مستدرك الوسائل - ج ٩

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٩

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « لما ظهرت الحبشة باليمن ، وجّه يكسوم ملك الحبشة بقائدين من قوّاده ، يقال لأحدهما أبرهة ، والآخر أرباط ، في عشرة من الفيلة كلّ فيل في عشرة آلاف لهدم بيت الله الحرام ، فلمّا صاروا ببعض الطريق وقع بأسهم بينهم ، واختلفوا فقتل أبرهة أرباط ، واستولى على الجيش ، فلما قارب مكّة طرد اصحابه عيراً لعبد المطلب بن هاشم ، فصار عبد المطلب إلى أبرهة ، وكان ترجمان أبرهة ، والمستولي عليه ابن داية(١) لعبد المطلب ، فقال الترجمان لابرهة : هذا سيّد العرب وديّانها(٢) ، فأجلّه وأعظمه ، ثم قال لكاتبه : سله ما حاجته ؟ فسأله ، فقال : إن أصحاب الملك طردوا لي نعماً فأمر بردّها .

ثم أقبل على الترجمان فقال : قل له : عجباً لقوم سوّدوك ورأسّوك عليهم ! حيث تسألني في عير لك وقد جئت لأهدم شرفك ومجدك ، ولو سألتني الرجوع عنه لفعلت .

فقال : أيّها الملك إن هذه العير لي وأنا ربّها فسألتك إطلاقها ، وأن لهذه البنيّة ربّاً يدفع عنها ، قال : فإني غاد لهدمها حتى انظر ماذا يفعل فلمّا انصرف عبد المطلب رحل أبرهة بجيشه ، فإذا هاتف يهتف في السحر الأكبر يا أهل مكّة اتاكم أهل عكّة ، بجحفل جرار يملأ الأندار ملء الجفار ، فعليهم لعنة الجبار ، فأنشأ عبد المطلب يقول : ( أيّها

____________________________

(١) الداية : هي المرضعة غير ولدها والمربية ( أنظر لسان العرب ج ١٤ ص ٢٨١ ) .

(٢) الديان : القهار وقيل هو الحاكم والقاضي وهو فعّال من دان الناس أي قهرهم على الطاعة ( النهاية ج ٢ ص ١٤٨ ) .

٣٤١

الداعي لقد اسمعتني . . . الأبيات ) .

فلمّا أصبح عبدالمطلب جمع بنيه ، وأرسل الحارث ابنه الأكبر إلى اعلى أبي قبيس ، فقال : انظر يا بني ماذا يأتيك من قبل البحر ، فرجع فلم ير شيئاً ، فأرسل واحداً بعد آخر من ولده فلم يأت أحد منهم من البحر بخبر ، فدعا بعبد الله ، وأنّه لغلام حين أيفع ، وعليه ذؤابة تضرب إلى عجزه ، فقال [ له ](٣) : إذهب فداك أبي وأُمّي ، فاعل أبا قبيس فانظر ماذا ترى يجيىء من البحر ، فنزل مسرعاً فقال : يا سيد النادي ، رأيت سحاباً من قبل البحر مقبلاً يستفل تارة ويرفع أخرى ، إن قلت غيماً قلته ، وإن قلت جهاماً خلته ، يرتفع تارة ، وينحدر أُخرى .

فنادى عبد المطلب : يا معشر قريش ادخلوا منازلكم فقد اتاكم الله بالنصر من عنده ، فأقبل الطير الأبابيل في منقار كلّ طائر حجر ، وفي رجليه حجران [ فكان الطائر ](٤) الواحد يقتل ثلاثة من أصحاب أبرهة ، كان يلقي الحجر في قمّة رأس الرجل فيخرج من دبره » .

[١١٠٣٨] ٨ ـ محمد بن علي بن شهرآشوب في المناقب : قال : لمّا قصد ابرهة بن الصباح لهدم الكعبة ، أتاه عبد المطلب ليستردّ منه إبله ، فقال : تُعلِمني في مائة بعير ، وتترك دينك ودين آبائك وقد جئت لهدمه ، فقال عبد المطلب : أنا ربّ الإِبل ، وأن للبيت ربّاً سيمنعه عنك ، فردّ إليه إبله ، وانصرف إلى قريش فأخبرهم الخبر ، وأخذ بحلقة الباب قائلاً :

____________________________

(٣و٤) أثبتناه من المصدر .

٨ ـ المناقب ج ١ ص ٢٥ .

٣٤٢

يا ربّ لا أرجو لهم سواكا

يا رب فامنع منهم حماكا

إن عدوّ البيت من عاداكا

إمنعهم ان يخربوا قراكا .

