أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-493-415-5
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٦٦
الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، وَكَانَ يَقُولُ الْحَقَّ وَيَعْمَلُ بِهِ ، ثُمَّ لَمْ نَجِدْ أَحَداً عَابَ ذلِكَ عَلَيْهِ.
فَتَأَدَّبُوا أَيُّهَا النَّفَرُ بِآدَابِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَاقْتَصِرُوا عَلى أَمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ ، وَدَعُوا عَنْكُمْ مَا اشْتَبَهَ (١) عَلَيْكُمْ مِمَّا لَاعِلْمَ لَكُمْ بِهِ ، وَرُدُّوا الْعِلْمَ إِلى أَهْلِهِ ، تُوجَرُوا وَتُعْذَرُوا عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَكُونُوا فِي طَلَبِ عِلْمِ نَاسِخِ الْقُرْآنِ مِنْ مَنْسُوخِهِ ، وَمُحْكَمِهِ مِنْ مُتَشَابِهِهِ ، وَمَا أَحَلَّ اللهُ فِيهِ مِمَّا حَرَّمَ ، فَإِنَّهُ أَقْرَبُ لَكُمْ مِنَ اللهِ ، وَأَبْعَدُ لَكُمْ مِنَ الْجَهْلِ ، وَدَعُوا الْجَهَالَةَ لِأَهْلِهَا ؛ فَإِنَّ أَهْلَ الْجَهْلِ كَثِيرٌ ، وَأَهْلَ الْعِلْمِ قَلِيلٌ ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ) (٢) ». (٣)
٢ ـ بَابُ مَعْنَى الزُّهْدِ
٨٣٥٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ (٤) : مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟
قَالَ (٥) : « وَيْحَكَ (٦) ، حَرَامَهَا فَتَنَكَّبْهُ (٧) ». (٨)
__________________
(١) في « ط » : « ما لبس به ».
(٢) يوسف (١٢) : ٧٦.
(٣) قرب الإسناد ، ص ٦٣ ، ح ٢٠٠ ، عن هارون بن مسلم ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٨٦ ، ح ٥٤٢٧ ، معلّقاً عن هارون بن مسلم ؛ علل الشرائع ، ص ٥٦٦ ، ح ٢ ، بسنده عن هارون بن مسلم ، وفي كلّها عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهماالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، من قوله : « قال صلىاللهعليهوآلهوسلم للأنصاري حين أعتق » إلى قوله : « صبية صغاراً يتكفّفون الناس » مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص ٣٤٨. وراجع : الكافي ، كتاب الدعاء ، باب من لاتستجاب دعوته ، ح ٣٢٤٨ الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٣ ، ح ١٦٨٤٠. وفي الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٩ ، ح ٥٧٧٥ ؛ وج ٩ ، ص ٥٦ ، ح ١١٥٠٩ ؛ وص ٤٣٢ ، ح ١٢٤١٤ ؛ وج ١٧ ، ص ٢٦ ، ح ٢١٨٩٣ ؛ وج ٢٧ ، ص ١٨٣ ، ح ٣٣٥٥٤ ، مقطّعاً ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢٣٢ ، ح ٢٢.
(٤) في المعاني : « قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام » بدل « قلت له ».
(٥) في « ى ، جن » : « فقال ».
(٦) وَيْح : كلمة ترحّم وتوجّع ، تقال لمن وقع في هَلَكة لا يستحقّها ، وقد يقال بمعنى المدح والتعجّب ، وهي منصوبة على المصدر ، وقد تُرفَع وتُضاف ولا تُضاف ، يقال : وَيْحَ زَيْدٍ ، ووَيْحاً له ، وويحٌ له. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٣٥ ( ويح ).
(٧) يقال : تنكّبه ، أي تجنّبه. الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ( نكب ).
(٨) معاني الأخبار ، ص ٤٩ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. الزهد ، ص ١١٦ ، ح ١٣٣ ، بسنده عن السكوني ،
٨٣٥٤ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْجَهْمِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « لَيْسَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا بِإِضَاعَةِ الْمَالِ ، وَلَا تَحْرِيمِ الْحَلَالِ ؛ بَلِ الزُّهْدُ (١) فِي الدُّنْيَا أَنْ لَاتَكُونَ بِمَا فِي يَدِكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ». (٢)
٨٣٥٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (٣) عليهالسلام يَقُولُ : « الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قَصْرُ الْأَمَلِ ، وَشُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَالْوَرَعُ عَنْ كُلِّ مَا حَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ». (٤)
٣ ـ بَابُ الِاسْتِعَانَةِ بِالدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ
٨٣٥٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِ عليهمالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : نِعْمَ الْعَوْنُ عَلى تَقْوَى اللهِ الْغِنى ». (٥)
__________________
يرفع الحديث إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٣ ، ح ٢١٩٧ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٥ ، ح ٢١٩١٣.
(١) في « بس » : « وللزهد » بدل « بل الزهد ».
(٢) معاني الأخبار ، ص ٢٥١ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ؛ التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٧ ، ح ٨٩٩ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٣ ، ح ٢١٩٨ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٥ ، ح ٢١٩١٤.
(٣) في « ط » : « عليّاً » بدل « أمير المؤمنين ».
(٤) معاني الأخبار ، ص ٢٥١ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن سنان. الخصال ، ص ١٤ ، باب الواحد ، ح ٥٠ ، بسنده عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد ، عن بعض النوفليّين ومحمّد بن سنان ، رفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله وآخره. تحف العقول ، ص ٥٨ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وفيه ، ص ٢٢٠ ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٤ ، ح ٢١٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٥ ، ح ٢١٩١٥.
(٥) الجعفريّات ، ص ١٥٥ ، بسند آخر. الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٥٦ ، ح ٣٥٧٠ ، مرسلاً عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ تحف
٨٣٥٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ (١) عَزَّ وَجَلَّ : ( رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ) (٢) : « رِضْوَانُ اللهِ وَالْجَنَّةُ فِي الْآخِرَةِ (٣) ، وَالْمَعَاشُ (٤) وَحُسْنُ الْخُلُقِ (٥) فِي الدُّنْيَا ». (٦)
٨٣٥٨ / ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلّى ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ :
رَفَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قِيلَ لَهُ : مَا بَالُ أَصْحَابِ عِيسى عليهالسلام كَانُوا يَمْشُونَ عَلَى الْمَاءِ ، وَلَيْسَ ذلِكَ (٧) فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟
قَالَ (٨) : « إِنَّ أَصْحَابَ عِيسى عليهالسلام كُفُوا الْمَعَاشَ ، وَإِنَّ هؤُلَاءِ ابْتُلُوا بِالْمَعَاشِ (٩) ». (١٠)
__________________
العقول ، ص ٤٩ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٧ ، ح ١٦٨٢٤ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٩ ، ح ٢١٨٩٧.
(١) في « ط » : « في قوله ».
(٢) البقرة (٢) : ٢٠١.
(٣) في الفقيه والمعاني : + « والسعة في الرزق ».
