مستدرك الوسائل - ج ٧

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٧

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

أُولئك هم الآمنون يوم القيامة (٥) وفي يد كوكبائيل (٦) لواء من نور ، يضرب في السماء الرابعة ، مكتوب عليه ، لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، طوبى لأُمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يتصدّقون بالنهار ، ويقومون في اللّيل بالدّعاء والاستغفار ، ينظر الله اليهم ويرضى عنهم ، وفي يد شمشائيل لواء من نور ، يضرب في السماء الثالثة ، مكتوب عليه : لا إله إلّا الله محمد رسول الله طوبى لأُمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، صيامهم جنّة من النار . وفي يد اسماعيل لواء من نور ، يضرب في السماء الثانية ، مكتوب عليه ، لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، ( طوبى لأُمّة محمد صلى الله عليه وآله ، و ) (٧) يجوزون الصراط يوم القيامة كالبرق الخاطف ، وفي يد دردائيل (٨) لواء من نور ، يضرب في السماء الدنيا ، مكتوب عليه : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، السلام عليكم يا أُمّة محمد ، ابشروا بالنعيم الدائم ، وجوار الرّحمان ، وجوار محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وجوار الملائكة » .

[ ٨٥٨٥ ] ٢ ـ وعنه : عن علي بن أبي خلف الطبري ، عن محمد بن اسحاق المروزي ، عن اسحاق بن [ محمد ] (١) عن محمد بن شعيب الناري ، عن محمد بن جمشيد ، عن جوير ، عن ليث بن ابي سليم ، عن مجاهد ، عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه

____________________________

(٥) جاء في هامش الحجرية ما نصّه : « قد سقط في الخبر أو النسخة ذكر ملكين وسماءين » .

(٦) في البحار : كوكيائيل .

(٧) ما بين القوسين ليس في البحار .

(٨) وفيه : درديائيل .

٢ ـ نوادر الراوندي ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٤ ح ٨ باختلاف يسير .

(١) أثبتناه من البحار .

٤٢١

وآله ) : « إنّ أبواب السماء تفتح في أوّل ليلة من شهر رمضان ، ولا تغلق إلى آخر ليلة منه ، فليس من عبد يصلي في ليلة منه ، إلا كتب الله عز وجل له بكلّ سجدة ، ألفاً وخمسمائة حسنة ، وبنى له بيتا في الجنّة من ياقوته حمراء ، لها سبعون ألف باب ، لكلّ باب منها مصراعان من ذهب ، موشحّ بياقوتة حمراء ، وكان له بكلّ سجدة سجدها في ليل أو نهار ، شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، فإذا صام أوّل يوم من شهر رمضان ، غفر الله له كل ذنب تقدم إلى ذلك اليوم من شهر رمضان ، وكان كفّارة إلى مثلها من الحول ، وكان له بكل يوم يصومه من شهر رمضان ، قصر في الجنّة ، له ألف باب من ذهب ، واستغفر له سبعون ألف ألف [ ملك ] (٢) تأتي غدوة الى أن توارى بالحجاب » .

[ ٨٥٨٦ ] ٣ ـ وعنه : عن علي عن عبد الله بن جعفر الحافظ ، عن عمران بن أحمد ، عن أبي محمد سعيد ، عن أحمد بن موسى ، عن حماد بن عمرو ، عن يزيد بن رفيع ، عن ابي عالية ، عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « من صام رمضان ، ثم حدّث نفسه أن يصومه ان عاش ، فإن مات بين ذلك دخل الجنّة ، وما من نفقة إلّا ويسأل العبد عنها ، إلّا النفقة في شهر رمضان صلة للعباد ، وكان كفّارة لذنوبهم ، ومن تصدّق في شهر رمضان بصدقة ، مثقال ذرّة فما فوقها ، كان اثقل عند الله عزّ وجلّ من جبال الأرض ، ذهبا تصدق بها في غير رمضان ، ومن قرأ آية في رمضان أو سبّح ، كان له من الفضل على غيره ، كفضلي على أُمتي ، فطوبي لمن ادرك رمضان ،

____________________________

(٢) أثبتناه من البحار .

٣ ـ نوادر الراوندي : النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث ، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٥ ح ٩ .

٤٢٢

ثم طوبى له » فقالوا : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما طوبى ؟ قال : « اخبرني جبرئيل : أنّها شجرة غرسها الله بيده ، تحمل كلّ نعيم خلق (١) الله عزّ وجلّ لأهل الجنّة ، وأنّ عليها ثماراً بعدد النجوم ، في كلّ ثمرة مثل ثدي النّساء ، تخرج في كل ثمرة منها أربعة أنهار : ماء ، وخمر ، وعسل ، ولبن ، وسعة كلّ نهر ما بين المغرب والمشرق ، وعرضه ما بين السماء والأرض ، ومن صلّى ركعتين في رمضان ، تحسب له ذلك بسبعمائة ألف ركعة في غير رمضان ، فإنّ العمل يضاعف في شهر رمضان » ، فقالوا : يا رسول الله كم يضاعف ؟ قال : « اخبرني جبرئيل قال : تضاعف الحسنات بالف الف ، كل حسنة منها افضل من أُحد (٢) ، وهو قوله تعالى : ( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ) (٣) » .

