مستدرك الوسائل - ج ٣

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ٣

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

بيده ، ويأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها » قال مفضل : ثم انقطع حديث أبي عبد الله ( عليه السلام ) عند ذلك ، عند زوال الشمس ، فقام فصلّى الظهر ، ثم العصر ثم [ انصرف من المسجد فـ ] (٧) التفت عن يساره ، وأشار بيده إلى موضع دار الداريين ، وهو موضع دار ابن حكيم ، وذلك فرات اليوم ، وقال لي : « يا مفضل ها هنا نصبت اصنام قوم نوح ، يغوث ، ويعوق ، ونسرا ، ثم مضى حتى ركب دابّته » الخبر .

٣٨٧٧ / ٣ ـ وعن المفضل قال قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أرأيت قول الله : ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ) (١) ما هذا التنور ؟ وانى (٢) كان موضعه وكيف كان ؟

فقال : « كان التنور حيث وصفت لك » فقلت : فكان بدو خروج الماء من ذلك التنور ؟ فقال : « نعم ، انّ الله احبّ ان يرى قوم نوح الآية ، ثم ان الله بعده ارسل عليهم مطرا يفيض فيضا ، وفاض الفرات فيضا ايضاً ، والعيون كلّهن فيضا (٣) فغرقهم الله تعالى ، وانجى نوحا ومن معه في السفينة » : فقلت له : فكم لبث نوح ومن معه في السفينة ، حتى نضب الماء وخرجوا منها ؟ فقال : « لبثوا فيها سبعة أيّام ولياليها ، وطافت بالبيت ثم استوت على الجودي ، وهو فرات الكوفة » فقلت له : ان مسجد الكوفة لقديم ، فقال : « نعم ، وهو مصلّى الأنبياء ، ولقد صلّى فيه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، حيث انطلق

__________________________

(٧) أثبتناه من المصدر .

٣ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤٦ ح ٢١ .

(١) هود ١١ : ٤٠ .

(٢) في المصدر : واين .

(٣) في المصدر : عليها .

٤٠١
 &

به جبرئيل على البراق ، فلما انتهى به الى دار السلام ، وهو ظهر الكوفة ، وهو يريد بيت المقدس ، قال له : يا محمّد هذا مسجد ابيك آدم ، ومصلّى الأنبياء ، فانزل فصلّ فيه ، فنزل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فصلّى ، ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلّى ، ثم أن جبرئيل عرج به إلى السماء » .

٣٨٧٨ / ٤ ـ وعن أبي عبيدة الحذّاء ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « مسجد كوفان ، فيه فار التنور ، ونجرت السفينة ، وهو سرّة بابل ، ومجمع الأنبياء ( عليهم السلام ) » .

٣٨٧٩ / ٥ ـ وعن سلمان الفارسي ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، في حديث له في فضل مسجد الكوفة : « فيه نجر نوح ( عليه السلام ) سفينته ، وفيه فار التنور ، وبه كان بيت نوح ( عليه السلام ) ومسجده » .

٣٨٨٠ / ٦ ـ وعن هارون بن خارجة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « يا هارون كم بين منزلك وبين المسجد الأعظم » ؟ فقلت : قريب ، قال : « يكون ميلا » ؟ فقلت : لكنّه أقرب ، فقال : « فما تشهد الصلاة كلّها فيه » ؟ فقلت : لا والله ـ جعلت فداك ـ ربّما شغلت ، فقال : « أمّا إني لو كنت بحضرته ما فاتتني فيه صلاة ، قال : ثم قال هكذا بيده : ما من ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا عبد صالح ، إلّا وقد صلّى في مسجد كوفان ، حتّى محمّد عليه الصلاة والسلام ، ليلة اسري مرّ به جبرئيل ، فقال : يا محمّد هذا مسجد

__________________________

٤ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤٧ ح ٢٣ .

٥ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤٧ ح ٢٤ .

٦ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧٧ ح ٦ .

٤٠٢
 &

كوفان ، فقال : استأذن لي حتى اصلّي فيه ركعتين ، فاستأذن له ، فهبط به وصلّى فيه ركعتين ، ثم قال : اما علمت أنّ عن يمينه روضة من رياض الجنّة ، وعن يساره روضة من رياض الجنّة ، أما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه ، تعدل ألف صلاة في غيره ، والنافلة خمسمائة صلاة ، والجلوس فيه من غير قراءة القرآن عبادة ،

ثم قال هكذا باصبعه فحرّكها : ما بعد المسجدين ، أفضل من مسجد كوفان » .

