الكافي - ج ١٢

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١٢

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-418-6
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٨١٣

لِأَخِيهِ فِي أَكْلِهِ (١) ».

قَالَ : فَأَقْبَلْنَا نُغِصُّ أَنْفُسَنَا كَمَا تَغَصُّ الْإِبِلُ (٢) (٣)

٣٣ ـ بَابٌ آخَرُ (٤) فِي التَّقْدِيرِ وَأَنَّ الطَّعَامَ لَاحِسَابَ لَهُ (٥)

١١٦٠٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (٦) ، قَالَ :

كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (٧) عليه‌السلام رُبَّمَا أَطْعَمَنَا الْفَرَانِيَّ (٨)

__________________

(١) هكذا في « ق ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت » والوافي والوسائل والبحار والمحاسن. وفي « ط » : « بأكله » بدل « في أكله ». وفي المطبوع : + « [ عنده ] ».

(٢) في « ط ، م ، بح » وحاشية « جت » : « نضفر أنفسنا كما تضفر الإبل ». وفي « بخ ، بف » : « نغضّ أنفسنا كما يغضّ الإبل ». وفي الوسائل : « نضفز أنفسنا كما نضفز الإبل ». وفي المحاسن : « نصعر أنفسنا كما نصعر الإبل ». وفي الوافي : « نفص أنفسنا كما تفص الإبل » وقال في معناه : « نفص أنفسنا ـ بالفاء والمهملة ـ : ينتزع بعضنا من بعض ».

وقال ابن الأثير : « غصصت بالماء أغصّ غصصاً فأنا غاصّ وغصَّان : إذا شرقت به أو وقف في حلقك فلم تكد تسيغه ». النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٧٠ ( غصص ).

وفي مرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٨٦ : « وفي بعض النسخ « نعضّ » بالضاد المعجمة ، وهو من غصّ عليه بالنواجذ ، أي استمسكه ، وفي بعضها وفي المحاسن : « تضفز أنفسنا كما تضفز الإبل » ـ بالضاد المعجمة والفاء والزاي ـ وهو أظهر. وقال في النهاية : يقال : ضفزت البصير إذا علفته الضفائز ، وهي اللقم الكبار ، الواحدة ضفيزة ». وانظر : النهاية ، ج ٣ ، ص ٩٤ ( ضفز ).

(٣) المحاسن ، ص ٤١٣ ، كتاب المآكل ، ح ١٦٢ ، عن الوشاء ، عن يونس بن ربيع ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٣ ، ح ١٩٩٣٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٨٥ ، ح ٣٠٥٥٧ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٠ ، ح ٤٧.

(٤) في « م ، جد » : ـ « آخر ».

(٥) في « ق ، م ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « به ». وفي « ط » : « باب نوادر » بدل « باب آخر في التقدير وأنّ الطعام لا حساب له ».

(٦) في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « بح » والوسائل والمحاسن : « أصحابه ». وفي « ط » : + « أنّه ».

(٧) في « ط » : « إنّ أبا عبدالله ».

(٨) « الفرانيّ » : جمع الفُرْنِيّ ، وهو خبز غليظ مستدير ، أو خبزة مصعنبة ـ أي محدّدة الرأس ـ مضمومة

٣٢١

وَالْأَخْبِصَةَ (١) ، ثُمَّ يُطْعِمُ (٢) الْخُبْزَ وَالزَّيْتَ ، فَقِيلَ لَهُ : لَوْ دَبَّرْتَ أَمْرَكَ حَتّى تَعْتَدِلَ (٣)

فَقَالَ : « إِنَّمَا نَتَدَبَّرُ بِأَمْرِ (٤) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِذَا (٥) وَسَّعَ (٦) عَلَيْنَا وَسَّعْنَا ، وَإِذَا قَتَّرَ عَلَيْنَا (٧) قَتَّرْنَا ». (٨)

١١٦٠٨ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ (٩) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ (١٠) لَايُحَاسَبُ عَلَيْهِنَّ (١١) الْمُؤْمِنُ : طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ، وَثَوْبٌ يَلْبَسُهُ ، وَزَوْجَةٌ صَالِحَةٌ تُعَاوِنُهُ وَ (١٢) يُحْصِنُ بِهَا فَرْجَهُ ». (١٣)

١١٦٠٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ (١٤) :

__________________

الجوانب إلى الوسط تشوى ، ثمّ تروّى سمناً ولبناً وسكّراً. واحدته : فرنية. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٠٤ ( فرن ).

(١) « الأخبصة » : جمع الخبيص ، وهو طعام معمول من التمر والسمن ، وحلواء معروف يخبص ـ أي يخلط ـ بعضه في بعض ، والخبيصة أخصّ منه. تاج العروس ، ج ٩ ، ص ٢٦٥ ( خبص ).

(٢) في الوسائل : « أطعمنا ».

(٣) في « م ، بن ، جد » والوافي والوسائل والمحاسن : « حتّى يعتدل ».

(٤) في « بح » : « يتدبّر بأمر ». وفي « ط » والمحاسن : « تدبيرنا من ».

(٥) في « م ، بن ، جد » والوسائل والمحاسن : « إذا ».

(٦) في « ق » وحاشية « بف » : « اوسع ». وفي المحاسن : « أوسع الله ».

(٧) في « ط ، بن » والوسائل والمحاسن : ـ « علينا ».

(٨) المحاسن ، ص ٤٠٠ ، كتاب المآكل ، ح ٨٤ ، عن ابن فضّال الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٥١ ، ح ١٩٩٩٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٩٦ ، ح ٣٠٥٩٤ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢٢ ، ح ٢٣.

(٩) في « ط » : « الحسن بن محبوب ».

(١٠) في الوسائل : ـ « أشياء ».

(١١) في « بح » وحاشية « جت » : « عليها ».

(١٢) في « ط » : ـ « تعاونه و ».

(١٣) التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٠١ ، ح ١٥٩٩ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ؛ المحاسن ، ص ٣٩٩ ، كتاب المآكل ، ح ٨٠ ، عن ابن محبوب. الخصال ، ص ٨٠ ، باب الثلاثة ، ح ٢ ، بسنده عن الحلبي الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٥ ، ح ١٩٩٣٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٩٧ ، ح ٣٠٥٩٦.

(١٤) في « ق ، بف » وحاشية « جت » : + « قال ».

٣٢٢

كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام جَمَاعَةً ، فَدَعَا (١) بِطَعَامٍ مَا لَنَا عَهْدٌ بِمِثْلِهِ لَذَاذَةً وَطِيباً (٢) ، وَأُوتِينَا (٣) بِتَمْرٍ نَنْظُرُ (٤) فِيهِ إِلى (٥) وُجُوهِنَا (٦) مِنْ صَفَائِهِ وَحُسْنِهِ (٧) ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَتُسْأَلُنَّ (٨) عَنْ هذَا النَّعِيمِ الَّذِي نُعِّمْتُمْ بِهِ (٩) عِنْدَ ابْنِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ (١٠) اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَكْرَمُ وَأَجَلُّ مِنْ (١١) أَنْ يُطْعِمَكُمْ (١٢) طَعَاماً ، فَيُسَوِّغَكُمُوهُ ، ثُمَّ يَسْأَلَكُمْ عَنْهُ (١٣) ، وَلكِنْ (١٤) يَسْأَلُكُمْ عَمَّا (١٥) أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ (١٦) مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». (١٧)

١١٦١٠ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَيْسَ فِي الطَّعَامِ سَرَفٌ (١٨) ». (١٩)

١١٦١١ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ

__________________

(١) في الوسائل : « فاتينا ». (٢) في المحاسن : + « حتّى تملّينا ».

(٣) في الوسائل والمحاسن : « واتينا ». (٤) في المحاسن : « ينظر ».

(٥) في « ق ، م ، ن ، بف ، جت ، جد » والوافي : ـ « إلى ».

(٦) في « ق ، ن ، بف ، جت » : « أوجهنا ». (٧) في « ط » : ـ « وحسنه ».

