مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

٥٧٤٠ / ٨ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب المجتنى : نقلا من كتاب المستغيثين ، دعاء رواه الليث بن سعد ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، استجيب له ( عليه السلام ) في الحال : « يا الله يا الله يا الله ، حتى انقطع نفسه ، يا رحمن يا رحمن يا رحمن ، حتى انقطع نفسه ، يا رحيم يا رحيم ، حتى انقطع نفسه ، يا ارحم الراحمين ، حتى انقطع نفسه ، ثم سأل حاجته ، فحضرت في الحال » .

٣٢ ـ ( باب انه يستحب لمن اراد أن يسأل الله الحور العين ، أن يكبر الله  ،  ويسبحه  ،  ويحمده  ،  ويهلله ، ويصلي على محمد وآله ، مائة مرة )

٥٧٤١ / ١ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن محمد بن الحسن ، عن علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن الحسين بن خالد قال : سألت ابا الحسن ( عليه السلام ) ، عن مهر السنة ، كيف صار خمسمائة درهم ؟ فقال : « ان الله تبارك وتعالى ، اوجب على نفسه ، ان لا يكبره مؤمن مائة تكبيرة ، ويحمده مائة تحميدة (١) ، ويسبحه مائة تسبيحة ، ويهلله مائة تهليلة ، ويصلي على محمد وآل محمد مائة مرة ، ثم يقول : اللهم زوجني من الحور العين ، الا زوجه الله حوراء ( من الجنة ) (٢) ، وجعل ذلك مهرها » . . . الخبر .

__________________________

٨ ـ المجتبى ص ١٠ .

الباب ـ ٣٢

١ ـ الاختصاص ص ١٠٣ .

(١) في المصدر ورد الحمد بعد التسبيح .

(٢) ليس في المصدر .

٢٢١
 &

٣٣ ـ ( باب أنه يستحب أن يقال بعد الدعاء : ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ويستحب أن يقال : ما شاء الله ، ألف مرة )

٥٧٤٢ / ١ ـ الشيخ ورام في تنبيه الخواطر : عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « بعث الله نبيا الى قوم ، فشكا الى الله الضعف ، فاوحى الله عز وجل اليه : ان النصر يأتيك بعد خمس عشرة سنة ، فقال لاصحابه : إن الله عز وجل ، امرني بقتال بني فلان ، فشكوا اليه الضعف ، فقال [ لهم ] (١) : ان الله قد اوحى اليّ ، ان النصر يأتيني بعد خمس عشرة سنة ، فقالوا : ما شاء الله ، لا حول ولا ، قوة الا بالله ، قال : فأتاهم [ الله ] (٢) بالنصر في سنتهم ، لتفويضهم الى الله ، بقولهم : ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله » .

٥٧٤٣ / ٢ ـ علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية : في سياق قصة موسى ( عليه السلام ) ، فروي انه تعالى انما عنى بقوله : ( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ) (١) اردد صفراء الى شعيب ، فرجع فردها ، وخرج الى مصر بعد غيبته بضع عشرة سنة ، وقد كان طال على الشيعة الانتظار ، بعد ان رأوا موسى ( عليه السلام ) ، فاجتمعوا الى فقيههم وعالمهم ، فسألوه الخروج معهم الى موضع يحدثهم فيه ، فخرج بهم الى الصحراء ، وقعد يحدثهم ، وقال لهم : ان الله جل وعلا أوحى اليّ ، ان يفرج عنكم بعد اربعة اشهر ، فقالوا : ما شاء الله ، فقال لهم : ان الله اوحى الي ، ان

__________________________

الباب ـ ٣٣

١ ـ تنبيه الخواطر ج ١ ص ١٦ ، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ١٩١ ح ٣٤ .

(١ و ٢) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ اثبات الوصية ص ٤٤ .

(١) طه ٢٠ : ١٢ .

٢٢٢
 &

يفرج عنكم بقولكم ما شاء الله [ بعد ] (٢) ثلاثة اشهر ، فقالوا : كل نعمة من الله ، فقال لهم : ان الله اوحى اليّ ، ان يفرج عنكم بقولكم كل نعمة من الله [ بعد ] (٣) شهرين : فقالوا : لا يأتي بالخير الا الله ، فقال لهم : ان الله جل جلاله اوحى الي أن يفرج عنكم بما قلتم بعد شهر ، فقالوا : لا يصرف السوء الا الله ، فقال لهم : ان الله قد أوحى اليّ بأنه يفرج عنكم الى جمعة بما قلتم ، فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل .

