أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-493-415-5
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٦٦
عَنْ مُحَمَّدِ (١) بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ـ قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : قَالَ (٢) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ رَدَّ عَنْ قَوْمٍ مِنَ (٣) الْمُسْلِمِينَ عَادِيَةَ (٤) مَاءٍ أَوْ نَارٍ ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ». (٥)
٢٧ ـ بَابٌ
٨٣١٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ يَحْيَى الطَّوِيلِ (٦) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا جَعَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَسْطَ اللِّسَانِ وَكَفَّ الْيَدِ ، وَلكِنْ جَعَلَهُمَا يُبْسَطَانِ مَعاً ، وَيُكَفَّانِ مَعاً (٧) ». (٨)
٢٨ ـ بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ
٨٣١٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ بِشْرِ (٩) بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ قَاضِي مَرْوَ ، عَنْ جَابِرٍ :
__________________
(١) في الوافي : « عمر ».
(٢) في « بح ، جن » : + « قال ».
(٣) في « بس » : ـ « من ».
(٤) يقال : دفعتُ عنك عادية فلان ، أي ظلمه وشرّه. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٢٢ ( عدى ).
(٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاهتمام بامور المسلمين و ... ، ح ٢٠٣٥ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، عن مثنّى بن الوليد الحنّاط ، عن فطر بن خليفة ، عن عمر بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه صلوات الله عليهما. قرب الإسناد ، ص ١٣٢ ، ح ٤٦٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّ عليهمالسلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٩٥ ، ح ١٤٨٩٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٤٢ ، ح ٢٠١٧٢.
(٦) في الوسائل ، ح ٢٠١٧٤ : « يحيى بن طويل ».
(٧) في « بث ، بف » والوافي : « يبسطان جميعاً ، ويكفّان جميعاً ».
(٨) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٦٩ ، ح ٣٢٥ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٩٧ ، ح ١٤٨٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٤٣ ، ح ٢٠١٧٤ ؛ وج ١٦ ، ص ١٣١ ، ح ٢١١٦٣.
(٩) في الوافي عن نسخة والبحار والتهذيب : « بشير ».
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُتَّبَعُ (١) فِيهِمْ قَوْمٌ مُرَاؤُونَ يَتَقَرَّؤُونَ (٢) ، وَيَتَنَسَّكُونَ (٣) ، حُدَثَاءُ (٤) سُفَهَاءُ ، لَايُوجِبُونَ أَمْراً بِمَعْرُوفٍ ، وَلَا نَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ إِلاَّ إِذَا أَمِنُوا الضَّرَرَ (٥) ، يَطْلُبُونَ (٦) لِأَنْفُسِهِمُ الرُّخَصَ وَالْمَعَاذِيرَ ، يَتَّبِعُونَ زَلاَّتِ الْعُلَمَاءِ (٧) وَفَسَادَ عَمَلِهِمْ (٨) ، يُقْبِلُونَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَمَا لَايَكْلِمُهُمْ (٩) فِي نَفْسٍ وَلَا مَالٍ ، وَلَوْ أَضَرَّتِ الصَّلَاةُ بِسَائِرِ مَا يَعْمَلُونَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَبْدَانِهِمْ ، لَرَفَضُوهَا ، كَمَا رَفَضُوا أَسْمَى (١٠) الْفَرَائِضِ وَأَشْرَفَهَا ؛ إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَرِيضَةٌ عَظِيمَةٌ ، بِهَا تُقَامُ (١١) الْفَرَائِضُ هُنَالِكَ ، يَتِمُّ غَضَبُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِمْ ، فَيَعُمُّهُمْ بِعِقَابِهِ ، فَيُهْلَكُ الْأَبْرَارُ فِي دَارِ الْفُجَّارِ (١٢) ، وَالصِّغَارُ فِي دَارِ الْكِبَارِ ؛ إِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ سَبِيلُ
__________________
(١) في حاشية « جت » والوسائل : « ينبغ ».
(٢) في « ى ، بف ، جد ، جن » والوسائل ، ح ٢١١٥٧ : « ينفرون ». وفي « بس » وحاشية « بث » : « ينعرون ». والتقرّء : التنسّك والعبادة ، ورجل قارئ ومتقرّئ ، أي عابد ناسك. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٥٣ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٣٠ ( قرأ ).
(٣) في « ى ، بس ، بف ، جد » وحاشية « بث ، جت » : « ينسكون ». والنُّسْك والتَنَسُّك أيضاً : العبادة ، والزهد ، والطاعة ، وكلّ ما تُقُرّب به إلى الله ، فالعطف للتفسير كما قال المحقّق الفيض في الوافي. وراجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٩٨ ( نسك ).
(٤) في « بح » وحاشية « ى ، بث » : « حدّاثاً ».
(٥) في الوافي : « أي ما يحسبونه ضرراً وليس بضرر ».
(٦) في « بف ، جت » : « ويطلبون ».
(٧) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٤٠٠ : « أي يفشون زلاّت العلماء ؛ ليفسدوا علمهم عند الناس ، ويتابعونهم فيما يعلمون أنّه من زلاّتهم ، فالمراد فساد علم أنفسهم ، أو علم العلماء ، والأوّل أظهر ».
(٨) في « ى ، بث ، بس ، بف » وحاشية « بح ، جت » والوافي والمرآة والتهذيب : « علمهم ».
(٩) « يَكْلِمُهُمْ » من الكَلْم ، بمعنى الجرح ، قال ابن الأثير : « وفيه : ذهب الأوّلون لم تكلِمْهُمُ الدنيا من حسناتهم شيئاً ، أي لم تؤثّر فيهم ، ولم تقدح في أديانهم ، وأصل الكلْم : الجرح ». وفي المرآة : « أي لا يضرّهم ». وراجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٩ ( كلم ).
(١٠) في التهذيب : « أتمّ ». و « أسمى » تفصيل من السُّمُوّ ، بمعنى العلوّ والارتفاع. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٩٧ ( سمو ).
(١١) في « بث » : « يقام ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.
(١٢) في الوسائل ، ح ٢١١٣٢ : « الأشرار ».
