مستدرك الوسائل - ج ٧

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٧

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

بيعقوب » قال الرّجل : ياابن رسول الله ، ما الّذي نزل بيعقوب ؟ قال : « كان يعقوب النّبي ( عليه السلام ) ، يذبح لعياله في كلّ يوم شاة ، ويقسم لهم من الطّعام مع ذلك ما يسعهم ، وكان في عصره نبي من الأنبياء كريم على الله لا يؤبه له ، قد أخمل نفسه ولزم السّياحة ، ورفض الدّنيا فلا يشتغل بشيء منها ، فإذا بلغ من الجهد توخّى دور الأنبياء وأبناء الأنبياء والصّالحين ، ووقف لها وسأل ممّا يسأل السّؤال ، من غير أن يعرف به ، فإذا أصاب ما يسمك رمقه مضى لما هو عليه ، ( ولمّا أغري ) (١) ليلة بباب يعقوب وقد فرغوا من طعامهم ، وعندهم منه بقيّة كثيرة ، فسأل فأعرضوا عنه ، فلا هم أعطوه شيئاً ولا صرفوه ، وأطال الوقوف ينتظر ما عندهم ، حتّى أدركه ضعف الجهد وضعف طول القيام ، فخرّ من قامته قد غشي عليه ، فلم يقم إلّا بعد هَوِىّ من اللّيل ، فنهض لما به ومضى لسبيله ، فرأى يعقوب في منامه تلك اللّيلة ملكاً أتاه فقال : يا يعقوب ، يقول لك ربّ العالمين : وسعت عليك في المعيشة ، وأسبغت عليك النّعمة ، فيعتري ببابك نبيّ من أنبيائي كريم عليّ ، قد بلغ الجهد فتعرض أنت وأهلك عنه ، وعندكم من فضول ما أنعمت به عليكم ما القليل منه يحييه ، فلم تعطوه شيئاً ولم تصرفوه فيسأل غيركم ، حتى غشي عليه فخرّ من قامته لاصقاً بالأرض عامّة ليلته ، وأنت في فراشك مستبطن متقلّب في نعمتي عليك ، وكلاكما بعيني ، وعزّتي وجلالي لأبتلينّك ببليّة تكون لها حديثاً في الغابرين ، فانتبه يعقوب ( عليه السلام ) مذعوراً ، وفزع إلى محرابه فلزم البكاء والخوف حتّى أصبح ، أتاه بنوه يسألونه ذهاب يوسف معهم » ثمّ ذكر أبو جعفر ( عليه السلام ) قصة يوسف بطولها .

____________________________

(١) في المصدر : وأنه اعترى ذات ، والظاهر أنه أصوب إذ أن عراه واعتراه : غشيه طالباً معروفه ( لسان العرب ج ١٥ ص ٤٤ ) .

٢٠١

[ ٨٠٣٢ ] ١٠ ـ عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى : عن أبي البقاء ابراهيم بن الحسين البصري ، عن أبي طالب محمد بن الحسن ، عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن وهبان الدّبيلي ، عن عليّ بن أحمد بن كثير العسكري ، عن أحمد بن المفضّل أبي سلمة الأصفهاني ، عن أبي علي راشد بن عليّ بن وائل القرشي ، عن عبد الله بن حفص المدني ، عن محمد بن إسحاق ، عن سعيد بن زيد بن أرطأة ، عن كميل بن زياد ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال فيما أوصاه إليه : « البركة في المال من إعطاء (١) الزكاة ، ومواساة المؤمنين ، وصلة الأقربين ، وهم الأقربون (٢) يا كميل ، زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سواه من المؤمنين ، وكن بهم أرأف وعليهم أعطف ، وتصدّق على المساكين ، يا كميل ، لا تردّن سائلاً ولو بشقّ تمرة ، أو من شطر عنب ، يا كميل ، الصّدقة تنمى عند الله تعالى » الخبر .

ورواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول (٣) ، ويوجد في بعض نسخ نهج البلاغة .

[ ٨٠٣٣ ] ١١ ـ الشّيخ إبراهيم الكفعمي في كتاب مجموع الغرائب : عن الجواهر للشيخ الفاضل محمد بن محاسن البادرائي ، أنّه روى : أنّ عيسى ( عليه السلام ) قال : من ردّ السائل محروماً ، لا تغشى الملائكة بيته سبعة أيّام .

____________________________

١٠ ـ بشارة المصطفى ص ٢٥ .

(١) في المصدر : إيتاء .

(٢) وفيه : الأقربون لنا .