وله أيضاً :

لا همّ أنّ المرء يمنع رحـ

ـله فامنع رحالك

لا يغلّبن صليبهم

ومحالهم غدوا محالك

فانجلى نوره على الكعبة ، فقال لقومه : انصرفوا فوالله ما انجلى من جبيني هذا النور إلّا ظفرت وقد انجلى عنه ، وسجد الفيل له ، فقال للفيل : يا محمود فحرّك الفيل رأسه ، فقال له : تدري لم جاؤوا بك ؟ فقال الفيل برأسه لا ، فقال : جاؤوا بك لتهدم بيت ربّك ، افتراك فاعل ذلك ؟ ، فقال الفيل برأسه : لا .

[١١٠٣٩] ٩ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « أروي عن العالم ( عليه السلام ) ، أنه وقف حيال الكعبة ، ثم قال : ما اعظم حقّك يا كعبة ، والله أن حقّ المؤمن لأعظم من حقّك » .

[١١٠٤٠] ١٠ ـ الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة : عن تفسير محمد بن العباس بن الماهيار ، قال : حدثنا محمد بن همام ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود عن موسى ، عن أبيه جعفر ( عليهما السلام ) : في قوله تعالى ( وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ )(١) قال : « هي ثلاث حرمات واجبة ، فمن قطع حرمة فقد أشرك بالله ، انتهاك حرمة الله في بيتة الحرام ، والثانية تعطيل الكتاب والعمل بغيره ،

____________________________

٩ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٥ .

١٠ ـ تأويل الآيات ص ٦١ ب .

(١) الحج ٢٢ : ٣٠ .

٣٤٣

والثالثة قطيعة ما أوجب الله من فرض مودّتنا وطاعتنا » .

[١١٠٤١] ١١ ـ جعفر بن أحمد في كتاب الغايات : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لم يعمل ابن آدم عملاً اعظم عند الله تعالى من رجل قتل نبياً ، أو إماماً ، أو هدم الكعبة التي جعلها الله تعالى قبلة لعباده » الخبر .

[١١٠٤٢] ١٢ ـ بعض نسخ الرضوي : « وإنّما أراد أصحاب الفيلة هدم الكعبة ، فعاقبهم الله بإرادتهم قبل فعلهم » .

١٣ ـ ( باب وجوب احترام مكّة وتعظيمها )

[١١٠٤٣] ١ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن عطا ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في حديث طويل في قصّة آدم ( عليه السلام ) ، إلى أن قال : « قال ـ أي آدم ـ : فاهبطنا [ برحمتك ](١) إلى أحبّ البقاع إليك ، قال : فأوحى الله إلى جبرئيل : أن أهبطهما إلى البلدة المباركة مكّة ، فهبط بهما جبرئيل فألقى آدم على الصفا ، والقى حوّاء على المروة » الخبر.

[١١٠٤٤] ٢ ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن : عن أبيه ، عن حمزه بن عبدالله ، عن جميل بن ميسر ، عن أبيه النخعي قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « يا ميسر أي البلدان أعظم حرمة ؟ »

____________________________

١١ ـ الغايات ص ٨٦ .

١٢ ـ عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٦ .

الباب ١٣

١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٦ ح ٢١ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ المحاسن ص ١٦٨ ح ١٣١ .

٣٤٤

قال : فما كان منّا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه ، فقال : « مكّة ، فقال : أي بقاعها أعظم حرمة » ؟ قال : فما كان منّا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه ، قال : « ما بين الركن إلى الحجر » الخبر .

[١١٠٤٥] ٣ ـ السيد فضل الله الراوندي في النوادر : عن أبي المحاسن ، عن أبي عبدالله بن عبد الصمد(١) ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن المثنى ، عن عفّان بن مسلم ، عن أبي عوانة ، عن أبي بشر ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عبّاس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّ الله تبارك وتعالى اختار من الكلام أربعة ـ إلى أن قال ـ ومن البقاع أربعاً ـ إلى أن قال ـ وأمّا خيرته من البقاع : فمكّة ، والمدينة ، وبيت المقدس ، وفار التنور بالكوفة » الخبر .

[١١٠٤٦] ٤ ـ الإِمام الهمام أبو محمد العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّ لله عزّ وجلّ خياراً من كلّ ما خلق ـ إلى أن قال ـ فأمّا خياره من البقاع فمكّة ، والمدينة ، وبيت المقدس . . . الخبر .

وقال(١) : قال الحسن بن علي ( عليهما السلام )(٢) : لمّا بعث الله محمداً ( صلى الله عليه وآله ) بمكّة ، وأظهر بها دعوته ، ونشر بها

____________________________

٣ ـ نوادر الراوندي ، وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٤٧ ح ٣٤ .

