بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

لا تجعلني في النار ثم تسأل ما بدالك.

أقول : وهذه ألفاظ هذا الدعاء نقلته من نسخة قد كانت للشيخ أبي جعفر الطوسي وعليها خط أبي عبدالله الحسين بن أحمد بن عبيدالله تاريخه صفر سنة إحدى عشرة وأربع مائة ، وقد قابلها جدي أبوجعفر الطوسي وأحمد بن الحسين بن أحمد ابن عبيدالله وصححاها (١).

أقول : وأما رواية جدي أبي جعفر الطوسى لدعاء التسليمة الرابعة من نوافل العصر ، فانه رحمه الله قال ما هذا لفظه : الدعاء بعد التسليمة الرابعة.

يا من اظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل حاجة ، يا واسع المغفرة ، يا مفرج كل كربة ، يا مقيل العثرات ، ياكريم الصفح يا عظيم المن ، يامبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ، يا رباه يا سيداه ، ياغاية رغبتاه ، أسئلك بك وبمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن ابن علي والقائم المهدي الائمة الهادية عليهم‌السلام أن تصلي على محمد وآل محمد وأسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار ، وأن تفعل بي ما أنت أهله ... وتذكر ما تريد (٢)

وقل أيضا : الله الله ربي حقا حقا اللهم أنت لكل عظيمة ، وأنت لهذه الامور فصل على محمد وآله ، واكفنيها يا حسن البلاء عندى ، يا قديم العفو عنى ، يا من لا غنى بشئ عنه ، ويا من لا بد لكل شئ منه ، يامن رزق كل شئ عليه ، يا من مصير كل شئ إليه ، صل على محمد وآل محمد وتولني ولا تولني غيرك أحدا من شرار خلقك ، وكما خلقتني فلا تضيعني.

____________________

(١) لا يوجد هذا الدعاء بشرحه وسنده في فلاح السائل ، وبدله في البيان أدعية يوسف الصديق عليه‌السلام في السجن ، وفيه ، الدعاء بعد التسليمة الرابعة ، ويذكر بعده  « يا من اظهر الجميل » الخ على رواية ينقلها بعد ذلك المؤلف ره.

(٢) فلاح السائل : ١٩٦١٩٥.

٨١

اللهم إن أدعوك لهم لا يفرجه غيرك ، ولرحمة لا تنال إلا بك ، ولكرب لا يكشفه سواك ، ولمغفرة لا تبلغ إلا بك ، ولحاجة لا يقضيها إلا أنت ، اللهم فكما كان من شأنك إلهامى الدعاء ، فليكن من شأنك الاجابة فيما دعوتك له ، والنجاة فيما فزعت إليك منه.

اللهم إن لا أكن أهلا أن أبلغ رحمتك ، فان رحمتك أهل أن تبلغني ، لانها وسعت كل شئ ، وأنا شئ فلتسعني رحمتك يا إلهى ياكريم.

اللهم إني أسألك بوجهك الكريم ، أن تصلي على محمد وآله وأن تعطيني فكاك رقبتي من النار ، وتوجب لي الجنة برحمتك ، وتزوجني من الحور العين بفضلك ، وتعيذني من النار بطول ، وتجيرني من غضبك وسخطك علي ، وترضيني بما قسمت لى ، وتبارك لي فيما أعطيتني ، وتجعلني لانعمك من الشاكرين.

اللهم صل على محمد وآل محمد ، وامنن علي بذلك وارزقني حبك وحب كل من أحبك ، وحب كل عمل يقربني إلى حبك ، ومن علي بالتوكل عليك ، و التفويض إليك ، والرضا بقضائك ، والتسليم لامرك ، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله ، وافعل بي كذا وكذا مما نحب (١).

بيان : هذه الادعية أوردها الشيخ (٢) رحمه الله في تعقيب هذه النوافل ، وتبعه غيره ، ويظهر من القرائن عدم اختصاصها بتكل النوافل (٣) كما أومأ إليه السيد رضي الله

____________________

(١) فلاح السائل : ١٩٧١٩٦.

(٢) راجع مصباح المتهجد : ٤٩ و ٥٠.

(٣) قد اعترض المؤلف العلامة ره بمثل ذلك على الشيخ قدس سره في ص ٧٩ أيضا وقال : « الشيخ كثيرا يذكر الادعية المطلقة عقيب الصلوات لانه أفضل الاوقات ، وفيه ما فيه ».

وعندى أن الشيخ قدس سره أجل وأتقى من أن يدلس أو يتسامح في وضع شئ في غير موضعه المشروع فينقل الادعية في غير موردها المقطوع.

٨٢

عنه ، وسيأتي للدعاء المروي عن الكافي أسانيد جمة في كتاب الدعاء ، ولا اختصاص لشئ منها بهذا الموضع.

« يا من اظهر الجميل » قال الشيخ البهائي قدس سره : روي في تأؤيله عن الصادق عليه‌السلام ما من مؤمن إلا وله مثال في العرش ، فاذا اشتغل بالركوع والسجود

____________________

بل كان الشيخ قدس سره أتقى وأورع من أن ينقل تلك الاحاديث المتضمنة لتلك الادعية ويسندها إلى الائمة المعصومين لما في اسنادها من الضعف والوهن ، ومخالفة متونها للسيرة المعروفة من أدعية الائمة عليهم‌السلام من الابتداء بالثناء والتحميد ، ثم الصلاة على النبي وآله ، ثم طلب الحوائج بما جرى على اللسان ».

