مستدرك الوسائل - ج ٥

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٥

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي ، عن ابيه ، عن فضالة بن ايوب ، عن السكوني ، عن ابي عبد الله ، عن ابيه ( عليهما السلام ) قال : « قال [ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ] (١) من قال بعد صلاة العصر في كل يوم ، مرة واحدة : استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم ، ( الرحمن الرحيم ) (٢) ، ذا الجلال والاكرام ، واسأله ان يتوب عليّ توبة عبد ذليل ، خاضع فقير ، بائس مسكين ، [ مستكين ] (٣) ، مستجير لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، امر الله تعالى الملكين ، بتخريق صحيفته ، كائنه ما كانت » .

٥٤٨٢ / ٤ ـ نصر بن مزاحم في كتاب صفين : عن عمرو بن شمر ، وعمر بن سعد ، ومحمد بن عبيد الله ، قال عمر : حدثني رجل من الانصار ، عن الحارث بن كعب الوالبي ، عن عبد الرحمن بن عبيد بن ابي الكنود ، في حديث قال : ثم خرج ـ اي علي ( عليه السلام ) حتى اتى دير ابي موسى ، من الكوفة على فرسخين ، فصلى بها العصر ، فلما انصرف قال : « سبحان ذي الطول والنعم ، سبحان ذي القدرة والافضال ، اسأل الله الرضا بقضائه ، والعمل بطاعته ، والانابة الى امره ، فانه سميع الدعاء » .

٥٤٨٣ / ٥ ـ السيد ابن الباقي في اختياره : قال : قال النبي

__________________________

(١) اثبتناه من المصدر .

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر .

(٣) أثبتناه من المصدر .

٤ ـ كتاب صفين ص ١٣٤ .

٥ ـ الاختيار لابن الباقي : مخطوط ، وحكاه عنه في البحار ج ٨٦ ص ٥٢ ح ٥٧ قطعة منه .

١٢١
 &

( صلّى الله عليه وآله ) : « لما عرج بي الى سماء الدنيا ، مررت على قصر من جوهرة حمراء . . . الحديث ، فقلت : يا حبيبي جبرئيل ، لمن هذا القصر ، قال : لمن يصلّي فرض الصبح ، ويقول بعده : يا باسط اليدين بالرحمة ارحمني ، اربعين مرة » ولما عرج به الى السماء الثانية ، مرّ بقصر له سبعون بابا . . . الخبر (١) قال : « يا حبيبي جبرئيل ، لمن هذا ؟ فقال : لمن صلى الظهر ، وقال بعدها :

يا واسع المغفرة اغفر لي ، سبعين مرة » ولما عرج [ به ] (٢) الى السماء الثالثة ، مر على قصر معلق في الهواء . . . الخ فقال : « يا حبيبي جبرئيل ، لمن هذا ؟ فقال : لمن صلى العصر ، وقال بعدها :

لا اله الا الله قبل كل احد ، لا اله الا الله بعد كل احد ، لا اله الا الله ، يبقى ربنا ويفنى كل احد ، سبع عشرة مرة » ولما عرج به الى السماء الرابعة ، مر على قصر من اللؤلؤ ، وشرائفه من زبرجد . . . الخ فقال : « يا [ أخي ] (٣) جبرئيل ، لمن هذا ؟ قال : لمن صلى المغرب وقال بعدها : يا كريم العفو ، انشر علي رحمتك ، يا ارحم الراحمين ، اربعين مرة » .

ولما عرج به الى السماء الخامسة ، مر على قصر من ارجوان . . . الخ قال : « يا حبيبي ، لمن هذا ؟ قال لمن صلى العشاء الاخرة ، وقال : بعدها :

يا عالم خفيتي ، اغفر لي خطيئتي ، سبعين مرة ، ولما عرج بي الى السماء السادسة ، مررت على قبة بيضاء ، قلت : لمن هذا ؟ قال : لمن انتبه بالليل ، وقال :

__________________________

(١) في البحار : « إلى آخره » بدلا من « الخبر » .

(٢ و ٣) أثبتناه من البحار .

١٢٢
 &

يا حي يا قيوم ، يا حي لا يموت إرحم عبدك الخاطىء ، المعترف بذنبه ، يا أرحم الراحمين ، ثلاث مرات ، ولما عرج بي إلى السماء السابعة ، مررت على قصر من لؤلؤة بيضاء ، فقلت : لمن هذا يا حبيبي جبرئيل ؟ قال : لمن يقرأ كل يوم : سبحان الله بعدد ما خلق ، سبحان الله بعدد ما هو خالق ، إلى يوم القيامة ، خمس عشرة مرة ، والحمد لله رب العالمين » .

٥٤٨٤ / ٦ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « نم نوم المعتبرين ، ولا تنم نومة الغافلين ، فان المعتبرين من الاكياس ، ينامون استراحة ، ولا ينامون استبطارا .