(٣) تحف العقول ص ١١٥ .

١١ ـ مجموع الغرائب :

٢٠٢

[ ٨٠٣٤ ] ١٢ ـ الشّيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « للسّائل حقّ وإن جاء على فرس » .

[ ٨٠٣٥ ] ١٣ ـ وعن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، أنّ سائلاً كان يسأل يوماً ، فقال ( عليه السلام ) : « أتدرون ما يقول ؟ » قالوا : لا ، ياابن رسول الله قال ( عليه السلام ) : « يقول : أنا رسولكم إن أعطيتموني شيئاً أخذته وحملته إلى هناك ، وإلّا أرد إليه وكفّي صفر » .

[ ٨٠٣٦ ] ١٤ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « لولا أنّ السّائلين (١) يكذبون ، ما قدّس من ردّهم » .

[ ٨٠٣٧ ] ١٥ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه كان يقول : « اللّهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً ، واحشرني في زمرة المساكين » فقالت له إحدى زوجاته : لم تقول هكذا ؟ قال : « لأنهم يدخلون الجنّة قبل الأغنياء بأربعين عاماً ، ثم قال : أنظري ألّا تزجري المسكين ، وإن سأل شيئاً فلا تردّيه ولو بشقّ تمرة ، وأحبيه وقربيه إلى نفسك ، حتّى يقرّبك الله تعالى إلى رحمته » .

[ ٨٠٣٨ ] ١٦ ـ وروي : أنّ الله تعالى يقول يوم القيامة لبعض عباده : استطعمتك فلم تطعمني ، واستقيتك فلم تسقني ، واستكسيتك فلم

____________________________

١٢ ـ تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٦٧ ، وفي ج ٥ ص ٥٤٨ ، وأخرجه في البحار ج ٩٦ ص ١٧ ح ٢ عن جامع الأخبار ص ١٦٢ .

١٣ ـ تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٦٧ .

١٤ ـ تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٦٧ .

(١) في المصدر : السّؤال .

١٥ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٦٦ .

١٦ ـ تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ٢٨١ .

٢٠٣

تكسني ، فيقول العبد : إلهي أنه كان ، وكيف كان ؟ فيقول تعالى : العبد الفلاني الجائع استطعمك فما أطعمته ، والفلاني العاري استكساك فما كسوته ، فلأمنعنك اليوم فضلي كما منعته .

[ ٨٠٣٩ ] ١٧ ـ أبو علي محمد بن همام في كتاب التّمحيص : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة وثلاث خصال ـ إلى أن عدّ ( صلى الله عليه وآله ) منها ـ لا يردّ سائلاً ، ولا يبخل بنائل » .

[ ٨٠٤٠ ] ١٨ ـ البحار ، عن الدّيلمي في أعلام الدّين : عن أبي أمامة ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « قال الخضر ( عليه السلام ) : من سُئل بوجه الله عزّ وجلّ فردّ سائله ، وهو قادر على ذلك ، وقف يوم القيامة ليس لوجهه جلد ولا لحم ، ( إلّا ) (١) عظم يتقعقع » الخبر .

[ ٨٠٤١ ] ١٩ ـ محمد بن مسعود العيّاشي في تفسيره : عن زيد الشحّام ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : « ما سئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيئاً قطّ ، فقال : لا ، إن كان عنده أعطاه ، وإن لم يكن عنده ، قال : يكون إن شاء الله » .

[ ٨٠٤٢ ] ٢٠ ـ القطب الراوندي في لبّ اللّباب : عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أنّه خرج ذات يوم معه خمسة دراهم ، فأقسم عليه

____________________________

١٧ ـ التمحيص ص ٧٤ ح ١٧١ .

١٨ ـ البحار ج ١٣ ص ٣٢١ ح ٥٥ عن أعلام الدين ص ١١٢ .

(١) في أعلام الدين : ولا .

١٩ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٦١ ح ٢١٢ .

٢٠ ـ لبّ اللباب : مخطوط .

٢٠٤

فقير فدفعها إليه ، فلمّا مضى فإذا بأعرابي على جمل ، فقال له : اشتر هذا الجمل ، قال : « ليس معي ثمنه » ، قال : اشتر نسية ، فاشتراه بمائة درهم ، ثم أتاه انسان فاشتراه منه بمائة وخمسين درهماً نقداً ، فدفع إلى البايع مائة ، وجاء بخمسين إلى داره ، فسألته ـ أي فاطمة ( عليها السلام ) ـ عن ذلك ، فقال : « أتّجرت مع الله ، فأعطيته واحداً فأعطاني مكانه عشرة » .