فالشيخ شيخ الطائفة المحقة لم يكن لتسامح في نقل الادعية في غير موردها أو يقيدها وهي مطلقة ، بل كان يتسامح في أصل نقلها وجواز التمسك والتعلق بها ، عملا بأخبار من بلغ وتاسيسا لقاعدة التسامح في أدلة السنن رجاء للداعى أن يثيبه الله عزوجل بالمغفرة والرحمة ويتفضل عليه باجابة الدعاء والمسألة.

ولما كان سندها في غاية الوهن لا يوجب علما ولا عملا ولا صح اسنادها ونسبتها إلى الائمة المعصومين عليهم‌السلام ، احتاط في ذلك وأوردها في تعقيب الفرائض والنوافل تارة وفي قنوتات الصلوات اخرى ليشملها عمومات الامر بالدعاء ، ولذلك ترى أنه قدس سره يذكر لفظ الدعاء مطلقا ولا يلتفت إلى ذكر سنده ولا إلى ما في الخبر من شرح الدعاء وآثاره وفوائده الا قليلا.

على أن المسلم من الروايات أن الدعاء قسمان : قسم هو موقت يجب التحفظ على صورته كما ورد من دون تصرف فيه ، وقسم هو غير موقت ، يجوز انشاؤه أواقتباسه من سائر الادعية والتصرف فيها بما يناسب حال الداعى ، اذا كان بالغا معرفته هذا المبلغ.

فمن الروايات التي تحكم بذلك ما نقله العلامة المجلسى قدس سره حين عقد في كتاب الادعية بابا وترجمه « باب جوازان يدعى بكل دعاء والرخصة في تاليفه ». وذكر نقلا من خط الشهيد ره عن علي عليه‌السلام قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الدعاء يرد البلاء وقد ابرم ابراما ، قال الوشاء فقلت لعبد الله

٨٣

ونحوها فعل مثاله مثل فعله ، فعند ذلك تراه الملائكة فيصلون ويستغفرون له ، وإذا اشتغل العبد بمعصية أرخى الله على مثاله سترا لئلا تطلع الملائكة عليها ، فهذا تأويل  « يا من اظهر الجميل وستر القبيح ».

« يا من لم يؤاخذ بالجريرة » أي لم يجعل عقوبة المعصية في الدنيا حلما

____________________

ابن سنان : هل في ذلك دعاء موقت؟ فقال : اما انى سألت الصادق عليه‌السلام فقال : نعم اما دعاء الشيعة المستضعفين ففى كل علة من العلل دعاء موقت : وأما المستبصرون البالغون فدعاؤهم لا يحجب.

ومنها ما رواه الكليني في الكافي بالاسناد إلى اسماعيل بن الفضل قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن القنوت وما يقال فيه ، قال : ما قضى الله على لسانك ولا أعلم فيه شيئا موقتا.

ومنها ما رواه الشيخ والكليني قد هما عن الحلبى عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن القنوت في الوتر هل فيه شئ موقت يتبع ويقال؟ فقال : لا ، اثن على الله عزوجل ، وصل على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله واستغفر لذنبك العظيم ، وكل ذنب عظيم.

فالدعاء الموقت هو الذي وقت بألفاظه ولا يجو الزيادة عليه ولا النقيصة عنه حتى بشئ يسير من الاذكار ، كما عرفت من انكار الائمة المعصومين على أصحابهم حيث قالوا :  « يا مقلب القلوب والابصار » بدل « يا مقلب القلوب » و « يحيى ويميت ويميت ويحيى » بدل  « يحيى ويميت » فقط ، وغير ذلك من الموارد.

وأما الادعية بألفاظ مختلفة في متونها كما في دعاء الالحاح الذي نقل في مورد البحث ، فاختلاف الفاظها يدل على أنها من الادعية غير الموقتة التى يجوز التصرف فيها بما يناسب مقال الداعى وحاله.

ومن موارد التصرف في الادعية ما مر في ج ٨٦ ص ٣٦٩ ٣٧١ عند ذكر المؤلف العلامة دعاء التمجيد « ما يمجد به الرب تبارك وتعالى نفسه » فتارة روى بعنوان تمجيد الرب نفسه ، وتارة تصرف في العبارات بحيث صار تمجيد العبد ربه بما كان يمجد الرب نفسه ، وصرح المؤلف قدس سره في ص ٣٧٠ بأن القارى : لهذا الدعاء يغير الفقرات من

٨٤

وكرما ، لعل العاصي يتوب منها فيسلم من عقابها ، والصفح التجاوز عن الذنوب ، والنجوى الكلام الخفي « أن لا تشوه خلقي » اي لا تقبح خلقي بالنار.

٤ ـ العيون : بالاسناد المتقدم عن رجاء بن أبي الضحاك قال : كان الرضا عليه‌السلام في طرى قخراسان إذا رفع رأسه يعني من سجدة الشكر بعد صلاة الظهر قام فصلى ست ركعات يقرء في كل ركعة الحمد لله وقل هو الله أحد ، ويسلم في كل ركعتين ويقنت في ثانية كل ركعتين قبل الركوع وبعد القراءة ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ويقنت في الثانية فاذا سلم قام وصلى العصر ، فاذا سلم جلس في مصلاة يسبح الله ويحمده و يكبره ويهلله ما شاء ثم سجد سجدة يقول فيها مائة مرة حمدا لله (١).