٣٨٨١ / ٧ ـ الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن المشهدي في المزار : أخبرني السيد الأجل عبد الحميد بن التقي عبد الله بن اسامة الحسيني ، في ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة ، قراءة عليه بحلّة الجامعين ، قال : اخبرنا الشيخ أبو الفرج أحمد القرشي ، عن أبي الغنائم محمّد بن علي ، عن الشريف محمّد بن علي بن الحسن العلوي ، عن أبي تمام عبد الله بن أحمد الأنصاري ، عن عبيد الله بن كثير العامري ، عن محمّد بن اسماعيل الأحمسي ، عن محمد بن فضيل الضبي ، عن محمّد بن سوقة ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة بن الاسود ، عن عبد الله بن الاسود ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « يا بن مسعود ، لما اسري بي الى السماء الدنيا ، اراني مسجد كوفان ، فقلت : يا جبرئيل ما هذا ؟ قال : مسجد مبارك ، كثير الخير ، عظيم البركة ، اختاره الله لأهله ، وهو يشفع لهم يوم القيامة » وذكر الحديث بطوله في مسجد الكوفة .

__________________________

٧ ـ المزار للمشهدي ص ١٤٧ ، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٤ ح ٢٧ .

٤٠٣
 &

٣٨٨٢ / ٨ ـ وبإلاسناد عن علي بن العباس البجلي ، عن بكار بن أحمد ، عن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم ، عن صباح الزعفراني ، عن السدي ، عن الشعبي ، قال : قال (١) ( عليه السلام ) : « إنّ مسجد الكوفة ، رابع أربعة مساجد للمسلمين ، ركعتان فيه احبّ إليّ من عشر فيما سواه ، ولقد نجرت سفينة نوح ( عليه السلام ) في وسطه ، وفار التنور من زاويته اليمنى ، والبركة منه على اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته ، ولقد نقص منه اثني عشر الف ذراع ممّا كان على عهدهم » .

٣٨٨٣ / ٩ ـ وبالإِسناد عن جعفر بن محمّد بن حاجب ، عن محمّد بن اسحاق ، عن علي بن هشام ، عن حسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « لكأنّي بمسجد كوفان يأتي يوم القيامة محرما في ملاءتين (١) يشهد لمن صلّى فيه ركعتين » .

٣٨٨٤ / ١٠ ـ عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد : عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن احمد بن محمد بن نصر البزنطي ، قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال : « ما سمعت من اشياخك ؟ » فقلت له : حدثنا صفوان بن مهران ، عن جدّك ( عليه السلام ) ، انه دفن بنجف الكوفة ، ورواه بعض

__________________________

٨ ـ المزار ص ١٥١ ، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٥ .

(١) في المصدر : قال علي .

٩ ـ المصدر السابق ص ١٥٥ ، عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٦ .

(١) الملاءة : ثوب لين رقيق ( مجمع البحرين ج ١ ص ٣٩٨ ) . وفي المصدر : ملاء أبيض .

١٠ ـ قرب الاسناد ص ١٦٢ .

٤٠٤
 &

اصحابنا ، عن يونس بن ظبيان بمثل هذا ، فقال : « سمعت منه (١) يذكر أنه ( عليه السلام ) دفن في مسجدكم بالكوفة » فقلت له : جعلت فداك ، اي شيء لمن صلّى فيه من الفضل ؟ فقال : « كان جعفر ( عليه السلام ) يقول : له من الفضل ثلاث مرار هكذا وهكذا بيديه عن يمينه ، وعن شماله وتجاهه » .

٣٨٨٥ / ١١ ـ جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارة : عن محمّد بن الحسين بن مت الجوهري ، عن محمّد بن احمد بن يحيی ، عن احمد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن حديد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي حمزة الثمالي : إنّ علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة ، فصلّى فيه ركعتين ، ثم جاء حتى ركب راحلته واخذ الطريق .

٣٨٨٦ / ١٢ ـ السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري : ذكر حسن بن الحسين بن طحال المقدادي رضي الله عنه : أنّ زين العابدين ( عليه السلام ) ، ورد الكوفة ودخل مسجدها ، وبه ابو حمزة الثمالي ، وكان من زهاد أهل الكوفة ومشايخها ، فصلّى ركعتين ، قال ابو حمزة : فما سمعت اطيب من لهجته ، فدنوت منه لاسمع ما يقول ، فسمعته يقول : « الهي ان كان قد عصيتك فانّي قد اطعتك في احبّ الاشياء اليك ، الاقرار بوحدانيّتك ، منّاً منك عليّ لا منّاً منّي عليك » والدعاء معروف ، ثم نهض ، قال ابو حمزة : فتبعته الى مناخ الكوفة ،

__________________________

(١) في المصدر : مَنْ .

١١ ـ كامل الزيارات ص ٢٧ ح ١ .

١٢ ـ فرحة الغري ص ٤٦ .

٤٠٥
 &

فوجدت عبدا اسود معه نجيب وناقة ، فقلت : يا اسود من الرجل ؟ فقال : او تخفى عليك شمائله ، هو علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال أبو حمزة : فانكببت على قدميه اقبلهما ، فرفع رأسي بيده ، وقال : « لا يا أبا حمزة ، انما يكون السجود لله عزّ وجلّ » فقلت : يا بن رسول الله ، ما اقدمك الينا ؟ قال : « ما رأيت ، ولو علم الناس ما فيه من الفضل لاتوه ولو حبوا » ، الخبر .

