِ اليَمَامَةِ وَبِهِ سُمّىَ قَرْيَةٌ بِقُرْبِ الأَحْساءِ مِنْ دِيَارِ بَنِى سَعْدِ بْنِ تَمِيمِ وقَالُوا فِيهَا ( أَبْرِينُ ) عَلَى البَدَل كَمَا قَالُوا يَلَمْلَمُ وألَمْلَمُ وأَعْرَبُوهَا إِعْرَابَ نَصِيبِينَ فَمَنْ جَعَل الْوَاوَ والْيَاءَ حَرْفَ إِعْرَابٍ قَالَ بِزِيَادَتِهِ وأَصَالَةِ الْيَاءِ أوّلَ الْكَلِمَةِ مِثْلُ زَيْدِينَ وعَمْرينَ ومَن التَزَمَ الْيَاء وجَعَلَ النُّونَ حَرْفَ إعْرَابٍ مَنَعَها الصَّرْفَ لِلتَّأْنِيثِ والعَلَمِيَّةِ وَلهذَا جَعَلَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ أُصُولَهَا ( برن ) وَقَالَ وَزْنُها يَفْعِيلٌ وَمِثْلُهُ يَقْطِينٌ وَيَعْقِيدٌ وَهُوَ عَسَلٌ يُعْقَدُ بِالنَّارِ ويَعضِيدٌ وَهُوَ بَقْلَةٌ مُرَّةٌ لَهَا لَبَنٌ لَزِجٌ وزَهْرَتُهَا صَفْرَاءُ لأَنَّهُ لَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بزيَادَةِ النُّون وأصَالَةِ الْيَاءِ لِأَنَّهُ يُؤَدِّى إِلَى بنَاءٍ مَفْقُودٍ وَهُوَ فَعْلِينٌ بِالْفَتْح وكَذلِكَ لا تُجعَلُ الْيَاءَ أَوَلَ الْكَلِمَةِ والنُّونُ أَصْلِيَّتَيْن لِفَقْدِ فَعْلِيلٍ بِالْفَتْحِ فَوَجَبَ تَقْدِيرُ بِنَاءٍ لَهُ نَظِيرٌ وَهُوَ زِيَادَةُ الْيَاءِ وَأَصَالةُ النُّونِ.

[ي ب س] يَبِسَ (يَيْبَسُ ) مِنْ بَابِ تَعِبَ وَفِى لُغَةٍ بِكَسْرَتَيْنِ إِذَا جَفَّ بَعْدَ رُطُوبَتِهِ فَهُوَ ( يَابِسٌ ) وشَىءٌ ( يَبْسٌ ) سَاكِنُ الْبَاءِ بِمَعْنَى ( يَابِسٍ ) أَيْضاً وحَطَبٌ ( يَبْسٌ ) كَأَنَّهُ خِلْقَةٌ وَيُقَالُ هُوَ جمع ( يَابِسٍ ) مِثْلُ صَاحِبٍ وصَحْبٍ ومكانٌ ( يَبَسٌ ) بِفَتْحَتَيْنِ إِذَا كَانَ فِيهِ مَاءٌ فَذَهَبَ وَقَالَ الْأَزْهَرِىُّ طَرِيقٌ ( يَبَسٌ ) لا نُدُوَّةَ فِيهِ ولَا بَلَلَ و ( اليُبْسُ ) نَقِيضُ الرُّطُوبَةِ و ( اليَبِيسُ ) مِنَ النَّبَاتِ مَا يَبِسَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَقَالَ الْفَارَابِىُّ مَكَانٌ ( يَبَسٌ ) و ( يَبْسٌ ) وكَذلِكَ غَيْرُ الْمَكَانِ.

[ي ت م] يَتُمَ ( يَيْتَمُ ) مِنْ بَابَىْ تَعِب وقَرُب ( يُتْماً ) بِضَمِّ الْيَاءِ وفَتْحِهَا لكنِ ( اليُتْم ) فِى النَّاسِ مِنْ قِبَل الأَبِ فَيُقَالُ صَغِيرٌ ( يَتِيمٌ ) والْجَمْعُ ( أَيْتَامٌ ) و ( يَتَامَى ) وصَغِيرةٌ. ( يَتِيمَةٌ ) وجَمْعُهَا ( يَتَامَى ) وَفِى غَيْرِ النَّاسِ مِن قِبَلِ الأُمِّ و ( أَيْتَمَتِ ) الْمَرْأَةُ ( إيتَاماً ) فَهِىَ ( مُوتِمٌ ) صَارَ أَوْلَادُهَا ( يَتَامَى ) فَإنْ مَاتَ الأَبَوَانِ فَالصَّغِيرُ ( لَطِيمٌ ) وَإِنْ مَاتَتْ أُمُّهُ فَقَطْ فَهُو ( عَجِىٌّ ) ودُرَّةٌ ( يَتِيمَةٌ ) أَىْ لَا نَظِيرَ لَهَا ومِنْ هُنَا أُطْلِقَ ( الْيَتِيمُ ) عَلَى كُلِّ فَرْدٍ يَعِزُّ نَظِيرُهُ.

[ي ث ر ب] يَثْرِبُ : اسْمٌ لِلْمَدِينَةِ وَهُوَ مَنْقُولٌ عَنْ فِعْلٍ مُضَارِعٍ وتَقَدَّمَ فِى ( ثرب ).

[ي د ي] اليَدُ : مُؤَنَّثَةٌ وَهِىَ مِنَ المَنْكِبِ إِلَى أَطْرَافِ الْأَصَابعِ وَلَامُهَا مَحْذُوفَةٌ وَهِىَ يَاءٌ والْأَصْلُ ( يَدْيٌ ) قِيلَ بِفَتْحِ الدَّالِ وَقِيلَ بِسُكُونِهَا و ( اليَدُ ) النِّعْمَةُ وَالْإِحْسَانُ تَسْمِيَةٌ بِذلِكَ لِأَنَّهَا تَتَنَاوَلُ الْأَمْرَ غَالِباً وجَمْعُ القِلَّة ( أَيْدٍ ) وجَمْعُ الْكَثْرَةِ ( الْأَيَادِي ) و ( الْيُدِيُ ) مِثَالُ فُعُولٍ وتُطْلَقُ ( الْيَدُ ) عَلَى الْقُدْرَةِ و ( يَدُهُ ) عَلَيْهِ أَىْ سُلْطَانُهُ والْأَمْرُ ( بِيَدِ ) فُلَانٍ أَىْ فِى تَصَرُّفِهِ وقَوْلُهُ تَعَالَى ( حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ ) أَىْ عَنْ قُدْرَةٍ عَلَيْهِمْ وغَلَبٍ وأَعْطَى بِيَدِهِ إِذَا انْقَادَ واسْتَسْلَمَ وَقِيلَ مَعْنَى الْآيَةِ مِنْ هذَا والدَّارُ فِى ( يَدِ ) فُلَانٍ أَىْ فِى مِلْكِهِ وأَوْلَيْتُهُ ( يَداً ) أَىْ نِعْمَةً. والْقَوْمُ ( يَدٌ ) عَلَى غَيْرِهِمْ أَىْ مُجْتَمِعُونَ مُتّفِقُونَ وبِعْتُهُ ( يَداً بِيَدٍ ) أَىْ حَاضِراً بِحَاضرٍ والتَّقْدِيرُ فِى حَالِ كَوْنِهِ مَادًّا ( يَدَهُ ) بِالْعِوَضِ وَفِى حَالِ كَوْنِى مَادًّا ( يَدِى ) بِالْمُعَوَّضِ فَكَأَنَّهُ قَالَ بِعْتُهُ فِى حَالِ كَوْنِ الْيَدَيْنِ مَمْدُودَتَيْنِ بِالْعِوَضَيْنِ و ( ذُو الْيَدَيْنِ ) لَقَبُ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ واسْمُهُ الخِرْبَاقُ ابْنُ عَمْرِو السُّلَمِىُّ بِكَسْرِ الْخَاءِ الْمعْجَمَةِ وسُكُونِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ ثُمَّ بَاءٍ مُوَحَّدَةٍ وأَلِفٍ وقَافٍ لُقِّبَ بِذلِكَ لِطُولِهما.

[ي ر ع] اليَراعُ : وِزَانُ كَلَامٍ الْقَصَبُ الْوَاحِدَةُ ( يَرَاعَةٌ ) وَيُقَالُ للجَبَانِ ( يَرَاعٌ ) و ( يَرَاعَةُ ) لُخُلوِّهِ عَنِ الشِّدَّةِ والْبَأْسِ و ( الْيَرَاعُ ) أَيْضاً ذُبابٌ يَطِيرُ بِاللَّيْلِ كَأَنَّهُ نَارٌ الْوَاحِدَةُ ( يَرَاعَةٌ ).

[ي س ر] الْيَسَارُ : بِالْفَتْحِ الْجِهَةُ و ( اليَسْرَةُ ) بِالْفَتْحِ أَيْضاً مِثْلُهُ وقَعَد ( يَمْنَةً ) و ( يَسْرَةً ) و ( يَميناً ) و ( يَسَاراً ) وعَنِ ( الْيَمِينِ ) وَعَنِ ( الْيَسَارِ ) و ( اليُمْنَى ) و ( اليُسْرَى ) و ( الْمَيْمَنَةُ ) و ( المَيْسَرَةُ ) بِمَعْنًى و ( يَاسَرَ ) أَخَذَ ( يَسَاراً ) فَهُو ( مُياسِرٌ ) وِزَانُ قَاتَلَ فَهُوَ مُقَاتِلٌ والْأَمْرُ مِنْهُ ( يَاسِرْ ) مِثْلُ قَاتِلْ وَرُبَّمَا قيل ( تَيَاسَرَ ) فَهُوَ ( مُتَيَاسِرٌ ) وسَيَأْتِى فِى ( يمن ) و ( الْيَسَارُ ) أَيْضاً العُضْوُ

٣٥٠

و ( اليُسْرَى ) مِثْلُهُ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ و ( الْيَمِينُ ) و ( الْيَسَارُ ) مَفْتُوحَتَانِ وَالْعَامَّةُ تَكْسِرُهُمَا وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ فِى كِتَابِ الْمَقْصُورِ والْمَمْدُودِ ( الْيَسَارُ ) الْجَارِحَةُ مُؤَنَّثَةٌ وفَتْحُ الْيَاءِ أَجْوَدُ فَاقْتَضَى أَنَّ الْكَسْرَ رَدِىءٌ وَقَالَ ابْنُ فَارِسِ أَيْضاً ( الْيَسَارُ ) أُخْتُ الْيَمِينِ وَقَدْ تُكْسَرُ وَالأَجْوَدُ الْفَتْحُ و ( الْيَسَارُ ) بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ الْغِنَى والثَّرْوَةُ مُذكَّرٌ وَبِهِ سُمِّىَ وَمِنْهُ ( مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ ) وَ ( أَيْسَرَ ) بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا ( يَسَارٍ ) و ( الْمَيْسُرةُ ) بِضَمِّ السِّينِ وفَتْحِهَا و ( الْمَيْسُورُ ) أَيْضاً و ( اليُسْرُ ) بِضَمِّ السِّينِ وسُكُونِهَا ضِدُّ الْعُسْرِ وَفِى التَّنْزِيلِ ( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) فَطَابَقَ بَيْنَهُمَا و ( يَسُرَ ) الشَّىءُ مِثْلُ قَرُبَ قَلَّ فَهُوَ ( يَسِيرٌ ) و ( يَسُرَ ) الْأَمْرُ ( يَيْسَرُ ) ( يَسَراً ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و ( يَسُرَ ) ( يُسْراً ) مِنْ بَابِ قرُب فَهُوَ ( يَسِيرٌ ) أَىْ سَهْلٌ و ( يَسَّرَهُ ) اللهُ ( فَتَيَسَّر ) و ( اسْتَيْسَرَ ) بِمَعْنًى ورَجُلٌ ( أَعْسَرُ يَسَرٌ ) بِفَتْحَتَيْنِ يَعْمَلُ بِكِلْتَا يَدَيْهِ و ( الْمَيْسِرُ ) مِثَالُ مَسْجدٍ قِمَارُ العَرَبِ بِالْأَزْلَامِ يُقَالُ مِنْهُ ( يَسَرَ ) الرَّجُلُ ( يَسِرُ ) مِنْ بَابِ وَعَدَ فَهو ( يَاسِرٌ ) وَبِهِ سُمِّىَ.

[ي س م] الْيَاسَمِينُ : مَشْمُومٌ مَعْرُوفٌ وأَصْلُهُ ( يسم ) وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَسِينُهُ مَكْسُورَةُ وَبَعْضُهُمْ يَفْتَحُهَا وَهُوَ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ وبَعْضُ الْعَرَبِ يُعْرِبُهُ إِعْرَابَ جَمْعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ عَلَى غَيْر قِيَاسٍ.

يُقَالُ قرأْتُ ( يس ) وتُعْرِبُهُ إِعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِف إِنْ جَعَلْتَهُ اسْماً لِلسُّورةِ لِأَنَّ وَزْنَ فَاعِيلٍ لَيْسَ مِنْ أَبْنِيَةِ الْعَرَبِ فَهُوَ بِمَنْزلَةِ هَابِيلَ وَقَابِيلَ وَيَجُوزُ أَنْ يَمْتَنِع لِلتَّأْنِيثِ والعَلَمِيَّةِ وَجَازَ أَنْ يَكُونَ مَبْنِيًّا عَلَى الْفَتْحِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ واخْتِيرَ الفَتْحُ لِخِفَّتِهِ كَمَا فِى أَيْنَ وكَيْفَ وتَبْنِيهِ عَلَى الْوَقْفِ إِنْ أَرَدْتَ الْحِكَايَةَ وَمِثْلُهُ فِى التَّقْدِيرَاتِ ( حم ) و ( طس ).

[ي ف ع] اليَفَاع : مِثْلُ سَلَامٍ مَا ارتَفَعَ مِنَ الْأَرضِ و ( أَيْفَعَ ) الغُلَام شَبَّ و ( يَفَعَ ) ( يَيْفَعُ ) بِفَتْحَتَيْنِ ( يُفُوعاً ) فَهُوَ ( يَافِعٌ ) وَلَمْ يُسْتَعْمَلِ اسْمُ الْفَاعِلِ مِنَ الرُّبَاعِىِّ وَغُلَامٌ ( يَفَعَةٌ ) وِزَانٌ قَصَبَةٍ مِثْلُ ( يَافِعٍ ) وَيُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ وربما جُمِعَ عَلَى أَيْفَاعٍ.

رَجُل يَقِظٌ : بِكَسْرِ الْقَافِ حَذِرٌ وفَطِنٌ أَيْضاً والْجَمْعُ ( أَيْقَاظٌ ) و ( يَقِظَ ) ( يَقَظاً ) مِنْ بَابِ تَعِبَ و ( يَقَظَةً ) بِفَتْحِ الْقَافِ و ( يَقَاظَةً ) خِلَافُ نَامَ وَكذلِكَ إِذَا تَنَبَّهَ لِلْأُمُورِ و ( أَيْقَظْتُهُ ) بِالْأَلِفِ و ( اسْتَيْقَظَ ) و ( تَيَقَّظَ ) ورَجُلٌ ( يَقْظَانُ ) وامْرَأَةُ ( يَقْظَى )

[ي ق ن] الْيَقِينُ : الْعِلْمُ الْحَاصِلُ عَنْ نَظَرٍ واسْتِدْلَالٍ وَلِهذَا لَا يُسَمَّى عِلْمُ الله ( يَقِيناً ) و ( يَقِنَ ) الأَمْرُ ( يَيْقَنُ ) ( يقَناً ) مِنْ بَابِ تَعِبَ إِذَا ثَبَتَ وَوَضَحَ فَهُوَ ( يَقِينٌ ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَيُسْتَعْمَلُ مُتَعَدِّياً أَيْضاً بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ فَيُقَالُ ( يَقِنْتُهُ ) و ( يَقِنْتُ ) بِهِ و ( أَيْقَنْتُ ) بِهِ و ( تَيَقَّنْتُهُ ) و ( اسْتَيْقَنْتُهُ ) أَىْ عَلِمْتُهُ.