(٨) في « ق ، بح » : « لنسألنّ ». وفي المحاسن : + « يومئذٍ عن النعيم ».

(٩) في « ط » والمحاسن : ـ « به ».

(١٠) في « ط ، جد » والوسائل والبحار والمحاسن : ـ « إنّ ».

(١١) في « بح » : ـ « من ».

(١٢) في « ط » : « أن يطعم ».

(١٣) في « بح ، بف » والوافي : + « أو قال : يسألكم عنه ». وفي « ق » : + « أو يسألكم عنه ».

(١٤) في المحاسن : « ولكنّه ».

(١٥) في المحاسن : ـ « يسألكم عمّا ».

(١٦) في « ق ، ن ، بح ، جت » : « وبآل ».

(١٧) المحاسن ، ص ٤٠٠ ، كتاب المآكل ، ح ٨٣ ، عن عثمان بن عيسى ، وبسند آخر أيضاً عن أبي عبد الله عليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٥ ، ح ١٩٩٣٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٩٦ ، ح ٣٠٥٩٥ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٠ ، ح ٤٨.

(١٨) في « ط » : « شرف ».

(١٩) المحاسن ، ص ٣٩٩ ، كتاب المآكل ، ح ٧٩ ، بسنده عن ابن أبي عمير. الخصال ، ص ٩٣ ، باب الثلاثة ، ذيل ح ٣٧ الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٩٩٤١ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٩٦ ، ح ٣٠٥٩٣.

٣٢٣

الْجَوْهَرِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرِيزٍ (١) ، عَنْ مُنْذِرٍ الصَّيْرَفِيِّ (٢) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَدَعَا بِالْغَدَاءِ (٣) ، فَأَكَلْتُ مَعَهُ طَعَاماً مَا أَكَلْتُ طَعَاماً قَطُّ (٤) أَنْظَفَ مِنْهُ وَلَا أَطْيَبَ (٥) ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الطَّعَامِ قَالَ : « يَا أَبَا خَالِدٍ (٦) ، كَيْفَ رَأَيْتَ طَعَامَكَ؟ » أَوْ قَالَ (٧) : « طَعَامَنَا؟ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا رَأَيْتُ أَطْيَبَ مِنْهُ (٨) وَلَا أَنْظَفَ (٩) قَطُّ (١٠) ، وَلكِنِّي ذَكَرْتُ الْآيَةَ الَّتِي (١١) فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (١٢)

فَقَالَ (١٣) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « لَا (١٤) ، إِنَّمَا تُسْأَلُونَ (١٥) عَمَّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ (١٦) ». (١٧)

__________________

(١) في « جت » : « جرير ».

(٢) هكذا في « ط ، ق ، م ، ن ، بن ، جت ، جد » وحاشية « بح » والوسائل والبحار. وفي « بح ، بف » والمطبوع والوافي : « سدير الصيرفي ».

والخبر رواه البرقي في المحاسن ، ج ٢ ، ص ٣٩٩ ، ح ٨٢ ، عن أبيه عن القاسم بن محمّد الجوهري عن الحارث بن حريز عن منذر الصيرفي.

(٣) في « ط » : « بالطعام غداء ».

(٤) في المحاسن : « قطّ طعاماً » بدل « طعاماً قطّ ».

(٥) في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « أطيب منه ولا أنظف » وفي المحاسن : + « منه ».

(٦) في الوسائل : ـ « يا أبا خالد ». وفي المحاسن : « يا با خالد ».

(٧) في « ط ، م ، بن ، جد » والوسائل والمحاسن : ـ « طعامك أو قال ».

(٨) في « ق ، ن » والوافي : + « قط ».

(٩) في « بف » : ـ « ولا أنظف ».

(١٠) في « ق ، ن » والوافي : ـ « قطّ ». وفي « ط ، م ، بن ، جد » والوسائل والمحاسن : « أنظف منه قطّ ولا أطيب » بدل « أطيب منه ولا أنظف ». وفي حاشية « جت » : « أنظف منه ولا أطيب » بدلها. وفي البحار : « قطّ ولا أنظف » بدل « ولا أنظف قطّ ».

(١١) في الوسائل والبحار : ـ « التي ».

(١٢) التكاثر (١٠٢) : ٨.

(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والمحاسن. وفي المطبوع : « قال ».

(١٤) في « بح » والوسائل والبحار : ـ « لا ».

(١٥) في « ن ، بف ، جت » : « يسألكم ».

(١٦) قال الطبرسي قدس‌سره : « ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال مقاتل : يعني كفّار مكّة ، كانوا في الدنيا في الخير والنعمة ، فيسألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه ، إذ لم يشكروا ربّ النعيم ، حيث عبدوا غيره وأشركوا به ، ثمّ يعذّبون على ترك الشكر ، وهذا قول الحسن ، قال : لا يسأل عن النعيم إلاّأهل النار. وقال الأكثرون : إنّ

٣٢٤

١١٦١٢ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ‌ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ ، قَالَ :

قَالَ (١) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اعْمَلْ طَعَاماً ، وَتَنَوَّقْ (٢) فِيهِ ، وَادْعُ عَلَيْهِ أَصْحَابَكَ ». (٣)

٣٤ ـ بَابُ الْوَلَائِمِ‌

١١٦١٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

__________________

المعنى : ثمّ لتسألنّ يا معشر المكلّفين عن النعيم. قال قتادة : إنّ الله سائل كلّ ذي نعمة عمّا أنعم عليه. وقيل : عن النعيم في المأكل والمشرب وغيرها من الملاذّ ؛ عن سعيد بن جبير. وقيل : النعيم : الصحّة والفراغ ؛ عن عكرمة ، ويعضده ما رواه ابن عبّاس عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحّة والفراغ ». وقيل : هو الأمن والصحّة ؛ عن عبد الله بن مسعود ومجاهد ، وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه‌السلام. وقيل : يسأل عن كلّ نعيم إلاّما خصّه الحديث ، وهو قوله : ثلاث لا يسأل عنها العبد : خرقة يواري بها عورته ، أو كسرة يسدّ بها جوعته ، أو بيت يكنّه من الحرّ والبرد. وروي أنّ بعض الصحابة أضاف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع جماعة من أصحابه ، فوجدوا عنده تمراً وماءً بارداً فأكلوا ، فلمّا خرجوا قال : هذا من النعيم الذي تسألون عنه

وروى العيّاشي بإسناده في حديث طويل ، قال : سأل أبو حنيفة أبا عبدالله عليه‌السلام عن هذه الآية ، فقال له : ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال : القوت من الطعام والماء البارد ، فقال : لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتّى يسألك عن كلّ أكلة أكلتها ، وشربة شربتها ، ليطولنّ وقوفك بين يديه. قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال : نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد ، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين ، وبنا ألّف الله بين قلوبهم ، وجعلهم إخواناً بعد أن كانوا أعداءً ، وبنا هداهم الله للإسلام ، وهي النعمة التي لا تنقطع ، والله سائلهم عن حقّ النعيم الذي أنعم به عليهم ، وهو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعترته ». مجمع البيان ، ح ١٠ ، ص ٤٣٢ ـ ٤٣٣.

(٣٦) المحاسن ، ص ٣٩٩ ، كتاب المآكل ، ح ٨٢ الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٩٩٤٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٩٧ ، ح ٣٠٥٩٧.

(١) في « جد » : ـ « قال ». وفي « ط » والمحاسن : + « لي ».

(٢) في الوافي : « التنوّق في المطعم والملبس : المبالغة في الجودة فيهما ». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٢٨ ( نوق ).

(٣) المحاسن ، ص ٤١٠ ، كتاب المآكل ، ح ١٣٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٩٩٤٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٩٩ ، ح ٣٠٦٠٠.

