مستدرك الوسائل - ج ٧

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٧

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

وأجريته » .

[ ٧٩١٨ ] ٣٠ ـ القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي في كتاب الشهاب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ما احسن عبد الصدقة ، إلا أحسن الله الخلافة على تركته » .

وقال (١) ( صلى الله عليه وآله ) : « ما نقص مال من صدقة » .

وقال (٢) ( صلى الله عليه وآله ) : « ان الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء » .

[ ٧٩١٩ ] ٣١ ـ ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « اليد العيا خير من اليد السفلى ، واليد العليا منفقة واليد السفلى السائلة (١) ، وابدأ بمن تعول » .

[ ٧٩٢٠ ] ٣٢ ـ وفي درر اللآلي : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال « الصدقة تدفع ميتة السوء » .

[ ٧٩٢١ ] ٣٣ ـ وعن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إن الله ليدرأ بالصدقة عن صاحبها سبعين ميتة من السوء ، أدناها الهم » .

____________________________

٣٠ ـ الشهاب : ص ٣٣٣ ح ٥٧٤ ( طبعة سنة ١٣٦١ ) .

(١) الشهاب ص ٩٧ ح ٥٣٨ ( طبعة دانشكاه ) .

(٢) الشهاب ص ١٢٨ ح ٧١٦ ( طبعة دانشكاه ) .

٣١ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤١ ح ٥٥ .

(١) في الطبعة الحجرية « المسائلة » وما أثبتناه من المصدر .

٣٢ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .

٣٣ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .

١٦١

[ ٧٩٢٢ ] ٣٤ ـ وعن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما منكم أحد [ إلا ] (١) سيكلّمه الله ليس بينه وبينه حجاب ، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا ما قدّم ، وينظر عن شماله فلا يرى إلّا ما قدّم ، ثم ينظر بين يديه فيرى النار ، فمن استطاع أن يقي وجهه النار ولو بشق تمرة ، فإن لم يجد فبكلمة طيبة » .

[ ٧٩٢٣ ] ٣٥ ـ وعن أبي حبيب ، عن بعض أصحب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « أن ظل المؤمن يوم القيامة صدقته » .

[ ٧٩٢٤ ] ٣٦ ـ وعن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال لكعب بن عجرة : « يا كعب ، الصلاة برهان ، والصوم جنة ، والصدقة تطفي الخطيئة ، كما يطفىء الماء النار » .

[ ٧٩٢٥ ] ٣٧ ـ وعن أبي بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما يخرج الرجل شيئاً من الصدقة ، حتى يفك عنها لحى سبعين شيطاناً » .

[ ٧٩٢٦ ] ٣٨ ـ وعن أبي ذر ، قال : ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما خرج صدقة من يد رجل ، حتى يفك عنها لحى سبعين شيطاناً ، كلهم ينهاه عنها » .

[ ٧٩٢٧ ] ٣٩ ـ وعنه : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « الصلاة عمود الدين ، والاسلام والجهاد سنام العمل ، والصدقة شيء عجيب ، شيء عجيب ، شيء عجيب » .

____________________________

٣٤ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .

(١) أثبتناه لاستقامة المعنى ، بقرينة الحديث / ٥ الذي مرّ عن الجعفريات في الباب ١ من أبواب الصدقة .

٣٥ ـ ٣٩ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .

١٦٢

٢ ـ ( باب أنه يستحب للإِنسان أن يعول أهل بيت من المسلمين ، بل يختاره ندباً على الحج )

[ ٧٩٢٨ ] ١ ـ الشيخ المفيد في الارشاد : عن أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده ، عن أبي نصر ، عن عبد الرحمن بن صالح ، عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت ، يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ، لا يدرون من أين يأتيهم ؟ فلما مات علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، فقدوا ذلك .

٣ ـ ( باب استحباب الصدقة عن المريض )

[ ٧٩٢٩ ] ١ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن عبد الله بن طلحة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « داووا مرضاكم بالصدقة ، وادفعوا أبواب البلايا بالاستغفار ـ إلى أن قال ـ قلت : كيف نداوي مرضانا بالصدقة ؟ قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قيل له : يا رسول الله ، أي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد المقل ، وإذا كان عندك مريض قد أعياك مرضه ، فخذ رغيفاً (١) من خبزك ، فاجعله في منديل أو خرقة نظيفة ، فكلما دخل سائل فليعط منه كسرة ، ويقال له : ادعُ لفلان ، فإنهم (٢) يستجاب لهم فيكم ، ولا يستجاب لهم في أنفسهم .

____________________________

الباب ٢

١ ـ إرشاد المفيد ص ٢٥٨ .

