الكافي - ج ١٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-418-6
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٨١٣

حُبّاً (١) مِنْ مَاءٍ » يَقُولُهَا ثَلَاثاً (٢) (٣)

١٢٣٠٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، أَسْأَلُهُ عَنِ الرَّجُلِ يُبْعَثُ (٤) لَهُ (٥) الدَّوَاءُ مِنْ رِيحِ الْبَوَاسِيرِ ، فَيَشْرَبُهُ بِقَدْرِ أُسْكُرُّجَةٍ (٦) مِنْ نَبِيذٍ صُلْبٍ (٧) لَيْسَ يُرِيدُ بِهِ اللَّذَّةَ ،

__________________

(١) الحُبّ : الجرّة الضخمة ، والخابية ، وقال ابن دريد : هو الذي يجعل فيه الماء ، فلم ينوّعه ، قال : وهو فارسي معرب. وهو بالفارسيّة : « سبو » ، أو « سبوى بزرگ ». راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٩٥ ( حبب ).

(٢) في مرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٢٧٢ : « يدلّ على نجاسة الخمر والنبيذ وانفعال القليل بالملاقاة ، وعلى أنّ الكرّ أزيد من الحبّ ، وعلى عدم جواز التداوي بالخمر والنبيذ ، وقد اختلفت الأخبار والأقوال فيه ».

وقال المحقّق رحمه‌الله : « ولو لم يوجد إلاّ الخمر قال الشيخ في المبسوط : لا يجوز دفع الضرورة بها ، وفي النهاية : يجوز وهو أشبه. ولا يجوز التداوي بها ولا بشي‌ء من الأنبذة ، ولا بشي‌ء من الأدوية معها شي‌ء من المسكر أكلاً ولاشرباً ، ويجوز عند الضرورة أن يتداوى بها للعين ». الشرائع ، ج ٤ ، ص ٧٥٩.

وقال الشهيد الثاني : « هذا هو المشهور بين الأصحاب ، بل ادّعى عليه في الخلاف الإجماع ... وأطلق ابن البرّاج جواز التداوي به إذا لم يكن له عنه مندوحة ، وجعل الأحوط تركهُ ، وكذا أطلق في الدروس جوازه للعلاج كالترياق ، والأقوى الجواز مع خوف التلف بدونه ، وتحريمه بدون ذلك ... وهو اختيار العلاّمة في المختلف ، وتحمل الروايات على تناول الدواء لطلب العافية جمعاً بين الأدلّة ، وأمّا التداوي بها للعين فقد اختلفت الرواية فيه ، فروى هارون بن حمزة الغنوي في الحسن عن أبي عبد الله عليه‌السلام في رجل اشتكى عينه ، فنعت له كحل يعجن بالخمر ، فقال : هو خبيث بمنزلة الميتة ، فإن كان مضطرّاً فليكتحل ، وبهذه أخذ المصنّف رحمه‌الله والأكثر ، ومنع ابن إدريس منه مطلقاً ؛ لإطلاق النصّ والإجماع بتحريمه الشامل لموضع النزاع ... والأصحّ الأوّل ». المسالك ، ج ١٢ ، ص ١٢٨ ـ ١٣٠.

(٣) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١١٢ ، ح ٤٨٧ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤١ ، ح ٢٠١٨٤ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٧٠ ، ح ٤٢٠٢ من قوله : « ما يبلّ الميل » ؛ وفيه ، ج ٢٥ ، ص ٣٤٤ ، ح ٣٢٠٨٢ ، ملخّصاً ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٨٨ ، ح ١٨.

(٤) في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » والوسائل والبحار والتهذيب : « ينعت ».

(٥) في حاشية « جت » : « إليه ».

(٦) في « ط ، ق ، ن ، بح » والوافي والبحار والتهذيب : « سكرّجة ». والاسْكُرُّجَةُ والسُّكُرُّجَةُ : إناء صغير يؤكل فيه‌شي‌ء القليل من الادم ، وهي فارسية ، وأكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها. وهو بالفارسيّة : « اسكوره » و « سُكوره ». راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨٤ ( سكرجة ) ؛ فتح الباري ، ج ٩ ، ص ٤٦٤.

(٧) في الوسائل : ـ « صلب ».

٧٢١

وَإِنَّمَا (١) يُرِيدُ بِهِ الدَّوَاءَ؟

فَقَالَ : « لَا ، وَلَا جُرْعَةً » ثُمَّ قَالَ (٢) : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يَجْعَلْ فِي شَيْ‌ءٍ (٣) مِمَّا (٤) حَرَّمَ شِفَاءً وَلَادَوَاءً (٥) ». (٦)

١٢٣١٠ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، قَالَ :

أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنَّ بِي (٧) ـ جُعِلْتُ فِدَاكَ (٨) ـ أَرْوَاحَ (٩) الْبَوَاسِيرِ ، وَلَيْسَ يُوَافِقُنِي إِلاَّ شُرْبُ النَّبِيذِ.

قَالَ (١٠) : فَقَالَ لَهُ (١١) : « مَا لَكَ وَلِمَا حَرَّمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَرَسُولُهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ يَقُولُ لَهُ (١٢) ذلِكَ ثَلَاثاً ـ عَلَيْكَ بِهذَا الْمَرِيسِ الَّذِي تَمْرُسُهُ (١٣) بِالْعَشِيِّ (١٤) ، وَتَشْرَبُهُ (١٥) بِالْغَدَاةِ (١٦) ، وَتَمْرُسُهُ بِالْغَدَاةِ (١٧) ، وَتَشْرَبُهُ بِالْعَشِيِّ (١٨) ».

__________________

(١) في « بن ، جد » والوسائل والبحار والتهذيب : « إنّما » بدون الواو.

(٢) في « م ، جت ، جد » والبحار والتهذيب : « وقال ».

(٣) في « ق » : ـ « في شي‌ء ».

(٤) في « ط » : ـ « ممّا ».

(٥) في « م ، بن ، جت ، جد » والوسائل والتهذيب : « دواء ولا شفاء ».

(٦) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١١٣ ، ح ٤٤٨ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٢ ، ح ٢٠١٨٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٤٣ ، ح ٣٢٠٨١ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٨٦ ، ح ١٠.

(٧) في « بح » : « لي ». وفي « ط » : « إنّي » بدل « إنّ بي ».

(٨) في الوسائل والتهذيب : ـ « جعلت فداك ».

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : « أرياح ». والأرواح جمع ريح ، لأنّ أصلها الواو ، وتجمع على أرياح قليلاً ، وعلى رياح كثيراً. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ ( روح ).

(١٠) في « ط ، ق ، بف » والوافي : ـ « قال ».

(١١) في الوسائل والتهذيب : ـ « له ».

(١٢) في « ط ، بن » والوسائل والتهذيب : ـ « له ».

(١٣) في « ق ، ن ، جت » : « يمرس ». وفي « بح » : « يمرسه ». ومرستُ التمر وغيره في الماء ، إذا أنقعته ومرثته بيدك. والمريس : الممر الممروس. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٧٧ ( مرس ).

(١٤) في « م ، بن » وحاشية « جت » والوسائل والبحار والتهذيب : « بالليل ». وفي « ط » : « بالغداة ».

(١٥) في « ط ، بف ، جت » : « ويشرب ». وفي « بح » : « ويشربه ».

(١٦) في « ط » : « بالعشيّ ».

(١٧) في « ط » : « ويمرس بالعشيّ ».

(١٨) في « ط » : « ويشرب بالغداة ». وفي « ق » : « ويشرب بالعشيّ ». وفي « ن ، بف » : « وتشرب بالعشيّ ».

٧٢٢

فَقَالَ لَهُ (١) : هذَا يَنْفُخُ الْبَطْنَ (٢)

قَالَ لَهُ (٣) : « فَأَدُلُّكَ عَلى مَا هُوَ أَنْفَعُ لَكَ (٤) مِنْ هذَا (٥) ، عَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ ؛ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ ».