(١) في البحار : عن ابي عبدالله عن عبدالله بن عبد الصمد ، ولعل صوابه : علي بن عبدالصمد النيشابوري وهو من مشايخ الراوندي « راجع رياض العلماء ج ٤ ص ١٧٧» .

٤ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢٧٨ .

(١) نفس المصدر ص ٢٣٠ .

(٢) وفيه : قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) .

٣٤٥

كلمته ، وعاب أعيانهم(٣) في عبادتهم الأصنام ، وأخذوه وأساؤوا معاشرته ، وسعوا في خراب المساجد المبنيّة [ التي ](٤) كانت لقوم(٥) من خيار أصحاب محمد [ وشيعته ](٦) وشيعة علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهما ) ، كان بفناء الكعبة مساجد يحيون فيها ما أماته المبطلون ، فسعى هؤلاء المشركون في خرابها ، وأذى محمد ( صلى الله عليه وآله ) وسائر اصحابه وألجؤوه إلى الخروج من مكّة نحو المدينة ، التفت خلفه إليها وقال : الله يعلم إنّني أُحبّك ولولا أنّ أهلك أخرجوني عنك ، لما آثرت عليك بلداً ولا ابتغيت عليك بدلاً ، وإنّي لمغتمّ على مفارقتك .

فأوحى الله إليه يا محمد : العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول : سنردّك إلى هذا البلد ظافراً ، غانماً ، سالماً ، قادراً ، قاهراً ، وذلك قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ )(٧) ، يعني إلى مكّة » الخبر .

[١١٠٤٧] ٥ ـ بعض نسخ الرضوي ( عليه السلام ) : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مكّة حرم الله ، حرّمها إبراهيم ( عليه السلام ) » الخبر .

[١١٠٤٨] ٦ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن النضر ، عن هشام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « إن إبراهيم

____________________________

(٣) وفيه : أديانهم .

(٤ ، ٦) أثبتناه من المصدر .

(٥) في المخطوط : للقوم ، وما أثبتناه من المصدر .

(٧) القصص ٢٨ : ٨٥ .

٥ ـ بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٥ ، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦١ .

٦ ـ تفسير علي بن إبراهيم ج ١ ص ٦٠ .

٣٤٦

( عليه السلام ) كان نازلاً في بادية الشام ـ إلى أن قال ـ ثم أمره تعالى أن يخرج إسماعيل ( عليه السلام ) وأُمّه عنها ، فقال : ياربّ إلى أيّ مكان ؟ قال تعالى : إلى حرمي وأمني ، وأوّل بقعة خلقتها من الأرض وهي مكة » الخبر .

[١١٠٤٩] ٧ ـ محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة : عن محمد بن همام ومحمد بن الحسن بن محمد بن جمهور ، عن الحسن بن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عزّ وجلّ اختار من كلّ شيء شيئاً ، اختار من الأرض مكّة ، واختار من مكّة المسجد ، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة » الخبر .

١٤ ـ ( باب استحباب الشرب من ماء زمزم ، وسقي الحاج منه ، وإهدائه ، واستهدائه )

[١١٠٥٠] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « أروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : ماء زمزم شفاء لما شرب له .

وفي حديث آخر : ماء زمزم شفاء لما استعمل .

وأروي : ماء زمزم شفاء من كلّ داء وسقم ، وأمان من كلّ خوف وحزن » .

____________________________

٧ ـ الغيبة ص ٦٧ ح ٧ .

الباب ١٤

١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٦ .

٣٤٧

[١١٠٥١] ٢ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : عن الجارود بن أحمد ، عن محمد بن جعفر الجعفري ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، يقول : « ماء زمزم شفاء من كل داء ـ وأظنه قال ـ كائناً ما كان ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : ماء زمزم لما شرب له » .

١٥ ـ ( باب استحباب الدعاء عند شرب ماء زمزم بالمأثور )

[١١٠٥٢] ١ ـ الصدوق في الهداية : وإن قدرت أن تشرب من ماء زمزم قبل أن تخرج إلى الصفا فافعل ، وتقول [ حين تشرب ](١) : اللهم اجعله لي علماً نافعاً ، ورزقاً واسعاً ، وشفاء من كلّ داء وسقم .

١٦ ـ ( باب تحريم أكل مال الكعبة وما يهدى إليها ، أو يوصى لها به ، ووجوب صرفه في مؤونة المحتاج من الحاج ، وعدم جواز دفعه إلى الخدّام )

[١١٠٥٣] ١ ـ محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة : عن علي بن الحسين ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسان(١)

____________________________

٢ ـ بل طب الأئمة ص ٥٢ وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٤٥ ص ٢١ ويحتمل أن النقل عن البحار وهو سبب الإِختلاف لتقارب رمز الكتابين قب ، طب في البحار .

