عين الحياة - ج ٢

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

عين الحياة - ج ٢

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: السيد هاشم الميلاني
الموضوع : الأخلاق
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧١

وتمييزه بأن يقول : الأعرج الفلاني أو الأعور ، وجوّز البعض ذكر هذه العيوب الظاهرة مطلقاً ، وذهب بعض إلى الجواز فيما لو توقف تمييز ذلك الشخص على ذكر هذه الصفات.

والاحتياط يقتضي ذكره بنحو لا يتأذّى لو سمع حيث يكون نقصاً عليه عرفاً ، مثلاً : فلان الأعمى ، فانّه يمكنه استبدال هذه الكلمة بكلمة أخرى لا تستلزم التحقير ، ويدلّ على استثناء هذا الفرد اجمالاً بعض الأخبار المعتبرة.

فروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه ، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحدّة والعجلة فلا ، والبهتان أن تقول فيه ما ليس فيه (١).

تاسعاً : غيبة من يرتكب الذنوب علانية ويتظاهر بها كأرباب مناصب الجور ، فإنّ مناصبهم فسق وهم يرتكبونها علانية ، فلو ذكر شخص ذلك الذنب المرتكب علانية ، والمعلوم عند الناس ، ولم يبال صاحبه بذكره لم يكن غيبة ، كأن يقال : انّ فلان حاكم المدينة الكذائية ، فانه لو يسمع بذلك يزداد سروراً ، ومناط الغيبة هو الكراهة فيما لو سمع.

ولو فعل ذنباً علانية ويسيئه لو ذكر كمن يذنب في المجامع من دون اخفاء لكن لو ذكر ساءه فالمشهور عدم كونه غيبة ، ووقع الخلاف فيما لو ذُم وذُكرت عيوبه المخفية مع كونه متجاهراً ببعض الكبائر ، ولا يبعد جواز ذمّه على الذنوب التي يرتكبها علانية وان لم تتحقق شرائط النهي عن المنكر ، لكن عدم ذكر ذنوبه المخفيّة أولى وأحوط ، ووردت أحاديث كثيرة لاستثناء هذا الفرد اجمالاً.

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ٣٥٨ ح ٧ باب الغيبة ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٤٦ ح ٧ باب ٦٦.

٣٦١

فروي بسند معتبر عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام أنّه قال : ... من ذكر [ رجلاً ] من خلفه بما هو فيه ممّا لا يعرفه الناس اغتابه ، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته (١).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : اذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة (٢).

وروي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : ثلاثة ليست لهم حرمة : صاحب هوى مبتدع ، والامام الجائر ، والفاسق المعلن الفسق (٣).

وروي بسند صحيح عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : انّ حرمة الفاسق أقلّ من الجميع (٤).

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدّثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممّن كملت مروّته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوّته ، وحرمت غيبته (٥).

وروي هذا المضمون بسند معتبر آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

واستثنى العلماء فرداً آخر قريباً من هذا وهو فيما لو اطلع اثنان على عيب شخص فيتحادثان بينهما في ذلك العيب من دون وجود ثالث ، فذهب الأكثر على انّه لا يعدّ غيبة ، ولم يجوّزه البعض الآخر ، والاحتياط يقتضي الترك.

عاشراً : اطلاع جمع على ذنب يوجب الحد والتعزير الشرعي على شخص ،

____________

١ ـ الكافي ٢ : ٣٥٨ ح ٦ باب الغيبة ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٤٥ ح ٦ باب ٦٦.

٢ ـ البحار ٧٥ : ٢٥٣ ح ٣٢ باب ٦٦ ـ عن أمالي الصدوق.

٣ ـ قرب الاسناد : ١٧٦ ح ٦٤٥ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٥٣ ح ٣٣ باب ٦٦.

٤ ـ مضمون النص.

٥ ـ البحار ٧٥ : ٢٥٢ ح ٢٦ باب ٦٦.

٣٦٢

فيجوز الشهادة عند الحاكم الشرعي لو كان عددهم من الكثرة بحيث يثبت الأمر عنده ، دون حكّام الجور.

