مستدرك الوسائل - ج ٧

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٧

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

١١ ـ ( باب استحباب الصّدقة في السرّ ، واختيارها على الصّدقة في العلانيّة )

[ ٧٩٧٦ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الصّدقة في السّر ، تطفىء غضب الرّب عزّ وجلّ » .

[ ٧٩٧٧ ] ٢ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « صنيع (١) المعروف يدفع ميتة السّوء ، والصدقة في السّر تطفىء غضب الرّب ، وصلة الرّحم تزيد في العمر وتنفي الفقر ، وقول لا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم كنز من كنوز الجنّة ، وهي شفاء من تسعة وتسعين داء ، أدناه الهمّ » .

[ ٧٩٧٨ ] ٣ ـ البحار : عن كتاب الإِمامة والتّبصرة : عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن عليّ بن محمد بن محمد بن أبي القاسم ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الصدقة في السّر ، تطفىء غضب الرّب » .

____________________________

الباب ١١

١ ـ الجعفريات ص ٥٦ .

٢ ـ الجعفريات ص ١٨٨ .

(١) في المصدر : صنع .

٣ ـ البحار ج ٩٦ ص ١٣٧ ح ٧١ بل عن جامع الأحاديث ص ١٥ .

١٨١

[ ٧٩٧٩ ] ٤ ـ الشيخ الطوسي في مجالسة : عن أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمد بن الزّبير ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن زرق العمشاني ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « كان عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) ، يقول : الصّدقة ( في السّر ) (١) ، تطفىء غضب الرّب » الخبر .

[ ٧٩٨٠ ] ٥ ـ دعائم الاسلام : ( عن أمير المؤمنين عليه السلام ) ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّ صدقة السّر تطفىء غضب الرّب ، فإذا تصدّق أحدكم بيمينه ، فليخفها عن شماله » .

[ ٧٩٨١ ] ٦ ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لمّا أخذت في غسل أبي علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أحضرت معي من رآه من أهل بيته ، فنظروا إلى مواضع السجود منه في ركبتيه وظاهر قدميه وبطن كفّيه وجبهته ، قد غلظت من أثر السجود حتى صارت كمبارك البعير ، وكان صلوات الله عليه يصلّي في كلّ يوم وليلة ألف ركعة ، ثم نظروا إلى حبل عاتقه وعليه أثر قد اخشوشن ، فقالوا لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أمّا هذه فقد علمنا أنّها من أثر السّجود ، فما هذا الّذي على عاتقه ؟ قال ( عليه السلام ) : والله ما علم به أحد غيري ، وما علمته من حيث علم إنّي علمته ، ولولا أنّه قد مات ما ذكرته ، كان إذا مضى من اللّيل صدره قام وقد هدأ كل من في منزله ، فأسبغ الوضوء وصلّى ركعتين خفيفتين ، ثمّ نظر إلى كلّ ما فضل في البيت عن قوت

____________________________

٤ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٨٥ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٢ ح ٦٣ .

(١) ليس في المصدر والبحار .

٥ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٠ ح ١٢٤٧ عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) .

٦ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٠ ح ١٢٤٨ باختلاف يسير في الألفاظ .

١٨٢

أهله فجعله في جراب ، ثمّ رمى به إلى عاتقه ، وخرج محتسباً يتسلل لا يعلم به أحد ، فيأتي دوراً فيها أهل مسكنة وفقر فيفرّق ذلك عليهم وهم لا يعرفونه ، إلّا أنّهم قد عرفوا ذلك عنه ، فكانوا ينتظرونه ، فإذا أقبل قالوا : هذا صاحب الجراب ، وفتحوا أبوابهم له ، ففرّق عليهم ما في الجراب وانصرف به فارغاً يبتغي بذلك فضل صدقة السّر ، وفضل صدقة اللّيل ، وفضل إعطاء الصّدقة بيده ، ثم يرجع فيقوم في محرابه فيصلّي باقي ليله ، فهذا الذي ترون على عاتقه أثر ذلك الجراب » .

[ ٧٩٨٢ ] ٧ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّ صدقة السّر لتطفئ غضب الرّب ، وإن الصدقة لتطفئ الخطايا كما يطفىء الماء النّار ، وإنّ الصدقة لتدفع ميتة السّوء ، وإنّ صلة الرّحم لتزيد في [ الرزق و ] (١) العمر وتنفي الفقر ، وإنّ قول ( لا إله إلّا الله ، و ) (٢) لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، كنز من كنوز الجنّة ، وهي شفاء من تسعة وتسعين داء ، أوّلها الهم » .