٣٨٨٧ / ١٣ ـ جامع الاخبار : روي باسناد صحيح عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال : « النافلة في مسجد الكوفة ، تعدل عمرة مع النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، والفريضة تعدل حجّة مع النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، وقد صلّى فيه الف نبيّ ، وألف وصي » .

٣٨٨٨ / ١٤ ـ وقال الصادق ( عليه السلام ) : « ما من عبد صالح ، ولا نبيّ ، الّا وقد صلّى في مسجد كوفان ، حتى أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، لمّا أُسري به ، قال له جبرئيل : اتدري اين أنت يا رسول الله الساعة ؟ أنت مقابل مسجد كوفان ، قال [ فاستأذن لي ربّي حتى آتيه فاصلّي فيه ركعتين ] (١) فاستأذن الله عزّ وجلّ فاذن له ، وان ميمنته لروضة من رياض الجنّة [ وان وسطه لروضة من رياض الجنّة ] (٢) وانّ مؤخره لروضة من رياض الجنّة ، وان الصلاة المكتوبة ، فيه لتعدل بألف صلاة ، وأنّ النافلة فيه لتعدل بخمسمائة صلاة ، وأن

__________________________

١٣ ـ جامع الاخبار ص ٨١ .

١٤ ـ جامع الاخبار ص ٨٢ ، والبحار ج ١٠٠ ص ٣٩٧ ح ٣٧ ، عن ثواب الاعمال ص ٥٠ ح ١ .

(١) اثبتناه من المصدر .

(٢) أثبتناه من المصدر .

٤٠٦
 &

الجلوس فيه بغير تلاوة ، ولا ذكر ، لعبادة ، ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا » .

٣٨٨٩ / ١٥ ـ وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : « نعم المسجد مسجد الكوفة ، صلّى فيه الف نبي ، والف وصي ، ومنه فار التنور ، وفيه نجرت (١) السفينة ، ميمنته رضوان الله ، ووسطه روضة (٢) من رياض الجنّة ، وميسرته مكر (٣) » فقال قلت : بأبي أنت (٤) ما معنى ما تقول مكر (٥) قال : « يعني منازل السلطان (٦) » .

وقال ( عليه السلام ) (٧) : « صلاة في مسجد الكوفة ، تعدل الف صلاة في غيره من المساجد » .

٣٦ ـ ( باب استحباب اختيار الاقامة في مسجد الكوفة ، والصلاة فيه ، على السفر إلى زيارة المسجد الأقصى )

٣٨٩٠ / ١ ـ إبراهيم بن محمّد الثقفي في كتاب الغارات : عن حبّة العرني

__________________________

١٥ ـ جامع الاخبار ص ٨٢ .

(١) في المصدر : تجري ، وفي إحدى نسخه ، جرت .

(٢) ليس في المصدر .

(٣ و ٥) في المصدر : مكره ، وفي نسخة : ( مكروه ، مكرهه ، مكر ) .

(٤) في المصدر زيادة : وامّي .

(٦) في المصدر : الشيطان .

(٧) ثواب الاعمال ص ٥١ ح ٣ ، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٧ ح ٣٦ .

الباب ـ ٣٦

١ ـ الغارات ج ٢ ص ٤١٣ .

٤٠٧
 &

وميثم التمّار ، قالا : جاء رجل إلى علي ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين إنّي تزوّدت زاداً ، وابتعت راحلة ، وقضيت شأني يعني حوائجي فارتحل إلى بيت المقدس ؟ فقال له : « كل زادك ، وبع راحلتك ، وعليك بهذا المسجد ـ يعني مسجد الكوفة ـ فإنّه أحد المساجد الأربعة ، ركعتان فيه تعدل عشراً فيما سواه من المساجد ، البركة منه على اثني عشر ميلاً من حيث ما أتيته ، وقد ترك من أسّه ألف ذراع ، وفي زاويته فار التنور ، وعند الاسطوانة الخامسة صلّى ابراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، وقد صلّى فيه الف نبيّ ، والف وصيّ ، وفيه عصا موسى ، وشجرة يقطين ، وفيه هلك يغوث ، ويعوق ، وهو الفاروق ، ومنه سيّر جبل الأهواز ، وفيه مصلّى نوح ( عليه السلام ) ، ويحشر منه يوم القيامة سبعون الفاً لا عليهم حساب ولا عذاب ، ووسطه على روضة من رياض الجنة ، وفيه ثلاث اعين يزهرن تذهب الرجس ، وتطهّر المؤمنين ، عين من لبن ، وعين من دهن ، وعين من ماء ، جانبه الايمن ذكر ، وجانبه الأيسر مكر ، ولو يعلم الناس ما فيه ، لاتوه ولو حبوا » .