وقال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : تنام عيناي ولا ينام قلبي ، وانو بنومك تخفيف مؤنتك على الملائكة ، واعتزال النفس عن شهواتها ، واختبر بها نفسك ، وكن ذا معرفة بانك عاجز ضعيف ، لا تقدر على شيء من حركاتك وسكونك ، إلا بحكم الله وتقديره ، وان النوم اخ الموت ، واستدل بها على الموت ، الذي لا تجد السبيل الى الانتباه فيه ، والرجوع الى صلاح ما فات عنك ، ومن نام عن فريضة او سنة او نافلة فاته بسببها شيء ، فذلك نوم الغافلين ، وسيرة الخاسرين ، وصاحبه مغبون ، ومن نام بعد فراغه من اداء الفرائض والسنن والواجبات من الحقوق ، فذلك نوم محمود ، واني لا اعلم لاهل زماننا هذا شيئا اذا اتوا بهذه الخصال ، اسلم من النوم ، لان الخلق تركوا مراعاة دينهم ، ومراقبة احوالهم ، واخذوا شمال الطريق ، والعبد ان اجتهد ان لا يتكلم ، كيف يمكنه ان لا يستمع الى ما هو مانع له عن ذلك ، وان النوم من احدى تلك الآلات ، قال الله تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ

__________________________

٦ ـ مصباح الشريعة ص ٢٤٩ باختلاف في لفظه .

١٢٣
 &

وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) (١) وان في كثرته افات ، وان كان على سبيل ما ذكرنا ، وكثرة النوم تتولد من كثرة الشرب ، وكثرة الشرب تتولد من كثرة الشبع ، وهما يثقلان النفس عن الطاعة ، ويقسيان القلب عن التفكر والخشوع ، واجعل كل نومك آخر عهدك من الدنيا ، واذكر الله بقلبك ولسانك ، وحفّ طاعتك على شرك ، مستعينا به في القيام الى الصلاة اذا انتبهت ، فان الشيطان يقول لك : نم فان لك بعد ليلا طويلا ، يريد تفويت وقت مناجاتك ، وعرض حالك على ربك ، ولا تغفل عن الاستغفار بالاسحار ، فان للقانتين فيه اشواقا » .

٥٤٨٥ / ٧ ـ القطب الراوندي في دعواته : روي عنه لما حمل علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، الى يزيد لعنه الله ، همّ بضرب عنقه ، فوقفه بين يديه ، وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله ، وعلي ( عليه السلام ) يجيبه حينما يكلمه ، وفي يده مسبحة صغيرة يديرها باصابعه ، وهو يتكلم ، فقال له يزيد : انا اكلمك ، وانت تجيبني وتدير اصابعك بسبحة في يديك ، فكيف يجوز ذلك !

فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، انه كان اذا صلى الغداة وانفتل ، لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه ، فيقول :

اللهم اني اصبحت اسبّحك واحمدك ، واهلّلك واكبرك وامجدك ، بعدد ما ادير به سبحتي ، ويأخذ السبحة في يده ويديرها ، وهو يتكلم بما يريد ، من غير ان يتكلم بالتسبيح ، وذكر ان ذلك محتسب له ، وهو حرز الى ان يأوي الى فراشه ، فاذا آوى الى فراشه ، قال مثل ذلك القول ، ووضع السبحة تحت رأسه ، فهو محسوبة له من الوقت الى

__________________________

(١) الاسراء ١٧ : ٣٦ .

٧ ـ دعوات الراوندي ص ٢٠ .

١٢٤
 &

الوقت ، ففعلت هذا اقتداء بجدي » فقال له يزيد ( لعنه الله ) مرة بعد اخرى : لست اكلم احدا منكم ، الا ويجيبني بما يفوز به ، وعفا عنه ووصله وامر باطلاقه .

٥٤٨٦ / ٨ ـ الجعفريات [ أخبرنا عبد الله بن محمد ] (١) أخبرنا محمد بن محمد ، حدثنا موسى بن اسماعيل قال : حدثنا ابي ، عن ابيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن ابيه ، عن علي بن ابي طالب ( عليهم السلام ) : « ان فاطمة بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، شكت الى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) الارق ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : قولي يا بني (٢) : يا مشبع البطون الجائعة ، ويا كاسي الجنوب العارية ويا مسكّن العروق الضاربة ، ويا منوّم العيون الساهرة ، سكّن عروقي الضاربة ، واذن (٣) لعيني نوماً عاجلًا ، فقالته فاطمة ( عليها السلام ) ، فذهب عنها ما كانت تجده » .

السيد علي بن طاووس في فلاح السائل : باسناده عن ابي المفضل محمد بن عبد الله ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، مثله متنا وسندا (٤) .