[ ٧٩٨٣ ] ٨ ـ وعن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، أنّه لمّا غسل أباه عليّاً ( عليه السلام ) ، نظروا إلى مواضع المساجد من ركبتيه وظاهر قدميه ، كأنّها مبارك البعير ، ونظروا إلى عاتقه وفيه مثل ذلك ، فقالوا لأبي محمّد ( عليه السلام ) : ياابن رسول الله قد عرفنا (١) أنّ هذا من إدمان [ الصلاة وطول ] (٢) السجود ، فما هذا الذي [ نرى ] (٣) على عاتقه ؟

____________________________

٧ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣١ ح ١٢٤٩ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) ليس في المصدر .

٨ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤١ .

(١) في المصدر : علمنا .

(٢ و ٣) أثبتناه من المصدر .

١٨٣

فقال : ( أما لولا أنّه مات ) (٤) ما حدّثتكم عنه ، كان لا يمرّ به يوم [ من الأيام ] (٥) إلّا أشبع فيه مسكيناً فصاعداً ما أمكنه ، فإذا كان اللّيل نظر إلى ما فضل عن قوت عياله [ يومهم ذلك ] (٦) فجعله في جراب ، فإذا هدأ النّاس وضعه على عاتقه وتخلّل المدينة ، وقصد قوماً لا يسألون النّاس إلحافاً ، ففرّقه فيهم من حيث لا يعلمون من هو ، لا (٧) يعلم بذلك أحد من أهله غيري ، فإنّي كنت اطّلعت ذلك منه ، يرجو بذلك فضل إعطاء الصدقة بيده ودفعها سرّاً ، وكان يقول : إنّ صدقة السّر تطفىء غضب الرّب ، ( كما يطفىء الماء النار ) (٨) » .

[ ٧٩٨٤ ] ٩ ـ الشّيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « صدقة السّر تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النّار ، وتدفع سبعين باباً من البلاء » .

[ ٧٩٨٥ ] ١٠ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « في القيامة سبعة يظلّهم الله تعالى في ظلّ عرشه ، يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ـ وعد ( صلّى الله عليه وآله ) منهم ـ من يتصدّق بيمينه ، ويخفيها عن شماله » .

[ ٧٩٨٦ ] ١١ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « المسرّ بالقرآن كالمسر بالصّدقة ، والجاهر بالقرآن كالجاهر بالصّدقة » .

____________________________

(٤) في المصدر : أمّا أنّه لو كان حيّاً .

(٥ و ٦) أثبتناه من المصدر .

(٧) في المصدر : ولا .

(٨) ليس في المصدر .

٩ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٥ .

١٠ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٥ .

١١ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٥ .

١٨٤

[ ٧٩٨٧ ] ١٢ ـ وعن عبد الله بن عبّاس ، أنه قال : يفضل صدقة التطوّع في السّر على الصّدقة في العلانية ، بسبعين ضعفاً .

[ ٧٩٨٨ ] ١٣ ـ عوالي اللآلي : روى ابن عبّاس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنّ صدقة السّر في التّطوّع تفضل علانيتها بسبعين ضعفاً ، وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرّها بخمسة وعشرين ضعفاً .

[ ٧٩٨٩ ] ١٤ ـ السيّد محمد الحسيني العاملي في كتاب الإِثنا عشريّة في المواعظ العدديّة : نقلاً عن كتاب لباب اللّباب ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال لرجل تمنّى الموت : « الموت شيء لا بدّ منه ، وسفر طويل ينبغي لمن أراده أن يرفع عشر هدايا ـ إلى أن قال ( صلى الله عليه وآله ) ـ وهدية مالك أربعة أشياء : البكاء من خشية الله ، وصدقة السّر ، وترك المعاصي ، وبرّ الوالدين » .

١٢ ـ ( باب استحباب الصّدقة باللّيل )

[ ٧٩٩٠ ] ١ ـ الصّدوق في العيون : عن جعفر بن نعيم بن شاذان ، عن أحمد بن إدريس ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إبراهيم بن العبّاس ، قال : ما رأيت أبا الحسن الرّضا ( عليه السلام ) ، جفا أحداً بكلامه (١) ـ إلى أن قال ـ وكان كثير المعروف والصّدقة في السّر ، وأكثر ذلك يكون منه في اللّيالي المظلمة .

____________________________

١٢ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٥ .

١٣ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ٧٢ ح ١٨٩ .

١٤ ـ الإِثنا عشريّة ص ٣٢٥ .