الْأَنْبِيَاءِ ، وَمِنْهَاجُ الصُّلَحَاءِ (١) ، فَرِيضَةٌ عَظِيمَةٌ ، بِهَا تُقَامُ (٢) الْفَرَائِضُ ، وَتَأْمَنُ (٣) الْمَذَاهِبُ (٤) ، وَتَحِلُّ (٥) الْمَكَاسِبُ ، وَتُرَدُّ (٦) الْمَظَالِمُ ، وَتُعْمَرُ (٧) الْأَرْضُ ، وَيُنْتَصَفُ مِنَ الْأَعْدَاءِ ، وَيَسْتَقِيمُ الْأَمْرُ (٨) ، فَأَنْكِرُوا بِقُلُوبِكُمْ ، وَالْفِظُوا بِأَلْسِنَتِكُمْ ، وَصُكُّوا (٩) بِهَا جِبَاهَهُمْ (١٠) ، وَلَا تَخَافُوا فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، فَإِنِ اتَّعَظُوا وَإِلَى الْحَقِّ رَجَعُوا ، فَلَا سَبِيلَ عَلَيْهِمْ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ وَيَبْغُونَ (١١) فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (١٢) هُنَالِكَ فَجَاهِدُوهُمْ بِأَبْدَانِكُمْ ، وَأَبْغِضُوهُمْ (١٣) بِقُلُوبِكُمْ ، غَيْرَ طَالِبِينَ سُلْطَاناً ، وَلَا بَاغِينَ مَالاً ، وَلَا مُرِيدِينَ بِظُلْمٍ (١٤) ظَفَراً (١٥) حَتّى يَفِيئُوا (١٦) إِلَى أَمْرِ اللهِ ، وَيَمْضُوا عَلى طَاعَتِهِ ».
__________________
(١) في الوافي : « الصالحين ».
(٢) في « بث ، بح ، بف ، جد » : « يقام ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.
(٣) في « بح » : « ويأمن ».
(٤) في المرآة : « قوله عليهالسلام : وتأمن المذاهب ، أي مسالك الدين من بدع المبطلين ، أو الطرق الظاهرة ، أو الأعمّ منهما ».
(٥) في « بح » بالتاء والياء معاً.
(٦) في « بح » : « ويردّ ».
(٧) في « جد » : « ويعمّر ».
(٨) في المرآة : « قوله عليهالسلام : ويستقيم الأمر ، أي أمر الدين والدنيا ».
(٩) الصَّكّ : ضرب الشيء بالشيء شديداً ، أو الضرب الشديد بالشيء العريض. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٠٠٠ ؛ لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٥٦ ( صكك ).
(١٠) جِباه ، جمع الجَبهة : موضع السجود. قال الخليل : « هي مستوى ما بين الحاجبين إلى الناصية ». ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٦١ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٤٨٣ ( جبه ).
(١١) البَغي : الظلم ، والاعتداء ، والطلب. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٧ ( بغى ).
(١٢) الشورى (٤٢) : ٤٢.
(١٣) في « بف » : « وأبغضوا ».
(١٤) في « ى ، بث ، بح ، جد » والوسائل ، ح ٢١١٦٢ والتهذيب : « بالظلم ».
(١٥) في الوافي : « يعني غير متوسّلين إلى الظفر عليهم بالظلم ، بل بالعدل ». وفي المرآة : « بظلم ظفراً ، أي ظفراً بالظلم ، أي لا يكون عرضكم ، أي تظفروا وتغلبوا ، ثمّ تظلموا ، أو لا يكون ظفركم عليهم على وجه الظلم ، بل بالعدل ».
(١٦) الفيء : الرجوع. ويفيئوا ، أي يرجعوا. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٢٦ ( فاء ).
قَالَ : « وَأَوْحَى (١) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى شُعَيْبٍ النَّبِيِّ عليهالسلام : أَنِّي مُعَذِّبٌ مِنْ قَوْمِكَ مِائَةَ أَلْفٍ ، أَرْبَعِينَ أَلْفاً مِنْ شِرَارِهِمْ ، وَسِتِّينَ أَلْفاً مِنْ خِيَارِهِمْ ، فَقَالَ عليهالسلام : يَا رَبِّ ، هؤُلَاءِ الْأَشْرَارُ (٢) ، فَمَا بَالُ الْأَخْيَارِ؟ فَأَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ (٣) : دَاهَنُوا (٤) أَهْلَ الْمَعَاصِي ، وَلَمْ يَغْضَبُوا لِغَضَبِي ». (٥)
٨٣٢٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لَمْ يُؤْخَذْ (٦) لِضَعِيفِهَا مِنْ قَوِيِّهَا بِحَقِّهِ (٧) غَيْرَ مُتَعْتَعٍ (٨) ». (٩)
٨٣٢١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ (١٠) ، قَالَ :
__________________
(١) في البحار والتهذيب : « أوحى » بدون الواو.
(٢) في المرآة : « هؤلاء الأشرار ، خبره مخذوف ، أي مستحقّون بذلك ».
(٣) في الوافي : « أنّهم ».
(٤) المُداهنة : المصانعة ، والملاينة ، والمساهلة ، والمسالمة ، والمداراة ، والمصالحة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٣٢٠ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٢ ( دهن ).
(٥) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٨٠ ، ح ٣٧٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن خالد الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٦٩ ، ح ١٤٨٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١٩ ، ح ٢١١٣٢ ، إلى قوله : « ويستقيم الأمر » ؛ وفيه ، ص ١٢٨ ، ح ٢١١٥٧ ، إلى قوله : « فيعمّهم بعقابه » ؛ وفيه ، ص ١٣١ ، ح ٢١١٦٢ ، من قوله : « فأنكروا بقلوبكم » إلى قوله : « ويمضوا على طاعته » ؛ وفيه ، ص ١٤٦ ، ح ٢١٢٠١ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ٣٨٦ ، ح ١٢ ، وفي الأخيرين من قوله : « وأوحى الله عزّوجلّ إلى شعيب النبيّ ».
(٦) في الوافي : « لم تؤخذ ».
(٧) في الوسائل : ـ « بحقّه ».
(٨) في التهذيب : « متّضع ». و « غير مَتَعْتَع » ، بفتح التاء ، أي من غير أن يصيبه أذى يقلعه ويزعجه. النهاية ، ج ١ ، ص ١٩٠ ( تعتع ).