فقال لهم : ان الله قد اوحى اليّ ان يفرج عنكم في هذا اليوم ، فانتظروا الفرج ، فقالوا : الحمد لله رب العالمين ، فجلسوا ينتظرون ، اذ اقبل موسى ( عليه السلام ) ـ وساق القصة الى ان قال ـ (٤) اشتدت المحنة على بني اسرائيل بعد ظهور موسى ، وكانوا يضربون ، ويحمل عليهم الحجارة والماء والحطب ، فصاروا الى موسى فقالوا له : كنا نتوقع الفرج ، فلما فرج عنا بك ، غلظت المحنة علينا ، فناجى موسى ربه في ذلك ، فاوحى الله اليه : « عرّف بني إسرائيل ، اني مهلك فرعون بعد اربعين سنة » ، فاخبرهم بذلك ، فقالوا : ما شاء الله كان ، فاوحى الله اليه : « عرفهم اني نقصت من مدة فرعون ، بقولهم : ما شاء الله كان ، عشرا (٥) ، واني مهلكه بعد ثلاثين سنة » ، فقالوا : كل نعمة من الله ، فأوحى الله الى موسى : « إني نقصت من ايامه بقولهم (٦) : كل نعمة من الله ، عشر سنين ، واني مهلكه بعد عشرين سنة » ، فقالوا : لا يأتي بالخير الا الله ، فاوحى الله اليه : « قد نقصت من ايامه بقولهم : لا

__________________________

(٢ و ٣) ما بين المعقوفين إضافة يقتضيها السياق .

(٤) المصدر نفسه ص ٤٦ .

(٥) في المصدر : عشر سنين .

(٦) في المصدر : لقولهم .

٢٢٣
 &

يأتي بالخير الا الله ، عشر سنين ، واني مهلكه بعد عشر سنين » ، فقالوا : لا يصرف السوء الا الله ، فاوحى الله [ إليه : « إني ] (٧) قد بترت عمره ومحقت ايامه ، بقولهم : لا يصرف السوء الا الله » . . . الخبر .

٣٤ ـ ( باب استحباب الصلاة على محمد وآله ، في أول الدعاء ووسطه وآخره )

٥٧٤٤ / ١ ـ الجعفريات : اخبرنا عبد الله بن محمد قال : اخبرنا محمد بن محمد قال : حدثني موسى بن اسماعيل قال : حدثني ابي ، عن ابيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن ابيه ، عن علي بن ابي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : صلاتكم عليّ مجوّزة لدعائكم ، ومرضاة لربكم ، وزكاة لابدانكم » .

٥٧٤٥ / ٢ ـ وبهذا الاسناد : عن علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « اذا دعا العبد ، ولم يذكر النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، رفرف الدعاء فوق رأسه ، فاذا ذكر النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، رُفع الدعاء » .

٥٧٤٦ / ٣ ـ الصدوق في الخصال ، في حديث الاربعمائة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « صلوا على محمد وآل محمد ، فان الله عز وجل يقبل دعاءكم عند ذكر محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ودعاؤكم له ،

__________________________

(٧) أثبتناه من المصدر .

الباب ـ ٣٤

١ ـ الجعفريات ص ٢١٥ .

٢ ـ الجعفريات ص ٢١٦ .

٣ ـ الخصال ص ٦٣ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٥٠ ح ١٤ .

٢٢٤
 &

وحفظكم إياه » .

٥٧٤٧ / ٤ ـ جامع الاخبار : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « صلاتكم عليّ ، جواز دعائكم ، ومرضاة لربكم ، وزكاة لاعمالكم » .

٥٧٤٨ / ٥ ـ وعنه : « ما من دعاء الا وبينه وبين السماء حجاب ، حتى يصلي على محمد وآل محمد ، واذا فعل ذلك انخرق الحجاب ، فدخل الدعاء ، واذا لم يفعل ذلك ، لم يرفع الدعاء » .

٥٧٤٩ / ٦ ـ السيد علي بن طاووس في جمال الاسبوع : عن جماعة ، باسنادهم الى محمد بن الحسن الصفار ، عن ابراهيم بن هاشم والبرقي والحسين بن علي بن عبد الله جميعا ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صلاتكم علي مجوزة لدعائكم ، ومرضاة لربكم ، وزكاة لاعمالكم » .

٥٧٥٠ / ٧ ـ وبهذا الاسناد : عن جعفر : عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « اذا دعا احدكم ولم يذكر النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، رفرف الدعاء على رأسه ، فاذا ذكر النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، رفع الدعاء » .

٥٧٥١ / ٨ ـ وبالاسناد الى الصفار : عن [ محمد بن ] (١) الحسين بن

__________________________

٤ و ٥ ـ جامع الاخبار ص ٧١ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٦٤ .

٦ و ٧ ـ جمال الاسبوع ص ٢٤٢ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٦٧ ح ٥٦ .

٨ ـ جمال الاسبوع ص ٢٤٢ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٦٨ ح ٥٦ قطعة منه .

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب ، انظر « رجال النجاشي ص ٢٣٦ » .