قَالَ : فَقُلْنَا (٦) لَهُ (٧) : فَقَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ حَرَامٌ؟

فَقَالَ (٨) : « نَعَمْ ، قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ حَرَامٌ (٩) ». (١٠)

١٢٣١١ / ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (١١) ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ دَوَاءٍ عُجِنَ بِالْخَمْرِ؟

فَقَالَ : « لَا وَاللهِ ، مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَكَيْفَ أَتَدَاوى بِهِ؟ إِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ شَحْمِ الْخِنْزِيرِ أَوْ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، وَإِنَّ (١٢) أُنَاساً لَيَتَدَاوَوْنَ (١٣) بِهِ ». (١٤)

__________________

(١) في « بن ، جد » والوسائل : ـ « له ». وفي التهذيب : « قال » بدل « فقال له ».

(٢) في الوافي : « بطني ». وفي التهذيب : « في بطني ».

(٣) في « بن » والوسائل والتهذيب : ـ « له ».

(٤) في « م ، بح ، بن ، جد » والوسائل والتهذيب : ـ « لك ».

(٥) في « ط » : « ذلك ».

(٦) في حاشية « جت » : « فقلت ».

(٧) في التهذيب : ـ « فقلنا له ».

(٨) في « ط ، بن » والوسائل : « قال ».

(٩) في « ط ، ق ، م ، ن ، بف ، جت » والوافي : ـ « قليله وكثيره حرام ». وفي التهذيب : ـ « فقال : نعم قليله وكثيره حرام ».

(١٠) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١١٣ ، ح ٤٨٩ ، معلّقاً عن الكليني. الكافي ، كتاب الدعاء ، باب أنّ الدعاء شفاء من كلّ داء ، ح ٣٠٨٦ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « عليك بالدعاء ، فإنّه شفاء من كلّ داء » الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٢ ، ح ٢٠١٨٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٤٤ ، ح ٣٢٠٨٣ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٨٩ ، ح ١٧.

(١١) في « ط ، م ، ن ، بف ، بن » وحاشية « جت » والوسائل : ـ « بن يحيى ».

(١٢) في الوسائل والتهذيب : « ترون » بدل « وإنّ ».

(١٣) في « ط ، م ، بف ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « يتداوون ».

(١٤) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١١٣ ، ح ٤٩٠ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٣٩ ، ح ٢٠١٧٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٤٥ ، ح ٣٢٠٨٤.

٧٢٣

١٢٣١٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنِ ابْنِ الْحُرِّ (١) ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَيَّامَ (٢) قَدِمَ الْعِرَاقَ ، فَقَالَ لِيَ (٣) : « ادْخُلْ عَلى (٤) إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ ؛ فَإِنَّهُ شَاكٍ ، فَانْظُرْ مَا وَجَعُهُ؟ وَصِفْ لِي (٥) شَيْئاً مِنْ وَجَعِهِ الَّذِي يَجِدُ (٦) ».

قَالَ : فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، فَدَخَلْتُ (٧) عَلى إِسْمَاعِيلَ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ وَجَعِهِ الَّذِي يَجِدُ ، فَأَخْبَرَنِي (٨) بِهِ ، فَوَصَفْتُ لَهُ دَوَاءً فِيهِ نَبِيذٌ ، فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ (٩) : النَّبِيذُ حَرَامٌ ، وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا نَسْتَشْفِي بِالْحَرَامِ. (١٠)

١٢٣١٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (١١) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ دَوَاءٍ عُجِنَ بِالْخَمْرِ (١٢) نَكْتَحِلُ (١٣) مِنْهَا؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا جَعَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيمَا حَرَّمَ (١٤) شِفَاءً (١٥) ». (١٦)

__________________

(١) في « م » : « عبد الحميد بن عمرو ، عن ابن الحرّ ». وفي « بح » : « عبد الحميد ، عن عمرو بن أبي الحرّ ». وفي « بف » : « عبد الحميد ، عن عمرو ، عن ابن الحسن ». وفي « بن » وحاشية « جت » : « عبد الحميد بن عمر ، عن ابن الحرّ ». (٢) في « ط » : « إبّان ».

(٣) في « ط ، ق » : ـ « لي ». (٤) في « بن » وحاشية « جت » : « إلى ».

(٥) في « بن » وحاشية « جت » : « له ».

(٦) في « بح » : « يجده ». وفي « جت » : « تجد ».

(٧) في « ط » : « ودخلت ».

(٨) في « بن » وحاشية « جت » : « فخبرني ».

(٩) في « م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » : + « إنّ ».

(١٠) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٢ ، ح ٢٠١٨٧ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٨٧ ، ذيل ح ١٤.

(١١) في البحار : « أحمد بن محمّد » بدل « محمّد بن أحمد ».

(١٢) في « بن » وحاشية « جت » : « عن الخمر » بدل « عن دواء عجن بالخمر ».

(١٣) في « م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » والبحار : « يكتحل ».

(١٤) في « جد » وحاشية « بح ، جت » والبحار : « في حرام » بدل « فيما حرّم ».

(١٥) في الوافي : « السرّ فيه أنّ الحرام يضرّ بالروح أكثر ممّا ينفع البدن ، كما قال الله سبحانه في الخمر

٧٢٤

١٢٣١٤ / ٧. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ (١) ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنِ اكْتَحَلَ بِمِيلٍ مِنْ مُسْكِرٍ ، كَحَلَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِمِيلٍ مِنْ نَارٍ ». (٢)

١٢٣١٥ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (٣) الْأَرَّجَانِيِّ ، عَنْ مَالِكٍ الْمِسْمَعِيِّ ، عَنْ قَائِدِ بْنِ طَلْحَةَ :

أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ النَّبِيذِ يُجْعَلُ فِي (٤) الدَّوَاءِ؟

فَقَالَ (٥) : « لَا (٦) يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَسْتَشْفِيَ (٧) بِالْحَرَامِ ». (٨)

١٢٣١٦ / ٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا (٩) ،

__________________

والميسر : ( وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما ) فنفي الشفاء منه إنّما هو بالإضافة إلى الروح والبدن جميعاً ، فلا يرد النقض بأنّا نشاهد المنافع في بعض المحرّمات بالتجربة ، فإنّ الشارع إنّما هو طبيب الأرواح ، وإنّما يعالج الأبدان بقدر ضرورة احتياج الأرواح إليها ، فنظره لهما معاً ، ليس مقصوراً على أحدهما خاصّة ».

(١٦) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٠ ، ح ٢٠١٨٠ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٩٠ ، ح ٢٠.

(١) في « ط » : ـ « بن عبيد ».

(٢) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١١٤ ، ح ٤٩٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. ثواب الأعمال ، ص ٢٩٠ ، صدر ح ٥ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، من مروك بن عبيد. الكافي ، كتاب الأشربة ، باب شارب الخمر ، ذيل ح ١٢٢٤٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٧٠ ، ح ٤٩٤٧ ، مرسلاً الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٠ ، ح ٢٠١٨١ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٤٩ ، ح ٣٢٠٩٨ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٩٠ ، ح ٢١.

(٣) في « ط » والوسائل : « عبيد الله ».

(٤) في « بح » : « فيه ». وفي « م » : ـ « في ».

(٥) في « م ، بن ، جد » والوافي والوسائل : « قال ».

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل. وفي الوافي والمطبوع : + « ليس ».

(٧) في « ط ، ق » : « أن تستشفى ».

(٨) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٣ ، ح ٢٠١٨٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٤٥ ، ح ٣٢٠٨٥ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٨٧ ، ذيل ح ١٢.

(٩) في « بن ، جد » وحاشية « جت » والوافي والوسائل : « أصحابه ».

