الكافي - ج ١٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-419-3
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٧٨

٣٣ ـ بَابُ مَنْ أَوْصى إِلى مُدْرِكٍ وَأَشْرَكَ مَعَهُ الصَّغِيرَ‌

١٣٢٦٦ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَخِيهِ جَعْفَرِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ أَوْصى إِلى امْرَأَةٍ (١) ، فَأَشْرَكَ (٢) فِي الْوَصِيَّةِ مَعَهَا صَبِيّاً؟

فَقَالَ (٣) : « يَجُوزُ ذلِكَ ، وَتُمْضِي (٤) الْمَرْأَةُ الْوَصِيَّةَ ، وَلَا يُنْتَظَرُ (٥) بُلُوغُ الصَّبِيِّ ، فَإِذَا بَلَغَ الصَّبِيُّ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ لَايَرْضى إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ تَبْدِيلٍ أَوْ تَغْيِيرٍ ، فَإِنَّ لَهُ أَنْ يَرُدَّهُ إِلى مَا أَوْصى بِهِ الْمَيِّتُ ». (٦)

١٣٢٦٧ / ٢. مُحَمَّدٌ ، قَالَ :

كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام (٧) : رَجُلٌ أَوْصى إِلى وُلْدِهِ ، وَفِيهِمْ كِبَارٌ قَدْ أَدْرَكُوا ، وَفِيهِمْ صِغَارٌ ، أَيَجُوزُ لِلْكِبَارِ أَنْ يُنْفِذُوا وَصِيَّتَهُ وَيَقْضُوا دَيْنَهُ (٨) لِمَنْ صَحَّ عَلَى الْمَيِّتِ بِشُهُودٍ (٩) عُدُولٍ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ (١٠) الْأَوْصِيَاءُ الصِّغَارُ؟

__________________

ح ٥٤٨٣ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ٣٢٥ ، ح ١١٦٩ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب. وراجع : الكافي ، كتاب المواريث ، باب ميراث ذوي الأرحام ، ح ١٣٤٥٣ الوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٥١ ، ح ٢٣٨٠٦ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٩٣ ، ذيل ح ٢٤٨٣١.

(١) في « ك‍ » : « امرأته ».

(٢) في « م ، ن ، بح ، بن ، جت » والفقيه : « وأشرك ». وفي « ق ، ك‍ ، بف » والتهذيب والاستبصار : « وشرك ».

(٣) في « ن ، بح » : « قال ».

(٤) في « ن ، بح » : « ويمضي ».

(٥) في « ق ، م ، ن » والفقيه والتهذيب والاستبصار : « ولا تنتظر ». وفي « ك‍ » : « ولا تنظر ».

(٦) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٨٤ ، ح ٧٤٣ ؛ والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٤٠ ، ح ٥٢٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٠٩ ، ح ٥٤٨٦ ، معلّقاً عن محمّد بن عيسى بن عبيد. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٩٨ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٦٩ ، ح ٢٣٨٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٧٥ ، ذيل ح ٢٤٧٩٥.

(٧) في « بح » : + / « عن ».

(٨) في « م ، بن » : « ديونه ».

(٩) في « ق ، بف » : « شهود ».

(١٠) في « ق ، ك‍ ، ن ، بح ، بف ، جت » : « أن يدركوا ».

٤٤١

فَوَقَّعَ عليه‌السلام : « نَعَمْ ، عَلَى الْأَكَابِرِ مِنَ الْوِلْدَانِ (١) أَنْ (٢) يَقْضُوا دَيْنَ (٣) أَبِيهِمْ ، وَلَا يَحْبِسُوهُ (٤) بِذلِكَ (٥) ». (٦)

٣٤ ـ بَابُ مَنْ أَوْصى إِلَى اثْنَيْنِ فَيَنْفَرِدُ (٧) كُلُّ

وَاحِدٍ مِنْهُمَا (٨) بِبَعْضِ (٩) التَّرِكَةِ‌

١٣٢٦٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، قَالَ :

كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام : رَجُلٌ مَاتَ وَ (١٠) أَوْصى إِلى رَجُلَيْنِ ، أَيَجُوزُ لِأَحَدِهِمَا أَنْ يَنْفَرِدَ (١١) بِنِصْفِ التَّرِكَةِ ، وَالْآخَرِ بِالنِّصْفِ؟

فَوَقَّعَ عليه‌السلام : « لَا يَنْبَغِي لَهُمَا أَنْ يُخَالِفَا الْمَيِّتَ ، وَأَنْ يَعْمَلَا عَلى حَسَبِ مَا أَمَرَهُمَا إِنْ شَاءَ اللهُ ». (١٢)

__________________

(١) في « ق ، ك‍ ، ن ، بح ، جد » والفقيه والتهذيب : « الولد ».

(٢) في « بف ، جت » : ـ / « أن ».

(٣) في « بح » : « من ».

(٤) في « ك‍ » : « ولا يحتسبوه ».

(٥) في مرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ٧٨ : « لا يخفى أنّ الجواب مخصوص بقضاء الدين ، ولا يفهم منه حكم الوصيّة ، وعمل الأصحاب بمضمون الخبرين. قال الشهيد الثاني : ويدلّ على جواز تصرّف الكبير قبل بلوغ الصغير مضافاً إلى الخبرين أنّه في تلك الحال وصيّ منفرداً ، وإنّما التشريك بعد البلوغ كما قال : أنت وصيّي ، وإذا حضر فلان فهو شريكك. ومن ثمّ لم يكن للحاكم أن يداخله ولا أن يضمّ إليه آخر ليكون نائباً عن الصغير ، وأمّا إذا بلغ الصغير فلا يجوز للبالغ التفرّد. انتهى. ولو مات الصبيّ أو بلغ فاسد العقل ، فالأشهر أنّ للبالغ الانفراد ولم يداخله الحاكم ، وقد تردّد فيه العلاّمة في التذكرة والشهيد في الدروس ».

(٦) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٠٩ ، ح ٥٤٨٧ ؛ التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٨٥ ، ح ٧٤٤ ، معلّقاً عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أبي محمّد عليه‌السلام الوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٧٠ ، ح ٢٣٨٤٨ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٧٥ ، ذيل ح ٢٤٧٩٤.

(٧) في « بح ، جد » : « فيتفرّد ». وفي حاشية « جت » : « فتفرّد ».

(٨) في « ق ، ك‍ ، بح » : ـ / « منهما ».

(٩) في حاشية « بف ، جت » : « بنصف ».

(١٠) في « ل ، جد » : ـ / « مات و ».

(١١) في « ق » : « أن يتفرّد ».

(١٢) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٠٣ ، ح ٥٤٧١ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٨٥ ، ح ٧٤٥ ؛ والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١١٨ ،

٤٤٢

١٣٢٦٩ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَخَوَيْهِ : مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ ، عَنْ أَبِيهِمَا ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ :

إِنَّ رَجُلاً مَاتَ وَأَوْصى إِلَيَّ وَإِلى آخَرَ ، أَوْ (٢) إِلى (٣) رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا (٤) : خُذْ نِصْفَ مَا تَرَكَ ، وَأَعْطِنِي (٥) النِّصْفَ مِمَّا تَرَكَ ، فَأَبى عَلَيْهِ الْآخَرُ ، فَسَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ ذلِكَ؟

فَقَالَ : « ذلِكَ (٦) لَهُ (٧) ». (٨)

__________________

ح ٤٤٨ ، معلّقاً عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أبي محمّد عليه‌السلام. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٩٨ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٧١ ، ح ٢٣٨٤٩.

(١) في « بح » : « أحمد بن محمّد العاصمي ».

(٢) في الفقيه : ـ / « إليّ وإلى آخر أو ».

(٣) في « ق ، بح ، بف » : « وإلى ».

(٤) في الفقيه : + / « لصاحبه ».

(٥) في « ك‍ » : « وأعطى ».

(٦) في « ق ، ك‍ ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » والوافي والفقيه : « ذاك ».

(٧) قال الشيخ الصدوق ـ بعد نقل حديث الصفّار ما مضمونه ـ : وهذا التوقيع عندي بخطّه عليه‌السلام. وقال : وعليه العمل دون ما رواه الكليني في الكافي ـ وذكر هذا الحديث ـ ثمّ علّل ذلك بأنّه الأخير والأحدث. الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٠٣ ، ذيل الحديث ٥٤٧١ و ٥٤٧٢.

