أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-420-9
ISBN الدورة:
الصفحات: ٨٠١
عَلَيْهِ (١) ، فَاسْتَقْبَلَهُ شَابٌّ يَبْكِي وَحَوْلَهُ قَوْمٌ يُسْكِتُونَهُ ، فَلَمَّا رَأى (٢) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ شُرَيْحاً قَضى عَلَيَّ قَضِيَّةً (٣) مَا أَدْرِي (٤) مَا هِيَ؟
فَقَالَ (٥) لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : « مَا هِيَ؟ ».
فَقَالَ الشَّابُّ : إِنَّ هؤُلَاءِ النَّفَرَ خَرَجُوا بِأَبِي (٦) مَعَهُمْ فِي سَفَرٍ ، فَرَجَعُوا وَلَمْ يَرْجِعْ (٧) ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ ، فَقَالُوا : مَاتَ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ (٨) مَالِهِ ، فَقَالُوا : مَا تَرَكَ مَالاً ، فَقَدَّمْتُهُمْ إِلى شُرَيْحٍ ، فَاسْتَحْلَفَهُمْ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَبِي خَرَجَ وَمَعَهُ مَالٌ كَثِيرٌ ، فَقَالَ لَهُمْ : « ارْجِعُوا » فَرَجَعُوا ، وَعَلِيٌّ عليهالسلام يَقُولُ :
« أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وَسَعْدٌ يَشْتَمِلُ (٩) |
|
مَا هكَذَا تُورَدُ يَا سَعْدُ الْإِبِلُ (١٠) |
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : ـ « بقضيّة ما سمعت بأعجب منها ولا مثلها ، قيل : وماذلك؟ قال : دخلت المسجد مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه ».
(٢) في « بح » : « رآه ».
(٣) في « بف » والوافي : « بقضيّة ». وفي « م ، جد » وحاشية « ك » : « بقضيّة » بدل « عليّ قضيّة ».
(٤) في « بف » : + « هي ».
(٥) في « ن ، جت » : « قال ».
(٦) في « ن ، جت » : « وأبي ».
(٧) في « جد » : « فلم يرجع ».
(٨) في « بف » : « أين ».
(٩) في « ع ، م ، بح ، بن » وحاشية « جت » والوافي : « مشتمل »
(١٠) القائل : مالك بن زيد مناة بن تميم ، من عدنان ، جدّ جاهلي ، ينوه ربيعة الكبرى ، وهو أخو سعد بن زيد مناة ، وفيهما يغزل جرير :
وأورثني الفرعان سعدٌ ومالكٌ |
|
سناءً وعزّاً في الحياة مخلّدا |
وكان مالك سيّد تميم في عصره بديار مضر ، وهو معدود في الحمقى الأشراف ( المحبّر لابن حبيب ، ص ٣٨٠ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ٥ ، ص ٢٦١ ).
وأورده أبو هلال العسكري ، والزمخشري ، وابن منظور ، والرازي ، وأبو عبيد ، والميداني ، وابن شهر آشوب وغيرهم.
( الأوائل ، ص ١٤٣ ؛ جمهرة الأمثال ، ج ١ ، ص ٩٣ ؛ المستقصي ، ج ١ ، ص ٤٣٠ / ٧٦٠ ؛ لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٢٢٣ ( ضظل ) ؛ الأمثال والحكم ، ص ٨٦ / ٣٣٩ ؛ الأمثال ( لأبي عبيد ) ، ص ٢٤٠ / ٧٦٠ ؛ مجمع الأمثال ، ج ٢ ،
مَا يُغْنِي (١) قَضَاؤُكَ يَا شُرَيْحُ ».
ثُمَّ قَالَ : « وَاللهِ لَأَحْكُمَنَّ فِيهِمْ بِحُكْمٍ مَا حَكَمَهُ (٢) أَحَدٌ (٣) قَبْلِي إِلاَّ دَاوُدُ النَّبِيُّ عليهالسلام ؛ يَا قَنْبَرُ ، ادْعُ لِي (٤) شُرْطَةَ الْخَمِيسِ ».
قَالَ (٥) : فَدَعَا (٦) شُرْطَةَ الْخَمِيسِ ، فَوَكَّلَ (٧) بِكُلِّ رَجُلٍ (٨) مِنْهُمْ رَجُلاً مِنَ الشُّرْطَةِ ، ثُمَّ دَعَا بِهِمْ ، فَنَظَرَ (٩) إِلى (١٠) وُجُوهِهِمْ ـ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ (١١) الْأَوَّلِ إِلى قَوْلِهِ ـ : سَمِّي ابْنَكِ هذَا (١٢) « عَاشَ الدِّينُ » فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَيْفَ (١٣) تَأْخُذُهُمْ (١٤) بِالْمَالِ إِنِ (١٥) ادَّعَى الْغُلَامُ
__________________
ص ٣٦٤ و ٤٠٧ ؛ المناقب ، ج ٢ ، ص ٣٧٨ ). والبيت من الأمثال.
شرح الغريب : « أوردها » : أدخلها شريعة الماء ، و « سعد » : هو ابن زيد مناة ، أخو قائل البيت ، وكان أخوه مالك آبل أهل زمانه ، حتّى قيل في المثل : آبل من مالك ، ثمّ إنّه تزوّج وبنى بأمرأته ، فأورد أخوه سعد الإبل شريعة الماء ، ولم يحسن القيام عليها والرفق بها ، حيث اشتمل بكسائه ونام وإبله في الورد ، فقال مالك هذا البيت. وذهب مثلاً لمن قصّر في الأمر إيثاراً للراحة على المشقّة ، أو لمن يريد إدراك المراد بلاتعب ولامشقّة ، أو لمن لايحتاط في الامور ويتسامح فيها.
وقوله : « مشتمل » أي : متلفّف ، يقال : اشتمل الرجل بثوبه : تلفّف به وأداره على جسده كلّه حتّي لاتخرج منه يده. ( لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٨ ـ ٦٩ ، شمل ).
وتمثّل به أميرالمؤمنين عليهالسلام وأراد عليهالسلام بذلك أنّه ينبغي لشريح أن يردّ الأمر إليه أوّلاً ؛ لينجو من تبعته ، أو أراد عليهالسلام بيان أنّ شريحاً لايتأتّى منه القضاء ولايحسنه.
وروى الحديث مختصراً الميداني ، وأبو هلال العسكري ، وقال : أراد أنّه قصّر ولم يسقصِ ، كتقصير صاحب الإبل في تركها ، واشتماله ونومه. ( مجمع الأمثال ، ج ٢ ، ص ٤٠٧ ؛ الأوائل ، ص ١٤٣ ؛ جمهرة الأمثال ، ج ١ ، ص ٩٣ / ٩٧. وراجع : الوافي ، ج ١٦ ، ص ١٠٨٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٢٤ ، ص ٢٠٧.