٢٢٥
 &

ابي الخطاب ، عن محمد بن بشير الدهان ، عن عبد الملك بن عتبة ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) : « اذا دعا احدكم ، فليبدأ بالصلاة على محمد وآل محمد ، يقول (٢) افعل بي كذا وكذا ، فان العبد اذا قال : اللهم صل على محمد وعلى اهل بيته ، استجاب له ، فاذا قال : افعل بي كذا وكذا ، كان اجود من ان يرد بعضا ويستجيب بعضا » .

٥٧٥٢ / ٩ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ، عن حميد بن شعيب السبيعي ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : سمعته ـ اي جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ـ يقول : « ان رجلا اتى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال : يا رسول الله ، اني جعلت نصف دعائي لك ، قال : أنت إذاً (١) ثمّ أتاه من الغد ، فقال : يا رسول الله ، اني جعلت دعائي كله لك ، فقال : ان كنت فعلت ، كفاك الله مؤنة الدنيا والآخرة ، وان جعفرا ( عليه السلام ) قال : اتدرون كيف جعل دعاءه لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ؟ انما قال : اللهم صل على محمد واهل بيته ، وافعل بي ، كلما اراد ان يدعو لنفسه ، بدأ بالصلاة على محمد وآل محمد ، ثم دعا لنفسه » .

٥٧٥٣ / ١٠ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : في قوله تعالى : ( وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (١) روي : « ان العمل الصالح ، هو قول : اللهم صل على محمد وآل محمد ، فمن كان له حاجة الى الله ، فليصلّ على محمد

__________________________

(٢) في المصدر : ويقول .

٩ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٦٥ .

(١) في هامش الطبعة الحجرية : « هكذا كان في الأصل والظاهر سقوط شيء منه » .

١٠ ـ لب اللباب : مخطوط .

(١) فاطر ٣٥ : ١٠ .

٢٢٦
 &

وآله ، وليسأل حاجته ، فالله أكرم من أن يسأل [ العبد ] (٢) عنه حاجتين ، ويقضي احداهما ، ويمنع الأخرى » .

٥٧٥٤ / ١١ ـ وقال علي ( عليه السلام ) : « من قال ثلاث مرات : اللهم صل على محمد وآل محمد ، قضى الله حاجته » .

٥٧٥٥ / ١٢ ـ الشيخ ابو الفتوح الرازي في تفسيره : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، انه قال : « ما من دعاء الا بينه وبين السماء حجاب ، فاذا دعا العبد ولم يصل عليّ في اوله ، عسى يرفع الى الحجاب ثم يرد ، واذا صلى علي في اوله ، تصعد الصلاة فتفتق الحجاب ، وتصعد الى السماء ، ويتبعها الدعاء الى دون العرش ، فهناك ترجى الاجابة » .

٥٧٥٦ / ١٣ ـ وعن امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال : « لا تدع بدعاء الا ان تقول في اوله : صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي كذا وكذا ، وكان ( عليه السلام ) يفعل كذلك ، فقيل له في ذلك ، فقال : الدعاء مع الصلاة مقرون بالاجابة ، والله تعالى يستحي ان يسأل عنه العبد حاجتين ، يجيب احداهما ويرد الاخرى » .

__________________________

(٢) ليس في الاصل المخطوط ، وأثبتناه من الطبعة الحجرية .

١١ ـ لب اللباب : مخطوط .

١٢ ـ تفسير الشيخ ابي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٩٨ ، وأخرجه المجلسي « ره » في البحار ج ٩٤ ص ٦٤ عن جامع الاخبار ص ٧١ نحوه .

١٣ ـ تفسير الشيخ أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٩٨ .

٢٢٧
 &

٣٥ ـ ( باب استحباب التوسل في الدعاء بمحمد وآل محمد ( عليهم السلام ) )

٥٧٥٧ / ١ ـ المفيد في الاختصاص : عن الصدوق ، عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن ابي القاسم ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن الحسين بن ابي نجران ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن ابي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال جابر الانصاري : قلت لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ما تقول في علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ؟ فقال : ذاك نفسي ، قلت : فما تقول في الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ؟ قال : هما روحي ، وفاطمة امهما ابنتي ، يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها ، اشهد الله اني حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، يا جابر اذا اردت ان تدعو الله فيستجيب لك ، فادعه باسمائهم ، فانها احب الاسماء الى الله عز وجل » .

٥٧٥٨ / ٢ ـ وعن الرضا ( عليه السلام ) ، انه قال : « اذا نزلت بكم شديدة ، فاستعينوا بنا على الله عز وجل ، وهو قوله عز وجل : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ ) (١) » .

٥٧٥٩ / ٣ ـ وفي مجالسه : عن الصدوق ، عن ابيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن احمد بن يحيى ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن

__________________________

الباب ـ ٣٥

١ ـ الإِختصاص ص ٢٢٣ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٢١ ح ١٦ .

٢ ـ الاختصاص ص ٢٥٢ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٢٢ ح ١٧ .

(١) الأعراف ٧ : ١٨٠ .