( الفصل الرابع )

في سماع الغيبة

انّ المشهور بين العلماء انّ السامع لو صدّق أو سمع وهو راضي كان كالمغتاب ، كما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه قال : السامع للغيبة أحد المغتابين (١).

وظاهر بعض الأحاديث المعتبرة وكلام كثير من العلماء وجوب ردّ الغيبة مهما أمكن والمنع منها واعانة الأخ المؤمن بهذه الطريقة ، وان لم يمكنه فليقم ، وإن لم يقدر فليكره بقلبه ولا يرتضيه.

روي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره الله في الدنيا والآخرة ، ومن اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم ينصره ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه خفضه الله في الدنيا والآخرة (٢).

وروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : من ردّ عن عرض أخيه كان له حجاباً من النار (٣).

__________________

١ ـ غرر الحكم : ٢٢١ ح ٤٤٤٤.

٢ ـ البحار ٧٥ : ٢٥٥ ضمن حديث ٣٨ باب ٦٦ ـ عن ثواب الأعمال.

٣ ـ البحار ٧٥ : ٢٥٣ ضمن حديث ٣٤ باب ٦٦ ـ عن أمالي الطوسي : ١١٥ ح ٣١ مجلس ٤.

٣٦٣

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من ردّ عن عرض أخيه المسلم كتب من أهل الجنة البتة ... (١).

وقال بعض العلماء : لو سمعنا شخصاً يغتاب شخصاً آخر ولا نعلم انّ ذلك الآخر يستحق الغيبة أم لا ، لا يجوز لنا نهي المتكلّم والحكم بفسقه لأنّ أعمال المسلمين محمولة على الصحة ولعلّه يوجد غرض صحيح في هذا الغيبة ، فنهيه يكون ايذاء المسلم ، ولا يجوز ايذاءه ما لم يعلم انّ فعله محرم.

ولا يبعد التفصيل هنا بأن نقول : إذا كان القائل ممّن لا يحتمل وجود غرض صحيح فيه حسب ظاهره وأحواله يمكنه منعه ، وان كان من أهل الصلاح والورع وكانت أكثر أموره تدور على التدين ويمكن حمله على المحامل الصحيحة ، فإن أمكن منعه بوجه حسن بحيث لا يتأذّى ، أو منعه بذكر مبرّر لفعل ذلك الشخص الغائب فهو ، والاّ فليسكت ولا يحكم بفسق القائل ، ويلزم هنا رعاية الاحتياط من الطرفين مهما أمكن ، والله العالم.

( الفصل الخامس )

في كفارة الغيبة والتوبة عنها

وتعتبر هنا الشروط التي مضت في التوبة ، وبما أنّ الغيبة حقّ الناس فلابد للمستغيب أن يذهب إلى كلّ من هتك عنده عرض ذلك الشخص واغتابه وليذكره بذكر جميل مهما أمكن ، وينسيهم تلك المعايب التي قالها في حقه.

واختلفت الأحاديث في طلب ابراء الذمة من الذي اغتابه ، فروي عن رسول

__________________

١ ـ أمالي الطوسي : ٢٣٣ ح ٦ مجلس ٩ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٥٣ ح ٣٥ باب ٦٦.

٣٦٤

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : الغيبة أشدّ من الزنا ، فقيل : يا رسول الله ولم ذاك؟ قال : صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحلّه (١).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : سُئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كفّارة الاغتياب؟ قال : تستغفر لمن اغتبته كلّما ذكرته (٢).

وروي بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : كفّارة الاغتياب أن تستغفر لمن اغتبته (٣).

وجمعوا بين هذه الأحاديث بأنّ صاحب الحق إن سمع [ تلك الغيبة مثلاً ] وأمكن ابراء الذمة منه فليفعل ، وان لم يسمع أو سمع ولم يمكن طلب ابراء الذمة منه بأن كان ميتاً أو غائباً استغفر له ، والأحوط أن يطلب البراءة منه وان لم يسمع الاّ أن يسبّب أذاه ، والأحوط أيضا أن لا يترك طلب البراءة ولو بصورة مجملة بحيث لا يتأذى ، والله تعالى العالم.

