مستدرك الوسائل - ج ٧

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٧

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

أمرك ، والطف ما صنع في شأنك ، جعلك مفتاح شهر حادث ، لامر حادث ، جعلك هلال بركة لا تمحقها الأيام ، وطهارة لا تدنّسها الآثام ، هلال أمن من الآفات ، وسلامة من السيئات ، هلال سعد لا نحس فيه ، ويمن لا نكد فيه ، ويسر لا يمازجه عسر ، وخير لا يشوبه شر ، هلال أمن وإيمان ، ونعمة وإحسان ، اللّهمّ صلّ على محمد وآله ، واجعلنا من أرضى من طلع عليه ، وأزكى من نظر اليه ، واسعد من تعبّد لك فيه ، ووفّقنا اللّهمّ فيه للطّاعة والتوبة ، واعصمنا من الآثام ، واوزعنا فيه شكر النّعمة ، والبسنا فيه جنن (٢) العافية ، وأتمم علينا لاستكمال طاعتك فيه المنّة ، انك أنت المنّان الحميد ، وصلى الله على محمد وآله الطّيبين ، واجعل لنا فيه عونا ، على ما ندبتنا اليه من مفترض طاعتك ، وتقبّلها إنّك الأكرم من كلّ كريم ، والأرحم من كلّ رحيم » .

[ ٨٦١٦ ] ٦ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « إذا رأيت الهلال ، فقل : اللّهمّ قد حضر شهر رمضان ، وقد افترضت علينا صيامه ، وأنزلت فيه القرآن ، هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان ، اللّهمّ اعنّا على صيامه ، وتقبّله منّا ، وسلّمنا فيه ، وسلّمنا منه ، وسلّمه لنا ، في يسر (١) وعافية ، إنّك على كلّ شيء قدير ، يا رحمان يا رحيم » .

[ ٨٦١٧ ] ٧ ـ وعن الجزء الثالث ، من أمالي ابي المفضّل محمد بن عبد المطّلب

____________________________

(٢) جُنن : جمع جُنّة ، وهي الدرع والستر الواقي ( لسان العرب ج ١٣ ص ٩٤ ) .

٦ ـ الإِقبال ص ١٨ .

(١) في المصدر : يسرٍ منك .

٧ ـ إقبال الأعمال ص ١٨ .

٤٤١

الشيباني : بإسناده الى الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : كان علي ( عليه السلام ) ، إذا كان بالكوفة ، يخرج والناس معه يتراأى هلال شهر رمضان ، فإذا رآه قال : اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن والإِيمان ، والسلامة والإِسلام ، وصحّة من السّقم ، وفراغ لطاعتك من الشّغل ، وأكفنا بالقليل من النّوم ، يا رحيم » .

[ ٨٦١٨ ] ٨ ـ وعن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) ، قال : « إذا رأيت الهلال ، فقل : اللّهمّ قد حضر شهر رمضان ، وقد افترضت علينا صيامه وقيامه ، فأعنّا على صيامه وقيامه ، وتقبّله منّا ، وسلّمنا فيه ، وسلّمه لنا ، في يسر منك وعافية ، إنك على كلّ شيء قدير ، يا أرحم الراحمين » .

قال رحمه الله : ثم قل ما وجدناه في نسخة عتيقة ، من كتب اصول الشيعة : ربّي وربّك الله ربّ العالمين ، اللّهم صلّ على محمد وآل محمد ، وأهلّه علينا ، وعلى أهل بيوتنا وأشياعنا ، بامن وإيمان ، وسلامة وإسلام ، وبرّ وتقوى ، وعافية مجللّة ، ورزق واسع حسن ، وفراغ من الشّغل ، واكفنا بالقليل من النّوم ، والمسارعة فيما تحب وترضى ، وثبّتنا عليه ، اللّهم بارك لنا في شهرنا هذا ، وارزقنا بركته وخيره ، وعونه وغنمه ، ويمنه ونوره ، ورحمته ومغفرته ، واصرف عنّا شرّه وضرّه ، وبلاءه وفتنته ، اللّهمّ ما قسمت فيه من رزق ، أو خير ، أو عافية ، أو فضل ، أو مغفرة ، أو رحمة ، فاجعل نصيبنا فيه الأكبر ، وحظّنا فيه الأوفر .

____________________________

٨ ـ إقبال الأعمال ص ١٨ .

٤٤٢

[ ٨٦١٩ ] ٩ ـ وعن ابي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا رأى الهلال ، قال : الحمد لله الذي خلقك وقدّرك ، وجعلك مواقيت للناس ، اللّهم اهلّه علينا هلالاً مباركا » .