(٩) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٨٠ ، ح ٣٧١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن ابن أبي عمير ، عن جماعة من أصحابنا. وفي نهج البلاغة ، ص ٤٣٩ ، ضمن الرسالة ٥٣ ؛ وتحف العقول ، ص ١٤٢ ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧١ ، ح ١٤٨٥١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٠ ، ح ٢١١٣٥.
(١٠) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب ، ج ٦. وفي المطبوع :
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (١) عليهالسلام يَقُولُ : « لَتَأْمُرُنَّ (٢) بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَوْ لَيُسْتَعْمَلَنَّ (٣) عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ، فَيَدْعُو خِيَارُكُمْ ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ». (٤)
٨٣٢٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الزُّهْرِيِّ (٥) :
__________________
« محمّد بن عمر بن عرفة ».
والمذكور في أصحاب أبي الحسن عليّ بن موسى عليهماالسلام هو محمّد بن عرفة ، ووردت في بعض الأسناد رواية محمّد بن عيسى [ بن عبيد ] عن محمّد بن عرفة. راجع : رجال الطوسي ، ص ٣٦٤ ، الرقم ٥٤٠٨ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٢٨٢ ، الرقم ١١٢٣٣.
(١) في الوسائل : + « الرضا ».
(٢) في « بح » : « لتأمرون ».
(٣) في « بف » : « وليستعملنّ ». وفي الوافي : « أي يجعل عليكم عاملاً حاكماً ».
(٤) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٥٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن خالد. الكافي ، كتاب الوصايا ، باب صدقات النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وفاطمة ... ، ضمن الحديث الطويل ١٣٢٧٦ ، بسند آخر عن أبي الحسن ، عن أمير المؤمنين عليهماالسلام. الأمالي للطوسي ، ص ٥٢٣ ، المجلس ١٨ ، ضمن الحديث الطويل ٦٤ ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام. وفي الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٩١ ، ضمن الحديث الطويل ٥٤٣٣ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٧١٤ ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في عقوبات المعاصي العاجلة ، ذيل ح ٢٨٢٤ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. علل الشرائع ، ص ٥٨٤ ، ذيل ح ٢٦ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن كتاب عليّ عليهماالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٨ ، المجلس ٥١ ، ذيل ح ٢ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٣٠٠ ، ذيل ح ١ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام. تحف العقول ، ص ٥١ ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وفيه ، ص ١٩٩ ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ؛ نهج البلاغة ، ص ٤٢١ ، ضمن الخطبة ٤٧ ، وفي كلّ المصادر ـ إلاّ التهذيب ، ج ٦ ـ مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧١ ، ح ١٤٨٥٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١٨ ، ح ٢١١٣٠.
(٥) روى الحسين بن سعيد في الزهد ، ص ١٩٠ ، ح ٢٩٢ الخبر بعين الألفاظ ، عن عليّ بن النعمان عن داود بن أبي يزيد ـ وهو داود بن فرقد ـ عن أبي شيبة الزهري عن أحدهما عليهماالسلام. والظاهر سقوط الواسطة بين عليّ بن النعمان وبين داود بن أبي يزيد ؛ فقد وردت في الزهد ، ص ٧٩ ، ح ٤٢ رواية عليّ بن النعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي شيبة الزهري عن أحدهما عليهماالسلام أنّه قال : ويل لمن لا يدين الله بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، الخبر.
هذا. وقد تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٤٧٦٦ أنّ أبا سعيد الزهرى وأبا شيبة الزهري متّحدان ، وأنّ أحد العنوانين مصحّف.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ (١) أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام ، قَالَ : « وَيْلٌ لِقَوْمٍ لَايَدِينُونَ اللهَ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ». (٢)
٨٣٢٣ / ٥. وَبِإِسْنَادِهِ (٣) ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « بِئْسَ الْقَوْمُ قَوْمٌ (٤) يَعِيبُونَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ». (٥)
٨٣٢٤ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ ، عَنْ حَسَنٍ (٦) ، قَالَ :
خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنى عَلَيْهِ ، وَ (٧) قَالَ : « أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَيْثُ مَا عَمِلُوا مِنَ الْمَعَاصِي ، وَلَمْ يَنْهَهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ (٨) وَالْأَحْبَارُ (٩)
__________________
(١) الظاهر ممّا تقدّم من الزهد أنّ الصواب « أو » بدل « و» ، كما يرشد إلى هذا لفظة « قال ».
(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٥٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. الزهد ، ص ٧٩ ، صدر ح ٤٢ ، عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي شيبة الزهري ، عن أحدهما عليهماالسلام ؛ وفيه ، ص ١٩٠ ، ح ٢٩٢ ، عن عليّ بن النعمان ، عن داود بن أبي يزيد ، عن أبي شيبة الزهري ، عن أحدهما عليهماالسلام. الأمالي للمفيد ، ص ١٨٤ ، المجلس ٢٣ ، صدر ح ٧ ، بسنده عن عليّ بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي سعيد الزهري ، عن أحدهما عليهماالسلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٢ ، ح ١٤٨٥٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١٧ ، ح ٢١١٢٧.
(٣) الظاهر أنّ المراد من « بإسناده » هو السند المتقدّم في الرقم السابق.
(٤) في « بف » : « قوماً ».
(٥) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٥٤ ، وفيه هكذا : « وبإسناده قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : ... » الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٢ ، ح ١٤٨٥٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١٧ ، ح ٢١١٢٨.
(٦) روى الحسين بن سعيد الخبر ـ باختلافٍ وتلخيص ـ في الزهد ، ص ١٨٩ ، ح ٢٩١ ، بسنده عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل ، عن حبشي. ولعلّه الصواب ، والمراد منه هو حُبشي بن جُنادة السَّلولي. راجع : اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٤٣١ ، الرقم ١٠٢٩ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٥ ، ص ٣٤٩ ، الرقم ١٠٧٥.
(٧) في الزهد : + « ذكر ابن عمّه محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فصلّى عليه ، ثمّ ».
