عين الحياة - ج ٢

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

عين الحياة - ج ٢

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: السيد هاشم الميلاني
الموضوع : الأخلاق
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

وروي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انه قال : ... من أصبح وعليه خاتم فصّه من عقيق ، متختما به في يده اليمنى فأصبح من قبل أن يرى أحدا ، فقلّب فصّه الى باطن كفّه وقرأ ( انا أنزلناه في ليلة القدر ) الى آخرها ، ثم قال :

« آمنت بالله وحده لا شريك له ، وكفرت بالجبت والطاغوت ، وآمنت بسرّ آل محمد وعلانيتهم ، وظاهرهم وباطنهم ، وأولهم وآخرهم » وقاه الله في ذلك اليوم من شرّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها [ وما يلج في الأرض ] وما يخرج منها ، وكان في حرز الله وحرز وليّه حتى يمسي (١).

وروي بسند معتبر عنه عليه‌السلام أنه قال : من استغفر الله بعد صلاة الفجر سبعين مرّة غفر الله له ، ولو عمل ذلك اليوم أكثر من سبعين ألف ذنب (٢).

وروي بسند معتبر عن أمير المومنين عليه‌السلام أنه قال : من قال حين يمسي ثلاث مرات : « سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيّا وحين تظهرون » لم يفته خير يكون في تلك الليلة ، وصرف عنه جميع شرّها ، ومن قال مثل ذلك حين يصبح لم يفته خير يكون في ذلك اليوم ، وصرف عنه جميع شرّه(٣).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : من قال اذا صلى المغرب ثلاث مرات : « الحمد لله الذي يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء غيره » أعطي خيرا كثيرا(٤).

__________________

١ ـ مستدرك الوسائل ٣ : ٢٩٧ باب ٣٣ ح ٣٦٢٤.

٢ ـ البحار ٩٣ : ٢٨٠ ح ١٦ باب ١٥ ـ عن ثواب الأعمال.

٣ ـ البحار ٨٦ : ٢٥٣ ح ١٩ باب ٦٧ ـ عن ثواب الأعمال.

٤ ـ الكافي ٢ : ٥٤٥ ح ٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٢٦ ح ٩٧٥.

٤٤١

وروي بسند صحيح عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لما أُسري بي علّمتني الملائكة قولاً أقوله اذا أصبحت وأمسيت « اللهم انّ ظلمي أصبح مستجيراً بعفوك ، وذنبي أصبح مستجيراً بمغفرتك ، وذلّي أصبح مستجيراً بعزّتك ، وفقري أصبح مستجيراً بغناك ، ووجهي البالي الفاني أصبح مستجيراً بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفني » وأقول ذلك اذا أمسيت (١).

وروي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : أتى رجل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقال له شيبة الهذلي ، فقال : يا رسول الله انّي شيخ قد كبرت سنّي ، وضعفت قوّتي عن عمل كنت عودّته نفسي من صلاة وصيام وحج وجهاد ، فعلّمني يا رسول الله كلاماً ينفعني الله به ، وخفّف عليّ يا رسول الله.

فقال : أعدها ، فأعادها ثلاث مرّات ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حولك شجرة ولا مدرة الاّ وقد بكت من رحمتك ، فاذا صلّيت الصبح فقل عشر مرّات : « سبحان الله العظيم وبحمده ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم » فإنّ الله عزّوجلّ يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهرم.

فقال : يا رسول الله هذا للدنيا فما للآخرة؟ فقال : تقول في دبر كلّ صلاة « اللهم اهدني من عندك ، وأفض عليّ من فضلك ، وانشر عليّ من رحمتك ، وأنزل عليّ من بركاتك » [ ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ] أما انه ان وافى بها يوم القيامة لم يدعها متعمداً فتحت له ثمانية أبواب الجنّة يدخلها من أيّها شاء (٢).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من قال كل يوم خمساً

____________

١ ـ البحار ٨٦ : ٢٤٨ ح ٩ باب ٦٧ ـ مستدرك الوسائل ٥ : ٣٨١ ح ١ باب ٤١ ـ عن تفسير القمي.

٢ ـ البحار ٨٦ : ١٩ ح ١٨ باب ٦٠ ـ عن ثواب الأعمال.

٤٤٢

وعشرين مرّة : « اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات » كتب الله له بعدد كلّ مؤمن مضى ، وبعدد كلّ مؤمن بقي إلى يوم القيامة حسنة ، ومحا عنه سيئة ، ورفع له درجة (١).

وروي بسند معتبر عن هلقام [ ابن أبي هلقام ] انّه قال : أتيت أبا إبراهيم (٢) عليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك علمني دعاء جامعاً للدنيا والآخرة وأوجز ، فقال : قل في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس : « سبحان الله العظيم وبحمده استغفر الله وأسأله من فضله ».

قال هلقام : لقد كنت من أسوء أهل بيتي حالاً ... وانّي اليوم لمن أيسر أهل بيتي ... (٣).