قال رحمه الله : ثم قل ما وجدناه في كتاب عتيق بدعوات من طرق أصحابنا ، كأنّه من أُصولهم ( رحمهم الله تعالى ) ، قال : إذا رأيت الهلال تقول : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ربّي وربّك الله ، لا إله إلّا هو ربّ العالمين ، الحمد لله الذي خلقني وخلقك ، وقدّرك منازل ، وجعلك آية للعالمين ، يباهي الله بك الملائكة ، اللّهم اهلّه علينا بالأمن والإِيمان ، والسلامة والإِسلام ، والغبطة والسرور ، والبهجة والحبور ، وثبّتنا على طاعتك ، والمسارعة فيما يرضيك ، اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا وارزقنا خيره وبركته ، ويمنه وعونه وقوته ، واصرف عنّا شرّه وبلاءه وفتنته ، برحمتك يا ارحم الراحمين .

ثم قل ما وجدناه في نسخة عتيقة ، قيل أنّها بخطّ الرّضي الموسوي ، اللّهم إنّي اسألك يا مبدىء البدايا ، ويا خالق الأرض والسماء ، ويا اله من بقي ، وإله من مضى ، ويا من رفع السماء وسطح الأرض ، الهي وأسألك بأنك تبعث ارواح البلى ، بقدرتك وأمرك ، وسلطانك على عبادك وإمائك الاذلاء ، إلهي وأسألك بأنّك تبعث الموتى ، وتميت الاحياء وأنت رب الشعرى ومناة الثّالثة الأُخرى أن تصلي على محمد وعلى أهل بيت محمد عدد الحصى والثّرى وصلّ على محمد وعلى أهل بيت محمد صلاة تكون لك رضى وارزقني في هذا الشهر التّقى والنّهى والصّبر على البلاء والعون عند القضاء ، واجعلني الهي من أهل العافية والمعافاة ، وهب لي يقين أهل التّقى ، واعمال أهل النّهى ، وصبر أهل

____________________________

٩ ـ إقبال الأعمال ص ١٩ .

٤٤٣

البلوى ، فإنّك تعلم يا إلهي ضعفي عند البلاء وقلة صبري في الشّدة والرّخاء ، ولا تتبعني ببلاء ، ارحم ضعفي ، واكشف كربي ، وفرّج همي ، وارحمني رحمة تطفىء بها سخطك عنّي ، واعف عنّي ، وجد عليّ ، فعفوك وجودك يسعني ، واستجب لي في شهرك المبارك ، الذي عظّمت حرمته وبركته ، واجعلني إلهي ممّن آمن واتّقى ، في الدين والدّنيا والآخرة ، مع من اتوالى واتولّى ، ولا تلحقني بمن مضى من أهل الجحود ، في هذه الدنيا ، واجعلني الهي مع محمد وأهل بيت محمد ، ( عليه وعليهم السلام ) ، في كلّ عافية أو بلاء ، وكلّ شدّة ورخاء ، واحشرني معهم لا مع غيرهم ، في الدّين والدّنيا ابدا ، وفي الآخرة غدا ، يوم يحشر الناس ضحى ، واجعل الآخرة خيرا لي من الأُولى ، واصرف عنّي بمنزلتهم عذاب الآخرة وخزي الدّنيا ، وفقرها ومسكنتها ، وما فيها ، يا ربّاه يا ربّاه ، يا مولاياه ، يا ولي نعمتاه ، آمين آمين ، اختم لي ذلك على ما أقول يا ربّاه ، ثم صلّ على محمد واهل بيته ( عليه وعليهم السلام ) ، وسل حوائجك ، تقضى إن شاء الله تعالى .

[ ٨٦٢٠ ] ١٠ ـ وعن ابي المفضّل محمد بن عبد الله الشّيباني ، فيما رواه بإسناده الى عبد العظيم بن عبد الله الحسني ( رحمه الله ) بالرّي ، قال : صلّى أبو جعفر محمد بن علي الرّضا ( عليهما السلام ) ، صلاة المغرب ، في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان ، فلمّا فرغ من الصلاة ونوى الصيام ، رفع يديه فقال :

« اللّهم يا من يملك التّدبير ، وهو على كلّ شيء قدير ، يا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور ، ويجن الضّمير ، وهو اللّطيف الخبير ، اللّهمّ اجعلنا ممّن نوى فعمل ، ولا تجعلنا ممّن شقى فكسل ،

____________________________

١٠ ـ إقبال الأعمال ص ٢٢ .