(١) في « ع » والوافي : « يعني ».
(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « ما حكم ».
(٣) في « ن » : + « من ». (٤) في « جد » : « إليّ ». وفي « ن » : ـ « لي ».
(٥) في « بن » : ـ « قال ». (٦) في « جت » : + « قنبر ».
(٧) في « ن » : « ثمّ وكّل ». (٨) في « بف » : « واحد ».
(٩) في « جد » وحاشية « م » : « ونظر ». (١٠) في « م ، بف ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « في ».
(١١) في « ل ، ن ، بح ، بن ، جت » والوافي : « الحديث ».
(١٢) في « بف » : ـ « هذا ».
(١٣) في « م » : ـ « كيف ».
(١٤) في « ع » : « نأخذهم ». وفي « ن » : « يأخذهم ».
(١٥) في « ن » : « إذ ».
أَنَّ أَبَاهُ خَلَّفَ (١) مِائَةَ أَلْفٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ ، وَقَالَ (٢) الْقَوْمُ : لَا (٣) ، بَلْ عَشَرَةَ آلَافٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ ، فَلِهؤُلَاءِ قَوْلٌ ، وَلِهذَا قَوْلٌ؟
قَالَ : « فَإِنِّي آخُذُ خَاتَمَهُ وَخَوَاتِيمَهُمْ ، وَأُلْقِيهَا (٤) فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ أَقُولُ : أَجِيلُوا هذِهِ (٥) السِّهَامَ ، فَأَيُّكُمْ خَرَجَ سَهْمُهُ فَهُوَ الصَّادِقُ فِي دَعْوَاهُ ؛ لِأَنَّهُ سَهْمُ اللهِ ، وَسَهْمُ اللهِ لَا يَخِيبُ ». (٦)
١٤٤٥٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٧) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :
خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ (٨) الْمَدِينَةِ يُرِيدُ الْعِرَاقَ ، فَأَتْبَعَهُ أَسْوَدَانِ أَحَدُهُمَا غُلَامٌ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (٩) ، فَلَمَّا أَتَى الْأَعْوَصَ (١٠) نَامَ الرَّجُلُ ، فَأَخَذَا صَخْرَةً ، فَشَدَخَا (١١) بِهَا (١٢) رَأْسَهُ ، فَأُخِذَا ، فَأُتِيَ بِهِمَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ ، وَجَاءَ أَوْلِيَاءُ الْمَقْتُولِ ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُقِيدَهُمْ ، فَكَرِهَ (١٣) أَنْ يَفْعَلَ.
فَسَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ ذلِكَ ، فَلَمْ يُجِبْهُ.
__________________
(١) في « ك » : « أخلف ».
(٢) في « جت ، جد » : « فقال ».
(٣) في « بف » : ـ « لا ».
(٤) في « بف » والوافي : « فالقيها ». وفي « ع ، ل ، ن ، جت » : « وألقاها ». وفي « ك » : « والقيا ». وفي « جد » وحاشية « جت » : « وألقيتها ».
(٥) في حاشية « بف » : « بهذه ».
(٦) الوافي ، ج ١٦ ، ص ١٠٨٤ ، ح ١٦٧٢٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٨٠ ، ح ٣٣٧٦٤ ؛ البحار ، ج ٤٠ ، ص ٢٦٢ ، ذيل ح ٣٠.
(٧) في الوسائل : ـ « بن يحيى ».
(٨) في « م » : + « أهل ».
(٩) في الوافي : + « قال ».
(١٠) في « ع ، بح ، جت » : « الأعوض ». و « الأعوص » : موضع قرب المدينة ، وواد بديار باهلة. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٤٨ ( عوص ).
(١١) الشدخ : كسر الشيء الأجوف. تقول : شدخت رأسه فانشدخ. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥١ ( شدخ ).
(١٢) في « م » : ـ « بها ».
(١٣) في حاشية « جت » : « فأبى ».
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ : فَظَنَنْتُ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُجِيبَهُ ، لِأَنَّهُ لَا (١) يَرى أَنْ يُقْتَلَ اثْنَانِ بِوَاحِدٍ ، فَشَكَا أَوْلِيَاءُ الْمَقْتُولِ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ وَصَنِيعَهُ إِلى أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ لَهُمْ أَهْلُ الْمَدِينَةِ (٢) : إِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ يُقِيدَكُمْ مِنْهُ فَاتَّبِعُوا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، فَاشْكُوا إِلَيْهِ ظُلَامَتَكُمْ ، فَفَعَلُوا.
فَقَالَ (٣) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَقِدْهُمْ ».
فَلَمَّا أَنْ دَعَاهُمْ (٤) لِيُقِيدَهُم (٥) اسْوَدَّ وَجْهُ غُلَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام حَتّى صَارَ كَأَنَّهُ الْمِدَادُ ، فَذُكِرَ (٦) ذلِكَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَالُوا (٧) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنَّهُ لَمَّا قُدِّمَ لِيُقْتَلَ ، اسْوَدَّ وَجْهُهُ حَتّى صَارَ كَأَنَّهُ الْمِدَادُ (٨).
فَقَالَ : « إِنَّهُ (٩) كَانَ يَكْفُرُ بِاللهِ جَهْرَةً (١٠) » فَقُتِلَا جَمِيعاً. (١١)
١٤٤٥٩ / ١١. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيِّ (١٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ :
__________________
(١) في « بح » : ـ « لا ».
(٢) في الوسائل : « فقالوا » بدل « فقال لهم أهل المدينة ».
(٣) في حاشية « جت » : « قال ».
(٤) في « بف » وحاشية « جت » : « دعاهما ».
(٥) في حاشية « جت » : « ليقيدهما ». وفي « بف » : ـ « ليقيدهم ».
(٦) في « بف » : « فذكرت ».
(٧) في « ن » : « فقال ». وفي « ك ، م ، بف » : + « له ».
(٨) في « بف » والوافي : « كالمداد » بدل « كأنّه المداد ».
(٩) في « ك » : + « كاين ».
(١٠) في الوسائل : ـ « فلمّا أن دعاهم ليقيد هم اسودّ وجه الغلام ... » إلى هنا.
(١١) راجع : الجعفريّات ، ص ١٢٥ الوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٧٩ ، ح ١٦٣٤٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ١٣١ ، ح ٣٥٣٢٢.
(١٢) هكذا أثبته العلاّمة الخبير السيّد موسى الشبيري عن نسخة رمز عنها بـ « ف » وهذا ظاهر « بف ». وفي « ع ، ك ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » والوسائل والمطبوع : « الميثمي ».