الباب ١٢

١ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ج ٢ ص ١٨٤ ح ٧ .

(١) في المصدر : بكلمة وفي نسخة بكلام .

١٨٥

[ ٧٩٩١ ] ٢ ـ محمد بن مسعود العيّاشي في تفسيره : عن معلّى بن خنيس ، قال : خرج أبو عبد الله ( عليه السلام ) في ليلة قد رشت (١) ، وهو يريد ظلّة بني ساعدة ، فاتبعته فإذا هو قد سقط منه شيء فقال : « بسم الله اللهم اردده علينا » . فاتيته فسلّمت عليه ، فقال : « معلّى » قلت : نعم جعلت فداك ، قال : « التمس بيدك فما وجدت من شيء فادفعه إليّ » فإذا أنا بخبز كثير منتشر ، فجعلت أدفع إليه الرغيف والرغيفين ، وإذا معه جراب أعجر (٢) من خبز ، قلت : جعلت فداك أحمله عليّ ، فقال : « أنا أولى به منك ، ولكن أمض معي » فأتينا ظلّة بني ساعدة ، فإذا نحن بقوم نيام ، فجعل يدسّ الرغيف والرغيفين ، حتّى أتى على آخرهم ، حتّى إذا انصرفنا ، قلت له : يعرف هؤلاء هذا الأمر ؟ قال : « لا ، لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدّقة ـ وهو الملح ـ إن الله لم يخلق شيئاً إلّا وله خازن يخزنه ، إلّا الصدقة فإنّ الرّب تبارك وتعالى يليها بنفسه ـ إلى أن قال ـ قال ( عليه السلام ) : أنّ صدقة اللّيل تطفىء غضب الرّب ، وتمحو الذّنب العظيم ، وتهون الحساب ، وصدقة النّهار تنمي المال ، وتزيد في العمر » .

____________________________

٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٠٧ ح ١١٤ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٧ ح ٤٨ .

(١) الرش : المطر القليل ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٠٣ ) .

(٢) كيس أعجر : هو الممتلىء ( لسان العرب ج ٤ ص ٥٤٣ ) ، و « أعجر من خبز » في المصدر : وأعجز عن حمله .

١٨٦

١٣ ـ ( باب تأكّد استحباب الصدقة في الأوقات الشريفة ، كيوم الجمعة ويوم عرفة ، وشهر رمضان )

[ ٧٩٩٢ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنّ سائلاً هتف ببابه ، فقال : ( يابن نبي ) (١) الله وإيّاك فاعاد فقال له مثل ذلك فألحّ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « إن أردت فغداً إن شاء الله تعالى » وكان ذلك يوم الخميس ، ثم قال لمن حضر من أصحابه : « إنّ الصّدقة تضاعف يوم الجمعة » وكان ( عليه السلام ) يتصدّق في كلّ يوم جمعة بدينار (٢) .

[ ٧٩٩٣ ] ٢ ـ محمد بن عليّ بن شهر آشوب في المناقب : عن الرّضا ( عليه السلام ) ، أنّه فرق بخراسان ماله كلّه في يوم عرفة ، فقال له الفضل بن سهل : إنّ هذا لمغرم ، فقال ( عليه السلام ) : « بل هو المغنم ، لا تعدّن مغرماً ما اتبعت (١) به أجراً ومكرماً » .

[ ٧٩٩٤ ] ٣ ـ السيّد فضل الله الرّاوندي في نوادره قال : أخبرني أبو الفتح رستم بن مسعود ، عن أحمد بن ابراهيم المعروف بالأخباري ، عن عليّ بن أبي خلف الطبري ، عن عبد الله بن جعفر الحافظ ، عن عمران بن أحمد ، عن أبي محمّد سعيد ، عن أحمد بن موسى ، عن

____________________________

الباب ١٣

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٥ ح ١٢٦٥ .

(١) في المصدر : يغنينا .

(٢) كان في الطبعة الحجرية « بديناً » وما أثبتناه من المصدر .

٢ ـ المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ٣٦١ ، ويأتي في باب ٣٥ ذيل حديث ١ .

(١) في المصدر : ابتغيت .

٣ ـ نوادر الراوندي :               ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٥ ح ٩ .

١٨٧

حمّاد بن عمرو ، عن يزيد بن رفيع ، عن أبي عالية ، عن عبد الله بن [ مسعود ] (١) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « من صام رمضان ـ إلى أن قال ـ ومن تصدّق في شهر رمضان بصدقة مثقال ذرّة فما فوقها ، (٢) كان أثقل عند الله عزّ وجلّ من جبال الأرض ذهباً ، تصدّق بها في غير شهر (٣) رمضان » الخبر ، ويأتي تمامه في كتاب الصوم (٤) .