وقال الشيخ الطوسي بعد نقل ما ذكره الشيخ الصدوق ـ / : « وظنّ ـ يعني الشيخ الصدوق ـ أنّهما متنافيان ، وليس الأمر على ما ظنّ ، لأنّ قوله عليه‌السلام : « ذلك له » يعني في هذا الحديث أنّ لمن يأبى أن يأبى على صاحبه ، ولا يجيب مسألته ، فلا تنافي ». الاستبصار ، ج ٤ ، ص ١١٨ ، ذيل الحديث ٤٤٩.

وفي الوافي : « ظنّ صاحب الاستبصار أنّه لو لا تفسيره للحديث بما فسّره لكانا متنافيين ، وليس الأمر على ما ظنّ ؛ لأنّ حديث الصفّار ليس نصّاً على المنع من الانفراد ؛ لجواز أن يكون معناه أنّه ليس عليهما إلاّ إنفاذ وصاياه على ما أمرهما وأن لا يخالفا فيها أمره تفرّدا أو اجتمعا ، أو يكون معناه أنّه إن نصّ على الاجتماع وجب الاجتماع وإن جوّز الانفراد جاز الانفراد. وبالجملة ، إنّما الواجب عليهما أن لا يخالفاه ، إلاّ أنّ ما ذكره صاحب الاستبصار هو الأحسن والأوفق والأصوب ».

(٨) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٠٣ ، ح ٥٤٧٢ ، معلّقاً عن الكليني. وفي التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٨٥ ، ح ٧٤٦ ؛ والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١١٨ ، ح ٤٤٩ ، معلّقاً عن عليّ بن الحسن الوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٧١ ، ح ٢٣٨٥٠ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٧٧ ، ذيل ح ٢٤٧٩٩.

٤٤٣

٣٥ ـ بَابُ صَدَقَاتِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَفَاطِمَةَ وَالْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام وَوَصَايَاهُمْ‌

١٣٢٧٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (١) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الثَّانِي عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْحِيطَانِ السَّبْعَةِ الَّتِي كَانَتْ مِيرَاثَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لِفَاطِمَةَ عليها‌السلام؟

فَقَالَ : « لَا ، إِنَّمَا كَانَتْ وَقْفاً ، وَكَانَ (٢) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَأْخُذُ إِلَيْهِ مِنْهَا مَا يُنْفِقُ عَلى أَضْيَافِهِ (٣) ، وَالتَّابِعَةُ (٤) تَلْزَمُهُ (٥) فِيهَا (٦) ، فَلَمَّا قُبِضَ جَاءَ الْعَبَّاسُ (٧) يُخَاصِمُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام فِيهَا ، فَشَهِدَ عَلِيٌّ عليه‌السلام وَغَيْرُهُ أَنَّهَا وَقْفٌ عَلى (٨) فَاطِمَةَ عليها‌السلام (٩) ، وَهِيَ : الدَّلَالُ (١٠) ، وَالْعَوَافُ ، وَالْحُسْنى ، وَالصَّافِيَةُ ، وَمَا لِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ (١١) ، وَالْمَيْثَبُ (١٢) ،

__________________

(١) أحمد بن محمّد في مشايخ محمّد بن يحيى ، هو أحمد بن محمّد بن عيسى ، كما تقدّم غير مرّة ، وهو وإن عدّه الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٣٥١ ، الرقم ٥١٩٧ من أصحاب أبي الحسن الثاني عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، ولكن لم يثبت روايته عنه عليه‌السلام مباشرة ، بل قد روى عنه عليه‌السلام في كثيرٍ من الأسناد جدّاً بواسطة واحدة ، وأكثر من وقع كالواسطة بينهما هو أحمد بن محمّد بن أبي نصر بعناوينه المختلفة. وهذا الخبر رواه الحميري ، مع اختلاف في بعض الألفاظ ، في قرب الإسناد ، ص ٣٦٣ ، ح ١٣٠١ في جملة روايات رواها عن أحمد بن محمّد ـ والمراد به ابن عيسى ـ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الرضا عليه‌السلام ، فلا يبعد وقوع خلل في سندنا هذا من سقط أو إرسال. انظر على سبيل المثال : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٩٣ ـ ٥٩٤ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣٤٢.

(٢) في « ق ، ك‍ ، ل ، بن » والبحار : « فكان ».

(٣) في « بح ، بف » : « الضيافة ».

(٤) في قرب الإسناد : « والنائبة ».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار وقرب الإسناد. وفي المطبوع : « يلزمه ».

(٦) في « ل » وقرب الإسناد : ـ / « فيها ».

(٧) في مرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ٨٠ : « قوله عليه‌السلام : « التابعة » أي التوابع اللازمة ، ولعلّه تصحيف التبعة ، وهي مايتّبع المال من نوائب الحقوق ، أوهي بمعناها. وفي قرب الإسناد : « والنائبة » بالنون ، وهو الأصوب.

قوله عليه‌السلام : « جاء العبّاس » كان دعواه مبنيّاً على التعصّب ، وهذا يدلّ على عدم كونه مرضيّاً إلاّ أن يكون لمصلحة ».

(٨) في « بح » : ـ / « على ».

(٩) في قرب الإسناد : ـ / « على فاطمة عليها‌السلام ».

(١٠) في « بن » والوسائل : « البلال ».

(١١) في الوسائل وقرب الإسناد : « ومال امّ إبراهيم ».

(١٢) في « ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » والوسائل والبحار : « والمبيت » وفي « ك‍ » : « المست ». قال الفيروزآبادي :

٤٤٤

وَالْبُرْقَةُ (١) ». (٢)

١٣٢٧١ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْحَلَبِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَا : سَأَلْنَاهُ عَنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَصَدَقَةِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام؟

قَالَ (٣) : « صَدَقَتُهُمَا لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ (٤) ». (٥)

١٣٢٧٢ / ٣. وَعَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْمَدِينِيِّ (٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمَيْثَبُ (٧) هُوَ الَّذِي كَاتَبَ (٨) عَلَيْهِ سَلْمَانُ ، فَأَفَاءَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلى رَسُولِهِ (٩) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَهُوَ فِي‌

__________________

« الميثب ـ بكسر الميم ـ : ماء لعبادة ، وماء لعقيل ومال بالمدينة إحدى صدقاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٣ ( وثب ).

وقال الشيخ الصدوق : « المسموع من ذكر أحد الحوائط الميثب ، ولكنّي سمعت السيّد أبا عبد الله محمّد بن الحسن الموسوي أدام الله توفيقه يذكر أنّها تعرف عندهم بالميثم ». الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٤٥ ، ذيل الحديث ٥٥٧٩.

(١) في « م » : « فالبرقة ». وقال ابن الأثير : « بُرقة ـ بضمّ الباء وسكون الراء ـ : موضع به مال كانت صدقات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منها ». النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٠ ( برق ).

(٢) قرب الإسناد ، ص ٣٦٣ ، ح ١٣٠١ ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام. وفي الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٤٤ ، ذيل ح ٥٥٧٩ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٤٥ ، ذيل ح ٦٠٤ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٥٩ ، ح ١٠١١١ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٧٣ ، ح ٢٤٣٨١ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٩٦ ، ح ٣.

(٣) في « ل ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « فقال ».

(٤) في « بح » : « بني عبد المطّلب ».

(٥) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٥٧ ، ح ١٠١٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٧٣ ، ح ٢٤٣٨١ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٩٦ ، ح ٣.

(٦) في حاشية « م » والوسائل والبحار : « المدني ».

(٧) في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » والوسائل : « المبيت ».

(٨) في « بح » : « كان ». وفي البحار : + / « رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٩) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائل والبحار ورجال الكشّي. وفي « ك‍ » والمطبوع : « على رسول الله ». وفي الوسائل : + / « فأعطاه فاطمة عليها‌السلام ».

٤٤٥

صَدَقَتِهَا (١) ». (٢)

١٣٢٧٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ‌

عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَصَدَقَةِ عَلِيٍّ عليه‌السلام؟

فَقَالَ : « هِيَ لَنَا حَلَالٌ ».

وَقَالَ : « إِنَّ فَاطِمَةَ عليها‌السلام جَعَلَتْ صَدَقَتَهَا لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ (٣) ». (٤)

١٣٢٧٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « أَلَا أُقْرِئُكَ وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ عليها‌السلام؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : بَلى.

قَالَ (٥) : فَأَخْرَجَ حُقّاً أَوْ سَفَطاً ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَاباً ، فَقَرَأَهُ (٦) « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، هذَا مَا أَوْصَتْ بِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (٧) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أَوْصَتْ بِحَوَائِطِهَا السَّبْعَةِ : الْعَوَافِ ، وَالدَّلَالِ ، وَالْبُرْقَةِ وَالْمَيْثَبِ (٨) ، وَالْحُسْنى ، وَالصَّافِيَةِ ، وَمَا لِأُمِّ‌

__________________

(١) في رجال الكشّي : + / « يعني صدقة فاطمة عليها‌السلام ». وفي البحار : « صدقاتها ».