وقال الشيخ الطوسي عليه الرحمة والرضوان في تعقيب صلاة الصبح : تقول مائة مرّة : ( استغفر الله وأتوب إليه ) ومائة مرّة ( أسأل الله العافية ) ومائة مرّة ( أستجير بالله من النار وأسأله الجنّة ) ومائة مرّة ( أسأل الله الحور العين ) ، ومائة مرّة سورة ( قل هو الله أحد ).

وتقول مائة مرّة ( صلى الله على محمد وآل محمد ) ومائة مرّة ( سبحان الله والحمد لله ولا اله الاّ الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة الاّ بالله العليّ العظيم ) وعشر مرّات ( آية الكرسي ) وعشر مرّات سورة ( انّا أنزلناه ) وتقرأ هذا الدعاء عشر مرّات :

« اللهم اقذف في قلوب العباد محبتي ، وضمّن السماوات والأرض رزقي ، وألق الرعب في قلوب أعدائك منّي ، وانشر رحمتك لي ، وأتمم نعمتك عليّ ،

__________________

١ ـ البحار ٩٣ : ٣٨٤ ح ٥ باب ٢٦ ـ عن أمالي الصدوق.

٢ ـ في المتن الفارسي : ( أبا عبدالله عليه‌السلام ).

٣ ـ الكافي ٢ : ٥٥٠ ح ١٢.

٤٤٣

واجعلها موصولة بكرامتك اياي ، وأوزعني شكرك ، وأوجب لي المزيد من لدنك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تجعلني من الغافلين ».

( الفصل الثاني )

في ما يقرأ عقيب كل صلاة

اعلم انّ من أفضل التعقبيات تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام بأن تقول ( الله أكبر ) أربعاً وثلاثين مرّة ، و ( الحمد لله ) ثلاثاً وثلاثين مرّة و ( سبحان الله ) ثلاثاً وثلاثين مرّة.

روي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : ما عبدالله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها‌السلام ، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة عليها‌السلام (١).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : تسبيح فاطمة عليها‌السلام في كلّ يوم في دبر كلّ صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم (٢).

وقال عليه‌السلام : من سبّح في دبر الفريضة تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام المائة مرّة ، وأتبعها بلا اله الاّ الله غفر الله له (٣).

وروي بسند صحيح عنه عليه‌السلام انّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأصحابه ذات يوم : أترون لو جمعتم ما عندكم من الآنية والمتاع أكنتم ترونه يبلغ

__________________

١ ـ الكافي ٣ : ٣٤٣ ح ١٤ باب التعقيب.

٢ ـ الكافي ٣ : ٣٤٣ ح ١٥ باب التعقيب.

٣ ـ الكافي ٣ : ٣٤٢ ح ٧ باب التعقيب.

٤٤٤

السماء؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : أفلا أدلكم على شيء أصله في الأرض وفرعه في السماء؟ قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : يقول أحدكم اذا فرغ من صلاته الفريضة : « سبحان الله والحمد لله ولا اله الاّ الله والله أكبر » ثلاثين مرّة ، فإنّ أصلهنّ في الأرض وفرعهنّ في السماء ، وهنّ يدفعن الحرق ، والغرق ، والهدم ، والتردي في البئر ، وميتة السوء ، وهنّ الباقيات الصالحات (١).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من قال « سبحان الله والحمد لله ولا اله الاّ الله والله أكبر » أربعين مرّة في دبر كلّ صلاة فريضة قبل أن يثني رجليه ثم سأل الله أُعطي ما سأل (٢).

وروي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن يثني رجليه « أستغفر الله الذي لا اله الاّ هو الحيّ القيوم ، ذو الجلال والاكرام وأتوب إليه » ثلاث مرّات ، غفر الله عزّوجلّ له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر(٣).

وروي بسند صحيح عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : أقلّ ما يجزئك من الدعاء بعد الفريضة أن تقول : « اللهم انّي أسألك من كلّ خير أحاط به علمك ، وأعوذ بك من كلّ شرّ أحاط به علمك ، اللهم انّي أسألك عافيتك في أموري كلّها ، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة » (٤).

__________________

١ ـ معاني الأخبار : ٣٢٤ ح ١ ـ عنه البحار ٨٦ : ٣٠ ح ٣٥ باب ٦٠.

٢ ـ الوسائل ٤ : ١٠٣٢ ح ٦ باب ١٥.

٣ ـ الكافي ٢ : ٥٢١ ح ١ ـ الوسائل ٤ : ١٠٤٤ ح ٤ باب ٢٤.

٤ ـ الكافي ٣ : ٣٤٣ ح ١٦ باب التعقيب ـ الوسائل ٤ : ١٠٤٣ ح ١ باب ٢٤.

٤٤٥

وروي بسند معتبر انّه : كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي الحسن [ موسى ] عليه‌السلام إن رأيت يا سيدي أن تعلّمني دعاء أدعو به في دبر صلواتي يجمع الله به خير الدنيا والآخرة.

فكتب عليه‌السلام : تقول « أعوذ بوجهك الكريم ، وعزتك التي لا ترام ، وقدرتك التي لا يمتنع منها شيء ، من شرّ الدنيا والآخرة ، ومن شرّ الأوجاع كلّها » (١).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من صلّى صلاة مكتوبة ثم سبّح في دبرها ثلاثين مرّة لم يبق شيء من الذنوب على بدنه الاّ تناثر (٢).

