مستدرك الوسائل - ج ٩

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٩

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

الصامتون وبقينا(٢) .

وكان بعض أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يضع حصاة في فيه ، فإذا أراد أن يتكلّم بما علم أنّه لله وفي الله ولوجه الله ، أخرجها [ من فمه ](٣) وأن كثيراً من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى ، ويتكلمون شبه المرضى ، وإنما سبب هلاك الخلق ونجاتهم الكلام والصمت ، فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام وصوابه ، وعلم الصمت وفوائده ، فإنّ ذلك من أخلاق الأنبياء وشعار الأصفياء ، ومن علم قدر الكلام احسن صحبة الصمت ، ومن أشرف على ما في لطائف الصمت وائتمنه على خزائنه ، كان كلامه وصمته كلّه عبادة ، ولا يطلع على عبادته إلّا الملك الجبار » .

[١٠٠٨٩] ١٧ ـ الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : « ثلاث منجيات : تكفّ لسانك ، وتبكي على خطيئتك ، ويسعك بيتك » .

[١٠٠٩٠] ١٨ ـ وبهذا الاسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « والسكوت كالذهب ، والكلام كالفضة » .

[١٠٠٩١] ١٩ ـ أبو يعلى الجعفري في كتاب نزهة الناظر : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « ثلاثة لا يصيبون إلّا خيراً : أولو الصمت ، وتاركو الشرّ ، والمكثرون ذكر الله عزّ وجلّ » الخبر .

____________________________

(٢) في المخطوط « يقيناً » وما أثبتناه من المصدر .

(٣) أثبتناه من المصدر .

١٧ ـ الجعفريات ص ٢٣١ .

١٨ ـ الجعفريات ص ٢٣٢ .

١٩ ـ نزهة الناظر ص ٥٣ .

٢١

[١٠٠٩٢] ٢٠ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « كان لي فيما مضى أخ في الله ، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه ـ إلى أن قال ـ وكان أكثر دهره صامتاً ـ إلى أن قال ـ وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت ، وكان على أن(١) يسمع أحرص منه على أن يتكلم ـ إلى أن قال ـ فعليكم بهذه الخلائق(٢) فالزموها » .

[١٠٠٩٣] ٢١ ـ البحار ، عن الديلمي في أعلام الدين : عن ابن ودعان في أربعينه ، بإسناده عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ألا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما ، عظيم أجرهما ، لم يلق الله بمثلهما : طول الصمت ، وحسن الخلق » .

١٠١ ـ ( باب اختيار الكلام في الخير حيث لا يجب على السكوت )

[١٠٠٩٤] ١ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : المرء مخبوء تحت لسانه ، فزن كلامك واعرضه على العقل ، فإن كان لله وفي الله فتكلّم به ، وإن كان غير ذلك فالسكوت أولى(١) » الخبر .

[١٠٠٩٥] ٢ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال :

____________________________

٢٠ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٢٣ ح ٢٨٩ .

(١) في المصدر : ما .

(٢) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : الأخلاق .

٢١ ـ البحار ج ٧٧ ص ١٧٩ .

الباب ١٠١

١ ـ مصباح الشريعة ص ٢٦٠ .

(١) في المصدر : خير منه .

٢ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٩٣ ح ١٧٥ .

٢٢

« السكوت عند الضرورة بدعة » .

١٠٢ ـ ( باب وجوب حفظ اللسان مما لا يجوز من الكلام )

[١٠٠٩٦] ١ ـ الجعفريات : اخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، قال حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يعذّب اللسان بعذاب لا يعذّب به شيء من الجوارح ، فيقول : أي ربّ ، عذبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً من الجوارح ، قال : فيقال : خرجت منك كلمة بلغت(١) مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام ، وأخذ بها المال الحرام ، وانتهك بها الفرج الحرام ، فوعزّتي لأعذبنّك بعذاب لا أعذّب به شيئاً من جوارحك » .

