مستدرك الوسائل - ج ٩

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٩

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

وآله ) ، قال : « من طعن في مؤمن بشطر كلمة ، حرم الله عليه ريح الجنّة ، وأن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام » .

١٤٠ ـ ( باب تحريم لعن غير المستحق )

[١٠٤٩٣] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، أنه كان يقول : « إيّاكم وسقط الكلام ، وفصل بني آدم كتب فعليكم بالدعاء ما يعرف ، وإيّاكم والدعاء باللعن والخزي ، فإنّ الله عزّ وجلّ قد أحكم ذلك(١) ، فقال عزّ وجلّ : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )(٢) فمن تعدى بدعائه بلعن أو خزي فهو من المعتدين » .

[١٠٤٩٤] ٢ ـ عوالي اللآلي : عن ابن عباس ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال في حديث : « من لعن شيئاً ليس له بأهل ، رجعت اللعنة عليه » .

[١٠٤٩٥] ٣ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : قال : « إنّ الاثنين إذا ضجر بعضهما على بعض وتلاعنا ، ارتفعت اللعنتان فاستأذنتا ربّهما في الوقوع لمن بعثتا عليه ، فقال الله تعالى للملائكة : انظروا فإن كان اللاعن أهلاً للعن ، وليس المقصود به [ أهلاً فأنزلوهما جميعاً باللاعن وإن كان المشار

____________________________

الباب ١٤٠

١ ـ الجعفريات ص ٢٢٦ .

(١) في المصدر : في كتابه .

(٢) الأعراف ٧ : ٥٥ .

٢ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٣ ح ٢٠٣ .

٣ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢٣٧ .

١٤١

إليه أهلاً وليس اللاعن ](١) أهلاً فوجهوهما إليه ، وإن كانا جميعاً لها أهلاً ، فوجّهوا لعن هذا إلى ذلك ، ووجهوا لعن ذلك إلى هذا ، وإن لم يكن واحد(٢) منهما لها أهلاً ، لإِيمانهما وأن الضجر أحوجهما إلى ذلك ، فوجّهوا اللعنتين إلى اليهود ، والكاتمين نعت محمد ( صلى الله عليه وآله ) وصفته ، وذكر علي ( عليه السلام ) وحليته ، وإلى النواصب الكاتمين لفضل علي ( عليه السلام ) ، والدافعين لفضله » .

١٤١ ـ ( باب تحريم تهمة المؤمن ، وسوء الظن به )

[١٠٤٩٦] ١ ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « ما من مؤمنين إلّا وبينهما حجاب ، فإن قال له : لست لي بوليّ فقد كفر ، فإن اتّهمه فقد انماث الإِيمان في قلبه ، كما ينماث الملح في الماء » .

[١٠٤٩٧] ٢ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال : « لو قال الرجل لأخيه : أفّ لك ، انقطع ما بينهما ، قال : فإذا قال له : أنت عدوّي ، فقد كفر أحدهما ، فإن اتّهمه انماث الإِيمان في قلبه ، كما ينماث الملح في الماء » .

[١٠٤٩٨] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال : « أبى الله أن يظنّ بالمؤمن إلّا خيراً ، وكسر عظم المؤمن ميتاً ككسره حيّاً » .

[١٠٤٩٩] ٤ ـ السيد علي بن طاووس في كشف المحجة : عن كتاب الرسائل

____________________________

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر .

(٢) كذا في المصدر وفي المخطوط : الواحد .

باب ١٤١

١ ـ كتاب المؤمن ص ٦٧ ح ١٧٤ .

٢ ـ نفس المصدر ص ٦٧ ح ١٧٥ .

٣ ـ نفس المصدر ص ٦٧ ح ١٧٧ .

٤ ـ كشف المحجة ص ١٦٧ .

١٤٢

للكليني : بإسناده إلى جعفر بن عنبسة [ عن عباد بن زياد الأسدي ](١) عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فيما كتبه لولده الحسن ( عليه السلام ) : « ولا يغلبّن عليك سوء الظن ، فإنه لا يدع بينك وبين صديق صفحاً » .

وقال ( عليه السلام )(٢) : « لا يعدمك من شقيق سوء الظن » .

