بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

سراج لصاحبها في ظلمة القبر (١).

وروي عن الصادق عليه‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلاة الليل مرضاة الرب ، وحب الملائكة ، وسنة الانبياء ، ونور المعرفة ، وأصل الايمان ، وراحة الابدان ، وكراهية الشيطان ، وسلاح على الاعداء ، وإجابة للدعاء ، وقبول الاعمال ، وبركة في الرزق ، وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت وسراج في قبره ، وفراش تحت جنبه ، وجواب مع منكر ونكير ، ومونس وزائر في قبره إلى يوم القيامة.

فاذا كان يوم القيامة كانت الصلاة ظلا فوقه ، وتاجا على رأسه ولباسا على بدنه ، ونورا يسعى بين يديه ، وسترا (٢) بينه وبين النار ، وحجة للمؤمن بين يدي الله تعالى ، وثقلا في الميزان ، وجوازا على الصراط ، ومفتاحا للجنة لان الصلاة تكبير وتحميد وتسبيح وتمجيد وتقديس وتعظيم وقراءة ودعاء ، وإن أفضل الاعمال كلها الصلاة لوقتها (٣).

البلد الامين : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : صلاة الليل مرضاة الرب إلى آخر الخبر (٤).

٥٣ ـ روضة الواعظين : قال الرضا عليه‌السلام : عليكم بصلاة الليل فما من عبد يقوم آخر الليل فيصلي ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر ، واستغفر الله في قنوته سبعين مرة إلا أجير من عذاب القبر ، ومن عذاب النار ، ومد له في عمره ، و وسع عليه في معيشته.

ثم قال عليه‌السلام : إن البيوت التي يصلى فيها بالليل يزهر نورها لاهل السماء كما يزهر نور الكواكب لاهل الارض.

____________________

(١) ارشاد القلوب ص ٣١٥.

(٢) في البلد الامين : ويكون حاجزا بينه وبين النار ، راجعه.

(٣) ارشاد القلوب ص ٣١٦.

(٤) البلد الامين ص ٤٧ في الهامش.

١٦١

وسأل الصادق عليه‌السلام عبدالله بن سنان ، عن قول الله عزوجل : « سيماهم في وجوههم من أثر السجود » (١) قال : هوالسهر في الصلاة.

وقال الصادق عليه‌السلام : ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل (٢).

٥٤ ـ فقه الرضا : قال عليه‌السلام : عليك بالصلاة في الليل ، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى بها عليا فقال في وصيته : عليك بصلاة الليل ، قالها ثلاثا وصلاة الليل تزيد في الرزق وبهاء الوجه ، وتحسن الخلق (٣).

____________________

(١) سورة الفتح : ٢٩.

(٢) رواه المفيد في المقنعة ص ١٩ وقال : يريد عليه‌السلام أنه ليس من شيعتهم المخلصين ، وليس من شيعتهم أيضا من لم يعتقد فضل صلاة الليل.

(٣) فقه الرضا : ١٢ باب صلاة الليل.

١٦٢

٧

* ( باب ) *

* « ( دعوة المنادى في السحر واستجابة ) » *

* « ( الدعاء فيه وافضل ساعات الليل ) » *

١ ـ مجالس الصدوق : عن علي بن أحمد بن موسى ، عن عبدالله بن موسى الروياني عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ، فقال عليه‌السلام : لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه ، والله ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك إنما قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الاخير ، وليلة الجمعة في أول الليل ، فيأمره فينادي هل من سائل فاعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل ، يا طالب الشر أقصر ، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر ، فاذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء ، حدثني بذلك أبي عن جدي ، عن آبائه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

بيان : قوله عليه‌السلام : « إنما قال » ظاهره التغيير اللفظي ويحتمل أن يكون المراد التحريف المعنوي أي ليس الغرض النزول الحقيقي بل المعنى تنزله تعالى عن عرش العظمة. والجلال والاستغناء المطلق إلى اللطف بالعباد ، وإرسال الملائكة إليهم ، و دعوتهم إلى بابه ، أو أنه لما كان النزول والنداء بأمره فكأنه فعله كما يقال قتل الامير

____________________

(١) امالى الصدوق : ٢٤٦ ، ورواه في التوحيد ص ١٧٦ ، عيون الاخبار ج ١ ص ١٢٦ ، وتراه في الاحتجاج. ٢٢٣.

١٦٣

فلانا إذا قتل بأمره.