[١٠٠٩٧] ٢ ـ وبهذا الإِسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أسبغ وضوءه ، وأحسن صلاته ، وأدى زكاة ماله ، وكفّ غضبه ، وسجن لسانه ، وبذل معروفه ، واستغفر لذنبه ، وأدى النصيحة لأهل بيتي ، فقد استكمل حقائق الإِيمان ، وأبواب الجنّة له مفتحة » .

[١٠٠٩٨] ٣ ـ وبهذا الاسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « ثلاث منجيات : تكفّ لسانك ، وتبكي على خطيئتك ، ويسعك بيتك » .

____________________________

الباب ١٠٢

١ ـ الجعفريات ص ١٤٧ .

(١) في المصدر : يلهث .

٢ ـ الجعفريات ص ٢٣٠ .

٣ ـ الجعفريات ص ٢٣١ .

٢٣

[١٠٠٩٩] ٤ ـ مجموعة الشهيد ( ره ) : قيل للحسين بن علي ( عليهما السلام ) : ما الفضل ؟ قال : « ملك اللسان ، وبذل الإِحسان » قيل : فما النقص ؟ قال : « التكلّف لما لا يعنيك » .

[١٠١٠٠] ٥ ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط : عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، يقول : « كان أبو ذر يقول في عظته : يا مبتغي العلم إنّ هذا اللسان مفتاح كلّ خير ومفتاح كلّ شرّ ، فاختم على فيك كما تختم على ذهبك وورقك » .

الطبرسي في(١) المشكاة : نقلاً من المحاسن ، عنه : مثله .

[١٠١٠١] ٦ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « إمسك لسانك ، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك » .

[١٠١٠٢] ٧ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من حفظ لسانه ، ستر الله عورته » .

[١٠١٠٣] ٨ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن كان في شيء شؤم ففي اللسان » .

[١٠١٠٤] ٩ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيّته

____________________________

٤ ـ مجموعة الشهيد :

٥ ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٦ .

(١) مشكاة الأنوار ص ١٧٥ .

٦ ـ ٨ ـ مشكاة الأنوار ص ١٧٥ .

٩ ـ الاختصاص ص ٢٢٩ .

٢٤

إلى محمد بن الحنفية : واعلم أن اللسان كلب عقور إنّ خليته عقر ، وربّ كلمة سلبت نعمة ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك » .

[١٠١٠٥] ١٠ ـ وعن الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : « ان لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم على جوارحه فيقول : كيف اصبحتم ؟ فيقولون : بخير إن تركتنا ، ويقولون : الله ، الله [ فينا ](١) ويناشدونه(٢) ، ويقولون : إنّما نثاب بك ، ونعاقب بك » .

[١٠١٠٦] ١١ ـ وعن الصادق ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن كان الشؤم في شيء ففي اللسان » .

[١٠١٠٧] ١٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « أروي عن العالم ( عليه السلام ) ، أنه قال : طوبى لمن كان صمته فكراً ، ونظره عبراً ، ووسعه بيته ، وبكى على خطيئته ، وسلم الناس من يده ولسانه » .

[١٠١٠٨] ١٣ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : وفي الخبر : « ما من صباح إلّا وتكلّم الأعضاء اللسان ، فتقول : إن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت أعوججنا » .

____________________________

١٠ ـ الاختصاص ص ٢٣٠ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : فيناشدونه .

١١ ـ الاختصاص ص ٢٤٩ .

١٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥١ .

١٣ ـ لب اللباب : مخطوط .

٢٥

١٠٣ ـ ( باب كراهة كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى )

[١٠١٠٩] ١ ـ الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : عن النبّي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسي(١) القلب ، وإن أبعد الناس من الله القاسي القلب » .

[١٠١١٠] ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله بن محمد ، أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : « أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، مرّ على امرأة وهي تبكي على ولدها ، وهي تقول : الحمد لله مات شهيداً ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كيف أيّتها المرأة ؟ فلعلّه كان يبخل بما لا يضره ، ويقول فيما لا يعنيه » .