(٢) رجال الكشّي ، ص ١٧ ، ح ٤١ ، بسنده عن عاصم بن حميد الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٥٩ ، ح ١٠١٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٧٤ ، ح ٢٤٣٨٢ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٩٦ ، ح ٤.

(٣) في « بح » : « وبني عبد المطّلب ».

(٤) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٥٧ ، ح ١٠١٠٦ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٧٤ ، ح ٢٤٣٨٣ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٩٧ ، ح ٥ ؛ وج ٤٣ ، ص ٢٣٥ ، ح ١.

(٥) في « جت » والبحار والفقيه والتهذيب : ـ / « قال ».

(٦) في « ل » : « قرأه ». وفي التهذيب والبحار : « فقرأ ».

(٧) في « بن » : ـ / « محمّد ».

(٨) في « ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » والبحار : « والمبيت ». وفي « ق » : « المبيت ».

٤٤٦

إِبْرَاهِيمَ (١) إِلى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام (٢) ، فَإِنْ مَضى عَلِيٌّ فَإِلَى الْحَسَنِ ، فَإِنْ مَضَى الْحَسَنُ فَإِلَى الْحُسَيْنِ ، فَإِنْ مَضَى الْحُسَيْنُ فَإِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِي ؛ شَهِدَ اللهُ عَلى ذلِكَ وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، وَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ». (٣)

وَعَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ مِثْلَهُ ، وَلَمْ يَذْكُرْ حُقّاً وَلَا سَفَطاً ، وَقَالَ : « إِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِي دُونَ وُلْدِكَ ». (٤)

١٣٢٧٥ / ٦. وَعَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَلَا أُقْرِئُكَ وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ عليها‌السلام؟ ».

قُلْتُ (٥) : بَلى.

قَالَ (٦) : فَأَخْرَجَ إِلَيَّ صَحِيفَةً : « هذَا مَا عَهِدَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي مَالِهَا (٧) إِلى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ، وَإِنْ (٨) مَاتَ فَإِلَى الْحَسَنِ ، وَإِنْ (٩) مَاتَ فَإِلَى الْحُسَيْنِ ، فَإِنْ مَاتَ‌ الْحُسَيْنُ (١٠) فَإِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِي دُونَ وُلْدِكَ : الدَّلَالُ ، وَالْعَوَافُ ، وَالْمَيْثَبُ (١١) ، وَبُرْقَةُ (١٢) ، وَالْحُسْنى (١٣) ، وَالصَّافِيَةُ ، وَمَا لِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ ؛ شَهِدَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلى ذلِكَ وَالْمِقْدَادُ بْنُ

__________________

(١) في الفقيه والتهذيب : « مال امّ إبراهيم ».

(٢) في « ل » : ـ / « بن أبي طالب عليه‌السلام ».

(٣) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٤٤ ، ح ٥٥٧٩ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٤٤ ، ح ٦٠٣ ، معلّقاً عن عاصم بن حميد الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٥٨ ، ح ١٠١٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٩٨ ، ذيل ح ٢٤٤٢٤ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ٢٣٥ ، ح ٢.

(٤) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٥٨ ، ح ١٠١٠٨ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٩٨ ، ذيل ح ٢٤٤٢٤ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ٢٣٥ ، ح ٢.

(٥) في « م ، جد » : « فقلت ».

(٦) في « م ، بن ، جد » : ـ / « قال ».

(٧) في البحار : « أموالها ».

(٨) في « ك‍ ، ل ، م ، ن ، بن ، جت ، جد » والبحار : « فإن ».

(٩) في « ك‍ ، م ، ن ، بن ، جت ، جد » والبحار : « فإن ».

(١٠) في « ق ، ك‍ ، بح ، بف ، جت » والبحار : ـ / « الحسين ».

(١١) في « ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » والبحار : « والمبيت ».

(١٢) في « ك‍ ، بح » والبحار : « والبرقة ».

(١٣) في « ل ، بن » : « الحسنى » بدون الواو.

٤٤٧

الْأَسْوَدِ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ». (١)

١٣٢٧٦ / ٧. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ (٢) ؛ وَ (٣) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام بِوَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، وَهِيَ : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، هذَا مَا أَوْصى بِهِ وَقَضى بِهِ فِي مَالِهِ عَبْدُ اللهِ عَلِيٌّ ـ ابْتِغَاءَ وَجْهِ (٤) اللهِ لِيُولِجَنِي (٥) بِهِ الْجَنَّةَ ، وَيَصْرِفَنِي بِهِ عَنِ النَّارِ ، وَيَصْرِفَ النَّارَ عَنِّي يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ـ أَنَّ مَا كَانَ لِي مِنْ مَالٍ بِيَنْبُعَ (٦) يُعْرَفُ لِي فِيهَا وَمَا حَوْلَهَا صَدَقَةٌ ، وَرَقِيقَهَا ، غَيْرَ أَنَّ رَبَاحاً (٧) وَأَبَا نَيْزَرَ (٨) وَجُبَيْراً (٩) عُتَقَاءُ ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِمْ (١٠) سَبِيلٌ ، فَهُمْ (١١) مَوَالِيَّ يَعْمَلُونَ‌ فِي الْمَالِ خَمْسَ حِجَجٍ ، وَفِيهِ نَفَقَتُهُمْ وَرِزْقُهُمْ وَأَرْزَاقُ أَهَالِيهِمْ ، وَمَعَ ذلِكَ مَا كَانَ لِي بِوَادِي الْقُرى كُلُّهُ (١٢) مِنْ (١٣) مَالِ بَنِي (١٤) فَاطِمَةَ ، وَرَقِيقُهَا صَدَقَةٌ ، وَمَا كَانَ

__________________

(١) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٥٨ ، ح ١٠١٠٩ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٩٨ ، ذيل ح ٢٤٤٢٤ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ٢٣٥ ، ح ٣.

(٢) في « ق ، بف » : ـ / « بن عبد الجبّار ».

(٣) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن‌عبد الجبّار ».

(٤) في « ل ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « رحمة ».

(٥) في « م ، بح ، جد » وحاشية « ل ، بن ، جت » : « ليدخلني ». وفي « ل » : « ليرتجى ».

(٦) في « ق ، ك‍ ، ن ، بف ، جت » والبحار ، ج ٤١ : « من ينبع من مال » بدل « مال ». وفي التهذيب : « من مال ينبع من‌مال ». وقال الفيروزآبادي : « ينبع ـ كينصر ـ : حصن له عيون ونخيل وزروع بطريق حاجّ مصر ». القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٢٤ ( نبع ).

(٧) في « بح » والبحار ، ج ٤١ : « رياحاً ». وفي التهذيب : « أبي رباح » بدل « أنّ رباحاً ».

(٨) في « ق ، م ، جد » : « بيزر ». وفي « بف ، جت » : « بيزد ».

(٩) في « بف ، جت » : « وخيبراً ».

(١٠) في « ق ، ك‍ ، بح ، بف » والبحار ، ج ٤٢ : « فيهم ».

(١١) في « ق ، بف » : « فمنهم ».

(١٢) في البحار ، ج ٤٢ : ـ / « كلّه ».

(١٣) في « ك‍ ، جد » والتهذيب : ـ / « من ».

(١٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار والتهذيب. وفي المطبوع : « لبني ».

٤٤٨

لِي بِدَيْمَةَ (١) وَأَهْلُهَا صَدَقَةٌ ، غَيْرَ أَنَّ زُرَيْقاً لَهُ مِثْلُ مَا كَتَبْتُ لِأَصْحَابِهِ (٢) ، وَمَا كَانَ لِي بِأُذَيْنَةَ (٣) وَأَهْلُهَا صَدَقَةٌ (٤) ، وَالْفُقَيْرَيْنِ (٥) كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ صَدَقَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ.

وَإِنَّ الَّذِي كَتَبْتُ مِنْ أَمْوَالِي هذِهِ (٦) صَدَقَةٌ وَاجِبَةٌ بَتْلَةٌ (٧) ، حَيّاً أَنَا (٨) أَوْ مَيِّتاً ، يُنْفَقُ (٩) فِي كُلِّ نَفَقَةٍ يُبْتَغى بِهَا وَجْهُ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَوَجْهِهِ ، وَذَوِي الرَّحِمِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ (١٠) وَالْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ ؛ فَإِنَّهُ (١١) يَقُومُ عَلى ذلِكَ (١٢) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَأْكُلُ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَيُنْفِقُهُ حَيْثُ يَرَاهُ (١٣) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي حِلٍّ مُحَلَّلٍ لَاحَرَجَ عَلَيْهِ فِيهِ (١٤) ، فَإِنْ (١٥) أَرَادَ أَنْ يَبِيعَ نَصِيباً (١٦) مِنَ الْمَالِ فَيَقْضِيَ بِهِ الدَّيْنَ ، فَلْيَفْعَلْ إِنْ شَاءَ ، لَاحَرَجَ (١٧)

__________________

(١) في حاشية « جت » : « بترعة ». وفي حاشية اخرى ل « جت » والتهذيب : « بدعة ».