١٤ ـ ( باب استحباب المبادرة بالصدقة ، قبل مرض الموت )

[ ٧٩٩٥ ] ١ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي في أعلام الدّين : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : « قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لرجل : إذا أردت أن يثري الله مالك فزكّه ، وإذا أردت أن يصحّ الله بدنك فأكثر من الصدقة » .

[ ٧٩٩٦ ] ٢ ـ الرّاوندي في دعواته : سئل الصّادق ( عليه السلام ) : أيّ الصّدقة أفضل ؟ قال : « أن تتصدّق وأنت صحيح تشحّ (١) ، تأمل البقاء وتخاف الفقر ، ولا تمهل حتّى إذا بلغت الحلقوم ، قلت : لفلان كذا ، ولفلان كذا ، وقد كان لفلان » .

____________________________

(١) أثبتناه من البحار .

(٢) في البحار زيادة : إذاً .

(٣) شهر : ليست في البحار .

(٤) يأتي في الحديث ٣ من الباب ١١ من أبواب أحكام شهر رمضان .

الباب ١٤

١ ـ اعلام الدين ص ٨٤ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٢٣ ح ٥٤ .

٢ ـ دعوات الراوندي ص ٤٤ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٨٢ ح ٢٩ .

(١) في المصدر : شحيح .

١٨٨

[ ٧٩٩٧ ] ٣ ـ جامع الأخبار : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « درهم يعطيه الرّجل في صحّته ، خير من عتق رقبة عند الموت » .

[ ٧٩٩٨ ] ٤ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : وفي حديث صحيح : أتى رجل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : أنبّئني بأحقّ النّاس بحسن الصحبة ؟ قال : « أمك » قال : ثم من ؟ قال : « أمك » قال : ثمّ من ؟ قال : « أمّك » قال : ثمّ من ؟ قال : « أبوك » قال : يا رسول الله ، نبّئني عن مالي كيف أتصدّق به ؟ قال : « تصدّق وأنت صحيح شحيح ، تخشى الفقر ، وتأمل الغنى ، ولا تمهل حتى إذا كانت نفسك هيهنا ـ وأشار إلى حلقه ـ قلت : ما لي لفلان ، وأعطوا فلاناً ، فهو لهم وإن كره » .

١٥ ـ ( باب كراهة ردّ السائل الذّكر باللّيل )

[ ٧٩٩٩ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا طرقكم سائل ذكر باللّيل فلا تردّوه » .

____________________________

٣ ـ جامع الأخبار ص ٢١١ .

٤ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٤ .

الباب ١٥

١ ـ الجعفريات ص ٥٧ ، وأخرجه الحر العاملي « قده » في الوسائل ج ٦ ص ٢٨٢ الباب ١٧ عن الكافي ج ٤ ص ٨ ح ٢ والفقيه ج ٢ ص ٣٨ ح ١٠ .

١٨٩

١٦ ـ ( باب استحباب اختيار الصّدقة على المؤمن ، على ما سواها من العبادات المندوبة )

[ ٨٠٠٠ ] ١ ـ الشيخ جعفر بن أحمد بن علي القمي في كتاب الغايات : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : « إنّ فوق كل صدقة صدقة ، والصدقة على فقراء المؤمنين أفضل (١) » .

١٧ ـ ( باب استحباب الصّدقة ولو على غير المؤمن ، حتّى دواب البّرّ والبحر ، وعلى الذّمّي عند ضرورته ، كشدّة العطش )

[ ٨٠٠١ ] ١ ـ الشريف الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمان العلوي الحسيني في كتاب التعازي : بإسناده عن محمّد بن منصور ، عن راشد الطّويل ، عن أبي شريع ، قال : سمعت جعفراً ( عليه السلام ) وهو يقول لأزوي غلام أبي بكر : « يا أزوي ، هل عندك شيء تتصدّق به ؟ » قال : يا سيدي ما نلت من صدقة علّمها من أين أصدّق ؟ قال : « قصدني رجل إلى المسجد ، ذكر أنّه ما طعم طعاماً منذ يومين ولا عياله » قال أزوي : فخرجت فرأيت رجلاً من موالي آل تيم ، ممّن كان يفتري على آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخلت وقلت له : رأيتك مغموماً بهذا السّائل ، ألا أبشّرك ؟ قال لي : « قل » قلت : أنّه من أعدائكم ، فلا تغتم عليه ، فصاح : « يا محمد ـ فخرج عليه مسرعاً ـ فقال : هلمّ بخاتمي ـ فجاء بخاتمين ـ

____________________________

الباب ١٦

١ ـ الغايات ص ٧٧ .