[ي م م] اليَمَامُ : قَالَ الْأَصْمَعِىُّ هُوَ الحَمَامُ الْوَحْشِىُّ الْوَاحِدَةُ ( يَمَامَةٌ ) وَقَالَ الْكِسَائِىُّ ( الْيَمَامُ ) هُوَ الَّذِى يَأْلَفُ البُيُوتَ وتَقَدَّمَ فِى الْحَمَامِ و ( الْيَمَامَةُ ) بَلْدَةٌ مِنْ بِلَادِ الْعَوَالِى وَهِىَ بِلَادُ بَنِى حَنِيفَةَ قِيلَ مِنْ عَرُوضِ اليَمَنِ وَقِيلَ مِنْ بَادِيَةِ الْحِجَازِ و ( الْيَمُ ) البَحْرُ و ( يَمَّمْتُهُ ) قَصَدْتُهُ و ( تَيَمَّمْتُهُ ) تَقَصَّدتُهُ و ( تَيَمَّمْتُ ) الصَّعِيدَ ( تَيَمُّماً ) و ( تَأَمَّمْتُ ) أَيْضاً قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ قَوْلُهُ تَعَالَى ( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) أَىِ اقْصِدُوا الصَّعِيدَ الطِّيبَ ثُمَّ كَثُرَ استِعْمَالُ هذِهِ الْكَلِمَةِ حَتَّى صَارَ ( التَّيَمُّمُ ) فِى عُرْفِ الشَّرْعِ عِبَارَةً عَنِ اسْتِعْمَال التُّرَابِ فِى الْوَجْهِ والْيَدَيْنِ عَلَى هَيْئَةٍ مَخْصُوصَةٍ و ( يَمَّمْتُ ) الْمَرِيضَ ( فَتَيَمَّمَ ) والْأَصْلُ ( يَمَّمْتُهُ ) بِالتُّرَابِ.

[ي م ن] الْيَمِينُ : الجِهَةُ والْجَارِحَةُ وتَقَدَّمَ فِى اليَسَارِ قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ أَخَذْتُ ( بِيَمينِهِ ) و ( يُمْنَاهُ ) وَقَالُوا ( لِلْيَمِينِ ) ( اليُمْنَى ) وَهِىَ مُؤَنَّثَةٌ وجمْعُهَا ( أَيْمُنٌ ) و ( أَيْمَانٌ ) و ( يَمِينُ ) الْحَلِفِ أُنْثَى وتُجْمَعُ عَلَى ( أَيْمنٍ ) و ( أَيْمَانٍ ) أَيْضاً قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ قِيلَ سُمِّىَ الْحَلْفِ ( يَمِيناً ) لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَحَالَفُوا ضَرَب كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِه فَسُمِّىَ الْحَلِفُ ( يَمِيناً ) مَجَازاً و ( الْيَمِينُ ) القُوَّةُ والشِّدَةُ و ( اليُمْنُ ) الْبَرَكَةُ يُقَالُ ( يُمِن ) الرَّجُلُ عَلَى قَوْمِهِ وَلِقَوْمِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ ( مَيْمُونٌ ) و ( يَمَنَهُ ) اللهُ ( يَيْمُنُهُ ) ( يَمْناً ) مِنْ بَابِ قَتَلَ إِذَا جَعَلَهُ مُبَارَكاً و ( تَيَمَّنْتُ ) بِهِ مِثْلُ تَبَرَّكْتُ وَزْناً ومَعْنًى و ( يَامَنَ ) فُلَانٌ وياسَرَ أخَذَ ذَاتَ الْيَمِينِ وذَاتَ الشِّمَالِ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِىُّ وَغَيْرُهُ والْأَمْرُ مِنْهُ ( يَامِنْ ) بِأَصْحَابِكَ وِزَانُ قَاتِلْ أَىْ خُذْ بِهِمْ ( يَمْنَةً ) قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ ( تَيَامَنْ ) بِهِمْ وَقَالَ الْفَارَابِىُّ تَيَاسَرَ بِمَعْنَى يَاسَرَ و ( تَيامَنَ ) بِمَعْنَى ( يَامَنَ ) وَبَعْضُهُمْ يَرُدُّ هذَيْنِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ ابْنِ الْأَنْبَارِىِّ العَامَّةُ تَغْلَطُ فِى مَعْنَى ( تَيَامَنَ ) فَتَظُنُّ أنَّهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ وَلَيْسَ كَذلِكَ عَنِ الْعَرَبِ وَإِنَّمَا ( تَيَامَنَ ) عِنْدَهُمْ إِذَا أَخَذَ نَاحِيَةَ اليَمَن وأَمَّا ( بَامَنَ ) فَمَعْنَاهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ. و ( الْيَمَنُ ) إِقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ سُمِّى بذلِكَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِها وَقِيلَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمْيِنِ الْكَعْبَةِ والنِّسْبةُ إِلَيْهِ ( يَمَنِيٌ ) عَلَى الْقِيَاسِ و ( يَمَانٍ ) بِالْأَلِفِ عَلَى غَيرِ قِيَاسٍ وعَلَى هذَا فَفِى الْيَاءِ مَذْهَبَانِ ( أَحَدُهُمَا ) وَهُوَ الْأَشْهَرُ تَخْفِيفُهَا واقتَصَرَ عَلَيْهِ كَثِيرونَ وبَعْضُهُم يُنْكِر التَّثْقِيلَ وَوَجْهُهُ أَنَّ الْأَلِفَ دَخَلَتْ قَبْلَ الْيَاءِ لِتَكُونَ عِوَضاً عَنِ التَّثْقِيلِ فَلَا يُثَقَّلُ لِئَلَّا يُجْمَعُ بَيْنَ العِوَضِ والمُعوَّضِ عَنهُ و ( الثانى ) التَّثْقِيلُ لِأَنَّ الْأَلِفَ زيدَتْ بَعْدَ النِّسْبَةِ فَيَبْقَى التَّثْقيلُ الدالُّ عَلَى النِّسْبَةِ تَنْبِيهاً عَلى جَوَاز حَذْفِها و ( الأَيْمَنُ ) خِلَافُ الأَيْسَر وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِى ذلِكَ الْجَانِبِ وَبِهِ

٣٥١

سُمِّىَ وَمِنْهُ ( أمُ أَيْمَن ).

و ( أَيْمُنٌ ) اسْمٌ اسْتُعْمِلَ فِى الْقَسَمِ والْتُزِمَ رَفْعُهُ كَمَا الْتُزمَ رَفْعُ لَعَمْرُ اللهِ وهَمْزَتُهُ عِنْدَ البَصْريِّين وَصْلٌ وَاشْتقَاقُهُ عِنْدَهُمْ مِنَ الْيُمْنِ وَهُوَ البَرَكَةُ وَعِنْدَ الْكُوفِيِّيَن قَطْعٌ لِأَنَّهُ جَمْعُ يَمِينٍ عِنْدَهُمْ وَقَدْ يُخْتَصَرُ مِنْهُ فَيُقَالُ و ( ايْمُ ) اللهِ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ والنُّونِ ثُمَّ اخْتُصِرَ ثَانِياً فَقِيلَ ( مُ ) اللهِ بِضَمِّ الْمِيمِ وكَسْرِهَا.

[ي ن ع] يَنَعَتِ : الثِّمَارُ ( يَنْعاً ) مِنْ بَابَىْ نَفَعَ وضَرَبَ أَدْرَكَتْ وَالاسْمُ اليُنْعُ بِضَمِّ الْياءِ وفَتْحِهَا وَبِالْفَتْحِ قَرَأَ السَّبْعَةُ ( وَيَنْعِهِ ) فَهِىَ ( يَانِعَةٌ ) و ( أَيْنَعَتْ ) بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَهُوَ أَكْثَرُ اسْتِعْمَالاً مِنَ الثُّلَاثِىِّ.

[ي و م] الْيَوْمُ : أَوَّلُهُ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ الثَّانِى إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ ولِهَذا مَنْ فَعَل شَيْئاً بالنَّهَارِ وأَخْبَرَ بِهِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ يَقُولُ فَعَلْتُهُ أَمْسِ لِأَنَّهُ فَعَلَهُ فِى النَّهَارِ الْمَاضِى واسْتَحْسَنَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَقُولَ أَمْسِ الأَقْرَبَ أَوْ الْأَحْدَثَ و ( الْيَوْمُ ) مُذَكَّرٌ وجَمْعُهُ ( أَيَّامٌ ) وأَصْلُهُ ( أَيْوَامٌ ) وتَأْنِيثُ الْجَمْعِ أَكْثَرُ فَيُقَالُ ( أَيَّامٌ ) مُبَارَكَةٌ وشَرِيفَةٌ والتَّذْكِيرُ عَلَى مَعْنَى الحينِ والزَّمانِ وَالْعَرَبُ قَدْ تُطْلِقُ ( الْيَوْمَ ) وتُرِيدُ الْوَقْتَ والحِينَ نَهَاراً كَانَ أَوْ لَيْلاً فَتَقُولُ ذَخَرْتُكَ لِهَذَا الْيَوْمِ أَىْ لِهذا الْوَقْتِ الَّذِى افْتَقَرْتُ فِيهِ إِلَيْكَ وَلَا يَكَادُونَ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ يَوْمَئِذٍ وحِينَئِذٍ وساعَتَئِذٍ و ( يَامٌ ) قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ ( يَامِيٌ ) عَلَى لَفْظِهِ.

[ي أ ي أ] الْيُؤْيُوء : بِهَمْزَتَيْن وِزَانُ عُصْفُورٍ جَارِحٌ يُشْبِهُ البَاشَقَ.

[ي ئ س] يَئِسَ : مِنَ الشَّىء ( يَيْأَسُ ) مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ ( يَائِسٌ ) والشَّىءُ ( مَيْئُوسٌ ) مِنْهُ عَلَى فَاعِلٍ ومَفْعُولٍ ومَصْدَرُه ( الْيَأْسُ ) مِثْلُ فَلْسٍ وَبِهِ سُمِّىَ وَيَجُوزُ قَلْبُ الْفِعْلِ دُونَ الْمَصْدَرِ فَيُقَالُ ( أَيِس ) مِنْهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ وكَسْرُ الْمُضَارع لُغَةٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْكَسْرُ فِى ذلِكَ وشِبْهِهِ لُغة عُلْيَا مُضر وَالْفَتْحُ لُغَةُ سُفْلَاهَا وَيُقَالُ ( يَئِسَتِ ) الْمَرْأَةُ إِذَا عَقِمَتْ فَهِىَ ( يَائِسٌ ) كَمَا يُقَالُ حَائِضٌ وطَامِثٌ فَإِنْ لَمْ يُذْكَرِ الْمَوْصُوفُ قُلْتَ ( يَائِسَةٌ ) وأَيْئَسَها اللهُ ( إِيَاساً ) وِزَانُ كِتَابٍ وَبِهِ سُمِّىَ وأَصْلُهُ بِسُكُونِ الْيَاءِ وَمَدِّ الْهَمْزَةِ وِزَانُ إِيمَانٍ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ ( الْإِيَاسُ ) مَصْدَراً لِلثُّلاثِىِّ لتَقَارُبِ الْمَعْنَى أَوْ لِأَنَّ الرُّبَاعِىَّ يَتَضَمَّنُ الثُّلَاثِىَّ كَمَا فِى قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً ) ويَأْتِى ( يَئِسَ ) بِمَعْنَى عَلِمَ فِى لُغَةِ النَّخَعِ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى ( أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا ).

٣٥٢

الخاتمة

إِذَا كَانَ الفِعْلُ الثُّلَاثِىُّ عَلَى فَعَلَ بِالْفَتْحِ مَهْمُوزَ الآخِرِ مثلُ قَرَأَ ونَشَأَ وبَدَأَ فَعَامَّةُ الْعَرَبِ عَلَى تَحْقِيقِ الْهَمْزَةِ فَتَقُولُ ( قَرَأْتُ ونَشَأْتُ وَبَدَأْتُ ) وحَكَى سِيبَوَيْهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُولُ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُخَفِّفُ الْهَمْزَةَ فَيَقُولُ ( قَرَيْتُ ونَشَيْتُ وبَدَيْتُ ومَلَيْتُ الإِناءَ وخَبَيْتُ المَتَاعَ ) وَمَا أشْبَهَ ذلِكَ قَالَ قُلْتُ لَهُ كَيْفَ تَقُولُ فى الْمُضَارع قَالَ ( أَقْرَا و أَخْبَا ) بالْأَلِفِ قَالَ قُلْتُ الْقِيَاسُ أَقْرِى مِثْلُ رَمَى يَرْمىِ وجَوَابُهُ مَعَ التَّعْوِيلِ عَلَى السَّمَاعِ أَنَّهُمْ إِنِ الْتَزَمُوا الْحَذْفَ جَرَى عَلَى الْقِيَاسِ مِثْلُ ( قَرَيْتُ ) المَاءَ فى الحَوْضِ ( أَقْرِيهِ ) وَإِلَّا أَبْقَوُا الْفَتْحَةَ فِى الْمضَارِعِ تَنْبِيهاً عَلَى انْتِظَارِ الْهَمْزَةِ فَلَوْ قِيلَ أَقْرِى زَالَتِ الْحَرَكَةُ الَّتِى تُنْتَظَرُ مَعَها الْهَمْزَةُ فَلِهذَا حَافَظُوا عَلَيْها وتُخَفَّفُ وَمَأْتُ أوْمَأ فيُقَال وَمَيْتُ أَمِى وتَسْقُطُ الوَاوُ مِثْلَ سُقُوطِهَا فى وَجَى يَجِى ومنهُ ( الصَّابُونَ ) مثلُ القَاضُونَ وَقَرَأَ بِهِ بَعْضُ السَّبْعَةِ بِنَاءً عَلَى صَبَا مُخَفَّفاً ويُقَالُ تَنَا بالبَلَد إِذَا أقام و تَنَا إِذَا اسْتَغْنَى فهُوَ تَانٍ والجمعُ تُنَاةٌ مثْلُ قاض وقضاة قال الشاعر :

شَيْخٌ يَظَلُّ الحِجَجَ الثمانِيا

ضَيْفاً وَلَا تَرَاهُ إلَّا تَانِياً

وَقَالُوا فى اسْمِ الْمَفْعُول عَلَى التَّخْفِيفِ فَهُوَ مَخْبىّ ومَكْلِىٌّ وَقِسْ عَلَى هذَا.

وَإِنْ كَانَ الثُّلَاثِىُّ مُجَرَّداً وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ التَّضْعِيفِ عَلَى فَعَلْتُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ فَهُوَ وَاقِعٌ وَهُوَ الْمُتَعَدِّى وَغَيْرُ وَاقِعٍ وَهُوَ اللَّازِمُ.