(٢) في التهذيب ، ح ٦٠٨ « غير أنّ رقيقها لهم مثل ما كتبت لأصحابهم » بدل « غير أنّ زريقاً له مثل ما كتبت لأصحابه ».

(٣) في « ك‍ ، ن ، بح ، جت » والبحار ، ج ٤٢ : « بادينه ».

(٤) في البحار ، ج ٤٢ ، ص ٧١ : ـ / « صدقة ».

(٥) في « بح » والبحار ، ج ٤٢ : « والعفرتين ». وفي « بن » : « والقفرين ». وفي « ن » وحاشية « م » : « والغفرتين ». وفي « م ، جد » والبحار ، ج ٤١ : « القفيرتين ». وفي « بف » : « العفرس ». وفي « جت » : « الفقرتين ». وفي حاشية « جت » : « الفقيرتين ». والفقران موضعان بالمدينة ، أقطعهما النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقيل : الفقير : اسم حديقة بالعالية قرب بني قريظة من صدقة عليّ بن أبيطالب عليه‌السلام. انظر : مرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ٨٣.

(٦) في « بح » : ـ / « هذه ».

(٧) صدقة بتلة : منقطعة عن صاحبها. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٧٦ ( بتل ).

(٨) في « ك‍ ، بح » : ـ / « أنا ».

(٩) في « م » : « تنفق ».

(١٠) في « بح » والبحار ، ج ٤١ : « وبني عبد المطّلب ».

(١١) في « م ، بن » والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « وأنّه ».

(١٢) في « بن » : « بذلك ».

(١٣) في التهذيب : « يريد ».

(١٤) في « بح » : « فيه عليه ».

(١٥) في « ل ، م ، بن ، جد » : « وإن ».

(١٦) في « بف » : « أيضاً ».

(١٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار والتهذيب ، ح ٦٠٨. وفي المطبوع : « ولا حرج ».

٤٤٩

عَلَيْهِ فِيهِ ، وَإِنْ شَاءَ جَعَلَهُ سَرِيَّ الْمِلْكِ (١) ، وَإِنَّ (٢) وُلْدَ عَلِيٍّ وَمَوَالِيَهُمْ (٣) وَأَمْوَالَهُمْ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَإِنْ كَانَتْ دَارُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ غَيْرَ دَارِ الصَّدَقَةِ ، فَبَدَا لَهُ أَنْ يَبِيعَهَا ، فَلْيَبِعْ (٤) إِنْ شَاءَ ، لَاحَرَجَ عَلَيْهِ فِيهِ ، وَإِنْ بَاعَ فَإِنَّهُ يَقْسِمُ ثَمَنَهَا (٥) ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ ، فَيَجْعَلُ ثُلُثاً (٦) فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَيَجْعَلُ (٧) ثُلُثاً فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ (٨) ، وَيَجْعَلُ الثُّلُثَ (٩) فِي آلِ أَبِي طَالِبٍ ، وَإِنَّهُ يَضَعُهُ فِيهِمْ حَيْثُ يَرَاهُ (١٠) اللهُ.

وَإِنْ حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ وَحُسَيْنٌ حَيٌّ ، فَإِنَّهُ إِلَى الْحُسَيْنِ (١١) بْنِ عَلِيٍّ ، وَإِنَّ حُسَيْناً يَفْعَلُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ حَسَناً ، لَهُ (١٢) مِثْلُ الَّذِي كَتَبْتُ لِلْحَسَنِ (١٣) ، وَعَلَيْهِ مِثْلُ الَّذِي عَلَى حَسَنٍ (١٤) ، وَإِنَّ لِبَنِي ابْنَيْ فَاطِمَةَ (١٥) مِنْ صَدَقَةِ عَلِيٍّ مِثْلَ الَّذِي لِبَنِي عَلِيٍّ ، وَإِنِّي إِنَّمَا جَعَلْتُ الَّذِي (١٦) جَعَلْتُ (١٧) لِابْنَيْ فَاطِمَةَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَتَكْرِيمَ‌

__________________

(١) في الوافي والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « شراء الملك ». والسريّ على وزن فعيل : الشريف والنفيس ، وإضافته إلى‌الملك من إضافة الصفة إلى الموصوف ، والمعنى : جعله الملك الشريف النفيس الرفيع ، وهو كناية عن جعله ملكاً طلقاً ، نظراً إلى أنّ شرافة الملك ونفاسته إنّما هو بواسطة كونه طلقاً غير ممنوع عن التصرّف فيه ، كما لا يخفي. راجع : هداية الطالب ، ج ٢ ، ص ٣٥٤.

(٢) في « جد » : « فإنّ ».

(٣) في « ل » : ـ / « ومواليهم ».

(٤) في مرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ٨٤ : « قوله عليه‌السلام : « فليبع » ظاهره جواز اشتراط بيع الوقف متى شاء الموقوف عليه ، وهو خلاف ما هو المقطوع به في كلام الأصحاب ، إلاّ أن يحمل على أنّه عليه‌السلام إنّما وهبها لهما وكتب الوقف لنوع من المصلحة ».

(٥) في التهذيب ، ح ٦٠٨ : ـ / « ثمنها ».

(٦) في « ق ، ك‍ ، بف ، جت » والبحار : « ثلثها ».

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والبحار والتهذيب. وفي « بن » والمطبوع : ـ / « يجعل ».

(٨) في « بح » : « وبني عبد المطّلب ».

(٩) في « جت » : + / « الباقي ».

(١٠) في التهذيب : « يريد ».

(١١) في « ق ، ك‍ ، ن ، بف » والبحار والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « حسين » بدل « الحسين ».

(١٢) في « بن » : « وله ».

(١٣) في « ق ، بف ، جت » : « لحسن ».

(١٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : « الحسن ».

(١٥) في التهذيب ، ح ٦٠٨ : « وإنّ الذي لبني فاطمة » بدل « وإنّ لبني ابني فاطمة ».

(١٦) في « بن » : « ما ».

(١٧) في « ل » : ـ / « الذي جعلت ».

٤٥٠

حُرْمَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَتَعْظِيمَهُمَا (١) وَتَشْرِيفَهُمَا (٢) وَرِضَاهُمَا (٣)

وَإِنْ حَدَثَ بِحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ حَدَثٌ (٤) ، فَإِنَّ الْآخِرَ مِنْهُمَا يَنْظُرُ فِي (٥) بَنِي عَلِيٍّ ، فَإِنْ وَجَدَ فِيهِمْ مَنْ يَرْضى بِهُدَاهُ وَإِسْلَامِهِ وَأَمَانَتِهِ ، فَإِنَّهُ يَجْعَلُهُ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ ، وَإِنْ لَمْ يَرَ فِيهِمْ بَعْضَ الَّذِي يُرِيدُهُ (٦) ، فَإِنَّهُ يَجْعَلُهُ إِلى رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ يَرْضى بِهِ (٧) ، فَإِنْ وَجَدَ آلَ أَبِي طَالِبٍ قَدْ ذَهَبَ كُبَرَاؤُهُمْ وَذَوُو آرَائِهِمْ (٨) ، فَإِنَّهُ يَجْعَلُهُ إِلى رَجُلٍ يَرْضَاهُ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، وَإِنَّهُ يَشْتَرِطُ (٩) عَلَى الَّذِي يَجْعَلُهُ إِلَيْهِ أَنْ يَتْرُكَ الْمَالَ عَلى أُصُولِهِ ، وَيُنْفِقَ ثَمَرَهُ حَيْثُ أَمَرْتُهُ (١٠) بِهِ (١١) مِنْ سَبِيلِ اللهِ وَوَجْهِهِ ، وَذَوِي الرَّحِمِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ وَالْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ ، لَايُبَاعُ مِنْهُ شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يُوهَبُ وَلَا يُورَثُ ، وَإِنَّ مَالَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلى (١٢) نَاحِيَتِهِ (١٣) وَهُوَ إِلى ابْنَيْ فَاطِمَةَ ، وَإِنَّ رَقِيقِيَ ـ الَّذِينَ فِي صَحِيفَةٍ صَغِيرَةٍ الَّتِي كُتِبَتْ لِي (١٤) ـ عُتَقَاءُ.