٥٤٨٧ / ٩ ـ وعن ابي محمد هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن

__________________________

٨ ـ الجعفريات ص ٢٤٧ .

(١) اثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : أي بنيّة .

(٣) في المصدر : وادن .

(٤) فلاح السائل ص ٢٨٤ .

٩ ـ فلاح السائل ص ٢٨٣ .

١٢٥
 &

جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن ابي الحسن الصائغ ، عن الحسن بن علي الصيرفي ، عن محمد بن ابي حمزة ، عن معاوية بن عمار ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « اذا اصابك الارق فقل : سبحان الله ذي الشأن ، دائم السلطان ، عظيم البرهان ، كل يوم هو في شأن » .

٥٤٨٨ / ١٠ ـ وعن اسد بن ابراهيم السلمي ، عن يحيى بن سعيد العطار الحراني ، عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الرابقي (١) ، عن علي بن عبد الحميد ، عن طاهر بن موسى ، عن محمد بن عبيد الله ، عن مسعود بن علقمة بن زيد ، عن عبد الرحمن بن سابط قال : اصاب خالد بن الوليد ارق ، فقال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : « الا اعلمك كلمات اذا قلتهن نمت ؟ » قال : بلى قال : « قل : اللهم رب السماوات وما اظلت ، ورب الارضين وما اقلت ، ورب الشياطين وما اضلت ، كن حرزي من خلقك جميعا ، ان يفرط علي احدهم ، او ان يطغى ، عز جارك ، ولا اله غيرك » .

__________________________

١٠ ـ فلاح السائل ص ٢٨٤ .

(١) في المصدر : الرابعي .

١٢٦
 &

أبواب سجدتي الشكر

١ ـ ( باب استحبابهما بعد الصلاة ، فريضة كانت أو نافلة )

٥٤٨٩ / ١ ـ سبط الطبرسي في مشكاة الانوار : نقلا من كتاب المحاسن ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « من سجد سجدة ليشكر نعمه ، وهو متوضىء ، كتب الله له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر خطيئات عظام » .

٥٤٩٠ / ٢ ـ السيد في فلاح السائل : من نزهة عيون المشتاقين ، تأليف عبد الله بن الحسن النسابة ، باسناده عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، انه قال : نحن اذا سلمنا من الصلاة ، وعزمنا واردنا الدعاء ، دعونا بما نريد ان ندعو ، ونحن سجود ، ورأيت منّا من يفعله ، وانا افعله .

٥٤٩١ / ٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « لا تدع التعفير ، ولا سجدة الشكر ، في سفر ولا حضر » .

__________________________

أبواب سجدتي الشكر

الباب ـ ١

١ ـ مشكاة الانوار ص ٢٩ .

٢ ـ فلاح السائل : النسخة المتوفرة خالية من هذا الحديث ، وحكاه عنه في البحار ج ٨٦ ص ٢٠٨ ح ٢٣ .

٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٩ .

١٢٧
 &

٢ ـ ( باب استحباب اطالة سجدة الشكر ، واكثار السجود )

٥٤٩٢ / ١ ـ البحار : عن الكتاب العتيق ، الذي استظهر انه لابي محمد هارون بن موسى ، قال : حدثنا اسحاق بن محمد بن مروان الكوفي ، عن ابيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن خالد بن سعيد ، عن عامر الشعبي ، عن عدي بن حاتم الطائي ، قال : دخلت على امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ، فوجدته قائما يصلي ، متغيراً لونه ، فلم ار مصليا بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، اتم ركوعا ولا سجودا منه ، فسعيت نحوه ، فلما سمع بحسي اشار اليّ بيده ، فوقفت حتى صلى ركعتين ، اوجزهما واكملهما ، ثم سلم ثم سجد سجدة اطالها ، فقلت في نفسي : نام والله ، فرفع رأسه ، ثم قال : . . . الخبر ، ويأتي تمامه (٢) .

٥٤٩٣ / ٢ ـ السيد علي بن طاووس في مهج الدعوات : روينا باسنادنا الى سعد بن عبد الله ، في كتاب فضل الدعاء ، قال ابو جعفر محمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن الرضا ( عليه السلام ) .

وبكير بن صالح ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قالا : دخلنا عليه وهو ساجد في سجدة الشكر ، فاطال السجود (١) ثم رفع رأسه ، فقلنا له : اطلت السجود . . . الخبر ويأتي (٢) .

__________________________

الباب ـ ٢

١ ـ البحار ج ٨٦ ص ٢٢٥ ح ٤٥ .

(١) يأتي في الحديث ١٢ من الباب ٥ من هذه الأبواب .

٢ ـ مهج الدعوات ص ٢٥٧ .

(١) في المصدر : في سجوده .

(٢) يأتي في الحديث ١٣ من الباب ٥ من هذه الأبواب .