فَإِنْ كَانَ لَازِماً فَقِيَاسُ الْمُضَارِعِ الْكَسْرُ نَحْوُ خَفَّ يَخِفُّ وقَلَّ يَقِلُّ وشَذَّ مِنْهُ بِالضَّمِ هَبَ مِنْ نَوْمِهِ يَهُبُ و أَلَ الشَّىءُ يَؤُلُ إِذَا بَرَقَ و أَلَ يَؤُلُ أَلِيلاً رفَعَ صَوْتَهُ ضَارعاً و طَلَ الدَّمُ يَطُلُ إِذَا بَطَلَ وَجَاءَتْ أَيْضاً أَفْعَالٌ بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْل وَبِالضَّمِّ شُذُوذاً وَهِىَ جَدَّ فى أَمْرِهِ يَجِدُّ وَيَجُدُّ و شَبَ الفَرَسُ يَشِبُ و يَشُبُ رَفَعَ يَدَيْه مَعاً و حَرَّ الْعَبْدُ يَحِرَّ و يَحُرُّ إِذَا عَتَقَ و شَذَّ الشَّىءُ يشِذُّ و يَشُذُّ إِذَا انْفَرَدَ و خَرَّ الْمَاءُ يَخِرُّ و يَخُرُّ خَريراً إِذَا صَوَّتَ و نَسَ الشَّىءُ يَنُسُ و ينُسُ إِذَا يَبس و دَمَ الرَّجلُ يَدِمُ و يَدُمُ إِذا قَبُح مَنْظَرُهُ و دَرَّ اللبَنُ والمَطَرُ يَدِرُّ و يَدُرُّ وَشحَّ يَشِحُّ ويَشُحُّ و شَطَّتِ الدَّارُ تَشِطُّ و تشُطُّ بَعُدَتْ و فَحَّتِ الأَفْعَى تَفِحُ و تَفُحُ صَوَّتت.

وَإِنْ كَانَ مُتَعَدِّياً أَوْ فِى حُكْمِ الْمُتَعَدِّى فَقِيَاسُ الْمُضَارِعِ الضَّمُّ نَحْوُ يَرُدُّه ويمُدُّهُ وَيَذُبُ عَنْ قَوْمِهِ و يَسُدُّ الْخَرْقَ و ذَرَّتِ الشَّمْسُ تَذُرُّ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى أَنَارَتْ غَيْرَهَا و هَبَّت الرِّيحُ تَهُبُ و مَدَّ النَّهْرُ إِذَا زَادَ يَمُدُّ لِأَنَّ مَعْنَاهُ ارْتَفَعَ فَغَطَّى مَكَاناً مُرْتَفِعاً عَنْهُ وشَذَّ مِنْ ذلِكَ بِالْكَسْرِ حَبَّه يَحِبُّهُ وقَرَأَ بَعْضُهُمْ « قُلْ إنْ كُنْتُمْ تَحِبُّونَ اللهَ فاتَّبِعُونِى يَحْبِبْكُمُ الله » عَلَى هذِهِ اللُّغَةِ وشَذَّ أَفْعَالٌ بِالْوَجْهَيْنِ شَدَّهُ يَشِدُّهُ ويَشُدُّه بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ و هَرَّه يَهِرُّه و يَهُرُّه إِذَا كَرِهَهُ و شَطَّ فى حُكْمِهِ يَشِطُّ و يَشُطُّ إِذَا جَارَ و علَّه يَعِلُّه و يَعُلُّهُ إِذَا سَقَاهُ ثَانِياً وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْكِى اللُّغَتَيْنِ فِى اللَّازِمِ أَيْضاً وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى بِنَائِهِ لِلْمَفْعُولِ و نَمَ الْحَدِيثَ يَنِمُّهُ وينُمُّهُ و بَتَّهُ يبِتُّهُ و يبُتُّه بالمُثَنَّاة إِذَا قَطَعَهُ و شَجَّهُ يشِجُّهُ و يشُجُّهُ و رَمَّه يَرِمُّهُ و يرُمُّهُ أَصْلَحَهُ و حَدَّتِ الْمَرْأَةُ عَلَى زَوْجهَا تَحِدُّ و تَحُدُّ و حَلَ عَلَيْهِ الْعَذَابُ يَحِلُ و يَحُلُ.

وَإِذَا أَسْنَدْتَ هذَا الْبَابَ إِلَى ضَمِيرٍ مَرْفُوعٍ فَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ أَكْثَرهَا فَكُّ الْإِدْغَامِ نَحْوُ شَدَدْتُ أَنَا وشَدَدْتَ أَنْتَ وَكَذلِكَ ظَلِلْتُ قَائِماً و ( الثَّانِيَةُ ) حَذْفُ الْعَيْنِ تَخْفِيفاً مَعَ فَتْحِ الْأَوَّلِ نَحْوُ ظَلْتُ قَائِماً ( إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ يَصِدُّونَ ) و ( فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ) وهذِهِ لُغَةٌ بَنِى عَامِرٍ وَفِى الحِجَازِ بِكَسْرِ الْأَوَّلِ تَحْرِيكاً لَهُ بِحَرَكَةِ الْعَيْنِ نَحْو ظِلْتُ قَائِماً ( والثَّالِثَةُ ) وَهِىَ أَقَلُّها اسْتِعْمَالاً إِبْقَاءُ الْإِدْغَامِ كَمَا لَوْ أُسْنِدَ إِلَى ظَاهِرِ فَيُقَالُ شَدَّتُ ونَحْوُهُ.

وإذا أَمَرْتَ الْوَاحِدَ مِنْ هذَا الْبَابِ فَفِيهِ لُغَاتٌ إِحْدَاهَا لُغَةُ الْحِجَازِ وَهِىَ الْأَصْلُ فَكُّ الْإِدْغَامِ واجْتِلَابُ هَمْزَةِ الْوَصْلِ نَحْوُ امْنُنْ واردُدْ و ( اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ) وبَاقِى الْعَرَبِ عَلَى الْإِدْغَامِ واخْتَلَفُوا فِى تَحْرِيكِ الآخِرِ فَلُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ وَهِىَ اللغَةُ الثَّانِيَةُ الْفَتْحُ لِلتَّخْفِيفِ تَشْبِيهاً بأيْنَ وكَيْفَ والثَّالِثَةُ ـ لُغَةُ بَنِى أَسَدٍ ـ الْفَتْحُ أيْضاً إِلَّا إِذَا لَقِيَهُ سَاكِنٌ بَعْدَهُ فَيَكْسِرُونَ نَحْوُ رُدّ الجوابَ والرَّابِعَةُ ـ لُغَةُ كَعْبٍ ـ الْكَسْرُ مُطْلَقاً لِأَنَّهُ الْأَصْلُ فِى الْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ كَمَا يُكْسَرُ آخِرُ السَّالِم نَحْوُ اضْرِبِ القَوْمَ والْخَامِسَةُ تَحْرِيكُهُ بِحَرَكَةِ الْأَوَّلِ أَيَّةَ حَرَكَةٍ كَانَتْ نَحْوُ رُدُّ وخِفِّ إلَّا مَعَ

٣٥٣

سَاكِنٍ بَعْدَهُ فَالْكَسْرُ أَوْ مَعَ هَاءِ الْمُؤَنّثِ فَالْفَتْحُ نَحْوُ رُدَّهَا.

وإِذَا أَمَرْتَ مِنْ بَابِ مَلَّ يَمَلُّ تَعَيَّنَتْ لُغَةُ الْحِجَازِ فيقال امْلَلْه قَالُوا وَلَا يَجُوزُ الْإِدْغَامُ عَلَى لُغَةِ نَجْدٍ فَلَا يُقَالُ مَلَّهُ لالْتِبَاسِ الْأَمْرِ بِالْمَاضِى وحُمِلَ النَّهْىُ عَلَى الْأَمْرِ قَالَ بَعْضُهُمْ وَرُبَّمَا جَازَ ذلِكَ وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى صُوَرةِ الْمَاضِى لِأَنَّ الْأَلِفَ إِنَّمَا تُجْتَلَبُ لِأَجْلِ السَّاكِنِ وَلَا سَاكِنَ فَإِنَّ الْفَاءَ مُحَرَّكَةٌ فِى الْمُضَارِعِ والْأمْرُ مُقْتَطَعٌ مِنْهُ فَلَمْ يَكُنْ حَاجَةٌ إِلَى الْأَلِفِ وَوَجْهُ الْقَوْلِ المَشْهُورِ أَنَّ الْإِظْهَارَ هُوَ الْأَصْلُ والْإِدْغَامَ عَارِضٌ وَالْأَصْلُ لَا يُعْتَدُّ بِالْعَارِضِ فَعِنْدَ اللّبْسِ يُرْجَعُ إِلَى الْأَصْلِ.

وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْ مَزِيدٍ عَلَى الثَّلَاثَةِ فَالْأَكْثَرُ الْإِدْغَامُ والْفَتْحُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَيَجُوزُ فَكُّ الْإِدْغَامِ وَالْإِسْكَانُ نَحْوُ أَسِرَّ الْحَدِيثَ و أسْرِرِ الحَدِيثَ والنَّهْىُ كَالْأَمْر.

( فصل ) : الثُّلَاثِىُّ اللَّازِمُ قَدْ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ أَوِ التَّضْعِيفِ أَوْ حَرْفِ الجَرِّ بِحَسَبِ السَّمَاعِ وَقَدْ يَجُوزُ دُخُولُ الثَّلَاثَةِ عَلَيْهِ نَحْوُ نَزَلَ ونَزَلْتُ بِهِ وَأَنْزَلتُهُ ونَزَّلتُهُ.

وَمِنْهُ ما يُسْتَعْمَلُ لَازِماً وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَدَّى بنَفْسِهِ نَحْوُ جَاءَ زَيْدٌ و جِئْتُهُ و نَقَصَ الماءُ و نَقَصْتُهُ و وَقَفَ و وَقَفْتُهُ و زَادَ و زِدْتُه وَعِبَارَةُ الْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ. ( بَابُ فَعَلَ الشىءُ وفَعَلْتُهُ ) وَعِبَارَةُ الْمُتَأَخِّرِينَ ( يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى ) و ( يُسْتَعْمَلُ لَازِماً ومُتَعَدِّياً ).

وَقَدْ جَاءَ قِسْمٌ تعدَّى ثُلاثيُّه وقَصُرَ رُبَاعِيُّه عَكْسُ الْمُتَعَارَفِ نَحْوُ أَجْفَلَ الطائرُ و جَفَلْتُهُ و أَقْشَعَ الغَيْمُ و قَشَعَتْهُ الرِّيحُ و أَنْسَلَ ريشُ الطَّائِرِ أَىْ سَقَط ونَسَلْتُهُ و أَمْرَتِ النَّاقَةُ دَرَّ لَبَنُهَا وَمَرَيْتُهَا و أَظْأَرتِ النَّاقَةُ إِذَا عَطَفَتْ عَلَى بَوِّها و ظَأَرْتُهَا ظَأْراً عَطَفْتُهَا وَأَعْرَضَ الشَّىءُ إِذا ظَهَر و عَرَضْتُهُ أَظْهَرْتُهُ وأنْقَعَ العَطَشُ سَكَنَ و نَقَعَهُ الْمَاءُ سَكَّنَهُ و أَخَاضَ النَّهْرُ و خُضْتُهُ وأَحْجَمَ زَيْدٌ عَنِ الْأَمْرِ وَقَفَ عَنْهُ وحَجَمْتُهُ وَأَكَبَ عَلَى وَجْهِهِ و كَبَبْتُهُ و أَصْرَمَ النَّخْلُ والزَّرْعُ و صَرَمْتُهُ أَىْ قَطَعْتُهُ و أَمْخَضَ اللبَنُ و مَخَضْتُهُ و أَثْلَثُوا إِذَا صَارُوا بِأَنْفُسِهِمْ ثَلَاثَةً وَثَلَثْتُهُمْ صِرتُ ثَالِثَهُمْ وَكَذلِكَ إلَى العَشَرَةِ و أَبْشَرَ الرَّجُلُ بِمَوْلُودٍ سُرَّ بِهِ و بَشَرْتُهُ.

وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنَ الثُّلَاثِىِّ والرُّبَاعِىِّ عَلَى قِيَاس الْبَابَيْنِ وَرِيشٌ مَنْسُولٌ مِنَ الثُّلَاثِىِّ و مُنْسِلٌ اسْمٌ فَاعِلٍ مِنَ الرُّبَاعِىِّ أَىْ مُنْقَلِعٌ.

وأَفْهَمَ كَلَامُ بَعْضِهِمْ أَنَّ ذلِكَ عَلَى مَعْنَيَيْنِ فَقَوْلُهُمْ أَنْسَلَ الرِّيشُ و أَخَاضَ النَّهْرُ ونَحْوُهُ مَعْنَاهُ حَانَ لَهُ أَنْ يَكُونَ كَذلِكَ فَلَا يَكُونُ مِثْلَ قَامَ زَيْدٌ وأَقَمْتُه وَقَدْ نَصُّوا فِى مَوَاضعَ عَلَى مَعْنَى ذلِكَ.

وَمِثَالُ التَّعْدِيَةِ بالتَّضْعِيفِ وَالْهَمْزَةِ والْحَرْفِ مَشَى و مَشَيْتُ بِهِ وسَمِن و سَمَّنْتُه وقَعَدَ و أقْعَدْتُهُ.

وحَقِيقَةُ التَّعْديَةِ أَنَّكَ تُصَيِّرُ الْمَفْعُولَ الَّذِى كَانَ فَاعِلاً قَابِلاً لِأَنْ يَفْعَل وَقَدْ يَفْعَلُ وَقَدْ لَا يفْعَلُ فَإِنْ فَعَل فَالْفِعْلُ لَهُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِىُّ رَعَتِ الإبلُ لَا فِعْلَ لَكَ فِى هذَا وأطْعَمْتُهَا لا فِعْلَ لَهَا فِى هذَا وَوَجْهُ ذلِكَ أَنَّ الْفِعْلَ إِذَا أُسْنِدَ إِلَى فَاعِلِهِ الّذِى أَحْدَثَهُ لَمْ يَكُنْ لِغَيْرِ فَاعِلِهِ فِيهِ إِيجَادٌ فَلِهذَا قَالَ فِى الْمِثَالِ الْأَوَّلِ لَا فِعْلَ لَكَ فِى هذَا وإِذَا كَانَ الْفِعْلُ مُتَعدّياً فَهُوَ حَدَثُ الْفَاعِلِ دُونَ الْمَفْعُولِ فَلِهذَا قَالَ فِى الْمِثَالِ الثَّانى لَا فِعْلَ لَهَا فِى هذَا لأَنَّ الْفِعْلَ وَاقِعٌ بِهَا لَا مِنْهَا لِأَنَّهَا مَفْعُولَةٌ.

وَهذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ السَّرَّاجِ وَإِذَا قُلْتَ ضَرَبْتُ زَيْداً فَالْفِعْلُ لَكَ دُونَ زَيْدٍ وَإِنَّمَا أَحْلَلْتَ الضَّرْبَ وَهُوَ الْمَصْدَرُ بِهِ.

وأَمَّا نَحْوُ خَرَجْتُ بِزيْدٍ إِذَا جَعَلْتَ الْبَاءَ لِلْمُصَاحَبَةِ فَلَيْسَ مِنَ الْبَابِ وَالْفِعْلُ لَكُمَا.