الباب ١٥

١ ـ الهداية ص ٥٨ ، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٤٥ ح ٢٢ .

(١) أثبتناه من المصدر .

الباب ١٦

١ ـ الغيبة ص ٢٣٦ ح ٢٥ .

(١) في المخطوط « حسن » والصواب أثبتناه من المصدر ، « راجع معجم الرجال ج ١٥ ص ١٩٠ .

٣٤٨

الرازي ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن علي الحلبي(٢) ، عن سدير(٣) الصيرفي ، عن رجل من أهل الجزيرة ، كان قد جعل على نفسه نذراً في جارية ، وجاء بها إلى مكّة قال : فلقيت الحجبة فأخبرتهم بخبرها(٤) وجعلت لا أذكر لأحد منهم أمرها إلّا قال : جئني بها ، وقد وفى الله نذرك ، فدخلني من ذلك وحشة شديدة ، فذكرت ذلك لرجل من أصحابنا من أهل مكّة ، فقال لي : تأخذ عنّي ؟ فقلت : نعم ، فقال : أُنظر الرجل الذي يجلس عند(٥) الحجر الأسود وحوله الناس ، وهو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، فأته فأخبره بهذا الأمر فانظر ماذا يقول لك فاعمل به .

قال : فأتيته وقلت له : رحمك الله ، إنني(٦) رجل من أهل الجزيرة ، ومعي جارية جعلتها عليّ نذراً لبيت الله في يمين كان(٧) عليّ ، وقد أتيت بها وذكرت ذلك للحجبة ، فأقبلت لا ألقى منهم أحداً إلّا قال : جئني بها ، وقد وفى الله نذرك ، فدخلني من ذلك وحشة شديدة ، فقال : « ياابا عبدالله إنّ البيت لا يأكل ولا يشرب ، فبع جاريتك

____________________________

(٢) في المخطوط : الخثعمي ، وفي بعض نسخ المصدر الحنفي وكلاهما تصحيف والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال ، أنظر معجم الرجال ج ١٦ ص ١٤٠ .

(٣) في المخطوط « بندار الصيرفي » والظاهر أن الصحيح ما أثبتناه من المصدر لأنه الذي يروي عن الإِمام الباقر (ع) ولعدم وجود بندار في كتب الرجال ( راجع المعجم ج ٨ ص ٣٤ ) .

(٤) في نسخة « بأمرها » ( منه قده ) .

(٥) في نسخة « بحذاء » ( منه قده ) .

(٦) في نسخة « إني » ( منه قده ) .

(٧) في المصدر : كانت .

٣٤٩

واستقص(٨) ، وانظر أهل بلادك ممّن حجّ هذا البيت ، فمن عجز منهم عن نفقته فاعطه حتى ( يقوى على العود إلى بلاده )(٩) ، ففعلت ذلك ، ثم أقبلت لا ألقى أحداً من الحجبة إلّا قال : ما فعلت بالجارية ؟ فأخبرتهم بالذي قال أبو جعفر ( عليه السلام ) ، فيقولون : [ هو ](١٠) كذاب جاهل لا يدري ما يقول .

فذكرت مقالتهم لأبي جعفر ( عليه السلام ) فقال : « قد بلّغتني فبلّغ(١١) عنّي ، فقلت : نعم ، فقال : قل لهم : قال لكم أبو جعفر ( عليه السلام ) : كيف بكم لو قطعت أيديكم ، وأرجلكم فعلقت في الكعبة ؟ ، ثم يقال لكم : نادوا نحن سرّاق الكعبة ، فلمّا ذهبت لأقوم ، قال : إنني لست أنا أفعل ذلك وإنّما يفعله رجل منّي » .

قد ذكر الشيخ في الأصل بعض أجزاء هذا الخبر مع تغيير فيه ، وإنّما ذكرناه للإِشارة إليه ، ولفوائد في سائر أجزائه .

ثم أنه ذكر علي بن الحسين بن بابويه ، وليس في الغيبة ذكر الجدّ كما في أكثر المواضع ، وكأنّه حمل الإِطلاق عليه ، والظاهر أن المراد به المسعودي كما صرح به في بعض المواضع ، وسنشير إليه إن شاء الله تعالى في الخاتمة ، عند شرح حال كتاب إثبات الوصيّة للمسعودي .

