الكافي - ج ١١

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ١١

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-417-9
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٨٩

رَزِينٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ (١) عَنِ الْخَضْخَضَةِ؟

فَقَالَ : « هِيَ مِنَ الْفَوَاحِشِ ، وَنِكَاحُ الْأَمَةِ (٢) خَيْرٌ مِنْهُ ». (٣)

١٠٣٠٣ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٤) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ (٥) عَنِ الدَّلْكِ؟

قَالَ (٦) : « نَاكِحُ نَفْسِهِ لَاشَيْ‌ءَ عَلَيْهِ (٧) ». (٨)

١٠٣٠٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ‌ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يَنْكِحُ بَهِيمَةً ، أَوْ يَدْلُكُ ، فَقَالَ : « كُلُّ مَا أَنْزَلَ بِهِ (٩) الرَّجُلُ (١٠) مَاءَهُ (١١) فِي (١٢) هذَا وَشِبْهِهِ ، فَهُوَ زِنًى ». (١٣)

١٠٣٠٥ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الرَّيَّانِ :

__________________

(١) في « بف » : « سألت ».

(٢) في الوافي : « نكاح الأمة ، أي وطيها بالتزويج لا بالملك ؛ فإنّه مرغّب فيه ، كما يأتي بيانه ».

(٣) الوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٥٢١٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٥٣ ، ح ٢٥٨٠٨.

(٤) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٥) في « بح » : « سألت ».

(٦) في « م » : + « هو ».

(٧) في الوافي : « أي لا حدّ عليه ولا تعزير وإن أثم ؛ لما مرّ في كتاب الإيمان والكفر من أنّه نوع من الزنى ». وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : لا شي‌ء عليه ، أي من الحدّ ، فلا ينافي الإثم والتعزير ».

(٨) الوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٥١ ، ح ١٥٢١١ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٥٣ ، ح ٢٥٨٠٩.

(٩) في « بف » والوسائل ، ح ٢٥٨١٣ : ـ « به ».

(١٠) في الوسائل ، ح ٢٥٨١٣ : + « به ».

(١١) في « بف » : « ماء ».

(١٢) في « م ، ن ، بخ ، بف ، بن ، جد » والوافي والوسائل : « من ».

(١٣) الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢٥٧٩٧ ؛ وص ٣٥٢ ، ح ٢٥٨٠٢ ؛ وص ٣٥٥ ، ح ٢٥٨١٣.

٢٤١

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام : أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ : رَجُلٌ يَكُونُ مَعَ الْمَرْأَةِ لَايُبَاشِرُهَا إِلاَّ مِنْ (١) وَرَاءِ ثِيَابِهَا وَثِيَابِهِ ، فَيُحَرِّكُ (٢) حَتّى يُنْزِلَ : مَا (٣) الَّذِي عَلَيْهِ؟ وَهَلْ يَبْلُغُ بِهِ ذلِكَ (٤) حَدَّ الْخَضْخَضَةِ؟

فَوَقَّعَ فِي الْكِتَابِ : « ذلِكَ (٥) بَالِغُ أَمْرِهِ (٦) ». (٧)

١٠٣٠٦ / ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُلَيْنِيُّ (٨) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٩) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَلْعُونٌ (١٠) مَنْ نَكَحَ بَهِيمَةً ». (١١)

١٨٤ ـ بَابُ الزَّانِي‌

١٠٣٠٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ :

__________________

(١) في « جت » : ـ « من ».

(٢) في الوسائل : « فيتحرّك ».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائل. وفي المطبوع : « ماء ». وفي الوافي : « الماء ».

(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : ـ « ذلك ».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « بذلك ».

(٦) في الوافي : « قوله عليه‌السلام : بالغ أمره ، إمّا أن يراد به أنّه بالغ حدّ المخضخض في الإثم ، أو يراد به أنّه بالغ أمر نفسه لا أمر امرأته ، فلا ينبغي له أن يفعل ذلك مع امرأته ؛ لأنّه تضييع لحقّها ». وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : بالغ أمره ، أي بلغ كلّ ما أراد ولم يترك شيئاً من القبيح ، والمراد فعل ذلك مع الأجنبيّة ».

(٧) الوافي ، ج ١٥ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٥٢١٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٥٤ ، ح ٢٥٨١٢.

(٨) في الكافي ، ح ٢٤١٩ : ـ « الكليني ».

(٩) في الوافي : « عن رجل » بدل « عن بعض أصحابه ». وفي الكافي ، ح ٢٤١٩ : « مختار ، عن رجل » بدل « المختار ، عن بعض أصحابه ».

(١٠) في الخصال والمعاني : + « ملعون ».

(١١) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الذنوب ، ذيل ح ٢٤١٩. وفي الخصال ، ص ١٢٩ ، باب الثلاثة ، ذيل ح ١٣٢ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٤٠٢ ، ذيل ح ٦٧ ، بسندهما عن محمّد بن إبراهيم النوفلي ، عن الحسين بن مختار ، بإسناده يرفعه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ١٠٦٨ ، ح ٣٥٩٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢٥٧٩٨.

٢٤٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَقَرَّ نُطْفَتَهُ فِي رَحِمٍ يَحْرُمُ (١) عَلَيْهِ ». (٢)

١٠٣٠٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَعُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام : « اتَّقِ الزِّنى ؛ فَإِنَّهُ يَمْحَقُ (٣) الرِّزْقَ ، وَيُبْطِلُ الدِّينَ ». (٤)

١٠٣٠٩ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ (٥) عليهما‌السلام ، قَالَ : « لِلزَّانِي سِتُّ خِصَالٍ : ثَلَاثٌ فِي الدُّنْيَا ، وَثَلَاثٌ فِي الْآخِرَةِ ؛ أَمَّا (٦) الَّتِي (٧) فِي الدُّنْيَا : فَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ ، وَيُورِثُ الْفَقْرَ ، وَيُعَجِّلُ الْفَنَاءَ ؛ وَأَمَّا الَّتِي فِي الْآخِرَةِ : فَسَخَطُ الرَّبِّ ، وَسُوءُ الْحِسَابِ ، وَالْخُلُودُ (٨) فِي النَّارِ ». (٩)

__________________

(١) في « بخ ، بف » والوافي والمحاسن وثواب الأعمال : « تحرم ». وفي « ن » : « محرم ».

(٢) المحاسن ، ص ١٠٦ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٨٩ ، بسنده عن عثمان بن عيسى ، عن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣١٣ ، ح ٧ ، بسنده عن عثمان بن عيسى الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٠٩ ، ح ١٤٩١١ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣١٧ ، ح ٢٥٧١٧.

(٣) المَحْقُ : النقص ، والمحو ، والإبطال ، وذهاب البركة ، أو ذهاب الشي‌ء كلّه حتّى لا يرى منه أثر. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٨ ( محق ).

(٤) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في تفسير الذنوب ، ضمن ح ٣٠٠٨ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٥٨٤ ، ضمن ح ٢٧ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٦٩ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، إلى قوله : « يمحق الرزق » مع اختلاف يسير. الاختصاص ، ص ٢٣٨ ، مرسلاً عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، ضمن الحديث ، وتمام الرواية فيه : « الذنوب التي تحبس الرزق الزنى الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١١ ، ح ١٤٩١٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٥٦٩١.

(٥) في الوسائل : ـ « عن أبيه ».

(٦) في « ن ، بخ ، بف » والوافي والفقيه ، ج ٣ والخصال ، ح ٤ : « فأمّا ».

(٧) في « بح » : « الذي ».

(٨) في « بخ » : « والخلد ».