١٢٨
 &

٥٤٩٤ / ٣ ـ الشيخ الكشي في رجاله : وجدت في كتاب ابي عبد الله الشاذاني بخطه : سمعت ابا محمد الفضل بن شاذان ، يقول : دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه ، ويقول له : انت رجل عليك عيال ، وتحتاج ان تكسب (١) عليهم ، وما آمن ان تذهب عيناك بطول (٢) سجودك ، قال (٣) : فلما اكثر عليه قال : اكثرت عليّ ويحك ، لو ذهبت عين أحد من السجود ، لذهبت عين ابن ابي عمير ، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر ، بعد صلاه الفجر ، فلا يرفع رأسه الا عند الزوال .

٥٤٩٥ / ٤ ـ وعن محمد بن مسعود ، عن يوسف بن السخت ، قال : كان علي بن مهزيار ، اذا طلعت الشمس سجد ، فكان لا يرفع رأسه حتى يدعو لألف من اخوانه ، بمثل ما دعا لنفسه ، وكان على جبهته سجادة ، مثل ركبة البعير .

٣ ـ ( باب استحباب تعفير الخدين على الأرض ، بين سجدتي الشكر )

٥٤٩٦ / ١ ـ الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته : عن عيسى بن مهدي الجوهري ، وعسكر مولى ابي جعفر ( عليه السلام ) ، وجماعة كثيرة

__________________________

٣ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٨٥٥ ح ١١٠٦ .

(١) في نسخة : تكتسب ، منه ( قدس سره ) .

(٢) في المصدر : لطول .

(٣) ليس في المصدر .

٤ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٨٢٥ ح ١٠٣٨ .

الباب ـ ٣

١ ـ الهداية ص ٦٩ .

١٢٩
 &

تنيف على سبعين ، عن ابي محمد ( عليه السلام ) ، في حديث طويل انه قال : « ان الله عز وجل اوحى الى جدي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : اني خصصتك ، وعليا ، وحججي منه الى يوم القيامة ، وشيعتكم ، بعشر خصال : صلاة احدى وخمسين ، وتعفير الجبين ـ الى ان قال ـ فخالفنا من اخذ حقنا وحزبه الضالون ، فجعلوا صلاة التراويح في شهر رمضان ، عوضا من صلاة الخمسين في كل يوم وليلة ، وكتف ايديهم على صدورهم في الصلاة ، عوضا من تعفير الجبين ـ الى ان قال ـ فقال قائل منا : يا سيدنا فهل يجوز لنا ان نكبر اربعا تقية ؟ فقال : ( عليه السلام ) : هي خمس لا تقية فيها ، التكبير خمسا على الميت ، والتعفير في دبر كل صلاة ، وتربيع القبور ، وترك المسح على الخفين ، وشرب المسكر » . . . الخبر .

٥٤٩٧ / ٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « ولا تدع التعفير ، ( ولا سجدة ) (١) الشكر ، في سفر ، ولا حضر » .

٥٤٩٨ / ٣ ـ محمد بن المشهدي في مزاره : بسنده المتقدم في باب نوادر احكام المساجد (١) عن ميثم التمار ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه خرج من الكوفة وانتهى الى مسجد جعفي ، توجه الى القبلة وصلى اربع ركعات ، فلما سلم وسبح ، بسط كفيه وقال : « الهي كيف ادعوك . . . » الدعاء ، واخفت دعاءه ، وسجد وعفر وقال : « العفو العفو » مائة مرة . . . الخبر .

٥٤٩٩ / ٤ ـ علي بن الحسين المسعودي في مروج الذهب : عن المنذر بن

__________________________

٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٩ .

(١) في المصدر : وسجدة .

٣ ـ المزار للمشهدي : ص ١٨٦ .

(١) تقدم في ذيل الحديث ١٠ من الباب المذكور .

٤ ـ مروج الذهب ج ٢ ص ٣٦١ .

١٣٠
 &

الجارود ، قال : لما قدم علي ( عليه السلام ) البصرة ، نزل الموضع المعروف بالزاوية ، وصلى اربع ركعات ، وعفر خديه على التراب ، وخالط ذلك دموعه ، الخبر .

٤ ـ ( باب استحباب مسح اليد على موضع السجود ، ثم مسح الوجه بها . والدعاء بالمأثور )

٥٥٠٠ / ١ ـ الجعفريات : اخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا ابي ، عن ابيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) : « ان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، اذا اراد الانصراف من الصلاة ، مسح جبهته بيده اليمنى ، ثم يقول : اللهم لك الحمد ، لا اله الا انت عالم الغيب والشهادة ، اللهم اذهب عنا الهم والحزن والفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، وقال : ما احد من امتي يفعل ذلك ، الا اعطاه الله عز وجل ما سأل » .