الباب ٣

١ ـ كتاب جعفر بن محمد الحضرمي ص ٧٧ .

(١) كان في الطبعة الحجرية رغيفات وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : فإنّه .

١٦٣

[ ٧٩٣٠ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « ارغبوا في الصدقة وبكروا بها ـ إلى أن قال ـ ولا تستخفوا بدعاء المساكين للمرضى منكم ، فإنه يستجاب لهم فيكم ، ولا يستجاب لهم في أنفسهم » .

[ ٧٩٣١ ] ٣ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « الصدقة دواء منجح » .

[ ٧٩٣٢ ] ٤ ـ الصدوق في الخصال : في حديث الأربعمائة : عنه ( عليه السلام ) ، أنه قال : « داووا مرضاكم بالصدقة » .

٤ ـ ( باب استحباب صدقة الإِنسان بيده خصوصاً المريض ، وأمر السائل بالدعاء له )

[ ٧٩٣٣ ] ١ ـ العياشي في تفسيره عن أبي بكر ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خلتان (١) لا أحب أن يشاركني فيهما أحد : وضوئي فإنه من صلاتي ، وصدقتي فإنها من يدي إلى يد السائل ، فإنها تقع في يد الرحمن » .

ورواه في الجعفريات (٢) بإسناده المتقدم عن رسول الله ( صلى الله

____________________________

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٢٣١ ح ١٢٣٥ .

٣ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ١٥٣ ح ٦ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٢ ح ٦٥ .

٤ ـ الخصال ص ٦٢٠ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٠ ح ٢٢ .

الباب ٤

١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٠٨ ح ١١٧ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٨ ح ٥٠ .

(١) في المصدر والبحار : خصلتان .

(٢) الجعفريات ص ١٧ .

١٦٤

عليه وآله ) : مثله ، وفيه : فإنها تقع في كف الرحمن .

[ ٧٩٣٤ ] ٢ ـ الشيخ ورام في تنبيه الخواطر : قيل : كان حارثة بن النعمان قد ذهب بصره ، فاتخذ خيطاً من مصلاه إلى باب حجرته ، ووضع عنده مكتلاً (١) فيه تمر ، فكان إذا جاء المسكين يسأل ، أخذ من ذلك المكتل ، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله ، وكان أهله يقولون له : نحن نكفيك ، فيقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : « مناولة المساكين تقي ميتة السوء » .

[ ٧٩٣٥ ] ٣ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة » .

[ ٧٩٣٦ ] ٤ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث يأتي في كيفية صدقة علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بالليل ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) : « يبتغي بذلك فضل صدقة السر ، وفضل صدقة الليل ، وفضل إعطاء الصدقة بيده » الخبر .

[ ٧٩٣٧ ] ٥ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أن بعض أهل بيته ذكر له أمر عليل عنده ، فقال له : « ادع بمكتل فاجعل فيه بُرّاً واجعله بين يديه ، وأمر غلمانك إذا جاء (١) سائل ، أن يدخلوه إليه فيناوله (٢)

____________________________

٢ ـ تنبيه الخواطر ج ٢ ص ٢٨٥ .

(١) المِكتَل : الزبيل الذي يحمل فيه التمر ( لسان العرب ج ١١ ص ٥٨٣ ) .

٣ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٠٤ ح ٢٣٢ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٢ ح ٦٦ .

٤ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣١ ح ١٢٤٨ .

٥ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٣٦ ح ٤٧٩ .

(١) كان في الطبعة الحجرية « جاءه » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : فيناول .

١٦٥

منه بيده ، ويأمره أن يدعو له » الخبر .

[ ٧٩٣٨ ] ٦ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) ، قال : « أفضل الصدقة ، أن يعطي الرجل بيده إلى السائل » .

٥ ـ ( باب استحباب كثرة الصّدقة ، بقدر الجهد )

[ ٧٩٣٩ ] ١ ـ نهج البلاغة : في وصية أمير المؤمنين لابنه الحسن ( عليهما السلام ) : « وإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة ، فيوافيك به غداً حيث تحتاج إليه ، فاغتمنه وحمّله إيّاه ، وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه ، فلعلك تطلبه فلا تجده ، واغتنم من استقرضك في حال غناك ، ليجعل قضاءه لك في يوم عسر (١) لك » .

[ ٧٩٤٠ ] ٢ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : عن سفيان ، بإسناده عن علي ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « فيما استطعت تصدّقت » .

[ ٧٩٤١ ] ٣ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « كان في وصيّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي ،

____________________________

٦ ـ الغايات ص ٧٧ .

الباب ٥

١ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٥٢ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٣ ح ٦٦ .

(١) في المصدر : عسرتك .

٢ ـ مناقب ابن شهر أشوب ج ٢ ص ٧٣ .