٧٢٥

عَنْ عَلِيِّ (١) بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْكُحْلِ يُعْجَنُ بِالنَّبِيذِ : أَيَصْلُحُ ذلِكَ؟

فَقَالَ (٢) : « لَا ». (٣)

١٢٣١٧ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ دَوَاءٍ يُعْجَنُ (٤) بِخَمْرٍ؟

فَقَالَ : « مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلَا أَشَمَّهُ ، فَكَيْفَ أَتَدَاوى بِهِ؟ ». (٥)

١٢٣١٨ / ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَيْسَ (٦) فِي شُرْبِ (٧) النَّبِيذِ (٨) تَقِيَّةٌ ». (٩)

١٢٣١٩ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ (١٠) ، قَالَ :

__________________

(١) في « ق ، بف » : ـ « عليّ ». (٢) في « ط ، م ، بن ، جد » والوسائل : « قال ».

(٣) مسائل عليّ بن جعفر ، ص ١٥١ ؛ وقرب الإسناد ، ص ٢٩٥ ، ح ١١٦٧ ، بسندهما عن عليّ بن جعفر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤١ ، ح ٢٠١٨٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٠ ، ح ٣٢١٠٠ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٩٠ ، ذيل ح ٢٤. (٤) في « بن ، جد » وحاشية « ن ، جت » والوسائل : « عجن ».

(٥) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٣٩ ، ح ٢٠١٧٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٤٥ ، ح ٣٢٠٨٦ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٩٠ ، ح ١٩.

(٦) في « بف » : + « نزل الله ».

(٧) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « ترك ». وفي « ط ، ق » : « ما ترك في » بدل « ليس في شرب ».

(٨) في حاشية « جت » : « الخمر ».

(٩) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١١٤ ، ح ٤٩٤ ، معلّقاً عن الكليني. وفي الكافي ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، باب التقيّة ، ضمن ح ٢ ؛ والمحاسن ، ص ٢٥٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ضمن ح ٣٠٩ ؛ والخصال ، ص ٢٢ ، باب الواحد ، ضمن ح ٧٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٣٩ ، ح ٢٠١٨٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥١ ، ح ٣٢١٠٣.

(١٠) هكذا في « بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل والتهذيب ، ج ١ و ٩ والاستبصار. وفي سائر النسخ والمطبوع : + « عن غير واحد ». وما أثبتناه هو الظاهر ؛ لأنّا لم نجد رواية زرارة ـ وهو زرارة بن أعين ـ عن غير واحد ، في موضع.

٧٢٦

قُلْتُ (١) لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام (٢) : فِي الْمَسْحِ (٣) عَلَى الْخُفَّيْنِ (٤) تَقِيَّةٌ؟

قَالَ : « لَا يُتَّقى (٥) فِي ثَلَاثَةٍ ».

قُلْتُ (٦) : وَمَا هُنَّ؟

قَالَ : « شُرْبُ الْخَمْرِ ـ أَوْ قَالَ (٧) : شُرْبُ (٨) الْمُسْكِرِ ـ وَالْمَسْحُ عَلَى (٩) الْخُفَّيْنِ (١٠) ، وَمُتْعَةُ الْحَجِّ ». (١١)

٢٤ ـ بَابُ النَّبِيذِ‌

١٢٣٢٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ‌

__________________

(١) في « ق » وحاشية « بن ، جت » : قلنا. وفي الكافي ، ح ٣٩٥٤ : + « له ».

(٢) في « ط » : « لأبي عبدالله عليه‌السلام ». وفي « بن ، جد » وحاشية « جت والكافي ، ح ٣٩٥٤ والتهذيب ، ج ١ والاستبصار : ـ « لأبي جعفر عليه‌السلام ».

(٣) في « بن » وحاشية « جت » والتهذيب ، ج ٩ : « أمسح » بدل « في المسح ».

(٤) في الكافي ، ح ٣٩٥٤ والتهذيب ، ج ١ ، والاستبصار : « في مسح الخفّين » بدل « في المسح على الخفّين ».

(٥) في « ن » : « لا تتّقي ».

(٦) في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف » : « ثلاث. قلنا » بدل « ثلاثة. قلت ».

(٧) في الكافي ، ح ٣٩٥٤ والتهذيب ، ج ١ و ٩ والاستبصار : « فقال : ثلاثة ( في التهذيب ، ج ٩ : قال : ثلاث ) لا أتّقي‌فيهنّ أحداً » بدل « قال : لا يتّقى في ثلاثة ، قلت : وما هنّ؟ قال : شرب الخمر أو قال ».

(٨) في « ط ، ق ، ن ، بح ، جت » : ـ « شرب ».

(٩) في الكافي ، ح ٣٩٥٤ والتهذيب ، ج ١ والاستبصار : « ومسح » بدل « والمسح على ».

(١٠) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « فقال : ثلاث لا أتقي فيهنّ أحداً ، شرب المسكر ومسح الخفّين » بدل « قال : لا يتّقى ـ إلى ـ والمسح على الخفّين ».

(١١) الكافي ، كتاب الطهارة ، باب مسح الخفّ ، ح ٣٩٥٤ ، مع زيادة في آخره. التهذيب ، ج ٩ ، ص ١١٤ ، ح ٤٩٥ ، معلّقاً عن الكليني. وفي التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٦٢ ، ح ١٠٩٣ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٧٦ ، ح ٢٣٧ ، بسندهما عن حمّاد. الخصال ، ص ٦١٤ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٦٨ ؛ تحف العقول ، ص ١٠٤ ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « والمسح على الخفّين » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٣ ، ح ٢٠١٩٠.

٧٢٧

حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ رَجُلاً وَهُوَ (١) يَقُولُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا تَقُولُ فِي النَّبِيذِ ؛ فَإِنَّ أَبَا مَرْيَمَ يَشْرَبُهُ وَيَزْعُمُ أَنَّكَ أَمَرْتَهُ بِشُرْبِهِ؟

فَقَالَ : « صَدَقَ أَبُو مَرْيَمَ ، سَأَلَنِي عَنِ النَّبِيذِ ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ حَلَالٌ ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنِ الْمُسْكِرِ ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ عليه‌السلام : « إِنَّ الْمُسْكِرَ مَا اتَّقَيْتُ فِيهِ أَحَداً ، سُلْطَاناً وَلَا (٢) غَيْرَهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَمَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ ».

فَقَالَ لَهُ (٣) الرَّجُلُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا (٤) النَّبِيذُ الَّذِي أَذِنْتَ لِأَبِي مَرْيَمَ فِي شُرْبِهِ أَيُّ شَيْ‌ءٍ هُوَ؟

فَقَالَ : « أَمَّا أَبِي عليه‌السلام فَإِنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ الْخَادِمَ ، فَيَجِي‌ءُ بِقَدَحٍ ، وَيَجْعَلُ فِيهِ زَبِيباً ، وَيَغْسِلُهُ غَسْلاً نَقِيّاً ، ثُمَّ يَجْعَلُهُ فِي إِنَاءٍ ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَيْهِ ثَلَاثَةً مِثْلَهُ (٥) أَوْ أَرْبَعَةً مَاءً ، ثُمَّ يَجْعَلُهُ بِاللَّيْلِ ، وَيَشْرَبُهُ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْعَلُهُ بِالْغَدَاةِ ، وَيَشْرَبُهُ بِالْعَشِيِّ ، وَكَانَ يَأْمُرُ الْخَادِمَ بِغَسْلِ (٦) الْإِنَاءِ فِي كُلِّ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ كَيْلَا (٧) يَغْتَلِمَ (٨) ، فَإِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ النَّبِيذَ ، فَهذَا (٩) النَّبِيذُ ». (١٠)

١٢٣٢١ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ؛

__________________

(١) في « م ، بن ، جد » والكافي ، ح ١٢٢٩٧ والوسائل : ـ « وهو ».

(٢) في الوافي : « لا » بدون الواو.

(٣) في « ط ، ق ، بف » : ـ « له ».

(٤) في « ط » : « ماهو ».

(٥) في « ط » : ـ « مثله ».

(٦) في « ن ، بح » : « يغسل ».