(٩) الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٧٣ ، ح ٤٩٦٠ ، معلّقاً عن عبد الله بن ميمون ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ؛ وفي

٢٤٣

١٠٣١٠ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه‌السلام : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِذَا كَثُرَ (١) الزِّنى مِنْ بَعْدِي (٢) ، كَثُرَ مَوْتُ الْفَجْأَةِ ». (٣)

١٠٣١١ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، فَجَاءَهُ (٤) رَجُلٌ ، فَقَالَ لَهُ (٥) : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ (٦) ، إِنِّي مُبْتَلًى (٧) بِالنِّسَاءِ ، فَأَزْنِي يَوْماً ، وَأَصُومُ يَوْماً ، فَيَكُونُ (٨) ذَا كَفَّارَةً لِذَا؟

__________________

المحاسن ، ج ١ ، ص ١٠٦ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٩١ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣١١ ، ح ١ ، بسندهما عن عبد الله بن ميمون ؛ الخصال ، ص ٣٢١ ، باب الستّة ، ح ٤ ، بسنده عن عبد الله بن ميمون ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أبيه عليه‌السلام. وفي الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ؛ والخصال ، ص ٣٢١ ، باب الستّة ، ح ٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير. وفيه ، نفس الباب ، ح ٢ ، بسند آخر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في آخره. علل الشرائع ، ص ٤٧٩ ، ح ٢ ، بسند آخر عن عليّ عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٠٩ ، ح ١٤٩١٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٥٦٩٢.

(١) في الكافي ، ح ٢٨٢٤ والأمالي للصدوق وثواب الأعمال والعلل : « ظهر ».

(٢) في المحاسن والأمالي للصدوق وثواب الأعمال : ـ « من بعدي ».

(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في عقوبات المعاصي العاجلة ، صدر ح ٢٨٢٤ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٨ ، المجلس ٥١ ، ضمن ح ٢ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣٠٠ ، ضمن ح ١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٥٨٤ ، صدر ح ٢٦ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد [ في الأمالي : + « بن عيسى » وفي العلل : + « بن خالد » ] عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة [ في الثواب : + « الثمالي » ] ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. تحف العقول ، ص ٥١ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٠ ، ح ١٤٩١٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٠٧ ، ح ٢٥٦٨٥.

(٤) في « بح ، بخ » : « فجاء ».

(٥) في « جد » والوسائل : ـ « له ».

(٦) في « ن ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي : « يا با محمّد ».

(٧) في الوافي : « مبتل ».

(٨) في البحار : « أفيكون ».

٢٤٤

فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : « إِنَّهُ لَيْسَ شَيْ‌ءٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ أَنْ يُطَاعَ وَلَا يُعْصى (١) ، فَلَا تَزْنِي (٢) وَلَا تَصُومُ (٣) ».

فَاجْتَذَبَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام إِلَيْهِ (٤) ، فَأَخَذَ (٥) بِيَدِهِ ، فَقَالَ : « يَا أَبَا (٦) زَنَّةَ (٧) ، تَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ ، وَتَرْجُو أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ ». (٨)

١٠٣١٢ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام : إِنِّي مُبْتَلًى بِالنَّظَرِ إِلَى الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ ، فَيُعْجِبُنِي النَّظَرُ إِلَيْهَا.

فَقَالَ لِي (٩) : « يَا عَلِيُّ ، لَابَأْسَ إِذَا عَرَفَ اللهُ مِنْ نِيَّتِكَ (١٠)

__________________

(١) في « م ، بن ، جد » والوسائل والبحار : « فلا يعصى ».

(٢) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي « جد » : « ولا تزني ». وفي المطبوع : « فلا تزن ».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « بن » والمطبوع : « ولا تصم ».

(٤) في « م » : ـ « إليه ».

(٥) في « بح ، بن » والوافي والوسائل : « فأخذه ».

(٦) في « ن ، بن ، جت ، جد » والوافي : « يا با ».

(٧) في « م ، جد » « رنّة ». وفي مرآة العقول ، ج ٢٠ ، ص ٣٨٧ : « قوله عليه‌السلام : يا أبا زنّة ، الظاهر أنّه بتشديد النون ، أي يا أيّها القرد تأديباً ، ويا من يتّهم بالسوء ؛ لما نسبت إلى نفسك ، قال الجوهري : أزننته بالشي‌ء : اتّهمته به ، وهو يزنّ بكذا وكذا ، أي يتّهم به ، وأبوزنّة كنية القرد. وفي بعض النسخ بالذال والباء : ذبّة ، الاستحداء والإقرار بالأمر والمعرفة ، أي أيّها المعترف بالذنب والخطاء. وفي بعضها : يا با يزيد ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٣٢ ( زنن ). ولا يخفى ما في آخر عبارة المرآة من التشويش. وقال المحقّق الشعراني في هامش الوافي : « أبو زنّة ـ بكسر الزاي ويفتح أيضاً وتشديد النون ـ : كنية القرد ، وهو معروف بكثرة الزنى حتّى ضرب به المثل فقيل : فلان أزنى من القرد ».

(٨) الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١١ ، ح ١٤٩١٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٠٧ ، ح ٢٥٦٨٦ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٨٦ ، ذيل ح ٨.

(٩) في « بن » والوسائل : ـ « لي ».

(١٠) في الوافي : « صدق النظر أن يكون لرؤية آثار صنع الله عزّ وجلّ من دون شهوة ولا ريبة ». وقال المحقّق الشعراني في هامشه : « لعلّ المراد ما وقع النظر بغير اختياره فيحدّثه نفسه بعد ذلك بجمال صورتها مع عدم

٢٤٥

الصِّدْقَ (١) ، وَإِيَّاكَ وَالزِّنى ؛ فَإِنَّهُ يَمْحَقُ الْبَرَكَةَ ، وَيُهْلِكُ الدِّينَ ». (٢)

١٠٣١٣ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْكُوفِيِّ جَمِيعاً ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « اجْتَمَعَ الْحَوَارِيُّونَ إِلى عِيسى عليه‌السلام ، فَقَالُوا لَهُ : يَا مُعَلِّمَ الْخَيْرِ ، أَرْشِدْنَا ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّ مُوسى كَلِيمَ اللهِ عليه‌السلام أَمَرَكُمْ أَنْ لَاتَحْلِفُوا بِاللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ كَاذِبِينَ (٣) ، وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ لَاتَحْلِفُوا بِاللهِ كَاذِبِينَ وَلَا صَادِقِينَ.

قَالُوا : يَا رُوحَ اللهِ ، زِدْنَا.

فَقَالَ : إِنَّ مُوسى نَبِيَّ اللهِ عليه‌السلام أَمَرَكُمْ أَنْ لَاتَزْنُوا ، وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ لَاتُحَدِّثُوا أَنْفُسَكُمْ بِالزِّنى فَضْلاً عَنْ (٤) أَنْ تَزْنُوا ؛ فَإِنَّ مَنْ حَدَّثَ نَفْسَهُ بِالزِّنى ، كَانَ كَمَنْ أَوْقَدَ (٥) فِي بَيْتٍ مُزَوَّقٍ (٦) ، فَأَفْسَدَ التَّزَاوِيقَ الدُّخَانُ ، وَإِنْ لَمْ يَحْتَرِقِ الْبَيْتُ ». (٧)

__________________

العزم على الفاحشة ».

وفي المرآة : « يمكن حمله على أنّ مراد السائل أنّه مبتلى بمعاشرة امرأة يقع نظره عليها بغير اختيار فتعجبه ، فالمراد بصدق النيّة أن يعلم الله تعالى أنّه لا يتعمّد ذلك ، أو على أن يكون المراد بصدق النيّة النظر لإرادة التزويج ».

(١) في الوافي : ـ « الصدق ».

(٢) الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١١ ، ح ١٤٩١٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٠٨ ، ح ٢٥٦٨٧.

(٣) في « جد » وحاشية « م » : + « ولا صادقين ».

(٤) في « ن » : ـ « عن ».

(٥) في « ن » : + « ناراً ».

(٦) « في بيت مزوّق » أي مزيّن. قال الجوهري : « الزاووق : الزئبق في لغة أهل المدينة ، وهو يقع في التزاويق ؛ لأنّه يجعل مع الذهب على الحديد ، ثمّ يدخل في النار فيذهب منه الزئبق ويبقي الذهب ، ثمّ قيل لكلّ منقّش : مُزَوَّق وإن لم يكن فيه الزئبق ، وزوّقت الكلام والكتاب : إذا حسّنته وقوّمته ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٩٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١٩ ( زوق ).