وتقدّم غير مرّة أنّ أحمد بن محمّد العاصميّ يروي عن عليّ بن الحسن بن فضّال الذي يلقّب في بعض الأسناد بالتيمي أو التيمُلي ، وكلاهما صحيح. لاحظ ما قدّمناه ذيل ح ٢٣٣٣.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَتِ امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ (١) تُؤْتى ، فَبَلَغَ ذلِكَ عُمَرَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَرَوَّعَهَا ، وَأَمَرَ (٢) أَنْ يُجَاءَ بِهَا إِلَيْهِ ، فَفَزِعَتِ الْمَرْأَةُ ، فَأَخَذَهَا الطَّلْقُ ، فَانْطَلَقَتْ (٣) إِلى بَعْضِ الدُّورِ ، فَوَلَدَتْ غُلَاماً ، فَاسْتَهَلَّ (٤) الْغُلَامُ ، ثُمَّ مَاتَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مِنْ رَوْعَةِ الْمَرْأَةِ وَمِنْ (٥) مَوْتِ الْغُلَامِ مَا شَاءَ اللهُ (٦) ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا عَلَيْكَ مِنْ (٧) هذَا شَيْءٌ ، وَقَالَ (٨) بَعْضُهُمْ : وَمَا هذَا؟
قَالَ : سَلُوا أَبَا الْحَسَنِ ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام : لَئِنْ كُنْتُمُ اجْتَهَدْتُمْ مَا (٩) أَصَبْتُمْ ، وَلَئِنْ كُنْتُمْ قُلْتُمْ (١٠) بِرَأْيِكُمْ (١١) لَقَدْ (١٢) أَخْطَأْتُمْ ، ثُمَّ قَالَ : عَلَيْكَ (١٣) دِيَةُ الصَّبِيِّ (١٤) ». (١٥)
١٤٤٦٠ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (١٦) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ أَعْنَفَ عَلى امْرَأَتِهِ (١٧) ، أَوِ امْرَأَةٍ أَعْنَفَتْ
__________________
(١) في الوسائل : ـ « بالمدينة ». (٢) في « ن ، جت » : « فأمر ».
(٣) في الوسائل : « فذهبت ». (٤) في « بف » والوافي : « واستهلّ ».
(٥) في « ن ، جت » : ـ « من ». (٦) في التهذيب : « ما ساءه » بدل « ما شاء الله ».
(٧) في « م ، ن » : « في ».
(٨) في الوافي : « قال » بدون الواو.
(٩) في « بف ، جت » والوافي والتهذيب : « فما ».
(١٠) في « ع ، ل » : ـ « قلتم ».
(١١) في الوسائل : « برأيكم قلتم » بدل « قلتم برأيكم ».
(١٢) في « م » : « فقد ».
(١٣) في « بف » والوافي : « عليه ».
(١٤) في الوافي : « تؤتى ، أي يأتيها الرجال. والترويع بالمهملتين : التخويف. والطلق : وجع الولادة. « وما هذا » تحقير لما وقع ، ولعلّ الفرق بين الاجتهاد والقول بالرأي أنّ الأوّل استنباط من المتشابهات ، والأخير ردّ إلى الاصول التي مهّدوها بعقولهم ، وكلاهما باطل عند أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم رضي الله عنهم ».
(١٥) التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٣١٢ ، ح ١١٦٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد العاصمي. الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى أبي عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٢١ ، ح ١٦١٩٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٦٧ ، ح ٣٥٥٩٣.
(١٦) في الكافي ، ح ١٤١٨٣ والتهذيب والاستبصار : « أصحابنا ».
(١٧) في الفقيه : « امرأة ».
عَلى زَوْجِهَا ، فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ؟
قَالَ : « لَا شَيْءَ عَلَيْهِمَا إِذَا كَانَا مَأْمُونَيْنِ ، فَإِنِ (١) اتُّهِمَا أُلْزِمَا (٢) الْيَمِينَ (٣) بِاللهِ أَنَّهُمَا لَمْ يُرِيدَا (٤) الْقَتْلَ ». (٥)
١٤٤٦١ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ فِي غُلَامٍ دَخَلَ دَارَ قَوْمٍ ، فَوَقَعَ فِي الْبِئْرِ (٦) ، فَقَالَ : « إِنْ كَانُوا مُتَّهَمِينَ ضَمِنُوا ». (٧)
١٤٤٦٢ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ (٨) ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنْ مُؤْمِنٍ قَتَلَ رَجُلاً (٩) نَاصِباً (١٠) مَعْرُوفاً بِالنَّصْبِ عَلى دِينِهِ غَضَباً (١١) لِلّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى (١٢) ـ : أَيُقْتَلُ (١٣) بِهِ؟
__________________
(١) في « م ، بح » : « فإذا ».
(٢) في الكافي ، ح ١٤١٨٣ والتهذيب : « ألزمهما ». وفي الفقيه والاستبصار : « لزمهما ».
(٣) في المرآة : « قوله عليهالسلام : الزما اليمين ، لعلّه على المشهور محمول على القسامة ».
(٤) في « ك ، ن » : « لم يرد ». وفي « ع ، ل ، بح ، جت » والاستبصار : « لم يردا ».
(٥) الكافي ، كتاب الديات ، باب من لادية له ، ح ١٤١٨٣. التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٠٩ ، ح ٨٢٧ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ؛ الاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٧٩ ، ح ١٠٥٨ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن سعيد. الفقيه ، ج ٤ ، ص ١١١ ، ح ٥٢١٦ ، عن نوادر إبراهيم بن هاشم ، عن الصادق عليهالسلام. راجع : التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢١٠ ، ح ٨٢٨ ؛ والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٧٩ ، ح ١٠٥٩ الوافي ، ج ١٦ ، ص ٨١٨ ، ح ١٦١٨٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٧٠ ، ح ٣٥٥٩٨.
(٦) في « ن » : « بالبئر ».
(٧) الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٥٤ ، ح ٥٣٤٥ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ؛ التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢١٢ ، ح ٨٤٠ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٢٥ ، ح ١٦٢٠٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٥٥ ، ح ٣٥٥٧٤ ؛ وص ٢٧١ ، ح ٣٥٥٩٩.
(٨) في الوسائل : ـ « عن أبي أيّوب ». ولم يثبت رواية ابن محبوب ـ وهو الحسن ـ عن بريد بن معاوية العجليمباشرة.
(٩) في « بف » : ـ « رجلاً ».
(١٠) في « جت » : « ناصبيّاً ».
(١١) في « ن » : « عصباً ».
(١٢) في « م ، بح ، بف ، جد » والوافي والتهذيب : + « ولرسوله ».
(١٣) في « ع ، ل » : « فقتل ». وفي « بح » : « أفيقتل ». وفي الوسائل : « يقتل » بدون همزة الاستفهام.
فَقَالَ : « أَمَّا هؤُلَاءِ فَيَقْتُلُونَهُ بِهِ (١) ، وَلَوْ رُفِعَ إِلى إِمَامٍ عَادِلٍ ظَاهِرٍ (٢) لَمْ يَقْتُلْهُ بِهِ (٣) ».