٣ ـ مناقب ابن شهر أشوب : النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث ، ورواه الكليني في الروضة ج ٨ ص ٧٩ ح ٣٣ ، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٦٨ ح ٨ .

١٦٦

أوصيك في نفسك خصال فاحفظها ، ثم قال : اللهم أعنه ـ إلى أن قال ـ والخامسة الأخذ بسنّتي في صلواتي وصيامي وصدقتي ـ إلى أن قال ـ وأمّا الصّدقة فجهدك ، حتّى تقول قد أسرفت » .

٦ ـ ( باب استحباب الصّدقة ولو بالقليل ، على الغني والفقير )

[ ٧٩٤٢ ] ١ ـ السيّد فضل الله الرّاوندي في نوادره : بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كلّكم مكلّم ربّه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أمامه فلا يجد إلّا ما قدّم ، وينظر عن يمينه فلا يجد إلّا ما قدم ، ثم ينظر عن يساره فإذا هو بالنّار ، فاتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة ، فإن لم يجد أحدكم فبكلمة طيّبة » .

[ ٧٩٤٣ ] ٢ ـ وروى في دعواته : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الصّدقة تصدّ (١) سبعين باباً من الشرور (٢) ، [ وروي ] (٣) أن سائلاً وقف على خيمة وفيها امرأة وبين يديها صبيّ في المهد ، وكانت تأكل وما بقي إلّا لقمة فاعطته ، فلمّا كان بعد ساعة اختطف الذئب ولدها من المهد ، فتبعته قليلاً فرمى به من غير سوء ، وسمعت هاتفاً يقول : لقمة بلقمة » (٤) .

____________________________

الباب ٦

١ ـ نوادر الراوندي ص ٣ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣١ ح ٦٢ .

٢ ـ دعوات الراوندي ص ٤٤ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٢ ح ٦٤ .

(١) في المصدر : تسدّ بها .

(٢) في المصدر : الشر .

(٣) أثبتناه من المصدر .

(٤) الدعوات ص ٨٢ باختلاف في الألفاظ .

١٦٧

[ ٧٩٤٤ ] ٣ ـ أمالي ابن الشّيخ : عن أبيه ، عن المفيد ، عن المظفر بن محمد ، عن محمد بن همام ، عن أحمد بن مابندار ، عن منصور بن العبّاس ، عن الحسن بن علي الخزّاز ، عن علي بن عقبه ، عن سالم بن أبي حفصة ، قال : لما هلك أبو جعفر محمّد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) ، قلت لأصحابي : انتظروني حتّى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فأُعزّيه ، فدخلت عليه فعزّيته ، ثم قلت : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، ذهب والله من كان يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلا يسأل عمّن بينه وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والله لا يرى مثله أبداً ، قال : فسكت أبو عبد الله ( عليه السلام ) ساعة ، ثم قال : « قال الله عزّ وجلّ : إنّ من [ عبادي من ] (١) يتصدق بشقّ تمرة ، فأربيها له كما يربي أحدكم فلوه ، حتّى أجعلها له مثل أحد » فخرجت إلى أصحابي فقلت : ما رأيت أعجب من هذا ، كنّا نستعظم قول أبي جعفر ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بلا واسطة ، فقال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : قال الله عزّ وجلّ ، بلا واسطة .

[ ٧٩٤٥ ] ٤ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : عباد الله ، أطيعوا الله في أداء الصّلوات المكتوبات ، والزّكوات المفروضات ، وتقرّبوا إلى الله بعد ذلك بنوافل الطّاعات ، فإنّ الله عزّ وجلّ يعظّم به المثوبات ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ، أنّ عبداً من عباد الله ، ليقف يوم القيامة موقفاً يخرج عليه من لهب النّار أعظم من جميع جبال الدّنيا ، حتى ما يكون بينه وبينها حائل ، بينا هو كذلك

____________________________

٣ ـ أمالي الطوسي ج ١ ص ١٢٥ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٢ ح ٣٠ .

(١) أثبتناه من المصدر والبحار .

٤ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢١٧ .

١٦٨

قد تحير ، إذا تطاير بين الهواء رغيف أو حبّة فضّة ، قد واسى بها أخاً مؤمناً على إضافته ، فتنزل حواليه فتصير كأعظم الجبال مستديراً حواليه ، تصدّ عنه ذلك اللهب ، فلا يصيبه من حرّها ولا دخانها شيء إلى أن يدخل الجنّة » الخبر .