(١) في المصدر : أفضل الصدقة .

الباب ١٧

١ ـ التعازي :

١٩٠

وقال : أدخله عليّ فأدخلته » فأخذ الخاتمين ودفعهما إليه ، ثم قال لي : « يا أزوي ، إن الصدقة فريضة من الله حين وجودها ، ولا سيّما من يظنّ بك الخير » .

[ ٨٠٠٢ ] ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : دخلت الجنّة ، فرأيت فيها صاحب الكلب الذي أرواه من الماء » .

[ ٨٠٠٣ ] ٣ ـ وبهذا الاسناد : عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتوضّأ إذ لاذ به هرّ البيت ، فعرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه عطشان ، فأصغى إليه الإِناء ، حتّى شرب منه الهرّ ، ثم توضأ بفضله » .

[ ٨٠٠٤ ] ٤ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم ، عن سالم بن مكرم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « كان عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) مع أصحابه في طريق مكّة ، فمرّ به ثعلب وهم يتغدّون ، فقال عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) لهم : هل لكم أن تعطوني موثقاً من الله لا تهيّجون هذا الثّعلب ، حتى أدعوه فيجيء إلينا ؟ فحلفوا له ، فقال : يا ثعلب تعال ـ أو قال : ائتنا ـ فجاء الثّعلب حتّى وقع بين يديه ، فطرح إليه عراقاً (١) فولّى به ليأكله ، فقال : هل لكم أن تعطوني موثقاً

____________________________

٢ ـ الجعفريات ص ١٤٢ .

٣ ـ الجعفريات ص ١٣ .

٤ ـ الاختصاص ص ٢٩٧ .

(١) العراق : العظام إذا لم يكن عليها شيء من اللحم . . . وإذا جردت من اللحم ( لسان العرب ج ١٠ ص ٢٤٥ ) .

١٩١

من الله وأدعوه أيضاً فيجيء ؟ فأعطوه ، فدعا فجاء ، ( فكلح رجل ) (٢) في وجهه ، فخرج يعدو ، فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( من الذي حفر ) (٣) ذمّتي ؟ فقال رجل منهم : يا ابن رسول الله ، كلحت (٤) في وجهه ولم أدر ، فاستغفر الله ، فسكت » .

[ ٨٠٠٥ ] ٥ ـ البحار : عن بعض كتب المناقب المعتبرة : بإسناده عن نجيح قال : رأيت الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يأكل ، وبين يديه كلب ، كلّما أكل لقمة طرح للكلب مثلها ، فقلت له : ياابن رسول الله ، ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك ؟ قال : « دعه ، إنّي لأستحي من الله تعالى ، أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ، ثمّ لا أطعمه » .

[ ٨٠٠٦ ] ٦ ـ السّيد ولي الله الرضوي في مجمع البحرين في مناقب السّبطين : عن الحسن البصري قال : كان الحسين ( عليه السلام ) سيّداً زاهداً ، ورعاً صالحاً ناصحاً ، حسن الخلق ، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستان له ، وكان في ذلك البستان غلام يقال له : صافي ، فلمّا قرب من البستان ، رأى الغلام يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ويأكل نصفه ، فتعجب الحسين ( عليه السلام ) من فعل الغلام ، فلمّا فرغ من الأكل قال : الحمد الله ربّ العالمين ، اللهم اغفر لي ولسيدي ، وبارك له كما باركت على أبويه ، يا أرحم الرّاحمين ، فقام الحسين ( عليه السلام ) ونادى : « يا صافي » فقام الغلام فزعاً وقال : يا سيدي ، وسيّد المؤمنين إلى يوم القيامة ، إنّي ما رأيتك فاعف عنّي ،

____________________________

(٢) في المصدر : كلح رجل منهم .

(٣) في المصدر : أيكم الذي خفر .

(٤) وفيه : أنا كلحت .

٥ ـ البحار ج ٤٣ ص ٣٥٢ ح ٢٩ .