قُلْتُ : فَيَبْطُلُ (٤) دَمُهُ؟
قَالَ : « لَا ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَهُ وَرَثَةٌ ، فَعَلَى الْإِمَامِ أَنْ يُعْطِيَهُمُ الدِّيَةَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ ؛ لِأَنَّ قَاتِلَهُ إِنَّمَا قَتَلَهُ غَضَباً لِلّهِ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ وَلِلْإِمَامِ وَلِدِينِ الْمُسْلِمِينَ (٥) ». (٦)
١٤٤٦٣ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛
وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي مَخْلَدٍ (٧) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كُنْتُ عِنْدَ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ ، فَأُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ قَتَلَ رَجُلاً ، فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ : مَا تَقُولُ؟ قَتَلْتَ هذَا (٨) الرَّجُلَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَنَا قَتَلْتُهُ ».
قَالَ (٩) : « فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ : وَلِمَ قَتَلْتَهُ؟ ».
قَالَ (١٠) : « فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلى مَنْزِلِي (١١) بِغَيْرِ إِذْنِي (١٢) ، فَاسْتَعْدَيْتُ عَلَيْهِ الْوُلَاةَ
__________________
(١) في « ع ، ل ، ن ، بح ، بن » والوسائل : ـ « به ».
(٢) في التهذيب : ـ « ظاهر ».
(٣) في « ع ، ك ، ن ، بح ، بن » والوسائل : ـ « به ».
(٤) في « بح » وحاشية « جت » : « فيطلّ ».
(٥) في مرآة العقول ، ج ٢٤ ، ص ٢١١ : « قوله : رجلاً ناصباً ، إن كان المراد بالناصب المبغض المعاند لأهل البيت عليهمالسلام كما هو الأظهر فهو كافر ، ودمه هدر. فلعلّ المراد بالدية أنّه إذا كان له أولياء وورثة من المؤمنين يعطيهم الإمام الدية من بيت المال استحباباً ، ولا يمكن حمله على التقيّة كما لا يخفى. وإن كان المراد المخالف المتعصّب في مذهبه ؛ إذ قد يطلق الناصب على هذا أيضاً في الأخبار ، فظاهر إطلاق كلام الأصحاب لزوم القود في العمد ، وظاهر كثير من الأخبار عدمه. ويمكن القول بلزوم الدية من بيت المال وعدم القود. والمسألة في غاية الإشكال ، ولم أرَ في كلامهم تحقيق هذا المبحث ، والله يعلم ».
(٦) التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢١٣ ، ح ٨٤٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ١٥ ، ص ٥٠٢ ، ح ١٥٥٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٥٣٢٣.
(٧) لاحظ ما قدّمناه ذيل ح ١٣٦٥٣.
(٨) في « ن » : ـ « هذا ».
(٩) في « بن » والوسائل : ـ « قال ».
(١٠) في « ل ، بن » والوسائل : ـ « قال ».
(١١) في « بح ، بف » وحاشية « م ، جت » والوافي والتهذيب : « عليّ في منزلي » بدل « على منزلي ». وفي الوسائل : ـ « على ».
(١٢) في « ك » وحاشية « م » والوافي : « إذن ».
الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَكَ ، فَأَمَرُونِي إِنْ هُوَ دَخَلَ بِغَيْرِ إِذْنٍ (١) أَنْ أَقْتُلَهُ (٢) ، فَقَتَلْتُهُ ».
قَالَ (٣) : « فَالْتَفَتَ دَاوُدُ إِلَيَّ (٤) ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ (٥) ، مَا تَقُولُ فِي هذَا؟ ».
قَالَ (٦) : « فَقُلْتُ لَهُ (٧) : أَرى أَنَّهُ قَدْ (٨) أَقَرَّ بِقَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ، فَاقْتُلْهُ ».
قَالَ (٩) : « فَأَمَرَ بِهِ ، فَقُتِلَ (١٠) ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّ أُنَاساً (١١) مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ فِيهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، فَقَالُوا : يَا سَعْدُ ، مَا تَقُولُ لَوْ ذَهَبْتَ إِلى مَنْزِلِكَ ، فَوَجَدْتَ فِيهِ رَجُلاً عَلى بَطْنِ امْرَأَتِكَ ، مَا كُنْتَ صَانِعاً بِهِ (١٢)؟ ».
قَالَ (١٣) : « فَقَالَ سَعْدٌ : كُنْتُ وَاللهِ (١٤) أَضْرِبُ رَقَبَتَهُ (١٥) بِالسَّيْفِ ».
قَالَ : « فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَهُمْ فِي هذَا الْكَلَامِ ، فَقَالَ : يَا سَعْدُ ، مَنْ هذَا الَّذِي قُلْتَ : أَضْرِبُ عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ؟ ».
قَالَ (١٦) : « فَأَخْبَرَهُ (١٧) بِالَّذِي (١٨) قَالُوا وَمَا قَالَ سَعْدٌ ».
قَالَ (١٩) : « فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عِنْدَ ذلِكَ (٢٠) : يَا سَعْدُ ، فَأَيْنَ الشُّهُودُ الْأَرْبَعَةُ الَّذِينَ
__________________
(١) في « ك » وحاشية « م » والتهذيب : « إذني ». (٢) في « ن » : « أنا قاتله » بدل « أن أقتله ».
(٣) في « ك » والوسائل : ـ « قال ».
(٤) في الوسائل : « فالتفت إلى داود بن عليّ » بدل « فالتفت داود إليّ ».
(٥) في « ع ، ك ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد » : « يا با عبد الله ».
(٦) في « بن » والوسائل : ـ « قال ». (٧) في « بن ، جت » والوسائل : ـ « له ».
(٨) في « ع ، ك ، ل ، بن ، جت » والوسائل : ـ « قد ». وفي « بف » : « إن ».
(٩) في « ل ، بن » والوسائل : ـ « قال ». (١٠) في الوافي : « فأمر بقتله » بدل « فأمر به فقتل ».
(١١) في « ل ، م ، بف ، بن ، جد » والوافي : « ناساً ».
(١٢) في « بف » : ـ « به ».
(١٣) في « ل ، بن » والوسائل : ـ « قال ».
(١٤) في « م ، بح » : « والله كنت ».
(١٥) في « ن » : « برقبته ».
(١٦) في « ن » والوسائل : ـ « قال ».
(١٧) في « بف » : « فأخبروه ». وفي « بح » : « اخبر ».
(١٨) في « ع ، ك ، ل ، م ، ن ، بح ، جت » والوسائل : « الذي ».
(١٩) في « ل ، بن » والوسائل : ـ « قال ».
(٢٠) في « بن » والوسائل : ـ « عند ذلك ».