(٤) المَعاش والمَعيش والمَعيشة : ما يُعاش به. لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٢١ ( عيش ).
(٥) الخُلُق والخُلْق : الدين ، والطبع ، والسجيّة ، وحقيقته أنّه لصورة الإنسان الباطنة ـ وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصّة بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة. النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٠ ( خلق ).
(٦) معاني الأخبار ، ص ١٧٤ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد. وفي الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٥٦ ، ح ٣٥٦٦ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٧ ، ح ٩٠٠ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب. تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٩٨ ، ح ٢٧٤ ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الله عليهالسلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٧ ، ح ١٦٨٢٥ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٩ ، ذيل ح ٢١٨٤٣.
(٧) في « بح » : « ذاك ».
(٨) في « بح » والوسائل : « فقال ».
(٩) في الوافي : « لعلّه اريد به أنّ الابتلاء بالمعاش يستلزم تكاليف شاقّة قلّما يتيسّر الخروج عن عهدها ، فيقع فيها التقصير المبعّد عن الله جلّ شأنه ». وفي مرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ١٣ : « لعلّ المعنى أنّ الابتلاء بالمعاش وطلبه يصير بالخاصّيّة سبباً لعدم تيسّر هذا الأمر ، وإن كان أفضل في الآخرة ، أو أنّ الابتلاء بالمعاش يصير سبباً لارتكاب المحرّمات والشبهات والبعد عن الله تعالى ، فلذا حرّموا ذلك. والأوّل أوفق بما ورد في فضل هذه الامّة على سائر الامم ». وفي هامش المطبوع : « أي كفاهم الله ـ عزّ وجلّ ـ معاشهم ؛ لإنزاله المائدة عليهم ، أو
٨٣٥٩ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « سَلُوا (١) اللهَ الْغِنى فِي الدُّنْيَا وَالْعَافِيَةَ ، وَفِي الْآخِرَةِ الْمَغْفِرَةَ وَالْجَنَّةَ ». (٢)
٨٣٦٠ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ (٣) عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَا خَيْرَ فِي مَنْ لَايُحِبُّ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حَلَالٍ (٤) يَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ ، وَيَقْضِي بِهِ دَيْنَهُ ، وَيَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ (٥) ». (٦)
__________________
لأنّ الله تعالى جعلهم أغنياء ، فلم يصرفوا أعمارهم في طلب المال ، بل صرفوا أعمارهم في تحصيل المعارف ، واشتغلوا بالعبادة ، فصاروا يمشون على الماء بخلاف هؤلاء ».
(١٠) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٧ ، ح ٩٠١ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٨ ، ح ١٦٨٢٦ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٢ ، ح ٢١٨٨١ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٧٨ ، ح ٩.
(١) في « ى ، بس » والوسائل : « اسألوا ».
(٢) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٨ ، ح ١٦٨٢٧ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٣ ، ح ٢١٩٠٩.
(٣) في « ى » : « ابن ». وفي « ط ، بح ، بخ ، بس ، جد » : ـ « عن ».
والظاهر أنّ الصواب ما ورد في « بف ، جت » والمطبوع من « أبي عبدالله عن » ، وأنّ المراد من أبي عبد الله هو أبو عبد الله البرقي والد أحمد بن أبي عبد الله ؛ فقد تكرّرت في الأسناد رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن أبي عبد الله البرقي. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٥٥ وص ٦٥٣.
ويؤيّد ذلك أنّ الخبر ورد في ثواب الأعمال ، ص ٢١٥ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الرحمن بن محمّد ، لكنّ الخبر نقله العلاّمة المجلسي في البحار ، ج ١٠٠ ، ص ٧ ، ح ٣٠ ، من ثواب الأعمال وفيه : البرقي عن أبيه عن عبد الرحمن بن محمّد ، ولازم ذلك وجود أبي عبد الله قبل « عن عبد الرحمن بن محمّد » في نسخة العلاّمة المجلسي قدسسره ظاهراً.
(٤) في التهذيب : ـ « من حلال ».
(٥) في ثواب الأعمال : ـ « ويصل به رحمه ».
(٦) التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤ ، ح ١٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبد الله بن عبد الرحمن بن محمّد ، عن الحارث بن عمرو ، من دون التصريح باسم المعصوم عليهالسلام. ثواب الأعمال ، ص ٢١٥ ، ح ١ ، بسنده
٨٣٦١ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ فِي وَصِيَّتِهِ لِلْمُفَضَّلِ (٢) بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « اسْتَعِينُوا بِبَعْضِ هذِهِ عَلى هذِهِ ، وَلَا تَكُونُوا (٣) كُلُولاً (٤) عَلَى النَّاسِ ». (٥)
٨٣٦٢ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي الْخَزْرَجِ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَلْعُونٌ (٦) مَنْ أَلْقى كَلَّهُ عَلَى النَّاسِ (٧) ». (٨)
٨٣٦٣ / ٨. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ ذَرِيحِ بْنِ يَزِيدَ
__________________
عن عبد الرحمن بن محمّد. الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٦١٥ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليهالسلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٨ ، ح ١٦٨٢٨ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٣ ، ح ٢١٩٠٨.
(١) في « ى ، جد » وحاشية « بح » : ـ « بن محمّد ».
(٢) في « ط » والوسائل : « في وصيّة المفضّل ». وفي حاشية « جت » : « في وصيّة للمفضّل ». وفي هامش المطبوع : « كأنّ فيه تصحيفاً ، والصحيح : في وصيّة ؛ فإنّ للمفضّل وصيّة مرويّة عنه رضى الله عنه رواها الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّاني في آخر تحف العقول [ ص ٥١٣ ] ، وفيه نظير هذا الكلام ، فليراجع ».
(٣) في « جت » بالتاء والياء معاً.
(٤) في « ط » وحاشية « بح » : « كلًّا ». والكَلُّ والكُلُولُ والكَلالَةُ : العَجز ، والإعياء ، والثِّقل ، والتعب. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٩٠ ( كلل ).
(٥) تحف العقول ، ص ٥١٣ ، ضمن وصيّة المفضّل بن عمر لجماعة الشيعة ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٩ ، ح ١٦٨٣١ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣١ ، ح ٢١٩٠٥.
(٦) في الكافي ، ح ٦٠٤٤ والفقيه : + « ملعون ».
(٧) في الكافي ، ح ٦٠٤٤ والفقيه : + « ملعون من ضيّع من يعول ».
(٨) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب كفاية العيال والتوسّع عليهم ، ح ٦٠٤٤ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله. التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٧ ، ح ٩٠٢ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ١٧٤١ ، مرسلاً ، من دون التصريح باسم المعصوم عليهالسلام ؛ تحف العقول ، ص ٣٧ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٤ ، ح ١٦٧٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣١ ، ح ٢١٩٠٦.
الْمُحَارِبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « نِعْمَ الْعَوْنُ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ (١) ». (٢)
٨٣٦٤ / ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ ذَرِيحٍ (٣) الْمُحَارِبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الْآخِرَةِ الدُّنْيَا (٤) ». (٥)
٨٣٦٥ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : وَاللهِ ، إِنَّا لَنَطْلُبُ الدُّنْيَا ، وَنُحِبُّ أَنْ نُؤْتَاهَا.
فَقَالَ : « تُحِبُّ أَنْ تَصْنَعَ بِهَا مَا ذَا؟ ».
قَالَ : أَعُودُ (٦) بِهَا عَلى نَفْسِي وَعِيَالِي ، وَأَصِلُ بِهَا ، وَأَتَصَدَّقُ بِهَا (٧) ، وَأَحُجُّ (٨) ، وَأَعْتَمِرُ.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (٩) عليهالسلام : « لَيْسَ هذَا طَلَبَ الدُّنْيَا ، هذَا طَلَبُ الْآخِرَةِ ». (١٠)
٨٣٦٦ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
__________________
(١) في « جد » : « نعم العون على الآخرة الدنيا ». وفي « بح » : + « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح بن يزيد المحاربي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نِعْمَ الْعَونُ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ ».
(٢) الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٥٦ ، ح ٣٥٦٧ ، معلّقاً عن ذريح بن يزيد المحاربي. الزهد ، ص ١١٩ ، ح ١٣٩ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٩ ، ح ١٦٨٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٩ ، ح ٢١٨٩٩.
(٣) في حاشية « بح » : + « بن يزيد ».
(٤) في « بس » : « الدنيا على الآخرة ». ولم ترد هذه الرواية في « ط ».
(٥) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٨٣٣ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٩ ، ح ٢١٨٩٨.
(٦) في الوافي : « أعود ، من العائد بمعنى الصلة والعطف والمنفعة ». وراجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣١٦ ( عود ).
(٧) في « ط ، بخ ، بف » والتهذيب : ـ « بها ».
(٨) في « ى » : + « بها ».
(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب والأمالي للطوسي. وفي المطبوع : ـ « أبو عبد الله ».
(١٠) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٧ ، ح ٩٠٣ ، معلّقاً عن الكليني. الأمالي للطوسي ، ص ٦٢٢ ، المجلس ٣٥ ، ح ٢٥ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٨٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٤ ، ح ٢١٩١٠.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « غِنًى يَحْجُزُكَ (١) عَنِ الظُّلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَقْرٍ يَحْمِلُكَ عَلَى الْإِثْمِ ». (٢)
٨٣٦٧ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يُصْبِحُ الْمُؤْمِنُ أَوْ يُمْسِي (٣) عَلى ثُكْلٍ (٤) خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُصْبِحَ أَوْ يُمْسِيَ (٥) عَلى حَرَبٍ (٦) ؛ فَنَعُوذُ (٧) بِاللهِ مِنَ (٨) الْحَرَبِ ». (٩)
٨٣٦٨ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « اللهُمَّ (١٠) بَارِكْ لَنَا فِي الْخُبْزِ (١١) ، وَلَا تُفَرِّقْ (١٢) بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ (١٣) ، فَلَوْ
__________________
(١) « يحجزك » أي يمنعك ؛ من الحجز بمعنى المنع. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٣١ ( حجز ).
(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٠٤ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله. الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٦١٤ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٨٣٦ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣١ ، ح ٢١٩٠٣.
(٣) في « بخ ، بف » والوافي : « ويمسي ».
(٤) في « ى » وحاشية « جت » : « نكل ». وفي « بح » : « كلّ نكل ». وفي المرآة : « قال في القاموس : النِّكل بالكسر ، أي القيد الشديد. وفي بعض النسخ بالثاء المثلّثة ، وفي القاموس : الثُّكْل ، بالضمّ : الموت ، والهلاك ، وفقدان الحبيب أو الولد ؛ ويحرّك ». راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٨٧ ( ثكل ).
(٥) في الوافي : « أن يمسي أو يصبح ».
(٦) « الحَرَب » بالتحريك : نَهْبُ مال الإنسان وتركه لا شيء له. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥٨ ( حرب ).
(٧) في « ط » : « وتعوّذوا ».
(٨) في « بخ » : « عن ».
(٩) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤١ ، ح ١٦٨٣٧ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣١ ، ح ٢١٩٠٤.
(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والكافي ، ح ١١٦٤٢ والمحاسن. وفي المطبوع : ـ « اللهمّ ».
(١١) في « ط ، ى ، بح ، بس » وحاشية « جت » والمرآة : « الخير ». وقال في المرآة : « وهو [ أي الخبز ] أظهر ؛ لما سيأتي في كتاب الأطعمة في باب فضل الخبز ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إيّاكم أن تشمّوا الخبز كما تشمّه السباع ؛ فإنّ الخبز مبارك ، أرسل الله ـ عزّ وجلّ ـ له السماء مدراراً ، وله أنبت الله المرعى ، وبه صلّيتم ، وبه صمتم ، وبه حججتم بيت ربّكم ».
(١٢) في « ى ، بح ، جد ، جن » : + « ما ».
(١٣) في الوسائل ، ح ٣٠٦٦٢ : « وبين الخبز ».
لَا الْخُبْزُ (١) مَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا (٢) ، وَلَا أَدَّيْنَا فَرَائِضَ رَبِّنَا ». (٣)
٨٣٦٩ / ١٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَحْمَسِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « نِعْمَ الْعَوْنُ الدُّنْيَا عَلى طَلَبِ الْآخِرَةِ ». (٤)
٨٣٧٠ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ ذَرِيحٍ الْمُحَارِبِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « نِعْمَ الْعَوْنُ الدُّنْيَا عَلَى (٥) الْآخِرَةِ ». (٦)
٤ ـ بَابُ مَا يَجِبُ مِنَ الِاقْتِدَاءِ بِالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي التَّعَرُّضِ لِلرِّزْقِ
٨٣٧١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ كَانَ يَقُولُ : مَا كُنْتُ أَرى (٧) أَنَّ (٨)
__________________
(١) في « ط ، ى ، بح ، بس » وحاشية « جت » والمرآة : « الخير ».
(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٣٠٦٦٢ والكافي ، ح ١١٦٤٢ والمحاسن. وفي المطبوع : « ما صلّينا ولا صمنا ».
(٣) الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب أنّ ابن آدم أجوف لابدّ له من الطعام ، ح ١١٦٤٢. وفي المحاسن ، ص ٥٨٦ ، كتاب الماء ، ح ٨٣ ، عن أبيه ، عن أبي البختري الوافي ، ج ١٩ ، ص ٢٧١ ، ح ١٩٣٧٧ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٠ ، ح ٢١٩٠٢ ؛ وج ٢٤ ، ص ٣٢٣ ، ح ٣٠٦٦٢.
(٤) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٠ ، ح ١٦٨٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٠ ، ح ٢١٩٠١.
(٥) في « ى ، بس ، جن » وحاشية « بح » : + « طلب ».
(٦) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٩ ، ح ١٦٨٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٩ ، ذيل ح ٢١٩٠١.
(٧) في الوسائل : « أظنّ ».