هذَا مَا قَضى (١٥) بِهِ (١٦) عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي أَمْوَالِهِ هذِهِ ، الْغَدَ مِنْ يَوْمِ (١٧) قَدِمَ مَسْكِنَ (١٨) ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلى كُلِّ حَالٍ ، وَلَا يَحِلُّ‌

__________________

(١) في « ك‍ ، م ، ن ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت » والبحار والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « وتعظيمها ».

(٢) في « ك‍ ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت » والبحار والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « وتشريفها ».

(٣) في « ك‍ ، م ، ن ، بح ، بن » وحاشية « جت » والبحار ، ج ٤١ : « ورضاها ». وفي التهذيب : « ورضاها بهما ».

(٤) في « ق ، بف » : ـ / « حدث ».

(٥) في « ل ، بح ، بن » : ـ / « في ».

(٦) في « ل » : « يريد ». وفي التهذيب ، ح ٦٠٨ : + / « فإنّه في بني ابني فاطمة ، فإن وجد فيهم من يرضى بهديه‌وإسلامه وأمانته ؛ فإنّه يجعله إليه إن شاء ، وإن لم ير فيهم بعض الذي يريد ».

(٧) في البحار ، ج ٤١ : ـ / « يرضى به ».

(٨) في « ق ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » : « رأيهم ».

(٩) في « ك‍ ، ن ، بف » : « يشرط ».

(١٠) في التهذيب ، ح ٦٠٨ : « أمره ».

(١١) في « بف » : ـ / « به ».

(١٢) في « بف » والتهذيب ، ح ٦٠٨ : ـ / « على ».

(١٣) في البحار ، ج ٤١ والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « ناحية ».

(١٤) في التهذيب : ـ / « لي ».

(١٥) في البحار ، ج ٤١ : « وصّى ».

(١٦) في « ق ، بح » : ـ / « به ».

(١٧) في « ق ، بف ، جت » : « من اليوم ».

(١٨) مَسكِن ـ بكسر الكاف ـ : موضع من أرض الكوفة. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٣٦ ( سكن ).

٤٥١

لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ (١) يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَقُولَ فِي شَيْ‌ءٍ قَضَيْتُهُ مِنْ (٢) مَالِي ، وَلَا يُخَالِفَ فِيهِ أَمْرِي مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ (٣)

أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ وَلَائِدِيَ ـ اللاَّئِي (٤) أَطُوفُ عَلَيْهِنَّ السَّبْعَةَ عَشَرَ (٥) ـ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتُ أَوْلَادٍ (٦) مَعَهُنَّ أَوْلَادُهُنَّ ، وَمِنْهُنَّ حَبَالى ، وَمِنْهُنَّ مَنْ لَاوَلَدَ لَهُ (٧) ، فَقَضَايَ (٨) فِيهِنَّ ـ إِنْ حَدَثَ بِي (٩) حَدَثٌ ـ أَنَّهُ (١٠) مَنْ كَانَ (١١) مِنْهُنَّ (١٢) لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ وَلَيْسَتْ بِحُبْلى ، فَهِيَ عَتِيقٌ لِوَجْهِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِنَّ سَبِيلٌ ، وَمَنْ (١٣) كَانَ (١٤) مِنْهُنَّ لَهَا وَلَدٌ أَوْ حُبْلى (١٥) ، فَتُمْسَكُ عَلى وَلَدِهَا وَهِيَ مِنْ حَظِّهِ (١٦) ، فَإِنْ مَاتَ وَلَدُهَا وَهِيَ حَيَّةٌ ، فَهِيَ عَتِيقٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْهَا سَبِيلٌ ؛ هذَا مَا قَضى بِهِ عَلِيٌّ فِي مَالِهِ الْغَدَ مِنْ (١٧) يَوْمِ قَدِمَ مَسْكِنَ ، شَهِدَ أَبُو شِمْرِ (١٨) بْنُ أَبْرَهَةَ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ وَيَزِيدُ (١٩) بْنُ قَيْسٍ وَهَيَّاجُ بْنُ أَبِي هَيَّاجٍ ، وَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ‌

__________________

(١) في « بن » : « لمسلم » بدل « لامرئ مسلم ».

(٢) في البحار ، ج ٤٢ والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « أن يغيّر شيئاً ممّا أوصيت به في » بدل « أن يقول في شي‌ء قضيته من ».

(٣) في « ق ، ك‍ ، بح ، بف ، جت » : « ولا بعيد » بدل « أو بعيد ». وفي البحار ، ج ٤٢ : « ولا بعيد » بدلها.

(٤) في « ق ، م ، ن ، بف ، جد » والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « اللاتي ».

(٥) في « ك‍ ، م » والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « السبع عشرة ».

(٦) في التهذيب ، ح ٦٠٨ : + / « أحياء ». (٧) في « م ، ن ، بن » والبحار ، ج ٤١ : « لها ».

(٨) في « ن ، بح ، بف » والبحار والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « فقضائي ».

(٩) في « بح ، بن » وحاشية « جت » : « فيّ ».

(١٠) في « ق ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت » والبحار والتهذيب ، ح ٦٠٨ : « أنّ ».

(١١) في « م ، ن » وحاشية « جت » والبحار ، ج ٤٢ : « كانت ».

(١٢) في « ل ، بن ، جد » : + / « من ». (١٣) في « م ، بن » وحاشية « بح » : « وما ».

(١٤) في « بح ، بف ، جت » والبحار : « كانت ».

(١٥) في التهذيب ، ح ٦٠٨ : « وهي حبلى » بدل « أو حبلى ».

(١٦) في « ل ، بح ، بن ، جد » وحاشية « م ، جت » : « حصّته ».

(١٧) في « بح » : « في ».

(١٨) هكذا في « ق ، ك‍ ، بح ، بف ». وفي « ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد » والبحار والمطبوع : « أبو سمر ». والمذكور في أصحاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، هو أبو شمر بن أبرهة بن الصبّاح الحميري. راجع : رجال‌الطوسي ، ص ٨٨ ، الرقم ٩٠٠.

(١٩) في « ل » : « بريد ». وفي التهذيب ، ح ٦٠٨ : « سعيد ». وقد ذُكر سعيد بن قيس الهمداني ويزيد بن قيس

٤٥٢

أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولى سَنَةَ سَبْعٍ (١) وَثَلَاثِينَ ». (٢)

وَكَانَتِ الْوَصِيَّةُ الْأُخْرى مَعَ الْأُولى (٣) : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، هذَا مَا أَوْصى بِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَوْصى أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٤) ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، ثُمَّ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذلِكَ (٥) أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

ثُمَّ إِنِّي أُوصِيكَ يَا حَسَنُ ، وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِي وَوُلْدِي (٦) وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللهِ (٧) رَبِّكُمْ ، وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَقُولُ : صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ ، وَأَنَّ الْمُبِيرَةَ الْحَالِقَةَ (٨) لِلدِّينِ فَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ ، وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ (٩) الْعَظِيمِ (١٠) ، انْظُرُوا‌

__________________

في أصحاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام. وأما بُرَيد بن قيس ، فلم نجد له ذكراً. راجع : رجال الطوسي ، ص ٦٨ ، الرقم ٦٠٣ ؛ وص ٨٦ ، الرقم ٨٦١.

(١) في « ل ، م ، بن ، جد » وحاشية « ن ، جت » : « تسع ».

(٢) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٤٦ ، ح ٦٠٨ ، بسنده عن صفوان ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام. وراجع : نهج البلاغة ، ص ٣٧٩ ، الرسالة ٢٤ الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٦١ ، ح ١٠١١٤ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٩٩ ، ذيل ح ٢٤٤٢٦ ؛ البحار ، ج ٤١ ، ص ٤٠ ، ح ١٩ ؛ وج ٤٢ ، ص ٧١ ، ح ٣.

(٣) في « ق ، ك‍ ، بف » : ـ / « مع الاولى ».

(٤) اقتباس من الآية ٣٣ من سورة التوبة (٩) والآية ٩ من سورة الصفّ (٦١)

(٥) في « ق » : « بذلك » من دون الواو.

(٦) في « ل ، م ، بن ، جد » : « أهلي وولدي وأهل بيتي ». وفي حاشية « بح » : « أهلي وأهل بيتي وولدي » كلاهما بدل « أهل بيتي وولدي ».

(٧) في « بح » : ـ / « الله ».