٣ ـ أمالي المفيد ص ٢١٨ ح ٦ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٢ .

٢٢٨
 &

العباس بن عامر ، عن احمد بن رزق ( الله ) (١) ، عن يحيى بن ابي العلاء ، عن جابر ، عن ابي جعفر ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : انه اذا كان يوم القيامة ، وسكن اهل الجنة الجنة ، واهل النار النار ، مكث عبد في النار سبعين خريفا ، والخريف سبعون سنة ، ثم انه يسأل الله عز وجل ويناديه ، فيقول :

يا رب ، اسألك بحق محمد واهل بيته ، لما رحمتني ، قال : فيوحي الله جل جلاله الى جبرئيل ( عليه السلام ) : ان اهبط الى عبدي فاخرجه ، فيقول جبرئيل : يا رب (٢) وكيف لي بالهبوط في النار ! فيقول الله تبارك وتعالى : إنّي (٣) قد امرتها ان تكون عليك بردا وسلاما ، قال فيقول : يا رب فما علمي بموضعه ؟ فيقول : انه في جب من سجين . فيهبط جبرئيل الى النار ، فيجده معقولا على وجهه ، فيخرجه فيقف بين يدي الله عز وجل .

فيقول الله عز وجل : يا عبدي كم لبثت تناشدني في النار ؟ فيقول : يا رب ما احصيه ، فيقول الله عز وجل : اما وعزتي وجلالي لولا من سألتني بحقهم عندي ، لأطلت هوانك في النار ، ولكنه حتم على نفسي ، ان لا يسألني عبد بحق محمد واهل بيته ، الا غفرت له ما كان بيني وبينه ، وقد غفرت لك اليوم ، ثم يؤمر الى الجنة » .

٥٧٦٠ / ٤ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن محمد بن ابي زيد

__________________________

(١) لفظ الجلالة ليس في المصدر والظاهر أنّ الصحيح ما في المصدر « راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ١١٥ وجامع الرواة ج ١ ص ٥٠ » .

(٢) ليس في المصدر .

(٣) في المصدر : إنه .

٤ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٤٢ ح ١١٩ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٥ ح ٧ .

٢٢٩
 &

الرازي ، عمن ذكره ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : « اذا نزلت بكم شدة ، فاستعينوا بنا على الله ، وهو قول الله : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ ) (١) » قال : قال ابو عبد الله ( عليه السلام ) : « نحن والله الاسماء الحسنى ، الذي لا يقبل من أحد إلا بمعرفتنا ، قال : ( فَادْعُوهُ بِهَا ) ».

٥٧٦١ / ٥ ـ وعن شعيب العقرقوفي ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) ، في حديث له في قصة يوسف ( عليه السلام ) ، وانه ألبث في السجن بضع سنين ، قال ( عليه السلام ) : « فلما انقضت المدة ، اذن له في دعاء الفرج ، ووضع خده على الأرض ، ثم قال : اللهم ان كانت ذنوبي قد أخلقت (١) وجهي عندك ، فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين : ابراهيم ، واسماعيل ، واسحاق ، ويعقوب ، قال : ففرج الله عنه قال فقلت له : جعلت فداك اندعو نحن بهذا الدعاء ؟ فقال : ادع بمثله : اللهم ان كانت ذنوبي قد اخلقت وجهي عندك ، فاني اتوجه اليك بوجه نبيك نبي الرحمة ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، الحسين (٢) ، صلوات الله عليهم » .

٥٧٦٢ / ٦ ـ الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الفضائل : عن الإِمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، انه كان جالسا في الحرم ، في مقام ابراهيم ، فجاء رجل شيخ كبير ، قد فنى عمره في المعصية ، فنظر

__________________________

(١) الأعراف ٧ : ١٨٠ .

٥ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٨ ح ٢٩ ، عنه في البحار ج ١٢ ص ٢٣١ .

(١) خلق الثوب وأَخلق : اذا بلى ( مجمع البحرين ج ٥ ص ١٥٨ ) .

(٢) في المصدر زيادة : والأئمة .

٦ ـ الفضائل ص ٦٩ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٢٠ ح ١٤ .

٢٣٠
 &

الى الصادق ( عليه السلام ) ، فقال : نعم الشفيع الى الله للمذنبين ، فاخذ باستار الكعبة ، وانشأ يقول :

بحق جلالك (١) يا ولي

بحق الهاشمي الأبطحي

بحق الذكر اذ يوحى اليه

بحق وصيه البطل الكميّ

بحق الطاهرين ابني علي

وامهما ابنة البر الزكي (٢)

بحق أئمة سلفوا جميعا

على منهاج جدهم النبي

بحق القائم المهدي الا

غفرت خطيئة العبد المسي

قال فسمع هاتفا يقول : يا شيخ ، كان ذنبك عظيما ، ولكن غفرنا لك جميع ذنوبك ، بحرمة شفعائك ، فلو سألتنا ذنوب اهل الأرض لغفرنا لهم ، غير عاقر الناقة ، وقتله الأنبياء والأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) .