(٨) الربّاني : العالم ورَبُّ العلم ، والذي يعبد الربّ ، زيدت الألف والنون للمبالغة في النسب ، والموصوف بعلمالربّ ، والعالم المعلِّم ، والعالم الراسخ في العلم والدين ، والمتألّه العارف بالله عزّ وجلّ. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٠٣ و ٤٠٧ ( ربب ).
(٩) « الأحبار » : العلماء ، جمع حبر بالفتح والكسر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦١٩ ( حبر ).
عَنْ ذلِكَ ، وَإِنَّهُمْ لَمَّا تَمَادَوْا فِي الْمَعَاصِي وَلَمْ يَنْهَهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ ذلِكَ (١) ، نَزَلَتْ بِهِمُ الْعُقُوبَاتُ ، فَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَمْ يُقَرِّبَا (٢) أَجَلاً ، وَلَمْ يَقْطَعَا (٣) رِزْقاً ، إِنَّ الْأَمْرَ يَنْزِلُ (٤) مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ كَقَطْرِ الْمَطَرِ إِلى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّرَ اللهُ لَهَا مِنْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ، فَإِنْ أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فِي أَهْلٍ ، أَوْ مَالٍ ، أَوْ نَفْسٍ ، وَ (٥) رَأى عِنْدَ أَخِيهِ غَفِيرَةً (٦) فِي أَهْلٍ ، أَوْ مَالٍ ، أَوْ نَفْسٍ (٧) ، فَلَا تَكُونَنَّ (٨) عَلَيْهِ (٩) فِتْنَةً ؛ فَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ لَبَرِيءٌ مِنَ الْخِيَانَةِ (١٠) مَا لَمْ يَغْشَ (١١) دَنَاءَةً تَظْهَرُ ، فَيَخْشَعُ (١٢) لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ ،
__________________
(١) في الزهد : ـ « ولم ينههم الربّانيّون والأحبار عن ذلك ».
(٢) في « بث ، بح ، جد » وحاشية « جت » والوافي والوسائل : « لن يقرّبا ». ويجوز فيه هيئة التفعيل والإفعال.
(٣) في « بث ، بح ، بس ، بف ، جد » والوافي والوسائل : « ولن يقطعا ».
(٤) في « بف » : « نزل ».
(٥) في نهج البلاغة ، ص ٦٤ : ـ « أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفس ، و».
(٦) في « بف » : « جفوة ». وفي الوافي : « حفوة » ، أي الفرح والسرور. وفي الزهد : « عقوبة ». وفي تفسير القمّي : « عفوة » أي الخيار من كلّ شيء. والغَفيرة : الكثرة والزيادة ، من قولهم للجمع الكثير : الجَمّ الغَفير. النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٧٤ ( غفر ).
(٧) في « بف » والزهد وتفسير القمّي وقرب الإسناد : ـ « في أهل أو مال أو نفس ».
(٨) في « ى ، بح ، جد » والزهد وتفسير القمّي : « فلا يكوننّ ». وفي « بث » : « فلا يكون ».
(٩) في « ى ، بس ، جت ، جد » وحاشية « بح » والوافي ونهج البلاغة ، ص ٦٤ وتفسير القمّي وقرب الإسناد : « له ». وفي الوافي : « يعني لا يكوننّ ما رأى في أخيه له فتنة تقضي به إلى الحسد ؛ لأنّ من لم يواقع لدناءة وقبيح يستحي من ذكره بين الناس وهتك ستره به ، كاللاعب بالقداح المحظوظ منها ».
(١٠) في الوافي ونهج البلاغة ، ص ٦٤ وتفسير القمّي وقرب الإسناد : ـ « لبريء من الخيانة ».
(١١) الغِشْيان هنا بمعنى الإتيان ، يقال : غَشِيَهُ غِشْياناً ، أي أتاه. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٢٧ ( غشو ) ؛ الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٣.
(١٢) في المرآة : « قوله عليهالسلام : فيخشع ، إن حملنا الخشوع على المعنى اللغوي ، وهو غضّ الطرف والتطأمن ، كان عطفاً على « تظهر » وحاصل المعنى : أنّ المسلم مهما لم يرتكب أمراً مسيئاً [ خسيساً ] يظهر عنه ، فيكسب نفسه خلقاً رديّاً ، ويلزمه بارتكابه الخجل من ذكره بين الخلق إذا ذكروا الحياء من التعبير به ، ويغري له لئام الناس
وَيُغْرى (١) بِهَا (٢) لِئَامُ النَّاسِ (٣) ، كَانَ كَالْفَالِجِ الْيَاسِرِ (٤) الَّذِي يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ (٥) مِنْ قِدَاحِهِ (٦) تُوجِبُ (٧) لَهُ الْمَغْنَمَ ، وَيُدْفَعُ (٨) بِهَا (٩) عَنْهُ (١٠) الْمَغْرَمُ (١١) ، وَكَذلِكَ (١٢) الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِيءُ مِنَ
__________________
وعوامّهم في فعل مثله. وقيل : في هتك سرّه ؛ فإنّه يشبه الفالج. وإن حملناه على المعنى العرفي ، وهو الخضوع لله ـ عزّ وجلّ ـ والخشية منه ، فيحتمل أن تكون الفاء في قوله : فيخشع ، للابتداء ، والمعنى : بل يخشع لها ويخضع عند ذكرها ، ويتضرّع إلى الله هرباً من الوقوع في مثلها ، ويكون قوله عليهالسلام : ويغرى بها لئام الناس ، عطفاً على يظهر مؤخّراً ، انتهى ».
(١) في « بح » بالتاء والياء معاً. وفي « بف » : « ويقوى ». وفي الوافي : « فيغري بها ، أي يولع بنشرها ».
(٢) في « بف » وحاشية « جت » : « به ».
(٣) في المرآة : « قوله عليهالسلام : ويغرى بها لئام الناس ، في أكثر النسخ للنهج : به ، على ضمير المذكّر ، فالفعل على بناء المعلوم ، والضمير المرفوع راجع إلى الدناءة ، والمجرور في قوله : به ، إلى المرء ، أي تولع الدناءة لئام الناس بالمرء المسلم ، وفي بعضها ـ كما في الكتاب ـ على ضمير المؤنّث ، فالفعل على بناء المجهول ، والضمير المجرور المؤنّث راجع إلى الدناءة ، أي تولع بسبب الدناءة لئام الناس بالمرء ، ويمكن أن يقرأ على المعلوم أيضاً ، فتأمّل ».