[١٠١١١] ٣ ـ زيد الزرّاد في أصله : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث في صفات المؤمنين : « ألسنتهم مسجونة ، وصدورهم وعاء لسرّ الله ، إن وجدوا له أهلاً ( نبذوه إليه نبذاً )(١) وإن لم يجدوا له اهلاً ألقوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها ، وجعلوا على أفواههم أوكية ، صلب صلاب اصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء ، خزّان

____________________________

الباب ١٠٣

١ ـ مجمع البيان ج ١ ص ١٣٩ .

(١) في المصدر : تقسي .

٢ ـ الجعفريات ص ٢٠٧ .

٣ ـ اصل زيد الزراد ص ٧ .

(١) كذا في المصدر ، وفي المخطوط : نبدوا .

٢٦

العلم ، ومعدن [ الحلم و ](٢) الحكم ، وتّباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، أكياس يحسبهم المنافق ( خرسا عمياً بلهاً )(٣) ، وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله ، أنّهم لا كياس ، فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة ، صفوة الله ، أسكنتهم الخشية [ لله ](٤) واعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسرّه » الخبر .

[١٠١١٢] ٤ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من كلامه » .

[١٠١١٣] ٥ ـ القطب الراوندي في قصص الأنبياء : إن آدم ( عليه السلام ) لما كثر ولده وولد ولده ، كانوا يتحدثون عنده وهو ساكت ، فقالوا : يا أبه مالك لا تتكلم ؟ فقال : يا بني ان الله جل جلاله ، لما أخرجني من جواره ، عهد إليّ وقال : أقل كلامك ترجع إلى جواري .

[١٠١١٤] ٦ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن معاوية بن وهب ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : « كان أبي يقول : قم بالحق ، ولا تعرض لما نابك ، واعتزل عمّا لا يعنيك » .

[١٠١١٥] ٧ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « استمعوا مني كلاماً هو خير من

____________________________

(٢ ، ٤) اثبتناه من المصدر .

(٣) وفيه : خرساء وعمياء وبلهاء .

٤ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ٧١ ، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٣ و ج ٩٦ ص ١١٧ ح ٩ .

٥ ـ قصص الأنبياء ص ١٨ ، وعنه في البحار ج ١١ ص ١٨٠ وج ٧١ ص ٢٨٣ .

٦ ـ الاختصاص ص ٢٣٠ ، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٨ ح ٤٦ .

٧ ـ الاختصاص ص ٢٣١ .

٢٧

الدّهم الموقفة(١) : لا تكلّمن بما لا يعنيك ، ودع كثيراً من الكلام فيما يعنيك حتى تجد له موضعاً ، فرب متكلّم بحقّ في غير موضعه فعنت » .

[١٠١١٦] ٨ ـ وعن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : « ما أحسن الصمت إلا من عيّ ، والمهذار له سقطات » .

[١٠١١٧] ٩ ـ الشيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر : قال : قيل للقمان : الست عبد آل فلان ؟ قال : بلى ، قيل : فما بلغ بك ما ترى(١) ؟ قال : صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك ما لا يعنيني ، وغضّي بصري ، وكفّي(٢) لساني ، وعفّتي في طعمتي ، فمن نقص عن هذا فهو دوني ، ومن زاد عليه فهو فوقي ، ومن عمله فهو مثلي .

[١٠١١٨] ١٠ ـ الشهيد الثاني في منية المريد : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « أنّ موسى ( عليه السلام ) لقي الخضر ( عليه السلام ) ، فقال : أوصني ، فقال [ الخضر ](١) يا طالب العلم ان القائل أقلّ ملالة من المستمع ، فلا تمل جلساءك إذا حدّثتهم ـ إلى أن قال ـ ولا تكونن مكثاراً ( في المنطق )(٢) مهذاراً ، أنّ كثرة المنطق تشين العلماء ، وتبدي

____________________________

(١) كان في الأصل : الموقوفة ، وفي المصدر : المدقوقة ، وكلاهما تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه في المتن ، وهي صفة مدح للخيل « انظر لسان العرب ج ٩ ص ٣٦١ » .

٨ ـ الإِختصاص ص ٢٣٢ .