قوله : « أقصر » على بناء الافعال قال الجوهري : اقصرت عنه كففت ونزعت مع القدرة عليه ، فان عجزت عنه قلت قصرت بلا ألف انتهى و « ملكوت السموات » ملكه قال في النهاية قد تكرر في الحديث ذكر الملكوت وهو اسم مبني من الملك كالجبروت والرهبوت من الجبر والرهبة ، وفي القاموس الملكوت كالرهبوت العز والسلطان والمملكة.

٢ ـ المحاسن : عن الصادق عليه‌السلام في قوله : « سوف أستغفر لكم ربي » (١) قال : أخرهم إلى السحر (٢).

٤ ـ الخصال : في خبر أبي ذر أنه سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اي الليل أفضل؟ قال : جوف الليل الغابر (٣).

بيان : لعل الغابر اسم هنا بمعنى الماضي أي الليل الذي مضى أكثره ، ويحتمل الباقي أيضا اي الباقي كثير منه.

٣ ـ تفسير علي بن ابراهيم : عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الرب تبارك وتعالى ينزل في كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أول الليل ، وفي كل ليلة في الثلث الاخير ، ملكا ينادي : هل من تائب يتاب عليه؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ اللهم أعط كل منفق خلفا ، وكل ممسك تلفا ، فاذا طلع الفجر عاد الرب إلى عرشه فقسم الارزاق بين العباد.

ثم قال للفضيل بن يسار : يافضيل! نصيبك من ذلك وهو قول الله « ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين » (٤).

____________________

(١) يوسف ، ٩٨.

(٢) المحاسن لم نجده وتراه في تفسير العياشى ج ٢ ص ١٩٦.

(٣) قد مر في الباب ٦ (٨٥) تحت الرقم : ١٧.

(٤) تفسير القمى : ٥٤١ ، والاية في السبأ : ٣٩.

١٦٤

بيان : قوله عليه‌السلام : « ملكا » وفي بعض النسخ وأمامه ملكان وهو محمول على التقية كما مر أوعلى المجاز كما سبق ، قوله : « نصيبك » منصوب على الاغراء أي خذ نصيبك.

٥ ـ مجالس ابن الشيخ : عن والده ، عن المفيد ، عن محمد بن عمر الجعابي عن ابن عقدة ، عن محمد بن يوسف ، عن محمد بن زياد ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد ابن عبدة النيشابوري قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : إن الناس يروون عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن في الليل ساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلا استجيب له؟ قال : نعم ، قلت : متى هي جعلت فداك؟ قال : ما بين نصف الليل إلى الثلث الباقي منه ، قلت له : أهي ليلة من الليالي معلومة؟ أوكل ليلة؟ قال : بل كل ليلة (١).

اقول : قد مضى بعض الاخبار في وقت الظهرين.

٦ ـ ثواب الاعمال : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمد بن أحمد الجاموراني ، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة البطائني ، عن مندل بن علي ، عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل يحب من عباده المؤمنين كل دعاء ، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس فانها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وتهب الرياح ، وتقسم فيها الارزاق ، وتقضى فيها الحوائج العظام (٢)

٧ ـ قصص الراوندى : بأسانده الكثيرة ، عن الصدوق ، عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه ابي القاسم ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن ابي قرة السمندي ، عن الصادق عليه‌السلام قال : يا فضل إن أفضل ما دعوتم الله بالاسحار ، قال الله تعالى : « وبالاسحار هم يستغفرون » (٣).

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٤٨.

(٢) ثواب الاعمال : ١٤٦.

(٣) قصص الراوندى مخطوط ، وترى مثله في الكافى ج ٢ ص ٤٧٧ ، والاية في سورة الذاريات : ١٨.

١٦٥

٨ ـ نهج البلاغة : عن نوفل البكالي قال : رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات ليلة وقد خرج من فراشه ، فنظر إلى النجوم ، فقال : يا نوف إن داود عليه‌السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل ، فقال : إنها ساعة لا يدعو فيها عبد ربه إلا استجيب له ، إلا أن يكون عشارا أو عريفا أو شرطيا أو صاحب عرطبة وهي الطنبور أو صاحب كوبة وهي الطبل ، وقد قيل ايضا العرطبة الطبل والكوبة الطنبور (١).

بيان : قال في النهاية : العريف المقيم بأمور القبيلة ، والجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الامير منه أحوالهم فعيل بمعنى فاعل ، وفي القاموس العريف كأمير من يعرف أصحابه ، والعريف رئيس القوم ، سمي بذلك لانه عرف بذلك ، أو النقيب وهو دو الرئيس انتهى.