٦ ـ مجمع البحرين في مناقب السبطين :

١٩٢

فقال الحسين ( عليه السلام ) : « إجعلني في حل يا صافي ، دخلت بستانك بغير إذنك » فقال صافي : بفضلك وكرمك وسؤددك ، تقول هذا ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : « إنّي رأيتك ترمي بنصف الرّغيف إلى الكلب وتأكل نصفه ، فما معنى ذلك ؟ » فقال الغلام : يا سيّدي ، إنّ الكلب ينظر إليّ حين آكل ، فإنّي أستحيي منه لنظره إليّ ، وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء ، وأنا عبدك ، وهذا كلبك ، نأكل من رزقك معاً ، فبكى الحسين ( عليه السلام ) ، ثم قال : « إن كان كذلك ، فأنت عتيق لله » ووهب له ألف دينار ، فقال الغلام : إن أعتقتني فإنّي أريد القيام ببستانك ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : « إنّ الكريم إذا تكلّم بكلام ينبغي أن يصدّقه بالفعل ، البستان أيضاً وهبته لك ، وإنّي لما دخلت البستان ، قلت : إجعلني في حلّ فإنّي قد دخلت بستانك بغير إذنك ، كنت قد وهبت البستان بما فيه ، غير أن هؤلاء أصحابي لاكلهم الثّمار والرّطب ، فاجعلهم أضيافك وأكرمهم لأجلي أكرمك الله يوم القيامة ، وبارك لك في حسن خلقك ورأيك » فقال الغلام : إن وهبت لي بستانك ، فإنّي قد سبلته لأصحابك .

١٨ ـ ( باب تأكّد استحباب الصّدقة على ذي الرّحم والقرابة ، ولو كان شيخاً ، وحكم من أراد الصّدقة على شخص ، ثمّ أراد العدول عنه )

[ ٨٠٠٧ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ ( عليهم السلام ) ، قال : « قيل يا رسول الله أيّ

____________________________

الباب ١٨

١ ـ الجعفريات ص ٥٥ .

١٩٣

الصّدقة أفضل ؟ قال : على ذي الرّحم الكاشح (١) » .

[ ٨٠٠٨ ] ٢ ـ وبهذا الإسناد : أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لسراقة بن مالك بن خثعم : « يا سراقة بن مالك ، ألا أدلّك على أفضل الصّدقة ؟ قال : بلى بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، قال : أفضل الصدقة على أختك وابنتك ، مردودة عليك ، ليس لهما كاسب غيرك » ورواه في موضع آخر ، بلفظ : على أختيه وأبيك .

ورواه الراوندي (١) في نوادره : بسنده عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله .

[ ٨٠٠٩ ] ٣ ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « صلة الرّحم ، تزيد في العمر ، وتنفي الفقر » .

[ ٨٠١٠ ] ٤ ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « الصّدقة بعشر ، والقرض بثمانية عشر ، وصلة الإِخوان بعشرين ، وصلة الرّحم بأربعة وعشرين » .

[ ٨٠١١ ] ٥ ـ الشّيخ أبو الفتوح الرّازي في تفسيره : عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « اليد العليا خير من اليد السّفلى ، إبدأ بمن تعول : أمّك ، وأباك ، وأختك ، وأخاك ، وأدناك فأدناك » .

____________________________

(١) الكاشح : الذي يضمر لك العدواة ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٤٠٧ ) .

٢ ـ الجعفريات ص ٥٥ .

(١) نوادر الراوندي ص ٣ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٨٠ ح ٣٧ .

٣ ـ الجعفريات ص ٥٥ .

٤ ـ الجعفريات ص ١٨٨ .

٥ ـ تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٣٥٤ .

١٩٤

[ ٨٠١٢ ] ٦ ـ وفيه : أنّه أتى رجل عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : عندي دينار ، فقال : « إذهب وأنفقه على نفسك » فقال : عندي آخر ، قال : « إذهب وأنفقه على ولدك » فقال : عندي آخر ، فقال : « إذهب وأنفقه على أصدقائك » فقال : عندي آخر ، فقال : « أنفقه حيثما تعلم » .

[ ٨٠١٣ ] ٧ ـ وفيه عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « صدقتك على الفقير صدقة ، وعلى الأقرباء صدقتان ، لأنّها صدقة وصلة الرحم » .

[ ٨٠١٤ ] ٨ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن حكيم بن خرام ، قال : سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقلت : أيّ الصّدقة ؟ قال : « على ذي رحم كاشح » .

[ ٨٠١٥ ] ٩ ـ وعن الصّادق ( عليه السلام ) : « أفضل الصّدقة صدقة في (١) اللّيل ، إلى ذي رحم كاشح » .