[١١٠٥٤] ٢ ـ أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره : عن الحلبي ، عن أبي

____________________________

(٨) في نسخة « إستقض » ( منه قده ) . إستقصى فلان المسألة : بلغ النهاية . ( مجمع البحرين ج ١ ص ٣٤١ ) والمراد هنا المبالغة في تحصيل اقصى ثمنها .

(٩) في نسخة « يعود إلى بلاده » (منه قده ) .

(١٠) أثبتناه من المصدر .

(١١) في المصدر : تبلغ .

٢ ـ نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٥٨ .

٣٥٠

عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن امرأة جعلت مالها هدياً لبيت الله ، إن أعارت متاعها فلانة وفلانة فأعار بعض أهلها بغير أمرها ؟ قال : « ليس عليها هدي إنّما الهدي ما جعل لله هدياً للكعبة ، فذلك الذي يوفى به إذا جعل لله ، وما كان من أشباه هذا فليس بشيء ، لاهدي ولا يذكر فيه الله » .

١٧ ـ ( باب حكم حليّ الكعبة )

[١١٠٥٥] ١ ـ محمد بن علي بن شهرآشوب في المناقب مرسلاً : همّ عمر أن يأخذ حليّ الكعبة ، فقال علي ( عليه السلام ) : « إنّ القرآن أُنزل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والأموال أربعة : أموال المسلمين فقسّموها بين الورثة في الفرائض ، والفيء فقسّمه على مستحقّه ، والخمس فوضعه حيث وضعه الله والصدقات فجعلها حيث جعلها الله ، وكان حليّ الكعبة يومئذ ، فتركه على حاله ، ولم يتركه نسياً ، ولم يخف عليه مكانه ، فأقِرّه حيث أقرّه الله ورسوله » .

فقال عمر : لولاك لافتضحنا ، وترك الحليّ بمكانه .

١٨ ـ ( باب استحباب التعلق بأستار الكعبة ، والدعاء عندها )

[١١٠٥٦] ١ ـ الصدوق في الأمالي : عن أحمد بن زياد الهمداني ، عن عمر بن إسماعيل الدينوري ، عن زيد بن إسماعيل الصائغ ، عن معاوية بن هشام عن سفيان عن عبدالملك بن عمير ، عن خالد بن ربعي قال : إن

____________________________

الباب ١٧

١ ـ المناقب ج ٢ ص ٣٦٨ .

الباب ١٨

١ ـ أمالي الصدوق ص ٣٧٧ ح ١٠ .

٣٥١

أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دخل مكّة في بعض حوائجه ، فوجد أعرابياً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول : يا صاحب البيت ، البيت بيتك ، والضيف ضيفك ، ولكلّ ضيف من مضيفه قرى ، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة .

فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأصحابه : « أما تسمعون كلام الأعرابي ؟ » قالوا : نعم ، فقال : « الله أكرم من أن يرد ضيفه » فلمّا كان الليلة الثانية وجده متعلّقاً بذلك الركن وهو يقول : يا عزيزاً في عزّك فلا أعز منك في عزّك ، أعزّني بعزّ عزّك في عزّ لا يعلم أحد كيف هو ، أتوجه إليك ، وأتوسل إليك بحقّ محمد وآل محمد ( عليهم السلام ) عليك ، أعطني ما لا يعطيني أحد غيرك ، واصرف عنّي مالا يصرفه أحد غيرك .

قال : فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأصحابه : « هذا والله الاسم الأكبر بالسريانية ، أخبرني به حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، سأله الجنّة فأعطاه ، وسأله صرف النار وقد صرفها عنه » فلما كان الليلة الثالثة وجده متعلّقاً بذلك الركن وهو يقول : يا من لا يحويه مكان ، ولا يخلو منه مكان ، بلا كيفيّة كان ، ارزق الأعرابي أربعة آلاف درهم ـ ، الخبر ، وهو طويل ـ وفيه : أنه ( عليه السلام ) أعطاه ما سأله .

[١١٠٥٧] ٢ ـ البحار ، عن أعلام الدين للديلمي : عن طاووس اليماني ، قال : رأيت في جوف الليل رجلاً متعلقاً بأستار الكعبة ، وهو يقول :

« ألا أيّها المأمول في كلّ حاجة

شكوت إليك الضرّ فاسمع شكايتي

____________________________

٢ ـ البحار ج ٩٩ ص ١٩٨ ح ١٥ .

٣٥٢

ألا يا رجائي أنت تكشف(١) كربتي

فهب لي ذنوبي كلّها واقض حاجتي

فزادي قليل لا أراه مبلّغي

أللزاد أبكي أم لطول مسافتي

أتيت بأعمال قباح رديّة

فما في الورى عبد جنى كجنايتي

أتحرقني في النار(٢) يا غاية المنى

فأين رجائي ثم أين مخافتي »

قال : فتأملته فإذا هو علي بن الحسين ( عليهما السلام ) . . .