٣٨٩١ / ٢ ـ الشيخ محمّد بن المشهدي في المزار : باسناده المتقدم عن علي بن عبد الرحمن ، عن محمّد بن عبد الله الحضرمي ، عن العلاء بن سعيد الكندي ، عن طلحة بن عيسى ، عن الفضل بن ميمون البجلي ، عن القسم بن الوليد الهمداني ، عن حبّة العرني ، وميثم الكناني ، وذكرا مثله بادنى تغيير وفيه : بعد عصا موسى ، ( وخاتم سليمان ) وبعد قوله : عين من لبن ( انبثت من ضغث (١) تُذهب ) .

__________________________

٢ ـ المزار ص ١٤٩ ، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٤ ح ٢٨ .

(١) في نسخة : انبتت بالضغث ( منه قدّس سرّه ) .

٤٠٨
 &

٣٨٩٢ / ٣ ـ محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن سلام الحنّاط ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل ، فقال : « المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) » قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ فقال : « ذاك في السماء ، إليه أُسري رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) » فقلت ان الناس يقولون أنه بيت المقدس ، فقال : « مسجد الكوفة أفضل منه » .

٣٧ ـ ( باب استحباب الصلاة عند الاسطوانة السابعة ، والاسطوانة الخامسة ، من مسجد الكوفة )

٣٨٩٣ / ١ ـ الشيخ محمد بن المشهدي في المزار : بالإِسناد عن أحمد بن الحسين بن عبد الله ، عن ذبيان بن حكيم ، عن حماد بن زيد الحارثي ، قال : كنت عند جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، والبيت غاص من الكوفيين ، فسأله رجل منهم : يا بن رسول الله ، إنّي ناء عن المسجد ، وليس لي نيّة الصلاة فيه ، فقال : « ائته ، فلو يعلم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا » ، قال : اني اشتغل ، قال : « فأته ولا تدعه ما امكنك ، وعليك بميامنه ممّا يلي ابواب كندة ، فأنه مقام إبراهيم ( عليه السلام ) ، وعند الخامسة مقام جبرئيل ، والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه » .

__________________________

٣ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧٩ ح ١٣ .

الباب ـ ٣٧

١ ـ مزار المشهدي ص ١٥٢ ورواه عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٥ ح ٣٠ .

٤٠٩
 &

٣٨٩٤ / ٢ ـ وبالإِسناد عن علي بن محمد الدهقان ، عن علي بن محمد بن علي بن السمين ، عن محمد بن زيد ( أبي طالب ) (١) عن ابراهيم بن محمد الثقفي ، عن عبيد بن اسحاق الضبي ، عن زهير بن معاوية ، عن الأعمش ، عن سفيان ، عن حذيفة ، قال : والله ان مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة المعدودة : المسجد الحرام ، ومسجد المدينة ، ومسجد الأقصى ، ومسجدكم هذا ـ يعني مسجد الكوفة ـ الا وان زاويته اليمنى ممّا يلي أبواب كندة منها فار التنور ، وان السارية الخامسة ، ممّا يلي صحن المسجد ، عن يمنة المسجد ، مما يلي أبواب كندة ، مصلّى إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، وان وسطه لنجرت فيه سفينة نوح ( عليه السلام ) ، ولئن اصلّي فيه ركعتين احبّ إليّ من أن اصلّي في غيره عشر ركعات ، ولقد نقص من ذرعه من الاس الأول اثني عشر الف ذراع ، وان البركة منه على اثني عشر ميلا ، من اي الجوانب جئته .

٣٨٩٥ / ٣ ـ الشهيد ( ره ) في مزاره ، والشيخ محمد بن المشهدي في مزاره : عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، انه قال لبعض اصحابه : « يا فلان إذا دخلت المسجد إلى (١) الباب الثاني عن ميمنة المسجد ، فعد خمسة اساطين ، اثنتان منها في الظلال ، وثلاث منها في صحن الحائط ، فصلّ هناك ، فعند الثالثة مصلّى ابراهيم ( عليه السلام ) ، وهي الخامسة من المسجد ، ركعتين ، وقل :

__________________________

٢ ـ مزار المشهدي ص ١٥٣ ، ورواه عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٩٦ ح ٣١ .

(١) في البحار والمصدر : الرطاب .

٣ ـ مزار الشهيد : مخطوط والمشهدي ص ٢١٠ ، ونقله عنهما في البحار ج ١٠٠ ص ٣٨٨ ح ١١ .

(١) في البحار والمصدر : من .

٤١٠
 &

السلام على أبينا آدم » . . الدعاء .