(٧) في « ط ، بف » والوافي والوسائل : « لئلاّ ».

(٨) « يغتلم » ، أي يهيج من شهوة الضراب ويضطرب. والاغتلام مجاوزة الحدّ. انظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٠٤ ( غلم ).

(٩) في « ق ، ن ، بف » والوافي : « فهو ».

(١٠) الكافي ، كتاب الأشربة ، باب أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرّم كلّ مسكر قليله وكثيره ، ح ١٢٢٩٧ ، بسنده عن حنان ، إلى قوله : « ما أسكر كثيره فقليله حرام » ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٥ ، ح ٢٠١٩٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٢ ، ح ٣٢١٠٦.

٧٢٨

وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُوفِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ رَاشِدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْبِلَادِ يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ النَّبِيذِ (١) ، فَقَالَ : « لَا بَأْسَ بِهِ ».

فَقَالَ : إِنَّهُ يُوضَعُ (٢) فِيهِ الْعَكَرُ (٣) ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « بِئْسَ الشَّرَابُ ، وَلكِنِ انْبِذُوهُ (٤) غُدْوَةً ، وَاشْرَبُوهُ (٥) بِالْعَشِيِّ ».

قَالَ : فَقَالَ (٦) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا يُفْسِدُ بُطُونَنَا.

قَالَ : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَفْسَدُ لِبَطْنِكَ (٧) أَنْ تَشْرَبَ مَا لَايَحِلُّ لَكَ ». (٨)

١٢٣٢٢ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً (٩) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَنَّاطِ (١٠) ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ النَّسَّابَةِ (١١) ،

__________________

(١) في « ط » : + « قال ».

(٢) في « م ، بن ، جد » وحاشية « ن ، جت » والوسائل : « يصنع ».

(٣) « العكر » ، محرّكة : دُرديّ كلّ شي‌ء ، وهو ما يبقى في أسفله. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢١ ( عكر ).

(٤) في « بن » وحاشية « جت » والوسائل : « انتبذه ». وفي حاشية « بن » : « انتبذوه ».

(٥) في « بن » وحاشية « جت » والوسائل : « واشربه ».

(٦) في « ط ، ق ، بح ، بف ، جت » : « قلت ». وفي الوسائل : « فقلت ».

(٧) في المرآة : « أفسد لبطنك ، أي من جهة القساوة والبعد من رحمة الله في الدنيا والعذاب في الآخرة ».

(٨) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٦ ، ح ٢٠١٩٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٧٤ ، ح ٣١٨٩٦.

(٩) في السند تحويل كما هو واضح ، وقد أورد الشيخ الحرّ الخبر في الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٠٣ ، ح ٥٢١ ، هكذا : محمّد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ قال : أخبرني سماعة بن مهران ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد عن محمّد بن عليّ الهمداني ، عن عليّ بن عبد الله الخيّاط عن سماعة بن مهران ، عن الكلبي النسّابة ». والظاهر أنّ الشيخ الحرّ أخذ القسم الأوّل من السند من الكافي ، ح ٩٢٧ ، فقد ورد فيه الخبر في ضمن حديث طويل.

وأمّا محمّد بن عليّ ، فهو يروي عن سماعة بن مهران في بعض الأسناد مباشرة وفي بعضها بالتوسّط.

(١٠) في « ق ، م ، ن ، بن ، جت » والوسائل والاستبصار : « الخيّاط ».

(١١) في الكافي ، ح ٩٢٧ : « قال : أخبرني سماعة بن مهران ، قال : أخبرني الكلبيّ النسّابة » بدل « عن سماعة بن

٧٢٩

قَالَ :

سَأَلْتُ (١) أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ النَّبِيذِ (٢)؟

فَقَالَ : « حَلَالٌ ».

قُلْتُ (٣) : إِنَّا نَنْبِذُهُ (٤) ، فَنَطْرَحُ (٥) فِيهِ الْعَكَرَ ، وَمَا سِوى ذلِكَ (٦)

فَقَالَ عليه‌السلام : « شَهْ شَهْ (٧) ، تِلْكَ الْخَمْرَةُ الْمُنْتِنَةُ ».

قَالَ (٨) : قُلْتُ (٩) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَيَّ نَبِيذٍ تَعْنِي؟

فَقَالَ (١٠) : « إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ شَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ (١١) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تَغَيُّرَ (١٢) الْمَاءِ وَفَسَادَ طَبَائِعِهِمْ ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْبِذُوا ، فَكَانَ (١٣) الرَّجُلُ مِنْهُمْ (١٤) يَأْمُرُ خَادِمَهُ أَنْ (١٥) يَنْبِذَ لَهُ ، فَيَعْمِدُ (١٦)

__________________

مهران ، عن الكلبي النسّابة ».

(١) في « م ، بن ، جد » وحاشية « ن ، جت » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « أنّه سأل » بدل « قال : سألت ».

(٢) في الكافي ، ح ٩٢٧ : « فقلت : ما تقول في النبيذ » بدل « قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن النبيذ ».

(٣) في « ط » والكافي ، ح ٩٢٧ : « فقلت ». وفي حاشية « جت » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « فقال ».

(٤) في « م ، بن ، جد » : « ننتبذه ». وفي الكافي ، ح ٩٢٧ : « ننبذ ».

(٥) في « بح » : « يطرح ».

(٦) في الكافي ، ح ٩٢٧ : + « ونشربه ».

(٧) « شَهْ » : حكاية كلام شبه الانتهار. هذا في اللغة ، وفي الشروح : « شه » : كلمة زجر وتنفير وتقبيح واستقذار ، مثل « صه ». وقال العلامة المازندراني : « قيل : هي كلمة ضجر واستقذار ، ويحتمل أن يكون أمراً باتّصاف المخاطب ـ بالفتح ـ من شاه يشوه : إذا قبح ». راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٠٨ ( شه ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٢٩٦ ؛ الوافي ، ج ٢ ، ص ١٦٧ ، وج ٢٠ ، ص ٦٤٧ ؛ ملاذ الأخيار ، ج ٢ ، ص ٢٢٨.

(٨) في الوافي والوسائل والكافي ، ح ٩٢٧ : ـ « قال ».

(٩) في الكافي ، ح ٩٢٧ : « فقلت ».

(١٠) في « م ، جد » وفي الاستبصار : « قال ».

(١١) في « م ، جد » وحاشية « جت » والوسائل والكافي ، ح ٩٢٧ والتهذيب والاستبصار : « رسول الله ».

(١٢) في الكافي ، ح ٩٢٧ : « تغيير ».

(١٣) في الكافي ، ح ٩٢٧ : « وكان ».

(١٤) في « م ، جد » والوسائل والكافي ، ح ٩٢٧ والتهذيب والاستبصار : ـ « منهم ».

(١٥) في « بف » : ـ « أن ».

(١٦) في « بن » : « فتعمد ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

٧٣٠

إِلى كَفٍّ مِنْ تَمْرٍ (١) ، فَيُلْقِيهِ (٢) فِي الشَّنِّ (٣) ، فَمِنْهُ شُرْبُهُ (٤) ، وَمِنْهُ طَهُورُهُ (٥) ».

فَقُلْتُ : وَكَمْ (٦) كَانَ عَدَدُ التَّمَرَاتِ الَّتِي (٧) كَانَتْ (٨) تُلْقى (٩)؟

قَالَ : « مَا يَحْمِلُ (١٠) الْكَفُّ ».

قُلْتُ (١١) : وَاحِدَةً (١٢) وَاثْنَتَيْنِ (١٣)؟

فَقَالَ عليه‌السلام : « رُبَّمَا كَانَتْ وَاحِدَةً ، وَ (١٤) رُبَّمَا كَانَتِ اثْنَتَيْنِ (١٥) ».

فَقُلْتُ : وَكَمْ كَانَ يَسَعُ الشَّنُّ مَاءً (١٦)؟

فَقَالَ (١٧) : « مَا بَيْنَ الْأَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ (١٨) إِلى مَا (١٩) فَوْقَ ذلِكَ ».