٣٢٥

أَوْلَمَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى (١) عليه‌السلام وَلِيمَةً (٢) عَلى بَعْضِ وُلْدِهِ ، فَأَطْعَمَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ الْفَالُوذَجَاتِ فِي الْجِفَانِ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْأَزِقَّةِ ، فَعَابَهُ بِذلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، فَبَلَغَه عليه‌السلام ذلِكَ ، فَقَالَ : « مَا آتَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِهِ شَيْئاً إِلاَّ وَقَدْ آتى (٣) مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِثْلَهُ (٤) ، وَزَادَهُ (٥) مَا لَمْ يُؤْتِهِمْ ، قَالَ (٦) لِسُلَيْمَانَ عليه‌السلام : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٧) وَقَالَ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (٨) ». (٩)

١١٦١٤ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (١٠) ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ (١١) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَنَّهُ (١٢) قَالَ : « لَا تَجِبُ الدَّعْوَةُ (١٣) إِلاَّ فِي أَرْبَعٍ :

__________________

(١) في « ط ، بح ، جت » : ـ « موسى ».

(٢) في « ط » والبحار : ـ « وليمة ».

(٣) في الوسائل : « أتاه ».

(٤) في « جد » : « ومثله ». وفي « ط » والوسائل : ـ « مثله ».

(٥) في « جد » : « زاده » بدون الواو. وفي « بح » : + « فيهم ».

(٦) في « ط » : « فقال ».

(٧) ص (٣٨) : ٣٩.

(٨) الحشر (٥٩) : ٧.

وفي الوافي : « الجفنة ـ بالجيم والفاء ـ : القصعة ، أراد عليه‌السلام كما أنّه تعالى أعطى سليمان عليه‌السلام التوسعة والتخيير في إعطاء ما أنعم به عليه وإمساكه ، كذلك أعطى محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التوسعة والتخيير في أن يأمر بما شاء وينهى عمّا شاء وإن كان كلّ منهما إنّما يفعل ما يفعل بوحي الله وإلهامه ، فإنّه لا ينافي ذلك ؛ لموافقة إرادتهما إرادة الله تعالى في كلّ شي‌ء ، وأيضاً فإنّ الوحي بالأمر الكلّي وحي بكلّ جزئي منه. ثمّ إنّ إطعام الإمام عليه‌السلام على النحو المذكور ليس ممّا نهاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنه فيكون مباحاً ، أو هو من جملة ما أتاه فيكون سنّة فلا عيب فيه. ويحتمل أن يكون المراد : يجب عليكم متابعتنا والأخذ بأوامرنا ونواهينا كما يجب عليكم متابعة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأخذ بأوامره ونواهيه ، وليس لكم أن تعيبوا علينا أفعالنا لأنّا أوصياؤه ونوّابه وإرادتنا مستهلكة في إرادة الله سبحانه كإرادته ، وإنّما أبهم ذلك وأجمله لمكان التقيّة ».

(٩) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٧ ، ح ١٩٩٤٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٧ ، ح ٣٠٦٢٢ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ١١٠ ، ح ١٢.

(١٠) السند معلّق على سابقه. والراوي عن أحمد بن محمّد هو محمّد بن يحيى.

(١١) في « ط » : ـ « بن أبي مسروق ».

(١٢) في « بح ، جت ، بن » والوسائل : « قال ». وفي « ط ، م ، بف ، جد » والوافي : ـ « أنّه ».

(١٣) في الوافي : « الصواب أن يجعل قوله عليه‌السلام : « لا تجب الدعوة » من الوجوب لا من الإجابة ، يعني لم يثبت في السنّة دعاء الناس إلى طعام وجمع جمّ غفير لذلك إلاّفي هذه الأربع أو الخمس ، أو لم يتأكّد استحباب ذلك إلاّفيها ،

٣٢٦

الْعُرْسِ (١) ، وَالْخُرْسِ (٢) ، وَالْإِيَابِ (٣) ، وَالْإِعْذَارِ (٤) ». (٥)

١١٦١٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الْوَلِيمَةُ فِي أَرْبَعٍ : الْعُرْسِ ، وَالْخُرْسِ وَهُوَ الْمَوْلُودُ يُعَقُّ عَنْهُ وَيُطْعَمُ ، وَالْإِعْذَارِ وَهُوَ خِتَانُ الْغُلَامِ ، وَالْإِيَابِ وَهُوَ الرَّجُلُ يَدْعُو إِخْوَانَهُ إِذَا آبَ (٦) مِنْ غَيْبَتِهِ ». (٧)

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « أَوْ تَوْكِيرٍ (٨) ، وَهُوَ بِنَاءُ الدَّارِ (٩) أَوْ غَيْرُهُ (١٠) ». (١١)

١١٦١٦ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ (١٢) بِإِسْنَادٍ (١٣) ذَكَرَهُ :

__________________

ويؤيّده قوله عليه‌السلام في الحديث [ الآتي ] : « الوليمة في أربع » ، فأمّا جعله من الإجابة وتخصيص ما ثبت بالضرورة من الدين من وجوب إجابة دعوة المسلم المؤكّد بالأخبار السابقة بمثل هذا الخبر الواحد ففيه بعد ، إلاّأن يجعل الحصر إضافياً بالنسبة إلى الولائم المبتدعة بعد زمان النبيّ عليه‌السلام لا مطلق الدعوة والضيافة ».

(١) في مرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٩٠ : « العرس يشمل العقد والزفاف ، وفي الأخير أشهر ».

(٢) قال ابن الأثير : « الخرسة : ما تطعمه المرأة عند ولادها. يقال : خرست النفساء ، أي أطعمتها الخرسة ... فأمّا الخرس بلا هاء فهو الطعام الذي يدعى إليه عند الولادة ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٢ ( خرس ).

(٣) الإياب : الرجوع من الأسفار ، سيّما سفر الحجّ. انظر : مرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٩٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٨ ( آب ).

(٤) أعذر الغلام : ختنه ، كعذره يعذره ، وللقوم : عمل طعام الختان. انظر : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦١٢ ( عذر ).

(٥) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٧ ، ح ١٩٩٤٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٠ ، ح ٣٠٦٢٨.

(٦) في « ن ، بف » وحاشية « جت » والوافي : « عاد ».

(٧) المحاسن ، ص ٤١٧ ، كتاب المآكل ، ح ١٨١ ، عن النوفلي ، عن السكوني بإسناده عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الخصال ، ص ٣١٣ ، باب الخمسة ، ح ٩٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير. وفي الخصال ، ص ٣١٣ ، باب الخمسة ، ح ٩١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٧٢ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٨ ، ح ١٩٩٤٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٠ ، ح ٣٠٦٢٩.

(٨) التوكير : اتّخاذ الوكيرة ، وهي طعام البناء. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٥٠ ( وكر ).

(٩) في « ط » : « دار ».

(١٠) في « ق ، م ، ن ، بف ، جت ، جد » : « وغيره ».

(١١) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٨ ، ح ١٩٩٤٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١١ ، ح ٣٠٦٣٠.

(١٢) في « ط » : « عن رجل وهو معلّى بن محمّد ».

(١٣) في « م ، بح ، جد » : « بإسناده ».

٣٢٧

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ (١) عليه‌السلام ، قَالَ : « نَهى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَنْ طَعَامِ (٢) وَلِيمَةٍ يُخَصُّ بِهَا (٣) الْأَغْنِيَاءُ ، وَيُتْرَكُ (٤) الْفُقَرَاءُ ». (٥)

١١٦١٧ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّا نَجِدُ لِطَعَامِ الْعُرْسِ (٦) رَائِحَةً لَيْسَتْ بِرَائِحَةِ غَيْرِهِ.

فَقَالَ لَهُ (٧) : « مَا مِنْ عُرْسٍ يَكُونُ يُنْحَرُ فِيهِ جَزُورٌ (٨) ، أَوْ تُذْبَحُ (٩) بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ إِلاَّ بَعَثَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى (١٠) ـ مَلَكاً مَعَهُ قِيرَاطٌ مِنْ مِسْكِ الْجَنَّةِ حَتّى (١١) يُدِيفَهُ (١٢) فِي طَعَامِهِمْ (١٣) ، فَتِلْكَ الرَّائِحَةُ الَّتِي تُشَمُّ لِذلِكَ (١٤) ». (١٥)

١١٦١٨ / ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ بَعْضِ الْعِرَاقِيِّينَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ جَعْفَرٍ الْقَلَانِسِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ (١٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ (١٧) : إِنَّا نَتَّخِذُ الطَّعَامَ (١٨) ، وَنَسْتَجِيدُهُ (١٩)

__________________

(١) في الوسائل : « أبي عبد الله » بدل « أبي إبراهيم ». (٢) في « ط » والوسائل : ـ « طعام ».