وروي بسند معتبر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه قال : من أحبّ أن يخرج من الدنيا وقد خلص من الذنوب كما يخلص الذهب الذي لا كدر فيه ، وليس أحد يطالبه بمظلمة فليقرء في دبر الصلاة الخمس نسبة الله عزّوجلّ « قل هو الله أحد » اثني عشر مرّة ، ثمّ يبسط يديه ويقول :

« اللهم انّي أسألك بأسمك باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر المبارك ، وأسألك باسمك العظيم وسلطناك القديم ، يا واهب العطايا ، يا مطلق الاسارى ، يا فكّاك الرقاب من النار ، صلّى على محمد وآله محمد ، وفكّ رقبتي من النار ، وأخرجني من الدنيا آمناً ، وأدخلني الجنّة سالماً ، واجعل دعائي أوّله فلاحاً ، وأوسطه نجاحاً ، وآخره صلاحاً انّك أنت علام الغيوب ».

ثم قال عليه‌السلام : هذا من المخبيات ممّا علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمرني أن أعلّمه الحسن والحسين (٣).

__________________

١ ـ الكافي ٣ : ٣٤٦ ح ٢٨ باب التعقيب.

٢ ـ الوسائل ٤ : ١٠٣٢ ح ٥ باب ١٥.

٣ ـ معاني الأخبار : ١٣٩ ح ١ ـ عنه البحار ٨٦ : ٢٥ ح ٢٦ باب ٦٠.

٤٤٦

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه : ... انّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا فتح مكة صلّى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود ، فلمّا سلّم رفع يديه وكبّر ثلاثاً وقال :

« لا اله الاّ الله ، وحده وحده وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وأعزّ جنده ، وغلب الأحزاب وحده ، فله الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كلّ شيء قدير ».

ثم أقبل على أصحابه فقال : لا تَدَعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كلّ صلاة مكتوبة ، فإنّ من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول كان قد أدّى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية الإسلام وجنده (١).

وروي بسند صحيح عن أبي نصر البزنطي انّه قال : قلت للرضا عليه‌السلام : كيف الصلاة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في دبر المكتوبة؟ وكيف السلام عليه؟ فقال عليه‌السلام تقول :

« السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا أمين الله ، أشهد أنّك رسول الله ، وأشهد أنّك محمد بن عبدالله ، وأشهد أنّك قد نصحت لامتك ، وجاهدت في سبيل ربّك ، وعبدته حتى أتاك اليقين ، فجزاك الله يا رسول الله أفضل ما جزى نبياً عن أمته ، اللهم صلّ على محمد وآل محمد أفضل ما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم انّك حميد مجيد » (٢).

وطبقاً للأحاديث المعتبرة لابد أن يقال بعد كلّ صلاة : « اللهم صلّ على

__________________

١ ـ علل الشرائع : ٣٦٠ ح ١ باب ٧٨ ـ عنه البحار ٨٦ : ٢٢ ح ٢١ باب ٦٠.

٢ ـ البحار ٨٦ : ٢٤ ح ٢٥ باب ٦٠ ـ عن قرب الاسناد : ٣٨٢ ح ١٣٤٤.

٤٤٧

محمد وآل محمد ، وأعذنا من النار ، وارزقنا الجنّة ، وزوّجنا من الحور العين ».

وروي بسند معتبر انّه : سمعنا أبا عبدالله عليه‌السلام وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء : التيمي والعدوي وفعلان ومعاوية ، ويسمّيهم ، وفلانة وفلانة وهنداً وأم الحكم أخت معاوية (١).

وقد مرّت بعض التعقيبات في باب فضائل سور القرآن والآيات ، وذُكر بعضها أيضاً في باب الصلاة ، ونكتفي هنا بهذا المقدار.

( الفصل الثالث )

التعقيب المختص بفريضة الظهر

روي بسند معتبر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : كان من دعائه عقيب صلاة الظهر :

« لا اله الاّ الله العظيم الحليم ، لا اله الاّ الله ربّ العرش الكريم ، الحمد لله رب العالمين ، اللهم انّي أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والغنيمة من كلّ خير ، والسلامة من كلّ اثم ، اللهم لا تدع لي ذنباً الاّ غفرته ، ولا همّاً إلاّ فرّجته ، ولا سقماً الاّ شفيته ، ولا عيباً الاّ سترته ، ولا رزقاً الاّ بسطته ، ولا خوفاً الاّ أمنته ، ولا سوء الاّ صرفته ، ولا حاجة هي لك رضى ولي صلاح الاّ قضيتها يا أرحم الراحمين ، آمين ربّ العالمين » (٢).

__________________

١ ـ البحار ٨٦ : ٥٨ ح ٦٣ باب ٦٠ ـ عن التهذيب ٢ : ٣٢١ ح ١٣١٣ ـ الكافي ٣ : ٣٤٢ ح ١٠ ـ في الوسائل ٤ : ١٠٣٧ ح ١ باب ١٩.

٢ ـ البحار ٨٦ : ٦٣ ح ٢ باب ٦١ ـ عن فلاح السائل : ١٧١.