(٨) في « جن » : ـ « أنّ ».
عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَدَعُ خَلَفاً أَفْضَلَ مِنْهُ (١) حَتّى رَأَيْتُ ابْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِظَهُ ، فَوَعَظَنِي ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : بِأَيِّ شَيْءٍ وَعَظَكَ؟ قَالَ : خَرَجْتُ إِلى بَعْضِ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ ، فَلَقِيَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (٢) ، وَكَانَ رَجُلاً بَادِناً (٣) ثَقِيلاً (٤) ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلى غُلَامَيْنِ أَسْوَدَيْنِ أَوْ مَوْلَيَيْنِ (٥) ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : سُبْحَانَ اللهِ! شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ فِي هذِهِ السَّاعَةِ (٦) عَلى (٧) هذِهِ الْحَالِ (٨) فِي طَلَبِ الدُّنْيَا! أَمَا (٩) لَأَعِظَنَّهُ ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ (١٠) ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ (١١) بِنَهْرٍ (١٢) وَهُوَ يَتَصَابُّ عَرَقاً ، فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ (١٣) ، شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاخِ (١٤) قُرَيْشٍ فِي هذِهِ السَّاعَةِ (١٥) عَلى هذِهِ الْحَالِ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا! أَرَأَيْتَ لَوْ جَاءَ (١٦) أَجَلُكَ وَأَنْتَ عَلى هذِهِ الْحَالِ (١٧) ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ (١٨)؟
__________________
(١) في « ط » والتهذيب : « من عليّ بن الحسين عليهماالسلام » بدل « منه ».
(٢) في « ط » : ـ « محمّد بن عليّ ». وفي « ى ، بس ، جد » : + « عليهماالسلام ».
(٣) البادِنُ : الجَسيم والسَّمين والضَّخِم. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٤٧ ( بدن ).
(٤) في « بف » والوافي : + « فلقيني ».
(٥) في « بح » : « وموليين ». وفي الوافي : « أكثر إطلاق المولى على غير العربيّ الصريح والنزيل والتابع ».
(٦) في « بس ، جن » : + « الحارّة ».
(٧) في الوسائل والتهذيب : + « مثل ».
(٨) في « بخ » والوافي والوسائل : « الحالة ».
(٩) في التهذيب : + « إنّي ».
(١٠) في « ى » : ـ « منه ».
(١١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب. وفي المطبوع : + « السلام ».
(١٢) في « ط ، بس » وحاشية « جت » والإرشاد : « ببهر » ، وهو بالباء الموحّدة المضمومة تتابع النفس يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعدو. والنَّهر : الزبر ، والزجر ، والانتهار. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٣٩ ( نهر ).
هذا ، وقال المحقّق الفيض رحمهالله في الوافي : « وإنّما زبره عليهالسلام لما استفرس منه التحذلق والتكايس بالنسبة إليه ، ولأنّ الرجل كان من العامّة ، وممّن يزعم بنفسه أنّه من أهل العلم وليس به ».
وفي مرآة العقول ، ج ١٩ ، ص ١٧ : « إمّا للإعياء والنصب ، أو لما علم من سوء حال السائل وسوء إرادته ».
(١٣) في « بخ ، بف » وحاشية « بح ، جت » : + « أنت ».
(١٤) في الوافي : « مشايخ ».
(١٥) في « جن » : « الحارّة ».
(١٦) في « بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » والوافي والبحار : « جاءك ».
(١٧) في التهذيب : « الحالة ».
(١٨) في الوسائل والإرشاد : ـ « ما كنت تصنع ».
فَقَالَ : لَوْ جَاءَنِي الْمَوْتُ وَأَنَا (١) عَلى هذِهِ الْحَالِ ، جَاءَنِي وَأَنَا (٢) فِي طَاعَةٍ مِنْ طَاعَةِ (٣) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، أَكُفُّ بِهَا نَفْسِي وَعِيَالِي عَنْكَ وَعَنِ النَّاسِ ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أَخَافُ أَنْ (٤) لَوْ (٥) جَاءَنِي الْمَوْتُ وَأَنَا عَلى مَعْصِيَةٍ مِنْ مَعَاصِي اللهِ.
فَقُلْتُ : صَدَقْتَ يَرْحَمُكَ (٦) اللهُ ، أَرَدْتُ أَنْ أَعِظَكَ ، فَوَعَظْتَنِي ». (٧)
٨٣٧٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ يَضْرِبُ بِالْمَرِّ (٨) ، وَيَسْتَخْرِجُ الْأَرَضِينَ. وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَمَصُّ النَّوى (٩) بِفِيهِ وَيَغْرِسُهُ ، فَيَطْلُعُ مِنْ سَاعَتِهِ. وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام أَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكٍ (١٠) مِنْ مَالِهِ وَ (١١) كَدِّ (١٢) يَدِهِ (١٣) ». (١٤)
__________________
(١) في « جد » : « فأنا ».
(٢) في « جد » : « فأنا ».
(٣) في التهذيب والإرشاد : « طاعات ».
(٤) في « ط ، جت » : ـ « أن ».
(٥) في الوسائل : « لو أن » بدل « أن لو ».
(٦) في « ط ، بف » : « رحمك ».
(٧) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٥ ، ح ٨٩٤ ، معلّقاً عن الكليني. الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٦١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٩ ، ح ١٦٨٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٩ ، ح ٢١٨٧٢ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٥٠ ، ح ٣.
(٨) المَرُّ هنا بمعنى المِسحاة والذي يُعتمل به في أرض الزرع ، وهي ما يقال بالفارسيّة : « بيل ». راجع : لسانالعرب ، ج ٥ ، ص ١٦٨ ( مرر ).
(٩) « النَّوى » جمع النَّواة ، وهي حَبّ التمر والزبيب وأشباهه من كلّ شيء. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٤٩ ( نوى ).
(١٠) في « جت » : « مملوكة ».
(١١) في « ط » وحاشية « بح » : ـ « ماله و».
(١٢) في حاشية « بف » والوافي : « ومن كدّ ». والكَدُّ : الشدّة في العمل وطلب الرزق ، والإلحاح في مُحاوَلة الشيء. لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٧٧ ( كدد ).
(١٣) في « بخ ، بف » والوافي : « يمينه ».
(١٤) راجع : الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٨٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٢٨١ ، المجلس ٧٤ ، ح ١٤ الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٠ ، ح ١٦٨٠٦ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٧ ، ح ٢١٩١٩ ؛ البحار ، ج ٤١ ، ص ٥٨ ، ح ٨ ؛ وفيه ، ج ١٧ ، ص ٣٨٨ ، ح ٥٦ ، وتمام الرواية فيه : « كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يمصّ النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته ».