والمراد هنا الرئيس بالباطل والظلم والمنصوب من قبل الظلمة ، وفي القاموس الشرطي واحد الشرط كصرد ، وهم أول كتيبة تشهد الحرب وتتهيؤ للموت ، وطائفة من أعوان الولاة معروفة وهو شرطي كتركي جهني سموا بذلك لانهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها.

وقال : العرطبة أو الطنبور أو الطبل أو طبل الحبشة ويضم ، وقال : الكوبة بالضم النرد والشطرح والطبل الصغير المخصر والفهر والبربط : وفي النهاية في الحديث أنه يغفر لكل مذنب إلا لصاحب عرطبة أو كوبة ، العرطبة بالفتح والضم العود والكوبة هي النرد وقيل الطبل ، وقيل البربط انتهى ، وفي أكثر نسخ النهج العرطبة بالضم وتشديد الباء وفي اللغة بالتخفيف.

٩ ـ عدة الداعى : عن الباقر عليه‌السلام إن الله تبارك وتعالى لينادي كل ليلة جمعة من فوق عرشه من أول الليل إلى آخره الا عبد مؤمن يدعوني لدينه أو دنياه قبل طلوع الفجر فأجيبه؟ ألا عبد مؤمن يتوب إلي من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه؟

____________________

(١) نهج البلاغة قسم الحكم تحت الرقم ١٠٤ ، وترى مثله في الخصال ج ١ ص ١٦٤ بتفاوت.

١٦٦

ألا عبد مؤمن قد قترت عليه رزقه فأزيد وأوسع عليه؟ الا عبد سقيم يسألني أن اشفيه قبل طلوع الفجر فاعافيه؟ الا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أطلقه من سجنه فأخلي سربه؟ ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له وآخذ له بظلامته؟ قال عليه‌السلام : فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر (١).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من كان له حاجة فليطلبها في العشاء ، فانها لم يعطها أحد من الامم قبلكم ، يعني العشاء الآخرة (٢).

وعن عمر بن اذينة قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن في الليلة ساعة ما يوافق فيها عبد مؤمن يصلي ويدعو الله فيها إلا استجاب له ، قلت : أصلحك الله و اي ساعات الليل؟ قال : إذا مضى نصف الليل وبقي السدس الاول من أول النصف الثاني (٣).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كان آخر الليل يقول الله سبحانه : هل من داع فأجيبه؟ هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ (٤).

بيان : في القاموس : السرب بالفتح الطريق وبالكسر الطريق والبال والقلب.

١٠ ـ دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال : ينادي مناد حين يمضي ثلث الليل : يا باغي الخير أقبل ، يا طالب الشر أقصر هل من تائب يتاب عليه هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل فيعطى؟ حتى يطلع الفجر (٥).

١١ ـ المكارم : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام في وصيته : يا علي صل من الليل ولو قدر حلب شاة ، وبالاسحار فادع ، فان عند ذلك لا ترد دعوة ، قال الله تبارك وتعالى : « والمستغفرين بالاسحار » (٦).

١٢ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح : عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا

____________________

(٤ ـ ١) عدة الداعى : ٢٩.

(٥) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢١٠.

(٦) مكارم الاخلاق : ٣٤٠ والاية في آل عمران ١٧٠.

١٦٧

عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى ينزل في الثلث الباقي من الليل إلى السماء الدنيا ، فينادي هل من تائب يتوب فأتوب عليه؟ وهل من مستغفر يستغفر فأغفر له؟ وهل من داع يدعوني فأفك عنه؟ وهل من مقتور يدعوني فأبسط له؟ وهل من مظلوم ينصرني فأنصره؟

١٦٨

٨

( باب )

* « ( أصناف الناس في القيام عن فرشهم ) » *

* « ( وثواب احياء الليل كله أوبعضه ) » *

* « ( وتنبيه الملك للصلاة ) » *

١ ـ مجالس الصدوق : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن علي بن محبوب ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أبي داود المسترق قال : قال الصادق عليه‌السلام : يقوم الناس عن فرشهم على ثلاثة أصناف : فصنف له ولا عليه وصنف عليه ولاله ، وصنف لا عليه ولاله ، فأما الصنف الذي له ولا عليه : فهو الذي يقوم من مقامه ويتوضؤ ويصلي ويذكر الله عزوجل ، والصنف الذي عليه ولاله ، فهو الذي لم يزل في معصية الله حتى نام ، فذاك الذي عليه لاله ، والصنف الذي لاله ولا عليه ، فهو الذي لا يزال نائما حتى يصبح فذلك لاله ولا عليه (١).