٤٤٨

( الفصل الرابع )

في تعقبيات صلاة العصر

روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من استغفر الله عزّوجلّ بعد العصر سبعين مرّة غفر الله له ذلك اليوم سبعمائة ذنب ، فإن لم يكن له فلأبيه ، فإن لم يكن لأبيه فلأُمّه ، فإن لم يكن لأُمّه فلأخيه ، فإن لم يكن لأخيه فلأُخته ، فإن لم يكن لأُخته فللأقرب فالأقرب (١).

وورد في حديث آخر سبع وسبعين استغفار ، وقد مرّ ذكر الثواب العظيم لقراءة سورة ( انا أنزلناه ) عشر مرّات بعد صلاة العصر.

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : من قال بعد صلاة العصر في كلّ يوم مرّة واحدة : « استغفر الله الذي لا اله الاّ هو الحيّ القيوم ، الرحمن الرحيم ، ذو الجلال والاكرام ، وأسأله أن يتوب عليّ توبة عبد ذليل خاضع فقير بائس مسكين مستكين مستجير ، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً » أمر الله تعالى الملكين بتخريق صحيفته كائنة ما كانت (٢).

( الفصل الخامس )

في تعقيب صلاة العشاء

روي بسند معتبر عن أبي جعفر الجواد عليه‌السلام انّه قال : من قرأ ( إنّا أنزلناه

__________________

١ ـ أمالي الصدوق : ٢١١ ح ٨ مجلس ٤٤ ـ عنه البحار ٨٦ : ٧٨ ح ٢ باب ٦٢.

٢ ـ البحار ٨٦ : ٨٢ ح ٩ باب ٦٢ ـ عن فلاح السائل : ٢٠١.

٤٤٩

في ليلة القدر ) سبع مرّات بعد العشاء الآخرة كان في ضمان الله حتى يصبح (١).

وذكر الشيخ الطوسي رحمة الله عليه انّه يستحبّ قراءة الحمد وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الناس وقل أعوذ بربّ الفلق عشر مرّات بعد صلاة العشاء وأيضاً يكرر التسبيحات الأربع عشر مرّات ويصلّي على النبيّ وآله عشر مرات.

( الفصل السادس )

في سجدة الشكر

اعلم انّ سجدة الشكر من السنن المؤكّدة بعد كلّ الصلاة ، ووردت الأحاديث الكثيرة في فضلها حتى انّه روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : سجدة الشكر واجبة على كلّ مسلم ، تتمّ بها صلاتك ، وترضي بها ربّك ، وتعجب الملائكة منك.

وانّ العبد اذا صلّى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تبارك وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة ، فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى فرضي ، وأتمّ عهدي ، ثم سجد لي شكراً على ما أنعمت به عليه ، ملائكتي ماذا له عندي؟

قال : فتقول الملائكة : يا ربنا رحمتك ، ثم يقول الرب تعالى : ثم ماذا له؟ قال : فتقول الملائكة : يا ربنا جنتك ، فيقول الرب تعالى : ثم ماذا؟ فتقول الملائكة : يا ربنا كفاية مهمّه ، فيقول الرب : ثم ماذا؟

فلا يبقى شيء من الخير الاّ قالته الملائكة ، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي ثم

__________________

١ ـ البحار ٨٦ : ١٢٥ ح ٦ باب ٦٤ عن فلاح السائل : ٢٥٧.

٤٥٠

ماذا؟ فتقول الملائكة : يا ربنا لا علم لنا ، فيقول الله تعالى لأشكرنّه كما شكرني ، وأقبل إليه بفضلي ، وأُريه رحمتي [ وجهي ] (١).

وروي بأسانيد معتبرة عن أبي جعفر الباقر وأبي عبدالله عليهما‌السلام انّه : أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه‌السلام : أتدري يا موسى لم انتجبتك من خلقي ، واصطفيتك لكلامي؟ فقال : لا يا رب ، فأوحى الله إليه ، انّي اطلعت إلى الأرض فلم أجد عليها أشدّ تواضعاً لي منك.

فخرّ موسى ساجداً وعفّر خدّيه في التراب تذلّلاً منه لربه عزّوجلّ ، فأوحى الله إليه : ارفع رأسك يا موسى وامرّ يدك موضع سجودك ، وامسح بها وجهك وما نالته من بدنك ، فانّه أمان من كلّ سقم دواء وآفة وعاهة (٢).

واعلم انّ أقلّ سجدة الشكر أن تقول ثلاثاً : « شكراً لله » كما ورد عن الرضا عليه‌السلام ، وعنه عليه‌السلام أيضاً أن تقول مائة مرّة ( عفواً ) ومائة مرّة ( شكراً ) ، ولا بأس لو قال في السجدة الأولى مائة مرّة ( عفواً ) أو ( العفو العفو ).

ثم يضع خدّه الأيمن على الأرض ويقرأ أيّ دعاء أو ذكر شاء ك ـ ( يا الله يا رباه يا سيداه ) ، وكذلك يضع خدّه الأيسر على الأرض ويقول مثلما قال أو أيّ دعاء آخر ، ثم يضع جبهته مرّة أخرى على الأرض ويقول مائة مرّة ( شكراً شكراً ).