[١١٠٥٨] ٣ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : عن الأصمعي قال : كنت أطوف حول الكعبة ليلة ، فإذا شاب ظريف الشمائل وعليه ذؤابتان ، وهو متعلق بأستار الكعبة ، وهو يقول : « نامت العيون ، وعلت النجوم ، وأنت [ الملك ](١) الحيّ القيوم ، غلّقت الملوك أبوابها ، وأقامت عليها حرّاسها ، وبابك مفتوح للسائلين ، جئتك لتنظر إليّ برحمتك يا أرحم الراحمين .

ثم أنشأ يقول :

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم

يا كاشف الضرّ والبلوى مع السقم

قد نام وفدك حول البيت قاطبة

وأنت وحدك يا قيّوم لم تنم

أدعوك رب دعاء قد أمرت به

فارحم بكائي بحق البيت والحرم

إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف

فمن يجود على العاصين بالنعم »

قال : فاقتفيته فإذا هو زين العابدين ( عليه السلام ) .

[١١٠٥٩] ٤ ـ السيد علي بن طاووس في مهج الدعوات : عن جماعة

____________________________

(١) في البحار : كاشف .

(٢) وفيه : بالنار .

٣ ـ المناقب لابن شهر آشوب ج ٤ ص ١٥٠ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٤ ـ مهج الدعوات ص ١٥٢ .

٣٥٣

بأسانيدهم إلى الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) ، في حديث طويل ، وأنّه رأى في المسجد الحرام شاباً يبكي ويتضرع ، فأتى به إلى أبيه ( عليه السلام ) ، وذكر له ( عليه السلام ) أنه كان لاهياً مشغوفاً بالعصيان ، وأنه ضرب أباه وأوجعه ـ إلى أن قال ـ ثم حلف [ بالله ](١) يعني أباه ـ ليقدمن إلى بيت الله الحرام ، فيستعدي الله عليّ [ قال : ](٢) فصام أسابيع ، وصلّى ركعات ودعا ، وخرج متوجّهاً على عبراته يقطع بالسير عرض الفلاة ، ويطوي الأودية ، ويعلو الجبال ، حتى قدم مكّة يوم الحج الأكبر فنزل من راحلته ، وأقبل إلى بيت الله الحرام فسعى ، وطاف به ، وتعلّق بأستاره ، وابتهل ( إلى الله )(٣) بدعائه ، وأنشأ يقول :

يا من إليه أتى الحجاج بالجهد

فوق المهاري(٤)من أقصى غاية البعد

إني أتيتك يا من لا يخيّب من

يدعوه مبتهلاً بالواحد الصمد

هذا منازل لا يرتاع من عققي(٥)

فخذ بحقّي يا جبّار من ولدي

حتى ( يشلّ بحول )(٦) منك جانبه

يا من تقدّس لم يولد ولم يلد

قال : فوالذي سمك السماء ، وأنبع الماء ما استتم دعاءه حتى نزل بي ما ترى ، ثم كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شلّ . . . الخبر ، وفيه ذكر الدعاء المعروف بدعاء المشلول .

[١١٠٦٠] ٥ ـ السيد ابن زهرة في الغنية : ويتعلق بأستار الكعبة ويقول :

____________________________

(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) ليس في المصدر .

(٤) مهرة بن حيدان : أبو قبيلة . . وإبل مهرية منسوبة إليهم والجمع مهاري ومهار ومهارى . ( لسان العرب ـ مهر ـ ج ٥ ص ١٨٦) .

(٥) عق والده يعقه عقّاً وعقوقا . . شق عصا طاعته ( لسان العرب ـ عقق ـ ج ١٠ ص ٢٥٦ ) .

(٦) في المصدر : تشل بعون .

٥ ـ الغنية ( ضمن كتاب الجوامع الفقهية ) ص ٥١٦ .

٣٥٤

اللهم بك استجرت فأجرني ، وبك استغيث فأغثني ، يا رسول الله ، يا أمير المؤمنين ، يا فاطمة بنت رسول الله(١)يا حسن ، يا حسين ـ ويسمّي الأئمة ( عليهم السلام ) إلى آخرهم ـ بالله ربّي استغيث ، وبكم إليه تشفّعت ، أنتم عمدتي ، وإيّاكم أقدّم بين يدي حوائجي ، فكونوا شفعائي إلى الله في إجابة دعائي ، وتبليغي في ( ديني ودنياي )(٢) مهمّاتي ، اللّهم ارحم بهم عبرتي ، واغفر بشفاعتهم خطيئتي ، واقبل مناسكي ، واغفر لي ولوالدي ، واحفظني في نفسي وأهلي ، وفي جميع إخواني ، واشركهم في صالح دعائي ، إنّك على كلّ شيء قدير .