٨٣٧٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (١) الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ ، قَالَ :
اسْتَقْبَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ (٢) فِي يَوْمٍ صَائِفٍ (٣) شَدِيدِ الْحَرِّ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، حَالُكَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَرَابَتُكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَأَنْتَ تُجْهِدُ نَفْسَكَ (٤) فِي مِثْلِ هذَا الْيَوْمِ؟
فَقَالَ : « يَا عَبْدَ الْأَعْلى (٥) ، خَرَجْتُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ لِأَسْتَغْنِيَ (٦) عَنْ مِثْلِكَ ». (٧)
٨٣٧٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ وَسَلَمَةَ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ (٨) ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :
__________________
(١) هكذا في « بف » وحاشية « ى » والوسائل والتهذيب. وفي « ط ، ى ، بث ، بس ، جت ، جد ، جن » والمطبوع : « عبد الله ».
والمراد من عبيد الله هذا ، هو عبيد الله بن عبد الله الدهقان الراوي عن درست [ بن أبي منصور ] في عددٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٧ ، ص ٤١٤ ـ ٤١٩ ؛ رجال النجاشي ، ص ٢٣١ ، الرقم ٦١٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٣٠٧ ، الرقم ٤٦٩.
(٢) في « بف » : ـ « في بعض طرق المدينة ».
(٣) « يوم صائف » أي يوم حارّ. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٠٠ ( صيف ).
(٤) هكذا في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بز ، بس ، بظ ، بف ، بى ، جد ، جز ، جش ، جن » والوافي والوسائل والبحار والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « لنفسك ».
(٥) في « ى » : « عبد الله ».
(٦) في « ط ، ى ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي : + « به ».
(٧) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٤ ، ح ٨٩٣ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٠ ، ح ١٦٨٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٠ ، ح ٢١٨٧٣ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٥ ، ح ٩٦.
(٨) الخبر أورده الشيخ الحرّ قدسسره في الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٧ ، ح ٢١٩١٨ وج ٢٣ ، ص ١٠ ، ح ٢٨٩٨٧ ، وفي الموضع الأوّل : « وسلمة بيّاع السابري » وفي الموضع الثاني : « عن سلمة بيّاع السابري ».
أمّا سلمة بيّاع السابري ، فالظاهر اتّحاده مع سلمة صاحب السابري ؛ فقد روى محمّد بن أبي عمير عن سلمة بيّاع السابري في الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٨٧ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢١٤ ، ح ٢ ، فيحتمل وجود نسخة عند الشيخ الحرّ قدسسره.
وأمّا « عن » في الموضع الثاني ، فالظاهر وقوع التصحيف فيها ؛ لما ورد في بعض الأسناد من رواية ابن أبي عمير
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام أَعْتَقَ أَلْفَ مَمْلُوكٍ مِنْ كَدِّ يَدِهِ (١) ». (٢)
٨٣٧٥ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ (٣) ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام (٤) ، قَالَ : أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ عليهالسلام : أَنَّكَ نِعْمَ الْعَبْدُ لَوْ لَا أَنَّكَ تَأْكُلُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ ، وَلَا تَعْمَلُ بِيَدِكَ شَيْئاً.
قَالَ (٥) : فَبَكى دَاوُدُ عليهالسلام أَرْبَعِينَ صَبَاحاً ، فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَى الْحَدِيدِ : أَنْ لِنْ لِعَبْدِي دَاوُدَ ، فَأَلَانَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ (٦) الْحَدِيدَ ، فَكَانَ (٧) يَعْمَلُ (٨) كُلَّ يَوْمٍ دِرْعاً ، فَيَبِيعُهَا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ ، فَعَمِلَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ دِرْعاً ، فَبَاعَهَا بِثَلَاثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفاً (٩) ، وَاسْتَغْنى عَنْ بَيْتِ الْمَالِ ». (١٠)
٨٣٧٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
__________________
عن سلمة صاحب السابري ، ورواية سيف [ بن عميرة ] عن زيد الشحّام مباشرة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٤٤٥ ، ص ٥٣٩ وص ٥٤٧.
ويؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص ٦٢٤ ، ح ٨٠ ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة وسليمة ـ وفي بعض النسخ : « سلمة » ـ صاحب السابري عن زيد الشحّام.
(١) في الوافي : « يمينه ».
(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٥ ، ح ٨٩٥ ، معلّقاً عن الكليني. المحاسن ، ص ٦٢٤ ، كتاب المرافق ، ح ٨٠ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة وسليمة صاحب السابري ، عن زيد الشحّام الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١ ، ح ١٦٨٠٨ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٧ ، ح ٢١٩١٨ ؛ وج ٢٣ ، ص ١٠ ، ح ٢٨٩٨٧.
(٣) السند معلّق على سند الحديث الثاني. ويروي عن أحمد بن أبي عبد الله ، عدّة من أصحابنا.
(٤) في « ط » والتهذيب : ـ « أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام ».
(٥) في « جن » : « فقال ».
(٦) في « ى » : ـ « له ».
(٧) في الوافي : « وكان ».
(٨) في « جن » والوسائل : + « في ».
(٩) في « ط » : ـ « فباعها بثلاثمائة وستّين ألفاً ».
(١٠) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٦ ، ح ٨٩٦ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله. الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٢ ، ح ٣٥٩٤ ، معلّقاً عن شريف بن سابق الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١ ، ح ١٦٨٠٩ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٧ ، ح ٢١٩٢٠.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « لَقِيَ رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام وَتَحْتَهُ وَسْقٌ (١) مِنْ نَوًى ، فَقَالَ لَهُ (٢) : مَا هذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ تَحْتَكَ؟ فَقَالَ : مِائَةُ أَلْفِ عَذْقٍ (٣) إِنْ شَاءَ اللهُ ».
قَالَ : « فَغَرَسَهُ ، فَلَمْ يُغَادَرْ (٤) مِنْهُ نَوَاةٌ وَاحِدَةٌ ». (٥)
٨٣٧٧ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ عَمَّارٍ السِّجِسْتَانِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ عليهماالسلام : « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَضَعَ حَجَراً عَلَى الطَّرِيقِ يَرُدُّ الْمَاءَ عَنْ أَرْضِهِ ، فَوَ اللهِ مَا نَكَبَ (٦) بَعِيراً وَلَا إِنْسَاناً حَتَّى السَّاعَةِ ». (٧)
٨٣٧٨ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَسَأَلَنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ : « مَا فَعَلَ؟ » فَقُلْتُ (٨) : صَالِحٌ ، وَلكِنَّهُ قَدْ تَرَكَ التِّجَارَةَ.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « عَمَلُ الشَّيْطَانِ ـ ثَلَاثاً ـ أَمَا عَلِمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم اشْتَرى عِيراً (٩) أَتَتْ مِنَ الشَّامِ ، فَاسْتَفْضَلَ فِيهَا (١٠) مَا قَضى دَيْنَهُ ، وَقَسَمَ فِي قَرَابَتِهِ؟ يَقُولُ اللهُ
__________________
(١) الوَسْقُ : ستّون صاعاً ، أو حِمْلُ بعير. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٦٦ ( وسق ).
(٢) في « ى » : ـ « له ».
(٣) العَذْقُ ، بالفتح : النخلة. بحملها. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٠٣ ( عذق ).