٩ ـ مجموعة ورّام ج ٢ ص ٢٣٠ .

(١) في المصدر : نرى .

(٢) في المصدر : وكف .

١٠ ـ منية المريد ص ٤٧ .

(١) اثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : بالنطق تكن .

٢٨

مساوىء السخفاء ، ولكن عليك بذي اقتصاد فإنّ ذلك من التوفيق والسداد » الخبر .

[١٠١١٩] ١١ ـ الإِمام العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : « مرّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على قوم من أخلاط المسلمين ، ليس فيهم مهاجري ولا انصاري ، وهم قعود في بعض المساجد ، في أوّل يوم من شعبان ، [ و ](١) إذا هم يخوضون في أمر للقدر وغيره ممّا اختلف فيه الناس ، قد أرتفعت أصواتهم ، واشتدّ فيه محكهم(٢) وجدالهم ، فوقف عليهم فسلّم فردّوا عليه ، وأوسعوا له ، وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم ثم قال لهم(٣) :

يا معشر المتكلمين فيما لا يعنيهم ولم يرد عليهم ، ألم تعلموا أنّ لله عباداً قد أسكتتهم(٤) خشيته من غير عيّ(٥) ولا بكم ، وأنّهم لهم الفصحاء العقلاء الألباء العالمون بالله وأيّامه » .

[١٠١٢٠] ١٢ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « الكلام إظهار ما في قلب المرء ، من الصفاء والكدر والعلم والجهل ، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : المرء مخبوء تحت لسانه ،

____________________________

١١ ـ تفسير الامام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢٦٨ .

(١) اثبتناه من المصدر .

(٢) المحك ، المشارَّة والمنازعة في الكلام . والمحك : التمادي في اللجاجة ( لسان العرب ج ١٠ ص ٤٨٦ ) .

(٣) في المصدر زيادة : وناداهم .

(٤) في المصدر : اسكنتهم .

(٥) وفيه : صم .

١٢ ـ مصباح الشريعة ص ٢٥٩ .

٢٩

فزن كلامك واعرضه على العقل والمعرفة(١) ، فإن كان لله وفي الله فتكلم به ، وإن كان غير ذلك فالسكوت خير منه ، وليس على الجوارح أخفّ مؤونة ، وأفضل منزلة وأعظم قدراً عند الله ، من الكلام في رضاء الله ولوجهه ، ونشر آلائه ونعمائه في عباده ، ألا ترى أن الله عزّ وجلّ لم يجعل فيما بينه وبين رسله معنى يكشف ما أسرّ إليهم من مكنونات علمه ، ومخزونات وحيه غير الكلام ، وكذلك بين الرسل والأمم ، ثبت بهذا أنه أفضل الوسائل والكلف(٢) والعبادة وكذلك لا معصية أثقل(٣) على العبد وأسرع عقوبة عند الله ، وأشدّها ملامة وأعجلها سامة عند الخلق منه .

واللسان ترجمان الضمير وصاحب خير القلب ، وبه ينكشف ما في سرّ الباطن ، وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة ، والكلام خمر تسكر(٤) القلوب والعقول ما كان منه لغير الله عزّ وجلّ ، وليس شيء أحقّ بطول السجن من اللسان » .

[١٠١٢١] ١٣ ـ جامع الأخبار : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « راحة الإِنسان في حبس اللسان ، سكوت اللسان سلامة الإِنسان » .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « بلاء الإِنسان من اللسان » .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « سلامة الإِنسان في حفظ

____________________________

(١) ليس في المصدر .

(٢) الكلفة : المشقة والجمع كلف كغرفة وغرف ( مجمع البحرين ج ٥ ص ١١٥ ) ، وفي المصدر : الطف العبادة .

(٣) في المصدر : اشغل .

(٤) في المصدر : يسكر .

١٣ ـ جامع الأخبار ص ١٠٩ ـ ١١٠ .

٣٠

اللسان(١) » .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « البلاء موكّل بالمنطق » .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « فتنة اللسان أشدّ من ضرب السيف » .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « من تقى(٢) من مؤونة لقلقه(٣) ، وقبقبه(٤) ، وذبذبه(٥) ، دخل الجنّة » .