(٣) في « ط » : « يحضرها » بدل « يخصّ بها ». وفي « جت » : « يخصّ به ».

(٤) في « ط » : « وتترك ».

(٥) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٠ ، ح ١٩٩٤٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٠ ، ح ٣٠٦٠٢.

(٦) في « ق » : « للعرس ». (٧) في « ط » وحاشية « جت » والوسائل : « لنا ».

(٨) في « بف » : « جزوراً ».

(٩) في « ق ، م ، ن ، بح ، جد » والوافي : « أو يذبح ». وفي « بف ، جت » بالتاء والياء معاً. وفي « ط » : ـ « تذبح ».

(١٠) في « ط ، م ، ن ، بن ، جد » والوسائل : + « إليه ». (١١) في « بف » : ـ « حتّى ».

(١٢) « يُديفه » ، أي يخلطه ، يقال : داف الشي‌ء دَوْفاً وأدافه ، أي خلطه ، وأكثر ذلك في الدواء والطيب. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٠٨ ( دوف ). (١٣) في « جت » : « طعامه ».

(١٤) في « ط ، بن » : « لذا ».

(١٥) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٠ ، ح ١٩٩٥٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٧ ، ح ٣٠٦٢١.

(١٦) هكذا في « ط ، ق ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل والمحاسن. وفي المطبوع : ـ « عن أبيه ».

(١٧) في « بح » : ـ « قلت له ».

(١٨) في الوافي : « طعاماً ».

(١٩) في « بن ، جد » والوسائل والمحاسن : « نجيده ».

٣٢٨

وَنَتَنَوَّقُ (١) فِيهِ ، وَلَا نَجِدُ (٢) لَهُ رَائِحَةَ طَعَامِ الْعُرْسِ.

فَقَالَ (٣) : « ذلِكَ (٤) لِأَنَّ (٥) طَعَامَ الْعُرْسِ فِيهِ تَهُبُّ (٦) رَائِحَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ ؛ لِأَنَّهُ طَعَامٌ اتُّخِذَ لِلْحَلَالِ (٧) ». (٨)

٣٥ ـ بَابُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا دَخَلَ (٩) بَلْدَةً فَهُوَ ضَيْفٌ عَلى مَنْ بِهَا مِنْ إِخْوَانِهِ‌

١١٦١٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (١٠) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ (١١) ، عَنِ‌

__________________

(١) في « ط » : « أو نتنوّق ».

(٢) في « بف » : « فلا نجد ». وفي « ط ، م ، جد » والوسائل : « فلا يكون ». وفي « بن » وحاشية « جت » : « فلا تكون ». في المحاسن : « ولا يكون ».

(٣) في « م » : + « له ».

(٤) في « م ، بن ، جت ، جد » والوسائل والمحاسن : « ذاك ».

(٥) في « بح » : « أنّ » بدون اللام.

(٦) في « م ، بن ، جت » والوافي والوسائل والمحاسن : « تهبّ فيه ».

(٧) في « ط ، ق ، بف » والمحاسن : « لحلال ».

(٨) المحاسن ، ص ٤١٨ ، كتاب المآكل ، ح ١٨٦ الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٠ ، ح ١٩٩٥١ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣٠٨ ، ح ٣٠٦٢٣.

(٩) في « بح ، جن » : + « في ».

(١٠) هكذا في « ط ، م ، جد » وحاشية « ق ، ن ، بف ، جت » والوسائل. وفي « ق ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت » والمطبوع : « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه » بدل « عليّ بن محمّد ».

وتقدّم الخبر مع زيادة في الكافي ، ح ٦٦٠٠ عن عليّ بن محمّد بن بندار [ وغيره ] عن إبراهيم بن إسحاق بإسنادٍ ذكره عن الفضيل بن يسار. ورواية عليّ بن محمّد [ بن بندار ] عن إبراهيم بن إسحاق [ الأحمر ] متكرّرة في الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٤٤٤ ـ ٤٤٧.

وأمّا رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ـ بعناوينه المختلفة ـ فلم نعثر عليها في شي‌ء من الأسناد. وما ورد في بصائر الدرجات ، ص ٩٨ ، ح ٤ من رواية إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن إسحاق ، فلم يرد « إبراهيم بن هاشم عن » في بعض النسخ المعتبرة من بصائر الدرجات.

(١١) هكذا في « ط » والوسائل. وفي « بح ، بن » : « بإسناده ذكره ». وفي « ق ، م ، ن ، بف ، جت ، جد » والمطبوع والوافي : « بإسناده عمّن ذكره ».

وذكرنا آنفاً أنّ الخبر تقدّم في الكافي ، ح ٦٦٠٠ بنفس السند وفيه « بإسنادٍ ذكره ». وأمّا عبارة « بإسناده عمّن ذكره » أو « بإسناده ذكره » فهي من التعابير الغريبة جدّاً. وهذا واضح لمن تتبّع الأسناد وتأمّل في عباراتها.

٣٢٩

الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (١) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِذَا دَخَلَ رَجُلٌ (٢) بَلْدَةً ، فَهُوَ ضَيْفٌ عَلى مَنْ بِهَا مِنْ إِخْوَانِهِ وَ (٣) أَهْلِ دِينِهِ (٤) حَتّى يَرْحَلَ عَنْهُمْ ». (٥)

١١٦٢٠ / ٢. أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيُّ (٦) ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْكَرْخِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (٧) عليه‌السلام ، قَالَ :

سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِذَا دَخَلَ رَجُلٌ (٨) بَلْدَةً ، فَهُوَ ضَيْفٌ عَلى مَنْ بِهَا‌

__________________

(١) في « ن » : « أبي عبد الله ».

(٢) في « بح ، بن » والوسائل : « الرجل ». وفي « ط ، جد » : ـ « رجل ».

(٣) في الكافي ، ح ٦٦٠٠ والفقيه والعلل ، ج ٢ ، ص ٣٨٤ ، ح ٢ وح ٣ : ـ « إخوانه و ».

(٤) في « ط » : « من أهل دينه » بدل « وأهل دينه ».

(٥) الكافي ، كتاب الصيام ، باب من لايجوز له صيام التطوّع إلاّ بإذن غيره ، صدر ح ٦٦٠٠ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٣٨٤ ، صدر ح ٢ ، بسندهما عن إبراهيم بن إسحاق. الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٥٤ ، صدر ح ٢٠١٣ ، معلّقاً عن الفضيل بن يسار. علل الشرائع ، ص ٣٨٤ ، صدر ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٣ ، ح ١٩٩٥٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٣ ، ح ٣٠٦٣٤.

(٦) في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » وحاشية « بن » : « أبو عليّ الأشعري ». وهو سهو ؛ فإنّ المراد من أبي عليّ الأشعري‌في مشايخ الكليني قدس‌سره ، هو أحمد بن إدريس ، ولم نجد روايته عن السيّاري إلاّبتوسّط محمّد بن أحمد [ بن يحيى ] ، كما في الكافي ، ح ٩٤٦ و ٥٣٧٦ ؛ والتوحيد ، ص ٢٨١ ، ح ٩ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٧٧ ، ح ١ ؛ والخصال ، ص ٢٤٩ ، ح ١١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٤٦ ، ح ١.

وأمّا أبو عبد الله الأشعري وهو الحسين بن محمّد ، فقد روى عن [ أحمد بن محمّد ] السيّاري في عددٍ من الأسناد. انظر على سبيل المثال : الكافي ، ح ١٠٤٤٢ و ١١٤٨٥ و ١١٧٣٠ و ١١٩٢٨ و ١٢١١١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٤٦ ، ح ٢ و ٣.