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (١)؟
فَقَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، بَعْدَ رَأْيِ عَيْنِي وَعِلْمِ اللهِ فِيهِ (٢) أَنَّهُ قَدْ (٣) فَعَلَ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِي وَاللهِ يَا سَعْدُ بَعْدَ (٤) رَأْيِ عَيْنِكَ وَعِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (٥) ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ (٦) جَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ حَدّاً ، وَجَعَلَ عَلى مَنْ تَعَدّى حُدُودَ اللهِ (٧) حَدّاً ، وَجَعَلَ مَا دُونَ الشُّهُودِ الْأَرْبَعَةِ (٨) مَسْتُوراً عَلَى الْمُسْلِمِينَ ». (٩)
١٤٤٦٤ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : إِنَّ لَنَا جَاراً مِنْ هَمْدَانَ (١٠) يُقَالُ لَهُ : الْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَهُوَ يَجْلِسُ إِلَيْنَا (١١) ، فَنَذْكُرُ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (١٢) عليهالسلام وَفَضْلَهُ ، فَيَقَعُ فِيهِ ، أَفَتَأْذَنُ لِي فِيهِ (١٣)؟
__________________
(١) في « ك ، م ، بح ، بف ، جت ، جد » : + « قال ».
(٢) في « بن » والوسائل : ـ « فيه ».
(٣) في « ل » : ـ « قد ».
(٤) في « بف » : « وبعد ».
(٥) في « ك » : ـ « وعلم الله عزّوجلّ ». وفي حاشية « جت » والتهذيب : + « أنّه قد فعل ».
(٦) في « ك ، م ، ن ، بح ، جت » : ـ « قد ».
(٧) في « بح » : « ذلك الحدّ » بدل « حدود الله ».
(٨) في « بف » : « الأربعة الشهدا ».
(٩) التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٣١٢ ، ح ١١٦٦ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن الحسن بن رباط ، عن ابن مسكان ، عن أبي خالد. الكافي ، كتاب الحدود ، باب التحديد ، ح ١٣٦٥٣ ، بسنده عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن رباط ، عن أبي عبد الله عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، من قوله : « إنّ الله قد جعل لكلّ شيء حدّاً » مع اختلاف يسير. المحاسن ، ص ٢٧٥ ، كتاب الصفوة ، ح ٣٨٤ ، بسنده عن عليّ بن الحسين بن رباط ، عن أبي مخلد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، من قوله : « إنّ اناساً من أصحاب رسول الله » مع اختلاف يسير. وفي الكافي ، كتاب الحدود ، باب التحديد ، ح ١٣٦٦١ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٤ ، ح ٤٩٩٢ ؛ والتهذيب ، ج ١٠ ، ص ٣ ، ح ٥ ؛ والمحاسن ، ص ٢٧٤ ، كتاب الصفوة ، ح ٣٨٢ ، بسند آخر ، من قوله : « إنّ اناساً من أصحاب رسول الله » مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الحدود ، باب التحديد ، ح ١٣٦٦٠ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦ ، ح ١٣ الوافي ، ج ١٦ ، ص ٧٧٧ ، ح ١٦١٤٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ١٣٤ ، ح ٣٥٣٢٧.
(١٠) في الوافي : « همذان ».
(١١) في الوسائل : ـ « من همدان يقال له : الجعد بن عبد الله ، وهو يجلس إلينا ».
(١٢) في « جد » والوسائل : ـ « أمير المؤمنين ».
(١٣) في « م ، بف ، جد » : + « قال ».
فَقَالَ (١) : « يَا أَبَا الصَّبَّاحِ (٢) ، أَوَكُنْتَ (٣) فَاعِلاً؟ ».
فَقُلْتُ : إِي وَاللهِ ، لَئِنْ (٤) أَذِنْتَ لِي فِيهِ لَأَرْصُدَنَّهُ (٥) ، فَإِذَا صَارَ فِيهَا (٦) ، اقْتَحَمْتُ عَلَيْهِ (٧) بِسَيْفِي ، فَخَبَطْتُهُ (٨) حَتّى أَقْتُلَهُ.
قَالَ (٩) : فَقَالَ : « يَا أَبَا الصَّبَّاحِ (١٠) ، هذَا الْفَتْكُ (١١) ، وَقَدْ نَهى رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَنِ الْفَتْكِ (١٢) ، يَا أَبَا الصَّبَّاحِ (١٣) ، إِنَّ الْإِسْلَامَ قَيَّدَ الْفَتْكَ (١٤) ، وَلكِنْ دَعْهُ ، فَسَتُكْفى بِغَيْرِكَ ».
قَالَ (١٥) أَبُو الصَّبَّاحِ : فَلَمَّا رَجَعْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ، لَمْ أَلْبَثْ (١٦) بِهَا إِلاَّ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ ، ثُمَّ عَقَّبْتُ ، فَإِذَا (١٧)
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب. وفي المطبوع : + « لي ».
(٢) في « ع ، ل ، بح ، بف ، جد » : « يا با الصبّاح ». وفي الوسائل : ـ « يا أبا الصبّاح ».
(٣) هكذا في « ع ، ك ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « أفكنت ».
(٤) في الوسائل : « لو ».
(٥) رصده رصداً ورَصَداً : رقبه ، كترصّده. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤١٤ ( رصد ).
(٦) في المرآة : « قوله : فإذا صار فيها ، أي في البقعة التي رصدته فيها ».
(٧) في « ن » : « عليها ».
(٨) قال الفيروز آبادي : « قحم في الأمر ، كنصر ، قحوماً : رمى بنفسه فيه فجأة بلا رويّة ، وقحّمه تقحيماً ، وأقحمته فانقحم واقتحم ». القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٠٩ ( قحم ).
وقال : « خبطه يخبطه : ضربه شديداً ... والقوم بسيفه : جلدهم ». القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٩٦ ( خبط ).
(٩) في « بن » والوسائل : ـ « قال ».
(١٠) في « ع ، ل ، بح ، بف » : « يا با الصبّاح ».
(١١) في « ن » : « لفتك ». وفي « ع ، ل ، بن » وحاشية « م » والوسائل : « القتل ».
(١٢) في « ع ، ل ، بن » : « القتل ».
(١٣) في « ع ، ل ، م ، بح ، بف » : « يا با الصبّاح ».
(١٤) في « ع ، ل ، بن » والوسائل : « القتل ».
وقال ابن الأثير في باب القاف : « قيّد الإيمان الفتك ، أي إنّ الإيمان يمنع عن الفتك ، كما يمنع القيد عن التصرّف ، فكأنّه جعل الفتك مقيّداً ». النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٠ ( قيد ).
وقال في باب الفاء : « الفتك : أن يأتي الرجل صاحبه وهو غارّ غافل ، فيشدّ عليه فيقتله. والغيلة : أن يخدعه ثمّ يقتله في موضع خفي ». النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠٩ ، ( فتك ).
