مستدرك الوسائل - ج ٩

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٩

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

وروى هذه الأخبار المفيد في الاختصاص(٣) : وفيه : « وإن ابتلي فاعضده » .

[١٠١٤٨] ٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، قال : « المؤمن أخو المؤمن ، يحقّ عليه نصيحته ، ومواساته ، ومنع عدوّه منه » .

[١٠١٤٩] ٥ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : المسلم أخو المسلم ، لا يخونه ، ولا يخذله ، ولا يعيبه ، ولا يحرمه ، ولا يغتابه » .

[١٠١٥٠] ٦ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، قال : « ان من حقّ المسلم إن عطس أن يسمّته ، وإن أولم أتاه ، وإن مرض عاده ، وإن مات شهد جنازته » .

[١٠١٥١] ٧ ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) : « ان نفراً من المسلمين خرجوا في سفر لهم فاضلّوا الطريق ، فأصابهم عطش شديد فتيمموا ولزموا أصول الشجر ، فجاءهم شيخ عليه ثياب بيض ، فقال : قوموا لابأس عليكم ، هذا الماء ، قال : فقاموا وشربوا فارووا ، فقالوا [ له ](١) : من أنت يرحمك(٢) الله ؟ قال : أنا من الجنّ الذين بايعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أني سمعته يقول : المؤمن اخو

____________________________

(٣) الاختصاص ص ٢٨ ح ١ و ٣ فقط الجزء الأول منه .

٤ ـ المؤمن ص ٤٢ ح ٩٦ .

٥ ـ المؤمن ص ٤٣ ح ٩٨ .

٦ ـ المؤمن ص ٤٣ ح ٩٩ .

٧ ـ المؤمن ص ٤٣ ح ١٠٠ .

(١) اثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : رحمك .

٤١

المؤمن عينه ودليله ، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي » .

[١٠١٥٢] ٨ ـ وعن سماعة قال : سألته ( عليه السلام ) عن قوم عندهم فضول ، وبإخوانهم حاجة شديدة ، تسعهم الزكاة ، أيسعهم ان يشبعوا ويجوع إخوانهم ، فإن الزمان شديد ؟ فقال : « المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحرمه » .

[١٠١٥٣] ٩ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « ان المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يعيبه ، ولا يغتابه ، ولا يحرمه ، ولا يخونه . وقال : للمسلم على أخيه من الحق ، أن يسلّم عليه إذا لقيه ، ويعوده إذا مرض ، وينصح له إذا غاب ، ويسمّته إذا عطس ، ويجيبه إذا دعاه ، ويشيّعه إذا مات » .

[١٠١٥٤] ١٠ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، قال : « لا والله لا يكون [ المؤمن ](١) مؤمناً أبداً حتى يكون لأخيه المؤمن مثل الجسد ، إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه » .

[١٠١٥٥] ١١ ـ وعن المعلى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما حقّ المؤمن على المؤمن ؟ قال : « إنّي عليك شفيق ، إني أخاف أن تعلم ولا تعمل ، وتضيّع ولا تحفظ ، قال فقلت : لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، قال : للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة ، ليس منه حقّ إلّا وهو واجب على أخيه ، إن ضيّع منها

____________________________

٨ ـ المؤمن ص ٤٣ ح ١٠١ .

٩ ـ المؤمن ص ٤٥ ح ١٠٥ .

١٠ ـ المؤمن ص ٣٩ ح ٩٠ .

(١) اثبتناه من إحدى نسخ المصدر .

١١ ـ المؤمن ص ٤٠ ح ٩٣ .

٤٢

حقّاً خرج من ولاية الله تعالى ، وترك طاعته ، ولم يكن له فيها نصيب ، أيسر حقّ منها : أن تحب له ما تحب لنفسك ، وان تكره له ما تكره لنفسك .

والثاني : أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويديك ورجليك .

والثالث : أن تتبع رضاه ، وتجتنب سخطه ، وتطيع أمره .

والرابع : أن تكون عينه ودليله ومرآته .

والخامس : ان لا تشبع ويجوع ، وتروى ويظمأ ، وتكسى ويعرى .

والسادس : ان يكون لك خادم وليس له خادم ، ولك امرأة تقوم عليك وليس له امرأة تقوم عليه ، ان تبعث خادمك يغسل ثيابه ويصنع طعامه ويهي(١) فراشه .