(٧) الكافي ، كتاب الأيمان والنذور والكفّارات ، باب كراهية اليمين ، ح ١٤٦٧٤ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ،

٢٤٦

١٠٣١٤ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (١) ، قَالَ : « قَالَ يَعْقُوبُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ، لَاتَزْنِ ؛ فَإِنَّ الطَّائِرَ (٢) لَوْ زَنى لَتَنَاثَرَ رِيشُهُ ». (٣)

١٠٣١٥ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فِي الزِّنى خَمْسُ خِصَالٍ : يَذْهَبُ بِمَاءِ (٤) الْوَجْهِ ، وَيُورِثُ الْفَقْرَ ، وَيَنْقُصُ الْعُمُرَ ، وَيُسْخِطُ الرَّحْمنَ ، وَيُخَلِّدُ فِي النَّارِ (٥) ؛ نَعُوذُ (٦) بِاللهِ مِنَ النَّارِ ». (٧)

١٨٥ ـ بَابُ الزَّانِيَةِ‌

١٠٣١٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ‌

__________________

عن عمرو بن عثمان ، إلى قوله : « كاذبين ولا صادقين » الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٠ ، ح ١٤٩١٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣١٨ ، ح ٢٥٧١٩ ؛ وج ٢٣ ، ص ١٩٧ ، ذيل ح ٢٩٣٥٤ ، إلى قوله : « كاذبين ولا صادقين » ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٣١ ، ح ٧٠.

(١) في الوافي : + « عن أبيه ـ خ ».

(٢) في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي والوسائل والفقيه : « الطير ».

(٣) المحاسن ، ص ١٠٦ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٩٢ ، بسنده عن ابن فضّال ، عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٠ ، ح ٤٩٨٠ ، معلّقاً عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٧٥ الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٠ ، ح ١٤٩١٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٠٨ ، ح ٢٥٦٨٩.

(٤) في الوافي : « ببهاء ».

(٥) في المرآة : « قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ويخلّد في النار ، أي مع اعتقاد الحلّ ، أو المراد بالخلود المكث الطويل ».

(٦) في « بح ، بخ » : « فنعوذ ».

(٧) راجع : المحاسن ، ص ١٠٧ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٩٤ الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢٠٩ ، ح ١٤٩١٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢٥٦٩٠.

٢٤٧

ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « ثَلَاثَةٌ لَايُكَلِّمُهُمُ اللهُ (١) وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، مِنْهُمُ الْمَرْأَةُ تُوطِئُ (٢) فِرَاشَ زَوْجِهَا ». (٣)

١٠٣١٧ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي هِلَالٍ (٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِكِبْرِ (٥) الزِّنى؟ قَالُوا : بَلى ، قَالَ : هِيَ امْرَأَةٌ تُوطِئُ (٦) فِرَاشَ زَوْجِهَا (٧) ، فَتَأْتِي بِوَلَدٍ مِنْ غَيْرِهِ ، فَتُلْزِمُهُ زَوْجَهَا (٨) ، فَتِلْكَ الَّتِي لَايُكَلِّمُهَا اللهُ ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا يُزَكِّيهَا ، وَلَهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ». (٩)

__________________

(١) في « بخ » والكافي ، ح ١٠٢٨٧ والفقيه : + « يوم القيامة ».

(٢) في المحاسن وثواب الأعمال : + « على ».

(٣) الكافي ، كتاب النكاح ، باب الغيرة ، ح ١٠٢٨٧. وفي المحاسن ، ص ١٠٨ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٩٧ ، عن عثمان بن عيسى. ثواب الأعمال ، ص ٣١٢ ، ح ٥ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد. الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢١ ، ح ٤٩٨٣ ، معلّقاً عن ابن مسكان الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٩٢١ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٢٣٦ ، ح ٢٥٥٢٢ ؛ وص ٣١٤ ، ح ٢٥٧٠٩.

(٤) هكذا في « م ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد » وحاشية « بح ». وفي « بح ، بخ » والمطبوع : « إسحاق بن أبي الهلال ». وفي الوسائل : « إسحاق بن بلال ».

هذا ، وقد ورد الخبر في المحاسن ، ص ١٠٨ ، ح ٩٨ عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن أبي هلال عن أبي عبد الله عليه‌السلام. لكنّه ورد في الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٧٣ ، ح ٤٩٦١ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣١٢ ، ح ٦ عن محمّد بن أبي عمير عن إسحاق بن هلال عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وقد تقدّم في الكافي ، ح ٣١٥٧ رواية ابن أبي عمير عن إسحاق بن أبي هلال عن حديد عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

ثمّ إنّه ظهر ممّا تقدّم وقوع الخلل في ما ورد في تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٧٨ ، ح ٦٦ ؛ من نقل الخبر عن إسحاق بن أبي هلال عن عليّ عليه‌السلام مباشرةً ، كما أنّا لم نجد ذكراً لإسحاق بن بلال المذكور في الوسائل ، في موضع.

(٥) في الوسائل والفقيه وثواب الأعمال : « بأكبر ».

(٦) في المحاسن : + « على ».

(٧) في الوافي : « توطي ، على صيغة المعلوم ، أي تحمل على الوطي ، وفراش زوجها كناية عن نفسها. وتسمّى المرأة فراشاً لأنّ الرجل يفترشها ».

(٨) في المحاسن : ـ « فتلزمه زوجها ».

(٩) ثواب الأعمال ، ص ٣١٢ ، ح ٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن إسحاق بن هلال.

٢٤٨

١٠٣١٨ / ٣. عَلِيٌّ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٢) ، قَالَ : « اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلى امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلى أَهْلِ بَيْتِهَا مِنْ غَيْرِهِمْ (٣) ، فَأَكَلِ حَرَائِبَهُمْ (٤) ، وَنَظَرَ إِلى عَوْرَاتِهِمْ (٥) ». (٦)

١٨٦ ـ بَابُ اللِّوَاطِ‌

١٠٣١٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

__________________

الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٧٣ ، ح ٤٩٦١ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، عن إسحاق بن هلال ؛ المحاسن ، ص ١٠٨ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ٩٨ ، عن ابن أبي عمير ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٧٨ ، ح ٦٦ ، عن إسحاق بن أبي هلال ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٩٢٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٥٧١٠.

(١) في « م ، ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » : + « بن إبراهيم ».

(٢) في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » : + « أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٣) في الوافي : « من غيرهم ؛ يعني به ولدها الذي تلدها من الزنى ».

(٤) هكذا في « خ ، م ، ن ، بح ، بخ ، جد ، جع » وحاشية « بن » والوافي. وفي « بن ، جز » وحاشية « بف ، بن ، جت » والمطبوع : « خيراتهم ». وفي « جت » وحاشية اخرى لـ « بن » : « حرائثهم ». وفي حاشية ثالثة لـ « بن » : « حرابيهم ». وقال في الوافي : « الحريبة ـ بالمهملتين والمثنّاة التحتانيّة قبل الموحّدة ـ : مال الرجل الذي يقوم به أمره ويعيش به ، وقيل : هي بالثاء المثلّثة مكان الموحّدة ، أي مكاسبهم ». وراجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ( حرب ).

وفي مرآة العقول ، ج ٢٠ ، ص ٣٨٩ : « قوله عليه‌السلام : فأكل خيراتهم ، مثل هذه اللفظة ورد في أحاديث العامّة وصحّحوها بالباء الموحّدة والثاء المثلّثة ، قال في الفائق : إنّ المشركين لمّا بلغهم خروج أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى بدر يرصدون العير قال : اخرجوا إلى معايشكم وحرابثكم ، وروي بالثاء : الحراثبة : جمع حرثبة ، وهي المال الذي به قوام الرجل ، والحرائث : المكاسب من الاحتراث ، وهو اكتساب المال ، الواحد : حريثة ». وراجع : الفائق ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ( حرب ، حرث ).

(٥) العَوْرات : جمع عَورة ، وهي كلّ ما يستحيا منه إذا ظهر ... ومنه الحديث : المرأة عَوْرَةٌ ، جعلها نفسها عورة ؛ لأنّها إذا ظهرت يُستحيا منها ، كما يستحيا من العورة إذا ظهرت. النهاية ، ج ٣ ، ص ٣١٨ ( عور ).