ويستحب في هذه السجدة بخلاف سجدة الصلاة افتراش الذراعين وإلصاق الصدر والبطن بالأرض ، ويستحب أيضاً طلب حاجاته وحوائج اخوانه المؤمنين ، وأن يبالغ في التضرّع والمناجات ، وأن يطيلها كثيراً ، كما جاء في

__________________

١ ـ التهذيب ٢ : ١١٠ ح ٤١٥ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٣٣ ح ٩٧٩.

٢ ـ أمالي الطوسي : ١٦٥ ح ٢٧ مجلس ٦ ـ عنه البحار ٨٦ : ١٩٩ ح ٧ باب ٦٦.

٤٥١

الأحاديث المعتبرة انّ أقرب ما يكون العبد من الرب وهو ساجد باك (١).

وكان الأئمة عليهم‌السلام يسجدون سجدات طويلة سيّما الامام موسى الكاظم عليه‌السلام حيث كان يسجد بعد صلاة الصبح ويرفع رأسه عند الزوال ، ولو كان عليه‌السلام في حالة لم يقدر فيها على هداية الناس وارشادهم [ لسجن أو أمور أخر ] لم يزل ساجداً مناجياً لله تعالى (٢).

وكذلك كانت أحوال كبار أصحابه حتى نقل انّ بعضهم كان يطيل السجود بحيث تأتي الطيور وتصنع عشّاً على ظهره ، والأدعية المنقولة عن أهل البيت عليهم‌السلام في السجود كثيرة ، ولا يسع الكتاب ذكرها ، وأحسنها وأجودها ما رواه الكليني بسند حسنٍ عن عبدالله بن جندب قال : سألت أبا الحسن الماضي عليه‌السلام عمّا أقول في سجدة الشكر فقد اختلف أصحابنا فيه؟ فقال : قل وأنت ساجد :

« اللهم انّي أُشهدك وأُشهد ملائكتك وأنبياءك وجميع خلقك انّك الله ربّي ، والإسلام ديني ، ومحمد نبيي ، وعلياً ، والحسن ، والحسين ، وعليّ بن الحسين ،

____________

١ ـ الكافي ٢ : ٤٨٣ ح ١٠.

٢ ـ روي الكليني رحمه‌الله في الكافي ٣ : ٣٢٦ ح ١٩ عن محمد بن سليمان ، عن أبيه قال : خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام إلى بعض أمواله ، فقال إلى صلاة الظهر ، فلمّا فرغ خرّ لله ساجداً ، فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه : « ربّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك لأخرستني ، وعصيتك ببصري ولو شئت وعزّتك لأكمهتني ، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزّتك لأصمتني ، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزّتك لكنعتني ، وعصيتك برجلي ولو شئت وعزّتك لجذمتني ، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني ، وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها عليّ وليس هذا جزاؤك منّي ».

قال : ثم احصيت له ألف مرّة وهو يقول : « العفو العفو » قال : ثم ألصق خدّه الأيمن بالأرض فسمعته وهو يقول بصوت حزين : « بؤت إليك بذنبي ، عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي فانّه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي » ثلاث مرات ، ثم ألصق خدّه الأيسر بالأرض فسمعته يقول : « ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف » ثلاث مرات ، ثم رفع رأسه.

٤٥٢

ومحمد بن عليّ ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعليّ بن موسى ، ومحمد ابن عليّ ، وعليّ بن محمد ، والحسن بن عليّ ، والحجة بن الحسن أئمتي ، بهم أتولّى ومن أعدائهم اتبرأ.

اللهم انّي أُنشدك دم المظلوم ـ ثلاثاً ـ اللهم انّي أنشدك بايوائك على نفسك لأوليائك لتظفرنّهم بعدوّك وعدوّهم أن تصلّي على محمد وعلى المستحفظين من آل محمد ، اللهم انّي أسألك اليسر بعد العسر ـ ثلاثاً ـ ».

ثم ضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول : « يا كهفي حين تعييني المذاهب ، وتضيق عليّ الأرض بما رحبت ، ويا بارىء خلقي رحمة بي وقد كان عن خلقي غنياً ، صلّ على محمد وعلى المستحفظين من آل محمد ».

ثم ضع خدّك الأيسر وتقول : « يا مذلّ كلّ جبار ، ويا معزّ كلّ ذليل ، قد وعزّتك بلغ بي مجهودي » ثلاثاً ، ثم تقول : « يا حنّان يا منّان ، يا كاشف الكرب العظام » ثلاثاً ، ثم تعود للسجود فتقول مائة مرّة : « شكراً شكراً » ثم تسأل حاجتك ان شاء الله تعالى (١).

وجاء في رواية انّ الامام الكاظم عليه‌السلام قال في السجدة الأُولى ( العفو العفو ) ألف مرّة. وفي رواية انّه كان يقول أبو الحسن عليه‌السلام في سجوده : « أعوذ بك من نار حرّها لا يطفأ ، وأعوذ بك من نار جديدها لا يبلى ، وأعوذ بك من نار عطشانها لا يروى ، وأعوذ بك من نار مسلوبها لا يكسى » (٢).