[ ٧٩٤٦ ] ٥ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : مرسلاً : أنّ العبد إذا تصدّق بلقمة من الخبز أو بشقّ من التمر ، يربيها الله تعالى وينميها حتّى تصير كجبل أُحد ، ويأتي به الله تعالى يوم القيامة عند الميزان ، فيحاسب فتصير كفّة حسناته خفيفة فيتحيّر الرّجل ، فيأتي الله تعالى بصدقة فتوضع في كفّة حسناته فتصير ثقيلة ، وترجّح على كفّة سيّئاته ، فيقول العبد : يا إلهي ما هذه الطاعة الثقيلة الّتي لا أرى نفسي عملها ؟ فيقول الله تعالى : هذا شقّ التّمر الّذي تصدّقت لي ، في يوم كذا ، كنت أُربيها لك إلى وقت حاجتك ، لتكون فيها إغاثتك .

[ ٧٩٤٧ ] ٦ ـ وفيه وفي مجمع البيان : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّ الله تعالى يقبل الصّدقات ، ولا يقبل منها إلّا الطيّب ، ويربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم مهره أو فصيله ، حتّى أنّ اللّقمة لتصير مثل أُحد » .

[ ٧٩٤٨ ] ٧ ـ نوادر علي بن أسباط : عن عمرو بن سائر ، عن جابر ، عن ( أبي جعفر ) (١) ( عليه السلام ) ، قال : « إنّ عابداً عبد الله في دير له

____________________________

٥ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٨٥ .

٦ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٨٤ ، مجمع البيان ج ١ ص ٣٩ .

٧ ـ نوادر علي بن أسباط ص ١٢٨ .

(١) في المصدر : أبي عبد الله جعفر ( عليه السلام ) .

١٦٩

ثمانين سنة ، ثم أشرف فإذا هو بامرأة ، فوقعت في نفسه فنزل إليها فراودها عن نفسها ، فأجابته فقضى حاجته منها ، فلمّا قضى حاجته طرقه الموت واعتقل لسانه ، فمرّ به سائل فأشار إليه بإصبعه أن خذ رغيفاً من كساه فأخذه ، فأحبط الله عمل ثمانين سنة بتلك الزّنية ، وغفر له بذلك الرّغيف فأدخله الجنّة » .

[ ٧٩٤٩ ] ٨ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إتّق الله (١) ولو بشقّ تمرة ، فإن لم تجد فبكلمة طيّبة » .

٧ ـ ( باب استحباب التّبكير بالصّدقة كلّ صباح وكلّ يوم ، وأنّه لا بدّ فيها من النيّة )

[ ٧٩٥٠ ] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « ارغبوا في الصّدقة وبكروا بها ، فما من مؤمن يتصدّق بصدقة حين يصبح ، يريد بها ما عند الله ، إلّا دفع الله بها عنه شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم ، أو قال : وقاه الله شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم » .

[ ٧٩٥١ ] ٢ ـ القطب الراوندي في لبّ اللّباب : عن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إنّ في بني آدم ثلاثمائة وستّين عظماً ، فعلى كلّ عظم منها كلّ يوم صدقة » .

[ ٧٩٥٢ ] ٣ ـ الشيخ المفيد في مجالسه : عن محمد بن عمر الجعابي ، عن

____________________________

٨ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٣ .

(١) في المصدر : النار .

الباب ٧

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣١ ح ١٢٥٣ .

٢ ـ لب اللباب : مخطوط .

٣ ـ أمالي المفيد ص ٥٣ ح ١٦ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٩ ح ٥٣ .

١٧٠

أحمد بن محمّد بن عقدة ، عن جعفر بن عبد الله ، عن أخيه ، عن إسحاق بن جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، عن محمد بن هلال ، قال : قال لي أبوك جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) : « تصدق بشيء عند البكور ، فإن البلاء لا يتخطّى الصدقة » .

[ ٧٩٥٣ ] ٤ ـ وفي الاختصاص : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لا خير في القول إلّا مع العمل ، ولا في المنظر إلّا مع المخبر ، ولا في المال إلّا مع الجود ، ولا في الصّدق إلّا مع الوفاء ، ولا في الفقه إلّا مع الورع ، ولا في الصّدقة إلّا مع النيّة ، ولا في الحياة إلّا مع الصحّة ، ولا في الوطن إلّا مع الأمن والمسرّة » .

[ ٧٩٥٤ ] ٥ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن بعض أصحابه ، وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، جميعاً عن محمد بن أبي حمزة ، عن حمران ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « فإذا رأيت الحقّ قد مات وذهب أهله ـ إلى أن قال ـ ورأيت الصّدقة بالشفاعة ، ولا يراد بها وجه الله ، ويعطى لطلب النّاس ـ إلى أن قال ـ فكن مترقّباً ، واجتهد ليراك الله عزّ وجلّ في خلاف ما هم عليه » الخبر .