[ ٨٥٨٧ ] ٤ ـ وعنه : عن عبد الرحيم بن محمد ، عن محمد بن علي ، [ عن أبي القاسم بن محمد ، عن أبي عبد الرحمان ، عن اسحاق بن وهب ، عن عبد الملك بن يزيد عن أبي إسماعيل بن خالد ، عن جعفر بن محمد (١) ، عن أبيه عن جده ، عن علي بن ابي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من صام شهر رمضان ، فاجتنب فيه الحرام والبهتان ، رضي الله عنه ، واوجب له الجنان » .

____________________________

(١) في البحار : خلقها .

(٢) وفيه : جبل أُحد .

(٣) البقرة ٢ : ٢٦١ .

٤ ـ نوادر الراوندي : النسخة المتوفرة خالية من هذا الحديث ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٦ ح ١٠ .

(١) اثبتناه من البحار .

٤٢٣

[ ٨٥٨٨ ] ٥ ـ وعنه : عن ابي الحسن بن علي ، عن عبد الله بن جعفر ، [ عن احمد بن محمد ] (١) عن احمد بن جعفر ، عن الحسين بن اسماعيل ، عن يوسف بن سعد ، عن زائد القمي ، عن مرّة الهمداني ، عن أبي مسعود الأنصاري ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) [ أنه قال ] (٢) وقد دنا رمضان : «لو يعلم العبد ما في رمضان ، يودّ أن يكون رمضان السنة ، فقال رجل من خزاعة : يا رسول الله ، وما فيه ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ الجنة لتزيّن لرمضان من الحول الى الحول ، فإذا كان أوّل ليلة من رمضان ، هبت ريح من تحت العرش ، فصفقت ورق الجنة ، فتنظر حور العين الى ذلك ، فيقلن : يا ربّ اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا ، تقرّ أعيننا بهم وتقرّ اعينهم بنا ، فما من عبد صام رمضان ، إلّا زوّجه الله تعالى من الحور ، في خيمة من درّة مجوّفة ، كما نعت الله سبحانه وتعالى في كتابه : ( حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) (٣) على كلّ واحدة منهن سبعون [ ألف ] (٤) حلة ، ليست واحدة منهن على لون الأُخرى ، ويعطى سبعين لونا (٥) من الطّيب ، ليس منها طيب على لون آخر ، وكلّ امرأة منهن على سرير من ياقوته حمراء ، متوشّحة من درّ ، عليها سبعون فراشا بطائنها من إستبرق ، وفوق سبعين فراشاً سبعون أريكة ، لكل امرأة منهن سبعون

____________________________

٥ ـ نوادر الراوندي : النسخة المتداولة خالية من هذا الحديث ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٦ ح ١٢ .

(١) أثبتناه من البحار .

(٢) أثبتناه من البحار .

(٣) الرحمن ٥٥ : ٧٢ .

(٤) أثبتناه من البحار .

(٥) في البحار : ألفاً .

٤٢٤

ألف (٦) وصيفة ( لخدمتها ، وسبعون للقياها زوجها ) (٧) ، مع كل وصيفة منهن صحفة (٨) من ذهب ، فيها لون من الطّعام ، هذا لكلّ يوم صام من رمضان ، سوى ما عمل من حسنات » .

[ ٨٥٨٩ ] ٦ ـ وعنه : عن عبد الجبّار بن احمد بن محمد الرّوياني ، عن عبد الواحد بن محمد بن سلام ، عن اسماعيل بن الزّاهد ، عن محمد بن احمد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن مسلم بن ابراهيم ، عن عمرو بن حمزة ، عن ابي الرّبيع ، عن أنس بن مالك قال : لمّا حضر شهر رمضان ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « سبحان الله ، ماذا تستقبلون ؟ وماذا يستقبلكم ؟ » قالها ثلاث مرّات ، فقال عمر : وحي نزل أو عدوّ حضر ، قال : « لا ، ولكنّ الله تعالى يغفر في أول رمضان ، لكلّ أهل هذه القبلة » ، قال : ورجل في ناحية القوم يهزّ رأسه ، ويقول : بخ بخ ، فقال ( النبي صلى الله عليه وآله ) : « كأنّك ضاق صدرك ممّا سمعت » ، قال : لا والله ، يا رسول الله ، ولكن ذكرت المنافقين ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) « المنافق كافر ، وليس لكافر في ذا شيء » .

[ ٨٥٩٠ ] ٧ ـ وبهذا الإِسناد : عن محمد بن احمد ، عن اسماعيل بن اسحاق ، عن عبد الله بن مسلمة ، عن سلمة بن وردان قال : سمعت أنس بن مالك يقول : ارتقى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، على

____________________________

(٦) كذا في الطبعة الحجرية والبحار ، واستظهر الشيخ المصنف زيادتها .

(٧) ما بين القوسين ليس في البحار .