والسابع : ان تبرّ قسمه ، وتجيب دعوته ، وتعود مريضه ، وتشهد جنازته ، وإن كانت له حاجة تبادر مبادرة إلى قضائها ، ولا تكلّفه أن يسألكها ، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته ، وولايته بولايتك » .

وعن المعلى : مثله ، وقال في حديثه : « فإذا فعلت ذلك ، وصلت ولايتك بولايته ، وولايته بولاية الله تعالى » .

ورواه المفيد في الاختصاص : عن عبد الأعلى ، عن المعلّى : مثله وفيه : « وتلبس ويعرى » وفيه : « ويمهد فراشه »(٢) .

____________________________

(١) في المخطوط : يتهيّؤ ، وما أثبتناه من المصدر .

(٢) الاختصاص ص ٢٨ .

٤٣

[١٠١٥٦] ١٢ ـ وعن عيسى بن أبي منصور ، قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنا ، وعبدالله بن أبي يعفور ، وعبد الله بن طلحة ، فقال ( عليه السلام ) ابتداء : « ياابن أبي يعفور ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي الله عزّ وجلّ ، وعن يمين الله » ، قال ابن أبي يعفور : وما هي جعلت فداك ؟ قال : « يحبّ المرء المسلم لأخيه ما يحبّ لأعزّ اهله ، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعزّ أهله ، ويناصحه الولاية » ، فبكى ابن أبي يعفور وقال : وكيف يناصحه الولاية ؟ قال : « ياابن أبي يعفور ، إذا كان منه [ بتلك المنزلة بثّه همّه ففرح ](١) لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه إن هو حزن ، وإن كان عنده ما يفرّج عنه فرّج عنه ، وإلّا دعا الله له .

قال : ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ثلاث لكم ، وثلاث لنا : أن تعرفوا فضلنا ، وأن تطأوا اعقابنا ، وتنظروا عاقبتنا ، فمن كان هكذا كان بين يدي الله ، وعن يمين الله ـ إلى أن قال ـ أما بلغك حديث أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : إنّ المؤمنين عن يمين الله ، وبين يدي الله ، وجوههم أبيض من الثلج ، وأضوأ من الشمس الضاحية ، فيسأل السائل : من(٢) هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء الذين تحابّوا في جلال الله » .

[١٠١٥٧] ١٣ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن الصادق ( عليه السلام ) ،

____________________________

١٢ ـ المؤمن ص ٤١ ح ٩٤ ، ورواه الكليني في الكافي ج ٢ ص ١٣٨ ح ٩ ، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٢٥١ ح ٤٧ .

(١) كان في المخطوط : « بثلث يهم وفرح » ، وما أثبتناه من الكافي والبحار .

(٢) كان في المخطوط « عن » ، وما أثبتناه من المصدر .

١٣ ـ تفسير علي بن إبراهيم ج ١ ص ١٥٦ .

٤٤

قال : « إن للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق ، فأوجبها أن يقول الرجل حقاً وإن كان على نفسه ، أو على والديه فلا يميل لهم عن(١) الحقّ » .

[١٠١٥٨] ١٤ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله بن محمد ، أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المؤمن مرآة لأخيه المؤمن ، ينصحه إذا غاب عنه ، ويميط عنه ما يكره إذا شهد ، ويوسع له في المجلس » .

[١٠١٥٩] ١٥ ـ وبهذا الإِسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا آخى أحدكم أخاً في الله ، فلا يحاده(١) ولا يداره ، ولا يماره » يعني لا يخالفه .

[١٠١٦٠] ١٦ ـ البحار ، عن كتاب قضاء حقوق المؤمنين للشيخ سديد الدين أبي علي بن طاهر الصوري(١) : بإسناده ، قال : سئل الرضا ( عليه السلام ) : ما حقّ المؤمن على المؤمن ؟ فقال : « إنّ من حقّ المؤمن على المؤمن المودّة له في صدره ، والمواساة له في ماله ، والنصرة له على من ظلمه ، وإن كان فيىء للمسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه ،

____________________________

(١) كان في المخطوط « على » وما أثبتناه من الصدر .

١٤ ـ الجعفريات ص ١٩٧ .

١٥ ـ الجعفريات ص ١٩٨ .

(١) حادّه من المحادّة وهي المخالفة ( لسان العرب ص ٣ ح ١٤٠ ) .

١٦ ـ البحار ج ٧٤ ص ٢٣٢ عن كتاب قضاء الحقوق للصوري ح ٤٤ .