( فَصْلٌ ) : الثُّلَاثِىُّ إِنْ كَانَ عَلَى فَعَلَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ فالْمُضَارِعُ إِنْ سُمِعَ فِيهِ الضمُّ أَوِ الْكَسْرُ فَذَاكَ نَحْوُ يَقْعُدُ ويَقْتُلُ وَيَرْجِعُ ويَضْرِبُ وَقَدْ فَتَحُوا كثِيراً مِمَّا هُوَ حَلْقِىُّ العَيْنِ أَوِ اللَّام نَحْوُ يَسْعَى وَيَمْنَعُ وفَتحُوا مِمَّا هُوَ حَلْقِىُّ الْفَاءِ يَأْبىَ وَمَا ذُكَرِ مَعَهُ فِى بَابِهِ. وَإِنْ لَمْ يُسْمَعْ فِى الْمُضَارِعِ بِنَاءٌ فَإِنْ شِئْتَ ضَمَمْتَ وَإِنْ شِئْتَ كَسَرْتَ إِلَّا الْحَلْقىَّ الْعَيْنِ أَوِ اللَّامِ فَالْفَتْحُ لِلتَّخْفِيفِ وإِلْحَاقا بِالْأَغَلْب.

وَإِنْ كانَ عَلَى فَعِلَ بِالْكَسْرِ فَالْمُضَارِعُ بِالْفَتْحِ نَحْوُ يَعْلَمُ ويَشْرَبُ.

وشَذَّ مِنْ ذلِكَ أَفْعَالٌ فَجَاءَتْ بِالْفَتْحِ عَلَى القِيَاسِ وَبِالْكَسْرِ شُذُوذاً وَهِىَ يحْسِبُ ويَيْبِسُ ويَيْئِسُ ويَنْعِمُ وَشَذَّ أَيْضاً أَفْعَالٌ مُعْتَلَّةٌ سَلِمَت مِنَ الْحَذفِ فَجَاءَتْ بالْوَجْهَينِ الْفَتْحُ عَلَى الْقِيَاسِ والْكَسْرُ فِى لُغَةِ عُقَيْلٍ وَهِىَ يَوْغَرُ صَدْرُه إِذَا امْتَلَأَ غَيْظاً وَوَلِه يَوْلَهُ ويَوْلِهُ وولِغَ يَوْلَغُ ويَوْلِغ وَوَجِلَ يَوْجَلُ وَيَوْجِلُ وَوَهِلَ يَوْهَلُ ويَوْهِلُ وشَذَّ مِنَ الْمُعْتَلِّ أَيْضاً أَفْعَالٌ حُذِفَتْ فَاءَاتُهَا فَجَاءَتْ بِالْكَسْرِ وَهِىَ وَمِقَ يَمِقُ ووَفِقَ أَمْرُهُ يَفِقُ ووَهِنَ يَهِنُ أَىْ ضَعُفَ فِى لُغَةٍ وَوثِقَ يَثِقُ ووَرِعَ يَرِعُ ووَرِمَ يَرِمُ ووَرِثَ يَرِثُ و وَرِيَ الزَّنْد يَرِى فِى لُغَةٍ ووَلِىَ يَلِى و وَعِمَ يَعِمُ بِمَعْنَى نَعِمَ و وَرِيَ المُخُ يَرِى إِذَا اكْتَنَزَ.

وَإِنْ كَانَ عَلَى فَعُلَ بِضَمِّ الْعَيْنِ فَهُوَ لَازِمٌ ولَا يَكُونُ مُضَارِعُهُ إِلَّا مَضْمُوماً وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِى الْغَرَائِزِ مِثْلُ شَرُفَ يَشْرُفُ وسَفُه يَسْفُه فَإِنْ ضُمِّنَ مَعْنَى التَّعدِّى كُسِرَ وَقِيلَ سَفِهَ زَيدٌ رَأْيَهُ وَالْأَصْلُ سَفِهَ رَأْىُ زَيْدٍ لكِنْ لَمَّا أُسْنِدَ الْفِعْلُ إِلَى الشَّخْصِ نَصَبَ مَا كَانَ فَاعِلاً وَمِثْلُهُ ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً و رَشِدْتَ أمْرَكَ والْأَصْل ضَاقَ بِهِ ذَرْعُهُ ورَشِدَ أَمْرُهُ وَنَصْبُهُ قِيلَ عَلَى التَّمْيِيزِ لِأَنَّهُ مَعْرِفَةٌ فِى مَعْنَى النَّكَرِةِ وَقِيلَ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْمَفْعُولِ وَقِيلَ عَلَى نَزْعِ الْخَافِضِ وَالْأَصْلُ رَشِدْتَ فِى أَمْرِكَ لِأَنَّ

٣٥٤

التَّمْيِيزَ عِنْدَ الْبَصْرِيّينَ لَا يَكُونُ إِلَّا نَكِرَةً مَحْضَةٌ.

وشَذَّ مِن فَعُلَ بِالضَّمِّ مُتَعَدِّياً ( رَحُبَتُك الدَّارُ ) و كَفُلْتُ بِالْمَالِ و سَخُوَ بِالْمَالِ فِيمَنْ ضَمَّ الثَّلَاثَة.

( فصل ) : إِذَا كَانَ الْمَاضِى عَلَى فَعَّلَ بالتَّشْدِيدِ فَإنْ كَانَ صَحِيحَ اللَّامِ فَمصْدَرُه التَّفْعِيلُ نَحْوُ كَلَّم تَكْليما وسَلَّم تَسْلِيماً وَإِنْ كَانَ مُعْتَلَّ اللَّامِ فَمَصْدَرُهُ التَّفْعِلَةُ نَحْوُ سَمَّى تَسْمِيَةً و ذَكَّى تَذْكِيَةً وخَلَّى تَخْلِيَةً وأَمَّا صَلَّى صَلَاةً و زكَّى زَكَاةً و وَصَّى وَصَاةً وَمَا أَشْبَهَ ذلِكَ فَإِنَّهَا أَسْمَاءٌ وَقَعَتْ مَوْقِعَ الْمَصَادِرِ واسْتُغْنِى بِهَا عَنْهَا وَيَشْهَدُ لِلْأَصْلِ قَوْلُهُ تَعَالَى ( فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ).

( فصلٌ ) : اعْلَمْ أَنّ الفِعْلَ لَمَّا كَانَ يَدُلٌّ عَلَى الْمَصْدَرِ بِلَفْظِهِ وَعَلَى الزَّمان بصِيغَتِهِ وعَلَى الْمَكَانِ بِمَحَلِّهِ اشْتُقَّ مِنْهُ لِهذِهِ الْأَقْسَامِ أَسْمَاءٌ وَلَمَّا كَانَ يَدُلُّ عَلَى الْفَاعِل بِمَعْنَاهُ لِأَنَّهُ حَدَثُ والحَدَثُ لَا يَصْدُرُ إِلَّا عَنْ فَاعِلٍ اشْتُقَّ مِنْهُ اسْمُ فَاعِلٍ وَلَا بُدَّ لِكُلِّ فِعْلٍ مِنْ فَاعِلٍ أَوْ مَا يُشْبِهُهُ إِمَّا ظَاهِراً وَإِمَّا مُضْمَراً.

ثُمَّ الثُّلَاثىُّ مُجَرَّدُ وغَيْرُ مُجَرَّد.

فَإِنْ كَانَ مُجَرَّداً فَقِيَاسُ الْفَاعِلِ أَنْ يَكُونَ مُوَازِنَ فَاعِلٍ إِنْ كَانَ مُتَعَدِّياً نَحْوُ ضَارِبٍ وشَارِبٍ وَكَذلِكَ إِنْ كَانَ لَازِماً مَفْتُوحَ الْعَيْنِ أَوْ نَحْوُ قَاعِدٍ وَإِنْ كَانَ لَازِماً مَضْمُومَ الْعَيْنِ أَوْ مَكْسُورَ الْعَيْنِ فَاختُلِفَ فِيهِ فَأَطْلَقَ ابْنُ الْحَاجِبِ الْقَوْلَ بَمجيِئه عَلَى فَاعِلٍ أَيْضاً وتَبِعَهُ ابْنُ مَالِكٍ فَقَالَ وَيَأَتِى اسْمُ الْفَاعِلِ مِنَ الثُلَاثىّ الْمُجَرَّدِ مُوَازِنَ فَاعِل وقَالَ أبُو عَلِىِّ الْفَارِسىُّ نَحْوَ ذلِكَ قَالَ وَيَأْتِى اسْمُ الْفَاعِلِ مِنَ الثُّلَاثِىِّ مَجِيئاً وَاحِداً مُسْتَمِراً إِلَّا مِنْ فَعُلَ بِضَمّ الْعَيْنِ وكَسْرِهَا وَقَدْ جَاءَ مِنَ الْمَكْسُورِ عَلَى فَاعِلٍ نَحْوُ حَاذِرٍ وفَارِحٍ ونَادِمٍ وجَارِحٍ وقيَّدَ ابْنُ عُصْفُورٍ وَجَمَاعَة مَجِيئَه مِنَ الْمَضْمُومِ والْمَكْسُورِ عَلَى فَاعِلٍ بِشرْط أنْ يَكُونَ قَدْ ذُهِبَ بِهِ مَذْهبَ الزَّمَان ثُمَّ قَالَ ابْنُ عُصْفُورٍ ويَأْتِى مِنْ فَعُلَ بِالضَّمِّ عَلَى فَعِيلٍ وَمِنَ الْمَكْسُورِ عَلَى فَعِلٍ نَحْوُ حَذِرٍ وَقَدْ يَأْتِى عَلَى فَعِيلٍ نَحْوُ سَقِيمٍ وقَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ وَتَدُلُّ الصِّفَةُ عَلَى مَعْنىً ثَابِتٍ فَإِنْ قَصَدْتَ الْحُدُوثَ قُلْتَ حَاسِنٌ الآنَ أَوْ غَداً وكَارِمٌ وطَائِلٌ فِى كَرِيمٍ وَطَوِيلٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى ( وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ).

قَالَ السَّخَاوىُّ إِنَّمَا عَدَلُوا بِهذِهِ الصِفَاتِ عَنِ الجَرَيَانِ عَلَى الْفِعْلِ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَصِفُوا بِالْمَعْنَى الثَّابِتِ فَإِذَا أَرَادُوا مَعْنَى الْفِعْلِ أَتَوْا بِالصِّفَةِ جَارِيةً عَلَيْهِ فَقَالُوا طَائِلٌ غداً كَمَا يُقَال يَطُولُ غَداً وحَاسِنٌ الآنَ كَما يُقَالُ يَحْسُن الْآنَ وَكَذلِكَ قَوْلُهُ ( إِنَّكَ مَيِّتٌ ) لِأَنَّهُ أُرِيدَ الصِّفَةُ الثَّابِتَةُ أَىْ إِنَّكَ مِنَ الْمَوْتَى وَإِنْ كُنْتَ حَيًّا كَمَا يُقَالُ إِنَّكَ سَيِّدٌ فإِذَا أرِيدَ أنَّكَ سَتَمُوتُ أَوْ سَتَسُودُ قِيلَ مَائِتٌ وسَائِدٌ ويُقَالُ فُلَانٌ جَوادٌ فِيمَا استقرّ لَهُ وثَبَتَ ومَرِيضٌ فِيمَا ثَبَتَ لَهُ ومَارِضٌ غداً وَكَذلِكَ غَضْبَانُ وغَاضِبٌ وقِبيحٌ وقَابِحٌ وطَمِعٌ وطَامِعٌ وكَرِيمٌ فَإِذَا جَوَّزْتَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ كَرَمٌ قُلْتَ كَارمٌ.

وأَطْلَقَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ الْقَوْلَ بِمَجِيئِه مِنَ الْمَضْمُومِ وَالْمَكْسُورِ عَلَى فَاعِلٍ وغَيْرِهِ بِحَسَبِ السَّمَاعِ فَيَكُونَ اللَّفْظُ مُشْتَرَكاً بَيْنَ اسْمِ الْفَاعِلِ وبَيْنَ الصِّفَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ بَابُ حَسَنٍ وصَعْبٍ وشَدِيدٍ صِفَةٌ وَمَا سِوَاهُ مُشْتَرَكٌ فَيَأْتِى فَعُل بِالضَّمِّ عَلَى فَعِيلٍ كَثِيراً نَحْوُ شَرِيفٍ وقَرِيبٍ وبَعِيدٍ.

وَوَقَعَ فِى الشَّرْحِ رَاخِصٌ أَمَّا عَلَى الْقَولِ باطِّرَادِ فَاعِلٍ مِنْ كُلِّ ثُلَاثِىٍّ فَهُوَ ظَاهِرٌ وَأَمَّا عَلَى الْقَوْلِ الثَّانِى فَحَقُّه أَنْ تَقُولَ رَخِيصٌ وَجَاء خَشِنٌ وشُجَاعٌ وجَبَانٌ وحَرَامٌ وسُخْنٌ وضَخْمٌ ومَلُحَ الماءُ فهو مَلِحٌ مِثَالُ خَشِنٍ هذَا أَصْلُهُ ثُمَّ خُفِّفَ فَقِيلَ مِلْحٌ وَهُوَ أَسْمَرُ وآدَمُ وأَحْمَقُ وأَخْرَقُ وأَرْعَن وأَعْجَمُ وأَعْجَفُ و أَسْحَمُ أَىْ شَدِيدُ السَّوَادِ وأَكْمَتُ وأَشْهَبُ وأَصْهَبُ وأَكْهَبُ وَمِنْهُمْ مَن يَمْنعَ مَجِيئَهُ مِنْ فَعُلَ بِالضَّمِّ عَلَى فَاعِلٍ ألبَتَّةِ وَيَقُولُ مَا وَرَد مِنْ ذلِكَ فَهُوَ فِى الْأَصْلِ مِنْ لُغَةِ أُخْرَى فَيَكُونُ عَلَى تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ وَرُبَّما هُجِرَتْ تِلْكَ اللُّغَةُ واستُعْمِلَ اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهَا عَلَى اللُّغَةِ الْأُخْرَى نَحْوُ طَهُرَتِ المَرأةُ فَهِىَ طَاهِرٌ وفَرُهَ الدَّابَّةُ فَهِىَ فَارِهٌ واللُّغةُ الْأُخْرَى طَهَرَتْ بِالْفَتْحِ وفَرَهَ بِالْفَتْحِ أَيْضاً وَكَذلِكَ مَا أَشْبَهَهُ.

وَيَأتى اسْمُ الْفاعِل على فُعَلَةٍ بِفَتْح الْعَيْن نَحْوُ حُطَمَةٍ و ضُحَكَةٍ لِلَّذِى يَفْعَلُ ذلِكَ بِغَيْرِهِ واسْمُ الْمَفْعُولِ بِسُكُونِهَا.