( الفصل السادس )

في ذم البهتان ، واتهام المؤمنين ، وسوء الظن بهم

روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من بهت مؤمناً أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله في طينة خبال حتى يخرج ممّا قال ، قلت : وما طينة الخبال؟ قال :

__________________

١ ـ الخصال : ٦٢ ح ٩٠ باب ٢ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٥٢ ح ٢٧ باب ٦٦.

٢ ـ الكافي ٢ : ٣٥٧ ح ٤ باب الغيبة ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٤١ ح ٤ باب ٦٦.

٣ ـ أمالي الطوسي : ١٩٢ ح ٢٧ مجلس ٧ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٥٢ ح ٢٩ باب ٦٦.

٣٦٥

صديد يخرج من فروج المومسات (١).

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلّى الله وآله وسلّم انّه قال : من بهت مؤمناً أو مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه ، أقامه الله تعالى يوم القيامة على تلّ من نار حتى يخرج ممّا قاله فيه (٢).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اياكم والظن فإنّ الظن أكذب الكذب ... (٣).

وروي بسند معتبر أنّه : سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام كم بين الحق والباطل؟ فقال : أربع أصابع ، ووضع أمير المؤمنين عليه‌السلام يده على أذنه وعينيه ، فقال : ما رأته عيناك فهو الحق ، وما سمعته أذناك فأكثره باطل (٤).

وروي بسند معتبر آخر عن [ أبي عبدالله عليه‌السلام ] أنّه قال : إذا اتهم المؤمن أخاه انماث (٥) الايمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء (٦).

وقال عليه‌السلام : من اتهم أخاه في دينه فلا حرمة بينهما ... (٧).

وروي بأسانيد معتبرة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه قال : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ، ولا تظنّن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً (٨).

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ٣٥٧ ح ٥ باب الغيبة ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٤٤ ح ٥ باب ٦٦.

٢ ـ البحار ٧٥ : ١٩٤ ح ٥ باب ٦٢ ـ عن عيون أخبار الرضا عليه‌السلام.

٣ ـ قرب الاسناد : ٢٩ ح ٩٤ ـ عنه البحار ٧٥ : ١٩٥ ح ٨ باب ٦٢.

٤ ـ الخصال : ٢٣٦ ح ٧٨ باب ٤ ـ عنه البحار ٧٥ : ١٩٥ ح ٩ باب ٦٢.

٥ ـ انماث : اختلط وذاب.

٦ ـ الكافي ٢ : ٣٦١ ح ١ باب التهمة ـ عنه البحار ٧٥ : ١٩٨ ح ١٩ باب ٦٢.

٧ ـ الكافي ٢ : ٣٦١ ح ٢ باب التهمة ـ عنه البحار ٧٥ : ١٩٨ ح ٢٠ باب ٦٢.

٨ ـ الكافي ٢ : ٣٦٢ ح ٣ باب التهمة ـ عنه البحار ٧٥ : ١٩٩ ح ٢١ باب ٦٢.

٣٦٦

وقال عليه‌السلام : اطلب لأخيك عذراً فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً (١).

وروي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : لا تعجلوا على شيعتنا إن تزل لهم قدم تثبت لهم اُخرى (٢).

وروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه قال : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس(٣).

وروي بسند معتبر عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام انهما قالا : أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل على الدين ، فيحصي عليه عثراته وزلاّته ليعنّفه بها يوماً ما (٤).

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تذمّوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانّه من تتبّع عوراتهم تتبّع الله عورته ، ومن تتبّع الله تعالى عورته يفضحه ولو في بيته (٥).

وروي بسند معتبر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : من أذاع فاحشة كان كمبتدئها ، ومن عيّر مؤمناً بشيء لم يمت حتى يركبه (٦).

وروي في حديث آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من أنّب مؤمناً أنّبه الله في الدينا والآخرة (٧).