(٤) المغادرة : الترك. لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٩ ( غدر ).
(٥) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣١ ، ح ١٦٨١٠ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤١ ، ح ٢١٩٣١ ؛ البحار ، ج ٤١ ، ص ٥١ ، ح ٩.
(٦) النَّكْبُ : الطَّرْح. والنَّكبُ : الإصابة ؛ يقال : نَكَبَ الحجارةُ رِجْلَه ، أي لثمتها أو أصابتها ، فهو منكوب. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٢ ( نكب ).
(٧) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢ ، ح ١٦٨١١ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٨ ، ح ٢١٩٢١ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٣٤٦ ، ح ١٨.
(٨) في « ط » : « فقلنا ».
(٩) العِير : الإبل تحمل الطعام ، ثمّ غلب على كلّ قافلة. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٤٠ ( عير ).
(١٠) في حاشية « بح » : « منها ».
عَزَّ وَجَلَّ : ( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ) (١) إِلى آخِرِ الْآيَةِ ، يَقُولُ الْقُصَّاصُ (٢) : إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَكُونُوا يَتَّجِرُونَ ، كَذَبُوا ، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَدَعُونَ الصَّلَاةَ فِي مِيقَاتِهَا ، وَهُوَ (٣) أَفْضَلُ مِمَّنْ حَضَرَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يَتَّجِرْ (٤) ». (٥)
٨٣٧٩ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام كَانَ يَخْرُجُ وَمَعَهُ أَحْمَالُ النَّوى ، فَيُقَالُ لَهُ : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، مَا هذَا مَعَكَ؟ فَيَقُولُ (٦) : نَخْلٌ إِنْ شَاءَ اللهُ ، فَيَغْرِسُهُ (٧) ، فَلَمْ يُغَادَرْ (٨) مِنْهُ وَاحِدَةٌ ». (٩)
٨٣٨٠ / ١٠. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (١٠) ، عَنِ الْجَامُورَانِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام يَعْمَلُ فِي أَرْضٍ لَهُ (١١) قَدِ اسْتَنْقَعَتْ (١٢) قَدَمَاهُ فِي (١٣) الْعَرَقِ ،
__________________
(١) النور (٢٤) : ٣٧.
(٢) في المرآة : « القُصّاص : رواة القصص والأكاذيب. عبّر عليهالسلام عن مفسّري العامّة وعلمائهم به ؛ لابتناء امورهم على الأكاذيب ، ولعلّهم أوّلوا الآية بترك التجارة ؛ لئلاّ تلهيهم عن الصلاة والذكر. ولا يخفى بعده ».
(٣) في الوافي عن بعض النسخ والوسائل والتهذيب : « وهم ».
(٤) في « جن » : « ولا يتّجر ».
(٥) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٦ ، ح ٨٩٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٢ ، ح ١٦٨١٢ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٤ ، ح ٢١٨٦٠.
(٦) في « جد » : « يقول ».
(٧) في حاشية « جت » : « فيغرسها ».
(٨) في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « فلا يغادر ». وفي « ى ، بح ، جت ، جد » والوسائل والبحار : « فما يغادر ».
(٩) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣ ، ح ١٦٨١٣ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤١ ، ح ٢١٩٣٢ ؛ البحار ، ج ٤١ ، ص ٥٨ ، ح ١٠.
(١٠) في « ط ، جد » وحاشية « بح » : ـ « بن زياد ».
ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.
(١١) في الوسائل والبحار : ـ « له ».
(١٢) يقال : استنقعت في الماء ، أي لبثت فيه متبرّداً. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٣٢ ( نقع ).
(١٣) في « بخ ، بف ، جن » : « من ».
فَقُلْتُ (١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَيْنَ الرِّجَالُ؟
فَقَالَ : « يَا عَلِيُّ ، قَدْ عَمِلَ بِالْيَدِ (٢) مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي فِي أَرْضِهِ وَمِنْ أَبِي (٣) ».
فَقُلْتُ (٤) لَهُ (٥) : وَمَنْ هُوَ؟
فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَآبَائِي عليهمالسلام كُلُّهُمْ كَانُوا قَدْ عَمِلُوا بِأَيْدِيهِمْ ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَالْأَوْصِيَاءِ (٦) وَالصَّالِحِينَ ». (٧)
٨٣٨١ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :
أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَإِذَا (٨) هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ (٩) ، بِيَدِهِ مِسْحَاةٌ (١٠) ، وَهُوَ (١١) يَفْتَحُ بِهَا (١٢) الْمَاءَ ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ شِبْهَ الْكَرَابِيسِ (١٣) كَأَنَّهُ مَخِيطٌ عَلَيْهِ مِنْ ضِيقِهِ. (١٤)
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « له ».
(٢) في حاشية « جت » : « بيد ». وفي الوافي والمرآة : « بالبيل ». وقال في المرآة : « قد عمل بالبيل ، كأنّه البال ، فاميل ، أو هو معرّب. قال الفيروزآبادي : البال : المَرّ الذي يُعمل به في أرض الزرع ». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٨٣ ( بول ).
(٣) في « بخ ، بف » : + « في أرضه ». وفي الوسائل والفقيه : « ومن أبي في أرضه » بدل « في أرضه ومن أبي ».
(٤) في « بف » : « قلت ».
(٥) في « ط ، بح ، بخ ، بف ، جت ، جد » والوافي والوسائل والبحار : ـ « له ».
(٦) في الفقيه : ـ « والأوصياء ».
(٧) الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٢ ، ح ٣٥٩٣ ، معلّقاً عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٣ ، ح ١٦٨١٤ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٨ ، ح ٢١٩٢٣ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ١١٥ ، ح ٢٧.
(٨) في « ط » : ـ « إذا ».
(٩) في « ط » : ـ « له ».
(١٠) المِسْحاةُ ـ بكسر الميم ـ : ما سُحي به ، من السحو بمعنى الكشف والإزالة ، أو المِجْرَفَةُ ، لكنّها من حديد. والجمع : المَساحى. وفي الوافي : « المسحاة : البيل ». راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٧٢ ( سحو ).
(١١) في « جن » : ـ « هو ».
(١٢) في « ى » : « به ».
(١٣) « الكَرابيسُ » جمع الكِرباس ـ بكسر الكاف ـ وهو الثوب الخشن ، وهو فارسيّ معرّب. المصباح المنير ، ص ٥٢٩ ( كربس ).
(١٤) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٤ ، ح ١٦٨١٥ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٠ ، ح ٢١٩٢٦ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٦ ، ح ٩٩.
٨٣٨٢ / ١٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ (١) :
أَعْطى أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَبِي أَلْفاً وَسَبْعَمِائَةِ دِينَارٍ ، فَقَالَ لَهُ : « اتَّجِرْ (٢) بِهَا (٣) » ثُمَّ قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ لِي (٤) رَغْبَةٌ (٥) فِي رِبْحِهَا وَإِنْ كَانَ الرِّبْحُ مَرْغُوباً فِيهِ (٦) ، وَلكِنِّي (٧) أَحْبَبْتُ أَنْ يَرَانِيَ اللهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ مُتَعَرِّضاً لِفَوَائِدِهِ ».