(٦) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٧ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ الجعفريّات ، ص ١٠٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٩٢٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣١٥ ، ح ٢٥٧١١.

٢٤٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « حُرْمَةُ الدُّبُرِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ الْفَرْجِ ؛ إِنَّ اللهَ أَهْلَكَ أُمَّةً بِحُرْمَةِ (١) الدُّبُرِ ، وَلَمْ يُهْلِكْ أَحَداً بِحُرْمَةِ الْفَرْجِ ». (٢)

١٠٣٢٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (٤) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ جَامَعَ غُلَاماً ، جَاءَ جُنُباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٥) لَايُنَقِّيهِ مَاءُ الدُّنْيَا ، وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ ، وَأَعَدَّ لَهُ جَهَنَّمَ ، وَسَاءَتْ مَصِيراً ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ الذَّكَرَ لَيَرْكَبُ (٦) الذَّكَرَ ، فَيَهْتَزُّ الْعَرْشُ لِذلكَ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُؤْتى فِي حَقَبِهِ (٧) ، فَيَحْبِسُهُ اللهُ عَلى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتّى يَفْرُغَ اللهُ (٨) مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلى جَهَنَّمَ ، فَيُعَذَّبُ بِطَبَقَاتِهَا طَبَقَةً طَبَقَةً حَتّى يُرَدَّ إِلى أَسْفَلِهَا ، وَلَا يَخْرُجُ مِنْهَا ». (٩)

١٠٣٢١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : اللِّوَاطُ مَا دُونَ الدُّبُرِ ، وَالدُّبُرُ هُوَ الْكُفْرُ (١٠) ». (١١)

__________________

(١) في « بن » والوسائل : « لحرمة » في الموضعين.

(٢) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٧٧ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٧ ، ح ١٤٩٣٠ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢٥٧٤٥.

(٣) في « بن ، جد » : ـ « بن إبراهيم ».

(٤) في « جت » : « أبي جعفر ».

(٥) في الوسائل : « يوم القيامة جنباً » بدل « جنباً يوم القيامة ».

(٦) في الوسائل : « يركب ».

(٧) في الوافي : « في حقبه ، أي في خلفه ، والمحقب : المردف ». وراجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٤١١ ؛ القاموس‌المحيط ، ج ١ ، ص ١٥١ ( حقب ).

(٨) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : ـ « الله ».

(٩) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٧٨ ، من قوله : « فيحبسه الله على جسر جهنّم » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٧ ، ح ١٤٩٣١ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢٥٧٤٤ ، إلى قوله : « فيهتزّ العرش لذلك ».

(١٠) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : هو الكفر ، أي بمنزلة الكفر في شدّة العذاب وطوله ، وربّما يحمل على الاستحلال ».

(١١) الجعفريّات ، ص ١٣٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام. وفي التهذيب ، ج ١٠ ، ص ٥٣ ، ح ١٩٧ ؛ والاستبصار ، ج ٤ ، ص ٢٢١ ، ح ٨٢٨ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام من دون الإسناد

٢٥٠

١٠٣٢٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام فِي قَوْلِ (١) لُوطٍ عليه‌السلام : ( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ ) (٢) فَقَالَ : « إِنَّ إِبْلِيسَ أَتَاهُمْ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ ، فِيهِ (٣) تَأْنِيثٌ ، عَلَيْهِ (٤) ثِيَابٌ حَسَنَةٌ ، فَجَاءَ إِلى شَبَابٍ مِنْهُمْ ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقَعُوا (٥) بِهِ ، وَلَوْ (٦) طَلَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَقَعَ بِهِمْ لَأَبَوْا عَلَيْهِ ، وَلكِنْ طَلَبَ إِلَيْهِمْ أَنْ يَقَعُوا بِهِ ، فَلَمَّا وَقَعُوا بِهِ الْتَذُّوهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ ، فَأَحَالَ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ». (٧)

١٠٣٢٣ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي (٨) زَكَرِيَّا بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرٍو (٩) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ قَوْمُ لُوطٍ مِنْ أَفْضَلِ قَوْمٍ خَلَقَهُمُ اللهُ ، فَطَلَبَهُمْ إِبْلِيسُ الطَّلَبَ الشَّدِيدَ ، وَكَانَ مِنْ فَضْلِهِمْ (١٠) وَخِيَرَتِهِمْ (١١) أَنَّهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْعَمَلِ خَرَجُوا‌

__________________

إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف. وفي المحاسن ، ص ١١٢ ، كتاب عقاب الأعمال ، ذيل ح ١٠٤ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣١٦ ، ح ٦ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٨ ، ح ١٤٩٣٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٥٧٧٠.

(١) هكذا في « م ، ن ، بخ ، بف ، بن ، جد » والوافي والعلل. وفي سائر النسخ والمطبوع : « في قوم ».

(٢) العنكبوت (٢٩) : ٢٨.

(٣) في « م ، بح ، بن » وحاشية « بخ » والوسائل : « فيها ».

(٤) في الوسائل : « وعليه ».

(٥) في « بخ » : « أن يفعلوا ».

(٦) هكذا في « م ، ن ، بخ ، بف ، بن ، جد » والوافي والوسائل والعلل. في « بح ، جت » والمطبوع : « فلو ».

(٧) علل الشرائع ، ص ٥٤٧ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٨ ، ح ١٤٩٣٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢٥٧٤٦.

(٨) في « بن » : « أخبرنا ».

(٩) في الوسائل : « عمر ».

(١٠) في « بح » : « أفضلهم ».

(١١) في ثواب الأعمال : « قصّتهم وخبرهم » بدل « فضلهم وخيرتهم ».

٢٥١

بِأَجْمَعِهِمْ ، وَتَبْقَى (١) النِّسَاءُ خَلْفَهُمْ ، فَلَمْ يَزَلْ (٢) إِبْلِيسُ يَعْتَادُهُمْ (٣) ، فَكَانُوا (٤) إِذَا رَجَعُوا خَرَّبَ إِبْلِيسُ مَا يَعْمَلُونَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَعَالَوْا نَرْصُدْ (٥) هذَا (٦) الَّذِي يُخَرِّبُ مَتَاعَنَا ، فَرَصَدُوهُ ، فَإِذَا هُوَ غُلَامٌ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الْغِلْمَانِ ، فَقَالُوا لَهُ : أَنْتَ الَّذِي تُخَرِّبُ مَتَاعَنَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ (٧)؟ فَاجْتَمَعَ (٨) رَأْيُهُمْ عَلى أَنْ يَقْتُلُوهُ ، فَبَيَّتُوهُ (٩) عِنْدَ رَجُلٍ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ صَاحَ ، فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ؟ فَقَالَ (١٠) : كَانَ أَبِي يُنَوِّمُنِي عَلى (١١) بَطْنِهِ ، فَقَالَ لَهُ : تَعَالَ ، فَنَمْ عَلى بَطْنِي ».

قَالَ : « فَلَمْ يَزَلْ يَدْلُكُ (١٢) الرَّجُلَ حَتّى عَلَّمَهُ (١٣) أَنْ (١٤) يَفْعَلَ (١٥) بِنَفْسِهِ ، فَأَوَّلاً عَلَّمَهُ (١٦)

__________________

(١) في « بف » والمحاسن : « ويبقى ».

(٢) في « م ، ن ، بن ، جد » : « فكان ».

(٣) في « بف » : « يعتاد بهم ». وفي حاشية « ن » : « بقيادهم ». وفي المحاسن : « فلمّا حسدهم إبليس لعبادتهم ». وفي ثواب الأعمال : « فأتى إبليس عبادتهم » ، كلاهما بدل « فلم يزل إبليس يعتادهم ». وفي الوافي : « يعتادهم ، أي يجيئهم ويأتيهم ». وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : يعتادهم ، أي يعتاد المجي‌ء إليهم كلّ يوم ، أو ينتابهم كلّما رجعوا أقبل إبليس ، قال الفيروز آبادي : العود : انتياب الشي‌ء كالاعتياد ». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٣٩ ( عود ).