٤٤٤

ولا ممّن هو على غير عمل يتكل ، اللّهمّ صحّح ابداننا من العلل ، واعنّا على ما افترضت علينا من العمل ، حتّى ينقضي عنّا شهرك هذا ، وقد أدّينا مفروضك فيه علينا ، اللّهمّ اعنّا على صيامه ، ووفّقنا لقيامة ، ونشّطنا فيه للصّلاة ، ولا تحجبنا من القراءة ، وسهّل لنا ايتاء الزكاة ، اللّهمّ لا تسلّط علينا وصبا ولا تعبا ولا سقما ولا عطبا ، اللّهمّ ارزقنا الافطار من رزقك الحلال ، اللّهمّ سهّل لنا ما قسمته من رزقك ، ويسّر ما قدرته من أمرك ، واجعله حلالا طيّبا ، نقيا من الآثام ، خالصا من الاصار والاجرام ، اللّهمّ لا تطعمنا إلّا طيّبا ، غير خبيث ولا حرام ، واجعل رزقك لنا حلالاً لا يشوبه دنس ولا اسقام ، يا من علمه بالسر كعلمه بالاعلان ، يا متفضّلا على عباده بالاحسان ، يا من هو على كلّ شيء قدير ، وبكلّ شيء عليم خبير ، الهمنا ذكرك ، وجنّبنا عسرك ، وانلنا يسرك ، واهدنا الرّشاد ، ووفقنا للسّداد ، واعصمنا من البلايا ، وصّنا عن الأوزار والخطايا ، يا من لا يغفر عظيم الذّنوب غيره ، ولا يكشف السّوء إلّا هو ، يا أرحم الرّاحمين ، وأكرم الأكرمين ، صلّ على محمد واهل بيته الطّيبين ، واجعل صيامنا مقبولا ، وبالبرّ والتّقوى موصولاً ، وكذلك فاجعل سعينا مشكورا ، وقيامنا مبرورا ، وقراءتنا مرفوعة ، ودعاءنا مسموعا ، واهدنا للحسنى ، وجنّبنا العسرى ، ويسّرنا لليسرى ، واعل لنا الدّرجات ، وضاعف لنا الحسنات ، واقبل منّا الصّوم والصّلاة ، واسمع منّا الدّعوات ، واغفر لنا الخطيئات ، وتجاوز عنّا السّيئات ، واجعلنا من العاملين الفائزين ، ولا تجعلنا من المغضوب عليهم ولا الضّالين ، حتى ينقضي شهر رمضان عنّا ، وقد قبلت فيه صيامنا وقيامنا ، وزكّيت فيه أعمالنا ، وغفرت فيه ذنوبنا ، وأجزلت فيه من كلّ خير نصيبنا ، فإنّك الإله المجيب ، والرّب الرّقيب ، وأنت بكلّ شيء محيط » .

٤٤٥

[ ٨٦٢١ ] ١١ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه كان يدعو أوّل ليلة من شهر رمضان ، هذا الدّعاء : « الحمد لله الذي اكرمني بك أيّها الشّهر المبارك ، اللّهم فقوّنا على صيامنا وقيامنا ، وثبّت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين ، اللّهم انت الواحد فلا ولد لك ، وانت الصّمد فلا شبه لك ، وأنت العزيز فلا يعزّك شيء ، وأنت الغني ، وأنا الفقير ، وأنت المولى ، وأنا العبد ، وأنت الغفور ، وأنا المذنب ، وأنت الرّحيم ، وأنا المخطئ ، وأنّت الخاق ، وأنا المخلوق ، وأنت الحي ، وأنا الميّت ، اسألك برحمتك أن تغفر لي وترحمني ، وتجاوز عنّي ، إنّك على كل شيء قدير » .

١٤ ـ ( باب استحباب الدّعاء ، في كلّ يوم من شهر رمضان بالمأثور )

[ ٨٦٢٢ ] ١ ـ الشيخ ابراهيم الكفعمي في مصباحه : عن روضة العابدين لابي الفتح الكراجكي ، أنّه يستحبّ ان يدعو في كل يوم من شهر رمضان ، بهذا الدّعاء ، وفي أوّل ليلة منه ، ويسمّى دعاء الحجّ : « اللّهمّ منك أطلب حاجتي ، ومن طلب حاجته الى أحد من الناس ، فإنّي لا أطلب حاجتي إلّا منك ، وحدك لا شريك لك أسألك بفضلك ورضوانك ، أن تصلّي على محمد وأهل بيته ، وان تجعل لي في عامي هذا ، الى بيتك الحرام سبيلا ، حجّة مبرورة متقبّلة ، زاكية خالصة لك ، تقرّ بها عيني ، وترفع بها درجتي ، وترزقني أن أغضّ بصري ،

____________________________

١١ ـ إقبال الأعمال ص ٦٢ .

الباب ١٤

١ ـ مصباح الكفعمي ص ٦١٦ .

٤٤٦

وأن أحفظ فرجي ، وأن اكفّ عن جميع محارمك ، حتى لا يكون عندي شيء آثر من طاعتك وخشيتك ، والعمل بما أحببته ، والتّرك لما كرهت ونهيت عنه ، واجعل ذلك في يسر منك وعافية ، واوزعني شكر ما انعمت به عليّ ، وأسألك أن تجعل وفاتي قتلا في سبيلك ، تحت راية محمد نبيّك ، ( صلى الله عليه وآله ) ، مع وليّك ( صلوات الله عليهما ) ، واسألك ان تقتل بي أعداءك وأعداء رسولك ، وأن تكرمني بهوان من شئت من خلقك ، ولا تهنّي بكرامة أحد من أوليائك ، اللّهمّ اجعل لي مع الرّسول سبيلا ، حسبي الله ، ما شاء الله ، وصلى الله على سيدنا محمد رسوله ، خاتم النّبيين ، وآله الطّاهرين » .