[ ٧٩٥٥ ] ٦ ـ السيد علي بن طاووس في فرج المهموم : نقلاً من كتاب التّوقيعات لعبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، بإسناده إلى الكاظم ( عليه السلام ) ، أنّه كتب إلى أخيه عليّ بن جعفر ، وساقه إلى أن قال : « و (١) مر فلاناً ـ لا فجعنا الله به ـ بما يقدر عليه من

____________________________

٤ ـ الاختصاص ص ٢٤٣ .

٥ ـ الكافي ج ٨ ص ٤١ ح ٧ .

٦ ـ فرج المهموم ص ١١٥ .

(١) ليست في المصدر .

١٧١

الصّيام ـ إلى أن قال ـ ولا يخلوا كلّ يوم أو يومين من صدقة على ستّين مسكيناً ، أو (٢) ما يحركه عليه النّية (٣) ، وما جرى وتم (٤) » الخبر .

[ ٧٩٥٦ ] ٧ ـ ابن أبي جمهور في درر اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة ، قيل : فمن لم يجد ؟ قال : فيعمل بيده ، وينفع نفسه ، ويتصدّق به » الخبر .

٨ ـ ( باب استحباب الصدقة عند توقع البلاء ، والخوف من الأسواء والدّاء )

[ ٧٩٥٧ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « يدفع بالصّدقة الدّاء ، والدّبيلة ، والغرق ، والحرق ، والهدم ، والجنون » حتّى عدّ سبعين نوعاً من البلاء .

[ ٧٩٥٨ ] ٢ ـ وعن أبي جعفر محمّد بن عليّ ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « كان في بني إسرائيل رجل له نعمة ، ولم يرزق من الولد غير واحد ، وكان له محبّاً وعليه شفيقاً ، فلمّا بلغ مبلغ الرّجال زوّجه ابنة عمّ له ، فأتاه آت في منامه فقال : إنّ ابنك هذا ليلة يدخل بهذه المرأة يموت ، فاغتمّ لذلك غمّاً شديداً ، وكتمه وجعل يسوف الدخول ، حتّى الحّت امرأته عليه وولده وأهل بيت المرأة ، فلمّا لم يجد حيلة استخار الله وقال :

____________________________

(٢) في المصدر : و .

(٣) في المصدر : النسبة .

(٤) في المصدر : وما يجري ثم .

٧ ـ درر اللآلي ج ١ ص ١٤ .

الباب ٨

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٢ .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٢ باختلاف بسيط في الالفاظ .

١٧٢

لعلّ ذلك كان من الشّيطان ، فادخل أهله عليه وبات ليلة دخوله قائماً يصلّي وينتظر ما يكون من الله ، حتّى إذا أصبح غدا عليه فأصابه على أحسن حال ، فحمد الله وأثنى عليه ، فلمّا كان اللّيل نام فأتاه ذلك الذي كان أتاه في منامه فقال : إنّ الله عزّ وجلّ دفع عن ابنك وأنسأ (١) أجله ، بما صنع بالسائل ، فلمّا أصبح غدا على ابنه فقال : يا بنيّ هل كان لك صنيع صنعته بسائل في ليلة ابتنائك بامرأتك ؟ فقال : وما أردت من ذلك ؟ قال : تخبرني به ، فاحتشم (٢) منه ، فقال : لا بدّ من أن تخبرني بالخبر ، قال : نعم لمّا فرغنا ممّا كنّا فيه من إطعام النّاس ، بقيت لنا فضول كثيرة من الطّعام ، وأُدخِلَت إلى المرأة ، فلمّا خلوت بها ودنوت منها ، وقف سائل بالباب فقال : يا أهل الدّار واسونا ممّا رزقكم الله ، فقمت إليه وأخذت بيده وأدخلته وقرّبته إلى الطّعام ، وقلت له : كل من الطّعام ، فأكل حتّى صدر (٣) ، وقلت : ألك عيال ؟ قال : نعم ، قلت ، فاحمل إليهم ما أردت ، فحمل ما قدر عليه ، وانصرف وانصرفت أنا إلى أهلي ، فحمد الله أبوه ، وأخبره بالخبر » .

[ ٧٩٥٩ ] ٣ ـ وعن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنّه نظر إلى حمام مكّة ، قال : « أتدرون ما سبب كون هذا الحمام في الحرم ؟ » قالوا : ما هو ياابن رسول الله ؟ قال : « كان في أوّل الزّمان ، رجل له دار فيها نخلة قد آوى إلى خرق في جذعها حمام ، فإذا فرّخ صعد الرّجل فأخذ فراخه فذبحها ، فأقام بذلك دهراً طويلاً لا يبقى له نسل ، فشكا ذلك

____________________________

(١) النَسأ : التأخير ( مجمع البحرين ـ نسأ ـ ج ١ ص ٤١٤ ) .