(٧) هكذا في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوسائل. وفي « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والمطبوع والوافي : « أبي عبد الله ».

وقد ورد تفصيل الخبر في علل الشرائع ، ص ٣٨٤ ، ح ٣ ، عن الحسين بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن عبد الله الكوفي ـ والصواب الكرخي ، كما في بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ٢٦٥ ، ح ١٠ ـ عن رجل يقال له : « الفضل » عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، فلاحظ.

(٨) في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « الرجل ».

٣٣٠

مِنْ أَهْلِ دِينِهِ حَتّى يَرْحَلَ عَنْهُمْ ». (١)

٣٦ ـ بَابُ أَنَّ الضِّيَافَةَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ‌

١١٦٢١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرِ الْبَصْرِيِّ (٢) :

__________________

(١) علل الشرائع ، ص ٣٨٤ ، صدر ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد السيّاري ، عن محمّد بن عبد الله الكوفي ، عن رجل ذكره ، عن أبي جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٣ ، ح ١٩٩٥٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٣ ، ح ٣٠٦٣٥.

(٢) هكذا في الوسائل. وفي « ط ، ق ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والمطبوع والوافي : « سليمان بن حفص البصري ».

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه وأنّ المراد من سليمان هذا هو سليمان بن جعفر الجعفري المذكور في الأسناد وكتب الرجال.

وتنقيح هذا الأمر يحتاج إلى البحث عن عدّة امور نذكرها الآن ونبحث عنها إن شاء الله تعالى.

الأمر الأوّل : أنّه لم يثبت وجود راوٍ باسم سليمان بن حفص البصري ، ولم يرد في شي‌ء من كتب الرجال ذكرٌ لسليمان بن حفص البصري. وأمّا ما ورد في بعض الأسناد القليلة ، فالاعتماد عليه مشكل جدّاً ؛ لوجود القرينة على الخلاف في أغلب الموارد.

فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسين الفارسي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في الكافي ، ح ١١٦٢١ ـ وهذا الخبر هو خبرنا المبحوث عن سنده ـ لكنّ المذكور في الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٣ ، ح ٣٠٦٣٦ : « سليمان بن جعفر البصري ».

وروى عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسين الفارسي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في الكافي ، ح ١١٦٢٦. والمذكور في « ط » ـ وهي من أقدم نسخ الكافي ـ والوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٧ ، ح ٣٠٦٤٥ : « سليمان بن جعفر البصري » ، كما أنّ المذكور في الوسائل : « الحسين بن الحسن الفارسي » بدل « الحسن بن الحسين الفارسي ». وورد في الخصال للصدوق ، ص ١٤١ ، ح ١٦٠ رواية إبراهيم بن هاشم ـ وهو والد عليّ بن إبراهيم ـ عن الحسن بن أبي الحسن الفارسي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. والمذكور في الوسائل ، ج ٦ ، ص ٤٨٨ ، ح ٨٥٣٤ ؛ والبحار ، ج ٧٣ ، ص ١٨٤ ، ح ١ ؛ وج ١٠١ ، ص ٣٧٢ ، ح ١١ وبعض نسخ الخصال : « الحسن بن أبي الحسين الفارسي » إلاّأنّه لم يرد في الموضع الثاني من البحار قيد « الفارسي ».

٣٣١

__________________

وورد في الخصال ، ص ٣٢٦ ، ح ٦٠ رواية عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عن عليّ عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. والمذكور في الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٢٨ ، ح ٢٢١٦٧ ؛ والبحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٥١ ، ح ٦ وج ٥٥ ، ص ٢٢٥ ، ح ٦ ؛ وص ٣١٦ ، ح ٦ : « الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن سليمان بن جعفر البصري ».

وورد في الخصال ، ص ٤٣٥ ، ح ٢٢ رواية عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الحسين بن الحسن الفارسي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. والمذكور في البحار ، ج ٥ ، ص ١٠ ، ح ١٥ ؛ وج ٨ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٦ ؛ وج ٧٢ ، ص ٣٤٣ ، ح ٣١ : « الحسن بن الحسن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر البصري ».

هذا ، وقد عبّر العلاّمة المجلسي في البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩١ ، ح ٦ ؛ وج ٧٦ ص ١٣٠ ، ح ١٨ ، عن سليمان بن جعفر ، بالجعفري.

وورد في الخصال ، ص ٥٢٠ ، ح ٩ رواية إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. والخبر مذكور في الأمالي للصدوق ، ص ٢٤٨ ، المجلس ٥٠ ، ح ٣ بسند آخر عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن سليمان بن جعفر البصري ، كما أنّ الخبر أورده الشيخ الصدوق في الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٥٦ ، ح ٤٩١١٤ هكذا : « وروي عن سليمان بن جعفر البصري ... ».

وورد في الخصال ، ص ٣٠٤ ، ح ٨٣ خبرٌ عن عليّ بن داود اليعقوبي ، عن سليمان بن حفص البصري ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام أنّ عليّاً عليه‌السلام قال. والمذكور في الوسائل ، ج ٢٢ ، ص ٤٢٢ ، ذيل ح ٢٨٩٣٩ : « سليمان بن جعفر البصري » ، وفي البحار ، ج ١٠١ ، ص ١٧٦ ، ح ٤ : « سليمان بن جعفر » من دون قيد « البصري ».

هذا ، وقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسين الفارسي ، عن سليمان بن حفص ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في الكافي ، ح ١١٦٣٢ ، وفي الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٩ ، ح ٣٠٦٥١ أيضاً ، سليمان بن حفص ، كما في أكثر نسخ الكافي ، والمذكور في « ط » : « الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن سليمان بن جعفر ». والخبر ورد في المحاسن ، ص ٥٦٤ ، ح ٩٦٤ ـ باختلاف يسير ـ عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن الحسين الفارسي ، عن سليمان بن جعفر البصري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وكذا ورد الخبر في البحار ، ج ٦٣ ، ص ٤٤١ ، ح ٢١ ؛ وج ٧٢ ، ص ٤٥٥ ، ح ٢٦ نقلاً من المحاسن. وفي سند المحاسن سقط واضح.

٣٣٢

__________________

فعليه لم يثبت وجود راوٍ باسم سليمان بن حفص البصري.

وجدير بالذكر في ختام الأمر الأوّل ، أنّ تصحيف « جعفر » بـ « حفص » بعد وجود راوٍ باسم سليمان بن حفص المروزي وتكرّر رواياته في الأسناد ، سهل جدّاً.

الأمر الثاني : في رواية الحسن بن أبي الحسين الفارسي أو العناوين المتّحدة معه عن سليمان بن جعفر [ الجعفري ].

فقد ورد في الكافي ، ح ٣٤٨٧ رواية عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. والخبر أورده الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال ، ص ١٢٥ ، ح ١ بسنده عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن أبي الحسن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. والمذكور في البحار ، ج ٨٩ ، ص ١٨٠ ، ح ١٤ نقلاً من ثواب الأعمال : « الحسن بن أبي الحسين ».

وورد في الكافي ، ح ٣٨٦٩ رواية عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن سليمان بن جعفر ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وورد في الخصال ، ص ٤ ، ح ١٠ ، رواية إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. والمذكور في الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٨ ، ح ٢٠٤٧٣ : « الحسين بن الحسن الفارسي ». وورد في الخصال ، ص ٣٣٢ ، ح ٣١ رواية إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن الحسن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن محمّد بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : مرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

والمظنون قويّاً أنّ محمّد بن الحسين بن زيد في السند محرّف من عبد الله بن الحسين بن زيد الذي روى عنه سليمان بن جعفر البصري المتّحد مع سليمان بن جعفر الجعفري في بعض الأسناد.