[١٠٥٠٠] ٥ ـ الإِمام أبو محمد العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره ، والطبرسي في الاحتجاج : بإسناده عنه ( عليه السلام ) ، قال : « قال رجل من خواص الشيعة لموسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، وهو يرتعد بعد ما خلا به : ياابن رسول الله ، ما أخوفني أن يكون فلان بن فلان ينافقك في إظهاره(١) اعتقاده وصيّتك وإمامتك ، فقال موسى ( عليه السلام ) : وكيف ذاك ؟ قال لإِني حضرت معه اليوم في مجلس فلان(٢) ـ رجل من كبار أهل بغداد ـ فقال له صاحب المجلس : أنت تزعم أن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) إمام ، دون هذا الخليفة القاعد على سريره ، قال له صاحبك هذا : ما أقول هذا ، بل أزعم أن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) غير إمام ، وإن لم أكن اعتقد أنه غير إمام ، فعليّ وعلى من لم يعتقد ذلك ، لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، قال له صاحب المجلس : جزاك الله خيراً ولعن من وشى بك .

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر . وهو الصواب راجع ( معجم رجال الحديث ٤ : ٨٧ وجامع الرواة ٢ : ٦١٧) .

(٢) نفس المصدر ص ١٦٩ .

٥ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٤٤ ، الإِحتجاج ص ٣٩٤ .

(١) كانت هنا ( و ) في المخطوط وليست في المصدرين .

(٢) في الاحتجاج زيادة : وكان معه .

١٤٣

فقال له موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) : ليس كما ظننت ، ولكن صاحبك أفقه منك ، إنّما قال : موسى غير إمام ، أي أن الذي هو غير إمام فموسى غيره ، فهو إذاً إمام ، فإنّما أثبت بقوله هذا إمامتي ، ونفى إمامة غيري ، يا عبدالله متى يزول عنك هذا الذي ظننته(٣) بأخيك ؟ هذا من النفاق ، تبّ إلى الله ، ففهم الرجل ما قاله واغتم ، قال : ياابن رسول الله ، مالي مال فارضيه به ، ولكن قد وهبت له شطر عملي كلّه وتعبّدي ، من صلواتي عليكم أهل البيت ومن لعنتي لأعدائكم ، قال موسى ( عليه السلام ) : الآن خرجت من النار » .

[١٠٥٠١] ٦ ـ الصدوق في الخصال : في حديث الأربعمائة : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « اطرحوا سوء الظن بينكم ، فإن الله عزّ وجلّ نهى عن ذلك » .

[١٠٥٠٢] ٧ ـ وفي الأمالي : عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : « قال أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملاً » .

وفي نهج البلاغة(١) : عنه ( عليه السلام ) ، مثله .

الشيخ المفيد في الاختصاص(٢) : عن محمد بن الحسين ، عن

____________________________

(٣) كذا في المصدرين ، وفي المخطوط : ظننت .

٦ ـ الخصال ص ٦٢٤ .

٧ ـ أمالي الصدوق ص ٢٥٠ ح ٨ .

(١) نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٣٨ ح ٣٦٠ قطعة منه .

(٢) الاختصاص ص ٢٢٦ .

١٤٤

محمد بن سنان ، عن بعض رجاله ، عن أبي الجارود ، يرفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وذكر مثله .

[١٠٥٠٣] ٨ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء وسلامة صدره ، وعلامته أن يرى كلما نظر إليه بعين الطهارة والفضل ، من حيث ركب فيه ، وقذف في قلبه ، من الحياء ، والأمانة ، والصيانة والصدق ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أحسنوا ظنونكم بإخوانكم ، تغتنموا بها صفاء القلب ، ونماء(١) الطبع .

وقال أبي بن كعب : إذا رأيتم أحد إخوانكم في خصلة تستنكرونها منه ، فتأوّلوها سبعين تأويلاً ، فإن اطمأنت قلوبكم على أحدها ، وإلّا فلوموا أنفسكم حيث لم تعذروه في خصلة يسترها عليه سبعون تأويلاً ، فأنتم أولى بالإِنكار على أنفسكم منه » .