(١) كان في المخطوط : السوري ، وما أثبتناه من البحار .

٤٥

وإذا مات فالزيارة إلى قبره ، ولا يظلمه ، ولا يغشه ، ولا يخونه ، ولا يخذله ، ولا يغتابه ، ولا يكذبه ، ولا يقول له : أفّ ، فإذا قال له : أفّ ، فليس بينهما ولاية ، وإذا قال له : أنت عدوي ، فقد كفّر أحدهما صاحبه ، وإذا اتهمه انماث الإِيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء ـ إلى أن قال ـ وأن أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، أقبل إلى الكعبة وقال : الحمد لله الذي كرّمك وشرّفك وعظمك ، وجعلك مثابة للناس وأمناً ، والله لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك ، ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلّم عليه ، فقال له عند الوداع : أوصني ، فقال له :

أوصيك بتقوى الله ، وبرّ أخيك المؤمن ، فأحبب له ما تحبّ لنفسك ، وإن سألك فاعطه ، وإن كفّ عنك فاعرض عليه(٢) ، لا تمله فإنه لا يملك ، وكن له عضداً ، فإن وجد عليك فلا تفارقه حتى تسلّ سخيمته ، فإن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فاكنفه(٣) واعضده وزره وأكرمه ، والطف به ، فإنه منك وأنت منه ، ونظرك لأخيك المؤمن وإدخال السرور عليه ، أفضل من الصيام وأعظم أجراً ».

[١٠١٦١] ١٧ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « اعلم ـ يرحمك الله ـ إن حق الإِخوان واجب فرض لازم ، أن تفدونهم بأنفسكم ، وأسماعكم ، وأبصاركم ، وأيديكم ، وأرجلكم ، وجميع جوارحكم ، وهم حصونكم التي(١) تلجؤون إليها في الشدائد في الدنيا والآخرة ، لا تماظوهم(٢) ،

____________________________

(٢) كذا في البحار ، وفي المخطوط : عنه .

(٣) كنفه : حفظه وأعانه . . . ( لسان العرب ج ٩ ح ٣٠٨ ) .

١٧ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٥ .

(١) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : الذين .

(٢) في المصدر : تباطوهم ( تماطوهم خ ل ) ، وتماظّوهم : تخاصموهم وتنازعوهم ( لسان العرب ص ٧ ح ٤٦٣ ) .

٤٦

ولا تخالفوهم ولا تغتابوهم ، ولا تدعوا نصرتهم ولا معاونتهم ، وابذلوا النفوس والأموال دونهم ، والإِقبال على الله عزّ وجلّ بالدعاء لهم ، ومواساتهم في كلّ ما يجوز فيه المساواة والمواساة ، ونصرتهم ظالمين ومظلومين بالدفع(٣) عنهم ـ إلى أن قال ـ فبالله نستعين على حقوق الإِخوان ، والأخ الذي يجب له هذه الحقوق ، الذي لا فرق بينك وبينه في جملة الدين وتفصيله ، ثم ما يجب له بالحقوق على حسب قرب [ ما ](٤) بين الإِخوان وبعده بحسب ذلك . أروي عن العالم ( عليه السلام ) ، أنه وقف بحيال الكعبة ثم قال : ما اعظم حقّك [ يا كعبة ](٥) والله أنّ حق المؤمن لأعظم من حقّك » .

[١٠١٦٢] ١٨ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : « وما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه ، فوفاهم حقوقهم جهده ، وأعطاهم ممكنه ، ورضي منهم بعفوهم ، وترك الاستقصاء عليهم فيما يكون من زللهم [ و ](١) غفرها لهم ، إلّا قال الله عزّ وجلّ يوم القيامة : يا عبدي قضيت حقوق إخوانك ولم تستقص عليهم(٢) فيما لك عليهم ، فأنا أجود وأكرم وأولى بمثل ما فعلته من المسامحة والتكّرم ، فأنا أقضيك اليوم على حقّ وعدتك(٣) به ، وأزيدك من فضلي(٤) الواسع ، ولا استقصي عليك في

____________________________

(٣) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : بالرفع .

(٤) اثبتناه من المصدر .

(٥) أثبتناه من المصدر .

١٨ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٧ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) عليهم : ليست في المصدر .

(٣) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : وعذرتك .

(٤) في المصدر : الفضل .

٤٧

تقصيرك في بعض حقوقي ، قال فيلحقه بمحمد وآل محمد ( صلوات الله عليهم )(٥) ويجعله من خيار شيعتهم » .