(٤) في « بخ ، بف » والوافي وثواب الأعمال : « وكانوا ». وفي « بح ، جت » : « وكان ». وفي البحار والمحاسن : « كانوا ».

(٥) « نرصد » ، أي نمكّن ونرقب ، يقال : رصدته ، إذا قعدت له على طريقه تترقّبه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ( رصد ).

(٦) في الوافي : « لهذا ».

(٧) في البحار : + « اخرى ». وفي المحاسن : + « فقال : نعم ، فأخذوه ».

(٨) في البحار : « فأجمع ».

(٩) في الوافي : « فبيّتوه : حبسوه ليلاً ».

(١٠) في « بف » والمحاسن : « قال ».

(١١) في المحاسن : « في » في الموضعين.

(١٢) في « م ، بخ ، بف ، بن » وحاشية « جت » والوافي : « بذلك ». وفي الوافي : « فلم يزل بذلك الرجل ، أي متعلّقاً به ، وفي بعض النسخ : يدلك ، بالمثنّاة التحتيّة والدال المهملة ، أي يلمس بعض جسده بجسده ».

(١٣) في المرآة : « في النسخ : علّمه ، بتقديم اللام في الموضعين ، ولعلّ الأظهر تقديم الميم ، أي أوّلاً أدخل إبليس‌ذكر الرجل ، وثانياً أدخل الرجل ذكره ، وعلى ما في النسخ لعلّ المعنى أنّه كان أوّلاً معلّم هذا الفعل ؛ حيث علّمه ذلك الرجل ، ثمّ صار الرجل معلّم الناس ».

(١٤) هكذا في « م ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والمحاسن. وفي سائر النسخ والمطبوع : « أنّه ».

(١٥) في « جت » والمحاسن : « يعمل ».

(١٦) في ثواب الأعمال : « عمله ».

٢٥٢

إِبْلِيسُ ، وَالثَّانِيَةَ عَلَّمَهُ (١) هُوَ ، ثُمَّ انْسَلَّ (٢) فَفَرَّ مِنْهُمْ ، وَأَصْبَحُوا (٣) فَجَعَلَ الرَّجُلُ يُخْبِرُ بِمَا فَعَلَ بِالْغُلَامِ ، وَيُعَجِّبُهُمْ مِنْهُ ، وَهُمْ (٤) لَايَعْرِفُونَهُ ، فَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِيهِ حَتّى اكْتَفَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ (٥) بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ ، ثُمَّ جَعَلُوا (٦) يَرْصُدُونَ مَارَّةَ (٧) الطَّرِيقِ (٨) ، فَيَفْعَلُونَ بِهِمْ حَتّى تَنَكَّبَ (٩) مَدِينَتَهُمُ النَّاسُ ، ثُمَّ تَرَكُوا نِسَاءَهُمْ ، وَأَقْبَلُوا (١٠) عَلَى الْغِلْمَانِ.

فَلَمَّا رَأى (١١) أَنَّهُ قَدْ أَحْكَمَ أَمْرَهُ فِي الرِّجَالِ ، جَاءَ (١٢) إِلَى النِّسَاءِ ، فَصَيَّرَ نَفْسَهُ امْرَأَةً ، فَقَالَ (١٣) : إِنَّ رِجَالَكُنَّ يَفْعَلُ (١٤) بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ ، قَالُوا (١٥) : نَعَمْ قَدْ رَأَيْنَا ذلِكَ (١٦) ، وَكُلَّ ذلِكَ يَعِظُهُمْ لُوطٌ وَيُوصِيهِمْ ، وَإِبْلِيسُ يُغْوِيهِمْ (١٧) حَتّى اسْتَغْنَى النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ، فَلَمَّا كَمَلَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ ، بَعَثَ اللهُ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ وإِسْرَافِيلَ : فِي زِيِّ غِلْمَانٍ ، عَلَيْهِمْ أَقْبِيَةٌ (١٨) ،

__________________

(١) في المحاسن وثواب الأعمال : « عمله ».

(٢) الانسلال : المُضيّ والخروج من مضيق أو زحام ، وانطلاق في استخفاء ، والخروج برفق ؛ من السلّ ، وهو انتزاع الشي‌ء وإخراجه في رِفْق. واختار العلاّمة الفيض في الوافي المعنى الثالث والعلاّمة المجلسي المعنى الأوّل. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٣٨ ( سلل ).

(٣) في البحار وثواب الأعمال : « فأصبحوا ».

(٤) في المحاسن وثواب الأعمال : « شي‌ء » بدل « وهم ».

(٥) في البحار والمحاسن وثواب الأعمال : ـ « بالرجال ».

(٦) في « ن » : « فجعلوا ».

(٧) في « بخ ، بف » : « مارّاً ». وفي المحاسن وثواب الأعمال : « مارّ ».

(٨) في « بح ، بخ » : « بالطريق ».

(٩) في « بخ » : « شكت ». وفي المحاسن : « تركت ». وفي ثواب الأعمال : « ترك ». والتنكّب عن الشي‌ء : هو الميل والعدول عنه والتجنّب. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٧٠ ( نكب ).

(١٠) في المحاسن وثواب الأعمال : « فأقبلوا ».

(١١) في المحاسن وثواب الأعمال : + « إبليس ».

(١٢) في المحاسن وثواب الأعمال : « دار ».

(١٣) في « م ، بخ ، بف ، بن » وحاشية « جت » والوافي والبحار والمحاسن وثواب الأعمال : « ثمّ قال ».

(١٤) في المحاسن : « يفعلون ».

(١٥) في الوافي والمحاسن وثواب الأعمال : « قلن ».

(١٦) في المحاسن : + « فقال : وأنتنّ افعلن كذلك ، وعلّمهنّ المساحقة ، ففعلن حتّى استغنت النساء بالنساء ».

(١٧) في « بن ، جد » : ـ « وإبليس يغويهم ».

(١٨) الأقبية : جمع القباء ، وهو الذي يلبس ، معروف. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥٨ ( قبا ).

٢٥٣

فَمَرُّوا بِلُوطٍ وَهُوَ يَحْرُثُ ، قَالَ (١) : أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ مَا (٢) رَأَيْتُ أَجْمَلَ مِنْكُمْ قَطُّ؟ قَالُوا : إِنَّا (٣) أَرْسَلَنَا سَيِّدُنَا إِلى رَبِّ هذِهِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : أَوَ لَمْ يَبْلُغْ سَيِّدَكُمْ مَا يَفْعَلُ أَهْلُ هذِهِ الْمَدِينَةِ يَا بَنِيَّ؟ إِنَّهُمْ ـ وَاللهِ ـ يَأْخُذُونَ الرِّجَالَ ، فَيَفْعَلُونَ بِهِمْ حَتّى يَخْرُجَ الدَّمُ ، فَقَالُوا : أَمَرَنَا سَيِّدُنَا أَنْ نَمُرَّ وَسَطَهَا ، قَالَ : فَلِي إِلَيْكُمْ حَاجَةٌ ، قَالُوا : وَمَا هِيَ؟ قَالَ (٤) : تَصْبِرُونَ هاهُنَا إِلَى اخْتِلَاطِ الظَّلَامِ ».

قَالَ (٥) : « فَجَلَسُوا » قَالَ : « فَبَعَثَ ابْنَتَهُ ، فَقَالَ : جِيئِي (٦) لَهُمْ بِخُبْزٍ ، وَجِيئِي لَهُمْ بِمَاءٍ فِي الْقُرْعَةِ (٧) ، وَجِيئِي (٨) لَهُمْ عَبَاءً (٩) يَتَغَطَّوْنَ بِهَا مِنَ الْبَرْدِ ، فَلَمَّا أَنْ ذَهَبَتِ الِابْنَةُ (١٠) ، أَقْبَلَ الْمَطَرُ وَالْوَادِي (١١) ، فَقَالَ لُوطٌ : السَّاعَةَ يَذْهَبُ بِالصِّبْيَانِ الْوَادِي (١٢) ، قُومُوا حَتّى نَمْضِيَ (١٣) ، وَجَعَلَ (١٤) لُوطٌ يَمْشِي فِي أَصْلِ الْحَائِطِ ، وَجَعَلَ جَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ يَمْشُونَ (١٥) وَسَطَ الطَّرِيقِ ، فَقَالَ : يَا بَنِيَّ ، امْشُوا هاهُنَا ، فَقَالُوا : أَمَرَنَا سَيِّدُنَا أَنْ نَمُرَّ فِي وَسَطِهَا ، وكَانَ لُوطٌ يَسْتَغْنِمُ الظَّلَامَ ، وَمَرَّ إِبْلِيسُ فَأَخَذَ مِنْ حِجْرِ امْرَأَةٍ صَبِيّاً ، فَطَرَحَهُ فِي الْبِئْرِ ، فَتَصَايَحَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ عَلى (١٦) بَابِ لُوطٍ ، فَلَمَّا أَنْ (١٧) نَظَرُوا إِلَى الْغِلْمَانِ‌

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والمحاسن. وفي المطبوع : « فقال ».