ويؤيّد ذلك مضافاً إلى ما تقدّم من أسناد سليمان بن جعفر البصري ، ما ورد في علل الشرائع ، ص ٥١٨ ، ح ٨ من رواية إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن الحسن القزويني ، عن سليمان بن جعفر البصري ، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن [ عليّ بن الحسين بن ] عليّ بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وورد في كمال الدين ، ص ٤١٤ ، ح ٢ رواية يعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ـ وهما في طبقة إبراهيم بن هاشم ـ عن الحسين بن الحسن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. وهذا الخبر ورد في الكافي ، ح ٧٥٧ عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن سليمان بن جعفر الجعفري.

والظاهر أنّ المراد من سليمان بن جعفر في هذه الأسناد ، هو سليمان بن جعفر بن إبراهيم الجعفري الذي ترجم له النجاشي في رجاله ، ص ١٨٢ ، الرقم ٤٨٣ وقال : « روى عن الرضا عليه‌السلام ». وروى أبوه عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما‌السلام. وتقدّم من الخصال ، ص ٤ ، ح ١٠ رواية سليمان بن جعفر الجعفري عن أبيه عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، كما ورد في الكافي ، ح ٤٥٠٢ رواية سليمان بن جعفر الجعفري عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وورد في التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٨٤ ، ح ١١٣٣ رواية سليمان بن جعفر عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

الأمر الثالث : في اتّحاد سليمان بن جعفر الجعفري مع سليمان بن جعفر البصري.

٣٣٣

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الضَّيْفُ يُلْطَفُ (١) لَيْلَتَيْنِ ، فَإِذَا‌

__________________

والظاهر أنّ الحكم باتّحاد هذين العنوانين بعد التأمّل في ما ذكرناه من الأسناد ومقارنة بعضها مع بعض ، لا يواجه إشكالاً خاصّاً. وما ورد في بعض الأسناد المتقدّمة من رواية سليمان بن جعفر البصري عن أبي عبد الله عليه‌السلام مباشرةً ، بعد عدّ النجاشي سليمان بن جعفر الجعفري من أصحاب الرضا عليه‌السلام ـ كما تقدّم ـ وبعد ذكر البرقي والشيخ الطوسي سليمان بن جعفر الجعفري في أصحاب موسى بن جعفر والرضا عليهما‌السلام ـ كما ورد في رجال البرقي ، ص ٥٢ وص ٥٣ وفي رجال الطوسي ، ص ٣٣٨ ، الرقم ٥٠٢٧ وص ٣٥٨ ، الرقم ٥٢٩٨ ـ لا يمنع من هذا الاستظهار ؛ فإنّ الظاهر وقوع خلل من السقط أو الإرسال في هذه الأسناد وهي خمسة. يؤكّد ذلك أنّ ثلاثة منها وهى ما ورد في الكافي ، ح ١١٦٢٥ و ١١٦٢٦ و ١١٦٣٢ مضمون أخبارها في حقوق الضيف ، ولا يبعد كونها خبراً واحداً مقطّعاً ، كما نبّه عليه الاستاذ ـ السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام توفيقه.

هذا ، وقد ذكر الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٢١٦ ، الرقم ٢٨٤٤ ، سليمان بن جعفر البصري في جملة أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام. ولكن لم يرد هذا العنوان في بعض نسخ رجال الطوسي. وقد صرّح في معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٢٣٧ ، الرقم ٥٤١٦ بأنّ أكثر النسخ خالية من هذا العنوان.

الأمر الرابع : أنّه يمكن أن يقال : بعد تضافر النسخ ـ حتّى نسخة « بن » وهى بخطّ الشيخ الحرّ قدس‌سره ـ على وجود « حفص » لا يمكن الاعتماد على ما ورد في الوسائل في تصحيح المتن ؛ فإنّ احتمال التصحيح الاجتهادي من قبل الشيخ الحرّ غير منفيّ.

لكن هذا القول غير مقبول ؛ فإنّ أسناد الكافي المشتملة على « حفص » ثلاثة كما تقدّم. ورأينا أنّ الوسائل متفّق مع أكثر النسخ في الموضع الثالث وهو الكافي ، ح ١١٦٣٢ ، وكان بإمكان الشيخ الحرّ أن يصحّح هذا المورد أيضاً. فلا وجه للقول بالتصحيح الاجتهادي في الموضعين الأوّلين.

ويؤكّد ذلك ما ورد في نسخة « بن » ، وهي بخطّ الشيخ الحرّ ؛ فإنّ المذكور ابتداءً في هذه النسخة في قبال الموضعين الأوّلين ، وهما ما نحن فيه والكافي ، ح ١١٦٢٨ ، « سليمان بن جعفر البصري » ثمّ بُدِّل « جعفر » بـ « حفص » في الموضعين والتبديل قد وقع بخطّ المتن وهو خطّ الشيخ الحرّ قدس‌سره.

(١) في الوافي : « اللطف : الرفق والدنوّ ، والإلطاف : البرّ والإحسان ، والمعنيان هنا محتملان ».

٣٣٤

كَانَتْ (١) لَيْلَةُ (٢) الثَّالِثَةِ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ يَأْكُلُ مَا أَدْرَكَ ». (٣)

١١٦٢٢ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ وَاصِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الضِّيَافَةُ أَوَّلَ يَوْمٍ (٤) وَالثَّانِيَ وَالثَّالِثَ ، وَمَا (٥) بَعْدَ ذلِكَ فَإِنَّهَا (٦) صَدَقَةٌ تُصُدِّقَ (٧) بِهَا عَلَيْهِ ».

قَالَ : « ثُمَّ قَالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَايَنْزِلُ (٨) أَحَدُكُمْ عَلى أَخِيهِ حَتّى يُوثِمَهُ (٩) مَعَهُ (١٠) قِيلَ (١١) : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ يُوثِمُهُ؟ قَالَ : حَتّى لَا (١٢) يَكُونَ عِنْدَهُ مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِ ». (١٣)

٣٧ ـ بَابُ كَرَاهِيَةِ (١٤) اسْتِخْدَامِ الضَّيْفِ‌

١١٦٢٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسى (١٥) ، عَنْ ذُبْيَانَ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ مُوسَى‌

__________________

(١) في « ط ، م ، جد » والوسائل : « كان ».

(٢) في « ن » والوسائل : « الليلة ».

(٣) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٥ ، ح ١٩٩٥٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٣ ، ح ٣٠٦٣٦.

(٤) في الخصال : + « حقّ ».

(٥) في الوسائل : + « كان ».

(٦) في الوسائل : « فهو ».

(٧) في « ق ، بح ، بف » : « يصدّق ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

(٨) في الوسائل والخصال : « لا ينزلنّ ».

(٩) قال الفيروزآبادي : « وثمه يثمه : كسره ، ودقّه ... وما أوثمها : ما أقلّ دعيها ». القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٣٤ ( وثم ). وفي مرآة العقول ، ج ٢٢ ، ص ٩٢ : « حتّى يؤثمه ، أي يوقعه في الإثم بارتكاب المحرّمات للإنفاق ، فيكون تفسيره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تفسيراً باللازم ، فيكون من باب الإفعال من قولهم : آثمه ، أي أوقعه في الإثم. أو المعنى أنّه يثبت له الإثم والجرم ، لعجزه عن الضيافة ؛ من قولهم : أثّمه تأثيماً ، قال له : أثمت. ويحتمل أن يكون من الواوي ، فالنقل إلى التفعيل للمبالغة ».

(١٠) في « ط ، بف ، بن » والوسائل والخصال : ـ « معه ».

(١١) في « ط ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « قالوا ».

(١٢) في « بح » : ـ « لا ».

(١٣) الخصال ، ص ١٤٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٨١ ، بسنده عن واصل الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٥ ، ح ١٩٩٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٤ ، ح ٣٠٦٣٧.

(١٤) في « بن » : « كراهة ».