__________________

١ ـ البحار ٧٥ : ١٩٤ ح ٤ باب ٦٢ ـ عن الخصال ، حديث الأربعمائة.

٢ ـ البحار ٦٨ : ١٩٩ ح ١ باب ٢٠ عن قرب الاسناد.

٣ ـ البحار ٧٥ : ٤٦ ح ١ باب ٤٠ ـ عن تفسير القمي.

٤ ـ الكافي ٢ : ٣٥٤ ح ١ باب من طلب عثرات المؤمنين ـ عنه البحار ٧٥ : ٢١٧ ح ٢٠ باب ٦٥.

٥ ـ الكافي ٢ : ٣٥٤ ح ٢ باب من طلب عثرات المؤمنين ـ عنه البحار ٧٥ : ٢١٨ ح ٢١ باب ٦٥.

٦ ـ الكافي ٢ : ٣٥٦ ح ٢ باب التعيير.

٧ ـ الكافي ٢ : ٣٥٦ ح ١ باب التعيير.

٣٦٧

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : ... كفى بالمرء عيباً أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه ، ويعيّر الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه (١).

وروي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : إذا كان الرجل على يمينك على رأي ثم تحوّل إلى يسارك فلا تقل الاّ خيراً ، ولا تبرأ منه حتى تسمع منه ما سمعت وهو على يمينك ، فإنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلّبها كيف يشاء ساعة كذا وساعة كذا ، وانّ العبد ربما وفّق للخير (٢).

وروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : من مقت نفسه دون مقت الناس آمنه الله من فزع يوم القيامة (٣).

واعلم انّ من القبيح سوء الظن بالناس ، وكذلك جعل الانسان نفسه في موضع التهمة ، كما روي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : قال لي أبي : يا بنيّ من يصحب صاحب السوء لا يسلم ، ومن يدخل مداخل السوء يتهم ، ومن لا يملك لسانه يندم (٤).

وجاء فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه‌السلام عند وفاته : اياك ومواطن التهمة ، والمجلس المظنون به السوء ، فإنّ قرين السوء يغرّ جليسه (٥).

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : أولى الناس

__________________

١ ـ الخصال : ١١٠ ح ٨١ باب ٣ ـ عنه البحار ٧٥ : ٤٧ ح ٤ باب ٤٠.

٢ ـ البحار ٧٥ : ٤٨ ح ٩ باب ٤١ ـ عن علل الشرائع.

٣ ـ الخصال : ١٥ ح ٥٤ باب ١ ـ عنه البحار ٧٥ : ٤٨ ح ١٠ باب ٤١.

٤ ـ الخصال : ١٦٩ ضمن حديث ٢٢٢ باب ٣ ـ عنه البحار ٧٥ : ٩٠ ح ١ باب ٤٦.

٥ ـ البحار ٧٥ : ٩٠ ح ٢ باب ٤٦ ـ عن أمالي الطوسي.

٣٦٨

بالتهمة من جالس أهل التهمة (١).

وروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه قال : من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن (٢).

والأحاديث بهذا المضمون كثيرة.

( الفصل السابع )

في ذم الحسد

يعتبر الحسد منشأً للغيبة في أكثر الناس ، لذا فهو يعدّ من أخبث الصفات الذميمة النفسانية حيث انّ أوّل معصية وقعت كانت معصية الشيطان وكان باعثها الحسد ، والمشهور انّ اظهار الحسد من الذنوب الكبيرة ومنافٍ للعدالة ، وأصله من ذنوب القلب وأمراض النفس ، والحسود يعذّب في الدنيا بعين هذه الخصلة أيضاً ، وهذا حال أكثر الملكات السيّئة ، فإنّ الانسان يعذّب بها في الدنيا مع قطع النظر عن عقوبة الآخرة.

وعرّف الحسد برغبة الانسان زوال النعمة عن المحسود ، ولو أراد لنفسه مثلما لذلك الشخص أو أكثر ولا يتضايق من كون هذا الشيء عند ذلك الشخص فهو غبطة ، ويعتبر من الصفات الحسنة.