[ ٨٠٤٣ ] ٢١ ـ وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من نهر سائلاً ، نهرته الملائكة يوم القيامة » .

٢١ ـ ( باب جواز ردّ السّائل ، بعد إعطاء ثلاثة )

[ ٨٠٤٤ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه وقف به سائل وهو مع جماعة من أصحابه ، فسأله فأعطاه ، ثمّ جاء آخر فسأله فأعطاه ثم جاء الثالث (١) فأعطاه ثمّ جاء الرّابع فقال له : « يرزقنا الله وإيّاك » ثم قال لأصحابه : « لو أنّ رجلاً عنده مائة ألف ، ثمّ أراد ان يضعها موضعها لوجد » .

[ ٨٠٤٥ ] ٢ ـ محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره : عن عجلان ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فجاءه سائل ، فقام إلى مكتل فيه تمر فملأ يده ثمّ ناوله ، ثمّ جاء آخر فسأله ، فقام فأخذ بيده

____________________________

٢١ ـ لب اللباب : مخطوط .

الباب ٢١

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٥ ح ١٢٦٦ .

(١) في المصدر زيادة : فسأله .

٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٩ ح ٥٩ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٦٩ ح ٥٩ .

٢٠٥

فناوله ، ثمّ جاء آخر فسأله ، فقال : « رزقنا الله وإيّاك » (١) .

٢٢ ـ ( باب عدم جواز الرجوع في الصّدقة ، وحكم صدقة الغلام )

[ ٨٠٤٦ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « إذا تصدّق الرجل بصدقة ، لم يحلّ له أن يشتريها ، ولا أن يستوهبها ، ولا أن يملكها ، بعد أن تصدّق بها ، إلّا بالميراث ، فإنّها (١) إن دارت له بالميراث حلّت له » .

[ ٨٠٤٧ ] ٢ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : عن كتاب الفنون ، قال : نام رجل من الحاجّ في المدينة فتوهّم أنّ هميانه سرق ، فخرج فرأى جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، مصلّيا ولم ، يعرفه فتعلّق به وقال له : أنت أخذت همياني ، قال : « ما كان فيه ؟ » قال : ألف دينار ، قال : فحمله إلى داره ، ووزن له ألف دينار ، وعاد إلى منزله ووجد هميانه ، فرجع (١) إلى جعفر ( عليه السلام ) معتذراً بالمال فأبى قبوله ، وقال ( عليه السلام ) : « شيء خرج من يدي لا يعود إليّ » ( إلى أن ) (٢)

____________________________

(١) ورد في هامش الطبعة الحجرية ، منه ( قدّه ) ما نصّه : « هذا الخبر رواه الكليني في الكافي ج ٤ ص ٥٥ ح ٧ باسناده عن عجلان كما في الأصل ، وفيه أنهم كانوا أربعة أعطى ثلاثة منهم وردّ الرابع فالظاهر أنه سقط في نسخة العياشي جملة أخرى ، والله العالم » .

الباب ٢٢

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٩ ح ١٢٧٥ .

(١) في الطبعة الحجرية « فانهما » وما أثبتناه من المصدر .

٢ ـ المناقب لابن شهر آشوب ج ٤ ص ٢٧٤ .

(١) في المصدر : فعاد .

(٢) ليس في المصدر .

٢٠٦

قال : فسأل (٣) الرّجل ، فقيل : هذا جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، قال : لا جرم هذا فعال مثله .

[ ٨٠٤٨ ] ٣ ـ السيّد عليّ بن طاووس في مهج الدّعوات : نقلاً من كتاب عتيق ، حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة ، عن محمد بن العبّاس العاصمي ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أبيه ، عن محمد بن الرّبيع الحاجب ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ـ في حديث طويل ـ أنّه قال : « أنّا أهل بيت لا نرجع في معروفنا » الخبر .

٢٣ ـ ( باب استحباب التماس الدّعاء من السّائل ، واستحباب دعاء السّائل لمن أعطاه )

[ ٨٠٤٩ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لا تستخفوا بدعاء المساكين للمرضى منكم ، فإنّه يستجاب لهم فيكم ، ولا يستجاب لهم في أنفسهم » .