(١٥) هكذا في « ط ، ق ، ن ، بح ، بف ، بن » وحاشية « جت » والوافي عن بعض النسخ والوسائل. وفي « م ، جت ،

٣٣٥

النُّمَيْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ (١) عليه‌السلام ضَيْفاً ، فَقَامَ (٢) يَوْماً فِي بَعْضِ الْحَوَائِجِ ، فَنَهَاهُ عَنْ ذلِكَ ، وَقَامَ بِنَفْسِهِ إِلى تِلْكَ الْحَاجَةِ ، وَقَالَ : « نَهى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَنْ (٣) أَنْ يُسْتَخْدَمَ الضَّيْفُ ». (٤)

١١٦٢٤ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ (٥) بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيِّ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ (٦) ، قَالَ :

نَزَلَ بِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ضَيْفٌ ، وَكَانَ جَالِساً عِنْدَهُ يُحَدِّثُهُ (٧) فِي بَعْضِ اللَّيْلِ ، فَتَغَيَّرَ السِّرَاجُ ، فَمَدَّ الرَّجُلُ يَدَهُ (٨) لِيُصْلِحَهُ ، فَزَبَرَهُ (٩) أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام ، ثُمَّ‌

__________________

جد » والمطبوع والبحار : « أحمد بن موسى ».

ومحمّد بن موسى هذا ، هو محمّد بن موسى بن عيسى الهمداني ، روى محمّد بن يحيى كتبه وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٣٨ ، الرقم ٩٠٤ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٨٠ ـ ٣٨١.

وأمّا ما ورد في بعض الأسناد القليلة جدّاً من رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن موسى ، فعنوان أحمد بن موسى محرّف إمّا من أحمد بن محمّد بن عيسى ، كما في البحار ، ج ٥٤ ، ص ١٥٩ ، ذيل ح ٩١ ، وهو مأخوذ من الكافي ، ح ٢٤٠ ، وفيه : « أحمد بن محمّد بن عيسى » ، وإمّا من « محمّد بن أحمد عن موسى بن عمر » ، كما في البحار ، ج ٨٠ ، ص ٣٨٥ ، ح ٦٣ ؛ فإنّه مأخوذ من الخصال ، ص ١٤٢ ، ح ١٦٣ ، وفيه : « محمّد بن أحمد عن موسى بن عمر » فلاحظ.

وما يمكن أن يقال ـ من أنّ محمّد بن يحيى روى كتب أحمد بن أبي زاهر واسم أبي زاهر موسى ، كما صرّح به النجاشي والشيخ الطوسي ، فاحتمال صحّة « أحمد بن موسى » المراد به أحمد بن أبي زاهر موسى الأشعري القمّي غير منفيّ ـ مدفوعٌ بأنّه لم يثبت رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر بعنوان أحمد بن موسى.

وأضف إلى ذلك أنّه لم يرو الكليني قدس‌سره عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر إلاّفي كتاب الحجّة. راجع : رجال النجاشي ، ص ٨٨ ، الرقم ٢١٥ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٦١ ، الرقم ٧٦ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٢٨ ، الرقم ٤١٠.

(١) في « م ، جد » وحاشية « بح ، جت » والوسائل : « لأبي عبدالله » بدل « عند أبي عبدالله ».

(٢) في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « وقام ».

(٣) في « ط ، بح » والوسائل : ـ « عن ».

(٤) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٧ ، ح ١٩٩٥٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٣٠٦٤٠ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤١ ، ح ٤٩.

(٥) في « ط ، ن » : « عبيد الله » بدل « عبيد ».

(٦) في « ط » : « عمّن ذكره ».

(٧) في « بف » : « خدمه ».

(٨) في « بن » والوسائل : + « إليه ».

(٩) الزبر ـ بالفتح ـ : الزجر والمنع. يقال : زبره يزبره بالضمّ زبراً ، إذا انتهره. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٦٧ ( زبر ).

٣٣٦

بَادَرَهُ (١) بِنَفْسِهِ فَأَصْلَحَهُ (٢) ، ثُمَّ قَالَ (٣) لَهُ (٤) : « إِنَّا قَوْمٌ لَانَسْتَخْدِمُ أَضْيَافَنَا ». (٥)

١١٦٢٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسى (٦) ، عَنْ ذُبْيَانَ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ‌ مُوسَى بْنِ أُكَيْلٍ النُّمَيْرِيِّ ، عَنْ مَيْسَرَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « إِنَّ (٧) مِنَ التَّضْعِيفِ (٨) تَرْكَ الْمُكَافَأَةِ ، وَمِنَ الْجَفَاءِ اسْتِخْدَامَ الضَّيْفِ ، فَإِذَا نَزَلَ بِكُمُ الضَّيْفُ (٩) فَأَعِينُوهُ ، وَإِذَا ارْتَحَلَ (١٠) فَلَا تُعِينُوهُ ، فَإِنَّهُ مِنَ النَّذَالَةِ (١١) ، وَزَوِّدُوهُ وَطَيِّبُوا زَادَهُ (١٢) ، فَإِنَّهُ مِنَ السَّخَاءِ ». (١٣)

٣٨ ـ بَابُ أَنَّ الضَّيْفَ يَأْتِي رِزْقُهُ (١٤) مَعَهُ‌

١١٦٢٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيِّ (١٥) ، عَنْ‌

__________________

(١) في « م » : « بادر ».

(٢) في « ن ، بف » والوافي : « وأصلحه ».

(٣) في « بح » وحاشية « جت » : « وقال ».

(٤) في « ط ، بح ، بن ، جد » والوسائل والبحار : ـ « له ».

(٥) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٧ ، ح ١٩٩٥٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٦ ، ح ٣٠٦٤٢ ؛ البحار ، ج ٤٩ ، ص ١٠٢ ، ح ٢٠.

(٦) هكذا في « ط ، ن ، بح ، بن ، جت » والوافي عن بعض النسخ والوسائل. وفي « م ، جد » : « أحمد بن محمّد بن‌موسى ». وفي « ق ، بف » والمطبوع : « أحمد بن موسى ».

وتقدّم في ذيل الحديث الأوّل من الباب أنّ الصواب هو محمّد بن موسى.

(٧) في « ط ، بن » والوسائل : ـ « إنّ ».

(٨) في المرآة : « إنّ من التضعيف ، أي من أسباب أن يعدّه الناس ضعيفاً ، أو عدّه صاحب الإحسان ضعيفاً أو جعل نفسه ضعيفاً ».

(٩) في « ط » : ـ « الضيف ».

(١٠) في « ق ، بف ، جت » والوافي : « رحل ». وفي « بح » : « دخل ». وفي « ط » : + « عنكم ».

(١١) « النذالة » : السَفالة ، والخساسة. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٢٨ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٨٠ ( نذل ).

(١٢) في « ط » : ـ « وطيّبوا زاده ».

(١٣) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٨ ، ح ١٩٩٦٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٥ ، ح ٣٠٦٤١.

(١٤) في « ط ، م ، ن ، بف ، جد » وحاشية « ق ، بن » : « برزقه ».

(١٥) في « ق ، بف » : « الحسن بن الحسن الفارسي ». وفي الوسائل : « الحسين بن الحسن الفارسي » ولعلّ الصواب في العنوان بملاحظة الأسناد التي ذكرناها ذيل الكافي ، ح ١١٦٢١ وبملاحظة ما ورد في الكافي ،

٣٣٧

سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيِّ (١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ الضَّيْفَ إِذَا جَاءَ فَنَزَلَ بِالْقَوْمِ (٢) ، جَاءَ بِرِزْقِهِ مَعَهُ مِنَ السَّمَاءِ ، فَإِذَا أَكَلَ غَفَرَ اللهُ لَهُمْ بِنُزُولِهِ عَلَيْهِمْ ». (٣)

١١٦٢٧ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ‌بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا (٤) تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى الْقَوْمِ (٥) عَلى قَدْرِ مَؤُونَتِهِمْ ، وَإِنَّ (٦) الضَّيْفَ لَيَنْزِلُ بِالْقَوْمِ ، فَيَنْزِلُ رِزْقُهُ (٧) مَعَهُ (٨) فِي حَجْرِهِ ». (٩)

__________________

ح ٣٧ من رواية عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، وما ورد في الكافي ، ح ٤٩١٢ من رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن أبي الحسن ( أبي الحسين خ ل ) الفارسي ، وما ورد في التهذيب ، ج ٣ ، ص ٨٠ ، ح ٣٤٣ من رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ـ وقد عبّر عنه بالضمير ، عن ابن أبي إسحاق ـ والصواب : « أبي إسحاق » كما في بعض المخطوطات ، والمراد به إبراهيم بن هاشم ـ عن الحسن بن أبي الحسن الفارسي ، لعلّ الصواب بملاحظة هذا المجموع هو الحسن بن أبي الحسين الفارسي.