وصاحب الحسد بما انّه يريد زوال النعمة عن المحسود فكلّما يرى شخصاً في نعمة يتأذّى بكونها عنده ، ولا يمكن أن تنمحى نعم الله عن

__________________

١ ـ البحار ٧٥ : ٩٠ ح ٣ باب ٤٦ ـ عن معاني الأخبار.

٢ ـ البحار ٧٥ : ٩٠ ح ٤ باب ٤٦ ـ عن أمالي الصدوق.

٣٦٩

الأشخاص ، فلذا يكون هذا الانسان دائم العذاب من هذا الخُلق السيئ.

وكذلك الحريص يريد انّ يحصل على جميع أموال العالم ، وهذا مما لا يتيسّر له أبداً فلذا تراه دائم الألم ، وذو الخُلق السيىء دائم المنازعة مع الناس ولا يتيسر له أن يكون قاهراً غالباً دائماً فلذا تراه دائم التعب ، وهكذا أمر سائر الأخلاق السيئة.

وليفكر الحسود انّ ذوي النعم لم ينقصوا من مقداره وشأنه شيئاً ، والله الذي أنعم تلك النعم عليهم بامكانه أن ينعم عليه بأضعاف منها من دون أن يقلّل منهم شيئاً ، وليعلم انّه لم يكن في صلاحه اعطاؤه تلك الأمور ، ولو أعطاه الله اياها لصارت وبالاً عليه.

وليفكر انّ حسده وغمّه على المحسود لا يضرّه شيئاً بل يصل الضرر في الدنيا والعقبى إلى نفسه لا غير ، فليتوسل بهذه التفكرات الصحيحة إلى الله تعالى ، وليجادل نفسه ويعارضها كي يخلّصه الله تعالى من شرّ هذه الصفة الذميمة ، فانّه لا صفة بحسب العقل والشرع أخبث منها.

فقد روي بأسانيد معتبرة عن الأئمة صلوات الله عليهم انّ الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب (١).

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : قال الله عزّوجلّ لموسى بن عمران عليه‌السلام : يا ابن عمران لا تحسدّن الناس على ما أتيتهم من فضلي ، ولا تمدّن عينيك إلى ذلك ، ولا تتبعه نفسك ، فإنّ الحاسد ساخط لنعمي ، صادّ لقسمي الذي قسمت بين عبادي ، ومن يك كذلك فلست منه وليس منّي (٢).

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ٣٠٦ ح ٢ باب الحسد ـ عنه البحار ٧٣ : ٢٤٤ ح ٢ باب ١٣١.

٢ ـ الكافي ٢ : ٣٠٧ ح ٦ باب الحسد ـ عنه البحار ٧٣ : ٢٤٩ ح ٦ باب ١٣١.

٣٧٠

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : انّ المؤمن يغبط ولا يحسد ، والمنافق يحسد ولا يغبط (١).

وقال عليه‌السلام : قال لقمان لابنه : للحاسد ثلاث علامات : يغتاب إذا غاب ، ويتملّق إذا شهد ، ويشمت بالمصيبة (٢).

وقال عليه‌السلام : لا راحة لحسود (٣).

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ٣٠٧ ح ٧ باب الحسد ـ عنه البحار ٧٣ : ٢٥٠ ح ٧ باب ١٣١.

٢ ـ الخصال : ١٢١ ضمن حديث ١١٣ باب ٣ ـ عنه البحار ٧٣ : ٢٥١ ح ١١ باب ١٣١.

٣ ـ البحار ٧٣ : ٢٥٢ ح ١٢ باب ١٣١ ـ عن الخصال.

٣٧١

[ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي ذر رحمه‌الله ] :

يا أباذر لا يدخل الجنّة قتات ، قلت : وما القتات؟ قال : النمام.

يا أباذر صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عزّوجلّ في الآخرة.

روي بسند صحيح عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال [ لأصحابه ] : ألا أنبّئكم بشراركم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : المشاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة ، الباغون للبراء المعايب (١).