(١٥) في « ن » : « فقال ». وفي « م » : « وقال ».
(١٦) في « ك » : « ولم ألبث ».
(١٧) في « جت » : « وإذا ».
رَجُلٌ (١) يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ ، فَقَالَ (٢) : يَا أَبَا الصَّبَّاحِ (٣) ، الْبُشْرى ، فَقُلْتُ : بَشَّرَكَ (٤) اللهُ بِخَيْرٍ ، فَمَا ذَاكَ؟ فَقَالَ : إِنَّ الْجَعْدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بَاتَ الْبَارِحَةَ فِي دَارِهِ الَّتِي فِي الْجَبَّانَةِ ، فَأَيْقَظُوهُ (٥) لِلصَّلَاةِ ، فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الزِّقِّ الْمَنْفُوخِ مَيِّتاً ، فَذَهَبُوا يَحْمِلُونَهُ ، فَإِذَا لَحْمُهُ يَسْقُطُ عَنْ (٦) عَظْمِهِ ، فَجَمَعُوهُ فِي نَطْعٍ ، فَإِذَا (٧) تَحْتَهُ أَسْوَدُ (٨) ، فَدَفَنُوهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى (٩) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (١٠) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ مِثْلَهُ. (١١)
١٤٤٦٥ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ (١٢) رَفَعَهُ :
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ـ أَظُنُّهُ أَبَا عَاصِمٍ السِّجِسْتَانِيَّ ـ قَالَ : زَامَلْتُ عَبْدَ اللهِ (١٣) بْنَ (١٤) النَّجَاشِيِّ ـ وَكَانَ يَرى رَأْيَ الزَّيْدِيَّةِ ـ فَلَمَّا كُنَّا (١٥) بِالْمَدِينَةِ ذَهَبَ إِلى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ ، وَذَهَبْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَأَيْتُهُ مُغْتَمّاً ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لِي (١٦) : اسْتَأْذِنْ لِي عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام.
__________________
(١) في « ع ، ك ، ل ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد » وحاشية « بح » والوافي : « برجل ».
(٢) في الوافي والتهذيب : « قال ».
(٣) في « ع ، ك ، ل ، م ، بح ، بف ، بن » : « يا با الصبّاح ».
(٤) في « ك » : ـ « بشّرك ».
(٥) في « ك » : « فأيقظوا ».
(٦) في « ل ، ن ، بف ، بن ، جت » : « من ».
(٧) في « بف » : « وإذا ».
(٨) الأسود : الحيّة العظيمة. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٢٤ ( سود ).
(٩) في « ع » : ـ « بن يحيى ».
(١٠) في « بف : « عن أحمد بن محمّد الحسين » بدل « عن محمّد بن الحسين ».
(١١) التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢١٤ ، ح ٨٤٥ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ١٥ ، ص ٥٠٠ ، ح ١٥٥٥٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٢٩ ، ح ٣٥٥٢٠.
(١٢) في « ع ، ل ، بن » والوسائل : ـ « عن أبيه ».
(١٣) في « ك » : « أبا عبدالله ».
(١٤) في « ك » : ـ « بن ».
(١٥) في « ن ، بن ، جت » والتهذيب : « كان ».
(١٦) في « بف » والتهذيب : ـ « لي ».
فَدَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، وَقُلْتُ (١) : إِنَّ (٢) عَبْدَ اللهِ بْنَ النَّجَاشِيِّ يَرى رَأْيَ الزَّيْدِيَّةِ ، وَإِنَّهُ (٣) ذَهَبَ إِلى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ ، وَقَدْ سَأَلَنِي أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهُ عَلَيْكَ.
فَقَالَ : « ائْذَنْ لَهُ » فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمَ (٤) ، فَقَالَ (٥) : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، إِنِّي (٦) رَجُلٌ أَتَوَلاَّكُمْ (٧) ، وَأَقُولُ : إِنَّ الْحَقَّ فِيكُمْ ، وَقَدْ قَتَلْتُ سَبْعَةً (٨) مِمَّنْ سَمِعْتُهُ يَشْتِمُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (٩) عليهالسلام ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَسَنِ ، فَقَالَ لِي (١٠) : أَنْتَ مَأْخُوذٌ بِدِمَائِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَقُلْتُ : فَعَلَامَ (١١) نُعَادِي النَّاسَ إِذَا (١٢) كُنْتُ مَأْخُوذاً بِدِمَاءِ مَنْ سَمِعْتُهُ يَشْتِمُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ؟
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « فَكَيْفَ (١٣) قَتَلْتَهُمْ؟ ».
قَالَ (١٤) : مِنْهُمْ مَنْ جَمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الطَّرِيقُ ، فَقَتَلْتُهُ (١٥) ، وَمِنْهُمْ مَنْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ (١٦) ، فَقَتَلْتُهُ وَقَدْ خَفِيَ ذلِكَ عَلَيَّ (١٧) كُلُّهُ.
__________________
(١) في « ل ، بن » وحاشية « جت » والتهذيب : + « له ».
(٢) في « ع ، ل ، ن ، بح » : ـ « إنّ ».
(٣) في « ن » : « فإنّه ».
(٤) في « م ، جد » وحاشية « جت » : « وسلّم ». وفي « ن » : ـ « فسلّم ».
(٥) في « جد » : « وقال ».
(٦) في « ك ، ن ، بح ، جت » : « إنّني ».
(٧) في « ن » : « لأتولاّكم ». وفي « بف » : « أتوالاكم ».
(٨) في الوافي عن بعض النسخ : + « نفر ».
(٩) في « ع ، ك ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جت » والوافي والتهذيب : + « عليّاً ».
(١٠) في الوسائل : ـ « لي ».
(١١) في « بف » والوافي : « فعلى ما ».
(١٢) في « ع ، ل ، م ، بح ، بن » : « إذ ».
(١٣) في « بح » : « كيف ». وفي والوافي والتهذيب : « وكيف ».
(١٤) في الوافي والتهذيب : + « منهم من كنت أصعد سطحه بسلّم حتّى أقتله و ».
(١٥) في « بن » : ـ « فقتلته ».
(١٦) في « ن » : « ببيته ».
(١٧) في « ك ، ل ، ن ، بف ، بن » والوافي والتهذيب : « عليّ ذلك ».