٣٨٩٦ / ٤ ـ وفيهما بالاسناد مرفوعا ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة ، اذا برجل ممّا يلي أبواب كندة قد دخل ، فنظرت إلى أحسن الناس وجها ، واطيبهم ريحا ، وانظفهم ثوبا معمّم بلا طيلسان ولا ازار ، عليه قميص ودراعة وعمامة ، وفي رجليه نعلان عربيّان ، فخلع نعليه ثم قام عند السابعة ، ورفع مسبحتيه حتى بلغتا (١) شحمتي اذنيه ، ثم ارسلهما بالتكبير ، فلم تبق في بدني شعرة الّا قامت ، ثم صلّى اربع ركعات احسن ركوعهن وسجودهن ، وقال : « الهي إن كنت قد عصيتك » الدعاء .

ثم رفع رأسه ، فتأمّلته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، فانكببت على يديه اقبلهما ، فنزع يده منّي ، وأومأ اليّ بالسكوت ، فقلت : يا مولاي انا من قد عرفته في ولائكم ، فما الذي اقدمك إلى ها هنا ؟ قال : « هو لما رأيت » .

قال في البحار : وجدت الرواية بخطّ بعض الافاضل ، منقولا من خطّ علي بن السكون رحمه الله .

٣٨٩٧ / ٥ ـ جامع الأخبار : روي باسناد صحيح ، عن أبي حمزة الثمالي ، أنه قال : سألته ( عليه السلام ) عن الاسطوانة السابعة ، فقال : « هذا مقام امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقال : وكان الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، يصلّي عند الخامسة ، فإذا غاب أمير المؤمنين

__________________________

٤ ـ مزار الشهيد : مخطوط والمشهدي ص ٢١٢ ورواه عنهما في البحار ج ١٠٠ ص ٣٨٨ ح ١٢ .

(١) في البحار : بلغا .

٥ ـ جامع الأخبار ص ٨٢ .

٤١١
 &

( عليه السلام ) ، صلّى فيه الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، وهو من باب كندة ، وقال الصادق ( عليه السلام ) : الاسطوانة السابعة مما يلي أبواب كندة ، هي مقام ابراهيم ( عليه السلام ) ، والخامسة مقام جبرئيل ( عليه السلام ) » .

٣٨ ـ ( باب استحباب صلاة الحاجة في مسجد الكوفة ، وكيفيتها )

٣٨٩٨ / ١ ـ الشيخ الطوسي ( ره ) في اماليه : عن المفيد ، عن أبي نصير محمد بن الحسين المقري ، عن احمد بن محمّد بن عقدة ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن إبراهيم شيخ من أصحابنا ، عن صباح الحذّاء ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « من كانت له الى الله حاجة ، فليقصد الى مسجد الكوفة ، وليسبغ وضوءه ، وليصل في المسجد ركعتين ، يقرأ في كلّ واحدة منهما فاتحة الكتاب ، وسبع سور معها ، وهي المعوذتان ، وقل هو الله أحد ، وقل يا ايّها الكافرون ، وإذا جاء نصر الله والفتح ، وسبّح اسم ربّك الاعلى ، وانّا انزلناه في ليلة القدر ، فإذا فرغ من الركعتين تشهد وسلّم ، وسأل الله حاجته ، فانّها تقضى بعون الله ، إن شاء الله تعالى » .

قال علي بن الحسن بن فضّال : وقال لي هذا الشيخ : إنّي فعلت ذلك ودعوت الله أن يوسّع عليّ في رزقي ، فانا من الله تعالى بكلّ

__________________________

الباب ـ ٣٨

١ ـ امالي الطوسي ج ٢ ص ٣٤٣ .

٤١٢
 &

نعمة ، ثم دعوته ان يرزقني الحج فرزقنيه (١) ، وعلّمته رجلا كان من اصحابنا مقترا (٢) عليه في رزقه ، فرزقه الله تعالى ووسع عليه .

٣٩ ـ ( باب استحباب الصلاة في مسجد السهلة ، والاستجارة به ، والدعاء فيه ، عند الكرب )

٣٨٩٩ / ١ ـ القطب الراوندي في قصص الأنبياء : بإسناده إلى الصدوق ، عن عبد الله بن محمّد الصائغ ، عن احمد بن يحيى بن زكريا القطان ، عن أبي محمد [ بن ] (١) عبد الله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن اسماعيل بن مهران ، قال : قال لي الصادق ( عليه السلام ) : « إذا دخلت الكوفة ، فات مسجد السهلة فصلّ فيه ، واسأل [ الله ] (٢) حاجتك لدينك ودنياك ، فإن مسجد السهلة بيت ادريس النبيّ ، الذي كان يخيط فيه ، ويصلّي فيه ، ومن دعى الله فيه بما احبّ قضى له حوائجه ، ورفعه يوم القيامة مكانا عليا ، إلى درجة إدريس ، واجاره (٣) من مكروه الدنيا ، ومكائد اعدائه » .