(٨) الحالقة : الخصلة التي من شأنها أن تحلق ، أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر. وقيل : هي قطيعة الرحم والتظالم. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٢٨ ( حلق ).

(٩) في « ق » : ـ / « العليّ ».

(١٠) في « ل ، بن ، جت ، جد » : ـ / « العليّ العظيم ».

٤٥٣

ذَوِي أَرْحَامِكُمْ ، فَصِلُوهُمْ ؛ يُهَوِّنِ اللهُ (١) عَلَيْكُمُ الْحِسَابَ.

اللهَ اللهَ فِي الْأَيْتَامِ ، فَلَا تُغِبُّوا (٢) أَفْوَاهَهُمْ ، وَلَا يَضِيعُوا (٣) بِحَضْرَتِكُمْ ؛ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَقُولُ : مَنْ عَالَ يَتِيماً حَتّى يَسْتَغْنِيَ ، أَوْجَبَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ بِذلِكَ الْجَنَّةَ ، كَمَا أَوْجَبَ (٤) لآِكِلِ مَالِ الْيَتِيمِ النَّارَ.

اللهَ اللهَ فِي الْقُرْآنِ ، فَلَا يَسْبِقُكُمْ (٥) إِلَى الْعَمَلِ بِهِ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ.

اللهَ اللهَ فِي جِيرَانِكُمْ ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَوْصى بِهِمْ ، وَمَا زَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُوصِي بِهِمْ حَتّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ.

اللهَ اللهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ ، فَلَا يَخْلُو (٦) مِنْكُمْ (٧) مَا بَقِيتُمْ ؛ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا ،

وَأَدْنى مَا يَرْجِعُ بِهِ (٨) مَنْ أَمَّهُ أَنْ يُغْفَرَ (٩) لَهُ مَا سَلَفَ (١٠)

اللهَ اللهَ فِي الصَّلَاةِ ، فَإِنَّهَا خَيْرُ الْعَمَلِ ، إِنَّهَا (١١) عَمُودُ دِينِكُمْ.

اللهَ اللهَ فِي الزَّكَاةِ ؛ فَإِنَّهَا تُطْفِئُ غَضَبَ رَبِّكُمْ.

اللهَ اللهَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ فَإِنَّ صِيَامَهُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ.

اللهَ اللهَ فِي الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، فَشَارِكُوهُمْ فِي مَعَايِشِكُمْ.

اللهَ اللهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ ، فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ رَجُلَانِ : إِمَامُ هُدًى ، أَوْ مُطِيعٌ لَهُ (١٢) مُقْتَدٍ بِهُدَاهُ.

__________________

(١) في « بن » : + / « به ».

(٢) في « م ، بح ، جت ، جد » والبحار ، ج ٤٢ : « فلا تغيّروا ». وفي « ن » : « فلا تغبروا ». وفي « ق ، ل » وحاشية « جت » : « فلا تغيّر ». وفي « بف » : « فلا تغبر ». وقال ابن أبي الحديد : فلا تغبّوا أفواههم ، أي لا تجيعوهم بأن تطعموهم غبّاً ، ومن روى : « فلا تغيّروا أفواههم » فذاك لأنّ الجائع يتغيّر فمه ». شرح نهج البلاغة ، ج ١٧ ، ص ٧.

(٣) في « ك‍ ، بح » والبحار ، ج ٤٢ : « لا تضيّعوا ».

(٤) في البحار ، ج ٤٢ : + / « الله ».

(٥) في « بن » : « فلا يسبقنّكم ».

(٦) في « جد » وحاشية « م » : « فلا تخلو ».

(٧) في « جد » وحاشية « م » : « منه ».

(٨) في « ق » : ـ / « به ».

(٩) في « بح » : + / « به ».

(١٠) في « ك‍ » : ـ / « الله الله في بيت ـ إلى ـ له ما سلف ».

(١١) في البحار ، ج ٤٢ : « وإنّها ».

(١٢) في « ل ، بح » : ـ / « له ».

٤٥٤

اللهَ اللهَ فِي ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكُمْ ، فَلَا يُظْلَمُنَّ (١) بِحَضْرَتِكُمْ وَ (٢) بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ وَأَنْتُمْ تَقْدِرُونَ عَلَى الدَّفْعِ عَنْهُمْ.

اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِ نَبِيِّكُمُ الَّذِينَ لَمْ يُحْدِثُوا حَدَثاً ، وَلَمْ يُؤْوُوا مُحْدِثاً (٣) ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَوْصى بِهِمْ ، وَلَعَنَ الْمُحْدِثَ مِنْهُمْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ ، وَالْمُؤْوِيَ لِلْمُحْدِثِ.

اللهَ اللهَ فِي النِّسَاءِ ، وَفِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ؛ فَإِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ نَبِيُّكُمْ عليه‌السلام أَنْ (٤) قَالَ : أُوصِيكُمْ بِالضَّعِيفَيْنِ : النِّسَاءِ ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ.

الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ (٥) ، لَاتَخَافُوا (٦) فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ يَكْفِكُمُ (٧) اللهُ مَنْ آذَاكُمْ وَبَغى عَلَيْكُمْ ، قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَيُوَلِّيَ اللهُ أَمْرَكُمْ شِرَارَكُمْ ، ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ (٨)

وَعَلَيْكُمْ يَا بَنِيَّ (٩) بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ وَالتَّبَارِّ (١٠) ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّقَاطُعَ وَالتَّدَابُرَ (١١) وَالتَّفَرُّقَ ( وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) (١٢)

__________________

(١) في « ك‍ ، ل » : « فلا تظلمنّ ».

(٢) في « ق ، بف » : ـ / « بحضرتكم و ».

(٣) قال ابن الأثير : « في حديث المدينة « من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً » الحدث : « الأمر الحادث المنكرالذي ليس بمعتاد ولا معروف في السنّة. والمحدِثْ يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول ، فمعنى الكسر : من نصر جانياً أو آواه وأجاره من خصمه ، وحال بينه وبين أن يقتصّ منه. والفتح هو الأمر المبتدع نفسه ، ويكون معنى الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه ، فإنّه إذا رضي بالبدعة وأخّر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه ». النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥١ ( حدث ).

(٤) في « جد » : « أنّه ».

(٥) في « ك‍ » : ـ / « الصلاة ».

(٦) في « ل ، بح ، بن ، جت ، جد » : « ولا تخافوا ».

(٧) في « ك‍ ، ل ، م ، ن ، بح ، جد » والبحار ، ج ٤٢ : « يكفيكم ».

(٨) في « ق ، بف » : ـ / « عليهم ».

(٩) في « ق ، بح ، بف » : ـ / « يا بنيّ ».

(١٠) التبارّ : التفاعُل من البِرّ. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨٨ ( برر ).

(١١) « التدابر » : أن لا يعطي كلّ واحد منكم أخاه دبره وقفاه ، فيعرض عنه ويهجره. النهاية ، ج ٢ ، ص ٩٧ ( دبر ).

(١٢) المائدة (٥) : ٢.

٤٥٥

حَفِظَكُمُ اللهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ ، وَحَفِظَ فِيكُمْ نَبِيَّكُمْ (١) ، أَسْتَوْدِعُكُمُ (٢) اللهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللهِ وَبَرَكَاتِهِ (٣) ».

ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ : « لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ (٤) » حَتّى قُبِضَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ (٥) ـ فِي ثَلَاثِ لَيَالٍ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ (٦) وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَكَانَ ضُرِبَ لَيْلَةَ إِحْدى وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ (٧) (٨)

١٣٢٧٧ / ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٩) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام بَعَثَ إِلَيْهِ بِوَصِيَّةِ أَبِيهِ وَبِصَدَقَتِهِ مَعَ أَبِي إِسْمَاعِيلَ مُصَادِفٍ (١٠) : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، هذَا مَا عَهِدَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ‌

__________________

(١) في المرآة : « وما اشتمل الخبر من تاريخ شهادته عليه‌السلام مخالف لسائر الأخبار ، ولما هو المشهور بين‌الخاصّة والعامّة ، ولعلّه اشتباه من الرواة ».

(٢) في « ل ، بح ، جد » : « وأستودعكم ».

(٣) في « ق ، ك‍ ، بح ، جت » والبحار ، ج ٤٢ : ـ / « وبركاته ».

(٤) في « ك‍ ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » والبحار ، ج ٤٢ : ـ / « لا إله إلاّ الله ».

(٥) في « بن » : ـ / « رحمته ». وفي « ل » : + / « وآله ».

(٦) في حاشية « بح » : « إحدى ».