[١٠١٦٣] ١٩ ـ وفيه : قال ( عليه السلام ) : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مثل مؤمن لا تقيّة له ، كمثل جسد لا رأس له ، ومثل مؤمن لا يرى(١) حقوق إخوانه المؤمنين كمثل من حواسّه كلّها صحيحة وهو لا يتأمّل بعقله ، ولا يبصر بعينه ، ولا يسمع بأذنه ، ولا يعبّر بلسانه عن حاجة ، ولا يدفع المكاره عن نفسه ( بالإِدلاء بحججه )(٢) ولا يبطش بشيء بيديه ، ولا ينهض إلى شيء برجليه ، فذلك قطعة لحم قد فاتته المنافع ، فصار غرضاً لكلّ المكاره ، فكذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه » إلى آخر ما ذكره في الأصل في باب ٢٨ من كتاب الأمر بالمعروف .

[١٠١٦٤] ٢٠ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن الحارث الهمداني ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : للمسلم على المسلم ست : يسلّم عليه إذا لقيه ، ويسمّته(١) إذا عطس ، ويعوده إذا مرض ، ويجيبه إذا دعاه ، ويشهده إذا توفي ، ويحب له ما يحبّ لنفسه ، وينصح له إذا غاب » .

[١٠١٦٥] ٢١ ـ عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى : عن إبراهيم بن

____________________________

(٥) وفيه زيادة : واصحابه .

١٩ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٢٩ .

(١) في المصدر : يرعى .

(٢) جاء في هامش الطبعة الحجرية : باداء الحجة خ ل ، وفي المصدر : باداء حججه .

٢٠ ـ الاختصاص ص ٢٣٣ .

(١) في المصدر : ويشمته .

٢١ ـ بشارة المصطفى ص ٢٦ .

٤٨

الحسين البصري ، عن محمد بن الحسن بن عتبة ، عن محمد بن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن وهبان ، عن علي بن أحمد بن كثير ، عن أحمد بن المفضّل ، عن راشد بن علي ، عن عبدالله بن جهض(١) المدني ، عن محمد بن إسحاق ، عن سعيد بن زيد ، عن كميل ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « يا كميل ، المؤمن مرآة المؤمن ، لأنّه يتأمّله ، ويسدّ فاقته ، ويجمل(٢) حالته .

يا كميل ، المؤمنون أخوة ، ولا شيء آثر عند كلّ أخ من أخيه .

يا كميل ، إن لم تحب أخاك فلست أخاه » .

[١٠١٦٦] ٢٢ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « المؤمنون كأسنان المشط ، يتساوون في الحقوق بينهم » .

[١٠١٦٧] ٢٣ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « المؤمنان كاليدين يغسل إحداهما بالأخرى ، فإذا رزقك الله ودّ أخيك فاستمسك بمودّته » .

[١٠١٦٨] ٢٤ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « عليكم بالتواصل والتباذل ، وإيّاكم والتقاطع والتحاسد والتدابر ، وكونوا عباد الله إخواناً ، فإن المؤمن أخو المؤمن ، لا يخونه ، ولا يخذله ، ولا يحقره ، ولا يقبل عليه قول مخالف له » .

[١٠١٦٩] ٢٥ ـ الطبرسي في المشكاة : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه

____________________________

(١) في المصدر : حفص . وهو الصواب راجع ( تهذيب التهذيب ٥ : ١٨٨ ولسان الميزان ٤ : ٣٠٠ ) .

(٢) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : يحمل .

٢٢ ـ ٢٤ ـ الأخلاق : مخطوط .

٢٥ ـ مشكاة الأنوار ص ١٨٦ .

٤٩

قال : « من عظّم دين الله عظّم حقّ إخوانه ، ومن استخف بدينه استخف بإخوانه » .

قال(١) : وجاء رجل إلى سلمان الفارسي فدعاه فقال : إن فلاناً صنع لك طعاماً ، فقال : إقرأه مني السلام ، وقل [ له ](٢) : أنا ومن معي ؟ فرجع الرسول فقال : أنت ومن معك ، قال : فقمنا وكنّا ثلاثة عشر رجلاً ، فأتينا الباب فاستأذن سلمان(٣) ، فخرج ربّ البيت ، فأخذ بيد سلمان فأدخله البيت ، فأمر رفقتنا عن يمينه وشماله ، فأجلسه وحل زر قميصه وكان أيام حر ففرّج عنه(٤) فضحك سلمان ففرحنا بضحكه ، فقلنا : يااباعبد الله ما الذي أضحكك ؟ قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « ما من رجل مسلم أكرم أخاه المسلم بتكرمة ، يريد به وجه الله ، إلّا نظر الله إليه ، وما نظر الله إلى عبد إلّا(٥) فلا يعذّبه أبداً » .