[ ٨٠١٦ ] ١٠ ـ العلّامة الحلّي في الرّسالة السّعدية ، وابن أبي جمهور في عوالي اللآلي : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الصّدقة على خمسة أجزاء ، جزء الصّدقة فيه بعشرة ، وهي الصّدقة على العامّة ، وقال تعالى : ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (١) وجزء الصّدقة فيه

____________________________

٦ ـ تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٣٥٤ .

٧ ـ تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٣٥٤ .

٨ ـ الغايات ص ٧٧ .

٩ ـ الغايات ص ٧٧ .

(١) في المصدر : صدقة سر بالليل .

١٠ ـ الرسالة السعدية ، عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٥٤ ح ٢١ .

(١) الأنعام ٦ : ١٦٠ .

١٩٥

بسبعين ، وهي الصّدقة على ذوي العاهات ، وجزء الصّدقة فيه بسبعمائة ، وهي الصّدقة على ذوي الأرحام ، وجزء الصّدقة بسبعة آلاف ، وهي الصّدقة على العلماء ، وجزء الصّدقة بسبعين ألفاً ، وهي الصّدقة على الموتى » .

[ ٨٠١٧ ] ١١ ـ البحار ، عن كتاب الإِمامة والتّبصرة : عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن عليّ بن محمّد بن أبي القاسم ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الصّدقة [ على مسكين صدقة ] (١) : وهي على ذي رحم صدقة وصلة » .

[ ٨٠١٨ ] ١٢ ـ الشّيخ المفيد في الاختصاص : عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن هشام بن سالم ، عن الحسن بن علي الحلال ، قال : [ أخبرني جدي قال ] (١) : سمعت الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، يقول : « سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : لا صدقة وذو رحم محتاج » .

____________________________

١١ ـ البحار ج ٩٦ ص ١٣٧ ح ٧١ بل عن جامع الأحاديث ص ١٥ .

(١) أثبتناه من المصدر .

١٢ ـ الاختصاص ص ٢١٩ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٤٧ ح ٩٣ .

(١) أثبتناه من المصدر والبحار .

١٩٦

١٩ ـ ( باب جواز الصّدقة على المجهول الحال بالقليل ، واستحبابها على من وقعت له الرّحمة في القلب ، وعدم جواز الصّدقة على من عرف بالنّصب أو نحوه )

[ ٨٠١٩ ] ١ ـ زيد النّرسي في أصله : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سئل إذا لم نجد أهل الولاية ، يجوز لنا أن نصدق على غيرهم ؟ فقال : « إذا لم تجدوا أهل الولاية في المصر تكونون فيه ، فابعثوا بالزكاة المفروضة إلى أهل الولاية من غير أهل مصركم ، وأمّا ما كان في سوى المفروض (١) من صدقة ، فإن لم تجدوا أهل الولاية ، فلا عليكم أن تعطوه الصبيان ، ومن كان في مثل عقول الصّبيان ، ممّن لا ينصب ولا يعرف ما أنتم عليه فيعاديكم ، ولا يعرف خلاف ما أنتم عليه فيتبعه ويدين به ، وهم المستضعفون من الرجال والسناء والولدان ، أن (٢) تعطوهم دون الدّرهم ودون الرّغيف ، وأمّا الدّرهم التّام فلا تعطى إلّا أهل الولاية » ( قال : فقال : جعلت فداك ، فما تقول في السّائل يسأل على الباب ، وعلى الطّريق ، ونحن لا نعرف ما هو ؟ فقال : « لا تعطه ولا كرامة ، ولا تعط غير أهل الولاية ) (٣) ، إلّا أن يرقّ قلبك عليه فتعطيه الكسرة من الخبز ، والقطعة من الورق ، فأمّا النّاصب فلا يرقنّ قلبك عليه ، ولا تطعمه ولا تسقه وإن مات جوعاً أو عطشاً ، ولا تغثه ، وإن كان غرقاً أو حرقاً فاستغاث فغطه ولا تغثه ، فإنّ أبي نعم المحمّدي ، كان يقول : من أشبع ناصباً ملأ الله جوفه ناراً يوم القيامة ، معذّباً كان أو مغفوراً له » .

____________________________

الباب ١٩

١ ـ أصل زيد النرسي ص ٥١ .

(١) في المصدر : المفروضة .

(٢ و ٣) ليس في المصدر .