٥٥٠١ / ٢ ـ دعائم الإِسلام : عن علي ( عليه السلام ) انه قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ما [ من ] (١) احد من امتي قضى الصلاة ، ثم مسح جبهته بيده اليمنى ، ثم قال » وذكر مثله .

٥٥٠٢ / ٣ ـ السيد رضي الدين في فلاح السائل : فاذا رفعت رأسك من السجود ، فقل ما ذكره كردين مسمع ، في كتابه المعروف ، باسناده فيه

__________________________

الباب ـ ٤

١ ـ الجعفريات ص ٤٠ .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٧١ .

(١) اثبتناه من المصدر .

٣ ـ فلاح السائل ص ١٨٧ .

١٣١
 &

الى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، انه كان اذا اراد الانصراف من الصلاة ، مسح جبهته بيده اليمنى ، ثم يقول : « لك الحمد لا اله الا انت ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ، اذهب عني الهم (١) والحزن والفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، وقال : ما احد من امتي يقول ذلك ، الا اعطاه الله ما سأل » .

٥٥٠٣ / ٤ ـ وروى لنا في حديث آخر : انك اذا اردت ان تقول هذه الكلمات ، فامسح يدك اليمنى على موضع سجودك ثلاث مرات ، وامسح [ بيدك ] (١) في كل مرة وجهك ، وانت تقول في كل مرة ، هذه الكلمات المذكورة .

٥ ـ ( باب استحباب الدعاء في سجدتي الشكر ، وما بينهما بالمأثور )

٥٥٠٤ / ١ ـ الصدوق في كمال الدين : عن محمد (١) بن زياد الهمداني ، عن جعفر بن احمد العلوي ، عن علي بن احمد العقيقي ، عن ابي نعيم الانصاري الزيدي ، عن الحجة القائم ( صلوات الله عليه ) ، في حديث قال : « كان امير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول في سجدة الشكر : يا من لا يزيده الحاح الملحين الا جودا وكرماً ، يا من له خزائن السماوات

__________________________

(١) في المصدر : الغمّ .

٤ ـ فلاح السائل ص ١٨٧ .

(١) أثبتناه من المصدر .

الباب ـ ٥

١ ـ كمال الدين ص ٤٧١ ح ٢٤ باختلاف يسير ، وعنه في البحار ج ٨٦ ص ٢٠٢ ح ١٤ .

(١) في المصدر أحمد ، والظاهر أنّ الصواب ما في المصدر لأنّه من مشايخ الصدوق « راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ١٢٠ » .

١٣٢
 &

والارض ، يا من له ما دقّ وجلّ ، لا تمنعك اساءتي من احسانك الي ، اسألك ان تفعل بي ما انت اهله ، وانت اهل الجود والكرم والعفو ، يا الله يا الله ، افعل بي ما انت اهله ، وانت قادر على العقوبة وقد استحققتها ، لا حجة لي عندك ، ولا عذر لي عندك ، أبوء (١) اليك بذنوبي كلها ، واعترف بها ، كي تعفو عني ، وانت اعلم بها مني ، بؤت اليك ، بكل ذنب اذنبته ، وكل خطيئة اخطأتها ، وكل سيئة عملتها ، يا رب اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، انك انت الاعز الاجل الاكرم » .

٥٥٠٥ / ٢ ـ البحار ، عن دلائل الطبري : عن محمد بن هارون التلعكبري ، عن ابيه ، عن محمد بن همام ، عن [ جعفر بن محمد الفزاري ، عن محمد بن ] (١) جعفر بن عبد الله ، عن ابراهيم بن محمد الانصاري ، عن القائم ( عليه السلام ) ، مثله الى قوله : الا كرما وجودا ، يا من لا تزيده كثرة الدعاء الا سعة وعطاء ، يا من لا تنفد خزائنه ، يا من له خزائن السماوات ـ الى قوله ـ ان تفعل بي الذي انت اهله ، فانت اهل الجود والكرم والتجاوز ، يا رب يا الله لا تفعل بي الذي انا اهله ، فاني اهل العقوبة ، ولا حجة لي ـ الى قوله ـ بذنوبي كلها ، كي تعفو عني ، وانت اعلم بها مني ، وابوء لك بكل ذنب اذنبته ، وكل خطيئة احتملتها ، وكل سيئة عملتها ، رب اغفر [ لي ] (٢) إلى آخ الدعاء .

__________________________

(٢) أبوه : أقر واعترف ( مجمع البحرين ج ١ ص ٦٨ ) .

٢ ـ البحار ج ٨٦ ص ٢٠٢ ح ١٥عن دلائل الإمامة ص ٢٩٨ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) أثبتناه من المصدر .