٥٧٦٣ / ٧ ـ وفيه ، وفي كتاب الروضة : باسناده الى ابن مسعود قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لما خلق الله آدم ، فسأل ربه ان يريه ذريته ، من الانبياء والاوصياء المقربين الى الله عز وجل ، فانزل الله عليه صحيفة فقرأها كما علمه الله تعالى ، الى ان انتهى الى محمد النبي العربي ( عليه وآله افضل الصلاة ) ، فوجد عند اسمه اسم علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ، فقال آدم : هذا نبي بعد محمد ( صلّى الله عليه وآله ) ؟ فهتف اليه هاتف يسمع صوته ولا يرى شخصه ، يقول : هذا وارث علمه ، وزوج ابنته ، ووصيه ، وابو ذريته ، فلما وقع آدم في الخطيئة ، جعل يتوسل الى الله تعالى بهم ، فتاب الله عليه » .

__________________________

(١) في المصدر : جلاء وجهك .

(٢) هذا البيت ليس في المصدر .

٧ ـ الفضائل : النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث ، والروضة ص ٢٩ .

٢٣١
 &

٥٧٦٤ / ٨ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب كشف اليقين (١) : من كتاب مولد فاطمة ( عليها السلام ) لابن بابويه ، عن ابن عباس قال : سألت النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، عن الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه ، قال : « سأله بحق محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، ( عليهم السلام ) ، الا تبت علي ، فتاب عليه » .

٥٧٦٥ / ٩ ـ وروي عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : « ان امرأة من الجن ، يقال لها : عفراء ، وكانت تنتاب النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، فتسمع من كلامه ، فتأتي صالحي الجن ، فيسلمون على يديها ، وفقدها النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، وسأل عنها جبرئيل ، فقال : انها زارت اختا لها تحبها في الله ـ الى ان ذكر انها جاءت ـ فقال لها : يا عفراء ، اي شيء رأيت ؟ قالت : رأيت عجائب كثيرة ، قال : فاعجب ما رأيت ، قالت : رأيت ابليس في البحر الاخضر ، على صخرة بيضاء ، ماداً يديه الى السماء ، وهو يقول :

الهي اذا بررت قسمك وادخلتني نار جهنم ، فاسألك بحق محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، ( عليهم السلام ) ، الا خلصتني منها ، وحشرتني معهم ، فقلت : ابا حارث ، ما هذه الاسماء

__________________________

٨ ـ بل الاربلي في كشف الغمّة ج ١ ص ٤٦٥ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٢٠ ح ١٥ .

(١) ولعل سبب ذلك أنه « قدّه » نقل الخبر من البحار ولتقارب رمز كشف الغمة « كشف » مع رمز كشف اليقين « شف » ترتب على ذلك سهو المصنف « قده » ، وبقرينة التتابع مع الحديث التالي أيضاً .

٩ ـ بل الاربلي في كشف الغمة ج ١ ص ٤٦٥ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٢٠ ح ١٥ قطعة منه .

٢٣٢
 &

التي تدعو بها ؟ فقال : رأيتها على ساق العرش : من قبل ان يخلق الله عز وجل آدم بسبعة آلاف سنة ، فعلمت انها اكرم الخلق على الله ، فأنا (١) اسأله بحقهم ، فقال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : والله ، لو أقسم اهل الأرض بهذه الأسماء ، لأجابهم الله تعالى » .

٥٧٦٦ / ١٠ ـ الإِمام ابو محمد العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : « ان موسى ( عليه السلام ) ، لما انتهى الى البحر ، اوحى الله عز وجل اليه : قل لبني اسرائيل : جدّدوا توحيدي ، وامروا بقلوبكم ذكر محمد سيد عبيدي وامائي ، واعيدوا على انفسكم الولاية لعلي ، اخي محمد ، وآله الطيبين ، وقولوا :

اللهم بجاههم جوّزنا على متن هذا الماء ، يتحول لكم ارضا ، فقال لهم موسى ذلك ، فقالوا : تورد علينا ما نكره ، وهل فررنا من فرعون الا من خوف الموت ، وانت تقتحم بنا هذا الماء الغمر ، بهذه الكلمات ، وما يدرينا ما يحدث من هذه علينا ، فقال لموسى ، كالب بن يوحنا ، وهو على دابة له ، وكان ذلك الخليج اربعة فراسخ : يا نبي الله ، امرك الله بهذا ان نقوله ، وندخل الماء ؟ فقال : نعم ، فقال : وانت تأمرني به ؟ قال : بلى ، قال : فوقف وجدّد على نفسه ، من توحيد الله ونبوة محمد وولاية علي والطيبين من آلهما ( عليهم السلام ) ، كما امر به ، ثم قال :

اللهم بجاههم جوّزني على متن هذا الماء ، [ ثم اقحم فرسه فركض على متن الماء ] (١) واذا الماء تحته كارض لينة ، حتى بلغ آخر

__________________________

(١) في المخطوط : فاذن ، وما أثبتناه من المصدر ، وهو الأصح ظاهراً .