قَالَ (١) : فَقَالَ لَهُ (٢) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا بَا خِدَاشٍ (٣) ، عَلَيْكَ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَتَلْتَهُ (٤) كَبْشٌ تَذْبَحُهُ بِمِنًى (٥) ؛ لِأَنَّكَ (٦) قَتَلْتَهُمْ بِغَيْرِ (٧) إِذْنِ الْإِمَامِ ، وَلَوْ أَنَّكَ قَتَلْتَهُمْ بِإِذْنِ الْإِمَامِ ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ شَيْءٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (٨) ». (٩)
١٤٤٦٦ / ١٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ النَّهْدِيِّ (١٠) ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (١١) : كُنْتُ أَخْرُجُ فِي الْحَدَاثَةِ إِلَى الْمُخَارَجَةِ (١٢) مَعَ شَبَابِ أَهْلِ (١٣) الْحَيِّ ، وَإِنِّي بُلِيتُ أَنْ (١٤) ضَرَبْتُ رَجُلاً ضَرْبَةً بِعَصاً ، فَقَتَلْتُهُ؟
__________________
(١) في « ك » : ـ « قال ».
(٢) في « بح ، بف » والوسائل والتهذيب : ـ « له ».
(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « يا أبا خداش ». وفي الوسائل : ـ « يا أبا خداش ». وفي التهذيب : « يا أبا بجير ».
(٤) في « ل ، بن » والوسائل والتهذيب : « قتلته منهم ».
(٥) في المرآة : « لم أرَ قائلاً من الأصحاب بوجوب هذه الكفّارة ، بل ولا بوجوب استيذان الإمام في ذلك ، ولعلّهماعلى الاستجاب ».
(٦) في « بف » : « بمكانك ».
(٧) في « بف » : ـ « بغير ». وفي الوسائل : « بدون ».
(٨) في « بف ، جت » والوافي : « ولا في الآخرة » بدل « والآخرة ». وفي « ع ، ك ، ل » والتهذيب : ـ « في الدنيا والآخرة ».
(٩) التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢١٣ ، ح ٨٤٤ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم رفعه عن بعض أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ٥٠١ ، ح ١٥٥٥٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٧٢ ، ح ٣٥٦٠٤.
(١٠) في « ع ، ك ، ل ، بف ، بن ، جد » والوسائل : ـ « النهدي ».
(١١) في الوسائل : + « إنّي ».
(١٢) « الحداثة » : كناية عن الشباب وأوّل العمر. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥١ ( حدث ).
وفي الوافي : « المخارجة : المناهدة بالأصابع ، وهي المساهمة بها ، وكأنّها نوع من الرهانات ». وراجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٤٩ ( خرج ).
(١٣) في « ع ، ك ، ل ، ن ، بن » والوسائل : ـ « أهل ».
(١٤) في « بف » : « أنّي ».
فَقَالَ : « أَكُنْتَ (١) تَعْرِفُ هذَا الْأَمْرَ (٢) إِذْ ذَاكَ؟ ».
قَالَ : قُلْتُ : لَا.
فَقَالَ لِي (٣) : « مَا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ جَهْلِكَ بِهذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِمَّا دَخَلْتَ فِيهِ (٤) ».
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ مِثْلَهُ. (٥)
١٤٤٦٧ / ١٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنِ اقْتُصَّ مِنْهُ (٦) ، فَهُوَ قَتِيلُ الْقُرْآنِ (٧) ». (٨)
١٤٤٦٨ / ٢٠. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
« قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : الْبِئْرُ جُبَارٌ ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ (٩) ». (١٠)
__________________
(١) في « ك ، بف » : « أن كنت ». وفي الوافي : « كنت » من دون همزه الاستفهام.
(٢) في « ن » : « لأمر ».
(٣) في الوافي : ـ « لي ».
(٤) في المرآة : « يدلّ الخبر على أنّ الإيمان يجبّ ما قبله كالإسلام ، ولم أظفر بذلك في كلام الأصحاب ».
(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ١١٠٢ ، ح ٣٦٥٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٧٣ ، ح ٣٥٦٠٥.
(٦) في الوافي والتهذيب : + « فمات ». وفي الجعفريّات : + « شيء فمات ».
(٧) في المرآة : « لعلّ المراد أنّ سراية القصاص غير مضمون على أحد ؛ لأنّه وقع بحكم القرآن ، فكأنّه قتيل القرآن ، وعليه الفتوى. ويحتمل أن يكون المعنى أنّ من قتل قصاصاً فكأنّ القرآن قتله ، فعلى القرآن وصاحبه تداركه. أو الغرض رفع الحرج عمّن فعل ذلك بأنّه لم يفعل حقيقة ، بل القرآن فعله ».
(٨) التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٧٩ ، ح ١٠٩٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. الجعفريّات ، ص ١٣٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهمالسلام الوافي ، ج ١٦ ، ص ٨١١ ، ح ١٦١٦١ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٦٤ ، ح ٣٥١٥٨.
(٩) قال ابن الأثير : « فيه : جرح العجماء جبار. الجُبار : الهدر. والعجماء : الدابّة. ومنه الحديث : السائمة جبار ، أي الدابّة المرسلة في رعيها ». النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ( جبر ).
وقال : « وفيه : البئر جُبار ، أي هدر. وقيل : هو الأجير الذي ينزل إلى البئر فينقّيها ويخرج شيئاً وقع فيها فيموت ». النهاية ، ج ١ ، ص ٨٩ ( بأد ).
وقال الجوهري : « الجبار : الهدر. يقال : ذهب دمه جُباراً. وفي الحديث : المعدن جُبار ، أي إذا انهار على من يعمل فيه فهلك ، لم يؤخذ به مستأجره ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٠٨ ( جبر ).
وفي المرآة : « أقول : لعلّ المعنى أنّ الدابّة في الرعي إذا جنت فلا شيء على مالكها ، وكذا الدابّة التي انفلتت
١٤٤٦٩ / ٢١. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ (١) :
« رُفِعَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام رَجُلٌ دَاسَ (٢) بَطْنَ رَجُلٍ حَتّى أَحْدَثَ فِي ثِيَابِهِ ، فَقَضى عَلَيْهِ أَنْ يُدَاسَ (٣) بَطْنُهُ حَتّى يُحْدِثَ فِي ثِيَابِهِ كَمَا أَحْدَثَ ، أَوْ يَغْرَمَ ثُلُثَ الدِّيَةِ (٤) ». (٥)
هذَا آخِرُ كِتَابِ الدِّيَاتِ وَيَتْلُوهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى كِتَابُ الشَّهَادَاتِ. (٦)
__________________
من غير تفريط من مالكها كما مرّ ، والمراد بالبئر إمّا البئر الذي حفرها في ملك مباح ، فوقع فيها إنسان أو من استأجر أحداً ليعمل في بئر فانهارت عليه ، وكذا المعدن ».
(١٠) التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٢٥ ، ح ٨٨٤ ؛ والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٨٥ ، ح ١٠٧٩ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٥٤ ، ح ٥٣٤٤ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع اختلاف يسير. معاني الأخبار ، ص ٣٠٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن زيد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن جدّه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٢٧ ، ح ١٦٢١٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٧١ ، ح ٣٥٦٠٠.