____________________

التكلم إلى الخطاب.

فاذا جاز التصرف في ألفاظ الدعاء غير الموقتة ، بما يناسب حال الداعى ومقاله جاز قراءتها عند تعقيب الصلوات وهو أفضل الاوقات كأنه ينشئ الدعاء من عند نفسه ، لتناسب تلك الادعية ، فلا اشكال في ذلك ابذا.

(١) عيون اخبار الرضا ( ع ) ج ٢ ص ١٨١.

٨٥

فائدة

المشهور أن وقت نافلة العصر بعد الفراغ من الظهر إلى أن يزيد الفئ اربعة أقدام أو ذراعين ، وقيل حتى يصير ظل كل شئ مثليه ، وقيل يمتد بامتداد الفريضة والاظهر الاول بالمعنى الذي ذكرناه في نافلة الظهر ، فان خرج قبل تلبسه بركعة صلى العصر وقضاها وإلا أتمها على المشهور وقد عرفت مستنده.

ثم اعلم أن المشهور عدم جواز تقديم نافلتي الظهر والعصر على الزوال ، لكن قد ورد في بعض الاخبار أن النافلة مثل الهدية ، متى ما أتى بها قبلت ، وفي بعضها فقدم منها ما شئت وأخر منها ما شئت ، وفي بعضها صلاة النهار ست عشرة ركعة أي النهار شئت : إن شئت في أوله ، وإن شئت في وسطه ، وإن شئت في آخره.

ويمكن الجمع بينها بحمل أخبار الجواز على من علم من حاله أنه إن لم يقدمها اشتغل عنها ، ولم يتمكن من قضائها ، كما فعله الشيخ رحمه الله ، أو بحمل أخبار عدم التقديم على الافضلية كما استوجهه في الذكرى ، ولا يخلو من قوة ، وإن كان ما فعله الشيخ أحوط مع تأيده ببعض الاخبار الدالة على وجه الجمع والله يعلم.

٨٦

٤

* « ( باب ) » *

* « ( نوافل المغرب وفضلها وآدابها وتعقيباتها ) » *

* « ( وسائر الصلوات المندوبة بينها ) » *

* « ( وبين العشاء ) » *

١ ـ دعائم الاسلام : عن علي عليه‌السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : « وأدبار السجود » (١) فقال : هي السنة بعد صلاة المغرب ، فلا تدعها في سفر ولا حضر (٢).

٢ ـ المصباح للشيخ : قال : روي أنه يقرء في الركعة الاولى من نافلة المغرب سورة الجحد ، وفي الثانية سورة الاخلاص ، وفيما عداه ما اختار.

قال : وروي أن أبا الحسن العسكري عليه‌السلام كان يقرء في الركعة الثالثة الحمد وأول الحديد إلى قوله « إنه عليم بذات الصدور » وفي الرابعة الحمد وآخر الحشر (٣).

٣ ـ ارشاد المفيد والخرايج : روي أن أبا جعفر عليه‌السلام لما خرج بزوجته أم الفضل من عند المأمون ، ووصل شارع الكوفة ، وانتهى إلى دار المسيب عند غروب الشمس ، دخل المسجد وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد ، فدعا بكوز فتوضأ في وسطها وقام فصلى بالناس صلاة المغرب ، فقرء في الاولى الحمد ، وإذا جاء نصر الله ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ، فلما سلم جلس هنيئة وقام من غير أن يعقب تعقيبا تاما ، فصلي النوافل الاربع ، وعقب بعدها ، وسجد سجدتي الشكر ، فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس حملت حملا حسنا فأكلوا منها فوجدوا

____________________

(١) سورة ق : ٤٠.

(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٠٩.

(٣) مصباح الشيخ : ٧٠.

٨٧

نبقا لا عجم له حلوا (١).

أقول : وفي الارشاد (٢) ثم جلس هنيهة يذكر الله جل اسمه وقام من غير أن يعقب فصلى النوافل الاربع.

٤ ـ مجالس الصدوق (٣) وثواب الاعمال : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين عن أبي العلاء الخفاف ، عن الصادق عليه‌السلام قال : من صلى المغرب ثم عقب ولم يتكلم حتى يصلي ركعتين كتبتا له في عليين ، فان صلى اربعا كتبت له حجة مبرورة (٤).

٥ ـ تفسير علي بن ابراهيم : عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله : « ومن الليل فسبحه وأدبار السجود » قال : أربع ركعات بعد المغرب « وأدبار النجوم » ركعتان قبل صلاة الصبح (٥).

٦ ـ قرب الاسناد : عن محمد بن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن عبدالخالق قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : الركعتان اللتان بعد المغرب هما أدبار السجود ، والركعتان اللتان بعد الفجر ادبار النجوم (٦).

٧ ـ الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن ايوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال في آخر سجدة من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة وان قاله كل ليلة فهو افضل « اللهم إني أسئلك بوجهك الكريم ، واسمك العظيم أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تغفر لي ذنبي العظيم » سبع مرات ، انصرف وقد غفر الله له (٧).