١٣٣
 &

٥٥٠٦ / ٣ ـ الشيخ الطوسي في المصباح : عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، انه كان يقول في سجدة الشكر مائة مرة : « الحمد لله شكرا » وكلما قاله عشر مرات قال : « شكرا للمجيب » ثم يقول : « يا ذا المن الدائم ، الذي لا ينقطع ابدا ، ولا يحصيه غيره عددا ، ويا ذا المعروف الذي لا ينفد أبداً ، يا كريم يا كريم يا كريم » ثم يدعو ويتضرع ، ويذكر حاجته ، ثم يقول :

« اللهم لك الحمد ان اطعتك ، ولك الحجة ( عليَّ ) (١) ان عصيتك ، لا صنع لي ، ولا لغيري ، في احسان منك [ إليَّ ] (٢) في حالي الحسنة ، يا كريم يا كريم ، صل على محمد وأهل بيته ، وصل بجميع ما سألتك واسألك ، من في مشارق الأرض ومغاربها ، من المؤمنين والمؤمنات ، وابدأ بهم ، وثن بي ، برحمتك ـ ثم يضع خده الايمن على الأرض ويقول ـ :

اللهم لا تسلبني ما انعمت به ، علي من ولايتك ، وولاية محمد وآل محمد ( عليه وعليهم السلام ) ثم يضع خده الايسر على الارض ، ويقول مثل ذلك .

هذا آخر الرواية كما صرح به السيد علي بن طاووس في فلاح السائل وكذا فهمه مصنّفو كتب الدعوات .

والشيخ ( ره ) ذكر الرواية في الاصل (٣) الى قوله ( حاجته ) ولم يذكر باقي الخبر ظنا منه انه عمل آخر لم يذكر سنده ومن تأمّل فيها لا اظنه

__________________________

٣ ـ مصباح المتهجد ص ٦٩ ، وعنه في البحار ج ٨٦ ص ٢١٤ ح ٢٧ .

(١) ليس في المصدر .

(٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) الوسائل ج ٤ ص ١٠٧٩ ح ٤ من الباب ٦ من أبواب سجدتي الشكر .

١٣٤
 &

يحتمل غير ما ذكرناه .

٥٥٠٧ / ٤ ـ الشيخ ابراهيم الكفعمي في الجنة والبلد الأمين : عن علي ( عليه السلام ) انه كان يقول اذا سجد سجدتي الشكر : « وعظتني فلم اتعظ ، وزجرتني عن محارمك فلم انزجر ، وغمرتني أياديك فما شكرت ، عفوك عفوك يا كريم » .

٥٥٠٨ / ٥ ـ عوالي اللآلي عنه ( عليه السلام ) مثله .

وفي الجنة (١) : قال الشيخ التوليني في كفايته (٣) ، وفيه : يقول في سجدتي الشكر بعد الفريضة .

٥٥٠٩ / ٦ ـ البحار نقلاً عن خط الشهيد : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « احب الكلام إلى الله تعالى أن يقول العبد وهو ساجد : إني ظلمت نفسي فاغفر لي ثلاثاً » .

٥٥١٠ / ٧ ـ وعنه نقلا عن الجعفريات : عن البزنطي : عن عبد الله بن سنان ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) : « أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كان يقول اذا وضع وجهه للسجود : اللهم مغفرتك اوسع من ذنوبي ، ورحمتك ارجى عندي من عملي ، فاغفر لي ذنوبي يا حيا لا يموت » .

قلت : مراده بالجعفريات غير الكتاب المعهود الذي ننقل عنه وببالي

__________________________

٤ ـ المصباح ص ٢٩ . البلد الامين ص ١٧ ، وعنهما في البحار ج ٨٦ ص ٢١٥ ح ٢٩ .

٥ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٣٤ ح ٩٦ .

(١) المصباح ص ٢٩ .

(٢) الكفاية للتوليني : مخطوط .

٦ ـ البحار ج ٨٦ ص ٢١٧ ح ٣٣ .

٧ ـ البحار ج ٨٦ ص ٢١٧ ح ٣٣ .

١٣٥
 &

اني رأيت في بعض الفهارس عده في مؤلفات بعض الاصحاب .

٥٥١١ / ٨ ـ القطب الراوندي في دعواته : أخبرنا الشيخ أبو جعفر النيسابوري ، عن الشيخ أبي علي ، عن أبيه الطوسي ( رض ) ، عن أبي محمد الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن الإِمام علي بن محمد العسكري ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : « سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من أدى لله مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة » قال الفحام : رأيت والله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في النوم فسألته عن الخبر فقال : صحيح إذا فرغت من المكتوبة فقل وأنت ساجد : اللهم بحق من رواه وبحق من روي عنه صل على جماعتهم وافعل بي كيت وكيت .

٥٥١٢ / ٩ ـ وعن الصادق ( عليه السلام ) : « إذا اصابك امر فبلغ منك مجهودك فاسجد على الأرض وقل : يا مذل كل جبار : يا معز كل ذليل قد وحقك بلغ مجهودي ، فصل على محمد وآل محمد وفرج عني » .