مجالس ابن الشيخ : عن ابيه ، عن الحسين بن عبيدالله الغضايرى ، عن الصدوق مثله (٢).

٢ ـ المحاسن : عن الحسن بن علي الوشا ، عن العلا ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام قال : ما من عبد إلا وهو يتيقظ مرة أومرتين في الليل أو مرارا ، فان قام وإلا فحج الشيطان فبال في اذنه ، ألا يرى أحدكم إذا كان منه ذاك قام ثقيلا أوكسلان (٣).

بيان : قال في النهاية : فيه بال قائما فحج رجليه اي فرقهما وباعد ما بينهما

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٢٣٤.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٤٦.

(٣) المحاسن : ٨٦.

١٦٩

والفحج تباعد ما بين الفخذين ، وقال فيه من نام حتى أصبح فقد بال الشيطان في أذنه قيل : معناه سخر منه وظهر عليه حتى نام عن طاعة الله ، قال الشاعر : « بال سهيل في الفضيخ ففسد » أي لما كان الفضيخ يفسد بطلوع سهيل كان ظهوره مفسدا له وفي حديث آخر عن الحسن مرسلا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « فاذا نام شغر الشيطان برجله فبال في أذنه » وحديث ابن مسعود « كفى بالرجل شرا أن يبول الشيطان في أذنه » وكل هذا على سبيل المجاز والتمثيل انتهى.

وقيل : تميثل لتثاقل نومه وعدم تنبهه بصوت المؤذن بحال من بيل في أذنه وفسد حسه ، وقال القاضي عياض لا يبعد كونه على ظاهره وخص الاذن لانه حاسة الانتباه انتهى.

وقال الشيخ البهائي : الفحج بالحاء المهملة والجيم نوع من المشي ردي وهو أن يتقارب صدر القدمين ويتباعد العقبان ، وهو كناية عن سوء الجيئة ورداءتها كما أن البول في الاذن كناية عن تلاعب الشيطان انتهى وما ذكرناه أولا أنسب.

٣ ـ المحاسن : عن أبيه ، عن صفوان ، عن خضر أبي هاشم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن لليل شيطانا يقال له الزهاء ، فاذا استيقظ العبد وأراد القيام إلى الصلاة قال له : ليست ساعتك ، ثم يستيقظ مرة أخرى فيقول : لم يأن لك فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتى يطلع الفجر ، فاذا طلع الفجر بال في أذنه ثم انصاع يمصع بذنبه فخرا ويصيح (١).

روضة الواعظين : عن الباقر والصادق عليهما‌السلام مثل الخبرين.

بيان : قال الفيروز آبادي : انصاع انفتل راجعا مسرعا ، وقال مصعت الدابة بذنبها حركته وضربت به.

٤ ـ ثواب الاعمال (٢) والمجالس للصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن سلمة بن الخطاب ، عن محمد بن الليث ، عن جابر بن إسماعيل ، عن الصادق عليه‌السلام أن

____________________

(١) المحاسن : ٨٦.

(٢) ثواب الاعمال : ٤٠٣٩.

١٧٠

رجلا سأل علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن قيام الليل للقرآن فقال له : أبشر من صلى من الليل عشر ليلة لله مخلصا ابتغاء مرضات الله ، قال الله عزوجل لملائكته : اكتبوا لعبدي هذامن الحسنات عدد ما أنبت في الليل منحبة وورقة وشجرة ، وعدد كل قصبة وخوط ومرعى ، ومن صلى تسع ليلة أعطاه الله عشر دعوات مستجابات ، وأعطاه كتابه بيمينه يوم القيامة ، ومن صلى ثمن ليلة خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر حتى يمر على الصراط مع الآمنين ، ومن صلى سدس ليلة كتب من الاوابين وغفر له ما تقدم من ذنبه.

ومن صلى خمس ليلة زاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته ، ومن صلى ربع ليلة كان في أول الفائزين حتى يمر على الصراط كالريح العاصف ويدخل الجنة بغير حساب ، ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك إلا غبطه بمنزلته من الله عزوجل ، وقيل : ادخل من اي أبواب الجنة الثمانية شئت ، ومن صلى نصف ليلة فلو أعطى ملء الارض ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاءه ، وكان له ذلك أفضل من سبعين رقبة يعتقهامن ولد إسماعيل ، ومن صلى ثلثي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج ، أدناها حسنة أثقل من جبل أحد مرات.