١٩ ـ ( باب أحكام لقطة الحرم )

[١١٠٦١] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الحرم لا يختلى خلاؤه ـ إلى أن قال ـ ولا تحلّ لقطته إلّا لمنشد » الخبر .

[١١٠٦٢] ٢ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « لا ( تلقط اللقطة في )(١) الحرم ، دعها(٢) مكانها حتى يأتي من

____________________________

(١) في المصدر زيادة : يا أمير المؤمنين ، يا فاطمة بنت رسول الله .

(٢) وفيه : الدين والدنيا .

الباب ١٩

١ ـ الجعفريات ص ٧١ .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣١١ .

(١) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : يلتقطه لقطة .

(٢) في المخطوط : ويترك ، وما أثبتناه من المصدر .

٣٥٥

( هي له )(٣) فيأخذها » .

[١١٠٦٣] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) : أنه سئل عن رجل وجد ديناراً في الحرم فأخذه ، ما يصنع به ؟ قال : « بئس ما صنع إذا أخذه ، لأن ( لقطة الحرم )(١) لا ترفع ، هي في حرم الله إلى أن يأتي صاحبها فيأخذها ، قيل : فإنه قد ابتلي به ، قال : فليعرفه ، قيل : فإنه قد عرفه ، قال : فليتصدق به على أهل بيت من المسلمين ، فإن جاء ( طالبه فهو )(٢) ضامن » .

[١١٠٦٤] ٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « اعلم أنّ اللقطة لقطتان : لقطة الحرم ، ولقطة غير الحرم ، فأمّا لقطة الحرم فإنّها تعرّف(١) سنة ، فإن جاء صاحبها وإلّا تصدقت بها ، وإن كنت وجدت في الحرم ديناراً مطلساً(٢) فهو لك لا تعرفه » .

٢٠ ـ ( باب استحباب إكثار النظر إلى الكعبة )

[١١٠٦٥] ١ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : كنت عنده قاعداً خلف المقام وهو محتبٍ

____________________________

(٣) في المصدر : أضلها .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٤٩٥ ح ١٧٦٦ .

(١) في المصدر : اللقطة بالحرم .

(٢) وفيه : طالبها فهو له .

٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٥ .

(١) في المخطوط : يعرف ، وما أثبتناه من المصدر .

(٢) المطلس : الممحو ( لسان العرب ج ٦ ص ١٢٤ ) .

الباب ٢٠

١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٨٨ ح ٥٧ .

٣٥٦

مستقبل القبلة ، فقال : « النظر إليها عبادة » الخبر .

[١١٠٦٦] ٢ ـ بعض نسخ الرضوي ( عليه السلام ) : « واقلل الخروج من المسجد فإن النظر إلى الكعبة عبادة ، ولا يزال المرء في صلاة ما دام ينظرها » .

[١١٠٦٧] ٣ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ومن نظر إلى البيت إيماناً واحتساباً نظرة واحدة غفر له ما تقدم وما تأخر ، ومن نظر إلى البيت كان أفضل من عبادة سنة » .

وروي : أنّ الله ينزل كلّ يوم على مكّة مائة وعشرين رحمة ، ستون منها للطائفين ، وأربعون للعاكفين ، وعشرون للناظرين .

٢١ ـ ( باب كراهة مطالبة الغريم في الحرم ، والتسليم عليه )

[١١٠٦٨] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « إن كان لك على رجل حقّ فوجدته بمكّة ، أو في الحرم فلا تطالبه ، ولا تسلم عليه فتفزعه ، إلّا أن تكون اعطيته حقّك في الحرم ، فلا بأس أن تطالبه في الحرم » .

٢٢ ـ ( باب جواز الاحتباء مستقبل الكعبة على كراهية في المسجد الحرام ، وكذا الاحتذاء فيه )

[١١٠٦٩] ١ ـ العياشي في تفسيره : عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : كنت عنده قاعداً خلف المقام وهو محتب

____________________________

٢ ـ بعض نسخ الرضوي : وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٦ .

٣ ـ لب اللباب : مخطوط .

الباب ٢١

١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٣ .

الباب ٢٢

١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٨٨ ح ٥٧ .

٣٥٧

مستقبل القبلة » الخبر .