[ ٨٠٥٠ ] ٢ ـ الشّيخ المفيد في الاختصاص : عن القاسم ، عن بريد العجلي ، عن أبيه ، قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقلت له : جعلت فداك ، قد كان الحال حسنة ، وإنّ الأشياء اليوم متغيّرة ، فقال : « إذا قدمت الكوفة فاطلب عشرة دراهم ، فإن لم تصبها فبع وسادة من وسائدك بعشرة دراهم ، ثمّ ادع عشرة من أصحابك واصنع لهم طعاماً ، فإذا أكلوا فاسألهم فيدعوا الله لك » قال : فقدمت الكوفة فطلبت عشرة دراهم فلم أقدر عليها ، حتى بعت

____________________________

(٣) وفيه : فسأل عنه .

٣ ـ مهج الدعوات ص ١٩٦ .

الباب ٢٣

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٣٦ ح ٤٧٨ .

٢ ـ الاختصاص ص ٢٤ .

٢٠٧

وسادة لي بعشرة دراهم كما قال ، وجعلت لهم طعاماً ، ودعوت أصحابي عشرة ، فلمّا أكلوا سألتهم أن يدعوا الله لي ، فما مكثت حتّى مالت إليّ (١) الدّنيا .

٢٤ ـ ( باب استحباب المساعدة على إيصال الصّدقة والمعروف إلى المستحقّ )

[ ٨٠٥١ ] ١ ـ الصّدوق في الخصال : عن حمزة بن محمد العلوي (١) ، عن عليّ بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن جعفر الأشعري ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الدّال على الخير كفاعله » .

[ ٨٠٥٢ ] ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من شفع شفاعة حسنة أو أمر بمعروف ، فإن الدّال على الخير كفاعله » .

[ ٨٠٥٣ ] ٣ ـ القطب الراوندي في لبّ اللّباب : قال : روي أنّ الصّدقة لتجري على سبعين رجلاً ، تكون أجر آخرهم كأوّلهم .

____________________________

(١) في المصدر عليّ .

الباب ٢٤

١ ـ الخصال ص ١٣٤ ح ١٤٥ .

(١) كذا في المصدر ، وفي النسخة الحجرية « حمزة بن الحسن العلوي » راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٧٨ و ٢٨١ ، ومجمع الرجال ج ٧ ص ٢٣٦ .

٢ ـ الجعفريات ص ١٧١ .

٣ ـ لب اللباب : مخطوط .

٢٠٨

[ ٨٠٥٤ ] ٤ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الخازن الأمين الذي يؤدّي ما ائتمن به ، طيبة به نفسه فإنّه أحد المتصدّقين » .

[ ٨٠٥٥ ] ٥ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « صدقة المرأة من بيت زوجها ، غير مسرفة ولا مضرّة ، مع علم عدم كراهيّة ، لها أجر وله مثلها ، لها بما أنفقت ، وله بما اكتسب ، وللخازن مثل ذلك » .

٢٥ ـ ( باب مواساة المؤمن في المال )

[ ٨٠٥٦ ] ١ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « أشدّ الأعمال ثلاثة : إنصاف النّاس من نفسك ، حتّى لا ترضى لهم إلّا ما ترضى به لها منهم ، ومواساة الأخ في الله (١) ، وذكر الله على كلّ حال » .

[ ٨٠٥٧ ] ٢ ـ وعن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قلت : ما أشدّ ما عمل العباد ؟ قال : « إنصاف المرء من نفسه ، ومواساة المرء أخاه ، وذكر الله على كلّ حال » الخبر .

[ ٨٠٥٨ ] ٣ ـ الصدوق في مصادقة الإِخوان : عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « إختبر شيعتنا في خصلتين ، فإن كانتا

____________________________

٤ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٤ .

٥ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٥ .

الباب ٢٥ .

١ ـ الغايات ص ٧٣ .

(١) في المصدر : المال .

٢ ـ الغايات ص ٧٤ .

٣ ـ مصادقة الإخوان ص ٣٦ ح ٢ .

٢٠٩

فيهم ( وإلّا فاغرب ثمّ اغرب ) (١) ، قلت : ما هما ؟ قال : المحافظة على الصّلاة (٢) ، والمواساة للإِخوان وإن كان الشّيء قليلاً » .

[ ٨٠٥٩ ] ٤ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « المواساة أفضل الأعمال ، وقال (١) : أحسن الإِحسان مواساة الإِخوان » .

[ ٨٠٦٠ ] ٥ ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « يجيء أحدكم إلى أخيه ، فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه » ، فقلت : ما أعرف ذلك فينا ، قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « فلا شيء إذاً » ، قلت : فالهلكة إذاً ؟ قال : « إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد » .

[ ٨٠٦١ ] ٦ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سيّد الأعمال ثلاث : إنصاف النّاس من نفسك ومواساة الأخ في الله ، وذكرك الله تعالى في كل حال » .