١٠ ـ تفسير الامام العسكري ( عليه السلام ) ص ٩٨ باختلاف يسير في بعض ألفاظه ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٦ ح ٨ .

(١) اثبتناه من المصدر .

٢٣٣
 &

الخليج ، ثم عاد راكضا ، ثم قال لبني اسرائيل ، يا بني إسرائيل ، اطيعوا موسى ، فما هذا الدعاء الا مفتاح ابواب الجنان ، ومغاليق ابواب النيران ، ومستنزل الارزاق ، وجالب على عبيد الله وامائه رضاء المهيمن الخلاق ، فابوا وقالوا : نحن لا نسير الا على الأرض ، فاوحى الله الى موسى : ( أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ) (٢) وقل : اللهم بجاه محمد وآله الطيبين ، لما فلقته ، ففعل ، فانفلق وظهرت الأرض الى آخر الخليج .

فقال موسى ( عليه السلام ) : ادخلوا ، قالوا : الأرض وحلة ، نخاف ان نرسب فيها ، فقال الله : يا موسى قل : اللهم بجاه محمد وآله الطيبين ، جففها ، فقالها ، فارسل الله عليها ريح الصبا فجفت ، وقال موسى ( عليه السلام ) ، ادخلوها ، قالوا : يا نبي الله نحن اثنتي عشرة قبيلة ، بنو اثني عشر أباً ، وان دخلنا رام كل فريق تقدم صاحبه ، فلا نأمن وقوع الشر بيننا ، فلو كان لكل فريق [ منا طريق ] (٣) على حدة ، لأمنا ما نخافه ، فامر الله موسى ، ان يضرب البحر بعددهم ، اثنتي عشرة ضربة ، في اثني عشر موضعا ، الى جانب ذلك الموضع ، ويقول :

اللهم بجاه محمد وآله الطيبين ، بيّن الأرض لنا ، وأمط الماء عنا ، فصار فيه تمام اثني عشر طريقا ، وجف قرار الارض بريح الصبا ، فقال : ادخلوها ، فقالوا : كل فريق منا يدخل سكة من هذه السكك ، لا ندري ما يحدث على الاخرين ، فقال الله عز وجل : فاضرب كل طود من الماء بين هذه السكك ، فضرب ، فقال : اللهم

__________________________

(٢) الشعراء ٢٦ : ٦٣ .

(٣) اثبتناه من الطبعة الحجرية .

٢٣٤
 &

بجاه محمد وآله الطيبين ، لما جعلت هذا الماء طبقات واسعة ، يرى بعضهم بعضا منها ، فحدث طبقات واسعة ، يرى بعضهم بعضا » . . الخبر .

٥٧٦٧ / ١١ ـ وقال ( عليه السلام ) ـ في قصة التوبة عن عبادة العجل ، بقتل بعضهم بعضا ـ : « فلما استمر القتل فيهم ، وهم ستمائة الف الا اثني عشر [ الفا ] (١) الذين لم يعبدوا العجل ، وفق الله بعضهم ، فقال لبعضهم ، والقتل لم يفض بعد اليهم ، فقال : اوليس الله قد جعل التوسل بمحمد وآله الطيبين ( عليهم السلام ) ، امرا لا يخيب معه طلبة ، ولا يرد به مسألة ؟ وهكذا توسّلت بهم الانبياء والرسل ، فما لنا لا نتوسل ، قال : فاجتمعوا وضجوا ، يا ربنا ، بجاه محمد الاكرم ، وبجاه علي الافضل ، وبجاه فاطمة ذات الفضل والعصمة ، وبجاه الحسن والحسين ، سبطي سيد المرسلين ، وسيدي شباب اهل الجنان اجمعين ، وبجاه الذرية الطيبة الطاهرة ، من آل طه ويس ، لما غفرت لنا ذنوبنا ، وغفرت لنا هفوتنا ، وازلت هذا القتل عنا ، فذلك حين نودي موسى من السماء : ان كف القتل ، فقد سألني بعضهم مسألة ، واقسم علي قسما ، لو اقسم به هؤلاء العابدون للعجل ، وسألني بعضهم العصمة حتى لا يعبدوه لوفقتهم وعصمتهم ، ولو اقسم علي بها ابليس لهديته ، ولو اقسم علي بها نمرود او فرعون لنجيتهم ، فرفع عنهم القتل ، فجعلوا يقولون : يا حسرتنا ، اين كنا عن هذا الدعاء بمحمد وآله الطيبين ؟ حتى كان الله يقينا شر الفتنة ، ويعصمنا بافضل العصمة » . .

__________________________

١١ ـ تفسير الامام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٠١ باختلاف يسير في الالفاظ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٧ ح ٩ .