____________________

(١) لا يوجد في مختار الخرائج المطبوع.

(٢) ارشاد المفيد : ٣٠٤.

(٣) أمالى الصدوق ص ٣٤٩.

(٤) ثواب الاعمال ص ٤١.

(٥) تفسير القيم : ٦٥٠.

(٦) قرب الاسناد ص ٨١ ط نجف.

(٧) الخصال ج ٢ ص ٣١.

٨٨

٨ ـ العيون : بالاسناد المتقدم في نافلة الظهر عن رجاء بن أبي الضحاك في بيان عمل الرضا عليه‌السلام في طريق خراسان ، قال : إذا غابت الشمس توضأ وصلى المغرب ثلاثا بأذان وإقامة ، وقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ، فاذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله تعالى ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ، ثم سجد سجدة الشكر ثم رفع رأسه ولم يتكلم حتى يقوم فيصلي أربع ركعات بتسليمتين ، يقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ، وكان يقرء في الاولى من هذه الاربع الحمد ، وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد ، ويقرء في الركعتين الباقيتين الحمد وقل هو الله أحد ، ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله ثم يفطر (١)

فائدة

اعلم أن المشهور أن وقت نافلة المغرب بعدها إلى ذهاب الحمرة المغربية ، وظاهر المعتبر والمنتهى اتفاق الاصحاب عليه ، وذهب الشهيد رحمه الله في الدروس والذكرى إلى امتداد وقتها بوقت المغرب ، ومال إليه بعض من تأخر عنه ، ويشهد له صحيحة أبان بن تغلب (٢) قال : صليت خلف أب عبدالله عليه‌السلام المغرب بالمزدلفة ، فقام فصلى المغرب ثم صلى العشاء الآخرة ولم يركع بينهما ، ثم صليت خلفه بعد ذلك بسنة ، فلما صلى المغرب قام فتنفل بأربع ركعات ثم أقام فصلى العشاء الآخرة.

إذ ظاهر أن بعد المجئ بالمزدلفة يخرج وقت فضيلة المغرب ، ويؤيده الاخبار الدالة على استحباب تأخير العشاء ، إذ الظاهر أن عدم جواز إيقاع النافلة بعد دخول وقت العشاء لئلا يزاحمها ، وبالجملة الظاهر جواز الاتيان بالنافلة بعد ذهاب الحمرة إن لم يزاحم الفريضة كثيرا بأن يؤخرها عن وقت فضلها ، لكن الاحوط إيقاع النافلة بعدها.

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٨١.

(٢) التهذيب ج ١ ص ٥٠٠.

٨٩

٩ ـ فلاح السائل : هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن أحمد بن ما بنداد ، عن أحمد بن هليل الكرخي ، عن حاتم بن الفرج قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام عما يقرء في الاربع ، فكتب بخطه عليه‌السلام في أول ركعة قل هو الله أحد ، وفي الثانية إنا أنزلناه ، وفي الركعتين الاخيرتين في أول ركعة منها اربع آيات من أول البقرة ، ومن وسط السورة « وإلهكم إله واحد » (١) ثم يقرء قل هو الله أحد خمس عشر مرة ، ويقرء في الركعة الرابعة آية الكرسي وآخر سورة البقرة : ثم يقرء قل هو الله أحد خمس عشر مرة (٢).

ذكر رواية أخرى بما يقرء في الركعتين الاولتين : ذكر شيخنا جدي السعيد أبوجعفر الطوسي رضوان الله عليه أنه يقرء في أول ركعة من نوافل المغرب الحمد وثلاث مرات قل هو الله أحد وفي الثانية الحمد وإنا أنزلناه (٣).

وأما الركعتان الثالثة والرابعة فروى ابوالمفضل محمد بنعبدالله رحمة الله عليه عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي ، عن ابيه ، عن جعفر بن محمد ، عن العمركى ، وعن علي بن محمد بن شجاع ، عن القاسم الهروي ، عن ابي سعيد الآدمي رفعه إلى أبي الحسن وأبي جعفر عليهما‌السلام أنهما كانا يقرآن في الركعتين الثالثة والرابعة من نوافل المغرب في الثالثة الحمد وأول الحديد إلى عليم بذات الصدور وفي الرابعة الحمد و آخر الحشر (٤).

مصباح المتهجد وغيره : ويستحب أن يقرء في الركعة الاولى الحمد مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات إلى قوله « ومن وسط السورة وإلهكم إله واحد » إلى قوله : « يعقلون » إلى قوله : وروي أنه يقرء في الركعة الاولى سورة الجحد و في الثانية سورة الاخلاص ، وفيما عداه ما اختاره ، وروي أن أبا الحسن العسكري عليه‌السلام كان يقرء في الثالثة الحمد وأول الحديد إلى قوله إنه عليم بذات الصدور

____________________

(١) البقرة : ١٦٣.

(٤٢) فلاح السائل : ٢٣٣.

٩٠

وفي الرابعة الحمد وآخر الحشر (١).

بيان : الاربع الايات من أول البقرة إلى قوله تعالى : هم المفلحون ، إن لم تكن الم آية وإلا فالى قوله « يوقنون » وقد اختلف القراء في ذلك والاول أولى ومن وسط البقرة آيتان « وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخربين السماء والارض لآيات لقوم يعقلون ».