(٢) في المحاسن وثواب الأعمال : « فما ».

(٣) في المحاسن وثواب الأعمال : ـ « إنّا ».

(٤) في « بخ » : « قالوا ».

(٥) في المحاسن : ـ « قال ».

(٦) في المحاسن : « جيئني » في الموضعين.

(٧) في الوافي : « القرعة : واحدة القرع ، وهو حمل اليقطين ». والقرعة أيضاً : الجِراب الواسع يلقى فيه الطعام ، والجراب الصغير. والجِراب : وعاء من جلد الشاة. راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٦٩ ( قرع ).

(٨) في المحاسن : « وجيئني ».

(٩) في المحاسن : « بعباء ».

(١٠) في المحاسن وثواب الأعمال : « إلى بيت » بدل « الابنة ».

(١١) في المحاسن وثواب الأعمال : « وامتلأ الوادي ».

(١٢) في « م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد » والمحاسن : + « قال ». وفي « بن » : + « قالوا ». وفي المحاسن : + « فقوموا ».

(١٣) في « بح ، جت » : « تمضي ».

(١٤) في المحاسن وثواب الأعمال : « فجعل ».

(١٥) في المحاسن وثواب الأعمال : + « في ».

(١٦) في « بح ، بخ ، بف » : « إلى ».

(١٧) في المحاسن وثواب الأعمال : ـ « أن ».

٢٥٤

فِي مَنْزِلِ لُوطٍ (١) ، قَالُوا : يَا لُوطُ ، قَدْ دَخَلْتَ فِي عَمَلِنَا؟ فَقَالَ : هؤُلَاءِ ضَيْفِي ، فَلَا تَفْضَحُونِ فِي ضَيْفِي ، قَالُوا : هُمْ ثَلَاثَةٌ ، خُذْ (٢) وَاحِداً ، وَأَعْطِنَا اثْنَيْنِ ».

قَالَ : « فَأَدْخَلَهُمُ (٣) الْحُجْرَةَ ، وَقَالَ لُوطٌ (٤) : لَوْ أَنَّ لِي أَهْلَ بَيْتٍ يَمْنَعُونِّي مِنْكُمْ ».

قَالَ : « وَتَدَافَعُوا عَلَى الْبَابِ ، وَكَسَرُوا (٥) بَابَ لُوطٍ ، وَطَرَحُوا لُوطاً ، فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِيلُ : ( إِنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ) (٦) فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ بَطْحَاءَ (٧) ، فَضَرَبَ بِهَا (٨) وُجُوهَهُمْ ، وَقَالَ : شَاهَتِ (٩) الْوُجُوهُ ، فَعَمِيَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ ، وَقَالَ (١٠) لَهُمْ لُوطٌ : يَا رُسُلَ رَبِّي ، فَمَا (١١) أَمَرَكُمْ رَبِّي (١٢) فِيهِمْ؟ قَالُوا (١٣) : أَمَرَنَا أَنْ نَأْخُذَهُمْ بِالسَّحَرِ (١٤) ، قَالَ : فَلِي إِلَيْكُمْ حَاجَةٌ ، قَالُوا : وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ : تَأْخُذُونَهُمُ السَّاعَةَ (١٥) ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَبْدُوَ (١٦) لِرَبِّي فِيهِمْ (١٧) ، فَقَالُوا : يَا لُوطُ ( إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ) (١٨) لِمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ؟ فَخُذْ أَنْتَ بَنَاتِكَ ، وَامْضِ وَدَعِ امْرَأَتَكَ ».

__________________

(١) في المحاسن : « منزله » بدل « منزل لوط ».

(٢) في « بن » : « تأخذ ». وفي « ن » : + « منهم ».

(٣) في « م ، ن ، بخ ، جت » : « وأدخلهم ». وفي المحاسن : + « أنت ».

(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والمحاسن وثواب الأعمال. وفي المطبوع : ـ « لوط ».

(٥) في المحاسن وثواب الأعمال : « فكسروا ».

(٦) هود (١١) : ٨١.

(٧) البطحاء : الحصى الصغار ، والبطحاء أيضاً : مسيل واسع فيه دِقاق الحصى. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤١٣ ( بطح ).

(٨) في « م » : ـ « بها ».

(٩) « شاهت الوجوه » ، أي قبحت. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٣٨ ( شوه ).

(١٠) في « م ، بح ، بن » : « قال » بدون الواو. وفي المحاسن وثواب الأعمال : « فقال ».

(١١) في المحاسن وثواب الأعمال : « بما ».

(١٢) في « م ، ن ، بن » والمحاسن : ـ « ربّي ».

(١٣) في « بن » : « فقالوا ».

(١٤) في المحاسن : « بسحر ».

(١٥) في « جت » : « للساعة ».

(١٦) في الوافي : « أن يبدو ، من البداء ، أي ينشأ له فيهم أمر آخر فلم يأخذهم ».

(١٧) في ثواب الأعمال : ـ « فإنّي أخاف أن يبدو لربّي فيهم ».

(١٨) هود (١١) : ٨١.

٢٥٥

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « رَحِمَ اللهُ لُوطاً لَوْ يَدْرِي (١) مَنْ مَعَهُ فِي الْحُجْرَةِ ، لَعَلِمَ (٢) أَنَّهُ مَنْصُورٌ حَيْثُ (٣) يَقُولُ : ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) (٤) أَيُّ رُكْنٍ أَشَدُّ مِنْ جَبْرَئِيلَ مَعَهُ فِي الْحُجْرَةِ؟ فَقَالَ (٥) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِمُحَمَّدٍ (٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( وَما هِيَ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ) (٧) : مِنْ ظَالِمِي أُمَّتِكَ إِنْ عَمِلُوا مَا عَمِلَ (٨) قَوْمُ لُوطٍ ».

قَالَ : « وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ أَلَحَّ فِي وَطْيِ الرِّجَالِ ، لَمْ يَمُتْ حَتّى يَدْعُوَ الرِّجَالَ إِلى نَفْسِهِ ». (٩)

١٠٣٢٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْحَمَّارِ (١٠) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ أَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ فِي إِهْلَاكِ (١١) قَوْمِ لُوطٍ : جَبْرَئِيلَ ومِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَكَرُوبِيلَ ، فَمَرُّوا بِإِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام وَهُمْ مُعْتَمُّونَ ،

__________________

(١) في المحاسن : « لم يدر » بدل « لو يدرى ».

(٢) في المحاسن : « ولم يعلم ».

(٣) في المحاسن وثواب الأعمال : « حين ».

(٤) هود (١١) : ٨٠.

(٥) في « م ، بن » والمحاسن وثواب الأعمال : « قال ».

(٦) في المحاسن : + « نبيّه ».

(٧) هود (١١) : ٨٣. وفي « م » والمحاسن وثواب الأعمال : + « أي ».

(٨) في الوافي : « على » بدل « عمل ».

(٩) المحاسن ، ص ١١٠ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٠٣ ، عن محمّد بن سعيد. ثواب الأعمال ، ص ٣١٤ ، ح ٢ و ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٢١٨ ، ح ١٤٩٣٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٢٩ ، ح ٢٥٧٤٧ ، ملخّصاً ؛ البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٦٦ ، إلى قوله : « وإبليس يغويهم حتّى استغنى النساء بالنساء ».