(٢) احتشم : استحى . ( مجمع البحرين ـ حشم ـ ج ٦ ص ٤١ ) .

(٣) الصَّدَر : الانصراف عن الشيء ( لسان العرب ـ صدر ـ ج ٤ ص ٤٤٨ ) والمراد هنا الشبع .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٢ باختلاف يسير في الألفاظ .

١٧٣

الحمام إلى الله عزّ وجلّ ممّا ناله من الرّجل ، فقيل له : إن رقى إليك بعد هذا فأخذ لك فرخاً ، صرع عن النّخلة فمات ، فلمّا كبرت فرخ الحمام رقى إليها الرّجل ، ووقف الحمام لينظر إلى ما يصنع ، فلمّا توسّط الجذع وقف سائل بالباب ، فنزل فأعطاه شيئاً ثم ارتقى فأخذ الفراخ ، ونزل بها فذبحها ولم يصبه شيء ، فقال الحمام : ما هذا يا ربّ ؟ فقيل له : إنّ الرّجل تلافى نفسه بالصّدقة فدفع عنه ، وأنت فسوف يكثر الله في نسلك ويجعلك وإيّاهم بموضع لا يهاج (١) منهم شيء إلى أن تقوم السّاعة ، وأتى به إلى الحرم فجعل فيه » وفيه برواية (٢) أخرى : « فألهمه الله عزّ وجلّ المصير إلى هذا الحرم ، وحرم صيده فأكثر ما ترون من نسله ، وهو أوّل حمام سكن الحرم » .

[ ٧٩٦٠ ] ٤ ـ القطب الراوندي في قصص الانبياء : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « كان ورشان يفرخ في شجرة ، وكان رجل يأتيه إذا أدرك الفرخان فيأخذ الفرخين ، فشكا ذلك الورشان إلى الله عزّ وجل ، فقال : إنّي سأكفيكه ، فأفرخ الورشان ، وجاء الرّجل ومعه رغيفان فصعد الشّجرة ، وعرض له سائل فأعطاه أحد الرّغيفين ، ثمّ صعد فأخذ الفرخين ونزل بهما ، فسلّمه الله تعالى لما تصدّق به » .

[ ٧٩٦١ ] ٥ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « كانوا يرون أنّ الصّدقة

____________________________

(١) لم يَهْجِه : أي لم يزعجه ولم ينفره . ( لسان العرب ـ هيج ـ ج ٢ ص ٣٩٥ ) .

(٢) دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٦ ح ١٢٦٧ .

٤ ـ قصص الأنبياء ص ١٨١ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٦ ح ٤٠ .

٥ ـ الجعفريات ص ٥٦ .

١٧٤

يدفع بها عن الرّجل المظلوم » .

[ ٧٩٦٢ ] ٦ ـ وعن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : « البلايا لا تتخطّى على الصّدقة ، أنّ الصّدقة لتدفع سبعين باباً من السّوء » .

[ ٧٩٦٣ ] ٧ ـ عوالي اللآلي : عن العلّامة الحلّي في بعض كتبه ، قال : مرّ النّبي ( صلى الله عليه وآله ) ، يوماً بيهودي يتحطّب (١) في صحراء ، فقال لأصحابه : « إنّ هذا اليهودي لتلدغه اليوم حيّة ويموت » فلما كان آخر النهار رجع اليهودي بالحطب على رأسه على جاري عادته ، فقال له الجماعة : يا رسول الله ، ما عهدناك تخبر بما لم يكن ! فقال : « وما ذاك ؟ » قالوا : إنّك أخبرت اليوم ، بأنّ هذا اليهودي تلدغه أفعى ويموت ، وقد رجع ، فقال ( صلى عليه وآله ) : « عليّ به » فأتي به إليه ، فقال : « يا يهودي ، ضع الحطب وحلّه » فحلّه فرأى فيه أفعى ، فقال : « يا يهودي ، ما صنعت اليوم من المعروف ؟ » فقال : ما صنعت شيئاً غير إني خرجت ومعي كعكتان ، فأكلت احداهما ثم سألني سائل فدفعت إليه الأخرى ، فقال : « تلك الكعكة خلصتك من الأفعى » فأسلم على يده .

____________________________

٦ ـ الجعفريات :

٧ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٧٣ ح ٨٧ .

(١) الظاهر أن صوابه « يحتطب » .