وفي رواية أخرى : « من حفظ لقلقه ، وقبقبه ، وذبذبه ، دخل الجنّة » .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّ الله تعالى عند لسان كل قائل » .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه » .

[١٠١٢٢] ١٤ ـ أحمد بن محمد البرقي في المحاسن : عن أبيه(١) عمّن ذكره عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) : « أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : جمع الخير كلّه في ثلاث خصال : النظر ،

____________________________

(١) عنه في البحار ج ٧١ ص ٢٨٦ ح ٤٢ .

(٢) في نسخة : وقىٰ .

(٣) اللقلق : اللسان ، ( النهاية ج ٤ ص ٢٦٥ ) .

(٤) القبقب : البطن ، ( النهاية ج ٤ ص ٧ ) .

(٥) الذبذب : الذكر ، ( النهاية ج ٢ ص ١٥٤ ) .

١٤ ـ المحاسن ص ٥ ح ١٠ .

(١) ليس في المصدر .

٣١

والسكوت ، والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة ، وكلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ، فطوبى لمن كان نظره عبراً(٢) ، وسكوته فكراً(٣) وكلامه ذكراً ، وبكى على خطيئته ، وأمن(٤) الناس شرّه » .

[١٠١٢٣] ١٥ ـ البحار ، عن أعلام الدين للديلمي : عن ابن ودعان في أربعينه ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « رحم الله عبداً تكلّم فغنم ، أو سكت فسلم ، إنّ اللسان أملك شيء للإِنسان ، ألا وأنّ كلام العبد كلّه عليه إلّا ذكر الله تعالى ، أو امر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو إصلاح بين المؤمنين » فقال له معاذ بن جبل : يا رسول الله ، انؤاخذ بما نتكلم ؟ فقال له : « وهل تكبّ(١) الناس على مناخرهم في النار إلّا حصائد السنتهم ، فمن أراد السلامة فليحفظ ما جرى به لسانه » الخبر .

[١٠١٢٤] ١٦ ـ العلامة الكراجكي في كنزه : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من وقى شرّ ثلاث فقد وقى الشرّ كلّه : لقلقه ، وقبقبه وذبذبه » فلقلقه : لسانه ، وقبقبه : بطنه ، وذبذبه : فرجه .

[١٠١٢٥] ١٧ ـ الصدوق في العيون والمعاني وغيره : بأسانيدهم عن

____________________________

(٢) في المصدر : اعتباراً .

(٣) في المصدر : فكره .

(٤) كان في المخطوط : فأمن ، وما أثبتناه من المصدر .

١٥ ـ البحار ج ٧٧ ص ١٧٨ .

(١) في المصدر : يكب .

١٦ ـ كنز الفوائد ص ١٨٤ .

١٧ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ج ١ ص ٣١٩ ، ومعاني الأخبار ص ٨٣ .

٣٢

الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، عن خاله هند ـ في حديث وصفه حلية النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ قال : « قال : قد ترك ( صلى الله عليه وآله ) نفسه من ثلاث : المراء ، والإِكثار ، ومالا يعنيه » الخبر .

[١٠١٢٦] ١٨ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن الكاظم ( عليه السلام ) ، أنه قال لهشام بن الحكم : « قال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) : إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشيته ، فأسكتتهم عن المنطق ، وأنّهم لفصحاء عقلاء ـ إلى أن قال ـ يا هشام المتكلمون ثلاثة : فرابح ، وسالم ، وشاجب ، فأمّا الرابح : فالذاكر لله ، وأمّا السالم : فالساكت ، وأمّا الشاجب : فالذي يخوض في الباطل ، إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيء قليل الحياء ، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه » .

[١٠١٢٧] ١٩ ـ الطبرسي في المشكاة : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « العالم لا يتكلّم بالفضول ».

[١٠١٢٨] ٢٠ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من فقه الرجل ، قلّة كلامه فيما لا يعنيه » .