(١) في « ك ، بف » : ـ « قال ».
(٢) الدوس : الوطء بالرجل. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٥١ ( دوس ).
(٣) في « م » والتهذيب ، ص ٢٥١ : « أن تداس ».
(٤) قال المحقّق : « من داس بطن إنسان حتّى أحدث ديس بطنه حتّى يحدث في ثيابه ، أو يفتدي ذلك بثلث الدية ؛ وهي رواية السكوني ، وفيه ضعف ». وقال الشهيد الثاني : « ذهب جماعة إلى الحكومة لضعف مستند غيره ، وهو الوجه ». الشرائع ، ج ٤ ، ص ١٠٣٨ ؛ المسالك ، ج ١٥ ، ص ٤٤٣.
(٥) التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٢٥١ ، ح ٩٩٣ ، معلّقاً عن عليّ ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. وفيه ، ص ٢٧٩ ، ح ١٠٨٩ ، معلّقاً عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٤٧ ، ح ٥٣٢٦ ، معلّقاً عن السكوني من دون الإسناد إلى أبي عبد الله عليهالسلام. الجعفريّات ، ص ١١٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّ عليهمالسلام. العويص للمفيد ، ص ٤٢ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٦ ، ص ٦٨٧ ، ح ١٥٩٧٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ١٨٢ ، ح ٣٥٤١٨.
(٦) في أكثر النسخ بدل قوله : « هذا آخر كتاب الديات ... » إلى هنا عبارات مختلفة.
[٣٢]
كِتَابُ الشَّهَادَاتِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)
[٣٢]
كِتَابُ الشَّهَادَاتِ
١ ـ بَابُ أَوَّلِ صَكِّ كُتِبَ فِي الْأَرْضِ
١٤٤٧٠ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَلى أَبِي الْعَبَّاسِ وَهُوَ بِالْحِيرَةِ (٢) ، خَرَجَ يَوْماً يُرِيدُ عِيسَى بْنَ مُوسى ، فَاسْتَقْبَلَهُ بَيْنَ الْحِيرَةِ وَالْكُوفَةِ وَمَعَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ الْقَاضِي ، فَقَالَ لَهُ (٣) : إِلى أَيْنَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ (٤)؟ فَقَالَ : « أَرَدْتُكَ » فَقَالَ (٥) : قَدْ قَصَّرَ اللهُ خَطْوَكَ.
قَالَ : فَمَضى مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ (٦) ابْنُ شُبْرُمَةَ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ (٧) فِي شَيْءٍ سَأَلَنِي عَنْهُ (٨) الْأَمِيرُ ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي فِيهِ شَيْءٌ؟
__________________
(١) في « م » : + « وبه نستعين ». وفي « بف » : + « ربّ يسرّ وأعن ». وفي « بن ، جد » : ـ « بسم الله الرحمن الرحيم ».
(٢) قال الجوهري : « الحيرة ـ بالكسر ـ : مدينة بقرب الكوفة ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤١ ( حير ).
(٣) في « ع ، ك ، ل ، ن ، بن ، جد » : ـ « له ».
(٤) في « ع ، ك ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جد » والوافي : « يا با عبد الله ».
(٥) في الوافي : « قال ».
(٦) في « بح » : ـ « له ».
(٧) في « ع ، ك ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جد » والوافي : « يا با عبد الله ».
(٨) في « بح » : ـ « عنه ».
فَقَالَ (١) : « وَمَا هُوَ؟ ».
قَالَ : سَأَلَنِي عَنْ أَوَّلِ كِتَابٍ كُتِبَ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَرَضَ عَلى آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ عَرْضَ الْعَيْنِ (٢) فِي صُوَرِ الذَّرِّ نَبِيّاً فَنَبِيّاً ، وَمَلِكاً فَمَلِكاً ، وَمُؤْمِناً فَمُؤْمِناً ، وَكَافِراً فَكَافِراً ، فَلَمَّا انْتَهى إِلى دَاوُدَ عليهالسلام ، قَالَ : مَنْ هذَا الَّذِي نَبَّأْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَقَصَّرْتَ عُمُرَهُ؟ ».
قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ : هذَا ابْنُكَ دَاوُدُ عُمُرُهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً ، وَإِنِّي قَدْ كَتَبْتُ الْآجَالَ ، وَقَسَمْتُ الْأَرْزَاقَ ، وَأَنَا أَمْحُو مَا أَشَاءُ وَأُثْبِتُ ، وَعِنْدِي أُمُّ الْكِتَابِ ، فَإِنْ جَعَلْتَ لَهُ شَيْئاً مِنْ عُمُرِكَ أَلْحَقْتُ (٣) لَهُ ، قَالَ (٤) : يَا رَبِّ ، قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمُرِي سِتِّينَ سَنَةً (٥) تَمَامَ الْمِائَةِ ».
قَالَ : « فَقَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِجَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَمَلَكِ الْمَوْتِ : اكْتُبُوا عَلَيْهِ كِتَاباً ، فَإِنَّهُ سَيَنْسى » قَالَ : « فَكَتَبُوا عَلَيْهِ كِتَاباً ، وَخَتَمُوهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ (٦) مِنْ طِينَةِ عِلِّيِّينَ ».
قَالَ (٧) : « فَلَمَّا حَضَرَتْ آدَمَ الْوَفَاةُ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَقَالَ آدَمُ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ : جِئْتُ لِأَقْبِضَ رُوحَكَ ، قَالَ : قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي سِتُّونَ سَنَةً (٨) ، فَقَالَ : إِنَّكَ جَعَلْتَهَا (٩) لِابْنِكَ دَاوُدَ » قَالَ : « وَنَزَلَ (١٠) عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ، وَأَخْرَجَ (١١) لَهُ (١٢) الْكِتَابَ ».
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ إِذَا خَرَجَ (١٣) الصَّكُّ (١٤) عَلَى الْمَدْيُونِ ذَلَّ
__________________
(١) في « بح » : + « له ».
(٢) في المرآة : « عرض العين ، أي بحيث رآهم بالعين ».
(٣) في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت » والبحار : « الحقته ».
(٤) في « بف » : « فقال ».
(٥) في « بح » : + « تامّه ».
(٦) في « جد » : « بأختمتهم ».
(٧) في « بف » : ـ « قال ».
(٨) في « بح » : ـ « سنة ».
(٩) في « بف » : « جعلت ».
(١٠) في « بح » : « فنزل ».
(١١) في « ن » : « فاخرج ».
(١٢) في « بف » والوافي : « عليه ».
(١٣) في « م ، بن ، جد » والبحار ، ج ١١ : « اخرج ».
(١٤) قال الجوهري : « الصكّ : كتاب ، وهو فارسي معرّب ». الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٩٦ ( صكك ).