[١٠٥٠٤] ٩ ـ الشهيد في الدرة الباهرة : عن أبي الحسن الثالث ( عليه السلام ) ، قال : « إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور ، فحرام أن تظن(١) بأحد سوء حتى تعلم(٢) ذلك منه ، وإذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل ، فليس لأحد أن يظنّ بأحد خيراً حتى يبدو ذلك منه » .

____________________________

٨ ـ مصباح الشريعة ص ٤٦٣ .

(١) في المصدر : نقاء .

٩ ـ الدرة الباهرة ص ٤٢ .

(١) في المصدر : يظن .

(٢) وفيه : يعلم .

١٤٥

[١٠٥٠٥] ١٠ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ، ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم ، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ، فأحسن الرجل الظن برجل فقد غرر » .

[١٠٥٠٦] ١١ ـ مجموعة الشهيد : نقلاً عن خطّ السيد تاج الدين محمد بن القاسم بن معيّة ، عن والده القاسم بن الحسين بن معيّة ، عن المعمر بن غوث السنبسي ، عن الإِمام الحسن بن علي العسكري ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « أحسن ظنّك ولو بحجر ، يطرح الله سرّه(١) فيه ، فتناول حظّك منه » ، فقلت : أيدك الله حتى بحجر ؟! قال : « أفلا نرى الحجر الأسود » ؟ .

[١٠٥٠٧] ١٢ ـ عوالي اللآلي : حدثني المولى العالم الواعظ عبد الله بن علاء الدين بن فتح الله بن عبدالملك القمّي ، عن جدّه عبدالملك ، عن أحمد بن فهد ، عن المولى السيد العلامة جلال الدين بن عبدالله بن شرف شاه ، عن الإِمام العلامة نصير الدين علي بن محمد القاشي ، عن السيد جلال الدين بن دار الصخر قال : حدثني الشيخ الفقيه نجم الدين أبو القاسم بن سعيد ، قال : حدثني الشيخ الفقيه مفيد الدين [ محمد ] بن الجهيم(١) قال : حدثني المعمر السنبسي قال : سمعت مولاي أبا محمد العسكري ( عليهما السلام ) ، يقول : « أحسن ظنّك

____________________________

١٠ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧٧ ح ١١٤ .

١١ ـ مجموعة الشهيد :

(١) في المخطوط : شرّه ، والظاهر تصحيف .

١٢ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٤ ح ٧ .

(١) كان في المخطوط : مفيد الدين بن الجهم ، والصحيح أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال « راجع معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ١٨٢ » .

١٤٦

ولو بحجر يطرح الله فيه سرّه(٢) ، فتناول نصيبك منه » ، فقلت : ياابن رسول الله ولو بحجر ؟ فقال : « الا تنظر إلى الحجر الأسود ؟ » .

قلت : ومعمّر هذا من المعمرين ، وقد شرحت حاله في رسالة جنّة المأوى ، وكتاب النجم الثاقب ، وهو من غلمان العسكري ( عليه السلام ) ، وكان إلى حدود السبعمائة .

[١٠٥٠٨] ١٣ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إيّاكم والظن ، فإنه أكذب الحديث » .

[١٠٥٠٩] ١٤ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إن في المؤمن ثلاث خصال ، ليس منها خصلة إلّا وله منها مخرج : الظن ، والطيرة ، والحسد ، فمن سلم من الظن سلم من الغيبة ، ومن سلم من الغيبة سلم من الزور ، ومن سلم من الزور سلم من البهتان » .

[١٠٥١٠] ١٥ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « شرّ الناس الظانون ، وشرّ الظانين المتجسسون ، وشرّ المتجسسين القوّالون ، وشرّ القوالين الهتاكون » .

١٤٢ ـ ( باب تحريم إخافة المؤمن ولو بالنظر )

[١٠٥١١] ١ ـ جامع الأخبار : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها ، أخافه الله تعالى يوم لا ظلّ إلّا ظله ، وحشره في صورة الذرّ بلحمه ، وجسمه ، وجميع أعضائه

____________________________

(٢) أثبتناه من المصدر ، وفي المخطوط : شرّه .