[١٠١٢٩] ٢١ ـ وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : « من كثر كلامه ، كثر كذبه » .

____________________________

١٨ ـ تحف العقول ص ٢٩٤ .

١٩ ـ مشكاة الأنوار ص ٣١٩ .

٢٠ ـ الأخلاق : مخطوط .

٢١ ـ الأخلاق : مخطوط .

٣٣

[١٠١٣٠] ٢٢ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن أبي بكر محمد بن عمر بن سالم(١) ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن أحمد بن يوسف ، عن محمد بن يزيد ، عن أحمد بن رزق(٢) ، عن أبي زياد الفقيمي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من حسن إسلام المرء ، تركه الكلام فيما لا يعنيه » .

[١٠١٣١] ٢٣ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّ الله يحبّ الحيّ العيّ(١) المتعفّف ، وإن الله يبغض البليغ من الرجال » .

[١٠١٣٢] ٢٤ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهقون(١) المتشدّقون(٢) » .

____________________________

٢٢ ـ أمالي المفيد ص ٣٤ ح ٩ .

(١) كان في المخطوط : مسلم وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه ، كما في المصدر ، انظر تاريخ بغداد ج ٣ ص ٢٦ ح ٩٥٣ ، ويظهر ذلك من المراجعة الى الأمالي ، كما في الصفحة ١٤ و٣٤ .

(٢) كان في المخطوط « أزرق » وهو تصحيف وصحته ما أثبتناه ، كما في المصدر ، راجع معجم الرجال ج ٢ ص ١١٥ .

٢٣ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٠ ح ١٢٨ .

(١) في المصدر : العيي .

٢٤ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٢ ح ١٣٥ .

(١) المتفيهقون : الذين يظهرون للناس أنهم ذوو فهم وذكاء ليقربوهم ويعظموهم ، ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣١ ).

(٢) المتشدقون : جمع متشدق ، وهو المتوسع في الكلام ، والمتفاصح فيه من دون سبب ، ( لسان العرب ج ١٠ ص ١٧٣ ).

٣٤

[١٠١٣٣] ٢٥ ـ الشيخ إبراهيم القطيفي في إجازته للشيخ شمس الدين محمد بن تركي(١) : روى عن رجل من المجاهدين قتل مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بعض الغزوات ، فأتته أمّه وهو شهيد بين القتلى ، فرأت في بطنه حجر المجاعة مربوطاً لشدّة صبره وقوّة عزمه ، فمسحت عليه وقالت : هنيئاً لك يا بني ، فسمعها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لها : « مه ـ أو نحوها ـ لعلّه كان يتكلّم فيما لا يعنيه » .

١٠٤ ـ ( باب استحباب مداراة الناس )

[١٠١٣٤] ١ ـ الطبرسي في المشكاة : نقلاً من المحاسن ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « جاء جبرئيل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : يا محمد ربّك يقرئك السلام ويقول لك : دار خلقي » .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « أمرني ربّي بمداراة الناس ، كما أمرني بتبليغ الرسالة » .

[١٠١٣٥] ٢ ـ وعن الباقر ( عليه السلام ) : سئل(١) عن رجل خبيث قد لقي منه جهداً ، هل ترى مكاشفته أم مداراته ؟ فكتب إليه : « المداراة خير لك من المكاشفة ، وإن مع العسر يسرا ، فإن العاقبة للمتقين » .

____________________________

٢٥ ـ البحار ج ١٠٨ ص ١٠٥ .

(١) صورة الإِجازة موجودة في : روضات الجنات ج ١ ص ٢٧ ، والبحار ج ١٠٨ ص ٨٩ ح رقم ٤٤ ، والذريعة ج ١ ص ١٣٤ ح تحت رقم ٦٢٧ فراجع .

الباب ١٠٤

١ ـ مشكاة الأنوار ص ١٧٧ .

٢ ـ مشكاة الأنوار ص ٣١٩ .

(١) في المخطوط زيادة « عنه » ، حذفت لاستقامة المعنى .