والظاهر أن آخر البقرة من « آمن الرسول » إلى آخرها ، ويحتمل أن يكون من قوله : « لله ما في السموات » كما سيأتي في صلاة أخرى ، ويحتمل أن يراد آية واحدة من آخرها ، وهي قوله سبحانه « لا يكلف الله نفسا » إلى آخرها والاخير اظهر لفظا والاوسط احتياطا والاول بحسب بعض القرائن.

وآخر الحشر من قوله : « لو أنزلناه هذا القرآن » إلى آخر السورة كما فهمه الاصحاب ، وإن احتمل أن يكون من قوله « هو الله الذي لا إله إلا هو » إلى آخرها.

١٠ ـ فلاح السائل : ذكر ما يزيده من الدعاء في آخر سجدة من نوافل المغرب ، وفضل ذلك ، روى محمد بن علي بن محمد اليزد آبادي ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن ابيه سيف بن عميرة ، عن عبدالله بن سنان ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال في آخر سجدة من النافلة بعد المغرب ليلة الجمعة ، وإن فعله كل ليلة كان أفضل يقول :  « اللهم إني اسئلك بوجهك الكريم ، وباسمك العظيم ، وملكك القديم ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تغفر لي ذنبي العظيم إنه لا يغفر العظيم إلا العظيم » سبع مرات فاذا قاله انصرف وقد غفر الله له ، وفي رواية أخرى يعدل ستين حجة من أقصى

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٧٠.

٩١

البلاد (١).

المتهجد والاختيار مرسلا مثله (٢).

١١ ـ فلاح السائل (٣) والمتهجد : الدعاء بعد الركعتين من الاوليين من نوافل المغرب :

اللهم إنك ترى ولا ترى ، وأنت بالمنظر الاعلى ، وإليك الرجعى و المنتهى ، وإن لك الممات والمحيا ، وإن لك الآخرة والاولى ، اللهم إنا نعوذ بك من أن نذل ونخزى وأن نأتي ما عنه تنهى.

اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأسئلك الجنة برحمتك ، و أستعيذ بك من النار بقدرتك ، وأسألك من الحور العين بعزتك ، واجعل أوسع رزقي عند كبر سني وأحسن عملي عند اقتراب أجلي ، واطل في طاعتك وما يقرب منك ويحظى عندك ويزلف لديك عمري ، وأحسن في جميع أحوالى وأمورى معونتى ، و لا تكلني إلى أحد منخلقك ، وتفضل علي بقضاء جميع حوائجى للدنيا والآخرة وابدأ بوالدي وولدي وجميع إخوني المؤمنين والمؤمنات في جميع ماسألتك لنفسي وثن بي برحمتك يا ارحم الراحمين (٤).

ثم تقوم إلى الركعتين الاخيرتين من نوافل المغرب ، وتقول بعدهما : اللهم بيدك مقادير الليل والنهار ، وبيدك مقادير الشمس والقمر ، وبيدك مقادير الغنى والفقر ، وبيدك مقادير الخذلان والنصر ، وبيدك مقادير الموت والحياة وبيدك مقادير الصحة والسقم ، وبيدك مقادير الخير والشر ، وبيدك مقادير الجنة والنار ، وبيدك مقادير الدنيا والآخرة.

اللهم صل على محمد وآله ، وبارك لي في ديني وديناى وآخرتي ، وبارك لي

____________________

(١) فلاح السائل : ٢٣٣.

(٢) مصباح المتهجد : ٧٠.

(٣) فلاح السائل : ٢٣٤.

(٤) مصباح المتهجد : ٧٠.

٩٢

في أهلي ومالي وولدي وإخواني وجميع ماخولتني ورزقتني ، وأنعمت به علي ومن أحدثت بيني وبينه معرفة من المؤمنين ، واجعل ميله إلي ومحبته لي ، واجعل منقلبنا إلى خير دائم ، ونعيم لا يزول.

اللهم صلى على محمد وآله وأقصر أملى عن غاية أجلي ، واشغل قلبي بالآخرة عن الدنيا ، وأعني على ما وظفت علي من طاعتك ، وكلفتنيه من رعاية حقك ، وأسألك فواتح الخير وخواتمه ، وأعوذ بك من الشر وأنواعه ، وخفيه ومعلنه.

اللهم صل على محمد وآله ، وتقبل عملى وضاعفه لي ، واجعلني ممن يسارع في الخيرات ، ويدعوك رغبا ورهبا ، واجعلني لك من الخاشعين ، اللهم صل على محمد وآله و فك رقبتي من النار ، وأوسع علي من رزقك الحلال ، وادرء عني [ شر فسقة الجن والانس و ] (١) شر فسقة العرب والعجم ، وشر كل ذي شر.

اللهم وأيما أحد من خلقك أرادني أو أحدا من أهلي وولدي وإخواني وأهل حزانتى بسوء فاني أدرء بك في نحره ، وأعوذ بك من شره ، واستعين بك عليه ، و صل على محمد وآله ، وخذه عني من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، وامنعني من أن يصل إلي منه سوء أبدا ، بسم الله وبالله توكلت على الله إنه من يتوكل على الله فهو حسبه ، لن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا.