(٤) في « بف » والوافي وتفسير القمّي وقرب الإسناد : « كالياسر الفالج » أي الغالب في قماره. و « الياسر » : اللاعب بالقداح والمتقامر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٥٧ ( يسر ) ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٨ ( فلج ).
وفي المرآة : « في الكلام تقديم وتأخير كقوله : ( غَرابِيبُ سُودٌ ) [ فاطر (٣٥) : ٢٧ ] ، من تقديم الصفة على الموصوف ، ووجه الشبه أنّه كما أنّ الياسر الفالج ينتظر قبل فوزه ما يوجب له المغنم ، ويدع [ ويدفع ] عنه المغرم ، كذلك المرء البريء من الخيانة ينتظر من الله إحدى الحسنيين ، وكما أنّ الياسر يخاف قبل فوزه عدمه ، كذلك المرء المسلم البريء من الخيانة ، فالتشبيه باعتبار حاله قبل الفوز وبعده كما قيل ».
(٥) في « بث ، بس ، بف » وحاشية « جت » : « فورة ».
(٦) في « بث » : « قدحه ». والقِداح والقِدْح ـ كلاهما بالكسر ـ يقال للسهم قبل أن يُراش ويركَّب نصله. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩٤ ( قدح ).
(٧) في « بث ، بف » : « حتّى يوجب » بدل « توجب ».
(٨) في « جت » : « وترفع ». وفي حاشية « جت » وقرب الإسناد : « وتدفع ». وفي « ى ، بس » وحاشية « بث ، بح » ونهج البلاغة ، ص ٦٤ : « ويرفع ».
(٩) في « بث ، بف ، جت » وتفسير القمّي وقرب الإسناد : ـ « بها ».
(١٠) في « ى ، بح ، جد » والوافي : « عنه بها ».
(١١) في الوافي : « توجب له المغنم ، أي تجلب له نفعاً ، ويدفع عنه بها المغرم ، أي يدفع بها ضرّ ».
(١٢) في « بث ، بف » والوافي وتفسير القمّي : « كذلك » بدون الواو.
الْخِيَانَةِ (١) يَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ تَعَالى إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ : إِمَّا دَاعِيَ اللهِ (٢) ، فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُ ، وَإِمَّا رِزْقَ (٣) اللهِ ، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَمَالٍ ، وَمَعَهُ دِينُهُ وَحَسَبُهُ (٤) ؛ إِنَّ (٥) الْمَالَ وَالْبَنِينَ (٦) حَرْثُ الدُّنْيَا ، وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الْآخِرَةِ ، وَقَدْ يَجْمَعُهُمَا اللهُ لِأَقْوَامٍ ، فَاحْذَرُوا مِنَ اللهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ ، وَاخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتْ بِتَعْذِيرٍ (٧) ، وَاعْمَلُوا فِي غَيْرِ رِيَاءٍ وَلَا سُمْعَةٍ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللهِ ، يَكِلْهُ اللهُ إِلى مَنْ عَمِلَ لَهُ ؛ نَسْأَلُ اللهَ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ، وَمُعَايَشَةَ السُّعَدَاءِ ، وَمُرَافَقَةَ الْأَنْبِيَاءِ (٨) ». (٩)
٨٣٢٥ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ ، قَالَ :
__________________
(١) في تفسير القمّي وقرب الإسناد : + « والكذب ».
(٢) في « بث ، بف » وحاشية « بح » والوافي وتفسير القمّي : « داعياً إلى الله ». وفي « بث ، بف » : + « عزّ وجلّ ».
(٣) في « بث ، بف » والوافي وتفسير القمّي : « رزقاً من ». وفي حاشية « بث » : « مرزوق من » كلاهما بدل « رزق ».
(٤) في « بث ، بف » والوافي : « حسبه ودينه ».
(٥) في « بث » وقرب الإسناد : ـ « إنّ ». وفي تفسير القمي : « و».
(٦) في « بث » وتفسير القمّي وقرب الإسناد : « والبنون ». وفي تفسير القمي : + « وهو ». وفي الزهد : « وسعة المال والبنون » بدل « معه دينه وحسبه إنّ المال والبنين ».
(٧) في « جن » : « « بتقدير ». وفي الكافي ، ح ٢٥٠٣ : « بتعدير ». وفي الوافي : « أي بذات تعذير ، أي تقصير ، بحذفالمضاف ، كقوله تعالى : ( قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النّارِ ) [ البروج (٨٥) : ٤ ـ ٥ ] أي ذي النار ». ونحوه في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٤٠٣.
(٨) في « بف » : ـ « فاحذروا من الله » إلى هنا.
(٩) الزهد ، ص ١٨٩ ، ح ٢٩١ ، بسنده عن أبي حمزة ، عن يحيى بن عقيل ، عن حبشي ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام. الغارات ، ج ١ ، ص ٤٩ ، بسنده عن ثابت أبي حمزة ، عن موسى ، عن شهر بن حوشب ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، مع اختلاف يسير. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرياء ، ح ٢٥٠٣ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن أميرالمؤمنين عليهماالسلام ، من قوله : « واخشوه خشية » إلى قوله : « يكله الله إلى من عمل له » مع اختلاف يسير. تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٦ ، من قوله : « فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر » ؛ قرب الإسناد ، ص ٣٨ ، ح ١٢٣ ، من قوله : « إنّ الأمر ينزل من السماء » وفي الأخيرين بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وفي كلّ المصادر إلى قوله : « وقد يجمعهما الله لأقوام ». نهج البلاغة ، ص ٦٤ ، الخطبة ٢٣ ، من قوله : « إنّ الأمر ينزل من السماء » الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٢ ، ح ١٤٨٥٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١٩ ، ح ٢١١٣٣ ، إلى قوله : « ولن يقطعا رزقاً ».
« إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَوْحى إِلى دَاوُدَ عليهالسلام أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ ذَنْبَكَ ، وَجَعَلْتُ عَارَ ذَنْبِكَ عَلى بَنِي إِسْرَائِيلَ.