ورواه الكليني في الكافي (١) عن علي ، عن أبيه ، عن اسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن ابراهيم ، عن محمد بن مسلم ، والحسين بن محمد ، عن احمد بن اسحاق ، عن سعدان ، عن أبي بصير ، قال : كان ابو عبد الله ( عليه السلام ) ، يدعو بهذا الدّعاء ، في شهر رمضان ، وذكر مثله .

[ ٨٦٢٣ ] ٢ ـ وفي البلد الأمين : روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من دعا بهذا الدّعاء ، في شهر رمضان بعد المكتوبة ، غفر الله له ذنوبه الى يوم القيامة [ وهو ] (١) : اللّهم أدخل على أهل القبور السّرور ، اللّهمّ أغن كلّ فقير ، اللّهمّ اشبع كل جائع ، اللّهمّ اكس كلّ عريان ، اللّهمّ اقض دين كلّ مدين ، اللهم فرج عن كلّ مكروب ، اللّهم ردّ كلّ غريب ، اللّهم فكّ كلّ أسير ، اللّهم اصلح كل فاسد من أُمور المسلمين ، اللّهم اشف كلّ مريض ، اللّهم سدّ فقرنا بغناك ،

____________________________

(١) الكافي ج ٤ ص ٧٤ ح ٦ .

٢ ـ البلد الأمين ص ٢٢٢ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٤٤٧

اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك ، اللهم اقض عنا الدّين ، واغننا من الفقر ، إنّك على كلّ شيء قدير » .

الشهيد في مجموعته : عنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، مثله (٢) .

١٥ ـ ( باب أنّ من أسلم في شهر رمضان ، لم يجب عليه قضاء ما فاته قبل الإِسلام ، ولا اليوم الذي أسلم فيه ، إلّا أن يسلم قبل الفجر ، وعدم وجوب إعادة المخالف صومه إذا استبصر )

[ ٨٦٢٤ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهم السلام ) : « أنّ رجلاً أسلم في النّصف من شهر رمضان ، فقال له ( عليه السلام ) : صم ما أدركت ، ولا قضاء عليك » .

[ ٨٦٢٥ ] ٢ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الإِسلام يجبّ ما قبله » .

[ ٨٦٢٦ ] ٣ ـ علي بن ابراهيم في تفسيره : في قوله تعالى : ( وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا ) (١) الآية ، عن أُمّ سلمة ، في حديث ، أنّها قالت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في فتح مكة : بأبي انت وأُمّي يا رسول الله ، سعد بك جميع الناس إلّا اخي ، من بين قريش والعرب ،

____________________________

(٢) مجموعة الشهيد ص ١٠١ و ١٦٨ .

الباب ١٥

١ ـ الجعفريات ص ٦٢ .

٢ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ٥٤ ح ١٤٥ .

٣ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ٢٧ .

(١) الإِسراء ١٧ : ٩٠ .

٤٤٨

رددت إسلامه ، وقبلت إسلام الناس كلّهم ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يا أُمّ سلمة ، إنّ أخاك كذّبني تكذيباً لم يكذّبني أحد من الناس ، هو الذي قال [ لي ] (٢) : ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ـ الآية الى قوله تعالى ـ كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ) (٤) » قالت [ أُم سلمة ] (٣) : بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله ، ألم تقل : إنّ الإِسلام يجبّ ما قبله ؟ قال : « نعم » فقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، اسلامه .

١٦ ـ ( باب أنّه يجب أن يقضي أكبر الأولاد الذكور ، ما فات الميّت من صيام ، تمكّن من قضائه ولم يقضه ، فإن تبرّع احد بالقضاء عنه جاز ، فإن لم يتمكّن لم يجب القضاء ، إلّا أن يفوت لسفر ، وإن كان له مال ، تصدّق عن كلّ يوم بمدّ )

[ ٨٦٢٧ ] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « وإذا مات الرجل ، وعليه صوم من شهر رمضان ، فعلى وليّه أن يقضي عنه ، وكذلك إذا فاته في السفر ، إلّا أن يكون مات في مرضه من قبل أن يصحّ ، فلا قضاء عليه ، وإذا كان للميّت وليّان ، فعلى أكبرهما من الرجال أن يقضي عنه ، فإن لم يكن له ولي من الرجال ، قضى عنه وليّه من النساء » .

الصّدوق في المقنع : مثله (١) .

____________________________

(٢ ، ٣) أثبتناه من المصدر .

(٤) الإِسراء ١٧ : ٩٠ ـ ٩٣ .