(٨) في البحار : صفحة .

٦ ـ نوادر الراوندي ، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٧ ح ١٣ .

٧ ـ نوادر الراوندي ، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٧ ح ١٣ .

٤٢٥

المنبر درجة ، فقال : « آمين » ، ثمّ ارتقى الثّانية فقال : « آمين » ، ثمّ ارتقى الثّالثة فقال : « آمين » ثمّ استوى فجلس ، فقال أصحابه : على ما أمّنت ؟ فقال : « أتاني جبرئيل ، فقال : رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فقلت : آمين ، فقال : رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة ، فقلت : آمين ، فقال : رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له ، فقلت : آمين » .

[ ٨٥٩١ ] ٨ ـ وعنه : عن عبد الجبار بن احمد ، عن الحاكم ابي الفضل التّرمذي ، عن عبد الله بن صالح ، عن محمد بن احمد ، عن اسماعيل بن اسحاق ، عن ابراهيم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن سهيل بن مالك ، عن أبيه ، عن ابي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا استهلّ رمضان ، غلقت أبواب النّار ، وفتحت أبواب الجنة (١) وصفدت الشياطين » .

[ ٨٥٩٢ ] ٩ ـ وعنه : عن عبد الواحد بن علي بن الحسين ، عن عبد الواحد بن محمد (١) عن أحمد بن عمران بن موسى ، عن احمد بن هشام ، عن محمد بن نصير (٢) عن احمد (٣) بن الهيثم ، عن عمرو بن الأزهر ، عن ابان بن ابي عيّاش ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول

____________________________

٨ ـ نوادر الراوندي ، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٨ ح ١٤ .

(١) في البحار : الجنان .

٩ ـ نوادر الراوندي ، النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث ، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٨ ح ١٥ .

(١) في البحار زيادة : عن الحسين بن محمد .

(٢) في البحار : نصر .

(٣) في البحار : علي بن هيثم .

٤٢٦

الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان ، نادى الجليل تبارك وتعالى ، رضوان خازن الجنة ، فيقول : [ يا رضوان فيقول ] (٤) : لبّيك ربّي وسعديك ، فيقول : نجد (٥) جنّتي وزيّنها ، للصّائمين من أُمة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا تغلقها عنهم ، حتى ينقضي شهرهم ، قال : ثمّ يقول : يا مالك ، فيقول : لبّيك ربّي وسعديك ، فيقول : أغلق أبواب الجحيم ، عن الصّائمين من أُمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا تفتحها عليهم ، حتى ينقضي شهرهم ، ثم يقول لجبرئيل : [ يا جبرئيل ] (٦) فيقول : لبّيك (٧) وسعديك ، فيقول : انزل الى الأرض ، فغل فيها مردة الشياطين ، حتّى لا يفسدوا على عبادي صومهم ، ولله تبارك وتعالى ملك في السماء الدنيا ، يقال له دردريا (٨) رأسه تحت العرش ، وله جناحان : جناح مكلّل بالياقوت ، والآخر بالدّر ، وقد جاوز المشرق والمغرب ، ينادي الشهر كله : يا باغي الخير هلم ، ويا باغي الشر اقصر هل من سائل فيعطى سؤله ؟ وهل من داع فتستجاب دعوته ؟ هل من تائب فيتاب عليه ؟ والله تعالى يقول الشهر كله : هل من تائب فيتاب عليه ؟ هل من مستغفر يغفر (٩) له ؟ عبادي اصبروا وابشروا ، فتوشكوا ان تنقلبوا الى رحمتي وكرامتي ، قال : ولله عزّ وجلّ عتقاء عند كلّ فطر ، رجال ونساء » .

____________________________

(٤) أثبتناه من البحار .

(٥) التنجيد : التزيين ، يقال : بيت مُنَجَّد : أي مُزَيَّن ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٤٩ ) .

(٦) أثبتناه من البحار .

(٧) في البحار زيادة : ربِّي .

(٨) الظاهر « درديائيل ـ منه ( قدّه ) .

(٩) في البحار : فيغفر له ، ويقول جلّ وعزّ .

٤٢٧

[ ٨٥٩٣ ] ١٠ ـ وبهذا الإِسناد : عن [ أحمد بن ] (١) عمران بن موسى ، عن أحمد بن هاشم ، عن احمد بن عبد الله بن ابي نصر ، عن يزيد بن هارون ، عن هشام بن ابي هشام ، عن محمد بن محمد ، عن ابي سلمة ، عن ابي هريرة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « اعطيت امتي في شهر رمضان خمس خصال ، لم يعطاها أحد قبلهم : خلوف (٢) فم الصائم اطيب عند الله تعالى من ريح المسك ، وتستغفر له الملائكة حتّى يفطر ، وتصفّد (٣) فيه مردة الشياطين ، فلا يصلوا فيه [ إلى ] (٤) ما كانوا يصلون في غيره ، ويزّين الله فيه كلّ يوم جنّته ، ويقول : يوشك عبادي الصّالحون ان يلقوا عنهم المؤونة والأذى ، ويصيروا اليك ، ويغفر لهم في آخر ليلة منه » ، قيل : يا رسول الله ، أهي (٥) ليلة القدر ؟ قال : « لا ، ولكنّ العامل إنّما يوفّى أجره إذا انقضى عمله » .