اللهم صل على محمد وآله ، واجعلني وأهلي وولدي وإخواني في كنفك و حفظك وحرزك وحياطتك وجوارك وأمنك وأمانك وعياذك ومنعك ، عز جارك وجل ثناؤك ، وامتنع عائذك ، ولا إله إلا أنت فصل على محمد وآله ، واجعلني و إياهم في حفظك وأمانك ومدافعتك وودائعك التي لا تضيع من كل سوء ، ومن شر السلطان والشيطان ، إنك أشد باسا وأشد تنكيلا.

اللهم إن كنت منزلا بأسا من بأسك أو نقمة من نقمتك بياتا وهم نائمون ،

____________________

(١) ما بين العلامتين ساقط من مطبوعة الكمبانى.

٩٣

أوضحى وهم يلعبون ، فصل على محمد وآله واجعلني وأهلي وولدي وإخواني في دينى في منعك وكنفك ودرعك الحصينة ، اللهم إني أسئلك بنور وجهك المشرق الحي القيوم الباقي الكريم ، وأسألك بنور وجهك القدوس الذي أشرقت له السموات و الارضون ، وصلح عليه أمر الاولين والآخرين ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تصلح لي شأني كله ، وتعطيني من الخير كله ، وتصرف عني الشر كله ، وتقضي لي حوائجي كلها ، وتستجيب لي دعائى ، وتمن علي بالجنة تطولا منك ، وتجيرني من النار ، وتزوجني من الحور العين ، وابدأ بوالدي وإخواني المؤمنين والمؤمنات في جميع ما سألتك لنفسي وثن بي برحمتك يا أرحم الراحمين (١).

بيان : « إن لك الممات والمحيا » أي ينبغي أن تكون أنت المقصود من الموت والحياة ، واجعلهما خالصين لك كما مر في دعاء التوجه ، أو لك التصرف فيهما وهما بقدرتك ، فاللام للملك ، والاخير في الفقرة الآتية اظهر ، ويؤيد إرادته في الاولى. « ويحظي عندك » اي يوجب لي مكانة ومنزلة عندك ، والحظوة بالضم و الكسر المكانة والمنزلة ، قال في النهاية : في حديث عائشة فاي نسائه كان أحطى منى أي اقرب إليه مني واسعد به؟ يقال : حظيت المرءة عند زوجها تحظى حظوة بالضم والكسر ، اي سعدت به ودنت من قلبه وأحبها و « يزلف » اي يقرب.

« مقادير الليل والنهار » اي التقديرات الواقعة فيهما ، أو تقديرات الامور الواقعة فيهما أو مقدارهما في الطول والقصر « ومقادير الشمس والقمر » اي مقدار جرمهما أوحركتهما والامور المتعلقة بهما من السكوف والخسوف وغيرهما ، وكذا البواقي « ومقادير الدنيا والآخرة » اي تقديراتهما أو مقدارهما مطلقا أو بالنسبة إلى كل شخص « واقتصر أملي » على بناء الافتعال ، وفي بعض النسخ على التفعيل أي لا أؤمل ما لا يفي به عمري ، أولا أؤمل شيئا لا أعلم أنه يفي عمري ، فيكون كناية عن ترك الامل مطلقا.

« فواتح الخير وخواتمه » اي يكون فاتحة كل أمر من أموري وخاتمته

____________________

(١) فلاح السائل : ٢٣٥ ٢٣٧ ، مصباح المتهجد : ٧٣٧١.

٩٤

مقرونا بالخير والصلاح « ممن يسارع في الخيرات » اي يبادر إلى أبواب المبرات « ويدعوك رغبا ورهبا » اي راغبا في الثواب راجيا للاجابة أو في الطاعة ، خائفا للعقاب أو المعصية « من الخاشعين » اي المخبتين أو الخائفين.

« فهو حسبه » اي كافيه « إن الله بالغ أمره » أي يبلغ ما يريد فلا يفوته مراد  « لكل شئ قدرا » اي تقديرا أومقدارا أو أجلا لا يمكن تغييره « أشد بأسا » اي عقوبة من الناس « واشد تنكيلا » أي تعذيبا.

١٢ ـ المتهجد : دعاء آخر : اللهم إني أسئلك بنور وجهك المشرق الحي الباقي الكريم ، وأسألك بنور وجهك القدوس الذي أشرقت به السموات والارضون وانكشفت به الظلمات ، وصلحت عليه أمور الاولين والآخرين ، أن تصلي على محمد وآله وأن تصلح شأني كله (١).

١٣ ـ فلاح السائل : ذكر أحمد بن محمد الفامي ، عن محمد بن الحسين بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن إسماعيل بن ابي زياد ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام ، عن ابيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله: صلوا في ساعة الغفلة ولو ركعتين ، فانهما توردان دار الكرامة (٢).

ذكر رواية أخرى في فضل ذلك : ذكر محمد بن علي بن محمد بن سعد ، عن أحمد بن يحيى ، عن ابيه وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أبي جعفر ، عن ابيه ، عن وهب بن وهب ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) تنفلوا في ساعة الغفلة ، ولو بركعتين خفيفتين ، فانهما يورثان (٣) دار الكرامة ، قيل : يا رسول الله وا ساعة الغفلة؟ قال : ما بين المغرب والعشاء (٤).

١٤ ـ مجالس الصدوق : عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن أبيه ، عن

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٧٣.

(٢) فلاح السائل : ٢٤٤.

(٣) توردان خ ل كما في المصدر.