__________________

(١) في الكافي ، ح ٩٢٧ : « التمر ».

(٢) في « م » وحاشية « ن ، جت » والوسائل والكافي ، ح ٩٢٧ والتهذيب والاستبصار : « فيقذف به ». وفي « بن » : « فتقذف به ». وفي « بح » : « فلقيه ».

(٣) « الشنّ » : القِربة الخَلَق الصغيرة » ، أو هو الخَلَق من كلّ آنية صنعت من جلد. لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٤١ ( شنن ).

(٤) في « بن » : « شرابه ».

(٥) في « ط » : « فهم إذاً منه شربهم ومنه طهورهم » بدل « فمنه شربه ومنه طهوره ».

(٦) في « ط » : « كم » بدون الواو. والاستبصار : « فكم ».

(٧) في « ن » : « التمر الذي ».

(٨) في « ط ، ق ، بف ، جت » والوافي : « كان ».

(٩) في « بح ، بف » : « يلقى ». وفي « ن » : + « في الشن ». وفي « ط » : + « فيه ».

(١٠) في « ق ، ن » : « حمل » بدل « ما يحمل ». وفي « ط » : « مل‌ء » بدلها.

(١١) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل والكافي ، ح ٩٢٧ : « عدد التمر الذي كان في الكفّ فقال : ما حمل الكفّ فقلت » بدل « عدد التمرات التي كانت تلقى قال : ما يحمل الكفّ قلت ». وفي التهذيب والاستبصار : « عدد التمر الذي كان في الكفّ فقال : ما حمل الكفّ ، قلت » بدلها.

(١٢) في « بح » : « واحد ».

(١٣) في « م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » والوسائل : « أو اثنتين ». وفي التهذيب « أو ثنتين ». وفي الكافي : ح ٩٢٧ : « وثنتان ».

(١٤) في « بح » : ـ « ربّما كانت واحدة و ».

(١٥) في الكافي ، ح ٩٢٧ والتهذيب : « ثنتين ».

(١٦) في الكافي ، ح ٩٢٧ والوافي والتهذيب والاستبصار : ـ « ماء ».

(١٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والكافي والتهذيب والاستبصار. وفي المطبوع : ـ « فقال ».

(١٨) في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « الثلاثين ».

(١٩) في التهذيب والاستبصار : ـ « ما ».

٧٣١

قَالَ (١) فَقُلْتُ : بِالْأَرْطَالِ (٢)؟

فَقَالَ (٣) : « أَرْطَالٍ بِمِكْيَالِ (٤) الْعِرَاقِ ». (٥)

١٢٣٢٣ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، عَنْ أَبِيهِ (٦) ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ (٧) أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَقُلْتُ : يَا جَارِيَةُ اسْقِينِي مَاءً ، فَقَالَ لَهَا (٨) : « اسْقِيهِ مِنْ نَبِيذِي » فَجَاءَتْنِي (٩) بِنَبِيذٍ مِنْ بُسْرٍ (١٠) فِي قَدَحٍ مِنْ صُفْرٍ.

قَالَ : فَقُلْتُ (١١) : إِنَّ (١٢) أَهْلَ الْكُوفَةِ (١٣) لَايَرْضَوْنَ بِهذَا ، قَالَ : « فَمَا نَبِيذُهُمْ؟ » قُلْتُ لَهُ (١٤) :

__________________

(١) في « م ، بن ، جد » والوافي والوسائل والكافي ، ح ٩٢٧ والتهذيب والاستبصار : ـ « قال ».

(٢) في الوسائل والتهذيب والاستبصار : « بأيّ الأرطال » بدل « بالأرطال ».

(٣) في الكافي ، ح ٩٢٧ : + « لهم ».

(٤) في الوسائل والتهذيب والاستبصار : « مكيال ».

(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة ، ضمن الحديث الطويل ٩٢٧ ، عن الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ ، عن سماعة بن مهران ، عن الكلبي النسّابة. وفي التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ، ح ٦٢٩ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ١٦ ، ح ٢٩ ، بسندهما عن الكليني الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٦ ، ح ٢٠١٩٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٠٣ ، ح ٥٢١.

(٦) هكذا في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل. وفي « ط ، ق ، بح ، بف ، جت » والمطبوع والوافي : + « عن غير واحد حضر معه ».

وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنّه مضافاً إلى تكرّر إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي جعفر عليه‌السلام وعدم ثبوت رواية أبي البلاد عن أبي جعفر عليه‌السلام بالتوسّط ، لا يستقيم المعنى مع هذه الزيادة ، كما لا يخفى. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ٣٤٧ ـ ٣٤٨ ؛ المحاسن ، ص ٢٠٢ ، ح ٤٢ ، ص ٢٦٦ ، ح ٣٤٧ ؛ كمال الدين ، ص ١٢٧ ، ح ١ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣٤ ، ح ٣.

(٧) في « ط » : + « أبي عبدالله أو ».

(٨) في الوسائل : ـ « لها ».

(٩) في « بن » : « فجاء ». وفي الوسائل : « فجاءت ».

(١٠) في « ن ، بح ، بف ، جت » وحاشية « م ، جد » : « مرس » بدل « من بسر ». وفي الوافي والوسائل : « مريس » بدلها. والبُسْر : التمر قبل أن يرطب لغضاضته. لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٨ ( بسر ).

(١١) في « بن » وحاشية « جت » والوسائل : « قلت ».

(١٢) في « بن » والوسائل : « لكن ».

(١٣) في « ط » : « العراق ».

(١٤) في « ط ، بح ، بن ، جت » والوافي والوسائل : ـ « له ».

٧٣٢

يَجْعَلُونَ فِيهِ الْقَعْوَةَ. قَالَ (١) : « وَمَا الْقَعْوَةُ؟ » قُلْتُ : الدَّاذِيُّ (٢) قَالَ (٣) : « وَمَا الدَّاذِيُّ (٤)؟ » فَقُلْتُ (٥) : ثُفْلُ (٦) التَّمْرِ ، قُلْتُ (٧) : يَضْرى بِهِ (٨) الْإِنَاءُ حَتّى يَهْدِرَ (٩) النَّبِيذُ (١٠) فَيَغْلِيَ (١١) ، ثُمَّ يُسْكِرَ (١٢) فَيُشْرَبُ (١٣)

فَقَالَ : « هذَا (١٤) حَرَامٌ ». (١٥)

١٢٣٢٤ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ (١٦) عليه‌السلام ، فَقُلْتُ لَهُ :

__________________

(١) في « ط » : + « فقال ».

(٢) في الوافي : « اللاذي ». و « الدازي » ، هو حبّ يطرح في النبيذ ، فيشتدّ حتّى يسكر. النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤٧ ( ديذ ).

(٣) في « ط ، ق ، بف » : « فقال ».

(٤) في الوافي : « اللاذي ».

(٥) في « م ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « قلت ».

(٦) الثفل ، مثل قفل : حثالة الشي‌ء ، وهو الثخين الذي يبقى أسفل الصافي. المصباح المنير ، ص ٨٢ ( ثفل ).

(٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « قال ». وفي الوافي والوسائل : ـ « قلت ».

(٨) في « بف » : + « في ». وفي الوافي : « يصرّي به ». والضري : اللطخ. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١١ ( ضرى ).

(٩) هدر الشراب يهدر هدراً وتهداراً ، أي غلى. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٥٢ ( هدر ).

(١٠) في « ط » : « فقال : يغلى التمر؟ قلت : نعم ويؤتى بالدازي فيطرح في ماء التمر المغليّ » بدل « فقلت : ثفل التمر ، قال : يضرى به الإناء حتّى يهدر النبيذ ».

(١١) في « ن ، بح ، بف » والوافي : « ويغلي ».

(١٢) في « بح ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل : « يسكن ».