(١٠) في « بخ وحاشية « ن » : « أبي زيد الحمّار ». وقال المحقّق الشعراني في هامش الوافي : « عن أبي يزيد الحمّار ، يحتمل قويّاً زيادة « عن » ، وأبو يزيد كنية فرقد ، على ما في كتاب الروضة من الكافي ». لكنّ المساعدة عليه مشكل ؛ فإنّه لم يلقّب داود بن فرقد بالحمّار : لا في ترجمته ولا في شي‌ءٍ من الأسناد. أضف إلى ذلك ما ورد في الكافي ، ح ١٥٣٢٠ بسند آخر عن ابن فضّال ، عن داود بن أبي يزيد ـ وهو فرقد ـ عن أبي يزيد الحمّار عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

(١١) في « بخ ، بف » : « هلاك ».

٢٥٦

فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَعْرِفْهُمْ (١) ، وَرَأى هَيْئَةً حَسَنَةً ، فَقَالَ : لَايَخْدُمُ هؤُلَاءِ إِلاَّ أَنَا بِنَفْسِي ، وَكَانَ صَاحِبَ ضِيَافَةٍ ، فَشَوى لَهُمْ عِجْلاً (٢) سَمِيناً حَتّى أَنْضَجَهُ (٣) ، ثُمَّ قَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا وَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ( رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ (٤) وَأَوْجَسَ (٥) مِنْهُمْ خِيفَةً ) (٦) فَلَمَّا رَأى ذلِكَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام ، حَسَرَ (٧) الْعِمَامَةَ عَنْ وَجْهِهِ (٨) ، فَعَرَفَهُ إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام ، فَقَالَ : أَنْتَ هُوَ؟ قَالَ : نَعَمْ.

وَمَرَّتْ سَارَةُ امْرَأَتُهُ ، فَبَشَّرَهَا بِإِسْحَاقَ ( وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ ) (٩) فَقَالَتْ : مَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَأَجَابُوهَا (١٠) بِمَا فِي الْكِتَابِ (١١) ، فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ : لِمَا ذَا (١٢) جِئْتُمْ؟ قَالُوا : فِي إِهْلَاكِ (١٣) قَوْمِ لُوطٍ ، فَقَالَ لَهُمْ (١٤) : إِنْ كَانَ فِيهِمْ (١٥) مِائَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَتُهْلِكُونَهُمْ؟ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ (١٦) : لَا ، قَالَ : فَإِنْ (١٧) كَانَ فِيهَا خَمْسُونَ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِنْ (١٨) كَانَ فِيهَا ثَلَاثُونَ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِنْ (١٩) كَانَ فِيهَا (٢٠) عِشْرُونَ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِنْ كَانَ فِيهَا (٢١)

__________________

(١) في « م ، بح ، بخ » : « ولم يعرفهم ».

(٢) العِجْل : ولد البقرة ، أو هو ولد البقرة مادام له شهر ، وبعده ينتقل عنه الاسم. راجع : لسان العرب ، ج ١٦ ، ص ٤٢٩ ( عجل ).

(٣) يقال : نضج اللحم ، أي أدرك وطاب أكله ، وأنضجته بالطبخ. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٠٩ ( نضج ). (٤) في الوافي : « فنكرهم ».

(٥) « أوجس » ، أي أحسّ وأضمر. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٩٢ ( وجس ).

(٦) هود (١١) : ٧٠.

(٧) « حسر العمامة » ، من باب ضرب ، أي كشفها. راجع : المصباح المنير ، ص ١٣٥ ( حسر ).

(٨) في « بن » : ـ « عن وجهه ». وفي الوافي عن بعض النسخ والكافي ، ح ١٥٣٢٠ : + « وعن رأسه ».

(٩) هود (١١) : ٧١.

(١٠) في « بح ، بخ ، بف » والوافي وتفسير العيّاشي ، ح ٤٦ : « وأجابوها ».

(١١) في الوافي : + « العزيز ». (١٢) في « بف » : « بماذا ».

(١٣) في « بن » وتفسير العيّاشي ، ح ٤٦ : « هلاك ». (١٤) في « بح » : ـ « لهم ».

(١٥) في « م ، بخ ، بف ، بن » وحاشية « ن ، جت » والوافي والكافي ، ح ١٥٣٢٠ وتفسير العيّاشي ، ح ٤٦ : « فيها ».

(١٦) في « بخ » : + « قال ».

(١٧) في « ن ، بخ » : « وإن ».

(١٨) في « ن » : « وإن ».

(١٩) في « بخ » : « وإن ».

(٢٠) في « جد » : ـ « فيها ». (٢١) في « م ، جد » : ـ « فيها ».

٢٥٧

عَشَرَةٌ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِنْ كَانَ فِيهَا (١) خَمْسَةٌ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِنْ (٢) كَانَ فِيهَا وَاحِدٌ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِنَّ ( فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ ) (٣) ».

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (٤) : قَالَ : « لَا أَعْلَمُ (٥) هذَا الْقَوْلَ إِلاَّ وَهُوَ يَسْتَبْقِيهِمْ (٦) ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ ) (٧) فَأَتَوْا لُوطاً ـ وَهُوَ فِي زِرَاعَةٍ قُرْبَ الْقَرْيَةِ (٨) ـ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَهُمْ مُعْتَمُّونَ ، فَلَمَّا (٩) رَأى هَيْئَةً حَسَنَةً ، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ ، وَعَمَائِمُ بِيضٌ ، فَقَالَ لَهُمُ : الْمَنْزِلَ (١٠)؟ فَقَالُوا : نَعَمْ ، فَتَقَدَّمَهُمْ ، وَمَشَوْا خَلْفَهُ ، فَنَدِمَ (١١) عَلى‌

__________________

(١) في « بن ، جد » : ـ « فيها ».

(٢) في « بخ » والوافي : « وإن ». وفي « بح » : « إن ».

(٣) العنكبوت (٢٩) : ٣٢. وفي الوافي عن بعض النسخ : + « ثمّ مضوا ».

(٤) في الكافي ، ح ١٥٣٢٠ : « الحسن العسكري أبو محمّد » بدل « الحسن بن عليّ ». وفي الوافي : « قال الحسن بن‌عليّ ؛ يعني ابن فضّال ، وفي الروضة : أبو محمّد بدل الحسن بن عليّ ، وهو كنية ابن فضّال ، وربّما يوجد في بعض النسخ : أبو محمّد الحسن العسكري ، ويستفاد من هذه النسخة أنّ الخبر مرويّ من تفسير الإمام ». وقال المحقّق الشعراني في هامشه : « قوله : وربما يوجد في بعض النسخ : أبو محمّد الحسن العسكري ، وهذه النسخة من تصرّفات بعض النسّاخ قطعاً ، ولا يمكن أن يكون الرواية مأخوذة عن التفسير المنسوب إلى الإمام عليه‌السلام ؛ إذ ليس في أسناد الحديث أحد من رواة التفسير المذكور ».

وفي المرآة : « قوله : قال الحسن بن عليّ ، أي ابن فضّال الراوي للخبر ، وفي تفسير العيّاشي قال : قال الحسن بن عليّ : لا أعلم ، وقيل : إنّ المراد الحسن المجتبى ، والقائل هو الصادق عليه‌السلام ، أي قال الحسن عليه‌السلام : قال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند ذكر هذه القصّة هذا الكلام. وفي الروضة : قال الحسن العسكري أبو محمّد عليه‌السلام برواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، والظاهر أنّه من زيادة النسّاخ ، وكان في الأصل : قال الحسن أبو محمّد ، وهو كنية لابن فضّال ، فظنّوا أنّه العسكري عليه‌السلام ، ويحتمل أن يكون من كلام محمّد بن يحيى ذكر ذلك بين الرواية ، لرواية اخرى وصلت إليه عنه عليه‌السلام ، وعلى التقادير المعنى : أظنّ غرض إبراهيم عليه‌السلام كان استبقاء القوم والشفاعة لهم ، لا لإنجاء لوط من بينهم ؛ لأنّه كان يعلم أنّ الله لا يعذّب نبيّه بعمل قومه ». وراجع : تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٥٣ ، ح ٤٦.