[١٠١٧٠] ٢٦ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال لعبدالله بن جندب : « ياابن جندب ، الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة ، وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد ، وما عذّب الله أمّة إلّا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم » الخبر .

____________________________

(١) المصدر السابق ص ١٨٨ .

(٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) ليس في المصدر .

(٤) وفيه : منه .

(٥) إلّا : ليست في المصدر .

٢٦ ـ تحف العقول ص ٢٢٣ .

٥٠

١٠٦ ـ ( باب ما يتأكد استحبابه من حقّ العالم )

[١٠١٧١] ١ ـ أحمد بن محمد البرقي في المحاسن : عن أبيه ، عن سليمان الجعفري ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « كان علي ( عليه السلام ) يقول : إنّ من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ، ولا تجرّ بثوبه ، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلّم عليهم جميعاً ، وخصّه بالتحيّة دونهم ، واجلس بين يديه ، ولا تجلس خلفه ، ولا تغمز بعينيك ، ولا تشر بيدك ، ولا تكثر من قول : قال فلان وقال فلان ، خلافاً لقوله ، ولا تضجر بطول صحبته ، فإنّما مثل العالم مثل النخلة تنتظر بها متى يسقط عليك منها شيء ، والعالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله ، وإذا مات العالم ثلم في الإِسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة » .

[١٠١٧٢] ٢ ـ وعن أبيه ، عن سعدان بن عبد الرحيم بن مسلم ، عن إسحاق بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : من قام من مجلسه تعظيماً لرجل ، قال : « مكروه ، إلّا لرجل في الدين » .

[١٠١٧٣] ٣ ـ وعن بعض أصحابنا ، رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « إذا جلست إلى العالم ، فكن على أن تسمع احرص منك على أن تقول ، وتعلّم حسن الاستماع كما تعلّم حسن القول ، ولا تقطع على [ احد ](١) حديثه » .

[١٠١٧٤] ٤ ـ الشيخ المفيد في الإِرشاد قال : روى الحارث الأعور ، قال :

____________________________

الباب ١٠٦

١ ، ٢ ـ المحاسن ص ٢٣٣ .

٣ ـ المحاسن ص ٢٣٣ .

(١) اثبتناه من المصدر .

٤ ـ الإِرشاد ص ١٢٣ .

٥١

سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : « من حقّ العالم أن لا يكثر عليه السؤال ، ولا يعنت في الجواب ، ولا يلح عليه إذا كسل ، ولا يؤخذ بثوبه إذا نهض ، ولا يشار إليه بيد في حاجة ، ولا يفشى له سرّ ، ولا يغتاب عنده أحد ، ويعظم كما حفظ أمر الله ، و [ لا ](١) يجلس المتعلّم [ إلّا ](٢) أمامه ، ولا يعرض من طول صحبته ، وإذا جاءه طالب علم وغيره فوجده في جماعة عمّهم بالسلام ، وخصّه بالتحيّة ، وليحفظ شاهداً وغائباً ، وليعرف له حقّه ، فإن العالم أعظم أجراً من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله ، فإذا مات العالم ثلم في الإِسلام ثلمة لا يسدها إلّا خلف منه ، وطالب العلم تستغفر له كلّ الملائكة ، ويدعو له من في السماء والأرض » .

[١٠١٧٥] ٥ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من علّم شخصاً مسألة فقد ملك رقبته » ، فقيل له : يا رسول الله ، أيبيعه ؟ فقال : « لا ولكن يأمره وينهاه » .

[١٠١٧٦] ٦ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « لا تجعلن ذرب(١) لسانك على من أنطقك ، وبلاغة قولك على من سدّدك » .

[١٠١٧٧] ٧ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : قال الراوي : أنه اتصل به ( عليه السلام ) ، أن رجلاً من فقهاء شيعته ، كلّم بعض النصّاب فافحمه بحجّته ، حتى أبان عن فضيحته ، فدخل على علي بن محمد ( عليهما السلام ) ، وفي صدر مجلسه دست عظيم منصوب وهو قاعد

____________________________

(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .

٥ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٧١ ح ٤٣ .

٦ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٥١ ح ٤١١ .

(١) لسان ذرب : فاحش ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٥٩ ) .

٧ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٤٠ .

٥٢

خارج الدست ، وبحضرته خلق [ كثير ](١) من العلويين وبني هاشم ، فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست ، وأقبل عليه ، فاشتدّ ذلك على أولئك الأشراف ، فأمّا العلويّة فأجلّوه عن العتاب ، وأمّا الهاشميون فقال له شيخهم ياابن رسول الله ، هكذا تؤثر عامياً على سادات بني هاشم من الطالبيين والعباسيين ؟

فقال ( عليه السلام ) : « إيّاكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى [ فيهم ](٢) : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ )(٣) أترضون بكتاب الله حكماً ؟ » قالوا : بلى ، قال : « أليس الله يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا ـ إلى قوله ـ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )(٤) فلم يرض للعالم المؤمن إلّا أن يرفع على المؤمن غير العالم ، كما لم يرض للمؤمن إلّا أن يرفع على من ليس بمؤمن » الخبر .

[١٠١٧٨] ٨ ـ كتاب التعريف لأبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني : مرسلاً : إن أول من يغسل يده من الغمر(١) ، أشرف من يحضر عندك واعلمهم .

[١٠١٧٩] ٩ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « ولا تخاصم العلماء ، ولا تلاعبهم ، ولا تحاربهم ، ولا تواضعهم » .

____________________________

(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) آل عمران ٣ : ٢٣ .

(٤) المجادلة ٥٨ : ١١ .

٨ ـ التعريف ص ١ .

(١) الغَمَر ، بالتحريك : الدسم والزهومة ( النهاية ج ٣ ص ٣٨٥ ) .

٩ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٨ .

٥٣

١٠٧ ـ ( باب استحباب التراحم والتعاطف ، والتزاور والالفة )

[١٠١٨٠] ١ ـ الحسين بن سعيد في كتاب إبتلاء المؤمن : عن سماعة ، عنه ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّه قال : « ويحقّ على المسلمين الاجتهاد(١) والتواصل على التعطف ، والمواساة لأهل الحاجة ، والتعطف منكم يكونون على أمر الله ، رحماء بينهم متراحمين ، مهمّين لما غاب عنهم(٢) من أمرهم ، على ما مضى عليه الأنصار ، على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » .

[١٠١٨١] ٢ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « تواصلوا وتباذلوا وتبارّوا وتراحموا ، وكونوا إخواناً بررة كما أمركم الله تعالى » .

[١٠١٨٢] ٣ ـ العلامة الحلي في الرسالة السعدية : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « والذي نفسي بيده لا يضع الله الرحمة إلّا على رحيم » ، قالوا : يا رسول الله ، كلّنا رحيم ، قال : «ليس الذي يرحم نفسه وأهله خاصّة ، ولكن الذي يرحم المسلمين ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : قال تعالى : إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا » .

____________________________

الباب ١٠٧

١ ـ المؤمن ص ٤٤ ح ١٠١ .

(١) في المصدر زيادة : له .

(٢) في المصدر : عنكم ، وفي هامش المخطوط : في نسخة « عنكم » .

٢ ـ الأخلاق : مخطوط ، اخرجه في البحار ج ٧٤ ص ٣٩٩ ح ٣٩ عن كتاب الزهد : ص ٢٢ ح ٤٨ .

٣ ـ الرسالة السعدية :

٥٤

[١٠١٨٣] ٤ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من لا يرحم الناس ، لا يرحمه الله » .

[١٠١٨٤] ٥ ـ الآمدي في الغرر : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال : « إذا عجز عن الضعفاء نيلك ، فلتسعهم رحمتك » .

[١٠١٨٥] ٦ ـ الصدوق في الأمالي : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن [ محمد بن ](١) الحسين بن أبي الخطاب ، عن المغيرة بن محمد ، عن بكر بن خنيس ، عن أبي عبد الله الشامي ، عن نوف البكالي ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنه قال له : « يا نوف ، ارحم ترحم » .

[١٠١٨٦] ٧ ـ عوالي اللآلي : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « لا يرحم الله من لا يرحم الناس » .