١٣ ـ ١٥ ـ لب اللباب : مخطوط .

باب ١٤٢

١ ـ جامع الأخبار ص ١٧٢ .

١٤٧

وروحه حتى يورده مورده » .

[١٠٥١٢] ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أشار إلى أخيه المسلم بسلاحه ، لعنته الملائكة حتى ينحيه عنه » .

[١٠٥١٣] ٣ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن الصادق ( عليه السلام ) ، قال : « من روّع مؤمناً بسلطان ليصيبه [ منه ](١) مكروهاً فلم يصبه فهو في النار ، ومن روّع مؤمناً بسلطان ليصيبه منه مكروهاً فأصابه ، فهو مع فرعون وآل فرعون في النار » .

١٤٣ ـ ( باب تحريم المعونة على قتل المؤمن وأذاه ، ولو بشطر كلمة )

[١٠٥١٤] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : « الرجل يأتي يوم القيامة معه قدر محجمة من دم فيقول : والله ما قتلت ، ولا شركت في دم ، فيقال : بل ذكرت فلاناً فترقى ذلك حتى قتل ، فأصابك هذا من دمه » .

[١٠٥١٥] ٢ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من ضرب رجلاً سوطاً

____________________________

٢ ـ الجعفريات ص ٨٣ .

٣ ـ الاختصاص ص ٢٣٨ .

(١) أثبتناه من المصدر .

باب ١٤٣

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٤٠٣ ح ١٤١٣ عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) .

٢ ـ نفس المصدر ج ٢ ص ٥٤١ ح ١٩٢٧ ( عن علي عليه السلام ) .

١٤٨

ظلماً ، ضربه الله سوطاً من النار(١) » .

[١٠٥١٦] ٣ ـ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : حدثني الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان القمّي ، قال : حدثني الفقيه محمد بن علي بن بابويه (ره) ، قال : أخبرني أبي ، قال : حدثني سعد بن عبدالله ، قال : حدثني أيوب بن نوح ، قال : حدثني الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خمسة لا تطفأ نيرانهم ، ولا تموت أبدانهم : رجل أشرك بالله ، ورجل عقّ والديه ، ورجل سعى بأخيه إلى سلطان فقتله ، ورجل قتل نفساً بغير نفس ، ورجل أذنب ذنباً فحمل ذنبه على الله عزّ وجلّ » .

١٤٤ ـ ( باب تحريم النميمة والمحاكاة )

[١٠٥١٧] ١ ـ الشيخ الطوسي في مجالسه : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن ( علي بن الحسين بن علي بن عمر )(١) بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : « سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم ، المشاؤون(٢) بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة ، الباغون

____________________________

(١) في المصدر : بسوط من نار .

٣ ـ كنز الفوائد ص ٢٠٣ .

باب ١٤٤

١ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٧٧ .

(١) في المخطوط : علي بن الحسن بن علي بن عمرو ، والصحيح أثبتناه من المصدر وكتب الرجال ، راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٣٦٥ .

(٢) في المصدر : وسحقاً وبعدا للمشائين .

١٤٩

للبراء(٣) العيب ، أولئك لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم » .

[١٠٥١٨] ٢ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « شراركم المشاؤون بالنميمة ـ إلى قوله ـ العيب » .

[١٠٥١٩] ٣ ـ وفي كتاب الأعمال المانعة من الجنّة : عنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « لا يدخل الجنّة قتّات » .

[١٠٥٢٠] ٤ ـ وعن حذيفة : أنه بلغه أن رجلاً ينمّ الحديث ، فقال حذيفة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « لا يدخل الجنّة نمام » .

[١٠٥٢١] ٥ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن أبي هريرة ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « أحبّكم إلى الله أحسنكم أخلاقاً ، الموطئون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون ، وأبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة الملتمسون للبراء العثرات » .

[١٠٥٢٢] ٦ ـ السيد فضل الله الراوندي في نوادره : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى

____________________________

(٣) وفيه : للناس .

٢ ـ كتاب الغايات ص ٩٠ .

٣ ـ كتاب الأعمال المانعة من الجنة ص ٦١ .