٣٥

[١٠١٣٦] ٣ ـ الإِمام أبو محمد العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : في قوله تعالى : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا )(١) ، قال الصادق ( عليه السلام )(٢) : « قولوا للناس كلّهم حسناً ـ مؤمنهم ومخالفهم ـ أمّا المؤمنون فيبسط لهم وجهه ، وأمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإِيمان ، فإن استتر من ذلك(٣) يكف شرورهم عن نفسه ، وعن إخوانه المؤمنين .

قال الإِمام ( عليه السلام ) : إنّ مداراة أعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه وإخوانه ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في منزله ، إذ استأذن عليه عبدالله بن أبي سلول ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بئس أخو العشيرة ائذنوا له ، فأذنوا له ، فلمّا دخل أجلسه وبشر في وجهه ، فلما خرج قالت عائشة : يا رسول الله ، قلت فيه ما قلت ، وفعلت به من البشر ما فعلت ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا عويش يا حميرا ، إنّ شرّ الناس عند الله يوم القيامة ، من يكرم إتقاء شرّه .

وقال الإِمام ( عليه السلام )(٤) : ما من عبد ولا أمة دارى عباد الله بأحسن المداراة ، ولم يدخل بها في باطل ، ولم يخرج بها من حقّ ، إلا جعل الله نفسه تسبيحاً ، وزكّى أعماله ، وأعطاه لصبره على كتمان

____________________________

٣ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٤٢ ، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٠١ ح ٤٢ .

(١) البقرة ٢ : ٨٣ .

(٢) في المخطوط زيادة « قال » حذفت لاستقامة المعنى .

(٣) في المصدر : ذاك .

(٤) نفس المصدر ص ١٧ .

٣٦

سرّنا ، واحتمال الغيظ لما يحتمله(٥) من أعدائنا ، ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله » .

[١٠١٣٧] ٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « نروي أن الله تبارك وتعالى ، أوحى إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني آخذك بمداراة الناس ، كما آخذك بالفرائض .

ونروي أن المؤمن آخذ عن الله عزّ وجلّ الكتمان ، وعن نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) مداراة الناس .

وعن العالم ( عليه السلام ) : الصبر في البأساء والضراء » .

[١٠١٣٨] ٥ ـ أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : « لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربّه ، وسنّة من نبيّه ، وسنة من وليّه ، فأمّا السنة من ربّه فكتمان السر ، وأمّا السنة من نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) فمداراة الناس ، وأمّا السنة من وليّه ، فالصبر في البأساء والضراء » .

[١٠١٣٩] ٦ ـ محمد بن علي الخزاز في كفاية الأثر : عن أحمد بن محمد بن عبيدالله ، عن علي بن عبدالله الواسطي ، عن محمد بن أحمد الجمحي(١) ، عن هارون بن يحيى عن عثمان بن عثمان بن خالد ، عن

____________________________

(٥) في المصدر : يسمعه .

٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥٠ .

٥ ـ التمحيص ص ٦٧ ح ١٥٩ .

٦ ـ كفاية الأثر ص ٢٣٩ .

(١) كان في المخطوط « الحجمي » وهو تصحيف والصحيح ما اثبتناه كما في تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٢٤ .

٣٧

أبيه ، قال مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) مرضه الذي توفي فيه ، فجمع أولاده محمداً ( عليه السلام ) ، والحسن وعبد الله وعمر وزيداً والحسين ، وأوصى إلى ابنه محمد بن علي ( عليهما السلام ) وكنّاه بالباقر ، وجعل أمرهم إليه ، وكان فيما وعظه في وصيّته أن قال : « يا بنيّ ، إن العقل رائد الروح ، والعلم رائد العقل ، والعقل ترجمان العلم ، واعلم ان العلم أبقى ، واللسان أكثر هذراً ، واعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافرها في كلمتين ، إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة ، وثلثه تغافل ، لأن الإِنسان لا يتغافل إلّا عن شيء قد عرفه وفطن له » الخبر .