وروي أيضاً انّه : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول وهو ساجد : « ارحم ذلّي

__________________

١ ـ الكافي ٣ : ٣٢٥ ح ١٧ ـ مثله البحار ٨٦ : ٢٣٥ ح ٥٩ باب ٦٦ ـ عن مصباح الشيخ.

٢ ـ الكافي ٣ : ٣٢٨ ح ٢٢ ـ عنه البحار ٨٦ : ٢٣٨ ح ٦٠ باب ٦٦.

٤٥٣

بين يديك ، وتضرّعي إليك ، ووحشتي من الناس ، وأنسي بك يا كريم » (١).

( الفصل السابع )

فيما يقرأ عند النوم

اعلم انّه يستحبّ أن يكون الانسان حين النوم متوضّأً ، وأن ينام على جهة اليمين وإلى القبلة ، وأن يقرأ السور والآيات التي ذكرت في باب فضائل القرآن ، وأحسن الأذكار تسبيح الزهراء عليها‌السلام.

روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : اذا آوى أحدكم إلى فراشه ابتدره ملك كريم وشيطان مريد ، فيقول له الملك : أختم يومك بخير ، وافتح ليلك بخير ، ويقول له الشيطان : اختم يومك باثم ، وافتح ليلك باثم.

قال : فإن أطاع الملك الكريم ، وختم يومه بذكر الله ، وفتح ليله بذكر الله ، اذا أخذ مضجعه وكبّر الله أربعاً وثلاثين مرّة ، وسبّح الله ثلاثاً وثلاثين مرّة ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين مرّة ، زجر الملك الشيطان عنه ، فتنحّى وكلأه الملك حتى ينتبه من رقدته.

فاذا انتبه ابتدر شيطانه فقال له مثل مقالته قبل أن يرقد ، ويقول له الملك مثل ما قال له قبل أن يرقد ، فإن ذكر الله عزّوجلّ العبد بمثل ما ذكره أوّلاً طرد الملك شيطانه عنه ، فتنحّى وكتب الله عزّوجلّ له بذلك قنوت ليلة (٢).

__________________

١ ـ البحار ٨٦ : ٢٣٤ ضمن حديث ٥٨ باب ٦٦ عن الكافي ٣ : ٣٢٧ ضمن حديث ٢١ وفيه : « وآنسني بك يا كريم ».

٢ ـ فلاح السائل : ٢٧٩ ـ عنه البحار ٧٦ : ٢٠٩ ضمن حديث ٢٣ باب ٤٤.

٤٥٤

وروي بسند معتبر عن الامام الهادي عليه‌السلام انّه قال : لنا أهل البيت عند نومنا عشر خصال : الطهارة ، وتوسد اليمين ، وتسبيح الله ثلاثاً وثلاثين ، وتحميده ثلاثاً وثلاثين ، وتكبيرة أربعاً وثلاثين ، ونستقبل القبلة بوجوهنا ، ونقرأ فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، وشهد الله انّه لا اله الاّ هو إلى آخرها ، فمن فعل ذلك فقد أخذ بحظّه من ليلته (١).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من قرأ سورة ( انا أنزلناه في ليلة القدر ) احدى عشرة مرّة عند منامه وكّل الله به احدى عشر ملكاً يحفظونه من كلّ شيطان رجيم حتى يصبح (٢).

وروي بسند معتبر عنه عليه‌السلام أيضاً انّه قال : من قرأ ( قل هو الله أحد ) احدى عشرة مرّة حين يأوي إلى فراشه غفر له ذنبه ، وشفّع في جيرانه ، فإن قرأها مائة مرّة غفر ذنبه فيما يستقبل خمسين سنة (٣).

وروي انّه من أصابه فزع عند منامه فليقرأ اذا آوى إلى فراشه المعوذتين وآية الكرسي.

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرّات : « الحمد لله الذي علا فقهر ، والحمد لله الذي بطن فخبر ، والحمد لله الذي ملك فقدر ، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويميت الأحياء ، وهو على كلّ شيء قدير » خرج من الذنوب كهيئة يوم ولدته أمّه (٤).

__________________

١ ـ فلاح السائل : ٢٨٠ ـ عنه البحار ٧٦ : ٢١٠ ضمن حديث ٢٣ باب ٤٤.

٢ ـ فلاح السائل : ٢٨١ : عنه البحار ٧٦ : ٢١٠ ضمن حديث ٢٣ باب ٤٤.

٣ ـ فلاح السائل : ٢٧٥ : عنه البحار ٧٦ : ٢٠٥ ضمن حديث ٢٣ باب ٤٤.

٤ ـ الكافي ٢ : ٥٣٥ ح ١ باب الدعاء عند النوم والانتباه.

٤٥٥

وقال عليه‌السلام : ألا أخبركم بما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول اذا آوى إلى فراشه؟ قلت : بلى ، قال : كان يقرأ آية الكرسي ويقول : « بسم الله آمنت بالله وكفرت بالطاغوت ، اللهم احفظني في منامي وفي يقظتي » (١).