الباب ١٦

١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٥ .

(١) المقنع ص ٦٣ .

٤٤٩

[ ٨٦٢٨ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « من مرض في شهر رمضان ، فلم يصحّ حتى مات ، فقد حيل بينه وبين القضاء ، ومن مرض [ فيه ] (١) ثم صح فلم يقض [ ما مرض فيه ] (٢) حتى مات ، ( فيستحبّ لوليّه ) (٣) أن يقضي عنه ( ما مرض عليه ، ولا تقضي امرأة عن رجل ) (٤) » .

قلت : بل الأقوى الوجوب ، والخبر محمول على التّقيّة ، فإنّ وجوب القضاء على الوليّ مذهب الشّافعي في القديم خاصّة .

١٧ ـ ( باب حكم من كان عليه شيء من قضاء شهر رمضان ، فأدركه شهر رمضان آخر )

[ ٨٦٢٩ ] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « وإذا مرض الرجل ، وفاته صوم شهر رمضان كلّه ، ولم يصمه الى أن يدخل عليه شهر رمضان من قابل ، فعليه أن يصوم هذا الذي قد دخل عليه ، ويتصدّق عن الأوّل لكلّ يوم بمدّ طعام ، وليس عليه القضاء ، إلّا أن يكون قد صحّ فيما بين شهرين رمضانين ، فإذا كان كذلك ولم يصم ، فعليه أن يتصدّق عن الأوّل لكلّ يوم بمدّ من طعام ، ويصوم الثاني ، فإذا صام الثّاني قضى الأوّل بعده ، فإن فاته شهرين رمضانين ، حتى دخل الشهر الثّالث وهو مريض ، فعليه أن يصوم الذي دخله ، ويتصدّق عن الأوّل لكلّ يوم

____________________________

٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٧٩ .

(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) في المصدر : فينبغي لوليه ويستحبّ له .

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر .

الباب ١٧

١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٥ باختلاف يسير .

٤٥٠

بمدّ من طعام ، ويقضي الثّاني » .

الصّدوق في المقنع : مثله (١) .

١٨ ـ ( باب استحباب التّتابع في قضاء شهر رمضان ، وأنّه لا يجب ، بل يجوز التفريق ، وعدم وجوب التّتابع في غير المواضع المنصوصة )

[ ٨٦٣٠ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهم السلام ) ، قال : « كان علي ( عليه السلام ) ، لا يرى بقضاء شهر رمضان منقطعا باسا ، وقال : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قضى شهر رمضان متفرّقا ، وكان إذا غزا في شهر رمضان أفطر » .

[ ٨٦٣١ ] ٢ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي ( عليه السلام ) : « أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قضى شهر رمضان متفرّقا » .

[ ٨٦٣٢ ] ٣ ـ دعائم الاسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « يقضي شهر رمضان من كان فيه عليلا أو مسافرا ، عدّة ما اعتلّ و (١) سافر فيه ، إن شاء متّصلا ، وإن شاء متفرّقا ، وإنّما قال الله عزّ وجلّ : ( فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) (٢) فإذا أتى بالعدّة ، ( فقد أتى بما يجب ) (٣)

____________________________

(١) المقنع ص ٦٤ .

الباب ١٨

١ ، ٢ ـ الجعفريات ص ٦١ .

٣ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٧٩ عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) .

(١) في المصدر : أو .

(٢) البقرة ٢ : ١٨٤ .

(٣) في المصدر : فهو الذي .

٤٥١

عليه » .

[ ٨٦٣٣ ] ٤ ـ السيد فضل الله الراوندي : بإسناده الصّحيح عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال علي ( عليه السلام ) : يجوز قضاء شهر رمضان متفرّقا » ، ورواه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

[ ٨٦٣٤ ] ٥ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « وإن أردت قضاء شهر رمضان ، فأنت بالخيار إن شئت قضيتها متتابعا ، وإن شئت متفرّقا ، فقد روي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : أنّه قال : يصوم ثلاثة أيّام ثمّ يفطر » .

[ ٨٦٣٥ ] ٦ ـ الصدوق في المقنع : وإذا أردت قضاء شهر رمضان ، فإن شئت قضيته متتابعا ، وإن شئت قضيته متفرّقا .

١٩ ـ ( باب جواز قضاء الفائت من شهر رمضان ، في أيّ شهر كان ، ولو في ذي الحجّة ، وعدم وجوب الفوريّة ، وعدم جواز قضائه في السّفر )

[ ٨٦٣٦ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، أنّه كره أن يقضى شهر رمضان في ذي الحجّة ، وقال : « إنّه شهر نسك » .

____________________________

٤ ـ نوادر الراوندي ص ٣٧ .

٥ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٥ .

٦ ـ المقنع ص ٦٣ .

الباب ١٩

١ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨٠ .

٤٥٢

٢٠ ـ ( باب عدم جواز التّطوّع بالصّوم ، لمن عليه شيء من قضاء شهر رمضان ، وغيره من الصّوم الواجب )

[ ٨٦٣٧ ] ١ ـ دعائم الاسلام : سئل جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، عن رجل عليه من [ صيام ] (١) شهر رمضان طائفة ، ايتطّوع بالصوم ؟ قال : « لا ، حتى يقضي ما عليه ، ثم يصوم إن شاء ما بدا له تطوعاً » .

[ ٨٦٣٨ ] ٢ ـ وعن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لا يقبل ممّن كان عليه صيام فريضة ، صيام نافلة ، حتى يقضي الفريضة » .

[ ٨٦٣٩ ] ٣ ـ الصدوق في المقنع : اعلم أنّه لا يجوز أن يتطوّع الرجل ، وعليه شيء من الفرض ، كذلك وجدته ، في كلّ الأحاديث .

[ ٨٦٤٠ ] ٤ ـ الشهيد الثاني في روض الجنان : عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، في حديث ، أنّه قال : « أرأيت لو كان عليك صوم من شهر رمضان ، أكان لك أن تتطّوع حتى تقضيه ؟ » قال قلت : لا الخبر .

____________________________

الباب ٢٠

١ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨٥ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨٥ .

٣ ـ المقنع ص ٦٤ .

٤ ـ روض الجنان ص ١٨٤ .

٤٥٣

٢١ ـ ( باب وجوب القضاء والكفّارة ، على من أفطر في قضاء شهر رمضان ، بعد الزّوال لا قبله ، وهي إطعام عشرة مساكين ، فإن عجز فصيام ثلاثة أيّام ، وجواز الإِفطار في قضائه ، قبل الزّوال لا بعده ، وفي المندوب مطلقاً )

[ ٨٦٤١ ] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « إذا قضيت صوم شهر رمضان أو النّذر ، كنت بالخيار في الإِفطار الى زوال الشمس ، [ فإن أفطرت بعد الزوال ] (١) فعليك كفّارة مثل من أفطر يوما من شهر رمضان ، وقد روي : أنّ عليه إذا أفطر بعد الزوال ، إطعام عشرة مساكين ، لكلّ مسكين مدّ من طعام ، فإن لم يقدر عليه ، صام يوما بدل يوم ، وصام ثلاثة أيّام كفّارة لما فعل » .

[ ٨٦٤٢ ] ٢ ـ الصدوق في المقنع : وإذا قضيت صوم شهر رمضان ، كنت بالخيار في الإِفطار الى زوال الشمس ، فإن أفطرت بعد الزوال ، فعليك الكفّارة ، مثل [ ما على ] (١) من افطر يوما من شهر رمضان ، وقد روي ـ الى آخر ما في الأصل .

____________________________

الباب ٢١

١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٦ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ المقنع ص ٦٣ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٤٥٤

٢٢ ـ ( باب استحباب الجدّ والاجتهاد في العبادة ، وأنواع الخير ، في ليلة القدر ، وفي العشر الأواخر )

[ ٨٦٤٣ ] ١ ـ دعائم الاسلام : روينا عن محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنّه قال في قول الله عزّ وجلّ : ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) (١) قال : « فنزل (٢) الملائكة والكتبة الى سماء الدّنيا ، فيكتبون ما يكون في السنة من أمر ، وما يصيب العباد ، والأمر عنده موقوف ، له فيه المشيّة ، فيقدّم ما يشاء ، ويؤخّر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء ، وعنده أُمّ الكتاب » .

[ ٨٦٤٤ ] ٢ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنّه قال : « من وافق ليلة القدر ، فقامها ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر » .

[ ٨٦٤٥ ] ٣ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان : عن كتاب كنز اليواقيت ، لابي المفضّل بن محمد الهروي ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من صلّى ركعتين في ليلة القدر ، فقرأ في كلّ ركعة ، فاتحة الكتاب مرّة ، وقل هو الله أحد سبع مرات ، فإذا فرغ يستغفر سبعين مرة ، فما دام لا يقوم من مقامه ، حتى يغفر الله له ولأبويه ، وبعث الله ملائكة يكتبون له الحسنات الى سنة أُخرى ، وبعث الله ملكا الى الجنان ، يغرسون له الأشجار ، ويبنون له

____________________________

الباب ٢٢

١ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨١ .

(١) القدر ٩٧ : ٤ .

(٢) في المصدر : تنزل فيها .

٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٨١ .

٣ ـ إقبال الأعمال ص ١٨٦ .

٤٥٥

القصور ، ويجرون له الأنهار ، ولا يخرج من الدّنيا حتى يرى ذلك كلّه » .

[ ٨٦٤٦ ] ٤ ـ ومنه : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من أحيا ليلة القدر ، حوّل عنه العذاب إلى السنة القابلة » .