وروي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : محرّمة الجنّة على القتاتين المشائين بالنميمة (٢).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : أربعة لا يدخلون الجنّة : الكاهن ، والمنافق ، ومدمن الخمر ، والقتات وهو النمام (٣).

وقال عليه‌السلام : بينا موسى بن عمران عليه‌السلام يناجي ربّه عزّوجلّ إذ رأى رجلاً تحت ظلّ عرش الله عزّوجلّ فقال : يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك؟ فقال : هذا كان باراً بوالديه ، ولم يمش بالنميمة (٤).

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه نهى عن النميمة

____________

١ ـ الكافي ٢ : ٣٦٩ ح ١ باب النميمة.

٢ ـ الكافي ٢ : ٣٦٩ ح ٢ باب النميمة.

٣ ـ أمالي الصدوق : ٣٣٠ ح ٥ مجلس ٦٣ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٦٣ ح ١ باب ٦٧.

٤ ـ أمالي الصدوق : ١٥٢ ح ٢ مجلس ٣٤ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٦٣ ح ٢ باب ٦٧.

٣٧٢

والاستماع إليها ، وقال : لا يدخل الجنّة قتات يعني نماماً ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقول الله عزّوجلّ : حرّمت الجنّة على المنّان والبخيل والقتات وهو النمام (١).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : ثلاثة لا يدخلون الجنّة : السفاك للدم ، وشارب الخمر ، ومشاء بالنميمة (٢).

وروي بسند صحيح عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : لمّا أسري بي رأيت امرأة رأسها رأس خنزير ، وبدنها بدن الحمار ، وعليها ألف ألف لون من العذاب ، فسئل ما كان عملها؟ فقال : انّها كانت نمامة كذّابة (٣).

__________________

١ ـ البحار ٧٥ : ٢٦٤ ح ٤ باب ٦٧ ـ عن أمالي الصدوق.

٢ ـ البحار ٧٥ : ٢٦٤ ح ٥ باب ٦٧ ـ عن الخصال.

٣ ـ البحار ٧٥ : ٢٦٤ ح ٧ باب ٦٧ ـ عن عيون أخبار الرضا عليه‌السلام.

٣٧٣

[ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي ذر رحمه‌الله ] :

يا أباذر من كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا فهو ذو لسانين في النار.

اعلم انّ من النفاق المعاملة مع الناس بوجه طلق ولسان جميل مع اظهار المحبة ، ويعاديهم في الغياب ويذمّهم ، وهذا من أخسّ الصفات الذميمة.

روي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام انّه قال : بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا ، ان أعطي حسده ، وان أبتلي خذله (١).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من لقى المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار (٢).

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعاً لسانه في قفاه ، وآخر من قدّامه يلتهبان ناراً حتى يلهبان جسده ، ثم يقال له : هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين وذا لسانين ، يعرف بذلك يوم القيامة(٣).

وروي انّه قال الله تبارك وتعالى لعيسى بن مريم عليه‌السلام : يا عيسى ليكن لسانك في السر والعلانية لساناً واحداً وكذلك قلبك ، انّي احذّرك نفسك وكفى بي

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ٣٤٣ ح ٢ باب ذي اللسانين ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٠٦ ح ١٣ باب ٦٣.

٢ ـ الكافي ٢ : ٣٤٣ ح ١ باب ذي اللسانين ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٠٤ ح ١٢ باب ٦٣.

٣ ـ الخصال : ٣٧ ح ١٦ باب ٢ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٠٣ ح ٥ باب ٦٣.

٣٧٤

خبيراً ، لا يصلح لسانان في فم واحد ، ولا سيفان في غمد واحد ، ولا قلبان في صدر واحد ، وكذلك الأذهان (١).

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ٣٤٣ ح ٣ باب ذي اللسانين ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٠٦ ح ١٤ باب ٦٣.

٣٧٥

[ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي ذر رحمه‌الله ] :

يا أباذر المجالس بالأمانة ، وافشاء سرّ أخيك خيانة ، فاجتنب ذلك ، واجتنب مجلس العشيرة.