وروي بسند معتبر عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام انّه قال : من أحبّ أن ينتبه بالليل فليقل عند النوم : « اللهم لا تنسني ذكرك ، ولا تؤمّني مكرك ، ولا تجعلني من الغافلين ، وأنبهني لأحبّ الساعات إليك ، أدعوك فيها فتستجيب لي ، وأسألك فتعطيني ، وأستغفر فتغفر لي انّه لا يغفر الذنوب الاّ أنت يا أرحم الراحمين ».

قال : ثم يبعث الله تعالى إليه ملكين ينبهانه ، فإن انتبه والاّ أمر أن يستغفرا له ، فإن مات في تلك الليلة مات شهيداً ، وان انتبه لم يسأل الله تعالى شيئاً في ذلك الوقت الاّ أعطاه (٢).

وروي عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : يستحب أن يقول كلّ من تقلّب من جنب إلى آخر : « الحمد لله والله أكبر » (٣).

وروى السيد ابن طاووس رحمه‌الله بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من أراد أن يرى رسول الله صلّى الله وآله وسلّم في منامه فليصلّ العشاء الآخرة ، وليغتسل غسلاً نظيفاً ، وليصلّ أربع ركعات [ بأربع ] مائة آية الكرسي.

وليصلّ على محمد وآل محمد عليه و عليهم‌السلام ألف مرّة ، وليبت على ثوب نظيف لم يجامع عليه حلالاً ولا حراماً ، وليضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن ، وليسبّح مائة مرّة ( سبحان الله والحمد لله ولا اله الاّ الله والله أكبر ولا حول

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ٥٣٦ ح ٤ باب الدعاء عند النوم والانتباه.

٢ ـ فلاح السائل : ٢٨٧ ـ عنه البحار ٧٦ : ٢١٦ ضمن حديث ٢٣ باب ٤٤.

٣ ـ مضمون النص.

٤٥٦

ولا قوة الا بالله ) وليقل مائة مرة : ( ما شاء الله ) فانّه يرى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه (١).

وقال أيضاً : اذا أردت رؤيا مولاك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه في منامك فقل عند مضجعك : « اللهم انّي أسألك يا من له لطف خفيّ ، وأياديه باسطة لا تنقضي ، أسألك بلطفك الخفيّ الذي ما لطفت به لعبد الاّ كفى أن تريني مولاي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في منامي » (٢).

وروى أيضاً بسند آخر انّه : اذا أردت أن ترى ميتك فبت على طهر ، وانضجع على يمينك ، وسبّح تسبيح فاطمة عليها‌السلام ثم قل :

« اللهم أنت الحد الذي لا يوصف ، والايمان يعرف منه ، منك بدت الأشياء وإليك تعود ، فما أقبل منها كنت ملجأه ومنجاه ، وما أدبر منها لم يكن له ملجأ ولا منجا منك الاّ إليك ، فأسألك بلا اله الاّ أنت ، وأسألك بسم الله الرحمن الرحيم ، بحقّ محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيد النبيين ، وبحقّ عليّ خير الوصيين ، وبحقّ فاطمة سيدة نساء العالمين ، وبحقّ الحسن والحسين الذي جعلتهما سيدي شباب أهل الجنة عليهم أجمعين السلام أن تصلّي على محمد وأهل بيته ، وأن تريني ميتي في الحال التي هو فيها »(٣).

يقول مؤلّف هذا الكتاب :

انّ الأذكار والأدعية والأعمال والعبادات ببركة أهل بيت الرسالة عليهم‌السلام كثيرة بحيث لا يمكن أداء واحد من مائة ألف منها ، فأيّ جدوى حينئذٍ باتيان البدع

__________________

١ ـ فلاح السائل : ٢٨٥ ـ عنه البحار ٧٦ : ٢١٤ ضمن حديث ٢٣ باب ٤٤.

٢ ـ فلاح السائل : ٢٨٥ ـ عنه البحار ٧٦ : ٢١٥ ضمن حديث ٢٣ باب ٤٤.

٣ ـ فلاح السائل : ٢٨٦ ـ عنه البحار ٧٦ : ٢١٥ ضمن حديث ٢٣ باب ٤٤.

٤٥٧

الموروثة عن مشايخ أهل السنة إلى جمع من الجهلة ، ولو عمل شخص بما ذكرته في هذا الكتاب ـ وانّي لم أذكر الاّ واحداً من ألف ، وقليلاً من كثير ـ على سبيل الاجمال لأخذ جميع وقته.

انّ طريقة أهل بيت الرسالة عليهم‌السلام معلومة ومضبوطة مجملاً ، وهي ظاهرة وواضحة لمن أراد سلوكها ، وأوّل عمل من أعمالهم عليهم‌السلام وقد بالغوا في الحثّ عليه هو صلاة احدى وخمسين ركعة ، سبعة عشر منه الصلوات اليومية ، وثمان ركعات نافلة الظهر تُصلّى قبلها ، وثمان ركعات نافلة العصر تُصلّى قبلها ، وأربع ركعات منها نافلة المغرب ، وركعتا الوتيرة تُصلّى بعد صلاة العشاء جلوساً وتحسب ركعة واحدة.