[ ٨٦٤٧ ] ٥ ـ ومنه : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « قال موسى : إلهي أُريد قربك ، قال : قربي لمن استيقظ ليلة القدر ، قال : إلهي أُريد رحمتك ، قال : رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر ، قال : إلهي أُريد الجواز على الصّراط ، قال : ذلك لمن تصدّق بصدقة في ليلة القدر ، قال : إلهي أُريد من أشجار الجنة وثمارها ، قال : ذلك لمن سبّح تسبيحه في ليلة القدر ، قال : إلهي أُريد النّجاة من النّار ، (١) قال : ذلك لمن استغفر في ليلة القدر ، قال : إلهي أُريد رضاك ، قال : رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر » .

[ ٨٦٤٨ ] ٦ ـ ومنه : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « يفتح أبواب السماوات في ليلة القدر ، فما من عبد يصلي فيها ، إلّا كتب الله تعالى له بكلّ سجدة شجرة في الجنة ، لو يسير الرّاكب في ظلّها مائة عام لا يقطعها ، وبكلّ ركعة بيتا في الجنّة ، من درّ وياقوت وزبرجد ولؤلؤ ، وبكلّ آية تاجاً من تيجان الجنّة ، وبكلّ تسبيحة طائراً من النجب (١) ، وبكلّ جلسة درجة من درجات الجنّة ، وبكلّ تشهد غرفة من غرفات الجنّة ، وبكلّ تسليمة حلّة من حلل الجنّة ، فإذا انفجر عمود الصّبح ،

____________________________

٤ ـ إقبال الأعمال ص ١٨٦ .

٥ ـ إقبال الأعمال ص ١٨٦ .

(١) في المصدر زيادة : قال نعم .

٦ ـ إقبال الأعمال ص ١٨٦ .

٤٥٦

أعطاه الله تعالى من الكواعب المؤالفات ، والجواري المهذّبات ، والغلمان المخلّدين ، والعجائب (٢) المطيرات (٣) ، والرّياحين المعطّرات ، والأنهار الجاريات ، والنّعيم الرّاضيات ، والتّحف والهديّات ، والخلع والكرامات ، وما تشتهي الأنفس ، وتلذّ الأعين ، وأنتم فيها خالدون » .

[ ٨٦٤٩ ] ٧ ـ ومنه : عن الباقر ( عليه السلام ) : « من أحيا ليلة القدر ، غفرت له ذنوبه ، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء ، ومثاقيل الجبال ، ومكاييل البحار » .

[ ٨٦٥٠ ] ٨ ـ ومن كتاب الصيام : لعليّ بن فضال ، بإسناده الى منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « الليلة التي يفرق فيها كلّ أمر حكيم ، ينزل فيها ما يكون في السنة الى مثلها ، من خير ، أو شرّ ، أو رزق ، أو أمر ، أو موت ، أو حياة ، ويكتب فهيا وفد مكّة ، فمن كان في تلك السنة مكتوبا ، لم يستطع أن يحبس ، وإن كان فقيرا مريضا ، ومن لم يكن فيها مكتوبا ، لم يستطع أن يحجّ ، وإن كان غنيّا صحيحاً » .

____________________________

(١) كان في الطبعة الحجرية « العجب » ، وما أثبتناه من المصدر . والنُجُب : جمع نجيب أو نجيبة : وهو القوي الخفيف السريع من الحيوان ( لسان العرب ج ١ ص ٧٤٨ ) .

(٢) في المصدر : النجائب .

(٣) المُطَيّر : نوع من الثياب ( لسان العرب ج ٤ ص ٥١٤ ) ولعلّ الصحيح : وعجائب المطيرات .

٧ ـ إقبال الأعمال ص ١٨٦ .

٨ ـ إقبال الأعمال ص ١٨٤ .

٤٥٧

[ ٨٦٥١ ] ٩ ـ القطب الراوندي في كتاب لبّ اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر » .

[ ٨٦٥٢ ] ١٠ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : « من أحيا ليلة القدر ، فهو أكرم على الله ممّن أحيا شهر رمضان ، ولم يحي تلك الليلة ، والذي بعثني بالحقّ ، أنّ أهله وولده يشفعون في سبعمائة الف ، لكلّ واحد في سبعمائة الف ، إلى آخر ثلاث مرّات ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ ليلة القدر ، تكرمة الأحياء ، وغنيمة الأموات » .

[ ٨٦٥٣ ] ١١ ـ وروي : أنّه ( صلى الله عليه وآله ) ، لمّا غزا تبوك ورجع سالما ، استبشر الناس ، وقالوا : ما فعل مثل هذا أحد ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « كان في بني إسرائيل رجل ، يقال له ابن نانين ، وكان له ألف ابن ، فغزاهم عدوّ ، فحاربوه الف شهر ، كلّ ابن شهرا ، حتى قتلوا جميعا ، وأبوهم يصلي ، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا ، ثمّ قاتل بنفسه حتى قتل » فتمنّى المسلمون منزلته ، فأنزل الله ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (١) يعني لذلك الرجل .