[١٠١٨٧] ٨ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « الراحمون يرحمهم

____________________________

٤ ـ الجعفريات ص ١٦٧ بسند آخر : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد بن الأشعث ، حدثنا مؤمل بن وهاب بن عبد العزيز بن سعير ، حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن جرير بن عبد الله ..

٥ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ص ٣٢٠ ح ١٤٧ .

٦ ـ أمالي الصدوق ص ١٧٤ .

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال ، لأنّ أحمد بن إدريس لا يروي عن الحسين بن أبي الخطاب بل عن إبنه محمّد ، أنظر معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ٢٩٦ .

٧ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٦١ ح ٤١ .

٨ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٦١ ح ٤٢ .

٥٥

الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » .

١٠٨ ـ ( باب استحباب قبول العذر )

[١٠١٨٨] ١ ـ الطبرسي في المشكاة : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه ، جعل الله عليه اصر صاحب مكس » .

[١٠١٨٩] ٢ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : إقبل أعذار الناس ، تستمتع بإخائهم » .

[١٠١٩٠] ٣ ـ علي بن عيسى في كشف الغمة : روي أن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، أحضر ولده يوماً فقال لهم : « يا بني ، إنّي موصيكم بوصيّة ، فمن حفظها لم يضع معها : إن أتاكم آت فاسمعكم في الأذن اليمنى مكروهاً ، ثم تحول إلى الأذن اليسرى فاعتذر ، وقال : لم اقل شيئاً ، فاقبلوا(١) عذره » .

[١٠١٩١] ٤ ـ الصدوق في كتاب الإِخوان : عن الحسن بن علي ـ رفع الحديث إلى أبي بصير ـ قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « إن بلغك عن أخيك شيء ، وشهد أربعون أنّهم سمعوه منه ، فقال : لم أقل ، فاقبل منه » .

____________________________

الباب ١٠٨

١ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٢٩ .

٢ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ١٢٣ ح ١٩٥ .

٣ ـ كشف الغمة ج ٢ ص ٢١٨ .

(١) في المخطوط : فاقبل ، وما أثبتناه من المصدر .

٤ ـ مصادقة الإِخوان ص ٨٢ ح ٩ .

٥٦

[١٠١٩٢] ٥ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال للحسن بن راشد : « إذا سألت مؤمناً حاجة ، فهيّىء له المعاذير قبل أن يعتذر ، فإن اعتذر فاقبل عذره ، وإن ظننت أنّ الأمور على خلاف ما قال » .

[١٠١٩٣] ٦ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : « التمسوا لإِخوانكم العذر في زلّاتهم وهفوات تقصيراتهم ، فإن لم تجدوا العذر لهم في ذلك ، فاعتقدوا أن ذلك منكم لقصوركم عن معرفة وجوه العذر » .

[١٠١٩٤] ٧ ـ ثقة الإِسلام في الكافي وغيره : عن علي ( عليه السلام ) ـ في خبر همّام في صفات المؤمنين ـ قال : « ويقبل العذر » .

[١٠١٩٥] ٨ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ألا أُخبركم بشراركم ؟ » قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : « الذين لا يقيلون العثرة ، ولا يقبلون المعذرة ، ولا يغفرون الزلّة » .

١٠٩ ـ ( باب استحباب التسليم والمصافحة ، عند الملاقاة ولو على الجنابة ، والاستغفار عند التفرّق )

[١٠١٩٦] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ،

____________________________

٥ ـ مصادقة الإِخوان ص ٦٢ ح ١ .

٦ ـ الأخلاق : مخطوط .

٧ ـ الكافي ج ٢ ص ١٨٠ .

٨ ـ الغايات ص ٩٠ .

الباب ١٠٩

١ ـ الجعفريات ص ١٥٣ .

٥٧

عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تصافحوا ، فإن المصافحة تزيد في المودّة » .

[١٠١٩٧] ٢ ـ الطبرسي في المشكاة : نقلاً من المحاسن ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه وليصافحه ، فإن الله عزّ وجلّ أكرم بذلك الملائكة ، فاصنعوا صنيع الملائكة » .

[١٠١٩٨] ٣ ـ وعن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : « إنّ في تصافحكم مثل أجور المهاجرين » .

[١٠١٩٩] ٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) : « إذا صافح الرجل صاحبه ، فالذي يلزم التصافح أعظم أجراً من الذي يدع أولاً(١) ، وأن الذنوب لتتحات فيما بينهما حتى لا يبقى ذنب » .

[١٠٢٠٠] ٥ ـ وعن رزيق ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « مصافحة المؤمن بألف حسنة » .