(٤) فلاح السائل : ٢٤٥.

٩٥

أحمد بن ابي عبدالله البرقى ، عن أبيه ، عن وهب بن وهب ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذكر مثله (١).

ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن البرقي مثله (٢)

معانى الاخبار : عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقى ، عن سليمان بن سماعة عن عمه عاصم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عن ابيه ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله (٣).

العلل (٤) : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد البرقى ، عن أبيه ، عن زرعة ، عن سماعة عنه عليه‌السلام ، عن ابيه مثله إلى قوله دار الكرامة.

قال الصدوق : ساعة الغفلة ما بين المغرب والعشاء (٥).

١٥ ـ فلاح السائل : ذكر ما نختار ذكره من الصلوات بين العشائين بالروايات ايضا حدث علي بن محمد بن يوسف ، عن أحمد بن سليمان الزراري ، عن أبي جعفر الحسنى محمد بن الحسين الاشترى ، عن عباد بن يعقوب ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : من صلى بين العشائين ركعتين قرء في الاولى الحمد وقوله تعالى : « وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين » وفي الثانية الحمد وقوله تعالى : « وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ».

فاذا فرغ من القراءة رفع يديه وقال : « اللهم إني أسألك بمفاتح الغيب التي

____________________

(١) أمالى الصدوق : ٣٣١.

(٢) معانى الاخبار : ٢٦٥.

(٣) ثواب الاعمال ص ٤٠ و ٤١.

(٤) في المطبوعة [ الخصالب ولا يوجد فيه ، والحديث مذكور بسنده في العلل.

(٥) علل الشرايع ج ٢ ص ٣١.

٩٦

لا يعلمها إلا أنت ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تفعل بي كذا وكذا.

ثم يقول : « اللهم أنت ولي نعمتي ، والقادر على طلبتى ، وتعلم حاجتى ، فأسألك بحق محمد وآل محمد عليه وعليهم‌السلام لما قضيتها لى » ويسأل الله جل جلاله حاجته أعطاه الله ما سأل ، فان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا تتركوا ركعتى الغفلة و همابين العشائين (١).

المتهجد : عن هشام بن سالم مثله (٢).

بيان : « إذ ذهب مغاضبا » اي لقومه كما مر في محله « فظن أن لن نقدر عليه » رزقه ، والقدر الضيق كما قال تعالى : « فقدر عليه رزقه » (٣) « وعنده مفاتح الغيب » أي خزائنه جمع مفتح بفتح الميم وهو المخزن ، أوما يتوصل به إلى المغيبات مستعارا من المفاتح الذي هو جمع مفتح بالكسر ، وهو المفتاح ، والمعنى أنه المتوصل إلى المغيبات المحيط علمه بها « في كتاب مبين » اي في اللوح المحفوظ أو في علمه سبحانه  « والقادر على طلبتى » اي مطلبى.

« لما قضيتها لي » قال الشيخ البهائى رحمه الله « لما » بالتشديد بمعنى إلا يقال : أسألك لما فعلت كذا أي ما أسألك إلا فعل كذا ، وقد يقرء بالتخفيف أيضا فلا حاجة إلى تأويل فعل المثبت بالمنفى وتكون لفظة « ما » زائدة وقد قرئ بالوجهين قوله تعالى : « إن كل نفس لما عليها حافظ » انتهى (٤).

أقول : والتشديد اظهر ، ولا حاجة إلى تأويل كما عرفت أن المعنى أسئلك في جميع الاحوال إلا حال قضاء حاجتى ، اي لا أترك الطلب إلا وقت حصول المطلب ، وقال الكفعمي : (٥) لما روي بالتشديد والتخفيف فمن شدد كانت بمعنى إلا

____________________

(١) فلاح السائل : ٢٤٥.

(٢) مصباح المتهجد : ٧٦.

(٣) الفجر : ١٦.

(٤) الطارق : ٤.

(٥) مصباح الكفعمى ص ٣٩٨ في الهامش.

٩٧

كأنه قال اسئلك إلا قضيتها لي ، ومن خفف جعل ما زائدة للتأكيد ، واللام جواب القسم ، والتقدير لقضيتها لي ، قلت : قال الزجاج : « لما » استعملت في موضع إلا في موضعين ، الاول في قوله تعالى : « إن كل نفس لما عليها حافظ » والثاني في باب القسم تقول : سألتك لما فعلت ، والمعنى إلا فعلت ، والمعنى ما كل نفس إلا عليها حافظ من الملائكة ، يحفظ عملها وما تكسبه من خير وشر ، ومن قرء لما بالتخفيف فالمعنى كل نفس لعملها حافظ يحفظها ، وتكون « ما » صلة كما في قوله تعالى : « فبما رحمة من الله » (١).