(١٣) في « بح » : « ويشرب ».

(١٤) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « قال : ذاك ». وفي حاشية « بح » : « فقال : ذاك ».

(١٥) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٧ ، ح ٢٠١٩٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٢١٠٨.

(١٦) هكذا في « ط ». وفي « ق ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والمطبوع والوافي والوسائل والبحار : « أبي جعفر بن الرضا ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ هذا الخبر تفصيل الخبر المتقدّم المرويّ عن أبي جعفر عليه‌السلام المراد به أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‌السلام بقرينة رواية أبي البلاد عنه عليه‌السلام. لكنّ الظاهر أنّ في سند خبرنا هذا سقطاً وأنّ الراوي

٧٣٣

إِنِّي (١) أُرِيدُ أَنْ أُلْصِقَ بَطْنِي بِبَطْنِكَ.

فَقَالَ : « هاهُنَا يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ (٢) » وَكَشَفَ (٣) عَنْ بَطْنِهِ ، وَحَسَرْتُ عَنْ بَطْنِي ، وَأَلْزَقْتُ (٤) بَطْنِي بِبَطْنِهِ ، ثُمَّ أَجْلَسَنِي ، وَدَعَا بِطَبَقٍ فِيهِ زَبِيبٌ ، فَأَكَلْتُ (٥) ، ثُمَّ أَخَذَ (٦) فِي الْحَدِيثِ ، فَشَكَا إِلَيَّ مَعِدَتَهُ ، وَعَطِشْتُ ، فَاسْتَقَيْتُ (٧) مَاءً (٨) ، فَقَالَ : « يَا جَارِيَةُ اسْقِيهِ مِنْ نَبِيذِي » فَجَاءَتْنِي بِنَبِيذٍ (٩) مَرِيسٍ (١٠) فِي قَدَحٍ مِنْ صُفْرٍ ، فَشَرِبْتُهُ ، فَوَجَدْتُهُ (١١) أَحْلى مِنَ الْعَسَلِ ، فَقُلْتُ لَهُ : هذَا الَّذِي أَفْسَدَ مَعِدَتَكَ.

قَالَ : فَقَالَ لِي : « هذَا تَمْرٌ (١٢) مِنْ صَدَقَةِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١٣) يُؤْخَذُ (١٤) غُدْوَةً ، فَيُصَبُّ (١٥) عَلَيْهِ الْمَاءُ ، فَتَمْرُسُهُ الْجَارِيَةُ ، وَأَشْرَبُهُ (١٦) عَلى أَثَرِ الطَّعَامِ (١٧) وَسَائِرَ (١٨) نَهَارِي (١٩) ، فَإِذَا كَانَ‌

__________________

عن المعصوم في هذا الخبر أيضاً هو أبو البلاد كما يدلّ عليه قوله عليه‌السلام : « يا أبا إسماعيل » وأبو إسماعيل كنية أبي البلاد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٢ ، الرقم ٣٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٣١ ، الرقم ٤٩٢٦. فعليه يكون الصواب في السند إمّا « إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه » أو « إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه أبي البلاد ».

(١) في « ط » : ـ « إنّي ».

(٢) في « ط ، ق » : « ما هذا يا إسماعيل » بدل « هاهنا يا أبا إسماعيل ».

(٣) في « م ، بن ، جد » والوسائل والبحار : « فكشف ».

(٤) في « م ، جد » وحاشية « جت » والوسائل والبحار : « وألصقت ».

(٥) في « ط » : « فأكل ».

(٦) في « م » : « أخذت ».

(٧) في « ط ، ق ، م ، ن ، بف ، بن ، جد » والوافي والوسائل والبحار : « فاستسقيت ». وفي « بح » : « فأسقيت ».

(٨) في « بن » والوسائل : ـ « ماء ».

(٩) في « جت » : « نبيذ ».

(١٠) في « ط ، بن » وحاشية « م ، جت ، جد » : « من بسر » بدل « مريس ». ويقال : مرست التمر وغيره في الماء ، إذا أنقعته ومرثته بيدك ، والمريس : التمر الممروس. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٧٧ ( مرس ).

(١١) في حاشية « جت » والوسائل : « فشربت » بدل « فشربته فوجدته ».

(١٢) في « ط ، ق » : ـ « تمر ».

(١٣) في « ط ، ق » : + « كان ».

(١٤) في « ط » : « يأخذه ».

(١٥) في « بح » : « فيصيب ».

(١٦) في « ط ، ق » : « ويشربه ». وفي « بن » والوسائل : « فأشربه ».

(١٧) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « طعامي ».

(١٨) في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافي والبحار : « لسائر » بدل « وسائر ».

(١٩) في « ط » : « أثر طعامه لسائر النهار » بدل « أثر الطعام وسائر نهاري ».

٧٣٤

اللَّيْلُ أَخَذَتْهُ (١) الْجَارِيَةُ ، فَسَقَتْهُ (٢) أَهْلَ الدَّارِ ، فَقُلْتُ (٣) لَهُ : إِنَّ (٤) أَهْلَ الْكُوفَةِ لَايَرْضَوْنَ بِهذَا ، فَقَالَ : « وَمَا نَبِيذُهُمْ؟ » قَالَ : قُلْتُ : يُؤْخَذُ التَّمْرُ فَيُنَقّى (٥) ، وَيُلْقى (٦) عَلَيْهِ الْقَعْوَةُ (٧) ، قَالَ : « وَمَا الْقَعْوَةُ (٨)؟ » قُلْتُ : الدَّاذِيُّ (٩) ، قَالَ : « وَمَا الدَّاذِيُّ » قُلْتُ : حَبٌّ يُؤْتى بِهِ مِنَ الْبَصْرَةِ ، فَيُلْقى (١٠) فِي هذَا النَّبِيذِ حَتّى يَغْلِيَ وَيُسْكِرَ (١١) ، ثُمَّ يُشْرَبُ (١٢)

فَقَالَ : « ذَاكَ (١٣) حَرَامٌ ». (١٤)

١٢٣٢٥ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

اسْتَأْذَنْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (١٥) ، فَسَأَلَهُ عَنِ النَّبِيذِ ، فَقَالَ : « حَلَالٌ ».

__________________

(١) في « بن » وحاشية « م ، بح ، جت » والوسائل والبحار : « أخرجته ».

(٢) في « بن » وحاشية « ن ، جت » والوسائل : « فأسقته ». وفي « ط ، ق » : + « لسائر ».

(٣) في « م ، بن ، جد » والوسائل : « قلت ».

(٤) في « بن » وحاشية « بح ، جت » والوسائل : « لكن ».

(٥) في « ق ، جت » : « فينتقى ». وفي « بف » : « فتنتقى ». وفي « بح » : « فيسقى ». وفي الوافي : « فيتنقّى ».

(٦) في « بف ، بن » والوسائل : « وتلقى ».

(٧) في « ط » : « ويجعل عليه الفقوة » بدل « ويلقى عليه القعوة ».

(٨) في « ط » : « الفقوة ».

(٩) في الوسائل : « الدادي ». وفي الوافي : « اللاذي » في الموضعين.

(١٠) في « م ، بن ، جد » والوسائل : « يلقى ».

(١١) في « بن » وحاشية « بح ، جت » والوسائل والبحار : « ويسكن ».

(١٢) في « بح » : « فيشرب ».

(١٣) في « م ، بح ، بن ، جد » : « ذلك ». وفي « ط » : « هذا ».

(١٤) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٧ ، ح ٢٠١٩٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٤ ، ح ٣٢١١٠ ؛ البحار ، ج ٥٠ ، ص ١٠١ ، ح ١٣.

(١٥) هكذا في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » والوسائل والكافي ، ح ١٢٢٩٦. وفي « ط ، ق ، بح ، بف » والمطبوع : « استأذنت على أبي عبد الله عليه‌السلام لبعض أصحابنا ». وتقدّم تفصيل الخبر في ، ح ١٢٢٩٦ وفيه أيضاً كما أثبتناه.