[١٠٢٠١] ٦ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، قال : « إن لكم نوراً تعرفون به ، حتى إن أحدكم إذا صافح أخاه يرى(١) بشاشة عند تسليمه عليه » .

____________________________

٢ مشكاة الأنوار ص ١٩٨ ، ٢٠٠ .

٣ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٠٠ .

٤ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٠٠ .

(١) في الصدر : ألا .

٥ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٠٣ .

٦ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٠٢ .

(١) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : يراه .

٥٨

[١٠٢٠٢] ٧ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « بينا إبراهيم خليل الرحمن في جبل بيت المقدس ، يطلب المرعى لغنمه إذ سمع صوتاً ، فإذا هو برجل قائم يصلّي طوله اثنا عشر شبراً ، فقال [ إبراهيم ](١) له : يا عبد الله لمن تصلي ؟ قال : لإِله السماء ، فقال إبراهيم ( عليه السلام ) : هل بقي من قومك أحد غيرك ؟ قال : لا ، قال : فمن أين تأكل ؟ قال أجني من الشجر في الصيف ، وآكله في الشتاء ، قال : فأين منزلك ؟ قال : فأومأ بيده إلى جبل ، فقال له إبراهيم ( عليه السلام ) : هل لك أن تذهب بي معك : فأبيت عندك الليلة ؟ فقال : إن قدامي ماء يخاض ، قال : كيف تصنع ؟ قال : أمشي عليه ، قال : فاذهب بي معك ، فلعل الله يرزقني ما رزقك .

قال : فأخذ العابد بيده فمضيا جميعاً حتى انتهيا [ إلى الماء فمشى ومشى عليه إبراهيم معه حتى انتهيا ](٢) إلى منزله ، فقال إبراهيم ( عليه السلام ) : أي الأيام أعظم ؟ فقال له العابد : يوم يدان الناس بعضهم من بعض ، قال : فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي ، فندعو الله عزّ وجلّ أن يؤمننا شرّ ذلك اليوم ؟ فقال له : وما تصنع بدعوتي ؟ فوالله إن لي لدعوة منذ ثلاث سنين ما أجبت فيها بشيء ، فقال له إبراهيم ( عليه السلام ) : أولا أخبرك لأيّ شيء احتبست دعوتك ؟ قال : بلى ، قال [ له ](٣) : إن الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً أحتبس دعوته ليناجيه ، ويسأله ، ويطلب إليه ، وإذا أبغض عبداً عجل له دعوته ، أو ألقى في قلبه اليأس منها ، ثم قال له : وما كانت(٤) دعوتك ؟

____________________________

٧ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٠٢ .

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر .

(٢ ـ ٣) ما بين المعقوفين اثبتناه من المصدر .

(٤) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : كان .

٥٩

قال : مرّ بي غنم ومعها غلام له ذؤابة ، فقلت : يا غلام لمن هذا الغنم ؟ قال : لإِبراهيم خليل الرحمن ، فقلت : اللّهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه .

فقال [ له ](٥) إبراهيم ( عليه السلام ) : فقد استحباب لك ، أنا إبراهيم خليل الرحمن فعانقه ، فلما بعث الله محمداً ( صلى الله عليه وآله ) ، جاءت المصافحة » .

[١٠٢٠٣] ٨ ـ الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتاب المسلسلات : حدثنا الحسين بن جعفر ، قال : قال محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرطوسي بدمشق ، قال : قال عمر بن سعيد بن يسار المنيجي(١) ، قال : قال أحمد بن دهقان ، قال : قال خلف بن تميم ، قال : دخلنا على أبي هرمز نعوده ، فقال : دخلنا على أنس بن مالك نعوده ، فقال : صافحت بكفّي هذه كفّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما مسست خزاً ولا حريراً ألين من كفّه ( صلى الله عليه وآله ) .

قال أبو هرمز : قلنا لأنس بن مالك : صافحنا بالكف التي صافحت بها كفّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فصافحنا وقال : السلام عليكم .

( قال خلف بن تميم : قلت لأبي هرمز : صافحنا بالكفّ التي صافحت بها أنس بن مالك ، فصافحنا وقال : السلام عليكم )(٢) .

____________________________

(٥) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر .

٨ ـ المسلسلات ص ١٠٣ .

(١) في المخطوط : « المنجي » ، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال « كتاب الانساب للسمعاني ص ٥٤٣ » .

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر .

٦٠