[ ٨٠٦٢ ] ٧ ـ أصل من أصول القدماء : قال : دخل رجل إلى جعفر بن

____________________________

(١) في المصدر : وإلّا فأعزب ثم أعزب .

(٢) في المصدر : الصلوات في مواقيتهن .

٤ ـ درر الحكم ودرر الكلم ص ٤٧ ح ١٣٥٩ .

(١) نفس المصدر ص ١٨٤ ح ١٩٧ .

٥ ـ المؤمن ص ٤٤ ح ١٠٣ .

٦ ـ الجعفريات ص ٢٣٠ .

٧ ـ أصل من أصول القدماء .

٢١٠

محمد ( عليهما السلام ) ، وقال : يابن رسول الله ، ما المروّة ؟ قال : « ترك الظّلم ومواساة الإِخوان في السعة » الخبر .

[ ٨٠٦٣ ] ٨ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنّه أوصى لبعض (١) شيعته فقال : يا معشر شيعتنا ، اسمعوا وافهموا وصايانا وعهدنا إلى أوليائنا ، اصدقوا في قولكم ، وبرّوا في أيمانكم لأوليائكم وأعدائكم ، وتواسوا بأموالكم ، وتحابّوا بقلوبكم » الخبر .

وباقي أخبار الباب ، يأتي في أبواب العشرة من كتاب الحجّ .

٢٦ ـ ( باب استحباب الإِيثار على النّفس ولو بالقليل ، لغير صاحب العيال )

[ ٨٠٦٤ ] ١ ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن سماعة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سألناه عن الرّجل لا يكون عنده إلّا قوت يومه ، ومنهم من عنده قوت شهر ، ومنهم من عنده قوت سنة ، أيعطف من عنده قوت يوم على من ليس عنده شيء ؟ ومن عنده قوت شهر على من دونه ؟ والسنة (١) على نحو ذلك ؟ وذلك كلّه الكفاف الذي لا يلام عليه ، فقال ( عليه السلام ) : « هما أمران ، أفضلهم (٢) فيه أحرصكم على الرّغبة فيه والأثرة على نفسه ، إن الله عزّ وجلّ

____________________________

٨ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٦٤ .

(١) في المصدر : بعض ، والظاهر هو الصحيح .

الباب ٢٦

١ ـ المؤمن ص ٤٤ ح ١٠٢ .

(١) في المصدر : ومن عنده قوت سنة على من دونه .

(٢) وفيه : أفضلكم .

٢١١

يقول : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (٣) وإلّا لا يلام عليه ، اليد العليا خير من اليد السّفلى ، ويبدأ بمن يعول » .

[ ٨٠٦٥ ] ٢ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « قد فرض الله التّحمل على الأبرار في كتاب الله » ، قيل : وما التّحمل ؟ قال : « إذا كان وجهك آثر من (١) وجهه التمست له ، وقال في قول الله عزّ وجل : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (٢) وقال : لا تستأثر عليه بما هو أحوج إليه منك » .

[ ٨٠٦٦ ] ٣ ـ سبط الشّيخ الطّبرسي في مشكاة الأنوار : عن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه سئل : ما أدنى حقّ المؤمن على أخيه ؟ قال : « أن لا يستأثر عليه بما هو أحوج إليه منه » .

[ ٨٠٦٧ ] ٤ ـ وعن أنس [ قال ] (١) : أنّه أهدي لرجل من أصحاب النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، رأس شاة مشوي فقال : إنّ أخي فلاناً وعياله أحوج إلى هذا حقّاً ، فبعث [ به ] (٢) إليه ، فلم يزل يبعث به واحد بعد واحد ، حتّى تداولوا بها سبعة أبيات ، حتّى رجعت إلى الأوّل ، فنزل ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ

____________________________

(٣) الحشر ٥٩ : ٩ .

٢ ـ المؤمن ص ٤٤ ج ١٠٤ .

(١) في الطبعة الحجرية « عن » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) الحشر ٥٩ : ٥ .

٣ ـ مشكاة الأنوار ص ١٩٢ .

٤ ـ مشكاة الأنوار ص ١٨٨ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) أثبتناه ليستقيم المعنى .

٢١٢

نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٣) وفي رواية : فتداولته تسعة أنفس ، ثم عاد إلى الأوّل .

[ ٨٠٦٨ ] ٥ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السّلام ) ، قال : « ثلاثة من حقائق الإِيمان : الإِنفاق من الإِقتار ، والإِنصاف من نفسك ، وبذل السلام لجميع العالم » .