٤ ـ نفس المصدر ص ٦٢ .

٥ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٣٧٥ .

٦ ـ نوادر الراوندي ص ١٧ .

١٥٠

الله عليه وآله ) : لمّا خلق الله جنّة عدن خلق لبنها من ذهب يتلألأ ، ومسك مدوف(١) ، ثم أمرها فاهتزت ونطقت فقالت : أنت الله لا إله إلّا أنت الحيّ القيوم ، فطوبى لمن قدّر له دخولي ، قال الله تعالى : وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني ، لا يدخلك مدمن خمر ، ولا مصرّ على ربا ، ولا فتّان » وهو النمام ، الخبر .

[١٠٥٢٣] ٧ ـ الطبرسي في الاحتجاج : عن الصادق ( عليه السلام ) ، في حديث الزنديق قال : « وإنّ من أكبر السحر النميمة يفرق بها بين المتحابين ، ويجلب العداوة على المتصافيين ، ويسفك بها الدماء ، ويهدم بها الدوّر ، ويكشف بها الستور ، والنمام أشرّ من وطىء الأرض بقدم » الخبر .

[١٠٥٢٤] ٨ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « أربعة يزيد عذابهم على عذاب أهل النار ـ إلى أن قال ـ ورجل اغتاب الناس ، ومشى بالنميمة ، فهو يأكل في النار لحمه » .

[١٠٥٢٥] ٩ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : «رأيت ليلة الإِسراء قوماً يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه ، ويقال : كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم ، فقلت : يا جبرئيل من هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء الهمّازون من أمتك اللمازون » .

____________________________

(١) داف الشيء . . خلطه ، وأكثر ذلك في الدواء والطب ومسك مدوف . . وداف الطيب وغيره في الماء . . ( لسان العرب ج ٩ ص ١٠٨ ) .

٧ ـ الاحتجاج ص ٣٤٠ .

٨ ـ لب اللباب : مخطوط .

٩ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٤ ح ٥٥ .

١٥١

وقال(١) : « لا يدخل الجنّة قتات ، ولا نمّام » .

١٤٥ ـ ( باب استحباب النظر إلى الوالدين ، وإلى المصحف ، وإلى وجه العالم )

[١٠٥٢٦] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله بن محمد ، أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثني موسى ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نظر الولد إلى والديه حبّاً لهما عبادة » .

[١٠٥٢٧] ٢ ـ وبهذا الإِسناد ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن حبّاً له عبادة » .

[١٠٥٢٨] ٣ ـ وبهذا الإِسناد ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : النظر في وجه العالم حبّاً له عبادة » .

وروى الأخبار الثلاثة الراوندي(١) في نوادره : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله .

[١٠٥٢٩] ٤ ـ جامع الأخبار : عن أبي ذر قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « ياأباذر ، الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير لك من عبادة

____________________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٦٦ ح ٥٨ .

باب ١٤٥

١ ـ الجعفريات ص ١٨٧ .

٢ ـ نفس المصدر ص ١٩٤ .

٣ ـ نفس المصدر ص ١٩٤ .

(١) نوادر الراوندي ص ٥ ، ١١ .

٤ ـ جامع الأخبار ص ٤٤ .

١٥٢

سنة ، صيام نهارها وقيام ليلها ، والنظر إلى وجه العالم خير لك من عتق الف رقبة » .

[١٠٥٣٠] ٥ ـ أحمد بن محمد بن فهد في عدّة الداعي : عن علي ( عليه السلام ) : أنه قال : « جلوس ساعة عند العلماء ، أحبّ إلى الله من عبادة الف سنة ، والنظر إلى العالم ، أحبّ إلى الله من اعتكاف سنة في البيت الحرام » .

[١٠٥٣١] ٦ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : عن كتاب شرف النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنه كان الناس يصلّون وأبو ذر ينظر إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقيل له في ذلك ، فقال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « النظر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عبادة ، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ، والنظر في المصحف عبادة ، والنظر إلى الكعبة عبادة » .