اعلم انّ من آداب المجالس عدم افشاء سرّها لما يترتب عليه من المفاسد العظيمة ، وكثيراً ما يتكلّم الانسان عند مصاحبيه بالأسرار ويلقيها اعتماداً على الصداقة والمعرفة ، فقد يسبب ذكرها قتل نفس ، أو تلف مال ، أو حدوث عداواة شديدة ، ويمكن أن يعدّ هذا قسماً من النميمة.

انّ السرّ الذي يدعه الانسان عند أخيه أمانة فاشاعته من أقبح الخيانات ، لأن من لم يحفظ سرّ أخيه وأذاعه بين الآخرين فإن من الأُولى أن لا يكتمه الآخرون فيذيعونه ، وربما وصل إلى مسامع عدوٍّ له فيكون ذلك سبباً في إلحاق الضرر به ، نعم لو تعلّق غرض ديني بنقل ما جرى في مجلس كان ذلك جائزاً.

روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : المجالس بالأمانة الاّ ثلاثة مجالس : مجلس سُفك فيه دم حرام ، ومجلس استحلّ فيه فرج حرام ، ومجلس استحلّ فيه مال حرام بغير حقّه (١).

وروي عن موسى بن جعفر عليه‌السلام انّه قال : ثلاثة يستظلّون بظلّ عرش الله يوم لا ظلّ الاّ ظلّه : رجل زوّج أخاه المسلم ، أو أخدمه ، أو كتم له سرّاً (٢).

__________________

١ ـ أمالي الطوسي : ٥٣ ح ٧١ مجلس ٢ ـ عنه البحار ٧٥ : ٤٦٥ ح ٧ باب ٩٥.

٢ ـ الخصال : ١٤١ ح ١٦٢ باب ٣ ـ عنه البحار ٧٥ : ٧٠ ح ١٠ باب ٤٥.

٣٧٦

واعلم انّه كما يجب كتمان أسرار الآخرين كذلك يجب على الانسان كتمان أسراره ولا يطلع الناس على أموره المخفية بحيث يخاف ضرر عليه بالافشاء ، فانّه لا يمكن الإعتماد على كلّ صديق ، كما روي بسند معتبر عن أمير المؤمينن عليه‌السلام انّه قال : من كتم سرّه كانت الخيرة بيده ، وكلّ حديث جاوز اثنين فشا (١).

قال البعض : انّ المراد كلّ سرّ جاوز الشفتين فشا.

روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : لا تطلع صديقك من سرّك الاّ على ما لو اطلع عليه عدوّك لم يضرّك ، فإنّ الصديق قد يكون عدوّك يوماً ما (٢).

وروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه قال : أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما (٣).

__________________

١ ـ البحار ٧٥ : ٦٨ ح ١ باب ٤٥.

٢ ـ البحار ٧٥ : ٧١ ح ١٢ باب ٤٥ ـ عن أمالي الصدوق.

٣ ـ أمالي الطوسي : ٣٦٤ ح ١٨ مجلس ١٣ ـ عنه البحار ٧٤ : ١٧٧ ح ١٤ باب ١١.

٣٧٧

[ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي ذر رحمه‌الله ] :

يا أباذر تعرض أعمال أهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يومين ، الاثنين والخميس ، فيغفر لكلّ عبد مؤمن الاّ عبداً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : اتركوا عمل هذين حتى يصطلحا.

يا أباذر اياك وهجران أخيك فإنّ العمل لا يتقبل مع الهجران.

يا أباذر أنهاك عن الهجران ، وان كنت لابدّ فاعلاً فلا تهجره ثلاثة أيام كملاً ، فمن مات فيها مهاجراً لأخيه كانت النار أولى به.

روي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : ألا أنبئكم بشرّ الناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من أبغض الناس وأبغضه الناس (١).

وروي بسند آخر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انّه قال لبنيه : يا بَنيّ اياكم ومعاداة الرجال ، فانّهم لا يخلون من ضربين ، من عاقل يمكر بكم ، أو جاهل يعجل عليكم ... (٢).