١٧٥

٩ ـ ( باب استحاب قناعة السّائل ، ودعائه لمن أعطاه ، وزيادة إعطاء القانع الشّاكر ، ورد غير القانع )

[ ٧٩٧٤ ] ١ ـ مجموعة الشهيد : بخطّ الشيخ شمس الدّين محمد بن عليّ الجباعي ، قال : قال السّيد تاج الدّين بن معيّة ـ ورفع إسناده إلى غوث السّينسي ـ قال : مرّ بنا جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض أخطاره ، فاستنزلناه فنزل فبات بنا وأصبح ، فلمّا علمت أنّه أنس الرّاحة ، قلت له : يا جابر ، هلّا أخبرتنا شيئاً من مكارم أخلاق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ فقال : كنت أنا وقنبر وعليّ ( عليه السلام ) ، فبينا نحن قعود إذ هدف إلينا أعرابي ، فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فقال علي ( عليه السلام ) : « عليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يا أخا العرب » فقال الاعرابي : يا أمير المؤمنين ، إنّ لي إليك حاجة ، قد رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أذنت بقضائها حمدنا الله وشكرناك ، وإن لم تقضها شكرنا الله وعذرناك ، فقال علي ( عليه السلام ) : « خطّ حاجتك على الأرض فإنّي أري أثر الفقر عليك بيّناً » فكتب على الأرض أنا فقير ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : « يا قنبر أعطه حلّتي » فأحضرها وأفرغها عليه ، فأنشده :

كسوتني حلّة تبلى محاسنها

فسوف أكسوك من حسن الغنا حللا

إن نلت حسن ثناء نلت مكرمة

ولست تبغي بما قد نلته بدلا

إنّ الثّناء ليحيى ذكر صاحبه

كالغيث يحيي نداه السّهل والجبلا

____________________________

الباب ٩

١ ـ مجموعة الشهيد : مخطوط وفي البحار ج ٤١ ص ٣٤ ح ٧ عن أمالي الصدوق نحوه .

١٧٦

قال : فلمّا سمع كلام الاعرابي ، قال : « يا أخا العرب ، أما إذا كان معك هذا فادن إلى هاهنا » فلمّا دنا منه ، قال : « أعطه يا قنبر من بيت مال المسلمين خمسين ديناراً » قال جابر : فقلت : يا أمير المؤمنين ، أمرته أن يخطّ بين يديك ، فكتب أنا فقير ، فأمرت له بحلتك فافرغت عليه ، فأنشد أبياتاً فرفعت منزلته إليك ، وأمرت له بخمسين ديناراً ، فقال علي ( عليه السلام ) : « نعم يا جابر ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : أنزلوا النّاس منازلهم » .

ورواه الصّدوق في الأمالي (١) : مسنداً ، والشيخ ابراهيم الكفعمي في كتاب مجموع الغرائب (٢) ، عن كتاب فتاوى الفتاوات ، وفي روايتهما اختلاف ، وقد أخرجتهما في كتابنا المسمّى بالكلمة الطّيبة .

[ ٧٩٦٥ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنّه كان إذا أعطى السّائل شيئاً فيسخطه (١) ، انتزعه منه وأعطاه غيره .

[ ٧٩٦٦ ] ٣ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « وكان أبي ( عليه السلام ) ربّما اختبر السؤال ، ليعلم القانع من غيره ، وإذا وقف به السائل أعطاه الرّأس ، فإن قبله قال : دعه ، وأعطاه من اللّحم ، وإن لم يقبله ، تركه ولم يعطه شيئاً » .

[ ٧٩٦٧ ] ٤ ـ الحافظ البرسي في مشارق الأنوار : أنّ فقيراً سأل الصّادق

____________________________

(١) أمالي الصدوق ص ٢٢٥ ح ١٠ .

(٢) مجموع الغرائب :

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٤٠ ح ١٢٧٦ .

(١) في المصدر : فَيتَسخَّطُه .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٨٥ ح ٦٧٠ قطعه منه .

٤ ـ مشارق أنوار اليقين ص ٩٣ ، وعنه في البحار ج ٤٧ ص ٦١ .

١٧٧

( عليه السلام ) ، فقال لعبده : « ما عندك ؟ » قال : أربعمائة درهم ، قال : « أعطه إيّاها » فأعطاه فأخذها وولّى شاكراً ، فقال لعبده : « أرجعه » فقال : يا سيّدي سئلت فأعطيت ، فماذا بعد العطاء ؟ فقال له : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خير الصدقة ما أبقت غنى (١) ، وإنّا لم نغنك ، فخذ هذا الخاتم فقد أُعطيت فيه عشرة آلاف درهم ، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة » .

[ ٧٩٦٨ ] ٥ ـ القطب الراوندي في لبّ اللّباب : روي أنّ ملك الموت دخل على سليمان ( عليه السلام ) ، وعنده رجل فقال : لم يبق من عمره إلّا خمسة أيّام ، ثم تصدّق الرّجل برغيف ، فقال السّائل : مدّ الله في عمرك ، فزاد الله في عمره خمسين سنة .