٥٥١٣ / ١٠ ـ وكان موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) يدعو كثيرا في سجوده : « اللهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب » .

٥٥١٤ / ١١ ـ البحار عن الكتاب العتيق : دعاء السجود عن مولانا ابي عبد الله ( عليه السلام ) :

__________________________

٨ ـ دعوات الراوندي : ص ٥ ، وعنه في البحار ج ٨٦ ص ٢١٨ ح ٣٤ وايضاً ج ٨٥ ص ٣٢١ وامالي الطوسي ج ١ ص ٢٩١ .

٩ ـ دعوات الراوندي : ص ١٥ ، وعنه في البحار ج ٨٦ ص ٢١٨ ح ٣٤ .

١٠ ـ دعوات الراوندي : ص ٨٠ ، وعنه في البحار ج ٨٦ ص ٢١٨ ح ٣٤ .

١١ ـ البحار ج ٨٦ ص ٢٢١ ح ٤١ .

١٣٦
 &

« بسم الله الرحمن الرحيم اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير .

( تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (١) يا الله يا الله ، انت المرهوب منك جميع خلقك ، يا نور النور ، فلا يدركك نور كنورك ، يا الله يا الله ، انت الرفيع فوق عرشك ، من فوق سماواتك ، فلا يصف عظمتك احد من خلقك ، يا نور النور ، انت الذي قد استنار بنورك اهل سماواتك ، واستنار (٢) بنورك اهل ارضك .

يا الله يا الله ، انت الذي لا اله غيرك ، تعاليت عن ان يكون لك ولد ، وتعظمت عن ان يكون لك ند ، يا نور النور ، تكرمت عن ان يكون لك شبيه ، وتجبرت عن (٣) ان يكون لك ضد او شريك ، يا نور النور ، كل نور خامد لنورك ، يا مليك ، كل مليك يفنى غيرك .

يا الله يا الله ، انت الرحيم ، وأنت الباقي الدائم ، ملأت عظمتك السماوات والأرض ، يا دائم ، كل حي يموت [ غيرك ] (٤) ، يا الله يا الله ، ارحمنا رحمة تطفىء بها سخطك علينا ، وتكف عذابك عنا ، وترزقنا بها سعادة من عندك ، وتحلنا بها دارك ، التي يسكنها خيرتك من عبادك ، يا ارحم الراحمين ، اسألك ان تصلي على محمد وآله ، تفعل بي كذا وكذا ، وتسأل حاجتك » .

__________________________

(١) آل عمران ٣ : ٢٧ .

(٢) في المصدر : استضاء .

(٣) ليس في المصدر .

(٤) أثبتناه من المصدر .

١٣٧
 &

٥٥١٥ / ١٢ ـ وعنه : بالسند المتقدم في باب استحباب الإِطالة (١) ، عن عدي (٢) بن حاتم ، انه رأى امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، صلى ركعتين اوجزهما واكملهما ، ثم سلم ثم سجد سجدة اطالها ، قال : فقلت في نفسي : نام والله ، فرفع رأسه ثم قال : « لا إله الا الله حقا حقا ، لا اله الا الله ايمانا وصدقا ، لا اله الا الله تعبدا ورقا ، يا معز المؤمنين بسلطانه ، يا مذل الجبارين بعظمته ، انت كهفي حين تعييني المذاهب ، عند حلول النوائب ، فتضيق علي الارض برحبها ، انت خلقتني يا سيدي رحمة منك لي ، ولولا رحمتك لكنت من الهالكين ، وانت مؤيدي بالنصر على اعدائي ، ولولا نصرك لكنت من المغلوبين ، يا منشىء

__________________________

١٢ ـ البحار ج ٨٦ ص ٢٢٥ ح ٤٥ .

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب المذكور .

(٢) جاء في هامش الصفحة من الطبعة الحجرّية ما لفظه : قال السيد علي بن طاووس في مصباح الزائر : روي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « دخل عدي بن ثابت الانصاري ، على امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، في يوم النصف من رجب ، وهو يصلي ، فلما سمع حسه اومى بيده الى خلفه ان قف ، قال عدي : فوقفت ، فصلى اربع ركعات ، لم ار أحداً صلّاها قبله ولا بعده ، فلما سلم بسط يده وقال : يا مذلّ كلّ جبّار ، وساق مثل ما في المتن باختلاف يسير ، قال : ثم تكلم بشيء خفي عني ، ثم التفت إليَّ فقال : « يا عدي ، اسمعت ؟ » قلت : نعم ، قال : « احفظت ؟ » قلت : نعم ، قال : « ويحك احفظه واعربه ، فوالذي فلق الحبّة ، وبرأ النسمة ، ما هو عند احد من اهل الارض ، ولا دعا به مكروب الا نفس الله كربته » ورواه في الاقبال ايضاً وزاد فيه بعد قوله : والحبّة ، ونصب الكعبة الخ ، والظاهر اتحاد الروايتين ، قال ابن حجر في التقريب [ ج ٢ ص ١٦ ح ١٣٥ ] : عدي بن ثابت الانصاري الكوفي ، ثقة ، رمي بالتشيع ، من الرابعة ، مات سنة ١١٦ قال بعض المحشين في قوله : بالتشيع : لأنه كان إمام مسجد الشيعة ، وبالجملة فالوهم اما من السيد ، او من مؤلف الكتاب العتيق ، منه ( قده ) .