٧٣٥

فَقَالَ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنَّمَا سَأَلْتُ (١) عَنِ النَّبِيذِ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ (٢) الْعَكَرُ (٣) ، فَيَغْلِي حَتّى (٤) يُسْكِرَ (٥)

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ». (٦)

١٢٣٢٦ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ جَمِيعاً ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَبِيهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَدِمَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنَ الْيَمَنِ قَوْمٌ (٧) ، فَسَأَلُوهُ عَنْ مَعَالِمِ دِينِهِمْ ، فَأَجَابَهُمْ ، فَخَرَجَ (٨) الْقَوْمُ بِأَجْمَعِهِمْ ، فَلَمَّا سَارُوا مَرْحَلَةً قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : نَسِينَا (٩) أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَمَّا (١٠) هُوَ أَهَمُّ إِلَيْنَا.

ثُمَّ نَزَلَ الْقَوْمُ ، ثُمَّ بَعَثُوا (١١) وَفْداً لَهُمْ ، فَأَتَى الْوَفْدُ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ الْقَوْمَ (١٢) بَعَثُوا بِنَا إِلَيْكَ يَسْأَلُونَكَ (١٣) عَنِ النَّبِيذِ.

فَقَالَ (١٤) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وَمَا النَّبِيذُ؟ صِفُوهُ لِي.

فَقَالُوا (١٥) : يُؤْخَذُ مِنَ (١٦) التَّمْرِ ، فَيُنْبَذُ فِي إِنَاءٍ ، ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ حَتّى يَمْتَلِئَ ،

__________________

(١) في الوسائل والكافي ، ح ١٢٢٩٦ : « سألتك ».

(٢) في « جت » : « فيها ».

(٣) قد تقدّم معنى « العكر » ذيل ح ١٢٣٢١.

(٤) في « م ، بن ، جد » والوسائل : « ثمّ ».

(٥) في « بح ، بن ، جت » والوافي والوسائل : « يسكن ».

(٦) الكافي ، كتاب الأشربة ، باب أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرّم كلّ مسكر قليله وكثيره ، صدر ح ١٢٢٩٦ الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٩ ، ح ٢٠١٩٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٥ ، ح ٣٢١١٢.

(٧) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « وفد من اليمن » بدل « من اليمن قدم ».

(٨) في « م ، بن ، جد » : « وخرج ».

(٩) في « ط ، ق ، ن ، بف ، جت » والوافي : « انسينا ».

(١٠) في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » : « ما ».

(١١) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « وبعثوا ».

(١٢) في « جت » : + « قد ».

(١٣) في « بن » وحاشية « جت » : « يسألون ».

(١٤) في « بن ، جد » : « قال » وفي الوسائل : + « لهم ».

(١٥) في « م ، جد » : « قالوا ». وفي « بن » والوسائل : « قال ».

(١٦) في الوسائل : ـ « من ».

٧٣٦

ويُوقَد (١) تَحْتَهُ حَتّى يَنْطَبِخَ ، فَإِذَا انْطَبَخَ (٢) أَخَذُوهُ (٣) ، فَأَلْقَوْهُ (٤) فِي إِنَاءٍ آخَرَ (٥) ، ثُمَّ صَبُّوا عَلَيْهِ مَاءً ، ثُمَّ يُمْرَسُ (٦) ، ثُمَّ صَفَّوْهُ بِثَوْبٍ (٧) ، ثُمَّ يُلْقى (٨) فِي إِنَاءٍ ، ثُمَّ يُصَبُّ (٩) عَلَيْهِ مِنْ عَكَرِ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، ثُمَّ يَهْدِرُ (١٠) وَيَغْلِي (١١) ، ثُمَّ يَسْكُنُ (١٢) عَلى عَكَرَةٍ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا هذَا (١٣) قَدْ أَكْثَرْتَ (١٤) ، أَفَيُسْكِرُ (١٥)؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَكُلُّ (١٦) مُسْكِرٍ حَرَامٌ ».

قَالَ : « فَخَرَجَ الْوَفْدُ حَتّى انْتَهَوْا إِلى أَصْحَابِهِمْ ، فَأَخْبَرُوهُمْ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ الْقَوْمُ : ارْجِعُوا بِنَا إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حَتّى نَسْأَلَهُ عَنْهَا شِفَاهاً ، وَلَا يَكُونَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سَفِيرٌ (١٧)

فَرَجَعَ الْقَوْمُ جَمِيعاً (١٨) ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ دَوِّيَّةٌ (١٩) ، وَنَحْنُ قَوْمٌ‌

__________________

(١) في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « ثمّ يوقد ».

(٢) في « ط » : « ينضح وإذا نضح » بدل « ينطبخ فإذا انطبخ ».

(٣) في « م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، بف ، جت » والوسائل : « أخرجوه ».

(٤) في « ط ، ق » : « وألقوه ».

(٥) في « بن » والوسائل : ـ « آخر ».

(٦) في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « مرس ».

(٧) في « بح » : « ثمّ يثوب » بدل « بثوب ».

(٨) في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « ألقى ».

(٩) في « ط ، م ، بن » وحاشية « جت » والوسائل : « صبّ ».

(١٠) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « هدر ».

(١١) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « وغلى ».

(١٢) في « م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « سكن ». وفي « ط » : « يسكر ».

(١٣) في « ط » : ـ « يا هذا ».

(١٤) في الوسائل+ « عليَّ ».

(١٥) في « ط » : + « هو ».

(١٦) في « ط » : « كلّ ». وفي الوسائل : « فقال : كلّ » بدل « قال : فكلّ ».

(١٧) في الوسائل : ـ « فخرج الوفد » إلى قوله : « بيننا وبينه سفير ».

(١٨) في الوسائل : ـ « جميعاً ».

(١٩) الدوّ : الصحراء التي لا نبات بها ، والدوّيّة منسوبة إليها. النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤٣ ( دوا ).

٧٣٧

نَعْمَلُ (١) الزَّرْعَ (٢) ، وَلَا نَقْوى (٣) عَلَى الْعَمَلِ (٤) إِلاَّ بِالنَّبِيذِ.

فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥) : صِفُوهُ لِي ، فَوَصَفُوهُ لَهُ (٦) ، كَمَا وَصَفَ (٧) أَصْحَابُهُمْ.

فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَفَيُسْكِرُ (٨)؟ فَقَالُوا (٩) : نَعَمْ ، فَقَالَ (١٠) : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَ شَارِبَ كُلِّ (١١) مُسْكِرٍ مِنْ طِينَةِ خَبَالٍ ، أَفَتَدْرُونَ (١٢) مَا طِينَةُ خَبَالٍ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ ». (١٣)

٢٥ ـ بَابُ الظُّرُوفِ‌

١٢٣٢٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ نَبِيذٍ قَدْ سَكَنَ غَلَيَانُهُ؟

__________________

(١) في « بح » : « نزرع ».

(٢) في « م ، جد » : « الزروع ».

(٣) في « بح » : « ولا يقوى ».

(٤) في الوسائل : « ذلك ».

(٥) في الوسائل : ـ « لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٦) في « ط ، ق ، ن ، بف ، بن » والوسائل : ـ « له ».

(٧) في « م ، بن ، جت ، جد » وحاشية « بح » : « وصفه ». وفي « بح » : « وصفوه ».

(٨) في « بح » : والوسائل : « فيسكر » من دون همزة الاستفهام. وفي « ط » : « أيسكر ».

(٩) في « بن ، جد » والوسائل : « قالوا ».

(١٠) في « ق ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل : « قال ».

(١١) في الوسائل : « كلّ شارب » بدل « شارب كلّ ».

(١٢) في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « أتدرون ».