١٠ ـ ( باب استحباب افتتاح النهار بالصّدقة ، وافتتاح اللّيل بالصّدقة ، وافتتاح الخروج في ساعة النّحوس وغيرها بالصّدقة )

[ ٧٩٦٩ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهم السلام ) ، قال : « كانت أرض بين أبي ورجل فأراد قسمتها ، وكان الرّجل صاحب نجوم ، فنظر السّاعة التي فيها السّعود فخرج فيها ، ونظر إلى السّاعة التي فيها النحوس فبعث إلى أبي ، فلمّا اقتسما الأرض خرج خير السّهمين لأبي ، فجاء صاحب النجوم فتعجب ، فقال له أبي :

____________________________

(١) في المصدر : عني .

٥ ـ لبّ اللباب : مخطوط .

الباب ١٠

١ ـ الجعفريات ص ٥٦ .

١٧٨

مالك ؟ فأخبره الخبر ، فقال له أبي : أدلّك على خير ممّا صنعت ، إذا أصبحت فتصدّق بصدقة يذهب عنك نحسن ذلك اليوم ، وإذا أمسيت فتصدق بصدقة يذهب عنك نحس تلك اللّيلة » .

[ ٧٩٧٠ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « ارغبوا في الصّدقة وبكّروا بها ، فما من مؤمن يتصدّق بصدقة حين يصبح ، يريد بها ما عند الله ، إلّا دفع الله بها عنه شرّ ما ينزل من السماء في ذلك اليوم ، أو قال : وقاه الله شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم » .

[ ٧٩٧١ ] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنّه كان له مولى بينه وبين رجل دار ، فمات فورثه ، فأرسل إلى الرّجل ليقسم الدّار معه ، وكان الرّجل صاحب نجوم فتثاقل عن قسمتها ، فتوخى السّاعة التي فيها سعوده ، فجاء إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) فيها (١) ، فأرسل معه من يقاسمها (٢) ، وكان الرّجل يهوى منها سهماً ، فخرج السّهم لأبي عبدالله ( عليه السلام ) ، فلمّا رأى ذلك الرّجل أخبره بالخبر ، فقال : « أفلا أدلّك على خير ممّا قلت ؟ » قال : نعم جعلني الله فداك : « تصدّق بصدقة إذا أصبحت ، يذهب عنك نحس يومك ، وتصدّق بصدقه إذا أمسيت ، يذهب عنك نحس ليلتك ، ولولا [ أن ] (٣) ترى أنّ النّجم أسعدك ، لتركنا حصّتنا لك من هذه الدّار » .

[ ٧٩٧٢ ] ٤ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب فرج المهموم : نقلاً من كتاب

____________________________

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣١ ح ١٢٥٣ .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٣٣٢ ح ١٢٥٤ .

(١) ليس في المصدر .

(٢) في المصدر : يقاسمه .

(٣) أثبتناه من المصدر .

٤ ـ فرج المهموم ص ١٢٤ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٢٩ ح ٥٤ .

١٧٩

التجمّل ، عن ابن أذينة ، عن ابن أبي عمير ، قال : كنت أبصر بالنّجوم وأعرفها وأعرف الطّالع ، فيدخلني شيء من ذلك ، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : « إذا وقع في نفسك شيء [ من ذلك ] (١) فخذ شيئاً وتصدّق على أوّل مسكين تلقاه ، فإنّ الله تعالى يدفع عنك » .

[ ٧٩٧٣ ] ٥ ـ الصدوق في الهداية : عن الصّادق ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « تصدّق واخرج أيّ يوم شئت » .

[ ٧٩٧٤ ] ٦ ـ الرّاوندي في لبّ اللّباب : روي أن عليّاً ( عليه السلام ) ، لم يملك غير أربعة دراهم ، فتصدّق بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سرّاً ، وبدرهم علانية ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « ما حملك على هذا ؟ فنزل ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (١) فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ألا أنّ لك ذلك » .

[ ٧٩٧٥ ] ٧ ـ محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره : عن أبي إسحاق ، قال : كان لعليّ ( عليه السلام ) ـ وساق إلى قوله ـ ما حملك على ما صنعت ؟ قال : إنجاز موعود الله ، فأنزل الله الآية .

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر .

٥ ـ الهداية ص ٤٥ ، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٣٧ ح ٧٠ .

٦ ـ لب اللباب : مخطوط .

(١) البقرة ٢ : ٢٧٤ .

٧ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٥١ ح ٥٠٢ .

١٨٠