[ ٨٥٩٤ ] ١١ ـ وعن أبي القاسم الورّاق ، عن أبي محمد ، عن عمير (١) بن احمد ، عن أبيه ، عن محمد بن سعيد ، عن هدبة ، عن همام بن

____________________________

١٠ ـ نوادر الراوندي : النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث ، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٨ ح ١٥ .

(١) أثبتناه من البحار .

(٢) الخلوف : رائحة الفم المتغير ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٥٣ ) .

(٣) تصفد : أي تشد وتوثق بالأغلال . ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٨٨ ) .

(٤) أثبتناه من البحار .

(٥) في البحار : أيّ .

١١ ـ نوادر الراوندي : النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث ، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٩ ح ١٨ .

(١) في البحار : عمر .

(٢) كان في الطبعة الحجرية زيادة : « أبي أحمد عن عمر بن أحمد » وما أثبتناه من البحار .

٤٢٨

يحيى ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيّب ، عن سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) ، قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في آخر يوم [ من ] (٣) شعبان فقال : « قد أظلكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، شهر جعل الله صيامه فريضة ، وقيامه لله عزّ وجلّ تطوّعاً ، من تقرّب فيه بخصلة من خير ، كان كمن أدّى فريضة فيما سواه ، ومن أدّى فيه فريضة ، كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصّبر [ والصبر ] (٤) ثوابه الجنة ، وشهر المواساة ، شهر أوّله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار » .

[ ٨٥٩٥ ] ١٢ ـ وعن الورّاق ، عن أبي محمد ، عن عماد بن أحمد ، عن الحسن (١) بن علي ، عن محمد بن العلاء ، عن ابي بكر بن عيّاش ، عن الأعمش ، عن ابي صالح ، عن ابي هريرة ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إذا كان أوّل ليلة من رمضان ، صفّدت الشياطين ومردة الجن ، وغلّقت ابواب النّار ، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب السماء فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي الخير اقبل ، ويا باغي الشر اقصر ، ولله عزّ وجلّ عتقاء من النّار ، وذلك كلّ ليلة » .

[ ٨٥٩٦ ] ١٣ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن أبي الطيب الحسين بن محمد التّمار ، عن جعفر بن احمد ، عن احمد بن محمد بن ابي مسلم ، عن

____________________________

(٣) أثبتناه من البحار .

(٤) أثبتناه من البحار .

١٢ ـ نوادر الراوندي : النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث ، عنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٥٠ ح ٢٠ .

(١) في البحار : الحسين .

١٣ ـ أمالي المفيد ص ٢٢٩ ح ٣ باختلاف يسير .

٤٢٩

أحمد بن حليس الرّازي ، عن القاسم بن الحكم العرني ، عن هشام بن الوليد ، عن حمّاد بن سليمان السّدوسي ، عن أبي الحسن علي بن محمد السّيرافي ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أنّه سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّ الجنة لتنجّد وتزيّن من الحول الى الحول ، لدخول شهر رمضان ، فإذا كان أوّل ليلة منه ، هبت ريح من تحت العرش ، يقال لها : المثيرة ، تصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع (١) ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السّامعون أحسن منه ، ويبرزن الحور العين ، حتّى يقفن بين شرف الجنّة ، فينادين : هل من خاطب الى الله فيزوّجه ؟ ثم يقلن : يا رضوان ما هذه اللّيلة ؟ فيجيبهنّ بالتلبية ، ثم يقول : يا خيرات حسان ، هذه أوّل ليلة من شهر رمضان ، قد فتحت أبواب الجنان ، للصائمين من أُمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ويقول له عز وجلّ : يا رضوان ، افتح أبواب الجنان ، يا مالك ، أغلق أبواب جهنّم ، عن الصّائمين من أُمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يا جبرئيل ، اهبط الى الأرض ، فصفّد مردة الشياطين ، وغلّهم بالأغلال ، ثم اقذف بهم في لجج البحار ، حتى لا يفسدوا على أُمّة حبيبي صيامهم ، قال ويقول الله تبارك وتعالى ، في كلّ ليلة من شهر رمضان ، ثلاث مرّات : هل من سائل فاعطيه سؤله ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فاغفر له ؟ من يقرض الملي غير المعدم ؟ الوفي غير الظالم ؟ قال : وإنّ لله في آخر كلّ يوم من شهر رمضان ، عند الإِفطار ، الف الف عتيق من النّار ، فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة ، أعتق في كلّ ساعة منها الف الف عتيق من النار ، وكلّهم قد استوجب العذاب ، فإذا كان في

____________________________

(١) مصراعا الباب : بابان منصوبان ينظمان جميعاً مدخلهما في الوسط ( لسان العرب ج ٨ ص ١٩٩ ) .