٣٩٠٠ / ٢ ـ وفيه بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد

__________________________

(١) في المصدر : فَرزقْتُه .

(٢) في المصدر : مضيقاً .

الباب ـ ٣٩

١ ـ قصص الأنبياء ص ٥٨ ، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٤ .

(١) أثبتناه من المصدر ، وهو الصواب ، راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٦٣ .

(٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) في المصدر : واجير .

٢ ـ قصص الأنبياء ص ٥٦ ، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٤ .

٤١٣
 &

الله ، عن أحمد بن محمّد البرقي ، عن الحسن بن عطاء [ الازدي ] (١) ، عن عبد السلام ، عن عمّار اليقظان ، قال : كان عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) جماعة ، وفيهم رجل يقال له ابان بن نعمان ، فقال : « أيّكم له علم بعمّي زيد بن علي ( عليه السلام ) ؟ » فقال : أنّا اصلحك الله ، قال : « وما علمك به ؟ » قال : كنا عنده ليلة ، فقال : هل لكم في مسجد سهلة ، فخرجنا معه اليه ، فوجدنا معه اجتهادا كما قال ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « كان بيت ابراهيم ( عليه السلام ) الذي خرج منه إلى العمالقة ، وكان بيت ادريس الذي كان يخيط فيه ، وفيه صخرة خضراء فيها صورة وجوه النبيين ، وفيه مناخ الراكب يعني الخضر ( عليه السلام ) ـ ثم قال ـ لو ان عمّي اتاه حين خرج فصلّى فيه ، واستجار بالله لاجاره عشرين سنة ، وما أتاه مكروب قطّ ، فصلّى فيه ما بين العشاءين ودعا الله ، إلّا فرّج الله عنه » .

٣٩٠١ / ٣ ـ وفيه بالإِسناد إلى الصدوق ، عن محمد بن علي بن المفضّل ، عن أحمد بن محمد بن عمّار ، عن أبيه ، عن حمدان القلانسي ، عن محمد بن جمهور ، عن مرازم بن عبد الله ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، انه قال : « يا ابا محمّد كأنّي ارى نزول القائم ( عليه السلام ) في مسجد السهلة باهله وعياله ، قلت : يكون منزله ؟ قال : نعم ، هو منزل ادريس ( عليه السلام ) ، وما بعث الله نبيّاً إلّا وقد صلّى فيه ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلّا وقلبه يحنّ

__________________________

(١) أثبتناه من المصدر .

٣ ـ قصص الأنبياء ص ٥٧ ، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٥ ح ٣ .

٤١٤
 &

إليه ، وما من يوم ولا ليلة إلّا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد ، يعبدون الله فيه .

يا ابا محمد ، اما اني لو كنت بالقرب منكم ما صلّيت صلاة إلّا فيه ، ثم إذا قام قائمنا ( عليه السلام ) انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين » .

٣٩٠٢ / ٤ ـ جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة : عن أخيه علي بن محمد ، عن أحمد بن ادريس ، عن عمران بن موسى ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن حسان ، عن عمّه عبد الرحمن ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي : « يا أبا حمزة ، هل شهدت عمّي ليلة خرج » ؟ قال : نعم ، قال : « فهل صلّى في مسجد سهيل » ؟ ـ قال : واين مسجد سهيل ؟ لعلّك تعني مسجد السهلة ؟ قال : « نعم » ـ قال : لا ، قال : « اما انّه لو صلّى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة » ، فقال له أبو حمزة الثمالي : هذا مسجد السهلة ؟ قال : « نعم ، فيه بيت ابراهيم ( عليه السلام ) ، الذي كان يخرج منه إلى العمالقة ، وفيه بيت ادريس الذي كان يخيط فيه ، وفيه مناخ الراكب ، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين ، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عزّ وجلّ منها النبيين ، وفيها المعراج ، وهو الفاروق الأعظم موضع منه ، وهو ممرّ الناس ، وهو من كوفان ، وفيه ينفخ في الصور ، وإليه المحشر ، ويحشر من جانبه سبعون الفا يدخلون الجنّة بغير حساب ، اولئك الذين افلج الله حججهم ، وضاعف نعمهم ، فهم المستبقون الفائزون القانتون ، يحبون أن يدرؤا عن أنفسهم ويحلّون بعدل الله عن لقائه (١) ، وأسرعوا في الطاعة فعملوا ، وعلموا أنّ الله بما

__________________________

٤ ـ كامل الزيارات ص ٢٩ ح ١٠ باختلاف يسير في اللفظ .

(١) ورد في هامش المخطوط ، منه قدّه : « ظ بخطّ المجلسي : ويخافون عدل الله عند لقائه » .

٤١٥
 &

يعملون بصير ، ليس عليهم حساب ولا عذاب ، يذهب الضغن ، يطهر المؤمنين ، ومن وسطه سار جبل الاهواز (٢) ، وقد أتى عليه زمان وهو معمور » .