(٧) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : وحفظ فيكم نبيّكم ، أي جعل الناس بحيث يرعون فيكم حرمة نبيّكم أو حفظ سنن نبيّكم وأطواره فيكم أو يحفظكم لانتسابكم إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٨) الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٨٩ ، ح ٥٤٣٣ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٦ ، ح ٧١٤ ؛ وكتاب سليم بن قيس ، ص ٩٢٤ ، ح ٦٩ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله. الأمالي للطوسي ، ص ٥٢٢ ، المجلس ١٨ ، ح ٦٤ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام ، من قوله : « الله الله في الزكاة » إلى قوله : « واتّقوا الله إنّ الله شديد العقاب » وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٦١ ، ح ١٠١١٤ ؛ البحار ، ج ٤٢ ، ص ٢٤٨ ، ح ٥١.

(٩) في السند تحويل. وللمصنّف إلى عبد الرحمن بن الحجّاج أربعة طرق.

(١٠) في « ل ، بن » : « مصادق » ، وهو سهو. ومصادف مولي أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام ذكره الشيخ الطوسي في‌رجاله ، ص ٣٤٢ ، الرقم ٥١٠٤. وأما مصادق كعنوان ، فلم نجد له ذكراً في ما يُتَرقَّب منه ذكره.

٤٥٦

وَهُوَ (١) يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ (٢) ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، عَلى ذلِكَ نَحْيَا ، وَعَلَيْهِ نَمُوتُ (٣) ، وَعَلَيْهِ نُبْعَثُ (٤) حَيّاً (٥) إِنْ شَاءَ اللهُ (٦)

وَعَهِدَ إِلى وُلْدِهِ أَلاَّ يَمُوتُوا إِلاَّ وَهُمْ مُسْلِمُونَ ، وَأَنْ يَتَّقُوا اللهَ ، وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ مَا اسْتَطَاعُوا ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا فَعَلُوا ذلِكَ ، وَإِنْ كَانَ دَيْنٌ (٧) يُدَانُ بِهِ (٨)

وَعَهِدَ إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ وَلَمْ يُغَيِّرْ عَهْدَهُ هذَا ـ وَهُوَ أَوْلى (٩) بِتَغْيِيرِهِ مَا أَبْقَاهُ اللهُ ـ لِفُلَانٍ كَذَا وَكَذَا ، وَلِفُلَانٍ كَذَا وَكَذَا (١٠) ، وَلِفُلَانٍ كَذَا (١١) ، وَفُلَانٌ حُرٌّ ، وَجَعَلَ عَهْدَهُ إِلى فُلَانٍ.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، هذَا مَا تَصَدَّقَ بِهِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ بِأَرْضٍ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا ـ وَحَدُّ (١٢) الْأَرْضِ كَذَا وَكَذَا ـ كُلِّهَا وَنَخْلِهَا ، وَأَرْضِهَا وَبَيَاضِهَا (١٣) ، وَمَائِهَا وَأَرْجَائِهَا (١٤) ، وَحُقُوقِهَا وَشِرْبِهَا مِنَ الْمَاءِ ، وَكُلِّ حَقٍّ ، قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ (١٥) ، هُوَ لَهَا فِي مَرْفَعٍ (١٦) أَوْ مَظْهَرٍ (١٧)

__________________

(١) في « ق ، بف » : ـ / « وهو ». (٢) في « ق ، ك‍ ، بف » : « بيده الخير يحيي ويميت ».

(٣) في « ق ، بح » : « يموت ». (٤) في « ق ، بح » : « يبعث ».

(٥) في « ل ، م ، بن » : ـ / « حيّاً ».

(٦) في « ق ، ك‍ ، بح ، بف ، جت » : ـ / « إن شاء الله ».

(٧) في « ل ، بن » وحاشية « جت » : « ديناً ».

(٨) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : « وإن كان دين يدان به » لعلّ أن مخفّفة عن المثقّلة ، أي أنّ ما ذكرت من إصلاح ذات البين كان ديناً يتعبّدون الله به ، لكن ينبغي أن يكون ديناً بالنصب ، ويمكن أن يقرأ بفتح الدال ، أي إن كان على دين يعمل به ، ويؤدّى. وفيه أيضاً بعد ».

(٩) في « بف » : « ولي ».

(١٠) في « بن » : ـ / « وكذا ». وفي « ق ، ك‍ ، م ، ن ، بح ، بف ، جد » : ـ / « ولفلان كذا وكذا ».

(١١) في « ل ، جت » : ـ / « ولفلان كذا ».

(١٢) في العيون : « وحدود ».

(١٣) في الفقيه والتهذيب : « وقناتها ».

(١٤) في الفقيه : « وأرحائها ».

(١٥) في « ق ، بف » والفقيه والتهذيب والعيون : ـ / « قليل أو كثير ».

(١٦) في « ل ، بح ، بن » : « موقع ». وفي الفقيه والتهذيب : « مرتفع ». والمرفع : موضع البيدر. انظر : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٧٠ ( رفع ).

(١٧) في التهذيب : « أو مطمئنّ ». والمظهر : ما ارتفع من الأرض أو المصعّد. انظر : القاموس المحيط ، ج ١ ،

٤٥٧

أَوْ مَغِيضٍ (١) أَوْ مِرْفَقٍ (٢) أَوْ سَاحَةٍ أَوْ شُعْبَةٍ (٣) أَوْ مَشْعَبٍ (٤) أَوْ مَسِيلٍ (٥) أَوْ عَامِرٍ (٦) أَوْ غَامِرٍ (٧) ، تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ حَقِّهِ مِنْ ذلِكَ عَلى وُلْدِهِ مِنْ صُلْبِهِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، يَقْسِمُ وَالِيهَا مَا أَخْرَجَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ غَلَّتِهَا بَعْدَ (٨) الَّذِي يَكْفِيهَا (٩) مِنْ عِمَارَتِهَا وَمَرَافِقِهَا ، وَبَعْدَ (١٠) ثَلَاثِينَ عَذْقاً ، يَقْسِمُ فِي مَسَاكِينِ أَهْلِ (١١) الْقَرْيَةِ بَيْنَ (١٢) وُلْدِ مُوسى (١٣) ، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ، فَإِنْ تَزَوَّجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِ مُوسى (١٤) ، فَلَا حَقَّ لَهَا فِي (١٥) هذِهِ الصَّدَقَةِ حَتّى تَرْجِعَ إِلَيْهَا بِغَيْرِ زَوْجٍ ، فَإِنْ رَجَعَتْ كَانَ لَهَا مِثْلُ حَظِّ الَّتِي لَمْ تَتَزَوَّجْ مِنْ بَنَاتِ مُوسى (١٦) ، وَإِنَّ مَنْ تُوُفِّيَ مِنْ وُلْدِ مُوسى (١٧) وَلَهُ وَلَدٌ ، فَوَلَدُهُ (١٨) عَلى سَهْمِ أَبِيهِمْ (١٩) ، لِلذَّكَرِ‌

__________________

ص ٦٠٨ ( ظهر ).

(١) في « ل ، بح » والعيون : « أو غيض ». وفي الفقيه والتهذيب : « أو عرض أو طول » بدل « أو مغيض أو مرفق ». وغاض الماء يغيض غيضاً ومَغاضاً : قلّ ونقص. والغيضة ـ بالفتح ـ : الأجمة ومجتمع الشجر في مغيض ماء. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٧٩ ( غاض ).

(٢) مرافق الدار المتوضّأ والمطبخ ونحو ذلك. المغرب ، ص ١٩٤.

(٣) في الفقيه والتهذيب : « أو أسقية ».

(٤) في الفقيه والتهذيب : « متشعّب ». وفي العيون : ـ / « أو شعبة أو مشعب ». والشعبة ـ بالضمّ ـ : المسيل في الرمل ، وما صغر من التلعة ، وما عظم من سواقي الأودية ، وصدع في الجبل. والشعب : الطريق. وكمنبر : المثقب. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( شعب ). وفي المرآة : « يحتمل أن يكون المراد بالمشعب المقسم ».

(٥) في « بح » : « سبيل ».

(٦) في « جد » : « وعامر ».

(٧) الغامر : الخراب. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٣١ ( غمر ).

(٨) في الفقيه : ـ / « بعد ».

(٩) في « م » : « يكفي ». وفي « ك‍ » : « يكفها ».

(١٠) في الفقيه والتهذيب : « بعد » بدون الواو.

(١١) في « ق ، بف » والفقيه والتهذيب : ـ / « أهل ».

(١٢) في « م ، بح ، بن » وحاشية « جت » : « من ». وفي « ك‍ » : « وبين ».

(١٣) في الفقيه والتهذيب : « فلان ».