[ ٨٠٦٩ ] ٦ ـ زيد الزّراد في أصله : قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : نخشى أن لا نكون مؤمنين ، قال : « ولم ذاك ؟ » فقلت : وذلك أنّا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره ، ونجد الدّينار والدّرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال : « كلّا ، إنّكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتى يخرج قائمنا ، فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين ، ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون ، إذاً لرفعنا الله إليه ، وأنكرتم الأرض وأنكرتم السّماء ، [ بل ] (١) والذي نفسي بيده ، إنّ في الأرض في أطرافها مؤمنين ، ما قدر الدّنيا كلّها عندهم يعدل جناح بعوضة ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ هم البررة بالإِخوان في حال اليسر والعسر ، والمؤثرون على أنفسهم في حال العسر ، كذلك وصفهم الله فقال : ( وَيُؤْثِرُونَ ) (٢) الآية ـ إلى أن

____________________________

(٣) الحشر ٥٩ : ٩ .

٥ ـ الجعفريات ص ٢٣١ .

٦ ـ أصل زيد الزرّاد ص ٦ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) الحشر ٥٩ : ٩ .

٢١٣

قال ـ حليتهم طول السكوت بكتمان السّر ، والصّلاة ، والزّكاة ، والحجّ ، والصوم : والمواساة للإِخوان في حال اليسر والعسر » الخبر .

[ ٨٠٧٠ ] ٧ ـ وفيه : قال زيد : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : « خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم ، ومن خالص الإِيمان البرّ بالإِخوان ، وفي ذلك محبّة من الرّحمان ، ومرغمة من الشّيطان ، وتزحزح عن النيران » .

[ ٨٠٧١ ] ٨ ـ الشيخ الطوسي في أماليه : بإسناده عن أبي ذر رحمه الله ، عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أيّ الصّدقة أفضل ؟ قال : « جهد من مقل إلى فقير ( في سرّ ) (١) » .

كتاب الغايات (٢) لجعفر بن أحمد القمي : مثله .

[ ٨٠٧٢ ] ٩ ـ وعن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) ، قال : قلت : ما أفضل الصّدقة ؟ قال : « جهد المقلّ ، أما سمعت الله يقول : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (١) ويرى هيهنا فضلاً » .

[ ٨٠٧٣ ] ١٠ ـ محمد بن عليّ بن شهر آشوب في المناقب : قال : روى جماعة عن عاصم بن كليب ، عن أبيه واللّفظ له ، عن أبي هريرة : أنّه جاء

____________________________

٧ ـ أصل زيد الزرّاد ص ٢ .

٨ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٥٣ .

(١) كان في الطبعة الحجرية « محتال » .

(٢) الغايات ص ٦٨ .

٩ ـ الغايات ص ٧٧ .

(١) الحشر ٥٩ : ٩ .

١٠ ـ مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ٧٤ .

٢١٤

رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى أزواجه ، فقلن : ما عندنا إلّا الماء ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « من لهذا الرّجل اللّيلة ؟ » فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « أنا يا رسول الله » فأتى فاطمة ( عليها السلام ) وسألها : « ما عندك يا بنت رسول الله ؟ فقالت : ما عندنا إلّا قوت الصّبية ، لكنّا نؤثر ضيفنا به ، فقال ( عليه السلام ) » : يا بنت محمد نوّمي الصّبية ، واطفئي المصباح ، وجعلا يمضغان بألسنتهما ، فلمّا فرغا من الأكل أتت فاطمة ( عليها السلام ) بسراج ، فوجدت الجفنة مملوّة من فضل الله ، فلمّا أصبح صلى مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فلمّا سلم النبي ( صلى الله عليه وآله ) من صلاته ، نظر إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبكى بكاءً شديداً وقال : « يا أمير المؤمنين ، لقد عجب الرّب من فعلكم البارحة ، إقرأ ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (١) » أي مجاعة . . . الخبر .

[ ٨٠٧٤ ] ١١ ـ وعن محمد بن العتمة (١) ، عن أبيه ، عن عمّه ، قال : رأيت في المدينة رجلاً على ظهره قربة وفي يده صحفة ، يقول : « اللّهم وليّ المؤمنين (٢) وجار المؤمنين ، اقبل قرباني اللّيلة ، فما أمسيت أملك سوى ما في صحفتي وغير ما يواريني ، فإنّك تعلم إنّي منعت نفسي [ مع شدّة ] (٣) سغبي ، أطلب القربة إليك غنماً ، اللّهم فلا تخلق وجهي ولا تردّ دعوتي » فأتيته حتّى عرفته فإذا هو علي بن أبي طالب

____________________________

(١) الحشر ٥٩ : ٩ .