(١) هكذا في « ط » والوسائل. وفي « ق ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والمطبوع والوافي : « سليمان بن حفص البصري ».

وما أثبتناه هو الظاهر ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ١١٦٢١.

(٢) في « ط » : « بالمضيّف ».

(٣) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٩ ، ح ١٩٩٦١ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٧ ، ح ٣٠٦٤٥.

(٤) في « بف » : ـ « إنّما ».

(٥) في « ط » : ـ « على القوم ».

(٦) في « ط » : « فإنّ ».

(٧) في « ط ، ق ، م ، ن ، بف ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « برزقه ».

(٨) في « ط » والوسائل : ـ « معه ».

(٩) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ضمن ح ٥٩٠٤ ؛ وص ٤١٨ ، ص ٥٩١١ ، والأمالي للصدوق ، ص ٥٥١ ، المجلس ٨٢ ، ضمن ح ٣ ؛ والتوحيد ، ص ٤٠١ ، باب أنّ الله تعالى لا يفعل بعباده إلاّ الأصلح لهم ، ضمن ح ٦ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٣٠٠ ، المجلس ١١ ، ضمن ح ٤١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام. قرب الإسناد ، ص ١١٦ ، صدر ح ٤٠٧ ، بسند آخر عن جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. تحف العقول ، ص ٤٠٣ ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام ؛ الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٦١٣ ، مرسلاً عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفي نهج البلاغة ، ص ٤٩٤ ، الحكمة ١٣٩ ؛ وخصائص

٣٣٨

١١٦٢٨ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَا مِنْ ضَيْفٍ حَلَّ (١) بِقَوْمٍ إِلاَّ وَرِزْقُهُ (٢) فِي حَجْرِهِ ». (٣)

١١٦٢٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ (٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : ذَكَرَ (٥) أَصْحَابُنَا قَوْماً (٦) ، فَقُلْتُ : وَاللهِ مَا أَتَغَدّى وَلَا أَتَعَشّى إِلاَّ وَمَعِي مِنْهُمُ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ ، أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ (٧)

فَقَالَ عليه‌السلام : « فَضْلُهُمْ عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَيْهِمْ ».

قُلْتُ (٨) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَيْفَ ذَا (٩) وَأَنَا أُطْعِمُهُمْ طَعَامِي ، وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِي ، وَيَخْدُمُهُمْ خَادِمِي (١٠)؟

__________________

الأئمّة ، ص ١٠٤ ، مرسلاً عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر إلى قوله : « على قدر مؤونتهم » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٩ ، ح ١٩٩٦٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٧ ، ح ٣٠٦٤٧.

(١) في « بح » : « دخل ».

(٢) في « ط » : « رزقه » بدون الواو.

(٣) قرب الإسناد ، ص ٧٥ ، ذيل ح ٢٤١ ؛ والجعفريّات ، ص ١٥٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٣٩ ، ح ١٩٩٦٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٧ ، ح ٣٠٦٤٦.

(٤) تقدّم الخبر ـ مع اختلاف يسير في الألفاظ ـ في الكافي ، ح ٢١٨٢ بنفس السند عن ابن أبي عمير عن أبي محمّد الوابشي. وهو الظاهر ؛ فإنّه لم يثبت رواية ابن أبي عمير ـ بعناوينه المختلفة ـ عن محمّد بن قيس مباشرة. وما ورد في التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٩٠ ، ح ٨٤١ من رواية ابن أبي عمير عن محمّد بن قيس ، فقد تقدّم ذيل الكافي ، ح ٩٠٩٤ أنّ الصواب فيه محمّد بن ميسِّر ، وهو محمّد بن ميسِّر بن عبد العزيز الذي روى ابن أبي عمير كتابه. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٦٨ ، الرقم ٩٩٧ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٢١ ، الرقم ٦٤٤.

أضف إلى ذلك أنّ الخبر ورد في المحاسن ، ص ٣٩٠ ، ح ٢٦ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن أبي محمّد الوابشي.

(٥) في « ن » : + « بعض ».

(٦) في « ط » : ـ « قوماً ». وفي الوسائل « يوماً ».

(٧) في « ق ، م ، ن ، بف ، جد » : « وأقلّ وأكثر ».

(٨) في « بن » والكافي ، ح ٢١٨٢ والمحاسن والأمالي للطوسي : « فقلت ».

(٩) في « ط » والوسائل والكافي ، ح ٢١٨٢ والمحاسن : ـ « ذا ».

(١٠) في الكافي ، ح ٢١٨٢ : « وأخدمهم عيالي ».

٣٣٩

فَقَالَ : « إِذَا (١) دَخَلُوا عَلَيْكَ دَخَلُوا (٢) مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِالرِّزْقِ الْكَثِيرِ ، وَإِذَا (٣) خَرَجُوا خَرَجُوا بِالْمَغْفِرَةِ لَكَ (٤) ». (٥)

٣٩ ـ بَابُ حَقِّ الضَّيْفِ وَإِكْرَامِهِ‌

١١٦٣٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (٦) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجَمِيلٍ وَزُرَارَةَ (٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مِمَّا (٨) عَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فَاطِمَةَ عليها‌السلام أَنْ قَالَ لَهَا : يَا فَاطِمَةُ (٩) ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ». (١٠)

__________________

(١) في « ط » : + « ما ».

(٢) في « بن » : + « عليك ».

(٣) في « ط » : « وإن ».

(٤) في « ط » : ـ « لك ».

(٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب إطعام المؤمن ، ح ٢١٨٢ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي محمّد الوابشي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. المحاسن ، ص ٣٩٠ ، كتاب المآكل ، ح ٢٦ ، بسنده عن ابن أبي عمير. الأمالي للطوسي ، ص ٢٣٧ ، المجلس ٩ ، ح ١١ ، بسنده عن الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن محمّد بن زياد ، عن أبي محمّد الوابشي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب إطعام المؤمن ، ح ٢١٨١ ؛ والمحاسن ، ص ٣٩٠ ، كتاب المآكل ، ح ٢٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. مصادقة الإخوان ، ص ٤٤ ، ح ٧ ، مرسلاً عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٤٠ ، ح ١٩٩٦٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٦ ، ح ٣٠٦٤٤.

(٦) في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » وهامش المطبوع : « عمّن ذكره » بدل « عن أحمد بن محمّد بن عيسى ».

(٧) كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر أنّ الصواب « عن زرارة » ؛ فقد تقدّم تفصيل الخبر في الكافي ، ح ٣٧٦١ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن عبد العزيز عن زرارة ، وكذا يأتي شبه المضمون في الرقم الآتي عن إسحاق بن عبد العزيز عن زرارة.

ويؤيّد ذلك ـ مضافاً إلى كثرة روايات جميل [ بن درّاج ] عن زرارة [ بن أعين ] ـ ما ورد في الأسناد من رواية عمر بن عبد العزيز عن جميل [ بن درّاج ]. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤٣٦ ـ ٤٣٨ وص ٤٤٩ ـ ٤٥١ ؛ وج ١٣ ، ص ٣٧٦ ـ ٣٧٧ ؛ رجال الكشّي ، ص ٦٣ ، الرقم ١١٣ ؛ ص ٢٥١ ، الرقم ٤٦٨ ؛ وص ٣٣٠ ، الرقم ٦٠١.

(٨) في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » والوافي : « فيما ».

(٩) في « ط » : ـ « أن قال لها : يا فاطمة ». وفي « بن » والوسائل : ـ « لها يا فاطمة ».

(١٠) الوافي ، ج ٢٠ ، ص ٥٤١ ، ح ١٩٩٦٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٣١٨ ، ح ٣٠٦٤٩.

٣٤٠