(١٤) في الفقيه والتهذيب : « بنات فلان » بدل « ولد موسى ».

(١٥) في حاشية « ن ، جت » والفقيه : « من ».

(١٦) في الفقيه والتهذيب : « فلان ».

(١٧) في الفقيه والتهذيب : « فلان ».

(١٨) في « بح » والفقيه : « فلولده ».

(١٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والعيون. وفي المطبوع : « أبيه ».

٤٥٨

مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ، عَلى مِثْلِ (١) مَا شَرَطَ (٢) مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (٣) فِي وُلْدِهِ مِنْ صُلْبِهِ ، وَإِنَّ مَنْ تُوُفِّيَ مِنْ وُلْدِ مُوسى (٤) وَلَمْ يَتْرُكْ وَلَداً ، رُدَّ حَقُّهُ عَلى (٥) أَهْلِ الصَّدَقَةِ ، وَأَنْ (٦) لَيْسَ لِوُلْدِ بَنَاتِي فِي صَدَقَتِي هذِهِ حَقٌّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ آبَاؤُهُمْ مِنْ وُلْدِي ، وَإِنَّهُ (٧) لَيْسَ لِأَحَدٍ (٨) حَقٌّ فِي صَدَقَتِي (٩) مَعَ وُلْدِي أَوْ وُلْدِ (١٠) وُلْدِي وَأَعْقَابِهِمْ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ (١١) ، وَإِنِ (١٢) انْقَرَضُوا وَلَمْ يَبْقَ (١٣) مِنْهُمْ (١٤) أَحَدٌ ، فَصَدَقَتِي (١٥) عَلى وُلْدِ أَبِي مِنْ أُمِّي مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ (١٦) عَلى مَا شَرَطْتُ (١٧) بَيْنَ وُلْدِي وَعَقِبِي ، فَإِنِ (١٨) انْقَرَضَ وُلْدُ أَبِي مِنْ أُمِّي ، فَصَدَقَتِي عَلى وُلْدِ أَبِي وَأَعْقَابِهِمْ مَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ عَلى مِثْلِ مَا شَرَطْتُ بَيْنَ وُلْدِي وَعَقِبِي ، فَإِذَا انْقَرَضَ مِنْ (١٩) وُلْدِ أَبِي (٢٠) وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ (٢١) ، فَصَدَقَتِي عَلَى الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ حَتّى يَرِثَهَا اللهُ (٢٢) الَّذِي‌

__________________

(١) في « ل » : ـ / « مثل ». (٢) في « م ، ن ، بح ، بن ، جد » : « شرطه ».

(٣) في « ق ، بف » والعيون : ـ / « بن جعفر ». وفي الفقيه والتهذيب : « فلان ».

(٤) في الفقيه والتهذيب : « فلان ». (٥) في حاشية « م » والفقيه والتهذيب : « إلى ».

(٦) هكذا في « ق ، ك‍ ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي. وما ورد في « ل » مبهم جدّاً. وفي المطبوع : « وإنّه ». (٧) في « بح » : « فإنّه ». وفي « جت » : « وأن ».

(٨) في « ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « لأحدهم ».

(٩) في « ق ، بف » : ـ / « إلاّ أن يكون ـ إلى ـ حقّ في صدقتي ».

(١٠) في « ق ، ك‍ ، بف ، بن ، جت » والفقيه والعيون والتهذيب : « وولد ».

(١١) في « بح » : « واحد ».

(١٢) هكذا في « ق ، ن ، بف ، جت » والفقيه والتهذيب والعيون. وفي « ك‍ ، ل ، م ، بح ، بن ، جد » : « فإن ». وفي المطبوع : « وإذا ».

(١٣) في « ق ، بف » : « أو لم يبق ».

(١٤) في « بح » : « عليهم ».

(١٥) في الفقيه : « قسم ذلك » بدل « فصدقتي ».

(١٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والفقيه والتهذيب والعيون. وفي المطبوع : « أحد منهم ».

(١٧) هكذا في جميع النسخ. وفي المطبوع : « ما شرطته ».

(١٨) في « م » : « وإن ».

(١٩) في الفقيه والتهذيب : ـ / « من ».

(٢٠) في العيون : ـ / « على مثل ما شرطت ـ إلى ـ من ولد أبي ».

(٢١) في « ق ، ك‍ ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي : ـ / « على مثل ما شرطت ـ إلى ـ ولم يبق منهم أحد ». وما أثبتناه مطابق للمطبوع وحاشية « بن ». والظاهر أنّ معنى الحديث يستقيم بثبوت هذه الزيادة ، كما وردت في سائر المصادر من الفقيه والتهذيب والعيون.

(٢٢) في « ك‍ ، م » : ـ / « الله ».

٤٥٩

وَرَّثَهَا (١) وَهُوَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ.

تَصَدَّقَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (٢) بِصَدَقَتِهِ هذِهِ وَهُوَ صَحِيحٌ صَدَقَةً حَبْساً (٣) بَتْلاً بَتّاً لَا مَشُوبَةَ (٤) فِيهَا وَلَا رَدَّ أَبَداً ابْتِغَاءَ وَجْهِ (٥) اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ ، لَايَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَبِيعَهَا (٦) ، أَوْ شَيْئاً مِنْهَا (٧) ، وَلَا يَهَبَهَا ، وَلَا يُنْحِلَهَا ، وَلَا يُغَيِّرَ شَيْئاً مِنْهَا مِمَّا وَضَعْتُهُ (٨) عَلَيْهَا حَتّى يَرِثَ اللهُ الْأَرْضَ وَمَا (٩) عَلَيْهَا.

وَجَعَلَ صَدَقَتَهُ هذِهِ إِلى عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمَ ، فَإِنِ انْقَرَضَ أَحَدُهُمَا دَخَلَ الْقَاسِمُ مَعَ الْبَاقِي مِنْهُمَا ، فَإِنِ انْقَرَضَ أَحَدُهُمَا دَخَلَ إِسْمَاعِيلُ مَعَ الْبَاقِي مِنْهُمَا ، فَإِنِ انْقَرَضَ أَحَدُهُمَا دَخَلَ الْعَبَّاسُ مَعَ الْبَاقِي مِنْهُمَا ، فَإِنِ انْقَرَضَ أَحَدُهُمَا فَالْأَكْبَرُ مِنْ وُلْدِي (١٠) ، فَإِنْ لَمْ يَبْقَ مِنْ وُلْدِي (١١) إِلاَّ وَاحِدٌ ، فَهُوَ الَّذِي (١٢) يَلِيهِ (١٣) ».

وَزَعَمَ (١٤) أَبُو الْحَسَنِ أَنَّ أَبَاهُ قَدَّمَ إِسْمَاعِيلَ فِي صَدَقَتِهِ عَلَى الْعَبَّاسِ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ (١٥) (١٦)

__________________

(١) في « ل ، م ، بن » والتهذيب : « رزقها ».

(٢) في « ق ، بف » : ـ / « بن جعفر ». وفي الفقيه والتهذيب : « فلان » بدل « موسى بن جعفر ».

(٣) في « ق ، ك‍ ، ن ، بف ، جد » وحاشية « م » : « حسناً ». وفي العيون : « حبيساً ».

(٤) في حاشية « جت » : « ولا مشوبة ». وفي « ل ، بح » : « لا مبتوتة ». وفي « بف » : + / « لا رجعة ». وفي التهذيب : « مبتوتة لا رجعة ».

(٥) في « بح » : « لوجه ».

(٦) في « ل » : « يبتاعها ». وفي « م ، ن ، بن ، جت ، جد » : + / « أو يبتاعها ».

(٧) في « بح » : ـ / « أو شيئاً منها ». وفي الفقيه والتهذيب والعيون : « ولا يبتاعها » بدل « أو شيئاً منها ».

(٨) في « ق ، بح ، بف » : « وضعه ». وفي « بن » : « وصفته ».

(٩) في « ل ، م ، بح ، جد » وحاشية « جت » والفقيه والتهذيب والعيون : « ومن ».

(١٠) في العيون : + / « يقوم مقامه ».

(١١) في الفقيه : + / « معه ».

(١٢) في « ق ، بح ، بف » : « للذي ».

(١٣) في « بن » : « يلي ». وفي العيون : « يقوم به ».

(١٤) في العيون : « قال وقال » بدل « وزعم ».

(١٥) في الفقيه والتهذيب : ـ / « وزعم أبو الحسن أنّ أباه قدّم إسماعيل في صدقته على العبّاس وهو أصغر منه ».

(١٦) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٤٩ ، ح ٥٥٩٣ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٤٩ ، ح ٦١٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٧ ،

٤٦٠