١٩٧

[ ٨٠٢٠ ] ٢ ـ الشيخ الجليل أبو علي محمّد بن همام في كتاب التّمحيص : بإسناده عن معاوية بن عمّار قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وقد كانت الرّيح حملت العمامة عن رأسي في البدو ، قال : « معاوية » فقلت : لبّيك ، جعلت فداك ياابن رسول الله ، قال : « حملت الرّيح العمامة عن رأسك » قلت : نعم ، قال : « هذا جزاء من أطعم الأعراب » .

[ ٨٠٢١ ] ٣ ـ الجعفريات : أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أُنظروا إلى السّائل ، فإن رقّت قلوبكم له فهو صادق » .

[ ٨٠٢٢ ] ٤ ـ العيّاشي في تفسيره : عن حريز ، عن برير ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أطعم رجلاً سائلاً لا أعرفه (١) قال : « نعم أطعمه ما لم تعرفه بولاية ولا بعداوة ، إن الله يقول : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) (٢) ولا تطعم من ينصب لشيء من الحقّ ، أو دعا إلى شيء من الباطل » .

____________________________

٢ ـ كتاب التمحيص ص ٣٧ ح ٣١ ، وعنه في البحار ج ٧٣ ص ٣٦٢ ح ٩١ .

٣ ـ الجعفريات ص ٥٧ .

٤ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٤٨ ح ٦٤ .

(١) في المصدر : لا أعرفه مسلماً .

(٢) البقرة ٢ : ٨٣ .

١٩٨

٢٠ ـ ( باب كراهة ردّ السائل ولو ظنّ غناه ، بل يعطيه شيئاً ولو يسيراً أو يعده به ، فإن لم يجد شيئاً ردّه رداً جميلاً )

[ ٨٠٢٣ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : السّائل رسول ربّ العالمين ليبتلي به ، فمن أعطاه فقد أعطى الله ، ومن ردّه فقد ردّ الله تعالى » .

ورواه في الدّعائم (١) : مثله .

[ ٨٠٢٤ ] ٢ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا تردّوا السّائل ، ولو بظلف محترق » .

[ ٨٠٢٥ ] ٣ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لولا أنّ المساكين يكذبون ، ما أفلح من ردّهم » .

ورواه في الدّعائم (١) : مثله ، وزاد في آخره : « فلا تردّوا سائلاً » .

[ ٨٠٢٦ ] ٤ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا تقطعوا على السّائل مسألته ، دعوه فليشكو بثّه وليخبر حاله (١) » .

____________________________

الباب ٢٠

١ ـ الجعفريات ص ٥٧ .

(١) دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٢ ح ١٢٥٥ .

٢ ـ الجعفريات ص ٥٧ .

٣ ـ الجعفريات ص ٥٧ .

(١) دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٢ ح ١٢٥٧ .

٤ ـ الجعفريات ص ٥٧ .

(١) في المصدر : بحاله .

١٩٩

[ ٨٠٢٧ ] ٥ ـ وبهذا الاسناد قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّ من مكارم الأخلاق : صدق الحديث ، وإعطاء السائل » الخبر .

[ ٨٠٢٨ ] ٦ ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من سألكم بالله تعالى ، فأعطوه » الخبر .

[ ٨٠٢٩ ] ٧ ـ دعائم الاسلام : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ردّوا السّائل ولو بظلف محترق » . وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (١) ، أنّه قال : « ردّوا السّائل ولو بشقّ تمرة ، واعطوا السّائل ولو جاء على فرس » .

[ ٨٠٣٠ ] ٨ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « ربّما ابتلى الله أهل البيت بالسّائل ، ما هو من الجنّ ولا من الإِنس ، ليبلوهم به ، وأنّ لله ملائكة في صورة الإِنس يسألون بني آدم ، فإذا أعطوهم شيئاً أعطوه المساكين » .

[ ٨٠٣١ ] ٩ ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنّه قال يوماً لبعض أهله : « لا تردّوا سائلاً » فقال له رجل كان بحضرته من أصحابه : ياابن رسول الله ، أنّه قد يسأل من لا يستحق ، قال : « نخشى أن يردّوا من رأوا أنّه لا يستحق ، ويكن ممّن يستحق ، فينزل بهم ـ وأعوذ بالله ـ ما نزل

____________________________

٥ ـ الجعفريات ص ١٥١ .

٦ ـ الجعفريات ص ١٥٢ .

٧ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٢ ح ١٢٥٦ .

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٤٣ .

٨ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٣ ح ١٢٦٠ .

٩ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٣ ح ١٢٦١ باختلاف في اللفظ .

٢٠٠