وَهُوَ مِدْرَهٌ ومِسْعَرُ حَرْبٍ وحَكِيمٌ وخَبِيرٌ و عَجَزَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا أَسَنَّتْ فَهِىَ عَجُوزٌ و عَقَرتْ قَوْمَها آذَتْهُمْ فَهِىَ عَقْرَى و عَادَ الْبَعِيرُ عَوْداً هَرِمَ فَهُوَ عَوْدٌ و سَقَطَ الوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ فَهُوَ سِقْطٌ مُثَلَّثُ السِّينِ ومَلَكَ عَلَى النَّاسِ فَهُوَ مَلِكٌ وصَقَلَهُ فَهُوَ صَقِيلٌ وجَاءَ طَاعُونٌ و نَاظُورٌ وَسَلَفَ الشَّىءُ إِذَا مَضَى فَهُوَ سَلَفٌ وبَعَلَ إِذَا تَزَوَّجَ [فهو بَعْلٌ وحَلَا الشىءُ ] وَهُوَ حُلْوٌ وَيَأْتِى مِنْ فَعِلَ بِالْكَسْرِ عَلَى فَعِلٍ بِالْكَسْرِ وَعَلَى فَعِيلٍ كَثِيراً نَحْوُ تَعِبَ فَهُوَ تَعِبٌ وحَمِقَ فَهُوَ حَمِقٌ وفَرِحَ فَهُوَ فَرِحٌ ومَرِضَ فَهُوَ مَرِيضٌ وغَنِىَ فهو غَنِىٌّ وجَاءَ أَيْضاً أَوْجَلُ وأَعْرَجُ وأَعْمَى وأَعْمَشُ وأَخْفَشُ وأَبْيضُ وأحْمَرُ وغَيْرُ ذلِكَ مِنَ الْأَلْوَانِ وإِنْ كَانَ بَعْضُ الْأَفْعَال غَيْرَ مُسْتَعْمَلٍ وَجَاءَ أَيْضاً خَرَابٌ وعُرْيَانٌ وسَكْرَانٌ وَهُوَ مُرُّ وجَزُوعٌ و ضَوِىَ الوَلَدُ فهو ضَاوِىّ ويَقِظٌ بِالْكَسْرِ والضَّمِّ وَقَدْ يَأْتِى مِنْ فَعَلَ بِالْفَتْحِ على أَفْعَلَ نَحْوَ شَابَ فَهُوَ أَشْيَبُ و فَاحَ الْوَادِى إِذَا اتَّسَعَ فَهُوَ أَفْيَحُ و بَلَجَ الْحَقُّ فَهُوَ أَبْلَجُ و عَزَبَ الرَّجُلُ فَهُوَ أَعْزَبُ وَحَيْثُ كَانَ الْفَاعِلُ عَلَى أَفْعَلَ لِلْمُذَكَّرِ فَهُوَ للْمُؤَنَّث عَلَى

٣٥٥

فَعْلَاءَ نَحوَ أَحْمَرَ وحَمْرَاءَ.

وَإِنْ كَانَ الْفِعْلُ غَيْرَ ثُلَاثِىٍّ مُجرّدٍ فَيَكُونُ عَلَى أَفْعَلَ نَحْوُ أَكْرَمَ إِكْرَاماً وأَعْلَم إِعْلَاماً وَعَلَى غَيْرِهِ.

فَإِنْ كَانَ عَلَى الْقِسم الثَّانى فَيَأْتِى عَلَى مِنْهَاجٍ وَاحِدٍ وقِيَاسٍ مُطَّرِدٍ نَحْوُ دَحْرَجَ فَهُوَ مُدَحْرِجٌ وسُمِعَ فِى بَعْضِهَا فَعْلَالٌ بِالْفَتْحِ نَحْوُ ضَحْضَاحٍ وَبِالْكَسْرِ نَحْوُ هِمْلَاجٍ وَانْطلَقَ فَهُوَ مُنْطَلِقٌ واسْتَخْرَجَ فَهُوَ مُسْتَخْرِجٌ.

وَإِنْ كَانَ عَلَى أَفْعَلَ فَبَابُهُ أَنْ يَأْتِىَ عَلَى مُفْعِلٍ بِضَمِّ الْمِيمِ وكَسْرِ مَا قَبْل الْآخِر. وَالْمَفْعُولُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ مَا قَبْلَ الْاخِرِ نَحْو أَخْرَجْتُهُ فَأَنَا مُخْرِجٌ وَهُوَ مُخْرَجٌ وأعْتقْتُهُ فَأَنَا مُعْتِقٌ وَهُوَ مُعتَقٌ وأَشَرْتُ إِلَيْهِ فَأَنَا مُشِيرٌ وَهُوَ مُشَارٌ إِلَيْهِ.

وشَذَّ مِنْ أَسْمَاءِ الْفَاعِليْن أَلْفَاظٌ فَبَعْضُهَا جَاءَ عَلَى صِيغَةِ فَاعِل.

إِمَّا اعْتِبَاراً بِالْأَصْلِ وَهُوَ عَدَمُ الزّيَادَةِ نَحْوِ أَوْرَسَ الشَّجَرُ إِذَا أَخْضَرَّ وَرَقُهُ فَهُوَ وَارسٌ وَجَاءَ مُورِسٌ قَلِيلاً و أَمْحَلَ البَلَدُ فَهُوَ مَاحِلٌ و أَمْلَح الْمَاءُ فَهُوَ مَالِحٌ و أَغْضَى اللَّيْلُ فَهُوَ غَاضٍ و مُغْضٍ عَلَى الْأَصْلِ أَيْضاً و أَقْرَبَ الْقَوْمُ إِذَا كَانَتْ إِبلُهُمْ قَوارِبَ فَهُمْ قَارِبُونَ قَالَ ابْنُ القَطَّاعِ وَلَا يُقَالُ مُقرِبُونَ عَلَى الأَصْل.

وَإِمَّا لمِجىءِ لُغَةٍ أُخْرُى فِى فِعْلِهِ وَهِىَ فَعَلَ وَإِنْ كَانَتْ قَلِيلَةَ الاسْتِعْمَال فَيَكُونُ اسْتعْمَالُ اسْمِ الْفَاعِل مَعَهَا مِنْ بَابِ تَدَاخُل اللّغَتْين نَحْوُ أَيْفَع الغُلَامُ فَهُوَ يَافِعُ فَإِنَّهُ مِنْ يَفَعَ وَأَعْشَبَ المَكَانُ فَهُوَ عَاشِبٌ فإنّهُ مِنْ عَشَبَ.

وأَشَارَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّ ذلِكَ لَيْسَ بِاسْمِ فَاعِل لِلْفِعْلِ الْمذكُور مَعَهُ بَلْ هُوَ نِسْبَةً إِضَافِيَّةٌ بِمَعْنَى ذُو الشَّىءِ فَقُولُهُمْ أَمْحَلَ البَلَدُ فَهُوَ مَاحِلٌ أَىْ ذُو مَحْلٍ وأعْشَبَ فَهُوَ عَاشِبٌ أَىْ ذُو عُشْب كَمَا يُقَالُ رَجُل لَابِنٌ و تَامرٌ أَىْ ذُو لَبَنٍ وذُوتَمْرٍ.

وَبَعْضُهَا جَاءَ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ لِأَنَّ فِيهِ مَعْنَى الْمَفْعُوليّة نَحْوُ أَحْصَنَ الرَّجُلُ فَهُوَ مُحْصَنٌ إِذَا تَزَوَّجَ وجَاءَ الْكَسْرُ عَلَى الْأَصْلِ و أَلْفَجَ بِمَعْنَى أَفْلَسَ فَهُوَ مُلْفَجٌ وسُمِعَ أُلْفِجَ مَبْنِياً لِلْمَفْعُولِ وعَلَى هذَا فَلَا شُذُوذَ و أَسْهَبَ إِذَا أَكْثَرَ كَلَامَهُ فَهُوَ مُسْهَبٌ لِأَنَّهُ كَالْعَيْبِ فِيهِ وأَمَّا أَسْهَبَ إِذَا كَانَ فَصِيحاً فَاسْمُ الْفَاعِل عَلَى الْأَصْلِ و أعَمَ و أخْوَلَ إِذَا كَثُرَتْ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ فَهُوَ مُعَمٌ و مُخْوَلٌ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ أُعِمَ و أُخْوِلَ بِالْبِنَاءِ فِيهمَا لِلْمَفْعُول فَعَلَى هذَا لَيْسَا مِنَ الْبَابِ و أَحْصَنَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ إِذَا أَعَفَّهَا و أَحْصَنَتْهُ إِذَا أَعَفَّتْهُ وَاسْمُ الْفَاعِلِ والْمَفْعُولِ عَلَى الأَصْلِ أَيْضاً و أَوْقَرتِ النَّخْلَةُ إِذَا كَثُر حَمْلُها فَهِىَ مُوَقَّرَة بِالْفَتْحِ والْكَسْرِ و أَنْتَجَتِ الفَرَسُ إِذَا اسْتَبَان حَمْلُهَا فَهِىَ نَتُوجٌ وَلَا يُقَالُ مُنْتِجٌ عَلَى الْأَصْل قَالَهُ الْأَزْهَرىُّ و أَجْنَبَ فَهُوَ جُنُبٌ و أَرْمَلَ إِذَا لَمْ يَبْقَ مَعَهُ زَادٌ فَهُوَ أَرْمَلُ و أَرْمَلتِ الْمَرْأَةُ فَهِىَ أَرْمَلَةٌ و أَسْمَعَهُ فَهُوَ سَمِيعٌ وَشَذَّ مِنْ أَسْمَاءِ الْمَفْعُولِينَ أَلْفَاظٌ نَحْوُ أَجَنَّهُ اللهُ فَهُوَ مَجْنون و أَحَمَّه فَهُوَ مَحْمُومٌ و أَزْكَمَهُ فَهُوَ مَزْكُومٌ و أَسَلَّهُ فَهُوَ مَسْلُولٌ ونَحْوُ ذَلِكَ.

قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَجْهُ ذلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ فِى هَذَا كُلِّهِ قَدْ فُعِلَ بِغَيْرِ أَلِفٍ ثُمَّ بُنِى مَفْعُولٌ عَلَى فُعِلَ وَإِلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ.

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ أَيْضاً مَجْنُونٌ ومَزْكُومٌ ومَحْزُونٌ ومَكْزُوزٌ ومَقْرُورٌ مِنَ القُرِّ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ قَدْ زُكِمَ وجُنَّ.

وحَكَى السَّرَقُسْطِىُ أَبْرَزْتُهُ إِذَا أَظْهَرْتَهُ فَهُوَ مَبْرُوزٌ قَالَ وَلَا يُقَالُ بَرَزْتُهُ بِغَيْرِ أَلِفٍ و أَعَلَّهُ ( وممّا جاء الأسم منه على فاعل ومُفْعِل أمحل البلد فهو ماحل وممحل وأعشب البلد فهو عاشب ومعشب ). اللهُ فَعُلَّ فَهُوَ عَلِيلٌ وَرُبَّمَا جَاءَ مَعْلُولٌ ومَسْقُومٌ قَلِيلاً.

ويَقْرُبُ مِنْ هذَا الْبَابِ أضْعَفَهُ اللهُ فَهُوَ ضَعِيفٌ وَأَكْثَرَ الرَّجُلُ كَلَامَهُ فَهُوَ كَثِيرٌ وَأَغْنَاهُ اللهُ فَهُو غَنِىٌّ و أَعْمَاهُ فَهُوَ أعْمَى و أبْرَصَه فَهُوَ أَبْرَص وَالتَّقْدِيرُ أَضْعَفَهُ اللهُ فَضَعُفَ فَهُوَ ضَعِيفَ و أَسَامَ الرّاعي الْمَاشِيَةَ فَهِىَ سَائِمَةٌ.

( فصل ) ويُبْنَى من أُفْعِلَ عَلَى صِيغَةِ الْمَفْعُولِ مُفْعَلٌ لِلْمَصْدَرِ والزَّمَانِ والْمَكَانِ يُقَالُ هذَا مُعْلَمُهُ أَىْ إِعْلامُهُ ومَوْضِعُ إِعْلَامِهِ وزَمَانُهُ وَهذَا مُخْرَجُهُ أَىْ إِخْرَاجُهُ وَمَوْضِعُ إِخْرَاجِهِ وزَمَانُهُ وهذَا مُهَلُّهُ أَىْ إِهْلَالُهُ ومَوْضِعُ إِهْلَالِهِ وَزَمَانُهُ. وَكَذلِكَ يُبْنَى مِنَ الخُمَاسِىِّ والسُّدَاسِىِّ عَلَى صِيغَةِ اسْمِ الْمَفْعُولِ لِلْمَصْدَر والزَّمَان والْمَكَانِ نَحْوُ هَذا مُنْطَلَقُهُ وَمُسْتَخْرَجُهُ وشذَّ مِن ذلِكَ المَأْوَى مِنْ آويتُ بالمدّ لم يُسْمَعُ فيهِ الضَّمُّ و الْمُصْبَحُ و الْمُمْسَى مُوضعِ الْإصْبَاحِ والْإِمْسَاءِ وَلِوَقْتِهِ و الْمُخْدَع من أخدعته إذا أَخْفَيْتَهُ فَفِى هذِهِ الثَلَاثَةَ الضَمُّ عَلَى الأَصل والْفَتْحُ بِنَاءَ عَلَى الفِعْلِ قَبْل زيادتِه و أَجْزأْت عَنْك مَجْزَأَ فُلَانٍ بِالْوَجْهَيْنِ.

( فصل ) وأمَّا المصادرُ مِنْ أَفْعَلَ فَتَأْتى عَلَى إفْعال بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ فَرْقاً بَيْنَ الْمَصْدَرِ والْجَمْعِ نحو أَكْرَمَ إِكْرَاماً وأعْلَمَ إعْلَامُا وَإِذَا أَرَدْت الْوَاحِدَةَ مِنْ هذِهِ الْمَصَادِرِ أدْخَلْتَ الْهَاءَ وقُلْتَ إِدْخَالَةً وإِخْرَاجَةً وإِكْرَامَةً وَكَذلِكَ فِى الخُمَاسِىّ والسُّدَاسىّ كَمَا يُقَالُ فِى الثُّلَاثِىِّ قَعْدَةٌ وضَرْبَةٌ.

وَأَمَّا الْمُعْتَلُّ الْعَيْنِ فَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْمَحْذُوفِ قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ إِذَا كَانَ الفِعْلُ مُعْتَلَّ العَيْنِ فَمَصْدَرُهُ بِالْهَاءِ نَحْوُ الْإِقَامَةِ والإِضَاعَةِ جَعَلُوهَا عِوَضاً مِمَّا سَقَطَ مِنْهَا وَهُوَ الْوَاوُ مِنْ قَامَ وَالْيَاءُ مِنْ ضَاعَ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ الْهَاءَ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى ( وَإِقامَ الصَّلاةِ ) وكُلٌّ حَسَنٌ. وَمِنَ العُلَمَاءِ مَنْ لَا يُجِيزُ حَذْفَ الْهَاءِ إِلَّا مَعَ الْإِضَافةِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ إِنَّمَا حُذِفَتَ الْهَاءُ مِنْ ( وَإِقامَ الصَّلاةِ ) لِلِازْدِوَاجِ كَما ثَبَتَتِ الْهَاءُ فِى الْمُذَكَّر لِلازدِوَاجِ

٣٥٦

نَحْوُ ( لِكُلِّ ساقِطَةٍ لَاقطةُ ) والْأَصْلُ لَاقِطُ فَلَوْ أُفْرِدَ وَجَبَ الرُّجُوعُ إِلَى الأَصْلِ.

وقَوْلُهُ تَعَالَى ( وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً ) قيل هُو مَصْدَر لمِطاوِعِ مَحذُوفٍ وَالتَّقْدِيرُ فنَبَتُّمْ نَبَاتاً.

وقيل وُضِع مَوضِعَ مَصْدَر الرُّبَاعِىِّ لِقُرْبِ الْمَعْنَى كَمَا يُقَالُ قَامَ انْتِصَاباً وَقِيلَ هُوَ اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ وَهذَا مُوَافِقٌ لِقَوْلِ الْأَزْهَرِىّ فَإِنَّهُ قَالَ كُلُّ مَصْدَر يَكُونُ لِأَفْعَلَ فَاسْمُ الْمَصْدَرِ فَعَالٌ نَحْوُ أَفَاقَ فَوَاقاً وأصَابَ صَوَاباً وأجَابَ جَوَاباً أُقِيمَ الاسْمُ مُقَامُ الْمَصْدَرِ وأَمَّا الطَّاعَةُ والطَّاقَةُ ونَحْوُ ذلِكَ فَأَسْمَاءٌ لِلْمَصَادِرِ أَيْضاً فَإِنْ أَرَدْتَ الْمَصْدَرَ قُلْتَ إِطَاعَةً بِالْأَلِفِ وَنَحْوَ ذلكَ.