قَالَ : فَرَبِحْتُ لَهُ (٨) فِيهَا (٩) مِائَةَ دِينَارٍ ، ثُمَّ لَقِيتُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ رَبِحْتُ لَكَ فِيهَا (١٠) مِائَةَ دِينَارٍ.
قَالَ : فَفَرِحَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام بِذلِكَ (١١) فَرَحاً شَدِيداً (١٢) ، ثُمَّ قَالَ (١٣) لِي (١٤) : « أَثْبِتْهَا (١٥) فِي رَأْسِ مَالِي ».
قَالَ : فَمَاتَ أَبِي وَالْمَالُ عِنْدَهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَكَتَبَ (١٦) : « عَافَانَا اللهُ وَإِيَّاكَ ، إِنَّ لِي عِنْدَ أَبِي مُحَمَّدٍ أَلْفاً وَثَمَانَمِائَةِ دِينَارٍ أَعْطَيْتُهُ يَتَّجِرُ بِهَا ، فَادْفَعْهَا إِلى
__________________
(١) في المرآة : « لعلّ القائل محمّد ، وإن كان بعيداً لتكنّيه بأبي محمّد ، ولما سيأتي في آخر الباب ». وفي هامش المطبوع : « ضمير قال راجع إلى ابن عذافر كما يظهر من آخر الحديث حيث قال عليهالسلام : إنّ لي عند أبي محمّد ، ويأتي أيضاً التصريح بذلك تحت الرقم ١٦ ».
(٢) في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » والبحار والتهذيب : + « لي ».
(٣) في « بخ ، بف ، جت » والوافي والوسائل : + « لي ».
(٤) في « ط » : ـ « لي ».
(٥) في « ط » : « برغبة ».
(٦) في « بخ ، بف » : « إليه ».
(٧) في « بف » والتهذيب : « ولكن ».
(٨) في « بف » والتهذيب : ـ « له ».
(٩) في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد » والوسائل والبحار : « فيه ».
(١٠) في « ى ، جد » : « منها ». وفي الوسائل : « فيه ».
(١١) في « ظ » : ـ « بذلك ».
(١٢) في « ط » : + « بذلك ».
(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب. وفي المطبوع : « فقال » بدل « ثمّ قال ».
(١٤) في « ط ، بف » والوسائل : ـ « لي ».
(١٥) في التهذيب : « أثبتها لي » بدل « لي أثبتها ».
(١٦) في « ط ، ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والبحار : « وكتب ».
عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ».
قَالَ : فَنَظَرْتُ فِي (١) كِتَابِ أَبِي ، فَإِذاً فِيهِ (٢) : لِأَبِي مُوسى (٣) عِنْدِي أَلْفٌ وَسَبْعُمِائَةِ دِينَارٍ ، وَاتُّجِرَ لَهُ فِيهَا (٤) مِائَةُ دِينَارٍ ، عَبْدُ اللهِ بْنُ سِنَانٍ وَعُمَرُ بْنُ يَزِيدَ يَعْرِفَانِهِ (٥) (٦)
٨٣٨٣ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ (٧) ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَمِيلُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ :
رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَبِيَدِهِ مِسْحَاةٌ ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ (٨) غَلِيظٌ يَعْمَلُ فِي حَائِطٍ لَهُ ، وَالْعَرَقُ يَتَصَابُّ (٩) عَنْ (١٠) ظَهْرِهِ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَعْطِنِي أَكْفِكَ (١١)
فَقَالَ لِي (١٢) : « إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَتَأَذَّى الرَّجُلُ بِحَرِّ الشَّمْسِ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ ». (١٣)
٨٣٨٤ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ
__________________
(١) في « جن » : « إلى ».
(٢) في « ط » : « فيها ».
(٣) في « ى ، بخ ، بف ، جن » والوافي : « لأبي عبد الله عليهالسلام ». وفي المرآة : « قوله : لأبي موسى ؛ يعني أبا عبد الله عليهالسلام ؛ فإنّ ابنه موسى عليهالسلام ، ولعلّه كتب هكذا تقيّة ».
(٤) في المرآة : « قوله : واتّجر له فيها ، على بناء المفعول ، أي حصل له الربح فيها مائة دينار ».
(٥) في المرآة : « الضمير في يعرفانه راجع إلى أبي موسى عليهالسلام ».
(٦) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٦ ، ح ٨٩٨ ، معلّقاً عن الكليني ، إلى قوله : « أثبتها في رأس مالي » الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٤ ، ح ١٦٨١٦ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٣ ، ح ٢١٩٣٦ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٦ ، ح ١٠٠.
(٧) في الوسائل : « القاسم بن سليم ». والقاسم هذا ، هو القاسم بن سليمان البغدادي ، له كتاب رواه النضر بنسويد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣١٤ ، الرقم ٨٥٨ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٨٤ ـ ٣٨٥.
(٨) الإزار : معروف ، وقد يفسّر بالملحفة ، وهي كلّ ما يُلْتَحَفُ به ، أي يُتَغَطّى ، أو كلّ ما واراك وسترك. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٦ و ١٧ ( أزر ).
(٩) في « بف » : « ينصابّ ».
(١٠) في « بخ ، بف » وحاشية « بح ، جت » والوافي : « منه على » بدل « عن ».
(١١) في « بخ ، بف » : « أكفيك ».
(١٢) في « بح ، بخ ، بف » والوافي : ـ « لي ».
(١٣) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٥ ، ح ١٦٨١٧ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٩ ، ح ٢١٩٢٤ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٧ ، ح ١٠١.
زُرَارَةَ (١) :
أَنَّ رَجُلاً أَتى أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَالَ : إِنِّي (٢) لَا أُحْسِنُ أَنْ (٣) أَعْمَلَ عَمَلاً (٤) بِيَدِي ، وَ (٥) لَا أُحْسِنُ أَنْ أَتَّجِرَ ، وَأَنَا مُحَارَفٌ (٦) مُحْتَاجٌ.
فَقَالَ : « اعْمَلْ (٧) ، فَاحْمِلْ (٨) عَلى رَأْسِكَ (٩) ، وَاسْتَغْنِ عَنِ النَّاسِ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَدْ حَمَلَ حَجَراً عَلى عَاتِقِهِ (١٠) ، فَوَضَعَهُ فِي حَائِطٍ لَهُ (١١) مِنْ حِيطَانِهِ ، وَإِنَّ الْحَجَرَ لَفِي مَكَانِهِ ، وَلَا يُدْرى (١٢) كَمْ عُمْقُهُ إِلاَّ أَنَّهُ ثَمَّ (١٣) ». (١٤)
٨٣٨٥ / ١٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنِّي لَأَعْمَلُ فِي بَعْضِ ضِيَاعِي (١٥) حَتّى أَعْرَقَ ، وَإِنَّ لِي
__________________
(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل. وفي المطبوع والوافي : + « قال ».