فَقَالَ : كَيْفَ يَا رَبِّ وَأَنْتَ لَاتَظْلِمُ؟
قَالَ : إِنَّهُمْ لَمْ يُعَاجِلُوكَ (١) بِالنَّكَرَةِ (٢) ». (٣)
٨٣٢٦ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ (٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ دُرُسْتَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ مَلَكَيْنِ إِلى أَهْلِ مَدِينَةٍ لِيَقْلِبَاهَا (٥) عَلى أَهْلِهَا ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَدَا (٦) رَجُلاً يَدْعُو اللهَ (٧) وَيَتَضَرَّعُ (٨) ، فَقَالَ أَحَدُ الْمَلَكَيْنِ لِصَاحِبِهِ : أَمَا تَرى هذَا الدَّاعِيَ؟ فَقَالَ : قَدْ رَأَيْتُهُ ، وَلكِنْ أَمْضِي لِمَا أَمَرَ بِهِ رَبِّي ، فَقَالَ : لَا ، وَلكِنْ (٩) لَا أُحْدِثُ شَيْئاً حَتّى أُرَاجِعَ (١٠) رَبِّي ، فَعَادَ (١١) إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، إِنِّي انْتَهَيْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَوَجَدْتُ (١٢) عَبْدَكَ فُلَاناً
__________________
(١) في « بح ، جد » وحاشية « بث » : « لن يعاجلوك ».
(٢) في « بث » : « بالنكر ». وفي حاشية « بث » : « بالمنكر ». « النَكَرَة » بالتحريك : اسم من الإنكار ، كالنفقة من الإنفاق. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٧٥ ( نكر ). وفي هامش المطبوع عن رفيع الدين : « هذا الحديث من قبيل التعريضات الواردة في التنزيل كقوله تعالى : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) [ الزمر (٣٩) : ٦٥ ] ، وقد قال العالم عليهالسلام : نزل القرآن بإيّاك أعني واسمعي ياجارة ». وتقدّم الحديث المذكور في كتاب فضل القرآن ، باب النوادر ، ح ٣٥٨٢.
(٣) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٤ ، ح ١٤٨٥٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢١ ، ح ٢١١٣٦ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٧ ، ح ٨.
(٤) في الوسائل : ـ « بن إسحاق ».
(٥) في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جد ، جن » : « ليقلبها ».
(٦) في الوسائل : « فوجدا فيها » بدل « وجدا ».
(٧) في الوسائل : ـ « الله ».
(٨) في « بح » : « فيتضرّع ». وفي « جت » والزهد وفقه الرضا : + « إليه ».
(٩) في الوافي : ـ « لا ولكن ».
(١٠) في « بس » : + « إلى ».
(١١) في الوسائل : + « أحدهما ».
(١٢) في « بث ، بف » : « فوجدنا ». وفي « جن » : « ووجدت ».
يَدْعُوكَ وَيَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ ، فَقَالَ : امْضِ لِمَا (١) أَمَرْتُكَ بِهِ ؛ فَإِنَّ ذَا رَجُلٌ لَمْ يَتَمَعَّرْ (٢) وَجْهُهُ غَيْظاً (٣) لِي (٤) قَطُّ ». (٥)
٨٣٢٧ / ٩. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ (٦) ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ (٧) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَنَّ رَجُلاً مِنْ خَثْعَمٍ جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنِي مَا أَفْضَلُ (٨) الْإِسْلَامِ (٩)؟ قَالَ : الْإِيمَانُ بِاللهِ ، قَالَ : ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ : (١٠) صِلَةُ الرَّحِمِ ، قَالَ : ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ : الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ».
قَالَ : « فَقَالَ الرَّجُلُ (١١) : فَأَيُّ (١٢) الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللهِ؟ قَالَ : الشِّرْكُ بِاللهِ ، قَالَ : ثُمَّ
__________________
(١) في « بس » : « إلى ما ».
(٢) في حاشية « بث » والزهد وفقه الرضا : « لم يتغيّر ». ويقال : تمعّر لونه عند الغضب : تغيّر. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨١٨ ( معر ).
(٣) في الزهد وفقه الرضا : « غضباً ».
(٤) في « جد » : « إليّ ».
(٥) الزهد ، ص ١٣٣ ، ح ١٧٤ ، عن النضر ، عن درست. الأمالي للطوسي ، ص ٩٧٠ ، المجلس ٣٦ ، ح ١٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٧٥ ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٤ ، ح ١٤٨٥٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢١١٩٥ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٥٠٩ ، ذيل ح ٣٧.
(٦) هكذا في « بح » والوسائل. وفي التهذيب : « الحسن بن سماعة ». وفي « ى ، بث » : « الحسن بن محمّد عنسماعة ». وفي « بس » : « الحسين بن محمّد بن سماعة ». وفي « بف » وحاشية « بح » والمطبوع : « الحسين بن محمّد عن سماعة ».
وقد أكثر حميد بن زياد من الرواية عن الحسن بن محمّد بن سماعة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٤٥٧ ـ ٤٦٢.
(٧) في « بث ، بح ، بف » والوافي والتهذيب : « عبد الله بن محمّد بن طلحة ».
(٨) في « ى » : « فضل ».
(٩) في فقه الرضا : « الأعمال ».
(١٠) هكذا في « ى ، بح ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب والمحاسن ، ص ٢٩١ وفقه الرضا. وفي سائر النسخ والمطبوع : + « ثمّ ».
(١١) في الوسائل : + « فأخبرني ».
(١٢) في « بح » والوسائل والكافي ، ح ٢٤٧٦ والمحاسن ، ص ٢٩٥ : « أيّ ».
مَا ذَا؟ قَالَ : (١) قَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، قَالَ : ثُمَّ مَا ذَا؟ قَالَ : الْأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمَعْرُوفِ ». (٢)
٨٣٢٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنْ نَلْقى (٣) أَهْلَ الْمَعَاصِي بِوُجُوهٍ مُكْفَهِرَّةٍ (٤) ». (٥)
٨٣٢٩ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « (٦) الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ خَلْقَانِ (٧) مِنْ خَلْقِ اللهِ ، فَمَنْ نَصَرَهُمَا (٨) أَعَزَّهُ (٩) اللهُ ، وَمَنْ خَذَلَهُمَا خَذَلَهُ اللهُ ». (١٠)
٨٣٣٠ / ١٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ،
__________________
(١) في « بف ، جن » وحاشية « بح » والوسائل : + « ثمّ ».