٣٩٠٣ / ٥ ـ وعن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن احمد الرازي الجاموراني ، عن الحسين بن سيف ، عن أبيه ، عن الحضرمي ، عن أبي عبد الله او عن أبي جعفر ( عليهما السلام ) ، قال : قلت له : اي بقاع الله (١) أفضل بعد حرم الله عز وجل وحرم رسوله ( صلّى الله عليه وآله ) ؟ فقال : « الكوفة يا أبا بكر هي الزكيّة الطاهرة ، فيها قبور النبيين المرسلين و (٢) غير المرسلين ، والاوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل ، الذي لم يبعث الله نبيا إلّا وقد صلّى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوّام من بعده ، وهي منازل النبيّين ، والاوصياء ، والصالحين » .

٣٩٠٤ / ٦ ـ وعن محمد بن الحسين بن مت ، عن محمد بن احمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي محمّد ، عن علي بن اسباط ، عن بعض اصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « حدّ مسجد السهلة الروحاء » .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن اسباط ، مثله (١) .

__________________________

(٢) كذا في المصدر والمخطوط ، وفي نسخة : جيل الأهوان ، منه قدّه .

٥ ـ كامل الزيارات ص ٣٠ ح ١١ .

(١) في نسخة : الأرض ، منه قدّه .

(٢) في المصدر : وقبور .

٦ ـ المصدر السابق ص ٢٩ ح ٩ .

(١) كامل الزيارات ص ٢٩ ح ٩ .

٤١٦
 &

٣٩٠٥ / ٧ ـ محمّد بن المشهدي في المزار : بإسناده عن يعقوب ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن العباس بن عامر ، عن الربيع بن محمّد المسلي ، عن عبد الله بن ابان ، قال : دخلنا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فسألنا : « أفيكم أحد عنده علم عمّي زيد بن علي ( عليهما السلام ) ؟ » فقال رجل من القوم : انا عندي علم من عمّك ، كنّا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن اسحاق الانصاري ، إذ قال : انطلقوا بنا نصلّي في مسجد السهلة ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « فعل » ، فقال : لا ، جاء أمر فشغله عن الذهاب ، فقال : « أما والله لو إستعاذ الله حولاً لاعاذه سنين ، أما علمت أنه موضع بيت ادريس النبيّ ( عليه السلام ) ، الذي كان يخيط فيه ، ومنه سار داود ( عليه السلام ) إلى جالوت » ، قال : وأين كانت منازلهم ؟ قال : « في زواياه ، وانّ فيه لصخرة خضراء ، فيها مثال وجه كلّ نبيّ » .

٣٩٠٦ / ٨ ـ وبالإِسناد قال : قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : « من صلّى في مسجد السهلة ركعتين ، زاد الله في عمره سنتين » .

٣٩٠٧ / ٩ ـ وروي عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال لي : « يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم ( عليه السلام ) في مسجد السهلة بأهله وعياله » ، قلت : يكون منزله جعلت فداك ؟ قال : « نعم ، كان فيه منزل إدريس ، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن ( عليه السلام ) ، وما بعث الله نبيّاً إلّا وقد صلّى فيه ، وفيه مسكن

__________________________

٧ ـ المزار للمشهدي ص ١٦١ باختلاف يسير . ونقله عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٥ ح ٥ .

٨ ـ المصدر السابق ص ١٦٢ ، ونقله عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٦ ح ٦ .

٩ ـ المزار للمشهدي ص ١٦٣ ونقله عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٣٦ ح ٧ .

٤١٧
 &

الخضر ( عليه السلام ) ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلّا وقلبه يحنّ إليه ، وفيه صخرة فيها صورة كلّ نبيّ ، وما صلّى فيه أحد ، فدعا الله بنيّة صادقة ، الّا صرفه الله بقضاء حاجته ، وما من أحد استجاره ، إلّا أجاره الله ممّا يخاف ، قلت : هذا لهو الفضل » ، قال : « نزيدك » قلت : نعم .

قال : « هو من البقاع التي احبّ الله ان يدعى فيها ، وما من يوم ولا ليلة ، الّا والملائكة تزور هذا المسجد ، يعبدون الله فيه ، اما انّي لو كنت بالقرب منكم ، ما صلّيت صلاة إلّا فيه ، يا أبا محمّد وما لم اصف اكثر » ، قلت : جعلت فداك لا يزال القائم فيه ابدا ؟ قال : « نعم » ، قلت : فمن بعده ؟ قال : « هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق » ، الخبر .