[ ٨٦٥٤ ] ١٢ ـ وقيل للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن أنا أدركت ليلة القدر ، فما أسأل ربّي ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : « العافية » .

[ ٨٦٥٥ ] ١٣ ـ السيد فضل الله الراوندي في النوادر : عن علي بن الحسين الورّاق ، عن أبي محمد بن عبد الله ، عن أبي علي بن بشار ، عن

____________________________

٩ ـ ١٢ ـ لبّ اللباب : مخطوط .

(١) القدر ٩٧ : ٣ .

١٣ ـ نوادر الراوندي : لم نجده في النسخة المطبوعة ، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٥١ ح ٢٢ .

٤٥٨

علي بن محمد ، عن هارون ، عن أبي القاسم بن الحكم ، عن هاشم بن الوليد ، عن حمّاد بن سليمان ، عن شيخ يكنّى ابا الحسين ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا كانت ليلة القدر ، يأمر الله جبرئيل فيهبط الى الأرض في كبكبة (١) من الملائكة ، ومعه لواء الحمد الأخضر ، فيركز اللّواء على ظهر الكعبة ، وله ستّمائة جناح ، منها جناحان لا ينشرهما إلّا في ليلة القدر ، فينشرهما تلك اللّيلة ، فيجاوزان المشرق والمغرب ، ويبث جبرئيل الملائكة في هذه اللّيلة ، فيسلّمون على كلّ قاعد وقائم ، وذاكر ومصل ، ويصافحونهم ، ويؤمّنون على دعائهم ، حتى يطلع الفجر » .

[ ٨٦٥٦ ] ١٤ ـ الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عنه ، مثله ، وزاد في آخره : « فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل : ما فعل الله بحوائج أُمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فيقولون : نظر اليهم ، فغفر لهم ، وعفا عنهم ، إلّا عن أربعة : مدمن الخمر ، وعاقّ الوالدين ، وقاطع الرّحم ، والسّاحر » .

[ ٨٦٥٧ ] ١٥ ـ وفي الخبر : أنّ جبرئيل ( عليه السلام ) ، يهبط في هذه الليلة إلى الأرض ، في سبعين ألف ملك ، وميكائيل في سبعين الف ملك ، ويأتون بلواء الحمد ، وله أربع زوايا : واحدة بالمشرق ، وواحدة بالمغرب ، وواحدة تحت العرش ، وواحدة تحت الأرض السابعة ، وعلى اللواء مكتوب : أُمّة مذنبة وربّ غفور ، وما من بيت إلّا ويأتيه جبرئيل

____________________________

(١) الكبكبة : جماعة متضامّة من الناس وغيرهم . ( مجمع البحرين ـ كبب ـ ج ٢ ص ١٥١ ) .

١٤ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٥٦٢ .

١٥ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٥٦٢ .

٤٥٩

مع الملائكة ، ويسلّمون عليهم ، وإلّا فيبلغهم السّلام ، في خمسة مواطن : الأوّل يوم الموت ، في قوله تعالى : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ) (١) ، والثّاني في باب الجنة : ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ) (٢) ، والثالث في الجنة ، في قوله : ( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم ) (٣) ، والرابع في الغرفات : ( سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ) (٤) ، والخامس عند الله تعالى : ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ) (٥) .

[ ٨٦٥٨ ] ١٦ ـ وعن عبد الله بن عباس ، قال : إنّ الله تعالى يأمر الملائكة في هذه الليلة ، يعني ليلة القدر ، أن يهبطوا مع جبرئيل وميكائيل ، من سدرة المنتهى إلى الأرض ، في أربعة مواطن : على سطح الكعبة ، وعلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي بيت المقدس ، وطور سيناء ، ثم يقول جبرئيل : تفرّقوا ، فيتفرّقون ، فلا يبقى دار ولا حجرة فيها مؤمن أو مؤمنة ، إلّا وتأتيه الملائكة ، إلّا بيتا فيه كلب ، أو خنزير ، أو خمر ، أو صورة ، ويهلّلون ويسبحون ويستغفرون ، كلّ اللّيل ، لأُمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فإذا جاء وقت صلاة الصّبح ، يصعدون الى السماء ، فتستقبلهم ساكنو السماء ، ويقولون لهم : من أين جئتم ؟ فيقولون : من الأرض ، فإنّ البارحة كانت ليلة القدر ، فيقولون : ما فعل الله بحوائج أُمّة محمد ( صلى الله عليه

____________________________

(١) النحل ١٦ : ٣٢ .

(٢) الزمر ٣٩ : ٧٣ .

(٣) الرعد ١٣ : ٢٣ و ٢٤ .

(٤) يس ٣٦ : ٥٨ .

(٥) الأحزاب ٣٣ : ٤٤ .

١٦ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٥٦١ .

٤٦٠