(١) اثبتناه من المصدر .

٢٣٥
 &

٥٧٦٨ / ١٢ ـ وقال ( عليه السلام ) ، في قوله تعالى : ( وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ) (١) قال : « واذكروا يا بني اسرائيل ، اذ استسقى موسى لقومه ، طلب لهم السقي ، لما لحقهم العطش في التيه ، وضجّوا بالبكاء الى موسى ، وقالوا : هلكنا بالعطش ، فقال موسى : الهي بحق محمد سيد الانبياء وبحق علي سيد الاوصياء ، وبحق فاطمة سيدة النساء ، وبحق الحسن سيد الاولياء ، وبحق الحسين افضل الشهداء ، وبحق عترتهم وخلفائهم سادة الازكياء ، لما سقيت عبادك هؤلاء .

فاوحى الله تعالى : يا موسى ( اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ) (٢) فضربه بها ، ( فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ ) (٣) ، كل قبيلة من بني اب من اولاد يعقوب ، ( مَّشْرَبَهُمْ ) (٤) ، فلا يزاحم الاخرين في مشربهم » .

٥٧٦٩ / ١٣ ـ وقال ( عليه السلام ) ، في قوله تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ) (١) . . الآية : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : وكان الله امر اليهود في ايام موسى وبعده ، اذا دهمهم امر ، ودهمتهم داهية ، ان يدعوا الله عز وجل ، بمحمد

__________________________

١٢ ـ تفسير الامام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٠٤ باختلاف يسير في الالفاظ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ٨ ح ١٠ .

(١) البقرة ٢ : ٦٠ .

(٢ ـ ٤) البقرة ٢ : ٦٠ .

١٣ ـ تفسير الامام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٥٨ باختلاف يسير في الالفاظ ، وعنه في البحار ج ٩٤ ص ١٠ ح ١٢ .

(١) البقرة ٢ : ٨٩ .

٢٣٦
 &

وآله الطيبين ، وان يستنصروا ، بهم وكانوا يفعلون ذلك ، حتى كانت اليهود من اهل المدينة ، قبل ظهور محمد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، بعشر سنين ، يعاديهم اسد وغطفان وقوم من المشركين ، ويقصدون اذاهم ، يستدفعون شرورهم وبلاءهم ، بسؤالهم ربهم بمحمد وآله الطيبين ، حتى قصدهم في بعض الاوقات ، اسد وغطفان في ثلاثة آلاف ، الى بعض اليهود حوالي المدينة ، فتلقاهم اليهود وهم ثلاثمائة فارس ، ودعوا الله بمحمد وآله ، فهزموهم وقطعوهم ، فقال اسد وغطفان بعضهم لبعض : تعالوا نستعين عليهم بسائر القبائل ، فاستعانوا عليهم بالقبائل ، واكثروا حتى اجتمعوا قدر ثلاثين الفا ، وقصدوا هؤلاء الثلاثمائة في قريتهم ، فألجؤوهم الى بيوتها ، وقطعوا عنها المياه الجارية ، التي كانت تدخل الى قراهم ، ومنعوا عنهم الطعام واستأمن اليهود اليهم فلم يؤمنوهم ، وقالوا : لا ، الا ان نقتلكم ونسبيكم وننهبكم ، فقالت اليهود بعضها لبعض : كيف نصنع ؟ فقال لهم امثلهم وذو الرأي منهم : اما امر موسى ( عليه السلام ) اسلافكم ومن بعدهم ، بالاستنصار بمحمد وآله ؟ اما امركم بالابتهال الى الله عز وجل ، عند الشدائد بهم ( عليهم السلام ) ؟ قالوا : بلى ، قالوا : فافعلوا ، ثم ذكر ( عليه السلام ) : انهم استسقوا بهم ( عليهم السلام ) فسقاهم الله ، واستطعموا بهم ( عليهم السلام ) فاطعمهم الله ، واستنصروا بهم ( عليهم السلام ) فنصرهم الله تعالى » والخبر طويل ، وفي هذا التفسير الشريف شيء كثير من هذا المطلب .

٥٧٧٠ / ١٤ ـ القطب الراوندي في قصص الأنبياء : باسناده الى

__________________________

١٤ ـ قصص الأنبياء ص ٢١ ، وعنه في البحار ج ١١ ص ١٨١ ح ٣٤ وفي ج ٢٦ ص ٣٢٤ ح ٦ .

٢٣٧
 &

الصدوق ، عن ابيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمد ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « قال آدم ( عليه السلام ) : يا رب بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، إلّا تبت عليَّ ، فاوحى الله اليه : يا آدم ، وما علمك بمحمد ؟ فقال : حين خلقتني ، رفعت رأسي ، فرأيت في العرش مكتوبا : محمد رسول الله ، علي امير المؤمنين » .