( فصل ) الثُّلَاثِىُّ الْمُجَرَّدُ لَيْسَ لِمَصْدَرِهِ قِيَاسٌ يَنْتَهِى إِلَيْهِ بَلْ أَبْنِيَتُهُ مَوْقُوفَةٌ عَلَى السَّمَاعِ قَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ أَوْ الاسْتِحْسَانِ وحُكِىَ عَنِ الفَرَّاءِ كُلُّ مَا كَانَ مِنَ الثُّلَاثِىِّ مُتَعَدِّياً فَالفَعْلُ بِالْفَتْحِ والفُعُولُ جَائِزَانِ فِى مَصْدَرِهِ لِأَنَّهُمَا أُخْتَانِ.

وَقَالَ الْفَارَابِىُّ قَالَ الفَرَّاءُ بَابُ فَعَلَ بِالْفَتْحِ يَفْعُلُ بِالضَّمِ أَو الْكَسْرِ إِذَا لم يُسْمَع لَهُ مَصْدَرٌ فَاجْعَلْ مَصْدَرَهُ عَلَى الفَعْلِ أو الفُعُولِ ( الفَعْلُ ) لأَهْلِ الْحِجَازِ و ( الفُعُولُ ) لِأَهْلِ نَجْدٍ وَيَكُونُ الفَعْلُ لِلْمُتَعَدِّىِ والفُعُولُ لِلَّازِمِ وَقَدْ يَشْتَرِكَانِ نَحْوُ عَبَرْتُ النَّهْرَ عَبْراً وعُبُوراً وسَكَتَ سَكْتاً وسُكُوتاً وَرُبَّمَا جَاءَ الْمَصْدَرُ عَلَى بِنَاءِ الاسْمِ بِضَمِّ الْفَاءِ وكَسْرِهَا نَحْوُ الغُسْلِ والْعِلْمِ.

( فصل ) إِذَا جُمِعَ الاسْمُ الثُّلَاثِىُّ عَلَى أَفْعَال فَهَمْزَتُهُ مَفْتُوحَةٌ نَحْوُ سِنٍّ وأَسْنَانٍ ونَهْر وأَنْهَارٍ وقُفْلٍ وأَقْفَالٍ ورُطَبٍ وأَرْطَاب وعِنَبِ وأَعْنَابٍ. وكَبِدٍ وأَكْبَادٍ وَنَحْوِ ذلِكَ.

( فصل ) إِذَا جُعِلَ الْمَفْعَلُ مَكَاناً فَتَحْتَ الْمِيمَ ( فَالمَقْطَعُ ) اسْمٌ لِلْمَوْضِعِ الَّذِى يُقْطَعُ فِيهِ و ( الْمَقَصُ ) لِلْمَوْضِعِ الَّذِى يُقَصُّ فِيهِ و ( الْمَفْتَحُ ) لِلْمَوْضِعِ الَّذِى يُفْتَحُ فِيهِ وَإِنْ جَعَلْتَهُ أَدَاةً كَسَرْتَ الْمِيمَ ( فالمِقْطَعُ ) ما يُقْطَع بِهِ و ( المِقَصُ ) ما يُقَصُّ بِهِ وَكَذلِكَ كُلُّ اسْمِ آلَةٍ فَهُوَ مَكْسُورُ الْأَوَّلِ نَحْوُ المِخَدَّةِ والمِلْحَفَةِ والمِقْلَمِ وَالمِرْوَحَةِ والْمِيثَرَةِ والمِكْنَسَةِ والمِقْوَدِ وَشَذَّ مِنْ ذلِكَ أحْرُفٌ جَاءَتْ بِالضَّمِّ نَحْوُ المُسْعُطِ والمُنْخُل والمُشْطِ والمُدُقّ والمُدْهُن والْمُكْحُلةِ والْمُحْرُضةِ والْمُنْضُل والْمُلَاءَةِ والْمُغْزُل فى لُغَةٍ وشَذَّ بِالْفَتْحِ المَنَارَةُ والمَنْقَلُ للْخُفِّ ومَحْمَلُ الْحَاجّ فى لُغَةٍ.

( فصل ) وَجَاءَ ( فُعَالٌ ) و ( فُعَالَةٌ ) بِالضَّمِّ كَثِيراً فِيمَا هُوَ فَضْلَةٌ وَفِيمَا يُرْفَضُ ويُلْقَى نَحْوُ الفُتَاتِ والنُّحَاتَةِ والنُّخَاعَةِ والنُّخَامَةِ والبُصَاقِ والنُّخَالَةِ و القُوَارَةِ وَهُوَ اسْمٌ لما وَقَعَ عنْدَ التَّقْوِيرِ و خُثَارةِ الشَّىءِ وَهُوَ مَا يَبْقَى مِنْهُ و الخُمَارِ وَهُوَ بَقِيَّةُ السُّكْرِ والرُّفَاتِ والحُطَامِ والرُّذَالِ وقُلامَةِ الظُّفْرِ والكُسَاحَةِ والكُنَاسَةِ والسُّبَاطَةِ والقُمَامَةِ والزّبَالَةِ و النُّفَايَةِ وَهُوَ ما نُفِىَ بَعْدَ الاخْتِبَارِ وأما النُّقَاوَةُ وَهُوَ الْمُخْتَارُ فَإِنَّمَا بُنِى عَلَى الضَّمِّ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْبَابِ حَمْلاً عَلَى ضِدِّهِ لِأَنَّهُمْ قَدْ يَحْمِلُونَ الشَّىءَ عَلَى ضِدِّهِ كَمَا يَحْمِلُونَهُ عَلَى نَظِيرِهِ وَأَحْسَنُ مَا يَكُونُ ذلِكَ فى الشِّعْرِ وفُعَالٌ بِالضَّمِّ فِى الْأَصْوَاتِ كالصُّرَاخِ وشَذَّ بِالْفَتْحِ الغَوَاثُ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَغَاثَ وشَذَّ بِالْكَسْرِ الغِنَاءُ.

( فصل ) الْجَمْعُ قِسْمَانِ جَمْعُ قِلَّةٍ وجَمْعُ كَثْرةٍ فَجَمْعُ القِلَّةِ قِيلَ خَمْسَةُ أَبْنِيَةٍ جُمِعَتْ أَرْبَعَةٌ مِنْهَا فِى قوْلِهمْ :

بأَفْعُلٍ وَبِأَفْعَالٍ وأَفْعِلَةٍ

وفِعْلَةٍ يُعْرَف الأَدْنَى مِنَ العَدَدِ

والْخَامِسُ جَمْعُ السَّلَامَةِ مُذَكَّرُهُ ومُؤَنَّثُهُ وَيُقَالُ إِنَّهُ مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ وَذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ السَّراجِ كَمَا سَتَعْرِفُهُ مِنْ بَعْدُ وَعَلَيْه قَوْلُ حَسَّانَ :

لَنَا الجَفَنَاتُ الغُرُّ يَلْمَعْنَ فى الضُّحَى

وأَسْيَافُنَا يَقْطُرٌنَ مِن نَجْدَةٍ دَما

وَيُحْكَى أَنَّ النَّابِغَةَ لَمَّا سَمِعَ الْبَيْتَ قَالَ لِحَسَّانَ قَلَّلْتَ جفَانَكَ وسُيُوفَكَ وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّ جَمْعَىِ السَّلَامَةِ كَثْرَةٌ قَالُوا وَلَمْ يَثْبُتِ النَّقْلُ عَنِ النَّابِغَةِ وَعَلَى تَقْدِيرِ الصِّحَّةِ فَالشَّاعِرُ وَضَعَ أَحَدَ الْجَمْعَيْنِ مَوْضِعَ الآخَرِ لِلضَّرُورَةِ وَلَمْ يُرِدْ بِهِ التَّقْلِيلَ.

وَقِيلَ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْقَلِيلِ والْكَثِيرِ وَهذَا أَصَحُّ مِنْ حَيْثُ السَّمَاعُ.

قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِىِّ كُلُّ اسْمٍ مُؤَنَّثٍ يُجْمَعُ بِالْأَلِفِ والتَّاءِ فَهُوَ جَمْعُ قِلَّةٍ نَحْوُ الْهِنْدَاتِ والزَّيْنَبَاتِ وَرُبَّمَا كَانَ لِلْكَثِيرِ وأَنْشَدَ بَيْتَ حَسَّانَ.

وَقَالَ ابْنُ خَرُوفٍ جَمْعاً السَّلَامَةِ مُشْتَرِكَانِ بَيْنَ الْقَلِيل والْكَثِيرِ وَيُؤَيِّدُ هذَا الْقَوْلَ قَوْلهُ تَعَالَى ( وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ ). الْمُرَادُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَهِىَ قَلِيلٌ وَقَالَ ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ ) وَهذِهِ كَثِيرَةٌ.

وَقِيلَ اسْمُ الجِنْسِ وَهُوَ مَا بَيْنَ وَاحِدِهِ وجَمْعِهِ الْهَاءُ وكَذلِكَ اسْمُ الجَمْعِ نَحْوُ قَوْمٍ ورَهْطٍ مِنْ جُمُوعِ الْقِلَّةِ.

وَبَعْضُهُمْ يُسْقِطُ فِعْلَةً مِنْ جُمُوعِ القِلَّةِ لِأَنَّهَا لَا تَنْقَاسُ وَلَا تُوجَدُ إِلَّا فِى أَلْفَاظٍ قَلِيلَةٍ نَحْوُ غِلْمَةٍ وصِبْيَةٍ وفِتْيَةٍ.

وَهذَا كُلُّهُ إِذَا كَانَ الاسْمُ ثُلاثِيًّا وَلَهُ صِيغَةُ الْجَمْعَيْنِ.

فَأَمَّا إِذَا كَانَ زَائِداً عَلَى الثَّلَاثَةِ نَحْوُ دَرَاهِمَ ودَنَانِيرَ أَوْ ثُلَاثِيًّا وَلَيْسَ لَهُ إِلَّا جَمْعٌ وَاحِدٌ نَحْوُ أَسْبابٍ وكُتُبٍ فَجَمْعُهُ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْقَلِيلِ والْكَثِيرِ. لِأَنَّ صِيغَتَه قَدِ استُعْمِلَتْ فِى الجَمْعَيْنِ اسْتِعْمَالاً وَاحِداً وَلَا نَصَّ أَنَّهُ حَقِيقَةٌ فِى أَحَدِهِمَا مَجَازٌ فِى الْآخَرِ وَلَا وَجْهَ لِتَرْجِيح أَحَدِ الْجَانِبَيْنِ مِنْ غَيْرِ مُرَجِّحٍ فَوَجَبَ الْقَوْلُ بِالاشْتِرَاكِ وَلِأَنَّ اللَّفْظَ إِذَا أُطْلِقَ فِيمَا لَهُ جَمْعٌ وَاحِدٌ نَحْوُ دَرَاهِمَ وَأَثْوَابٍ

٣٥٧

توَقَّفَ الذِّهْنُ فِى حَمْلِهِ عَلَى الْقَلِيلِ والْكَثِيرِ حَتَّى يَحْسُنَ السُّؤَالُ عَنِ الْقِلَّةِ وَالْكَثْرَةِ وَهذَا مِنْ عَلَامَاتِ الْحَقِيقَةِ وَلَوْ كَانَ حَقِيقَةً فِى أَحَدِهِمَا مَجَازاً فِى الآخَرِ لتَبَادَرَ الذِّهْنُ إِلَى الْحَقِيقَةِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ وَقَدْ نَصُّوا عَلَى ذلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ فَقَالُوا ويُجمَع فِعْلٌ عَلَى أَفْعُلٍ نَحْوُ رِجْلٍ تُجمَع عَلَى أَرْجُلِ وَيَكُونُ لِلْقَلِيل وَالْكَثِيرِ وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ وَقَدْ يَجِئُ أَفْعَالٌ فِى الْكَثْرَةِ قَالُوا قَتَبٌ وأَقْتَابٌ ورَسَنٌ وَأَرْسَان والْمُرَادُ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فى الْكَثْرَةِ كَمَا اسْتُعْمِلَ فِى القِلَةِ.

وَأَمَّا إِذَا كَانَ لَهُ جَمْعَانِ نَحْو أَفْلَسٍ وفلوسِ فَههُنَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ وُضِع أَحَدُ الْجَمْعَيْن مَوْضِعِ الآخَر.

وَأَمَّا مَا لَهُ جَمْعٌ وَاحِدٌ فَلَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ ذلِكَ إِذْ لَيْسَ لَهُ جَمْعَانِ وُضِعَ أحَدُهُمَا مَوْضِعَ الْآخَرِ بَلْ يُقَالُ فِيهِ إِنَّهُ هُنَا جَمْعُ قِلَّةٍ أَوْ كَثْرَةٍ.

ثُمَّ جَمْعُ القِلَّةِ مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَى عَشَرَةٍ وَجَمْعُ الْكَثْرَةِ مِنْ أَحَدَ عَشَرَ إِلَى مَا فَوْقَهُ قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ مِنْ أَبْنِيَةِ الجُمُوعِ ما بُنِى لِلْأَقَلّ مِنَ العَدَدِ وَهُوَ الْعَشَرَةُ فَمَا دُونَهَا وَمِنْهَا مَا بُنِىَ لِلْكَثْرَةِ وَهُوَ مَا جَاوَزَ الْعَشَرَةَ فَمِنْهَا مَا يُسْتَعْمَلُ فِى غَيْرِ بَابِهِ وَمِنْهَا ما يُقْتَصَرُ فِيهِ عَلَى بِنَاءِ الْقَليلِ فِى الْقَلِيلِ والْكَثِيرِ وَمِنْهَا ما يُسْتَغْنَى فِيهِ بِالْكَثِيرِ عَنِ الْقَلِيلِ فَالَّذِى يُسْتَغْنَى فِيهِ بِبِنَاءِ الْأَقَلِّ عَنِ الْأَكْثَرِ نَجِدُهُ كَثِيراً وَالاسْتِغْنَاءُ بِالْكَثِيرِ عَنِ الْقَلِيلِ نَحْوُ ثَلَاثَةُ شُسُوعٍ وَثَلَاثَةُ قُرُوء.

قَالَ و ( فَعْلٌ ) بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ إِذَا جَاوَزَ الْعَشَرَةَ فَإِنَّهُ يَجِئُ عَلَى فُعُولٍ نَحْوُ نَسْرٍ ونُسورٍ والْمُضَاعَفُ مِثْلَهُ قَالُوا صَكٌّ وصُكُوكٌ وبَنَاتُ الْوَاوِ والْيَاءِ كَذلِكَ قَالُوا دُلِىٌّ وثُدِىٌّ وَفِى كَلَامِ بَعْضِهِمْ مَا يَدَلُّ عَلَى أَنَّ جَمْعَ الْكَثْرَةِ إِذَا وَقَعَ تَمْيِيزاً لِلْعَدَدِ نَحْوُ خَمْسَةِ فُلُوسٍ وثَلَاثَةُ قُرُوء عَلَى بَابِهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ وَضْعِ أحَدِ الْجَمْعَيْنِ مَوْضِعَ الآخَرِ بَل التَّقْدِير خَمْسه مِنْ هذَا الجِنْسِ وَثَلَاثَةٌ مِنْ قُرُوءٍ ونَحْوُ ذلِكَ لِأَنَّ الْجِنْسَ لا يُجْمَعُ فِى الْحَقِيقَةِ وَإِنَّمَا تُجْمَعُ أَصْنَافُهُ ( والْجَمْعُ ) يَكُونُ فِى ( الْأَعْيَانِ ) كَالزَّيْدِينَ وَفِى ( أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ ) إِذَا اخْتَلَفَتْ أَنْوَاعُهَا كَالْأَرْطَابِ والْأَعْنَابِ والْأَلْبَانِ واللُّحُومِ وَفِى ( الْمَعَانِى ) الْمُخْتَلِفَةِ كالعُلُومِ والظُّنُونِ.