(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥٥ ، معلّقاً عن الكليني. وفي الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في اصول الكفر وأركانه ، ح ٢٤٧٦ ؛ والمحاسن ، ص ٢٩٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٤٦٠ ، بسند آخر ، من قوله : « فأيّ الأعمال أبغض إلى الله » ؛ وفيه ، ص ٢٩١ ، نفس الكتاب ، ح ٤٤٤ ، بسند آخر ، إلى قوله : « والنهي عن المنكر ». فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٧٦ الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٤ ، ح ١٤٨٥٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢١ ، ح ٢١١٣٧.
(٣) في التهذيب : « أدنى الإنكار أن يلقى » بدل « أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن نلقى ».
(٤) يقال : اكفهرّ الرجل ، إذا عبس. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٠٩ ( كفهر ).
(٥) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٥٦ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٥ ، ح ١٤٨٧٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢١١٩٤.
(٦) في الوسائل ، ح ٢١٢٠٢ : + « إنّ ».
(٧) في المرآة : « قوله عليهالسلام : خلقان ، يحتمل الفتح والضمّ ، فتأمّل ».
(٨) في « ى » : « نصره ». وفي « بف » : + « لله ».
(٩) في الوسائل ، ح ٢١٢٠٢ : « نصره ».
(١٠) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٥٧ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله. وفي ثواب الأعمال ، ص ١٩٢ ، ح ١ ؛ والخصال ، ص ٤٢ ، باب الاثنين ، ح ٣٢ ، بسندهما عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد رفعه إلى أبي جعفر عليهالسلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٥ ، ح ١٤٨٥٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٤ ، ذيل ح ٢١١٤٦ ؛ وص ١٤٦ ، ح ٢١٢٠٢.
عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :
كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِذَا مَرَّ بِجَمَاعَةٍ يَخْتَصِمُونَ (١) ، لَايَجُوزُهُمْ (٢) حَتّى يَقُولَ ثَلَاثاً : « اتَّقُوا اللهَ » يَرْفَعُ (٣) بِهَا صَوْتَهُ. (٤)
٨٣٣١ / ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام يَقُولُ : « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُولُ : إِذَا أُمَّتِي تَوَاكَلَتِ (٥) الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَلْيَأْذَنُوا (٦) بِوِقَاعٍ (٧) مِنَ اللهِ ». (٨)
٨٣٣٢ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ (٩) صلىاللهعليهوآلهوسلم : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَدَتْ (١٠) نِسَاؤُكُمْ ، وَفَسَقَ شَبَابُكُمْ (١١) ، وَلَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ؟
__________________
(١) في « بح » بالتاء والياء معاً.
(٢) في « ى » : « لا يجوز ».
(٣) في الوافي : « ويرفع ».
(٤) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٨٠ ، ح ٣٧٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى. الكافي ، كتاب الجهاد ، باب إنكار المنكر بالقلب ، ح ٨٣٣٨ ، بسنده عن غياث بن إبراهيم الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٤ ، ح ١٤٨٧٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١٨ ، ح ٢١١٢٩.
(٥) في « بس » : « تواكلوا ». وفي ثواب الأعمال : « تركت امّتي » بدل « امّتي تواكلت ». وفي الوافي : « تواكلت ، أياتّكل كلّ واحد منهم على الآخر ، ووكل الأمر إليه ». وراجع أيضاً : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٧٣٥ ( وكل ).
(٦) في هامش الوافي عن ابن المصنّف : « فليأذنوا ؛ يعني فليكونوا على علم. يقال : أذن بالشيء ـ من باب سمع ـ إذناً بالكسر وبفتحتين ، وأذاناً وإذانة ، إذا علم به ».
(٧) الوِقاع ، جمع الواقعة ، وهي النازلة الشديدة ، أو الحرب. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٣٣ ( وقع ) ؛ الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٦.
(٨) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٥٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن خالد. ثواب الأعمال ، ص ٣٠٤ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن عيسى الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٥ ، ح ١٤٨٦٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١٨ ، ح ٢١١٣١.
(٩) في « جن » : « رسول الله ».
(١٠) في « بث » : « فسدن ».
(١١) في حاشية « ى » والوافي وقرب الإسناد والتحف : « شبّانكم ».
فَقِيلَ لَهُ : وَيَكُونُ ذلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟
فَقَالَ (١) : نَعَمْ ، وَشَرٌّ مِنْ ذلِكَ ، كَيْفَ (٢) بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوفِ؟
فَقِيلَ لَهُ (٣) : يَا رَسُولَ اللهِ وَيَكُونُ ذلِكَ؟
قَالَ : نَعَمْ ، وَشَرٌّ مِنْ ذلِكَ ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً ، وَالْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً؟ ». (٤)
٨٣٣٣ / ١٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
« قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَيُبْغِضُ الْمُؤْمِنَ الضَّعِيفَ (٥) الَّذِي لَادِينَ (٦) لَهُ.
فَقِيلَ لَهُ (٧) : وَمَا الْمُؤْمِنُ (٨) الَّذِي لَادِينَ لَهُ؟ قَالَ : الَّذِي لَايَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ ». (٩)
٨٣٣٤ / ١٦. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ (١٠) ، وَسُئِلَ (١١) عَنِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ : أَوَاجِبٌ (١٢) هُوَ عَلَى الْأُمَّةِ جَمِيعاً؟ فَقَالَ : « لَا » فَقِيلَ لَهُ (١٣) : وَلِمَ؟
__________________
(١) في « بس » وقرب الإسناد والتحف : « قال ». (٢) في الوافي : « فكيف ».
(٣) في « بث » وقرب الإسناد والتحف : ـ « له ».
(٤) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٥٩ ، معلّقاً عن الكليني. قرب الإسناد ، ص ٥٤ ، ح ١٧٨ ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. تحف العقول ، ص ٤٩ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٦ ، ح ١٤٨٦١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٢ ، ح ٢١١٣٨.