وروري أيضاً : أربعة القليل منها كثير ، النار القليل منها كثير ، والنوم القليل منه كثير ، والمرض القليل منه كثير ، والعداوة القليل منها كثير (٣).

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : من كثر همّه سقم

__________________

١ ـ البحار ٧٢ : ٢٠٣ ضمن حديث ١ باب ١٠٦.

٢ ـ الخصال : ٧٢ ح ١١١ باب ٢ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢٠٩ ح ١ باب ٦٤.

٣ ـ الخصال : ٢٣٨ ح ٨٤ باب ٤ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢١٠ ح ٢ باب ٦٤.

٣٧٨

بدنه ، ومن ساء خلقه عذّب نفسه ، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لم يزل جبرئيل عليه‌السلام ينهاني عن ملاحاة الرجال كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان (١).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : من زرع العداوة حصد ما بذر (٢).

وقال عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما أتاني جبرئيل قطّ الاّ وعظني ، فآخر قوله لي : ايّاك ومشارّة(٣) الناس فانّها تكشف العورة ، وتذهب بالعزّ(٤).

وروي بسند معتبر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : لا هجرة فوق ثلاث (٥).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : لا يفترق رجلان على الهجران الاّ استوجب أحدهما البراءة واللعنة ، وربما استحقّ ذلك كلاهما ، فقال له [ معتّب : ] جعلني الله فداك هذا الظالم فما بال المظلوم؟

قال : لأنّه لا يدعو أخاه إلى صلته ، ولا يتغامس له عن كلامه ، سمعت أبي يقول : إذا تنازع اثنان فعازّ أحدهما الآخر فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول

__________________

١ ـ أمالي الطوسي : ٥١٢ ح ٢٦ مجلس ١٨ ـ عنه البحار ٧٥ : ٢١٠ ح ٤ باب ٦٤.

٢ ـ الكافي ٢ : ٣٠٢ ح ١٢ باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال.

٣ ـ المشارّة : المخاصمة.

٤ ـ الكافي ٢ : ٣٠٢ ح ١٠ باب المراء والخصومة ومعاداة الرجل.

٥ ـ الكافي ٢ : ٣٤٤ ح ٢ باب الهجرة ـ عنه البحار ٧٥ : ١٨٥ ح ٢ باب ٦٠.

٣٧٩

لصاحبه : أي أخي أنا الظالم ، حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه ، فإنّ الله تبارك وتعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم (١).

وقال عليه‌السلام : [ قال أبي : ] قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيما مسلمَين تهاجرا فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان الاّ كانا خارجين من الإسلام ، ولم يكن بينهما ولاية ، فأيّهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى الجنّة يوم الحساب (٢).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : لا يزال ابليس فرحاً ما اهتجر المسلمان ، فاذا التقيا اصطكّت ركبتاه ، وتخلّعت أوصاله ، ونادى يا ويله ، ما لقي من الثبور (٣).

وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام انّه قال : صدقة يحبّها الله اصلاح بين الناس إذا تفاسدوا ، وتقارب بينهم إذا تباعدوا (٤).

قال عليه‌السلام : لأن أصلح بين اثنين أحبّ إليّ من أن أتصدّق بدينارين (٥).

__________________

١ ـ الكافي ٢ : ٣٤٤ ح ١ باب الهجرة ـ عنه البحار ٧٥ : ١٨٤ ح ١ باب ٦٠.

٢ ـ الكافي ٢ : ٣٤٥ ح ٥ باب الهجرة ـ عنه البحار ٧٥ : ١٨٦ ح ٥ باب ٦٠.

٣ ـ الكافي ٢ : ٣٤٦ ح ٧ باب الهجرة ـ عنه البحار ٧٥ : ١٨٧ ح ٧ باب ٦٠.

٤ ـ الكافي ٢ : ٢٠٩ ح ١ باب الاصلاح بين الناس.

٥ ـ الكافي ٢ : ٢٠٩ ح ٢ باب الاصلاح بين الناس.

٣٨٠