(١٣) راجع : الكافي ، كتاب الأشربة ، باب شارب الخمر ، ح ١٢٢٣٣ ؛ وباب آخر منه ، ح ١٢٢٥٢ ؛ وباب أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرّم كلّ مسكر قليله وكثيره ، ح ١٢٢٨٦ و ١٢٢٨٨ ؛ وباب الفقّاع ، ح ١٢٣٦١ الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٤٩ ، ح ٢٠٢٠٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٥ ، ح ٣٢١١٣.

٧٣٨

فَقَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنِ الظُّرُوفِ (١)؟

فَقَالَ : « نَهى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ (٢) وَالمُزَفَّتِ (٣) ، وَزِدْتُمْ أَنْتُمُ الْحَنْتَمَ (٤) ـ يَعْنِي (٥) الْغَضَارَ (٦) ـ وَالْمُزَفَّتُ يَعْنِي الزِّفْتَ الَّذِي يَكُونُ (٧) فِي الزِّقِّ (٨) ، وَيُصَبُّ (٩) فِي الْخَوَابِي (١٠) لِيَكُونَ (١١) أَجْوَدَ لِلْخَمْرِ (١٢) ».

__________________

(١) في التهذيب ، ج ١ : ـ « فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كلّ مسكر حرام ، قال : وسألته عن الظروف ».

(٢) قال ابن الأثير : « الدبّاء : القرع ، واحدها دبّاءة ، كانوا ينتبذون فيها فشرع الشدّة في الشراب. وتحريم الانتباذفي هذه الظروف كان في صدر الإسلام ثمّ نسخ ، وهو المذهب. وذهب مالك وأحمد إلى بقاء التحريم ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٩٦ ( دبب ).

(٣) « المزفّت » : المطلّية بالزفت ، وهو القير ، أو القطران ، وهو دهن. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٥٣ ( زفت ).

(٤) قال ابن الأثير : « الحنتم : جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ، ثمّ اتّسع فيها فقيل للخزف كلّه حنتم ، واحدتها حنتمة وإنّما نهي عن الانتباذ فيها لأنّها تسرع الشدّة فيها لأجل دهنها ، وقيل : لأنّها كانت تعمل من طين يعجن بالدم والشعر ، فنهي عنها ليمتنع من عملها. والأوّل أوجه ». النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣١ ( حنتم ).

وفي مرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٢٨٠ : « ويمكن حمل الحنتم هنا على المدهون وفيما سيأتي في خبر أبي الربيع على غيره ؛ للجمع بينهما ، لكنّ الظاهر من هذا الخبر غير المدهون ، ومن خبر أبي الربيع المدهون ، والنهي عن المزفّت أيضاً خلاف المشهور ، ويمكن حمل البعض على الكراهة أو التقيّة ».

(٥) في التهذيب : ـ « الحنتم يعني ».

(٦) في « بح » : « القصار ». وفي « ط » : « وجوار الختم يعنى العصير » بدل « وزدتم أنتم يعني الغضار ». والغضارة : الطين اللازب الأخضر الحرّ ، كالغضار. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٩ ( غضر ).

(٧) في « بن » والوسائل ، ج ٢٥ : ـ « يكون ».

(٨) « الزِّقّ » بالكسر : السقاء أو جلد يجزّ ولا ينتف للشراب وغيره. انظر : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٩١ ( زقق ).

(٩) في « بن » والوسائل ، ج ٢٥ : « ويصير ».

(١٠) « الخوابي » : جمع خابية وهي الحُبّ. الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٦ ( خبأ ) ؛ وج ٦ ، ص ٢٣٢٥ ( خبا ).

(١١) في الوسائل : « يكون ».

(١٢) في « بن ، جت » والوسائل : « للخمرة ». وفي الوافي : « كأنّ متعلّق النهي إنّما هو الانتباذ فيها ؛ لأنّه إذا جعل فيها النبيذ صار مسكراً لتلطّخها بالدهن ، أو النبيذ السابق المتغيّر لا مطلق استعمالها ».

٧٣٩

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْجِرَارِ الْخُضْرِ (١) وَالرَّصَاصِ ، فَقَالَ : « لَا بَأْسَ بِهَا (٢) ». (٣)

١٢٣٢٨ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٤) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ (٥) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَنَّهُ مَنَعَ مِمَّا يُسْكِرُ مِنَ الشَّرَابِ كُلِّهِ ، وَمَنَعَ النَّقِيرَ (٦) وَنَبِيذَ‌

__________________

(١) في الوافي : « المراد بالجرار الخضر التي نفي البأس عنها مالا يكون مدهوناً أو يكون صقيلاً لا ينفذ الشراب فيه لئلاّ يخالف آخر الحديث أوّله ؛ أو يكون المراد بالحنتم المنهيّ عنه ماعجن بالدم والشعر ، وبالجرار الخضر المنفيّ عنها البأس مالم يعجن بهما ؛ أو لا يكون الحنتم داخلاً تحت النهي مطلقاً ، كما دلّ عليه قوله عليه‌السلام : « وزدتم أنتم الحنتم » إلاّ أنّ هذا التأويل الأخير ينافي ما يأتي من النهي عنه ، وعلى التقادير لا يخلو إطلاق قوله : وسألته عن الجرار الخضر من حزازة ، ولا قوله : زدتم أنتم الحنتم معه من إشكال ».

(٢) في مرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٢٧٩ : « يدلّ على عدم جواز استعمال بعض الظروف إذا كان فيها الخمر أو النبيذ ، وقد اختلف الأصحاب ، قال في الشرائع : أواني الخمر الخشب والقرع والخزف غير المغضور لا يجوز استعمالها ، لاستبعاد تخليصه ، والأقرب الجواز بعد إزالة عين النجاسة ، وغسلها ثلاثاً.

وقال في النهاية : يستعمل من أواني الخمر ما كان مقيّراً أو مدهوناً بعد غسله.

وقال في المسالك : القول بالمنع مطلقاً للشيخ في النهاية ؛ لرواية أبي الربيع وصحيحة محمّد بن مسلم ، وكان القول بطهارة الإناء المذكور من الخمر إذا غسل ونفذ الماء إلى ما نفذت الخمر فيه أقوى.

وقال في المدارك : المراد بالدهن الذي يقوّيه ويمنع نفوذ الخمر في مسامّه كالدهن الأخضر ، والحكم بطهارة ما هذا شأنه بالغسل وجواز استعماله بعد ذلك في المائع والجامد ثابت بإجماع العلماء ».

(٣) التهذيب ، ج ١ ، ص ٢٨٣ ، ح ٨٢٩ ، بسنده عن الكليني ، إلى قوله : « ليكون أجود للخمر ». التهذيب ، ج ٩ ، ص ١١٥ ، ح ٥٠٠ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد. راجع : الكافي ، كتاب الأشربة ، باب أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرّم كلّ مسكر قليله وكثيره ، ح ١٢٢٨٦ و ١٢٢٨٨ و ١٢٢٩١ ؛ وباب الفقّاع ، ح ١٢٣٦١ الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٦٧٩ ، ح ٢٠٢٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٤٩٥ ، ح ٤٢٧٤ ؛ وج ٢٥ ، ص ٣٥٧ ، ح ٣٢١١٦.

(٤) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٥) في الوسائل : ـ « عن النضر بن سويد ». وروى أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد كتاب القاسم بن سليمان وتكرّر هذا الارتباط في كثيرٍ من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣١٤ ، الرقم ٨٥٨ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٣٧٢ ، الرقم ٥٨٠.

(٦) قال ابن الأثير : « وفيه : أنّه نهى عن النقير والمزفّت. النقير : أصل النخلة تنقر وسطه ، ثمّ ينبذ فيه التمر ، ويلقى‌عليه الماء ليصير نبيذاً مسكراً. والنهي واقع على ما يعمل فيه ، لا على اتّخاذ النقير ، فيكون على حذف المضاف ، تقديره : عن نبيذ النقير ، وهو فعيل بمعنى مفعول ». النهاية ، ج ٥ ، ص ١٠٤ ( نقر ).

٧٤٠