١٤٦ ـ ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب أحكام العشرة في السفر والحضر )

[١٠٥٣٢] ١ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « الإِخوان أربعة : فأخ لك وله ، وأخ لك ، وأخ عليك ، وأخ لا لك ولا له ، فسئل عن معنى ذلك ، فقال : الأخ الذي هو لك وله ، فهو الأخ الذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء ، ولا يطلب بإخائه موت الاخاء ، فهذا لك وله ، لأنه إذا

____________________________

٥ ـ عدة الداعي ص ٦٦ .

٦ ـ المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ٢٠٢ .

باب ١٤٦

١ ـ تحف العقول ص ١٧٦ .

١٥٣

تمّ الاخاء طابت حياتهما جميعاً ، وإذا دخل الاخاء في حال التناقض بطلا جميعاً .

والأخ الذي هو لك ، فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة ، فلم يطمع في الدنيا إذا رغب في الاخاء ، فهذا موفّر عليك بكلّيته .

والأخ الذي هو عليك ، فهو الأخ الذي يتربص بك الدوائر ، ويفشي السرائر ، ويكذب عليك بين العشائر ، وينظر في وجهك نظر الحاسد ، فعليه لعنة الواحد .

والأخ الذي لا لك ولا له ، فهو الذي قد ملأه الله حمقاً ، فأبعده الله سحقاً ، فتراه يؤثر نفسه عليك ، ويطلب شحّاً ما لديك » .

[١٠٥٣٣] ٢ ـ وعن الكاظم ( عليه السلام ) ، أنه قال لهشام بن الحكم : « يا هشام ، إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يقول : لا يجلس في صدر المجلس إلّا رجل فيه ثلاث خصال : يجيب إذا سئل ، وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ، ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله ، فمن لم يكن فيه شيء منهن فجلس فهو احمق » .

[١٠٥٣٤] ٣ ـ مجموعة الشهيد : نقلاً عن كتاب معاوية بن حكيم ، بن أبي شعيب المحاملي ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : يجيء الرجل فيجلس معنا ، قال : فقال : « خذ سبع حصيات فاقرأ على كلّ واحدة آية الكرسي ، ثم القها على ثيابه ، فإن ثبت فلا مؤونة عليك ، وإن قام فهو شيطان » .

____________________________

٢ ـ تحف العقول ص ٢٩٠ .

٣ ـ مجموعة الشهيد .

١٥٤

[١٠٥٣٥] ٤ ـ وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من قال لأخيه : جزاك الله خيراً ، فقد أبلغ الثناء » .

[١٠٥٣٦] ٥ ـ وعن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : « أثقل إخواني عليّ من يتكلّف لي واتحفّظ منه ، واخفهم على قلبي من أكون معهم كما أكون وحدي » .

[١٠٥٣٧] ٦ ـ كتاب العلاء بن رزين : عن أبي حمزة : أنه ـ أي أبا جعفر ( عليه السلام ) ـ قال : « إنّا أهل بيت إذا ثقل علينا جليسنا قذفناه بحصاة ، فإن قام وإلّا فبثلاث ، فإن قام وإلّا فبسبع ، لا يتمالك عند السابعة » .

[١٠٥٣٨] ٧ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله بن محمد ، أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « أقبل رجلان إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال أحدهما لصاحبه : اجلس على اسم الله والبركة ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بل اجلس على استك(١) فأقبل يضرب الأرض بعصاه ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تضربها فإنّها أمّك ، وهي بكم برّة » .

[١٠٥٣٩] ٨ ـ وبهذا الاسناد : قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه

____________________________

٤ ـ ٥ ـ مجموعة الشهيد .

٦ ـ كتاب العلاء بن رزين ص ١٥٤ .

٧ ـ الجعفريات ص ١٩٢ .

(١) في المصدر : اسمك .

٨ ـ الجعفريات ص ١٩٤ .

١٥٥

وآله ) : من سعادة المرء الخلطاء الصالحون ، والولد البار » الخبر .

[١٠٥٤٠] ٩ ـ وبهذا الاسناد : قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أن لله تعالى أبنية في الأرض ، فأحبّها إلى الله تعالى ما صفا منها ورقّ وصلب ، وهي القلوب ، فأمّا ما رقّ منها فرقّة على الإِخوان ، وأمّا ما صلب(١) منها فقول الرجل في الحق لا يخاف في الله لومة لائم ، وأمّا ما صفا منها فصفت من الذنوب ».