(٢) في « بخ ، بف » : « إنّني ».
(٣) في « بخ ، بف » : ـ « أن ».
(٤) في « بح » : ـ « عملاً ».
(٥) في « ى » : ـ « لا احسن أن أعمل عملاً بيدي و».
(٦) المُحارَف ـ بفتح الراء ـ : هو المحروم المجدود الذي إذا طلب لا يرزق ، أو يكون لا يسعى في الكسب. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٠ ( حرف ).
(٧) في « ى » : « احمل ».
(٨) في « ط ، بخ ، بف » والوافي : « واحمل ».
(٩) في المرآة : « قوله عليهالسلام : فاحمل على رأسك ، أي احمل الأشياء للناس بالاجرة ».
(١٠) في « ى ، بح ، بس ، جد ، جن » وحاشية « جت » والوسائل : « عنقه ».
(١١) في « بح ، جد » : ـ « له ». وفي « ط ، ى » : ـ « فوضعه في حائط له ».
(١٢) في المرآة : « قوله عليهالسلام : ولا يدرى ، أي كونه ثمّة إلى الآن يدلّ على كثرة عمقه ، فيدلّ على كبر الحجر ، فيؤيّد أنّ تحمّل المشاقّ للرزق حسن ».
(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل. وفي المطبوع : + « [ بمعجزته ] ». وفي الوافي : « ثمّة » بدل « ثمّ ».
(١٤) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٥ ، ح ١٦٨١٨ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٨ ، ح ٢١٩٢٢.
(١٥) الضِّياعُ ، جمع الضَّيْعَة ، وهي العقار ، أي النخل والكَرْم والأرض ، ما منه معاش الرجل كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٦ ( ضيع ).
مَنْ يَكْفِينِي لِيَعْلَمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنِّي أَطْلُبُ الرِّزْقَ الْحَلَالَ ». (١)
٨٣٨٦ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام سَبْعَمِائَةِ دِينَارٍ ، وَقَالَ (٢) : « يَا عُذَافِرُ ، اصْرِفْهَا (٣) فِي شَيْءٍ ، أَمَّا عَلى ذَاكَ (٤) مَا (٥) بِي (٦) شَرَهٌ (٧) ، وَلكِنْ (٨) أَحْبَبْتُ أَنْ يَرَانِيَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مُتَعَرِّضاً لِفَوَائِدِهِ ».
قَالَ عُذَافِرٌ : فَرَبِحْتُ فِيهَا مِائَةَ دِينَارٍ ، فَقُلْتُ لَهُ فِي الطَّوَافِ (٩) : جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ رَزَقَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهَا مِائَةَ دِينَارٍ.
فَقَالَ : « أَثْبِتْهَا فِي رَأْسِ مَالِي (١٠) ». (١١)
٥ ـ بَابُ الْحَثِّ عَلَى الطَّلَبِ وَالتَّعَرُّضِ لِلرِّزْقِ
٨٣٨٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
__________________
(١) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٥ ، ح ١٦٨١٩ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٩ ، ح ٢١٩٢٥.
(٢) في « ى » : « فقال ».
(٣) في « جن » وحاشية « جت » : « اصرفه ».
(٤) في « ى ، بح » : « ذلك ».
(٥) في « بس » : ـ « ما ».
(٦) في الفقيه : « ما ، وقال : « ما أفعل هذا على » بدل « أمّا على ذاك مابي ».
(٧) في « بخ » والوافي : « ما بي شره على ذلك ». وفي « بف » : « ما بي شره على ذاك ». وفي حاشية « جت » : « وإمّا بي شره على ذلك » كلّها بدل « على ذلك ما بي شره ». وفي الفقيه : + « منّي ». الشَّرَه : غلبة الحرص. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٣٧ ( شره ).
(٨) في « ى ، بح ، جت ، جد » والوافي والوسائل والفقيه : « ولكنّي ». وفي « ط » : « ولكنّني ».
(٩) في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « في الطريق ».
(١٠) في « ط » : « المال ».
(١١) الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٥٨ ، ح ٣٥٨١ ، معلّقاً عن محمّد بن عذافر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٧ ، ص ٣٥ ، ح ١٦٨٢٠ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٤٣ ، ح ٢١٩٣٧.
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : رَجُلٌ قَالَ : لَأَقْعُدَنَّ فِي بَيْتِي ، وَلَأُصَلِّيَنَّ ، وَلَأَصُومَنَّ ، وَلَأَعْبُدَنَّ رَبِّي ، فَأَمَّا (١) رِزْقِي فَسَيَأْتِينِي (٢)
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « هذَا أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ لَايُسْتَجَابُ لَهُمْ ». (٣)
٨٣٨٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (٤) بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ بَيْتَهُ ، وَأَغْلَقَ (٥) بَابَهُ ، أَكَانَ (٦) يَسْقُطُ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ السَّمَاءِ؟ ». (٧)
٨٣٨٩ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَيُّوبَ أَخِي أُدَيْمٍ بَيَّاعِ الْهَرَوِيِّ ، قَالَ :
كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِذْ أَقْبَلَ الْعَلَاءُ بْنُ كَامِلٍ ، فَجَلَسَ قُدَّامَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقَالَ : ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي فِي دَعَةٍ (٨)
__________________
(١) في « ط » : « وأمّا ».
(٢) في « ى ، بح ، جت » : « فيأتيني ». وفي « بخ » : « فسيأتي ».
(٣) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٣ ، ح ٨٨٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال. راجع : الكافي ، كتاب الدعاء ، باب منلا تستجاب دعوته ، ح ٣٢٤٨ و ٣٢٤٩ ؛ وفيه ، كتاب المعيشة ، باب دخول الصوفيّة على أبي عبد الله عليهالسلام واحتجاجهم عليه ... ، ضمن ح ٨٣٥٢ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٩ ، ح ١٧٤٧ ؛ والخصال ، ص ١٦٠ ، باب الثلاثة ، ح ٢٠٨ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٧٩ ، المجلس ٣٧ ، ح ٢٤ ؛ وتحف العقول ، ص ٣٥١ الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢١ ، ح ١٦٧٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٥ ، ح ٢١٨٨٩.
(٤) في « ط ، ى ، جن » وظاهر المرآة : « الحسين ». وفي « بح ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « حسين ». وفي « بس » : « حسن ».
وقد تكرّرت رواية ابن أبي عمير عن الحسن بن عطيّة ، ولم تثبت روايته عن الحسين بن عطيّة ، كما تقدّمت في الكافي ، ذيل ح ٣٤٥٠.
(٥) في « ط » : « فأغلق ».
(٦) في « ط ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » : « كان » بدون همزة الاستفهام.
(٧) الوافي ، ج ١٧ ، ص ٢٢ ، ح ١٦٧٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٤ ، ح ٢١٨٨٨.
(٨) الدَّعَةُ : الخَفْضُ ، والسعة في العيش ، والراحة ؛ والهاء فيها عوض من الواو. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٥٣ ( ودع ).