١١ ـ مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ٧٦ ، وعنه في البحار ج ٤١ ص ٢٩ .

(١) في المصدر : الصمة .

(٢) في المصدر زيادة : وإله المؤمنين .

(٣) أثبتناه من المصدر .

٢١٥

( عليه السلام ) ، فأتى رجلاً فأطعمه .

[ ٨٠٧٥ ] ١٢ ـ الشّيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره : عن شقيق بن سلمة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : صلّى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة صلاة العشاء ، فقام رجل من بين الصّف ، فقال : يا معاشر المهاجرين والأنصار ، أنا رجل غريب فقير ، وأسألكم في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فاطعموني ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أيّها الحبيب لا تذكر الغربة ، فقد قطعت نياط قلبي ، أمّا الغرباء فأربعة ، قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : مسجد ظهراني قوم لا يصلّون فيه ، وقرآن في أيدي قوم لا يقرؤون فيه ، وعالم بين قوم لا يعرفون حاله ولا يتفقّدونه ، وأسير في بلاد الرّوم بين الكفّار لا يعرفون الله ، ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : من الذي يكفي مؤونة هذا الرّجل ؟ فيبوّئه الله في الفردوس الأعلى ، فقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأخذ بيد السائل ، وأتى به إلى حجرة فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال : يا بنت رسول الله ، انظري في أمر هذا الضّيف ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ياابن العمّ ، لم يكن في البيت إلّا قليل من البرّ ، صنعت منه طعاماً ، والأطفال محتاجون إليه ، وأنت صائم ، والطعام قليل لا يغني غير واحد ، فقال : أحضريه ، فذهبت وأتت بالطّعام ووضعته ، فنظر إليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فرآه قليلاً ، فقال في نفسه : لا ينبغي أن آكل من هذا الطّعام ، فإن أكلته لا يكفي الضيف ، فمدّ يده إلى السّراج يريد أن يصلحه فأطفأه ، وقال لسيّدة النّساء ( عليها السلام ) : تعلّلي في إيقاده ، حتّى يحسن الضّيف أكله ثمّ إئتيني به ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يحرّك فمه المبارك ، يري الضّيف أنّه يأكل ولا يأكل ، إلى أن فرغ الضّيف من

____________________________

١٢ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٢٨٩ .

٢١٦

أكله وشبع ، وأتت خير النّساء ( عليها السلام ) بالسّراج ووضعته ، وكان الطّعام بحاله ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لضيفه : لم ما أكلت الطّعام ؟ فقال : يا أبا الحسن أكلت الطّعام وشبعت ، ولكنّ الله تعالى بارك فيه ، ثم أكل من الطّعام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وسيّدة النّساء ، والحسنان ( عليهم السلام ) ، وأعطوا منه جيرانهم ، وذلك ممّا بارك الله تعالى فيه ، فلمّا أصبح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أتى إلى مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، كيف كنت مع الضّيف ؟ فقال : بحمد الله ـ يا رسول الله ـ بخير ، فقال : إنّ الله تعالى تعجب ممّا فعلت البارحة ، من إطفاء السّراج والامتناع من الأكل للضّيف ، فقال : من أخبرك بهذا ؟ فقال : جبرائيل ، وأتى بهذه الآية في شأنك ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ) (١) الآية » .

[ ٨٠٧٦ ] ١٣ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنّه رأى يوماً جماعة فقال : « من أنتم ؟ » قالوا : نحن قوم متوكّلون ، فقال : « ما بلغ بكم توكّلكم ؟ » قالوا : إذا وجدنا أكلنا ، وإذا فقدنا صبرنا ، فقال ( عليه السلام ) : « هكذا يفعل الكلاب عندنا » ، فقالوا : كيف نفعل يا أمير المؤمنين ؟ فقال : « كما نفعله ، إذا فقدنا شكرنا ، وإذا وجدنا آثرنا » .

____________________________

(١) الحشر ٥٩ : ٩ .

١٣ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٢٩٠ .

٢١٧

٢٧ ـ ( باب استحباب تقبيل الإِنسان يده بعد الصّدقة ، وتقبيل ما تصدّق به ، وشمّه بعد القبض ، وتقبيل يد السّائل )

[ ٨٠٧٧ ] ١ ـ الشّيخ في مجالسه : عن أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمد بن الزّبير ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشاني ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « كان عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) يقول : الصّدقة تطفىء غضب الرّب ، قال : وكان يقبل الصّدقة قبل أن يعطيها السّائل ، قيل له : ما يحملك على هذا ؟ قال : فقال : لست أقبل يد السّائل ، إنّما أقبل يد ربي ، إنها تقع في يد ربي ، قبل أن تقع في يد السّائل » .