ومن صلى ليلة تامة تاليا لكتاب الله عزوجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطي من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته أمه ، ويكتب له عدد ما خلق الله من الحسنات ، ومثلها درجات ، ويثبت النور في قبره ، وينزع الاثم والحسد من قلبه ، ويجار من عذاب القبر ، ويعطى براءة من النار ، ويبعث من الآمنين ، ويقول الرب تبارك وتعالى لملائكته : ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيا ليلة ابتغاء مرضاتي ، أسكنوه الفردوس ، وله مأة الف مدينة ، في كل مدينة جميع ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين وما لا يخطر على بال ، سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة (١).

ايضاح : قال في القاموس : الخوط بالضم الغصن الناعم لسنة أو كل قضيب ، وفي

____________________

(١) أمالى الصدوق : ١٧٥ والحديث ضعيف جدا.

١٧١

الفقيه (١) وخوص وهو بالضم ورق النخل ، قوله عليه‌السلام : صابر أي في الجهاد حتى يقتل أو الاعم ، وفي النهاية الاوابين جمع أواب وهوكثير الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة ، و قيل : هوالمطيع وقيل المسبح ، انتهى ، والعاصف الشديد ، وقال الجوهري : الغبطة أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه ، وليس بحسد ، وقال : العالج موضع بالبادية لها رمل انتهى.

واعلم أنه يمكن أن يكون كل مرتبة لاحقة منضمة مع السابقة ويحتمل العدم والله العالم.

٥ ـ اعلام الدين للديلمى : عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان فيما أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه‌السلام : ياموسى كذب من زعم انه يحبني فاذا جنه الليل نام عني ، يا ابن عمران لو رأيت الذين يصلون لي في الدياجي ، وقد مثلت نفسي بين أعينهم يخاطبوني ، وقد جليت عن المشاهدة ، ويكلموني وقد عززت عن الحضور.

يا ابن عمران هب لي من عينيك الدموع ، ومن قلبك الخشوع ، ومن بدنك الخضوع ثم ادعني في ظلم الليل تجدني قريبا مجيبا.

وقال أبوالحسن الثالث عليه‌السلام في بعض مواعظه : السهر ألذ للمنام ، والجوع يزيد في طيب الطعام ، يريد به الحث على قيام الليل وصيام النهار.

____________________

(١) الفقيه ج ١ ص ٣٠٠ ٣٠١.

١٧٢

٩

* ( باب ) *

* « ( آداب النوم والانتباه زائدا على ما تقدم ) » *

١ ـ الدعائم : عن علي عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أراد شيئا من قيام الليل فأخذ مضجعه فليقل : « اللهم لا تؤمني مكرك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تجعلني من الغافلين ، أقوم إنشاء الله ساعة كذا وكذا ، فان الله عزوجل يوكل به ملكا يقيمه تلك الساعة ، ومن اراد شيئا من قيام الليل فغلبته عيناه حتى يصبح كان نومه صدقة من الله عليه ، ويتمم الله قيام ليلته (١).

٢ ـ ارشاد القلوب : يقول من أراد الانتباه : اللهم ابعثني من مضجعي لذكرك وشكرك ، وصلواتك واستغفارك ، وتلاوة كتابك ، وحسن عبادتك يا أرحم الراحمين.

٣ ـ الكافى والتهذيب : في الحسن كالصحيح عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا قمت في الليل من منامك فقل : « الحمد لله الذي رد علي روحي لاحمده وأعبده (٢).

٤ ـ الفقيه : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أوى إلى فراشه ، قال : « باسمك اللهم أحيى وباسمك أموت » فاذا استيقظ قال : « الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني ، و إليه النشور » (٣).

٥ ـ الكافى : في الحسن كالصحيح عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٤).

بيان : « باسمك اللهم أحيى » قال الوالد قدس سره : أي أنت تحييي و تميتني أو متلبسا أو متبركا باسمك أحيى وأموت ، أوحياتي باسمك المحيي ، ومماتي باسمك المميت ، والمناسبة باعتبار أن النوم أخ الموت.

____________________

(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢١٣.

(٢) الكافى ج ٣ ص ٤٤٥ ، التهذيب ج ١ ص ١٦٧ ط حجر ، ج ٢ ص ١٢٣ ط نجف.

(٣) فقيه من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٣٠٤.