[١١٠٧٠] ٢ ـ نوادر علي بن أسباط : عن رجل من أصحابنا يكنّى با إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنه قال في حديث : « وإذا كان مقابل الكعبة ، لم يجز له أن يحتبي وهو ناظر إليها » .

٢٣ ـ ( باب أنه يكره أن يعلق لدور مكّة أبواب ، وأن يمنع الحاج من نزول دورها ، وأن يؤخذ لها أُجرة )

[١١٠٧١] ١ ـ علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ )(١) قال : نزلت في قريش حين صدوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن مكّة ، وقوله : ( سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ) ، قال : أهل مكّة ومن جاء إليه(٢) من البلدان ، فهم فيه(٣) سواء ، لا يمنع النزول ودخول الحرم .

[١١٠٧٢] ٢ ـ القطب الراوندي في فقه القرآن : كتب علي ( عليه السلام ) ، إلى قثم بن عبّاس ، عامله على مكّة : « أقم للناس الحج ، واجلس لهم العصرين ، فافت المستفتي ، وعلّم الجاهل ، وذاكر العالم ، ومر أهل مكّة أن لا يأخذوا من ساكن اجراً ، فإن الله سبحانه يقول : ( سَوَاءً

____________________________

٢ ـ نوادر علي بن أسباط ص ١٢٤ .

الباب ٢٣

١ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ٨٣ .

(١) الحج ٢٢ : ٢٥ .

(٢) في المصدر : إليهم .

(٣) ليس في المصدر .

٢ ـ فقه القرآن ج ١ ص ٣٢٧ .

٣٥٨

الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ )(١) العاكف : المقيم به ، والبادي : الذي يحج إليه من غير أهله » .

٢٤ ـ ( باب استحباب دخول الكعبة )

[١١٠٧٣] ١ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن علي بن عبد العزيز ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : جعلت فداك قول الله تعالى ( آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا )(١) وقد يدخله المرجىء ، والقدري ، والحروري ، والزنديق الذي لا يؤمن بالله ، قال : « لا ، ولا كرامة » قلت : فمن(٢) ، جعلت فداك ؟ قال : « ومن دخله وهو عارف بحقّنا كما هو عارف له ، خرج من ذنوبه ، وكفي همّ الدنيا والآخرة » .

[١١٠٧٤] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : أنه سئل عن دخول الكعبة(١) ؟ فقال : « نعم إن قدرت على ذلك(٢) ، وإن خشيت الزحام فلا تغرّر بنفسك » .

[١١٠٧٥] ٣ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : وجد إبراهيم ( عليه السلام ) حجراً مكتوباً عليه أربعة أسطر : الأول : إنّي أنا الله لا إله

____________________________

(١) الحج ٢٢ : ٢٥ .

الباب ٢٤

١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٩٠ ح ١٠٧ .

(١) آل عمران ٣ : ٩٧ .

(٢) في المخطوط : فمه ، وما أثبتناه من المصدر .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٣٢ .

(١) في المصدر : البيت .

(٢) وفيه زيادة : فافعله .

٣ ـ لب اللباب : مخطوط .

٣٥٩

إلّا أنا فاعبدني ، الثاني : لا إله إلّا الله محمد رسولي ، طوبى لمن آمن به واتبعه . الثالث : إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا ، من اعتصم بي نجا . الرابع : إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا ، الحرم لي والكعبة بيتي ، من دخل بيتي أمن من عذابي .

٢٥ ـ ( باب أنه يستحب لمن أراد دخول الكعبة أن يغتسل ، ثم يدخلها بسكينة ووقار بغير حذاء ، ولا يبزق ولا يمتخط ، ويدعو بالمأثور ، ويصلّي بين الإِسطوانتين على الرخامة الحمراء ، وفي كل زاويتين ركعتين ، ويكبّر مستقبلاً لكلّ ركن )

[١١٠٧٦] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « يستحب لمن أراد دخول الكعبة أن يغتسل » .

[١١٠٧٧] ٢ ـ وعن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في البيت ، بين العمودين على الرخامة الحمراء ، واستقبل ظهر البيت ، وصلّى ركعتين » .

[١١٠٧٨] ٣ ـ بعض نسخ الرضوي ( عليه السلام ) : « أبي ، عن الصادق ( عليهما السلام ) : لا تصلح المكتوبة في جوف الكعبة ، فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لم يدخل الكعبة في عمرة ولا حجّة ، ولكنه دخلها في الفتح ، وصلّى ركعتين بين العمودين ، ومعه اسامة والفضل » .

____________________________

الباب ٢٥

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٣٢ .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٣٣ .

٣ ـ بعض نسخ الرضوي ص ٧٤ ، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٧ ح ٢٣ .

٣٦٠