١٣٨
 &

البركات من مواضعها ، ومرسل الرحمة من معادنها (٣) ، فيا من خص نفسه بالعز والرفعة ، فاولياؤه بعزه يعتزون ، ويا من وضع له الملوك نير المذلة على اعناقهم ، فهم من سطوته خائفون ، اسألك بكبريائك التي شققتها من عظمتك ، وبعظمتك التي استويت بها على عرشك ، وعلوت بها في (٤) خلقك ، فكلهم خاضع ذليل لعزتك ، صل على محمد وآل محمد ، وافعل بي اولى الامرين بك ، تباركت يا ارحم الراحمين » .

قال عدي بن حاتم الطائي : ثم التفت الي امير المؤمنين ( عليه السلام ) بكله ، فقال : « يا عدي اسمعت ما قلت انا ؟ » قلت : نعم يا امير المؤمنين ، قال : « والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما دعا به مكروب ، ولا توسل به الى الله محروب ولا مسلوب ، الا نفس الله خناقه وحل وثاقه ، وفرج همه ويسر غمه ، وحقيق على من بلغه ان يتحفظه » قال عدي : فما تركت الدعاء ، منذ سمعته من امير المؤمنين ( عليه السلام ) حتى الآن .

٥٥١٦ / ١٣ ـ السيد علي بن طاووس في مهج الدعوات : بالسند المتقدم في الباب المذكور (١) ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، انه قال : « من دعا في سجدة الشكر بهذا [ الدعاء ] (٢) ، كان كالرامي مع رسول الله

__________________________

(٣) المعدن : مكان كل شيء يكون فيه أصله ومبدؤه ، مثل معدن الذهب ( لسان العرب ج ١٣ ص ٢٧٩ ) .

(٤) في البحار : على .

١٣ ـ مهج الدعوات ص ٢٥٧ ، وعنه في البحار ج ٨٦ ص ٢٢٣ ح ٤٤ .

(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢ من هذه الأبواب .

(٢) أثبتناه من المصدر .

١٣٩
 &

( صلّى الله عليه وآله ) يوم بدر » قالا : قلنا : فنكتبه ، قال : اكتبا : اذا ( انت سجدت ) (٣) سجدة الشكر ، فقل (٤) :

اللهم العن اللذين بدلا دينك ، وغيرا نعمتك ، واتهما رسولك ( صلّى الله عليه وآله ) ، وخالفا ملتك ، وصدا عن سبيلك ، وكفرا آلائك ، وردا عليك كلامك ، واستهزءا برسولك ، وقتلا ابن نبيك ، وحرّفا كتابك ، وجحدا آياتك ، وسخرا بآياتك (٥) ، واستكبرا عن عبادتك ، وقتلا أولياءك ، وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق ، وحملا الناس على اكتاف آل محمد ( عليهم السلام ) ، اللهم العنهما لعنا يتلو بعضه بعضا ، واحشرهما واتباعهما الى جهنم زرقا ، اللهم انا نتقرب اليك باللعنة عليهما ، والبراءة منهما ، في الدنيا والآخرة .

اللهم العن قتلة امير المؤمنين ، وقتله الحسين بن علي ، ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اللهم زدهما عذابا فوق العذاب ، وهوانا فوق هوان ، وذلاً فوق ذلّ ، وخزياً فوق خزي ، اللهم دعّهما (٦) في (٧) النار دعّا : واركسهما (٨) في أليم عذابك ركساً ، اللهم احشرهما واتباعهما الى جهنم زمرا .

اللهم فرّق جمعهم ، وشتّت امرهم ، وخالف بين كلمتهم ، وبدّد جماعتهم ، والعن أئمتهم ، واقتل قادتهم وسادتهم وكبراءهم ، والعن رؤساءهم ، واكسر رايتهم ، والق البأس بينهم ، ولا تبق منهم ديّارا .

__________________________

(٣) في المصدر : أنتما سجدتما .

(٤) في المصدر : فتقولا .

(٥) في نسخة : بإمامك ، منه ( قده ) .

(٦) الدع : الدفع بعنف ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٣٥٢ ) .

(٧) في نسخة : إلى ، منه ( قده ) .

(٨) الركس : رد الشيء مقلوباً ( مجمع البحرين ٤ ص ٧٦ ) .

١٤٠