(٤) الكافى ج ٢ ص ٥٣٩.

١٧٣

أقول : قد مضت ادعية النوم والانتباه وآدابهما في كتاب الآداب والسنن (١) ، ونذكر هنا شيئا منها تبعا للاصحاب :

فمنها تسبيح فاطمة صلوات الله عليها كماوردت به الاخبار الكثيرة ، وروى الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان (٢) قال : من بات على تسبيح فاطمة كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.

ومنها ما روي في الصحيح (٣) عن أبي جعفر عليه‌السلام إذا توسد الرجل يمينه فليقل :  « بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهرى إليك ، وتوكلت عليك رهبة منك ، ورغبة إليك ، لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبرسولك الذي أرسلت » ثم يسبح تسبيح فاطمة الزهراء ، ومن اصابه فزع عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوذتين وآية الكرسي.

ومنها ما روي في الصحيح (٤) عن أحدهما عليه‌السلام قال : لا يدع الرجل أن يقول عند منامه : « أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامات من كل شيطان و هامة ، ومن كل عين لامة » فبذلك عوذ به جبرئيل الحسن والحسين عليهما‌السلام.

ومنها ما روي في الصحيح (٥) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اقرء : قل هو الله وقل يا أيها الكافرون عند منامك ، فانهما براءة من الشرك ، وقل هو الله نسبة الرب عزوجل.

وفي الصحيح (٦) أيضا عنه قال : من قرء قل هو الله أحد مائة مرة حين يأخذ مضجعه ، غفر له ما قبل ذلك خمسين عاما.

____________________

(١) راجع ج ٧٦ ص ٢٢١١٨٦.

(٢) مجمع البيان ج ٨ ص ٣٥٨ ، والاية في سورة الاحزاب : ٣٥.

(٣) الفقيه ج ١ ص ٢٩٧.

(٤) التهذيب ج ١ ص ١٦٨.

(٥) الفقيه ج ١ ص ٢٩٧.

(٦) التوحيد ص ٩٤ و ٩٥ ط مكتبة الصدوق الكافى ج ٢ ص ٦٢٠.

١٧٤

وفي الموثق (١) عنه عليه‌السلام قال : من قرء قل هوالله إحدى عشرة مرة حين مايأوي إلى فراشه غفر له وشفع في جيرانه ، فان قرأها مائة مرة غفر ذنبه فيما يستقبل خمسين سنة.

وفي الحسن (٢) كالصحيح عنهم عليهم‌السلام إذا أردت النوم تقول : اللهم إن أمسكت بنفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها ».

وفي الصحيح (٣) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال حين يأوي إلى فراشه :  » لا إله إلا الله « مائة مرة ، بنى الله له بيتا في الجنة ، ومن استغفر الله مائة مرة حين ينام بات وقد تحاتت الذنوب كلها عنه ، كما يتحات الورق من الشجر ، ويصبح وليس عليه ذنب.

وفي الصحيح (٤) أيضا عنه عليه‌السلام قال من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات : « الحمد لله الذي علا فقهر ، والحمد لله الذي بطن فخبر ، والحمد لله الذي ملك فقدر ، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويميت الاحياء وهوعلى كل شئ قدير » خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه وفي الاخبار المعتبرة من بات على طهر فكأنما أحيى ليله.

٦ ـ المتهجد (٥) وغيرها : إذا أوى إلى فراشه فليقل « أعوذ بعزة الله ، وأعوذ بقدرة الله ، وأعوذ بجمال الله ، وأعوذ بسلطان الله ، وأعوذ بجبروت الله ، وأعوذ بملكوت الله ، وأعوذ بدفع الله ، وأعوذ بجمع الله ، وأعوذ برحمة الله ، وأعوذ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأعوذ بأهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من شر ما خلق وذرء وبرء ، ومن شر العامة والسامة ، ومن شر فسقة العرب والعجم ، ومن شر كل دابة في الليل والنهار أنت آخذ

____________________

(١) ثواب الاعمال : ١١٦.

(٢) الكافى ج ٢ ص ٥٣٩.

(٣) رواه الصدوق في الخصال ج ٢ ص ١٤٦ وثواب الاعمال : ٥ وفي الامالى : ١١٩.

(٤) الفقيه ج ١ ص ٢٩٧.

(٥) مصباح المتهجد : ٨٥.

١٧٥

بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم.

فإذا اراد النوم فليتوسد يمينه وليقل « بسم الله وبالله وفي سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهم إني أسلمت نفسي إليك إلى قوله آمنت بكل كتاب أنزلته ، وبكل رسول أرسلته ».