ورواه السيد علي بن طاووس في كتاب كشف اليقين (١) : من كتاب علي بن محمد القزويني ، عن التلعكبري ، عن محمد بن سهل ، عن الحميري ، رفعة قال : . . . وذكر مثله .

٥٧٧١ / ١٥ ـ فرات بن ابراهيم الكوفي في تفسيره : عن محمد بن القاسم بن عبيد ، عن الحسن بن جعفر ، عن الحسين بن سوار ، عن محمد بن عبد الله ، عن شجاع بن الوليد ابي بدر السكوني ، عن الاعمش ، عن ابي صالح ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « لما نزلت الخطيئة بآدم ، واخرج من الجنة ، اتاه جبرئيل فقال : يا ادم ادع ربك ، فقال : يا حبيبي جبرئيل ، بما ادعو ؟ قال : قل رب اسألك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان ، الا تبت علي ورحمتني ، فقال له آدم ( عليه السلام ) : يا جبرئيل ، سمهم لي ، قال : قل : اللهم بحق محمد نبيك ، وبحق علي وصي نبيك ، وبحق فاطمة بنت نبيك ، وبحق الحسن والحسين سبطي نبيك ، الا تبت علي

__________________________

(١) كشف اليقين ص ٣٧ ، وعنه في البحار ج ٢٦ ص ٣٢٥ ذيل الحديث ٦ .

١٥ ـ تفسير فرات الكوفي ص ١٣ .

٢٣٨
 &

فارحمني ، فدعا بهن آدم ، فتاب الله عليه ، وذلك قول الله : ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) (١) وما من عبد مكروب ، يخلص النية ، ويدعو بهن ، الا استحباب الله له » .

٣٦ ـ ( باب استحباب الاجتماع في الدعاء ، من أربعة إلى أربعين )

٥٧٧٢ / ١ ـ القطب الراوندي في دعواته : قال : قال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : « لا يجتمع اربعون رجلا في امر واحد ، الا استجاب الله تعالى لهم ، حتى لو دعوا على جبل لأزالوه » .

٥٧٧٣ / ٢ ـ العياشي في تفسيره : عن الفضل بن ابي قرة ، قال : سمعت ابا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : « اوحى الله الى ابراهيم ( عليه السلام ) : انه سيولد لك ، فقال لسارة ، فقالت : أألد وأنا عجوز ، فاوحى الله اليه : انها ستلد ، ويعذّب اولادها اربعمائة سنة ، بردها الكلام عليّ ، قال : فلما طال على بني اسرائيل العذاب ، ضجوا وبكوا الى الله تعالى اربعين صباحا ، فاوحى الله الى موسى وهارون يخلصهم من فرعون ، فحط عنهم سبعين ومائة سنة ، قال وقال ابو عبد الله ( عليه السلام ) : هكذا انتم ، لو فعلتم ، لفرج الله عنا ، فاما اذا لم تكونوا ، فان الامر ينتهي الى منتهاه » .

٥٧٧٤ / ٣ ـ ثقة الإسلام في الكافي : عن محمد بن يحيى ، عن

__________________________

(١) البقرة ٢ : ٣٧ .

الباب ـ ٣٦

١ ـ دعوات الراوندي ص ٦ ، ونقله عنه في البحار ج ٩٣ ص ٣٩٤ ح ٦ .

٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٥٤ ح ٤٩ .

٣ ـ الكافي ج ٢ ص ١٤٣ ح ١٤ .

٢٣٩
 &

محمد بن الحسين ، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن صفوان الجمال ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « ايما ثلاثة مؤمنين ، اجتمعوا عند اخ لهم ، يأمنون بوائقه (١) ، ولا يخافون غوائله (٢) ، ولا يرجون ما عنده ، ان دعوا الله اجابهم ، وان سألوا اعطاهم ، وان استزادوا زادهم ، وان سكتوا ابتدأهم » .

٣٧ ـ ( باب استحباب التأمين على دعاء المؤمن ، وتأكده مع التماسه )

٥٧٧٥ / ١ ـ الجعفريات : اخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا ابي ، عن ابيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن ابيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : الداعي والمؤمّن ، في الاجر شريكان » .

٥٧٧٦ / ٢ ـ كتاب عباد ابي سعيد العصفري : عن العزرمي ، عن ثوير ابن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن جوير بن نعير الحضرمي ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « لعن الله وامّنت (١) الملائكة ، على رجل تأنث ، وامرأة تذكّرت » . . . الخبر .

__________________________

(١) البوائق : الدواهي والغوائل والشرور والظلم ( مجمع البحرين ج ٥ ص ١٤٢ ) .

(٢) الغوائل : جمع غائلة ، وهي الفساد والشر والحقد ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٤٢٧ ) .

الباب ـ ٣٧

١ ـ الجعفريات ص ٣١ .

٢ ـ كتاب ابي سعيد العصفري ص ١٨ .

(١) في المصدر : ولغت .

٢٤٠