[١٠٥٤١] ١٠ ـ وبهذا الاسناد : قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن ، كما يسكن قلب الظمآن إلى الماء البارد » .

[١٠٥٤٢] ١١ ـ وبهذا الاسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، دعا أبا أيوب الأنصاري ، فقال : لبيك وسعديك يا رسول الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أجابك الله بالمغفرة ، ياأباأيّوب » .

[١٠٥٤٣] ١٢ ـ وبهذا الاسناد : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال : « للحاسد ثلاث علامات : يتملّق إذا شهد ، ويغتاب إذا غاب ، ويشمت بالمصيبة » .

[١٠٥٤٤] ١٣ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن حميد بن

____________________________

٩ ـ الجعفريات ص ١٩٦ .

(١) في المصدر : ما صفت .

١٠ ـ الجعفريات ص ١٩٧ .

١١ ـ الجعفريات ص ٢١٨ .

١٢ ـ الجعفريات ص ٢٣٢ .

١٣ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٧٠ .

١٥٦

شعيب ، عن جابر قال : سمعته ( عليه السلام ) يقول : « أُنظر قلبك ، فإذا أنكر صاحبك ، فإنّ أحدكما قد أحدث » .

[١٠٥٤٥] ١٤ ـ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : ومن عجيب ما رأيت وأتفق لي ، إنّي توجّهت يوماً لبعض أشغالي ، وذلك بالقاهرة في شهر ربيع الآخر سنة ست وعشرين وأربعمائة ، فصحبني في طريقي رجل كنت أعرفه بطلب العلم وكتب الحديث ، فمررنا في بعض الأسواق بغلام حدث ، فنظر إليه صاحبي نظراً استربت منه ، ثم انقطع عنّي ومال إليه وحادثه ، فالتفت انتظاراً له فرأيته يضاحكه ، فلمّا لحق بي عذلته على ذلك ، وقلت له : لا يليق هذا بك ، فما كان بأسرع من أن وجدنا بين أرجلنا في الأرض ورقة مرميّة ، فرفعتها لئلا يكون فيها اسم الله تعالى ، فوجدتها قديمة فيها خطّ رقيق قد اندرس بعضه ، وكأنّها مقطوعة من كتاب ، فتأمّلتها فإذا فيها حديث ذهب أوّله وهذه نسخته :

قال : إني أنا أخوك في الإِسلام ، ووزيرك في الإِيمان ، وقد رأيتك على أمر لم يسعني أن اسكت فيه عنك ، ولست اقبل فيه العذر منك ، قال : وما هو حتى أرجع عنه وأتوب إلى الله تعالى منه ؟ قال : رأيتك تضاحك حدثاً غرّاً جاهلاً بأمور الله ، وما يجب من حدود الله ، وأنت رجل قد رفع الله قدرك بما تطلب من العلم ، وإنّما أنت بمنزلة رجل من الصديقين ، لأنّك تقول : حدّثنا فلان ، عن فلان ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عن جبرئيل ، عن الله ، فيسمعه الناس منك ، ويكتبونه عنك ، ويتخذونه ديناً يعولون عليه ، وحكماً ينتهون إليه ، وإنّما أنهاك أن تعود لمثل الذي كنت عليه ، فإنّي أخاف عليك غضب من يأخذ العارفين قبل الجاهلين ، ويعذّب فسّاق حملة القرآن

____________________________

١٤ ـ كنز الفوائد ص ١٦٤ .

١٥٧

قبل الكافرين ، فما رأيت حالاً أعجب من حالنا ، ولا عظة أبلغ ممّا اتفق لنا ، ولمّا وقف صاحبي اضطرب لها اضطراباً بان فيها أثر لطف الله تعالى ، وحدثني بعد ذلك أنّه انزجر عن تفريطات تنبع(١) منه في الدين والدنيا ، والحمد لله .