ثم يسبح تسبيح الزهراء ثم يقرء قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا ثلاثا وآية السخرة ، وشهد الله ، وإنا أنزلناه إحدى عشر مرة ، ثم ليقل « لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير.

ثم ليقل « أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه من شر ماخلق وذرأ وبرء وأنشأ وصور ومن شر الشيطان وشركه ونزغه ، ومن شر شياطين الانس والجن ، وأعوذ بكلمات الله التامة من شر السامة والهامة واللامة والخاصة والعامة ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شر ما يلج في الارض ومايخرج منها ، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير ، بالله الرحمان استعنت ، وعلى الله توكلت ، وهو حسبي ونعم الوكيل.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من قرء ألهيكم التكاثر عند النوم وقي فتنة القبر.

وعن أبي الحسن موسى عليه‌السلام أنه قال : يستحب أن يقرأ الانسان عند النوم لحدى عشرة مرة إنا أنزلناه في ليلة القدر.

ومن يتفرغ بالليل يستحب أن يقرء إذا أوى إلى فراشه المعوذتين وآية الكرسي.

ومن خاف اللصوص فليقرء عند منامه « قل ادعوا الله أوادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى » إلى آخرها.

ومن خاف الارق فليقل عند منامه « سبحان الله ذي الشان ، دائم السلطان ، عظيم

١٧٦

البرهان ، كل يوم هو في شان » ثم يقول : « يا مشبع البطون الجائعة ، ويا كاسي الجنوب العارية ، ويا مسكن العروق الضاربة ، ويا منوم العيون الساهرة ، سكن عروقي الضاربة واذن لعيني نوما عاجلا ».

ومن خاف الاحتلام فليقل عند منامه : « اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام ، وأن يلعب بي الشيطان في اليقظة والمنام ».

ويقول لطلب الرزق عند المنام « اللهم أنت الاول فلا شئ قبلك ، وانت الآخر فلا شئ بعدك ، وأنت الظاهر فلا شئ فوقك ، وأنت الباطن فلا شئ دونك ، وأنت الآخر فلا شئ بعدك ، اللهم رب السموات السبع ، ورب الارضين السبع ، ورب التوراة والانجيل ، والزبور والفرقان الحكيم ، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم ».

ومن أراد رؤيا ميت في منامه فليقل : « اللهم أنت الحي الذي لا يوصف والايمان يعرف منه ، منك بدت الاشياء ، وإليك تعود ، فما أقبل منها كنت ملجأه ومنجا ، وما ادبر منها لم يكن له ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، أسئلك بلا إله إلا أنت ، وأسئلك ببسم الله الرحمن الرحيم ، وبحق نبيك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد النبيين وبحق علي خير الوصيين ، وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين وبحق الحسن والحسين اللذين جعلتهما سيدي شباب أهل الجنة ، عليهم أجمعين السلام ، أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تريني ميتي في الحال التي هو فيها.

ومن أراد الانتباه لصلاة الليل وخاف النوم ، فليقل عند منامه : « قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي » إلى آخر السورة ثم يقول : اللهم لا تنسني ذكرك ، ولا تؤمني مكرك ، ولا تجعلني من الغافلين ، وأنبهني لاحب الساعات إليك ، أدعوك فيها فتستجيب لي ، وأسألك فتعطيني ، وأستغفرك فتغفر لى ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا ارحم الراحمين.

وفي رواية صفوان بن يحيى ، عن ابي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام : اللهم لا تؤمني مكرك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تول عني وجهك ، ولا تهتك عني ستر ، ولا

١٧٧

تأخذني على تمددي ، ولا تجعلني من الغافلين ، وأيقظنى من رقدتى ، وسهل لي القيام في هذه الليلة في أحب الاوقات ، وارزقنى فيها الصلاة والذكر والشكر والدعاء حتى أسئلك فتعطيني ، وادعوك فتستجب لي ، وأستغفرك فتغفر لى ، إنك أنت الغفور الرحيم.

فاذا انقلب على فراشه وانتبه فليقل » لا إله إلا الله الحي القيوم ، وهو على كل شئ قدير ، سبحان الله رب النبيين ، وإله المرسلين ، وسبحان الله رب السموات السبع وما فيهن ورب الارضين السبع وما فيهن ، ورب العرش العظيم ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين.