٣٩٠٨ / ١٠ ـ حدثنا جماعة ، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمّد بن علي الطوسي ، وعن الشريف أبي الفضل المنتهى بن أبي زيد الحسيني ، وعن الشيخ الأمين محمّد بن شهريار الخازن ، وعن الشيخ الجليل ابن شهرآشوب ، عن المقرى عبد الجبار الرازي ، وكلّهم يروون عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي الطوسي ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبيد الله السلمي ، قالوا : وحدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، والشيخ محمّد بن احمد بن شهريار ، قالا : حدثنا محمّد بن احمد بن عبد العزيز العكبري المعدل ، في داره ببغداد سنة سبع وستين واربعمائة ، قال : حدثنا أبو المفضل محمّد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، عن محمّد بن يزيد بن (١) أبي الأزهر النحوي ، عن محمد بن عبد الله بن زيد

__________________________

١٠ ـ المزار للمشهدي ص ١٦٥ ، ونقله عنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٤١ .

(١) في البحار : عن ولعلّه الصحيح .

٤١٨
 &

النهشلي ، عن أبيه ، عن الشريف زيد بن جعفر العلوي ، عن محمّد بن وهبان ، عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس بن محمّد بن أحمد العلوي ، عن محمّد بن جمهور العمي ، عن الهيثم بن عبد الله الناقد ، عن بشار المكاري ، انه قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) بالكوفة ، وقد قدم له طبق رطب طبرزد ، وهو يأكل ، فقال لي : « يا بشار ادن فكل » ، فقلت : هنّاك الله وجعلني فداك قد اخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي اوجع قلبي ، وبلغ مني ، فقال لي : « بحقّي لما دنوت فأكلت » ، قال : فدنوت وأكلت ، فقال لي : « حديثك » فقلت : رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة ، يسوقها إلى الحبس ، وهي تنادي باعلى صوتها : المستغاث بالله ورسوله ، ولا يغيثها أحد ، قال : « ولم فعل بها ذاك ؟ » .

قال : سمعت الناس يقولون : انّها عثرت فقالت : لعن الله ظالميك يا فاطمة ، فارتكب منها ما ارتكب ، قال : فقطع الأكل ، ولم يزل يبكي حتى ابتلّ منديله ، ولحيته ، وصدره بالدموع ، ثم قال : « يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة ، فندعو الله ونسأله خلاص هذه المرأة » قال : ووجّه بعض الشيعة إلى باب السلطان ، وتقدّم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله ، فإن حدث بالمرأة حدث ، صار إلينا حيث كنّا ، قال : فصرنا إلى مسجد السهلة ، وصلّى كلّ واحد منّا ركعتين ، ثم رفع الصادق ( عليه السلام ) يده إلى السماء وقال : « انت الله لا إله إلّا أنت ، مبدیء الخلق ومعيدهم » ، الدعاء مذكور في كتب الادعية والمزار ، قال : ثم خرّ ساجدا ، لا اسمع منه إلّا النفس ، ثم رفع رأسه فقال : « قم قد اطلقت المرأة » .

قال : فخرجنا جميعا ، فبينما نحن في بعض الطريق ، إذ لحق بنا الرجل الذي وجّهنا إلى باب السلطان ، فقال له : « ما الخبر » ؟ قال

٤١٩
 &

لقد اطلق عنها قال : « كيف كان اخراجها ؟ » قال : لا أدري ، ولكنني كنت واقفا على باب السلطان ، إذ خرج حاجب فدعاها ، فقال لها : ما الذي تكلّمت به ؟ قالت : عثرت فقلت لعن الله ظالميك يا فاطمة ، ففعل بي ما فعل ، قال : فاخرج مائتي درهم وقال : خذي هذه ، واجعلي الأمير في حلّ ، فأبت أن تأخذها ، فلما رأى ذلك منها ، دخل واعلم صاحبه بذلك ثم خرج ، فقال : انصرفي إلى بيتك ، فذهبت الى منزلها .

٤٠ ـ ( باب استحباب الاكثار من الصلاة في مسجد الخيف ، خصوصاً وسطه )

٣٩٠٩ / ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : في سياق اعمال منى : « واكثر الصلاة على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : فإنّه يستحب ذلك هناك ، فان كنت قريباً من مسجد الخيف فإنه احبّ إليّ . وإن استطعت أن لا تصلّي الّا بمنى ما دمت فيها فافعل (١) ، فإنه قد صلّى فيه سبعون نبيّاً ، وقيل سبعون ألف نبيّ » .

عن عروة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : « إنّ آدم بها دفن ، وهناك قبره » (٢) .

__________________________

الباب ـ ٤٠

١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : لم نجده في النسخة الحجرية المتداولة ، وقد نقله العلامة المجلسي قدّه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٧ عن بعض نسخ الفقه الرضوي ، كما نقلها العلامة النوري قدّه في باب الحج عن بعض نسخ الفقه الرضوي أيضاً .

(١) استظهر المصنّف « قدّه » العبارة التالية : « وان استطعت ان لا تصلي بمنى ما دمت فيه ، فافعل » .

(٢) نفس المصدر ، كما في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٨ .

٤٢٠