[١٠٥٤٦] ١٥ ـ جامع الأخبار : عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من لقي فقيراً مسلماً ، فسلّم عليه خلاف سلامه على الغني ، لقى الله يوم القيامة وهو عليه غضبان » .

[١٠٥٤٧] ١٦ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من أكل بأخيه المسلم(١) ، أو شرب ، أو لبس به ثوباً ، أطعمه الله بها آكلة من نار جهنّم ، وسقاه سقية من حميم جهنّم ، وكساه ثوباً من سرابيل جهنم ، ومن قام بأخيه المسلم مقاماً شانئاً ، أقامه الله مقام السمعة والرياء » .

[١٠٥٤٨] ١٧ ـ وعن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) ، قال : « إن الذين تراهم لك اصدقاء ، إذا بلوتهم وجدتهم على طبقات شتّى ، فمنهم كالأسد في عظم الأكل وشدّة الصولة ، ومنهم كالذئب في المصرّة ، ومنهم كالكلب في البصبصة ، ومنهم كالثعلب في الروغان والسرقة ، صورهم مختلفة والحرفة واحدة ، ما تصنع غداً إذا تركت فرداً وحيداً ، لا أهل لك ولا ولد ، إلّا الله ربّ العالمين » .

____________________________

(١) في المصدر : تقع .

١٥ ـ جامع الأخبار ص ١٣٠ .

١٦ ـ الاختصاص ص ٢٧٧ .

(١) في المصدر : المؤمن .

١٧ ـ الاختصاص ص ٢٥٢ .

١٥٨

[١٠٥٤٩] ١٨ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « لا يقيّمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه » .

[١٠٥٥٠] ١٩ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه ، فكأنما ينظر في النار » .

[١٠٥٥١] ٢٠ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه كان يقوم لابنته فاطمة ( عليها السلام ) ، إذا دخلت عليه تعظيماً لها ، وأنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لجعفر بن أبي طالب لما قدم من الحبشة فرحاً بقدومه ، وتعظيماً له ، وقام للأنصار لمّا وفدوا عليه ( صلى الله عليه وآله ) ، و [ نقل أنه ](١) قام إلى عكرمة بن أبي جهل لمّا قدم من اليمن [ فرحاً بقدومه ](٢) .

[١٠٥٥٢] ٢١ ـ ونقل عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنه كان يكره أن يقام له ، فكانوا إذا قدم لا يقومون له ، لعلمهم كراهته ذلك ، فإذا قام قاموا معه حتى يدخل منزله .

[١٠٥٥٣] ٢٢ ـ مجموعة الشهيد (ره) : قال : قال جعفر الصادق ( عليه السلام ) : « اعظموا اقداركم بالتغافل ، فقد قال الله عزّ وجلّ : ( عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ )(١) » .

____________________________

١٨ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٣ ح ٦٣ .

١٩ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨١ ح ٢٤١ .

٢٠ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٣٤ ح ١٣٩ .

(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .

٢١ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٣٥ ح ١٤١ .

٢٢ ـ مجموعة الشهيد :

(١) التحريم ٦٦ : ٣ .

١٥٩

أبواب الإحرام

١ ـ ( باب استحباب توفير الشعر واللحية لمن أراد الحج ، من أوّل ذي القعدة بل من عشر من شوّال )

[١٠٥٥٤] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « إذا أردت الخروج إلى الحج فوفّر(١) شعرك شهر ذي القعدة وعشراً من شهر ذي الحجة » .

[١٠٥٥٥] ٢ ـ كتاب عبدالله بن يحيى الكاهلي : عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « خذ من شعرك إذا أردت الحج ، ما بينك وبين ثلاثين يوماً إلى النحر » .

٢ ـ ( باب حكم الحلق في مدّة التوفير )

[١٠٥٥٦] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « وإذا حلق المتمتع رأسه بمكة ، فليس عليه شيء إن كان جاهلاً ، وإن تعمّد في ذلك في أوّل شهور

____________________________

أبواب الإِحرام

الباب ١

١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٦ .

(١) في المخطوط « توفر » ، وما أثبتناه من المصدر .

٢ ـ كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي ص ١١٥ .

الباب ٢

١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٩ .

١٦٠