وإذا رأى رؤيا مكروهة فليتحول عن شقه الذي كان عليه وليقل « إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا باذن الله ، أعوذ بالله وبما عاذت به ملائكة الله المقربون ، وأنبياؤه المرسلون ، والائمة المهديون ، وعباده الصالحون من شر ما رأيت ومن شر رؤياي أن تضرني في ديني أو دنياي ، ومن الشيطان الرجيم (١).

٧ ـ الجنة : روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي : ما فعلت البارحة يا أبا الحسن؟ فقال : صليت ألف ركعة قبل أن أنام ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف ذلك؟ فقال عليه‌السلام : سمعتك يا رسول الله تقول : من قال عند نومه ثلاثا » يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته « فقد صلى ألف ركعة ، قال : صدقت (٢).

قال : وليقل عند النوم » يا من يمسك السموات والارض أن تزولا ، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ، صل على محمد وآل محمد ، وأمسك عنا السوء إنك على كل شئ قدير « (٣).

٨ ـ البلد الامين : عن علي عليه‌السلام من قرأ آية السخرة عند نومه حرسته الملائكة وتباعدت عنه الشياطين (٤).

____________________

(١) مصباح المتهجد : ٨٨.

(٢ و ٣) مصباح الكفعمى : ٤٦ و ٤٧ متنا وهامشا وتراه في البلد الامين ص ٣٤.

(٤) البلد الامين : ٣٣ و ٣٤ متنا وهامشا.

١٧٨

وعن الباقر عليه‌السلام : من قرء سورة القدر إحدى عشر مرة حين ينام خلق الله له نورا سعته سعة الهواء عرضا وطولا ممتدا من قرار الهواء إلى حجب النور ، فوق العرش في كل درجة منه ألف ملك ، ولكل ملك ألف لسان ، لكل لسان الف لغة ، يستغفرون لقاريها إلى زوال الليل ثم يضع الله تعالى ذلك النور في جسد قاريها إلى يوم القيامة (١).

وعنه عليه‌السلام : من قرأها حين ينام ويستيقظ ملا اللوح المحفوظ ثوابه.

وعنه عليه‌السلام : من قرأها مائة مرة في ليلة راى الجنة قبل أن يصبح (٢).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ التوحيد والمعوذتين كل ليلة كان كمن قرأ القرآن كله وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وإن مات في يومه أو ليلته مات شهيدا (٣).

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : من قرء التوحيد حين يأخذ مضجعه وكل الله به ألف ملك يحرسونه ليلته ، وهي كفارة خمسين سنة (٤).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قال : حين يأوي إلى فراشه ثلاث مرات » أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه « غفر الله تعالى ذنوبه وإن كان مثل زبد البحر و رمل عالج ، أو مثل أيام الدنيا (٥).

وروي من قرأ آية شهد الله عند منامه خلق الله تعالى له سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة (٦).

٩ ـ العدة : عن علي عليه‌السلام إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الايمن وليقل » بسم الله وضعت جنبي لله على ملة إبراهيم ودين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وولاية من افترض الله طاعته ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن « فمن قال ذلك عند منامه حفظه الله تعالى من اللص المغير والهدم وتستغفر له الملائكة (٧).

١٠ ـ الكافى : في القوي ، عن ابي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرأ عند منامه آية

____________________

(٦ ـ ١) البلد الامين ص ٣٣ و ٣٤ متنا وهامشا.

(٧) تراه في الخصال ج ٢ ص ١٦٦.

١٧٩

الكرسي ثلاث مرات والآية التي في آل عمران شهد الله أنه لا إله إلا هو وآية السخرة وآية السجدة وكل به شيطانان يحفظانه من مرة الشياطين ، شاؤا أو أبوا ، ومعهما من الله ثلاثون ملكا يحمدون الله عزوجل ويسبحونه ويهللونه ويكبرونه ويستغفرونه إلى أن ينتبه ذلك العبد من نومه ، وثواب ذلك كله له (١).

بيان : لعل المراد بآية السجدة آخر حم السجدة » سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم الا إنه بكل شئ محيط « وقيل : الآية التي بعد آية السجدة في الم » تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون « لانها أنسب بهذا المقام ، والاولى الجمع بينهما.

١١ ـ التهذيب : باسناده عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قرأ الواقعة كل ليلة قبل أن ينام لقي الله ووجهه كالقمر في ليلة البدر (٢).

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٥٤٠٥٣٩.

(٢) التهذيب ج ص ، ورواه الصدوق في الثواب : ١٠٦.

١٨٠