[١٠١٤٠] ٧ ـ السيد علي بن طاووس في فتح الأبواب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال لسلمان : « يا سلمان ، إن الناس لو قارضتهم قارضوك(١) ، وإن(٢) تركتهم لم يتركوك ، وإن(٣) هربت منهم أدركوك ، قال : فاصنع ماذا ؟ قال اقرضهم عرضك ليوم فقرك » .

[١٠١٤١] ٨ ـ وجدت منقولاً عن خطّ الشهيد الثاني ، منقولاً عن خطّ الشهيد الأول : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : « كمال الأدب والمروّة في سبع خصال : العقل ، والحلم ، والصبر ، والرفق ، والصمت ، وحسن الخلق ، والمداراة ».

[١٠١٤٢] ٩ ـ وروي أنه سمع سليمان عصفوراً يقول للهدهد : ما رأيت أحسن من لقائك للحداة والباز وهما عدوّاك ، فقال الهدهد : يا أخي

____________________________

٧ ـ فتح الأبواب ص ٦٧ .

(١) اي إن سببتهم ونلت منهم سبوك ، (مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٢٧ ).

(٢ ، ٣) في المصدر : فان .

٨ و ٩ ـ مجموعة الشهيد :

٣٨

من حسنت مداراته طابت حياته ، فقال سليمان : صدق والله الهدهد .

[١٠١٤٣] ١٠ ـ البحار ، عن كتاب قضاء الحقوق للصوري : قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فيما أوصى به رفاعة بن شدّاد البجلي في رسالة إليه : « دار المؤمن ما استطعت ، فإن ظهره حمى الله ، ونفسه كريمة على الله [ وله يكون ثواب الله ](١) وظالمه خصم الله ، فلا تكن خصمه » .

[١٠١٤٤] ١١ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أعقل الناس أشدّهم مداراة للناس » .

١٠٥ ـ ( باب وجوب أداء حق المؤمن وجملة من حقوقه الواجبة والمندوبة )

[١٠١٤٥] ١ ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب إبتلاء المؤمن : عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « [ والله ](١) ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن » .

ورواه جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن ابن مسلم ،

____________________________

١٠ ـ البحار ج ٧٤ ص ٢٣٠ عن كتاب قضاء الحقوق ح ٩ .

(١) أثبتناه من المصدر .

١١ ـ الغايات ص ٦٦ .

الباب ١٠٥

١ ـ المؤمن ص ٤٢ ح ٩٥ .

(١) اثبتناه من المصدر .

٣٩

عن أحدهما ( عليهما السلام ) : مثله(٢) .

[١٠١٤٦] ٢ ـ وعن أبان بن تغلب : قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، عن حق المؤمن على المؤمن ، قال : « حقّ المؤمن أعظم من ذلك ، لوحدثتكم به لكفرتم » .

[١٠١٤٧] ٣ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « والله ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن ، فقال : إن المؤمن أفضل حقّاً من الكعبة.

وقال : إن المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله فلا يخونه ، ولا يخذله ، ومن حقّ المسلم على المسلم أن لايشبع ويجوع أخوه ، ولا يروى ويعطش أخوه ، ولا يلبس ويعرى أخوه ، وما اعظم حقّ المسلم على أخيه المسلم .

وقال : أحبب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك ، وإذا احتجت فسله ، وإذا سألك فتعطه ، ولا تمله خيراً ولا يمله لك ، كن له ظهيراً فإنه لك ظهير ، إذا غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد زره وأجلّه(١) وأكرمه ، فإنه منك وأنت منه ، وإن كان عاتباً فلا تفارقه حتى تسلّ سخيمته(٢) ، وإن أصابه خير فاحمد الله عزّ وجل ، وإن أبتلي فاعطه ، وتحمّل عنه واعنه » .

____________________________

(٢) الغايات ص ٧٢ .

٢ ـ المؤمن ص ٥٥ ح ١٤٢ .

٣ ـ المؤمن ص ٤٢ ح ٩٥ .

(١) في المصدر : وأجلله .

(٢) السخيمة : الحقد في النفس ( النهاية ج ٢ ص ٣٥١ ) .

٤٠