( فَصْلٌ ) إِذَا جُمِعَتْ ( فُعْلَةٌ ) بِضَمِّ الْفَاءِ وسُكُونِ الْعَيْنِ بِالْأَلِفِ والتَّاءِ ( فَإِنْ كَانَتْ صِفَةً ) فَالْعَيْنُ سَاكِنَةٌ فِى الْجَمْعِ أَيْضاً نَحْوُ حُلْوَات و مُرَّاتٍ لِأَنَّ الصِّفَةَ شَبِيهَةٌ بِالْفِعْلِ فِى الثِّقَلِ لتَحَمُّلِهَا الضَّمِيرَ فَيُنَاسِبُ التَّخْفِيفُ وَإِنْ كَانَتِ اسماً فَتُضَمَّ الْعَيْنُ لِلْإتْبَاعِ وتَبْقَى سَاكِنَةٌ عَلَى لَفْظِ الْمُفْرَدِ نَحْوُ غُرُفَاتٍ و حُجُراتٍ وأمَّا فَتْحُ الْعَيْنِ فِى نَحْوِ غُرَفَاتٍ و حُجَرَاتٍ فَقِيل جُمِعَ غُرَفٌ و حُجَرٌ عَلَى لَفْظِهَا فَيَكُونُ جَمْعَ الْجَمْعِ وَقِيلَ جُمِعَ الْمُفْرَدُ وَالْفَتْحُ تَخْفِيفٌ.

وَعَلَيْهِ قَوْلُ ابْنِ السَّرَّاج ويُجْمَع فُعْلَةٌ بِالضَّمِ على فُعُلاتٍ بِضَمّ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ نَحْوُ رُكْبَةٍ ورُكُباتِ وغُرْفَةٍ وغُرُفَات.

وَمِنْ الْعَرَبِ مَنْ يَفْتَحُ الْعَيْنَ فَيَقُولُ رُكَبَاتٌ وغُرَفَاتٌ وجَمْعُ الكَثْرَةِ غُرَفٌ ورُكَبٌ قَالَ وبَنَاتُ الْوَاوِ كَذلِكَ مِثْلُ خُطُوَةٍ وخُطُوَاتٍ وَجَاءَ خُطّى وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكِّنُ فَيَقُولُ خُطْوَاتٌ وغُرْفَاتٌ جَرْياً عَلَى لَفْظِ الْمُفْرَدِ.

وَإِنْ جَمَعْتَ بِغَيْرِ أَلِفِ وَتَاءٍ فَبَابُهَا فُعَلٌ نَحْوُ غُرْفَةٍ وغُرَفٍ وسُنَّةٍ وسُنَنٍ وشَذَّ مِنْ ذلِكَ امْرَأَةٌ حُرَّة ونِسَاءُ حَرَائِر وشَجَرَة مُرَّهٌ وشَجَرٌ مَرَائِرٌ فَجَاءَ الجَمْعُ عَلَى فَعَائلَ قَالَ السّهيْلىُّ وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا وَوَجْهُ ذلِكَ أَنَّ الحُرّةَ هىَ الكَرِيمَة والعَقيلَةُ عِنْدَهُمْ فَحُمِلَتْ فِى الْجَمْعِ عَلَى مُرَادِفِهَا والْمُرَّةُ عِنْدَهُمْ بِمَعْنَى خَبيثَةٍ فَحُمِلَتْ فِى الجَمْعِ عَلَى مُرادِفِهَا أَيْضاً وَشَذَّ أَيْضاً مَجِيئهَا عَلَى فِعَالِ نَحْوُ ظلَّةِ وظِلَالٍ وقُلَّةٍ وقِلَال ورُفْقَةٍ ورِفَاق.

وَأَمَّا فَعْلَةُ بِالْفَتْحِ فَتُسَكَّنُ فى الصِّفَةِ أَيْضاً نَحْوُ ضَحْمَاتِ وصَعْبَاتٍ وتُفْتَحُ فِى الاسْمُ نَحْوُ سَجَدَاتٍ وَرَكَعَاتٍ هَذَا إِذَا كَانَتْ سَالِمَةُ فَإِنِ اعْتلَّت عَيْنُها بِالْوَاوِ والْيَاءِ نَحْوُ ( عَوْراتٍ ) و بَيْضَاتٍ فَالسُّكُونُ عَلَى الْأَشْهَرِ وَبِهِ قَرَأَ السَّبْعَة لِثقَل الْحَرَكَةِ عَلَى حَرْفِ العِلَّةِ وَلِأَنَّ تَحْرِيكَهُ وانْفِتَاحَ مَا قَبْلَهُ سَبَبُ لِقَلْبِهِ أَلِفاً وَبَنُو هذَيل تَفْتَحُ عَلَى قِيَاسِ الْبَابِ وَلَا يُعَلُّ لِأَنَّ الْجَمْعَ عَارِضُ وَالْأَصْلُ لَا يُعْتَدُّ بِالْعَارِضِ وَإِن اعْتَلُ لَامُهَا كالشَّهَوَاتِ فَالْفَتْحُ أَيْضاً عَلَى قِيَاسِ الْبَابِ وَبِهِ جَاءَ الْقُرآن قَالَ ( أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ ) وَقَالَ ( لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ ) وبعضُ الْعربِ يَسْكَن العَينَ لِلتَخْفِيف.

وكَثُرَ فِيهَا فِعَالُ بِالْكَسْر نَحْوُ كلْبةٍ وكلاب وبَغْلةٍ وبغَالٍ وظبْيَة وظَباءِ وجَاءَ ضحْوَة وضُحى وقَرْيَةٌ وقُرّى وَنوبَةٌ ونُوْبٌ وجَذْوَة وجَذّى ودَوْلَةٌ ودُوَلٌ وقَصْعَةٌ وقِصَعٌ وبَدْرَة وبِدَرٌ.

وَأَمَّا الْمُضَاعَفُ فعلى لفظِ وَاحِدَة نَحوُ مَرَّةٍ ومَرَّاتٍ وعَمَّةٍ وعَمَّاتٍ وشَذَّ مِنْ ذلِكَ ضَرَّة و ضَرَائِرُ كَأَنَّهَا فِى الْأَصْلِ جَمْعُ ضَرِيرَةٍ وَجَاءَ جَنَّةٌ و جِنَانٌ.

وأَمَّا فِعْلَةٌ بِالْكَسْرِ فَبَابُها فِعَلٌ فِى الْكَثِيرِ نَحْوُ سِدَرٍ و جِزًى وفِعْلاتٌ بِالتَّاءِ فِى الْقَلِيلِ وَقَدِ اسْتُعْمِلَ فِعَلٌ فِى الْقَلِيلِ لِقِلَّةِ التَّاءِ فِى هذَا الْبَابِ وَإِذَا جُمِعَ بِالْأَلِفِ والتَّاءِ فُتِحَتِ الْعَيْنُ وَفِى لُغَةٍ تُكْسَرُ لِلْإِتْباعِ وَفِى لُغَةٍ تُسَكَّنْ لِلتَّخْفِيفِ نَحْوُ سِدْرَةٍ و سِدْراتٍ وَجَاءَ جِذْوَةٌ وجِذًى وحِلْية وحِلًى ونِعْمَةٌ ونِعَمٌ ورِبْقَةٌ وربَاقٌ وتِيْنَةٌ وتِيْنٌ وَلَمْ يُجْمَع الْمُعْتلُّ بِالتَّاءِ إِلَّا عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ سِدْرَاتٌ بِالسُّكُونِ فَيَقُولُ جِزْيَاتٌ بِالسُّكُونِ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ ولْحِيَاتٌ

٣٥٨

وريْباتٌ وقِيْماتٌ ورِشْوَاتٌ.

( فَصْلٌ ) كُلَّ اسْمٍ ثُلَاثِىِّ عَلَى ( فُعْلٍ ) بِضَمِّ الْفَاءِ وَسُكونِ الْعَيْنِ.

فبَنُو أَسَدٍ يَضُمُّونَ العَيْن إِتْبَاعاً لِلْأَوَّلِ نَحْوُ عُسُرٍ ويُسُرٍ.

وَإِنْ كَانَ بِضَمَّتَيْنِ فَبَنُو تَمِيمٍ يُسَكِّنُونَ تَخْفِيفاً نَحْوُ عُنْقٍ وطُنْبٍ ورُسْلٍ وكُتْبٍ إِلَّا فِى نَحْوِ سُرُر وذُلُلٍ لِأَنَّ السُّكُونَ يُؤَدِّى إِلَى الْإِدغام فَتَخْتَلُّ دَلَالَةُ الْجَمْع.

وَبَعْضُ بَنِى تَمِيمٍ يُخَفِّفُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ فَيَقُولُ سُرَرٌ وذُلَلٌ.

وَطَرَدَ بَعْضُ الْأَئِمَةٍ ذَلِكَ فِى الصِّفَاتِ أَيْضاً فَيَقُولُ ثِيَابٌ جُدَدٌ وَالْأَصْلُ جُدُدٌ بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ جَدِيدٍ ومَنَعَهُ الْأَكْثَرُونَ لِأَنَّ الانْتِقَالِ مِنْ حَركَةٍ إِلَى حَرَكَةٍ رُبَّما كَانَ أَثْقَلَ مِنْ الْأَصْلِ وَلِأَنَّ الصِّفَةَ قَلِيلَةٌ والشَّىءُ إِذَا قَلَّ قَلَّ التَّصَرُّفُ فِيهِ وَإِذَا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ ثَقُلَ فَيُنَاسِبُهُ التَّخْفِيفُ.

( فَصْلٌ ) يَجِىءُ اسْمُ الْمَفْعُولِ بِمَعنَى الْمَصْدَرِ نَحْوُ الْمُشْترَى وَالْمَعْقُول و الْمَنْقُول و الْمُكْرَمِ بِمَعْنَى الشِّرَاءِ والعَقْلِ والنَّقْلِ والْإِكْرَامِ وَيُقَالُ أَنْظِرْهُ مِنْ مَعْسُورِهِ إِلَى مَيْسُورِهِ أَىْ مِنْ عُسْرِهِ إِلى يُسْرِهِ قَالَ شَيْخُنَا أَبُو حَيَّانَ أَبْقَاهُ اللهُ تَعَالَى ويَأْتِى اسْمُ الْمَصْدَرِ والزَّمَانُ والْمَكَانُ مِنَ الْفِعْلِ الْمَزِيدِ أَيْضاً كَاسْمِ مَفْعُولِهِ فُمَكْرَمٌ يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ مَصْدَراً وظَرْفَ زَمَانٍ ومَكَانٍ ( وَمَزَّقْناهُمْ كُلَ مُمَزَّقٍ ) أَىْ كُلَّ تَمْزِيقٍ وَهُوَ مُطَّرِدٌ قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ اسْمُ مَفْعُولٍ بِأَنْ كَانَ لَازِماً جُعِلَ كَأَنَّهُ مُتَعَدِّ وبُنِى مِنْهُ اسْمُ الْمَفْعُولِ نَحْوُ اغْدَوْدَنَ البَعيرُ مُغْدَوْدَناً أَىِ اغْدِيدَاناً وَقَالَ ابْنُ بَابِشَاذَ كُلُّ فِعْلٍ أَشْكَلَ عَلَيْكَ مَصْدَرُه فَابْنِ الْمَفْعَلَ مِنْهُ بِفَتْح الْمِيم فِى الثَّلَاثى وضَمِّهَا فى الرُّبَاعِىِّ وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَحُكْمُ مَصْدَرِهِ حُكْمُ اسْمِ مَفْعُولِهِ وَإِنَّمَا يَخْتَلِفُ الحُكْمُ فِى تَقْدِيرِهِ لَا فِى لَفْظِهِ وَفِى التَّنْزِيلِ ( وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ ) أَىِ ازْدِجَارٌ ( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) أَىْ إِدْخَالَ صِدْقٍ وَإِخْرَاجَ صِدْقٍ وَقَالَ ( بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) أَى الفِتْنَةُ وَقَالَ الشَّاعِرُ :

ألم تَعْلَمْ مُسَرِّحِىَ القَوَافِى

أَىْ تَسْرِيحِىَ وَقَالَ زُهَيرٌ :

وذُبْيَانَ هَلْ أقْسَمْتُمُ كُلَ مُقْسَمِ

أَىْ كُلِّ إِقْسَامٍ وَذلِكَ كَثِيرُ الاسْتِعْمَالِ.

وَنَقَلَ بَعْضُهُمْ عَنْ سِيبوَيْهِ أَنَّهُ مَنَعَ مَجِىءَ الْمَصْدَرِ مُوَازِنَ مَفْعُولٍ وَأَنَّهُ تَأَوَّلَ مَا وَرَدَ مِنْ ذلِكَ فَتَقْدِيرُ مَعْسُورِهِ ومَيْسُورِه عِنْدَهُ مِنْ وَقْتٍ يُعْسِرُ فِيهِ إِلَى وَقْت يُوسِرُ فِيهِ وَالْأَوّلُ هُوَ الْمَشْهُورُ فِى الْكُتُبِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِى بَابِ الْمَصَادِرِ وعَلَى مِثَالِ مَفْعُولٍ حَلَفْتُ مَحْلُوفاً مَصْدَرٌ وَمَا لَهُ مَعْقُولٌ أَىْ عَقْلٌ وَمِثْلُهُ المَعْسُورُ والْمَيْسُورُ و المَجْلُودُ هذَا لَفْظُهُ وقَدْ يَأْتِى اسْمُ الْفَاعِلِ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ سَمَاعاً نَحْوُ قُمْ قائِماً أَىْ قِيَاماً.

( فَصْلٌ ) يَجِئُ فِعّيلٌ بِكَسْرِ الْفَاءِ والْعَيْنِ وَهِىَ مشَدَّدَةٌ لِلْمُبَالَغَةِ فِى الصِّفَةِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَمَا كَانَ عَلَى مِثَالِ فِعِّيلٍ وفِعْلِيلٍ فَهُوَ مَكْسُورُ الْأَوَّلِ وَلَمْ يَأْتِ فِيهِ الْفَتْحُ واسْتَثْنَى بَعْضُهُمْ ( دُرِّىءٌ ) فَإِنَّهُ وَرَدَ بِالْكَسْرِ عَلَى الْبَابِ وَبِالضَّمِّ أَيْضاً وَقُرِئَ بِهِمَا فِى السَّبْعَةِ.

فَمِثَال فِعِّيلٍ زِهِّيدٌ لِكَثِيرِ الزُّهْدِ وَسِكِّيتٌ لِكَثِيرِ السُّكُوتِ وَالصِّدِّيقُ لِكَثِيرِ الصِّدْقِ و خِمِّيرٌ لِمَنْ يُكْثِر شُرْبَ الخَمْرِ وَمِثَالُ فِعْلِيلٍ حِلْتِيتٌ وَنَاقَةٌ شِمْلِيلٌ أَىْ سَرِيعَةٌ و صِهْرِيرٌ.