٤٣٠

آخر شهر رمضان ، أعتق الله في ذلك اليوم ، بعدد ما أعتق من أوّل الشهر الى آخره ، فإذا كانت ليلة القدر ، أمر الله عزّ وجلّ جبرئيل فهبط في كتيبة من الملائكة الى الأرض ، ومعه لواء اخضر ، فيركز اللّواء الى ظهر الكعبة ، وله ستمائة جناح ، منها جناحان لا ينشرهما إلّا في ليلة القدر ، فينشرهما تلك الليلة ، فيجاوزان المشرق والمغرب ، ويبيت جبرئيل والملائكة في هذه الليلة ، فيسلّمون على كل قائم وقاعد ومصلّي وذاكر ، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم ، حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل : يا معشر الملائكة ، الرّحيل الرّحيل ، فيقولون : يا جبرئيل ، فماذا صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين ، من أُمّة محمد ( صلى الله عليه وآله )؟ فيقول : إنّ الله تعالى ، نظر اليهم في هذه الليلة ، فعفا عنهم وغفر لهم ، إلّا أربعة ، قال فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مدمن الخمر ، والعاقّ لوالديه ، والقاطع الرّحم ، والمشاجن (٢) ، فإذا كانت ليلة الفطر ، وهي تسمّى ليلة الجوائز ، أعطى الله تعالى العاملين أجرهم بغير حساب ، فإذا كانت غداة يوم الفطر ، بعث الله الملائكة في كلّ البلاد ، فيهبطون الى الأرض ، ويقفون على أفواه السكك ، فيقولون : يا أُمّه محمد ، اخرجوا الى ربّ كريم ، يعطي الجزيل ، ويغفر العظيم ، فإذا برزوا الى مصلّاهم ، قال الله عزّ وجلّ للملائكة : ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ قال فتقول الملائكة : إلهنا وسيدنا ، جزاؤه أن توفّي أجره ، قال فيقول الله عزّ وجلّ : فإنّي أُشهدكم ملائكتي ، إنّي قد جعلت ثوابهم من صيام شهر رمضان ، وقيامهم فيه ، رضائي ومغفرتي ، ويقول : يا عبادي سلوني ، فوعزّتي وجلالي ، لا تسألوني اليوم في

____________________________

(٢) في المصدر : والمشاحن ، والظاهر هو الأصح . المشاحن : من الشحناء وهي العداوة والبغضاء ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٢٧١ ) .

٤٣١

جمعكم ، لاخرتكم ودنياكم ، إلّا أعطيتكم ، وعزّتي لاسترنّ عليكم عوراتكم ما راقبتموني ، وعزّتي لآجرنكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود ، انصرفوا مغفورا لكم ، قد أرضيتموني ورضيت عنكم ، قال : فتفرح الملائكة وتستبشر ، ويهنّىء بعضهم بعضا ، بما يعطي هذه الأُمة إذا افطروا » .

[ ٨٥٩٧ ] ١٤ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّ لله خيارا من كلّ ما خلقه ، فله من البقاع خيار ، وله من اللّيالي والأيام خيار ، وله من الشهور خيار ، وله من عباده خيار ، وله من خيارهم خيار ، فأمّا خياره من البقاع فمكّة والمدينة وبيت المقدّس ، وأمّا خياره من اللّيالي فليالي الجمع ، وليلة النّصف من شعبان ، وليلة القدر ، وليلتا العيد ، وأمّا خياره من الأيّام ، فايام الجمعة والأعياد ، وأمّا خياره من الشهور ، فرجب وشعبان وشهر رمضان ـ الى أن قال ـ وإنّ الله عزّ وجلّ اختار من الشهور ، شهر رجب وشعبان وشهر رمضان ، فشعبان أفضل الشهور ، إلّا ممّا كان من شهر رمضان ، فإنه أفضل منه ، وإن الله عزّ وجلّ ينزل في شهر رمضان من الرّحمة ، الف ضعف ما ينزل في سائر الشهور ، ويحشر شهر رمضان في أحسن صوره في القيامة ، على تلة لا يخفى هو عليها ، على أحد ممّن ضمّه ذلك المحشر ، ثمّ يأمر فيخلع عليه من كسوة الجنة وخلعها ، وأنواع سندسها وثيابها ، حتى يصير في العظم بحيث لا ينفذه بصر ، ولا تعي علم مقداره أُذن ، ولا يفهم كنهه قلب ، ثم يقال للمنادي من بطنان العرش : ناد ، فينادي : يا معشر الخلائق أما تعرفون هذا ؟ فيجيب الخلائق يقولون : بلىٰ لبّيك داعي ربّنا وسعديك ، أما إننا لا

____________________________

٤ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢٧٨ .