١٦ ـ فلاح السائل : ومن الصلوات بين العشائين ما رواه أبوالحسن علي بن الحسين ابن أمد بن علي بن إبراهيم بن محمد العلوي الجواني في كتابه إلينا عن أبيه ، عن جده علي بن إبراهيم الجواني ، عن سلمة بن سليمان السراوي ، عن عتيق بن أحمد ابن رياح عن عمر بن سعد الجرجاني ، عن عثمان بن محمد الصباح عن داود بن سليمان الجرجاني ، عن عمرو بن سعيد الزهري ، عن الصادق ، عن ابيه ، عن جده عن أبيه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قلت لرسول الله (ص) عند وفاته : يا رسول الله أوصنا فقال : أوصيكم بركعتين بين المغرب والعشاء الآخرة ، تقرء في الاولى الحمد وإذا زلزلت الارض زالزالها ثلاث عشرة مرة ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد خمس مرة فانه من فعل ذلك في كل شهر كان من المتقين ، فان فعل ذلك في كل سنة كتب من المحسنين ، فان فعل ذلك في كل جمعة مرة كتب من المصلين ، فان فعل ذلك في كل ليلة زاحمني في الجنة ، ولم يحص ثوابه إلا الله رب العالمين جل وتعالى (٢).

المتهجد وغيره : مرسلا عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٣).

١٧ ـ فلاح السائل : ومن الصلوات بين العشائين ما رواه أحمد بن محمد بن علي الكوفي ، عن علي بن محمد الكسائي رفعه إلى موالينا عليهم‌السلام في قوله تعالى « إن

____________________

(١) آل عمران : ١٥٩.

(٢) فلاح السائل ص ٢٤٦.

(٣) مصباح المتهجد ص ٧٦.

٩٨

ناشئة الليل هي اشد وطأ وأقوم قيلا » (١) قال : هي ركعتان بعد المغرب يقرء في الاولى بفاتحة الكتاب ، وعشر آيات من أول البقرة وآية السخرة ، وقوله « وإلهكم إله واحد » إلى آخر الآية « لقوم يعقلون » (٢) وقل هو الله أحد خمس عشر مرة ، وفي الثانية فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر سورة البقرة من قوله « ولله ما في السموات » إلى آخر السورة وقل هو الله أحد خمس عشر مرة ، ثم ادع بماشئت بعدهما ، قال : فمن فعل ذلك وواظب عليه كتب له بكل صلاة ست مائة الف حجة (٣).

وروي ذلك في طريق آخر وفيها زيادة رواها أحمد بن علي بن محمد ، عن جده محمد بن أحمد بن العباس ، عن الحسن بن محمد النهشلي بمثل ذلك وزاد فيه فاذا فرغت من الصلاة وسلمت قلت : « اللهم مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك ، ودين نبيك ووليك ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، وأجرني من النار برحمتك ، اللهم امدد لي في عمري ، وانشر علي رحمتك وأنزل علي من بركاتك ، وإن كنت عندك في أم الكتاب شقيا فاجعلني سعيدا فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب.

وتقول : عشر مرات « أستجير بالله من النار » وعشر مرات « أسأل الله الجنة » وعشر مرات « أسأل الله الحور العين » (٤).

المتهجد وغيره : مرسلا مثل الرواية الثانية مع الدعاء (٥).

بيان : العشر من أول البقرة إلى قوله « بما كانوا يكذبون » على أحد الاحتمالين وإلى قوله « ومايشعرون » على الاحتمال الآخر ، والاول أظهر وأحوط ، وآية السخرة إن اريد بها الآية الواحدة فهي إلى « رب العالمين » وإن أريد بها الجنس فهي

____________________

(١) المزمل : ٦.

(٢) البقرة : ١٦٤١٦٣.

(٣) فلاح السائل ص ٢٤٦.

(٤) فلاح السائل ص ٢٤٧.

(٥) مصباح المتهجد ص ٧٦ و ٧٧.

٩٩

ثلاث آيات إلى قوله « من المحسنين » وهو اشهر وأحوط ، والاشهر في آية الكرسي إلى « العلي العظيم » وقيل إلى « خالدون ».

١٨ ـ فلاح السائل : ومن الصلوات بين العشائين ما رواه محمد بن أحمد القمي ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري ، عن الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من صلى بعد المغرب أربع ركعات يقرء في كل ركعة خمس عشرة مرة قل هو الله أحد انفتل من صلاته وليس بينه وبين الله تعالى ذنب إلا وقد غفر له (١).

ومن الصلوات بين المغرب وبين العشاء الآخرة ما رواه محمد بن أحمد بن علي بن سعيد الكوفي البزاز رحمه الله عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد الكليني ، عن بعض أصحابه ، عن الرضا عليه‌السلام قال : من صلى المغرب وبعدها أربع ركعات ولم يتكلم حتى يصلي عشر ركعات يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ، كانت له عدل عشر رقاب (٢).

المتهجد : وروي عشر ركعات وذكر نحوه ، وقال : أربع ركعات يقرء في كل ركعه الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد ، وروي أنه من فعل ذلك انفتل من صلاته وليس بينه وبين الله تعالى ذنب إلا وقد غفر له (٣).

١٩ ـ فلاح السائل : ومن الصلوات بين العشائين ما رويناه بعدة طرق فمنها باسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي (٤) عن ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الشيخ جعفر بن سليمان فيما رواه في كتابه كتاب ثواب الاعمال عن الصادق ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تنفلوا ولو بركعتين خفيفتين فانهما تورثان دار الكرامة ، قيل : يا رسول الله وما معنى خفيفتين؟ قال : يقرأ فيهما الحمد وحدها قيل : يا رسول الله

____________________

(١ ـ ٢) فلاح السائل ص ٢٤٧.

(٣) مصباح المتهجد ص ٧٧. ة

(٤) راجع التهذيب ج ١ ص ٢٠٥.

١٠٠