( فَصْل ) الفُعُولُ بِضَمِّ الْفَاءِ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمَصَادِرِ لَا يَشْرَكُهَا فِيهَا اسْمٌ مُفْردٌ وَلَا يُوجَدُ مَصْدَرٌ عَلَى فَعولٍ بِالْفَتْحِ إِلَّا مَا شَذَّ نَحْوُ الهَوِىِ مِنْ قَوْلِهِم هَوَى الحَجَرُ هَوِيًّا و القَبُولِ و الوَلُوعِ و الوَزُوعِ نَحْوُ قَبِلْتُهُ قَبُولاً وأَمَّا الوُضُوءُ فَبِالضَّمِّ مَصْدَرٌ وَبِالْفَتْحِ ما يُتَوَضَّأُ بِهِ و السُّحُورُ بِالضَّمِّ مَصْدَرٌ وَبِالْفَتْحِ مَا يُتَسَحَّرُ بِهِ و الفُطُورُ بِالضَّمِّ مَصْدَرٌ وَبِالْفَتْحِ ما يُفْطَرُ عَلَيْهِ وَكَذلِكَ مَا أَشْبَهَهُ وحَكَى الْأَخْفَشُ هذَا أَيْضاً فِى مَعَانِى الْقُرْآنِ ثُمَّ قَالَ وَزَعَمُوا أَنَّهُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.

( فَصْلٌ ) يَجِئُ الْمَصْدَرُ مِنْ فِعْلٍ ثُلَاثِىٍّ عَلَى تَفْعَالٍ بِفَتْحِ التَّاءِ نَحْوُ التَّضْرَابِ و التَّقْتَالِ قَالُوا وَلَمْ يَجئْ بِالْكَسْرِ إِلَّا تِبْيَانٌ و تِلْقَاءٌ وَالتِّنْضَالُ مِنَ المُنَاضَلَةِ وَقِيلَ هُوَ اسْمٌ وَالْمَصْدَرُ تَنْضَالٌ عَلَى الْبَابِ.

وَيَجئُ الْمَصْدَرُ مِنْ فَاعَلَ مُفَاعَلَةً مُطَّرِداً وَأَمَّا الإسْمُ فَيَأْتِى عَلَى فِعَال بِالْكَسْرِ كَثِيراً نَحْوُ قَاتَلَ قِتَالاً ونَازَلَ نِزَالاً وَلَا يَطَّرِدُ فِى جَمِيع الْأَفْعَالِ فَلَا يُقَالُ سَالَمُه سِلَاماً وَلَا كالَمَهُ كِلَاماً.

( فصل ) إِذَا كَانَ الْفِعْلُ الثُّلَاثِىُ عَلَى فَعَلَ يَفْعِلُ وِزَانُ ضَرَبَ يَضْرِبُ وَهُوَ سَالمٌ فالمَفْعَل مِنْهُ بِالْفَتْح مَصْدَرٌ لِلتَّخْفِيفِ وَبِالْكَسْر اسْمُ زَمَانٍ وَمَكَانٍ نَحْوُ صَرَفَ مَصْرَفاً بِالْفَتْح أَىْ صَرْفاً وهذَا مصْرِفُهُ أَىْ زَمَانُ صَرْفِهِ ومَكَانُ صَرْفه وَالْكَسرُ إِمَّا لِلْفَرْقِ وَإِمَّا لأَنَّ الْمُضَارِعَ مَكْسُورَ فأْجْرِىَ عَلَيْهِ الاسْمُ وَفِى التَّنْزِيلِ ( وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً ) أَىْ مَوْضِعاً يَنْصَرِفُونَ إِلَيْهِ.

وشَذَ مِن ذلِكَ الْمَرْجَعُ فجاءَ الْمَصْدَرْ بِالْكَسْر كَالاسْم قالَ الله تعالى ( إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ ) إى رُجُوعَكُمُ والْمَعْذِرةَ والمَغْفرةَ والمعْرِفةُ والمَعْتَبةُ فيمن كَسَرَ الْمُضَارعَ وجَاءَ بِالْفَتْحِ وَبِالْكَسْرِ أَيْضاً المَعْجِزُ والمَعْجِزَةُ.

وَالْمُرادُ بِاسْمِ الزَّمانِ والْمَكَانِ الاسْمُ الْمُشْتَقُّ لِزَمَانِ الْفِعْلِ ومَكَانِهِ وكَانَ الْأَصْلُ أَنْ يُؤْتَى بِلَفْظِ الْفِعْلِ ولَفْظِ الزَّمَان

٣٥٩

وَالْمَكَانِ فَيُقَالُ هذَا الزَّمَانُ أَو الْمَكَانُ الَّذِى كَانَ فِيهِ كَذَا لكِنَّهُمْ عَدلوا عَنْ ذَلِكَ واشْتَقُّوا مِنَ الْفِعْلِ اسماً لِلزَّمَانِ والْمَكَان. إِيجَازاً وَاخْتِصَاراً.

وَإِنْ كَانَ مِنْ ذَوَاتِ التَّضْعِيفِ فَالْمَصْدَرُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ مَعاً نَحوَ فَرَّ مَفَرّا و مَفِرًّا وَبِالْفَتْحِ قَرَأَ السَّبْعَة فِى قَوْلِهِ تَعَالى ( أَيْنَ الْمَفَرُّ ) أَى الفِرَارُ.

وَإِنْ كَانَ مُعْتلَّ الْفَاءِ بِالْوَاو فَالْمَفْعِلُ بِالْكَسْرِ لِلْمَصْدَر وَالْمَكَان والزّمَانِ لَازِماً كَانَ أَوْ مُتَعَدِيَاً نَحْوُ وَعَدَ مَوْعِداً أى وَعْداً وَهذَا مَوْعِدُهُ وَوَصَلَهُ مَوصِلاً وَهَذَا مَوْصِلاً وَفِى التَنْزِيلِ ( قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ ) أَىْ مِيعَادكُمْ وإِنْ كَانَ مُعتَلَّ الْعَيْنِ بِالْياءِ فَالْمَصْدَرُ مَفْتُوحٌ وَالاسْمُ مَكْسُورُ كَالصَحِيحِ نَحْو مَالَ مَمَالاً وَهذَا ممِيلَهُ هذَا هُوَ الْأَكْثَرُ وَقَدْ يُوضَعُ كُلّ واحِدٍ مَوْضِع الآخَرِ نَحْو المَعاش والمعيشِ والمسار والمسِير.

قَالَ ابْن السِّكِّيتِ وَلُوْ فُتِحَا جَميعاً فِى الإِسْم والْمَصْدَرِ أَو كُسِرَا مَعاً فِيهِمَا لَجَازَ لِقَوْلِ الْعَرَبِ الْمَعَاشُ و الْمَعِيشُ يُريدُونَ بِكُلِّ وَاحِدٍ الْمَصَدْرَ وَالاسْم وَكَذلِكَ المعَابُ و الْمَعِيبُ قَالَ الشَّاعِرُ :

أَنَا الرَّجُلُ الَّذِى قَدْ عِبْتُمُونِى

وَمَا فِيكُمْ لِعَيَّابٍ مَعَابٌ

وقال :

أَزْمَانَ قَوْمِى والْجَمَاعَةُ كَالّذِى

مَنَع الرِّحَالَةَ أَنْ تَمِيلَ مَمَالاً

أَىْ أَنْ تَمِيلَ مَيْلاً و الرِّحَالَة الرّحْلُ والسَّرْج أَيْضاً.

وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ أَيْضاً وَمِنَ العُلَمَاءِ مَنْ يُجيزُ الفَتْحَ والكَسْرَ فِيهِمَا مَصَادِر كُنَّ أَوْ أَسْمَاءً نَحْوُ الممَالِ والْممِيل و المَباتِ و المبيتِ.

وَإِنْ كَانَ مُعْتَلَّ اللَّامِ بِالْيَاءِ فَالْمَفْعَلُ بِالْفَتْحِ لِلْمَصْدَرِ وَالاسْمِ أَيْضاً نَحْوُ رَمَى مَرْمًى وهذَا مَرْمَاهُ وشَذَّ بِالْكَسْرِ المعْصِيَةُ و الْمَحْمِيَةُ.

قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ وَلَمْ يَأْتِ مَفْعِلٌ إلَّا مَعَ الْهَاءِ وَأَمَّا مَأْوِى الإبلِ فَبِالْكَسْرِ و المأْوَى لِغَيْر الْإِبِلِ بِالْفَتْحِ عَلَى الْقِيَاس وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَأْوَى الْإِبِلِ بِالْفَتْحِ أَيْضاً وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ وشَذَّ مَأْقِى الْعَيْنِ بِالْكَسْرِ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ هذَا مِمَّا غَلِطَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ حَيْث قَالُوا وَزْنُهُ مَفْعِلٌ وَإِنَّمَا وَزْنُهُ فَعْلِى فَالْيَاءُ لِلْإِلْحَاقِ بِمَفْعِلٍ عَلَى التَّشْبِيهِ وَلِهذَا جُمِعَ عَلَى مَآقٍ وَلَا نَظِيرَ لَهُ.

وَإِنْ كَانَ عَلَى فَعَلَ بِالْفَتْحِ والْمُضَارِعُ مَضْمُومٌ أَوْ مَفْتُوحٌ صَحِيحاً كَانَ أَوْ غَيْرَهُ فالمَفْعَلُ بِالْفَتْحِ مُطْلَقاً نَحْوُ قَلَع مَقْلَعاً أَىْ قَلْعاً وهذَا مَقْلَعُهُ أَىْ مَوْضِعُ قَلْعِهِ وَزَمَانُهُ وقَعَدَ مَقْعَداً أى قُعُوداً وهذَا مَقْعَدُهُ وغَزَا مَغْزًى وَهذَا مَغْزَاهُ وَقَالَ مَقَالاً وَهذَا مَقَالُهُ وقَامَ مَقَاماً وَهذَا مَقَامُهُ وَرَامَ مَرَاماً وَهذَا مَرَامُهُ.

قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ لِأَنَّهُ يَجْرِى عَلَى الْمُضَارِعِ وَكَانَ الْمَصْدَرُ يُفْتَحُ مَعَ الْمَكْسُورِ فَيُفْتَحُ مَعَ الْمَفْتُوحِ والْمَضْمُومِ أَوْلَى وَلَمْ يَقُولُوا مَفْعُلٌ بِالضَّمِّ فَفُتِحَ طَلَباً لِلتَّخْفِيفِ لِأَنَّ الْفَتْحَ أَخَفُّ الْحَرَكَاتِ وَجَاءَ الْمَوْضِعُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ لِلتَّخْفِيفِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وسَمِعَ الْفَرَّاءُ مَوْضَعَ بِالْفَتْحِ مِنْ قَوْلِكَ وَضَعْتُ الشَّىءَ مَوْضَعا.

وشَذَّ مِنْ ذلِكَ أَحْرُفٌ فَجَاءَتْ بِالفتحِ وَالْكَسْرِ نَحْوُ الْمَسْجَدِ والْمَرْفَقِ والْمَنْبَتِ والْمَحْشَرِ والْمَنْسَكِ والْمَشْرِق والْمَغْرِبِ والْمَطلَع والْمَسقَطِ والْمَسْكَنِ والْمَظَنَّةُ ومَجْمَعُ النَّاسِ قَالَ الْأَزْهَرِىُّ وآثَرَتِ العَرَبُ الْفَتْحَ فِى هذَا الْبَابِ تَخْفِيفاً إِلَّا أَحْرُفاً جَعَلُوا الْكَسْر عَلَامَةَ الاسْمِ والْفَتْحَ عَلَامَةَ الْمَصْدَرِ وَالْعَرَبُ تَضَعُ الْأَسْمَاءَ مَوْضِعَ الْمَصَادِرِ.

وَقَالَ الْفَارَابِىُّ الْكَسْرُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ مَسْمُوعٌ لِأَنَّهَا كَانَتْ فِى الْأَصْلِ عَلَى لُغَتَيْنِ فَبُنِيَتْ هذِهِ الْأَسْمَاءُ عَلَى اللُّغَتَيْنِ ثُمَّ أَمِيتَتْ لُغَةٌ وبَقِىَ ما بُنى عَلَيْهَا كَهَيْئَتِهِ وَالْعَرَبُ قَدْ تُمِيتُ الشَّىءَ حتَّى يَكُونَ مُهْمَلاً فَلَا يَجُوز أَنْ يُنْطَقَ بِهِ.

وَجَاءَتْ أَيْضاً أَسْمَاءٌ بِالْكَسْرِ مِمَّا قِيَاسُهُ الْفَتْحُ نَحْوُ الْمَخْزِنِ والمَرْكِزِ و المَرْسِنِ لِموْضِع الرَّسَنِ و المنْفِذِ لِموْضِعِ النُّفُوذِ وأَمَّا المعْدِنُ وَمَفْرِقُ الرَّاسِ فَبِالْكَسْرِ أَيْضاً عَلَى تَدَاخُل اللّغَتَيْنِ لِأَنَّ فِى مُضَارِعِ كُلٍّ وَاحِدٍ الضَّمَّ وَالْكَسْرَ.

وَإِنْ كَانَ عَلَى فَعِلَ بِالْكَسْرِ سَالِمَ الْفَاءِ فَالمَفْعَلُ لِلْمَصْدَرِ وَالاسْمُ بِالْفَتْحِ نَحْوُ طَمِعَ مَطْمَعاً وَهذَا مَطْمَعُهُ وخَافَ مَخَافَاً وَهذَا مَخَافُهُ وَنَالَ مَنَالاً وَهذَا مَنَالُهُ ونَدِمَ مَنْدَماً وهذَا مَنْدَمُهُ وَفِى التَّنْزِيلِ ( وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ ) وَقَالَ ( سَواءً مَحْياهُمْ ).

وَشَذَّ مِنْ ذلِكَ المَكْبِر بِمَعْنَى الكِبَرِ و الْمَحْمِدُ بِمعنى الحَمْدِ فكُسِرَا.

وإنْ كَانَ مُعْتَلَّ الْفَاءِ بِالْوَاوِ فَإِنْ سَقَطَتْ فِى الْمُسْتَقْبَلِ نَحْوُ يَهَبُ ويَقَعُ فالْمَفْعِلُ مَكْسُورٌ مُطْلَقاً وإِنَّ ثَبَتَتْ فِى الْمُسْتَقْبَلِ نَحْوُ يَوْجَلُ ويَوْجَعُ فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ جَرَى مَجْرَى الصَّحِيحِ فَيَفْتَحُ الْمَصْدَرَ ويَكْسِرُ الْمَكَانَ والزَّمَانَ وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُ مُطْلَقاً فَيَقُولُ وجِلَ مَوْجِلاً وهذَا مَوْجِلُهُ ووَحِلَ مَوْحلاً وهذَا مَوْحِلُهُ وإِنْ كَانَ فَعُلَ بِالضَّمِّ فَالْمَفْعَلُ بِالْفَتْحِ لِلْمَصْدرِ والاسْمُ أَيْضاً تَقُولُ شَرُفَ مَشْرَفاً وَهذَا مَشْرَفَهُ.

قَالَ ابْنُ عُصْفُورٍ وَينقاسُ المَفْعَلُ اسْمَ مَصْدر وزَمَانٍ ومَكَانِ مِن كُلِّ ثُلَاثِىٍّ صَحِيحٍ مُضَارِعُهُ غَيْرُ مَكْسُورٍ فشَمِلَ الْمَضْمُومَ والْمَفْتُوحَ.

( فَصْلٌ ) الْأَعْضَاءُ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ الْأَوَّلُ يُذَكَّرُ وَلَا يُؤَنَّثُ والثَّانِى

٣٦٠