(٥) في الوافي : « قال : لا أعلم ، المستتر في قال لداود بن فرقد ، أو الصادق عليه‌السلام ».

(٦) في « بخ » : « يستفتهم ». وفي الوافي : « يستبقيهم ، أي يطلب بقاءهم وأن لا ينزل عليهم العذاب ».

(٧) هود (١١) : ٧٤.

(٨) في الكافي ، ح ١٥٣٢٠ : « المدينة ».

(٩) في الكافي ، ح ١٥٣٢٠ : + « رآهم ».

(١٠) في الوافي : « المنزل ، أي تعالوا إلى المنزل ».

(١١) في « م ، بخ » والوافي : « فتندّم ».

٢٥٨

عَرْضِهِ الْمَنْزِلَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ (١) : أَيَّ شَيْ‌ءٍ صَنَعْتُ (٢)؟ آتِي بِهِمْ قَوْمِي وَأَنَا (٣) أَعْرِفُهُمْ (٤)؟ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ شِرَاراً (٥) مِنْ خَلْقِ اللهِ ، قَالَ (٦) جَبْرَئِيلُ : لَانُعَجِّلُ (٧) عَلَيْهِمْ حَتّى يَشْهَدَ (٨) عَلَيْهِمْ (٩) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (١٠) ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ : هذِهِ وَاحِدَةٌ ، ثُمَّ مَشى سَاعَةً ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ (١١) شِرَاراً (١٢) مِنْ خَلْقِ اللهِ ، فَقَالَ (١٣) جَبْرَئِيلُ : هذِهِ ثِنْتَانِ (١٤) ، ثُمَّ مَشى (١٥) ، فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الْمَدِينَةِ ، الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ شِرَاراً (١٦) مِنْ خَلْقِ اللهِ ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام : هذِهِ الثَّالِثَةُ ، ثُمَّ دَخَلَ وَدَخَلُوا مَعَهُ حَتّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ ، فَلَمَّا رَأَتْهُمُ امْرَأَتُهُ رَأَتْ هَيْئَةً حَسَنَةً ، فَصَعِدَتْ فَوْقَ السَّطْحِ ، وَصَفَّقَتْ (١٧) ، فَلَمْ يَسْمَعُوا ، فَدَخَّنَتْ ، فَلَمَّا رَأَوُا الدُّخَانَ ، أَقْبَلُوا إِلَى الْبَابِ (١٨) يُهْرَعُونَ (١٩) حَتّى جَاؤُوا‌

__________________

(١) في « م ، بن ، جد » : « قال ».

(٢) في « بح » : « ضيّعت ».

(٣) في « بف » : « وإنّي ».

(٤) في الوافي : « وأنا أعرفهم ، أي بسوء فعالهم وأنّهم طالبوا أمثال هؤلاء الغلمان ».

(٥) في « م ، ن ، جت » : « شرار ».

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « فقال ».

(٧) في « م ، جد » : « لا تعجّل ».

(٨) في « بخ » : « حتّى تشهد ». وفي « بن » بالتاء والياء معاً.

(٩) في الوافي : « حتّى يشهد عليهم ؛ يعني لوطاً بالفسق ».

(١٠) في الكافي ، ح ١٥٣٢٠ : « ثلاث شهادات » بدل « عليهم ثلاث مرّات ».

(١١) في « بخ » والكافي ، ح ١٥٣٢٠ : « تأتون ».

(١٢) في « ن ، بن ، جت ، جد » : « شرار ».

(١٣) في « م ، ن » : « قال ».

(١٤) في « بخ » : « الثنتان ».

(١٥) في « بن » : ـ « ثمّ مشى ». وفي الكافي ، ح ١٥٣٢٠ : « ثمّ مضى ».

(١٦) في « م ، ن ، بن ، جت ، جد » : « شرارَ ».

(١٧) في « م ، ن ، بخ ، بف ، بن ، جد » والوافي : « فصفقت ». وفي الكافي ، ح ١٥٣٢٠ : « وصعقت ». والصفق‌والتصفيق : الضرب الذي يسمع له صوت ، والمراد هنا ضرب إحدى كفّيها على الاخرى ، كما نصّ عليه في الوافي ، يقال : صفّق باليد ، أي صوّت بها. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢٠٠ و ٢٠١ ( صفق ).

(١٨) في « بح ، بف ، جت » والوافي : ـ « إلى الباب ».

(١٩) قال الجوهري : « الإهراع : الإسراع ، وقوله تعالى : ( وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ) [ هود (١١) : ٧٨ ] قال

٢٥٩

إِلَى الْبَابِ ، فَنَزَلَتْ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَتْ : عِنْدَهُ قَوْمٌ مَا رَأَيْتُ قَوْماً قَطُّ أَحْسَنَ هَيْئَةً مِنْهُمْ (١) ، فَجَاؤُوا إِلَى الْبَابِ لِيَدْخُلُوا ، فَلَمَّا رَآهُمْ لُوطٌ قَامَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ لَهُمْ : يَا قَوْمِ ( فَاتَّقُوا (٢) اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ) وَقَالَ : ( هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) (٣) فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحَلَالِ (٤) فَقَالُوا (٥) : ( ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ ) (٦) فَقَالَ لَهُمْ : ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) (٧) فَقَالَ جَبْرَئِيلُ : لَوْ يَعْلَمُ أَيُّ قُوَّةٍ لَهُ (٨) ».

قَالَ : « فَكَاثَرُوهُ (٩) حَتّى دَخَلُوا الْبَيْتَ ، فَصَاحَ بِهِ (١٠) جَبْرَئِيلُ ، وَقَالَ (١١) : يَا لُوطُ ، دَعْهُمْ يَدْخُلُونَ (١٢) ، فَلَمَّا دَخَلُوا أَهْوى جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام بِإِصْبَعِهِ نَحْوَهُمْ ، فَذَهَبَتْ أَعْيُنُهُمْ ، وَهُوَ‌

__________________

أبو عبيدة : أي يُسْتَحَثُّونَ إليه ، كأنّه يحثّ بعضهم بعضاً ». وقال الفيّومي : « هُرِ عَ واهْرِ عَ بالبناء فيهما للمفعول ، إذا اعجل على الإسراع ». وقيل غير ذلك. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣٠٦ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٦٩ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٣٧ ( هرع ).

(١) في « ن ، بح ، بخ ، جت » والوافي والكافي ، ح ١٥٣٢٠ : « منهم هيئة ».

(٢) هكذا في النسخ والمطبوع. وفي المصحف : « فاتّقوا ».

(٣) هود (١١) : ٧٨.

(٤) في مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٣١٥ ، ذيل الآية المذكورة : « اختلف أيضاً في كيفيّة عرضهنّ ، فقيل : بالتزويج ، وكان يجوز في شرعه تجويز المؤمنة من الكافر ، وكذا كان يجوز أيضاً في مبتدأ الإسلام ، وقد زوّج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنته من أبي العاص بن الربيع قبل أن يسلم ، ثمّ نسخ ذلك. وقيل : أراد التزويج بشرط الإيمان ، عن الزجّاج ، وكانوا يخطبون بناته فلا يزوّجهنّ منهم لكفرهم. وقيل : إنّه كان لهم سيّدان مطاعان فيهم ، فأراد أن يزوّجها بنتيه : زعوراء ورتياء ».

(٥) في الوافي والكافي ، ح ١٥٣٢٠ : + « لقد علمت ».

(٦) هود (١١) : ٧٩.

(٧) هود (١١) : ٨٠.

(٨) في « بح » : « لي ».

(٩) في « بخ » : « فكابروه ». وقوله : « فكاثروه » ، أي غلبوا عليه بالكثرة ، يقال : كاثرتُه فكثرتُهُ ، إذا غلبته بالكثرةوكنت أكثر منه. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٥٢ ( كثر ).

(١٠) في « بن » والوافي : « بهم ».

(١١) هكذا في « م ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فقال ».

(١٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « يدخلوا ».

٢٦٠