٤٣٢

نعرفه ، ثم يقول منادي ربّنا : هذا شهر رمضان ، ما أكثر من سعد به منكم ، وما اكثر من شقى به ، ألا فليأته كل مؤمن له ، معظّم بطاعة الله فيه ، فليأخذ حظّه من هذا الخلع ، فتقاسموها بينكم ، على قدر طاعتكم لله وجدّكم ، قال فيأتيه المؤمنون الّذين كانوا لله مطيعين ، فيأخذون من تلك الخلع على مقادير طاعتهم ، كانت في الدّنيا ، فمنهم من يأخذ الف خلعة ، ومنهم من يأخذ عشرة آلاف ، ومنهم من يأخذ اكثر من ذلك ، وأقلّ ، فيشرّفهم الله تعالى بكراماته ، ألا وإن أقواما يتعاطون تلك الخلع ، يقولون في أنفسهم : لقد كنّا بالله مؤمنين ، وله موحّدين ، وبفضل هذا الشهر معترفين ، فيأخذونها ويلبسونها ، فتقلّب على ابدانهم مقطّعات النيران ، وسرابيل القطران ، يخرج على كلّ واحد منهم بعدد كلّ سلكة من تلك الثّياب ، افعى وحية وعقرب ، وقد تناولوا من تلك الثّياب أعداداً مختلفة ، على قدر اجرامهم ، كلّ من كان جرمه اعظم ، فعدد ثيابه اكثر ، فمنهم الآخذ الف ثوب ، ومنهم من أخذ عشرة آلاف ثوب ، ومنهم من يأخذ اكثر من ذلك ، وأنّها لأثقل على أبدانهم من الجبال الرّواسي ، على ضعيف من الرّجال ، ولو لا ما حكم الله تعالى ، بأنّهم لا يموتون لماتوا ، إن أقلّ قليل ذلك الثّقل والعذاب ، ثم يخرج عليهم بعدد كلّ سلكة في تلك السرابيل ، من القطران ومقطّعات النّيران ، أفعى وحيّة وعقرب وأسد ونمر وكلب ، من سباع النّار ، فهذه تنهشه ، وهذه تلدغه ، وهذه تفرسه ، وهذه تمزقه ، وهذه تقطعه ، يقولون : ما بالنا تحولت علينا هذه الثّياب ؟ وقد كانت من سندس وإستبرق ، وأنواع خيار ثياب الجنة ، تحوّلت علينا مقطّعات النيران وسرابيل قطران ، وهي على هؤلاء ثياب فاخرة ملذّة منعمة ، فيقال لهم : ذلك بما كانوا يطيعون في شهر رمضان ، وكنتم تعصون ، وكانوا يعفّون ، وكنتم تفجرون ، وكانوا يخشون ربّهم ، وكنتم تجترون ،

٤٣٣

وكانوا يتّقون السّرق ، وكنتم تسرقون ، وكانوا يتقون ظلم عباد الله ، وكنتم تظلمون ، فتلك نتائج أفعالهم الحسنة ، وهذه نتائج أفعالكم القبيحة ، فهم في الجنة خالدون ، لا يشيبون فيها ولا يهرمون ، ولا يحوّلون عنها ولا يخرجون ولا ينقلون ، ولا يقلقون فيها ولا يغتمون ، بل هم فيها سائرون فرحون مبتهجون آمنون مطمئنّون ، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وانتم في النّار خالدون ، تعذّبون فيها ولا تهاونون ، من نيرانها والى زمهريرها تنقلون ، وفي حميمها تغمسون ، ومن زقّومها تطعمون ، وبمقامعها تقمعون ، وبضروب عذابها تعاقبون ، لا أحياء أنتم فيها ولا تموتون ، أبد الآبدين ، إلّا من لحقته منكم رحمة ربّ العالمين ، فخرج منها بشفاعة محمد أفضل النّبيين ، بعد العذاب الأليم ، والنّكال الشديد » .

[ ٨٥٩٨ ] ١٥ ـ القطب الراوندي في لبّ اللّباب : عن سلمان قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في آخر يوم من شعبان ، فقال : « يا أيها الناس ، قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوّعا ، من تقرّب فيه بنافلة من الخير ، كان كمن أدّى فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصّبر والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة ، وشهر يزداد في رزق المؤمن ، وشهر أوّله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، وهو للمؤمن غنم ، وللمنافق غرم » .

[ ٨٥٩٩ ] ١٦ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه كان يرتقي المنبر ، فامّن عند كلّ مرقاة ، فسئل عن سبب ذلك ، فقال : « دعا جبرئيل وأمّنت ،

____________________________

١٥ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٦ ـ لب اللباب : مخطوط .

٤٣٤

قال : من أدرك والديه ، ولم يؤدّ حقّهما ، فلا غفر الله له ، فقلت : آمين ، ثم قال : من ذكرت عنده فلم يصلّ عليك ، فلا غفر الله له ، فقلت : آمين ، ثم قال : من أدرك شهر رمضان ولا يتوب ، فلا غفر الله له ، فقلت : آمين ـ وفي الخبر ـ أنّ فريضة فيه ، بسبعين فريضة في غيره ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : خفّفوا على المملوكين ، في شهر رمضان » .