وثمان ركعات نافلة الليل ، وركعتا الشفع ، وركعة الوتر تُصلّى بعد منتصف الليل ، وركعتان لنافلة الصبح تُصلّى قبل صلاة الصبح ، ويسلّم في هذه النوافل بعد كلّ ركعتين ، وهنّ في الفضل والتأكيد بعد رتبة الواجب ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مواظباً عليهنّ ، ولابد من قضائها لو تركت كما تُقضى الفرائض.

ومن سننه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر أي الخميس من أوّل الشهر ، والأربعاء الاُولى من وسطه ، والخميس من آخره ، وأيضاً صيام تمام شهر شعبان ، فكان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دائم الصيام لشعبان حتى قبض ، ولابد من قضاء هذه الأيام الثلاثة أيضاً لو تركت.

ومن الأعمال المؤكدة أيضاً التي لها فضائل غير متناهية صلاة جعفر الطيار ، وهي أربع ركعات بتسليمين ، ويستحب في الركعة الأُولى قراءة الحمد ( واذا زلزت الأرض ) وفي الثانية الحمد وسورة العاديات ، وفي الثالثة الحمد وسورة ( اذا جاء نصر الله ) ، وفي الرابعة الحمد وسورة ( قل هو الله أحد ) ، ولا بأس بقراءة

٤٥٨

سورة ( قل هو الله أحد ) في كلّ ركعة.

وليقل في كلّ ركعة بعد قراءة السورة ( سبحان الله والحمد لله ولا اله الاّ الله والله أكبر ) خمسة عشر مرّة ، وليقولها في كلّ ركوع ، وقيامٍ من ركوع ، وكلّ سجدة ورفع رأسٍ منها عشر مرّات ، ومن المسنون أن يقول في السجدة الأخيرة بعد التسبيحات :

« سبحان من لبس العزّ والوقار ، سبحان من تعطف بالمجد وتكرّم به ، سبحان من لا ينبغي التسبيح الاّ له ، سبحان من أحصى كلّ شيء علمه ، سبحان ذي المن والنعم ، سبحان ذي القدرة والكرم ، سبحان ذي العزّة والفضل ، سبحان ذي القوّة والطول ، اللهم انّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الأعظم ، وكلماتك التامة التي تمت صدقاً وعدلاً أن تصلّي على محمد وآل محمد وأهل بيته ».

ثم ليسأل حاجته من الله تعالى ، ويسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام بعد فراغه من الصلاة.

وورد في الأحاديث المعتبرة انّه من صلّى هذه الصلاة غفرت ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر وعدد الرمل ، وكتب له اثنتا عشرة ألف حسنة كلّ حسنة أعظم من جبل أحد ، ويمكن إتيانها في أيّ وقت وعوضاً عن نافلة الليل أو النهار.

وفي الحديث : صلّها في الليل والنهار وإن لم تقدر ففي كلّ أُسبوع مرّة ، وإن لم تقدر ففي كلّ شهرٍ ، وإن لم تقدر ففي كلّ سنة ، ويزاد فضلها في ليلة الجمعة ويومها.

وجاء في حديث معتبر انّه : اذا كنت مستعجلاً فصلّ صلاة جعفر مجرّدة ثم

٤٥٩

اقض التسبيح (١).

ومن لم يحفظ الدعاء وصلاّها فهو مأجور ، ولو جئت بأدعيتها وآدابها المذكورة في كتب الأدعية كان أفضل.

ومنها صلاة أمير المؤمنين عليه‌السلام وهي أربع ركعات بتسليمتين ، يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد ( قل هو الله أحد ) خمسين مرّة ، وفي الأحاديث المعتبرة انّه من صلّى هذه الصلاة انفتل ولم يبق بينه وبين الله تعالى ذنب الاّ غفر له (٢).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من صلّى ركعتين [ خفيفتين ](٣) بقل هو الله أحد في كلّ ركعة ستين مرّة ، انفتل وليس بينه وبين الله ذنب(٤).

وانّي أختم هنا كتاب ( عين الحياة ) وأرجو من ألطاف واهب العطايا العميمة أن يكون هذا البحر الفياض الرباني ، ومنبع ماء الحياة محيياً حياةً خالدةً لاخواني في الايمان ، ويكون فياضاً للقاصي والداني ، وأن لا تنقطع فيوض عطاشى زلال معرفة الله سبحانه من هذا الينبوع السلسبيل ، والعين الزنجبيل إلى يوم القيامة ، عسى أن تُمحى ذنوب هذا الغريق في بحر الخطايا والذنوب ، والضائع بأهواء النفس والشيطان :

وبما انّه كان تراب طريق أهل الايمان ، وخادم أصحاب العلم والعرفان فعسى أن يلحق بهم يوم الحساب ، وألتمس من اخواني في الايمان حين

__________________

١ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : ٥٥٤ ح ١٥٤٠.

٢ ـ البحار ٩١ : ١٧٣ ضمن حديث ٥ باب ١١٠.

٣ ـ ليس في المتن الفارسي.

٤ ـ الوسائل ٥ : ٢٤٤ ح ١ باب ١١.

٤٦٠