٢٨ ـ ( باب استحباب القرض للصّدقة ، وصدقة من عليه قرض ، واستحباب الزّيادة في قضاء الدّين )

[ ٨٠٧٨ ] ١ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن ذريح المحاربي ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « أتى رجل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسأله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من عنده سلف ؟ فقال رجل : أنا يا رسول الله ، وأسلفه أربعة أوساق ، ولم يكن له غيرها ، فأعطاها السائل ، فمكث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما شاء الله ، ثمّ إنّ المرأة قالت لزوجها : أما

____________________________

الباب ٢٧

١ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٨٥ .

الباب ٢٨

١ ـ بل كتاب محمد بن المثنى الحضرمي ص ٨٣ .

٢١٨

آن لك أن تطلب سلفك ، فتقاضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : سيكون ذلك ، ففعل ذلك الرّجل مرّتين أو ثلاثاً ، ثمّ أنّه دخل ذات يوم عند اللّيل ، فقال له ابن له : جئت بشيء ؟ فإنّي لم أذق شيئاً اليوم ، ثم قال : والولد فتنة ، فغدا الرجل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : سلفي ، فقال : سيكون ذلك ، فقال : حتّى متى سيكون ذلك ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من عنده سلف ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، فأسلفه ثمانية أوساق ، فقال الرجل : إنّما لي أربعة ، فقال له : خذها ، فأعطاها إيّاه » .

[ ٨٠٧٩ ] ٢ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : قال : روت الخاصّة والعامّة ، عن الخدري : أنّ عليّاً ( عليه السلام ) أصبح ساغباً ، فسأل فاطمة ( عليها السلام ) طعاماً ، فقالت : « ما كان إلّا ما أطعمتك منذ يومين ، آثرت به على نفسي وعلى الحسن والحسين » ـ إلى أن قال ـ فخرج واستقرض من النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ديناراً ، فخرج يشتري به شيئاً ، فاستقبله المقداد قائلاً : ما شاء الله ، فناوله عليّ ( عليه السلام ) الدينار ، ثمّ دخل المسجد فوضع رأسه ونام . . . الخبر .

وهذا الخبر ، رواه جماعة من أصحابنا ، بألفاظ مختلفة ، أجمعها وأطولها ما رواه الشّيخ أبو الفتوح الرّازي (١) في تفسيره ، وقد أخرجناه في كتابنا المسمّى بالكلمة الطّيبة .

____________________________

٢ ـ المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٧٦ .

(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٦٣ .

٢١٩

٢٩ ـ ( باب تحريم السّؤال من غير احتياج )

[ ٨٠٨٠ ] ١ ـ الشيخ الطوسي في مجالسه : عن الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزّعفراني ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا محمد ، لو يعلم السّائل ما في المسألة ، ما سأل أحد أحداً ، ولو يعلم المعطي ما في العطيّة ، ما ردّ أحد أحداً ـ قال : ثم قال لي ـ يا محمد ، أنّه من سأل وهو بظهر (١) غنى ، لقي الله مخموشاً وجهه » .

[ ٨٠٨١ ] ٢ ـ القطب الراوندي في الخرائج : روى أنّ رجلاً جاء إلى النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ما طعمت طعاماً منذ يومين ، فقال : « عليك بالسّوق » فلمّا كان من الغد ، دخل فقال : يا رسول الله ، أتيت السّوق أمس فلم أصب شيئاً ، فبتّ بغير عشاء ، قال : « فعليك بالسّوق » فأتى بعد ذلك أيضاً ، فقال : « عليك بالسّوق » فانطلق إليها ، فإذا عير قد جاءت وعليها متاع فباعوه بفضل دينار ، فأخذه الرّجل وجاء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ما أصبت شيئاً ، قال : « بل أصبت من عير آل فلان شيئاً » قال : لا ، قال : « بلى ، ضرب لك فيها بسهم ، وخرجت منها بدينار » قال : نعم ، قال : « فما حملك على أن تكذب ؟ » قال : أشهد أنّك صادق ، ودعاني إلى ذلك إرادة أن أعلم ، أتعلم ما يعمل النّاس ؟ وأن أزداد خيراً إلى

____________________________

الباب ٢٩

١ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٧٧ .

(١) في المصدر : يظهر غنى .

٢ ـ الخرائج والجرايح ص ٨٠ باختلاف يسير .

٢٢٠