[ ٨٦٠٠ ] ١٧ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « وأكثر في هذا الشهر المبارك ، من قراءة القرآن ، والصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكثرة الصّدقة ، وذكر الله في آناء اللّيل والنهار ، وبر الإِخوان ، وإفطارهم معك بما يمكنك ، فإنّ في ذلك ثوابا عظيما ، وأجرا كبيرا » .

[ ٨٦٠١ ] ١٨ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : عن ابانة العكبري ، عن سليمان بن المغيرة ، عن أُمّه قالت : سألت أُمّ سعيد ـ سريّة علي ( عليه السلام ) ـ عن صلاة علي ( عليه السلام ) ، في شهر رمضان ، فقالت : رمضان وشوّال سواء ، يحيي اللّيل كلّه .

[ ٨٦٠٢ ] ١٩ ـ ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « أيّما مؤمن أطعم مؤمنا ليلة من شهر رمضان ، كتب الله له بذلك ، مثل أجر من أعتق (١) ثلاثين نسمة مؤمنة ، وكان له بذلك عند الله دعوة مستجابة » .

____________________________

١٧ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٤ .

١٨ ـ مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ١٢٣ .

١٩ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٥٣ ح ١٨ .

(١) في المصدر زيادة : نسمة ، قال ومن اطعمه شهر رمضان كله كتب الله له بذلك أجر من أعتق .

٤٣٥

[ ٨٦٠٣ ] ٢٠ ـ وفي درر اللآلي : عن رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « إنّ شهر رمضان ، تفتح فيه أبواب الجنة الثّمانية ، وتغلق فيه أبواب النار السّبعة ، ويصفد فيه كلّ شيطان مريد ، وينادي مناد كلّ ليلة : يا طالب الخير هلمّ ، ويا طالب الشرّ امسك » .

[ ٨٦٠٤ ] ٢١ ـ وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان ، فتحت أبواب الجنان ، ولم يغلق منها باب الشهر كلّه ، وأغلقت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب الشهر كلّه ، وغلّت عتاة الجنّ ومردة الشياطين ، ونادى مناد من السماء ، كلّ ليلة الى انفجار الصبح : يا باغي الخير تمّم وابشر ، ويا باغي الشر أقصر وابصر ، هل من مستغفر نغفر له ؟ هل من تائب نتوب عليه ؟ هل من داع فنستجيب له ؟ هل من سائل يعطى سؤله ؟ ولله عند كل فطر من شهر رمضان ، كلّ ليلة ، عتقاء من النار ، ستّون الفا ، فإذا كان يوم الفطر ، أعتق مثل ما أعتق في جميع ثلاثين مرّة ، ستّين الفا ، ستّين الفا » .

[ ٨٦٠٥ ] ٢٢ ـ دعائم الاسلام : بإسناده عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه كان يقول لبنيه : « إذا دخل شهر رمضان ، فاجهدوا أنفسكم فيه ، فإن فيه تقسم الأرزاق ، وتوقت الأرزاق وتوقت الآجال ، ويكتب وفد الله الّذين (١) يفدون عليه ، وفيه ليلة

____________________________

٢٠ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٥ .

٢١ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٦ .

٢٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٦٨ .

(١) في المصدر : الذي .

٤٣٦

( القدر ، التي ) (٢) العمل فيها خير من العمل في الف شهر » .

[ ٨٦٠٦ ] ٢٣ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إنّه خطب الناس آخر يوم من شعبان ، فقال : « أيّها الناس ، أنّه قد اظلكم شهر عظيم ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلة العمل فيها خير من العمل في الف شهر ، من تقرّب فيه بخصلة من خصال الخير ، كان كمن أدّى فريضة فيما سواه ، ومن أدّى فيه فريضة ، كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصّبر ، والصّبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة ، وشهر يزداد فيه من رزق المؤمن ، من فطّر فيه صائما ، كان له مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النّار ، وكان له مثل أجره ، من غير أن ينقص من أجره شيء » فقال بعض القوم : يا رسول الله ، ليس كلّنا يجد ما يفطر الصّائم ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « يعطي الله هذا الثّواب ، من فطّر صائما على مذقة لبن ، أو تمرة ، أو شربة ماء ، ومن أشبع صائما ، سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها ، وهو شهر أوّله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، من خفّف عن مملوكه فيه ، غفر الله له وأعتقه من النّار ، واستكثروا فيه من أربع خصال ، خصلتان ترضون بهما ربكم ، وخصلتان لا غنى بكم عنهما ، فأمّا الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم ، فشهادة أن لا إله إلّا الله ، وتستغفرونه ، وأمّا اللّتان لا غنى بكم عنهما ، فتسألون الله الجنة . وتعوذون به من النار » .

[ ٨٦٠٧ ] ٢٤ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « من لم

____________________________

(٢) ليس في المصدر .

٢٣ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٦٨ .

٢٤ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٦٩ .

٤٣٧

يغفر له في شهر رمضان ، لم يغفر له الى مثله من قابل ، إلّا أن يشهد عرفة » .

[ ٨٦٠٨ ] ٢٥ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه صعد المنبر فقال : « آمين ـ ثم قال ـ أيّها النّاس إنّ جبرائيل استقبلني ، فقال : يا محمد ، من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فيه ، فمات (١) فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين » .

١٢ ـ ( باب كراهة قول رمضان من غير إضافة الى الشهر ، وعدم تحريمه ، وكفّارة ذلك ، وكراهة إنشاد الشعر فيه ، ليلا ونهارا )

[ ٨٦٠٩ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا ابي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، أنّه كان يقول : « لا تقولوا رمضان ، فإنكم لا تدرون ما رمضان ، ومن قاله فليتصدّق ، وليصم كفّارة لقوله ، ولكن قولوا كما قال الله تعالى : شهر رمضان » .

[ ٨٦١٠ ] ٢ ـ الصّفار في بصائر الدّرجات : عن محمد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن احمد بن محمد بن ابي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : نحن

____________________________

٢٥ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٦٩ .

(١) في المصدر : فدخل النار .

الباب ١٢

١ ـ الجعفريات ص ٥٩ .

٢ ـ بصائر الدرجات ص ٣٣١ .

٤٣٨

عنده ثمانية رجال ، فذكرنا رمضان فقال : « لا تقولوا : هذا رمضان ، ولا ذهب رمضان ، ولا جاء رمضان فانّ رمضان اسم من أسماء الله تعالى ، لا يجيء ولا يذهب ، وإنّما يجيء ويذهب الزائل ، ولكن قولوا شهر رمضان ، فالشهر مضاف الى الاسم ، والاسم اسم الله ، وهو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن » الخبر .

١٣ ـ ( باب استحباب الدعاء عند رؤية الهلال ، وأوّل ليلة من شهر رمضان ، بالمأثور )

[ ٨٦١١ ] ١ ـ الصدوق في الفقيه : ( عن الصادق عليه السلام قال ) (١) : « إذا رأيت هلال شهر رمضان ، فلا تشر إليه ، ولكن استقبل القبلة ، وارفع يديك الى الله عزّ وجلّ ، وخاطب الهلال تقول : ربّي وربّك الله ربّ العالمين ، اللهم أهلّه علينا بالأمن والأمان ، والسلامة والإِسلام ، والمسارعة الى ما تحب وترضى ، اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا ، وارزقنا خيره وعونه ، واصرف عنّا ضرّه وشرّه ، وبلاءه وفتنته » .

[ ٨٦١٢ ] ٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « فإذا رأيت هلال شهر رمضان ، فلا تشر اليه ، ولكن استقبل القبلة ، وارفع يديك الى الله ، وخاطب الهلال ، وكبّر في وجهه ، ثم تقول : ربّي وربّك الله ربّ العالمين ، اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن والأمانة والإِيمان ، والسلامة والإسلام ، والمسارعة الى ما تحب وترضى ، اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا ، وارزقنا عونه وخيره ، واصرف عنّا شرّه وضرّه وبلاءه وفتنته » .

____________________________

الباب ١٣

١ ـ الفقيه ج ٢ ص ٦٢ ح ٢ .

(١) في المصدر : وقال أبي ( رضي الله عنه ) في رسالته إليّ . .

٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٤ .

٤٣٩

[ ٨٦١٣ ] ٣ ـ دعائم الاسلام : روينا عن علي ( صلوات الله عليه ) ، أنّه كان إذا رأى الهلال قال : « الله أكبر ، اللّهمّ إنّي أسألك خير هذا الشهر ، وفتحه ونصره ، ونوره ورزقه ، وأعوذ بك من شره ، وشرّ ما بعده » .

[ ٨٦١٤ ] ٤ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان : عن محمد بن الحنفيّة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا استهلّ هلال شهر رمضان ، استقبل القبلة بوجهه ، وقال : اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن والإِيمان ، والسلامة والإِسلام ، والعافية المجلّلة ودفاع الاسقام ، والعون على الصلاة والصّيام ، وتلاوة القرآن ، اللّهمّ سلّمنا لشهر رمضان ، وتسلّمه منّا ، وسلّمنا فيه ، حتى ينقضي عنّا شهر رمضان ، وقد عفوت عنّا ، وغفرت لنا ، ورحمتنا » .

[ ٨٦١٥ ] ٥ ـ وعن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) ، قال : « مرّ علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، في طريقه يوما الى هلال شهر رمضان ، فوقف فقال : أيّها الخلق المطيع ، الدّائب السّريع ، المتردّد في فلك التّقدير ، المتصرّف في منازل التّدبير ، آمنت بمن نوّر بك الظّلم ، وأوضح بك البهم ، وجعلك آية من آيات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه ، فحدّ بك الزّمان ، وامتهنك (١) بالزّيادة والنقصان ، والطّلوع والأُفول ، والانارة والكسوف ، في كلّ ذلك أنت له مطيع ، والى إرادته سريع ، سبحانه ما أعجب ما أظهر من

____________________________

٣ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٧١ .

٤ ـ إقبال الأعمال ص ١٧ .

٥ ـ الإِقبال ص ١٧ باختلاف .

(١) امتهنك : استخدمك ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٣٢١ ) .

٤٤٠