(٥) في الوافي : « اريد بالضعف ضعف الإيمان ». (٦) في المعاني : « لا زبر ». وفي الجعفريّات : « لارفق ».
(٧) في « ى » : ـ « له ».
(٨) في الوسائل : + « الضعيف ».
(٩) معاني الأخبار ، ص ٣٤٤ ، ح ١ ، بسنده عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. وفي المحاسن ، ص ١٩٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١ ؛ والجعفريّات ، ص ١٥٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إلى قوله : « الذي لا دين له » الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٧٦ ، ح ١٤٨٦٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٢ ، ح ٢١١٣٩.
(١٠) في التهذيب : ـ « يقول ».
(١١) في « بح ، بس ، جن » : « ويسأل ».
(١٢) في « بف » : « واجب » بدون همزة الاستفهام.
(١٣) في الوافي والتهذيب : ـ « له ».
قَالَ : « إِنَّمَا هُوَ عَلَى الْقَوِيِّ الْمُطَاعِ ، الْعَالِمِ بِالْمَعْرُوفِ مِنَ الْمُنْكَرِ ، لَاعَلَى الضَّعِيفِ الَّذِي لَايَهْتَدِي (١) سَبِيلاً إِلى أَيٍّ مِنْ أَيٍّ يَقُولُ : مِنَ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ (٢) ؛ وَالدَّلِيلُ عَلى ذلِكَ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَوْلُهُ (٣) : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) (٤) فَهذَا خَاصٌّ غَيْرُ عَامٍّ ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (٥) وَلَمْ يَقُلْ (٦) : عَلى أُمَّةِ مُوسى ، وَلَا عَلى كُلِّ قَوْمِهِ (٧) ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أُمَمٌ مُخْتَلِفَةٌ ، وَالْأُمَّةُ وَاحِدَةٌ (٨) فَصَاعِداً ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ ) (٩) يَقُولُ : مُطِيعاً لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَلَيْسَ عَلى (١٠) مَنْ يَعْلَمُ (١١) ذلِكَ فِي هذِهِ (١٢) الْهُدْنَةِ (١٣) مِنْ
__________________
(١) في « بث ، بف » والوافي والتهذيب : « الضعفة الذين لا يهتدون ».
(٢) في الوافي : « يقول : من الحقّ إلى الباطل ، كأنّه من كلام الراوي ، ومعناه أنّهم يدعون الناس من الحقّ إلى الباطل ؛ لعدم اهتدائهم سبيلاً إليهما ، والأظهر إلى الحقّ من الباطل ؛ ليكون متعلّقاً بـ « سبيلاً » ، فيكون داخلاً تحت النفي ، ولعلّ الراوي ذكر حاصل المعنى ». وفي المرآة : « يحتمل أن يكون « يقول » كلام الإمام عليهالسلام بمعنى يدعو ، أو مضمّناً معناه ، أي يدعو هذا الضعيف الناس من الحقّ إلى الباطل بحيث لا يعلم. والأظهر أنّه كلام الراوي ، فكان الأظهر : إلى الحقّ من باطل ، ولعلّه لبيان حاصل المعنى ، أي من لا يهتدي سبيلاً إلى الحقّ والباطل ، يمكن أن يهدى من الحقّ إلى الباطل ».
(٣) في « ى » : ـ « قوله ». وفي الوافي والتهذيب : « قول الله ».
(٤) آل عمران (٣) : ١٠٤.
(٥) الأعراف (٧) : ١٥٩.
(٦) في المرآة : « قوله عليهالسلام : ولم يقل ، كان على امّة موسى أو على كلّ قوم موسى أن يهدوا بالحقّ ، أو ما يفيد مفادَه ، بل قال ما يفيد اختصاصه ببعض الامّة ، ويدلّ على أنّ المراد بالآية اختصاص بعض امّة موسى باستيهال هذا الأمر ، لا اختصاصهم بالعمل ، به كما هو المتبادر ».
(٧) في « ى » : ـ « ولا على كلّ قومه ». وفي التهذيب : « قوم » بدل « قومه ».
(٨) في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جد ، جن » والوسائل والتهذيب : « واحد ».
(٩) النحل (١٦) : ١٢٠.
(١٠) في الوافي : ـ « على ».
(١١) في « ى » : « لم يعلم ».
(١٢) في التهذيب : ـ « هذه ».
(١٣) « الهُدْنَةُ » : السكون. والهُدْنَةُ : الصلح والموادعة بين المسلمين والكفّار وبين كلّ متحاربين ، اسم من هادنه مهادنة : صالحه. النهاية ، ج ٥ ، عن ٢٥٢ ( هدن ). وفي المرآة : « قوله عليهالسلام : في هذه الهدنة ، أي المصالحة والمسالمة ، ظاهره اختصاص الأمر بالمعروف بالإمام ، كما هو ظاهر سياق الخبر ، ويمكن أن يحمل على أنّ عمومه وكماله مخصوص به ».
حَرَجٍ إِذَا كَانَ لَاقُوَّةَ لَهُ ، وَلَا عُدَدَ (١) ، وَلَا طَاعَةَ ».
قَالَ مَسْعَدَةُ : وَسَمِعْتُ (٢) أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ (٣) ، وَسُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم « إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ » : مَا مَعْنَاهُ؟
قَالَ : « هذَا عَلى أَنْ يَأْمُرَهُ بَعْدَ (٤) مَعْرِفَتِهِ وَهُوَ مَعَ ذلِكَ يُقْبَلُ مِنْهُ ، وَإِلاَّ فَلَا ». (٥)
٢٩ ـ بَابُ إِنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِالْقَلْبِ
٨٣٣٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ يَحْيَى الطَّوِيلِ صَاحِبِ الْمِنْقَرِيِّ (٦) :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « حَسْبُ الْمُؤْمِنِ عِزّاً (٧) إِذَا رَأى مُنْكَراً أَنْ يَعْلَمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ قَلْبِهِ إِنْكَارَهُ (٨) ». (٩)
__________________
(١) هكذا في « بث » والوافي والوسائل والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ولا عذر ». وفي المرآة : « قوله عليهالسلام : ولا عذر ، أي لا يقبل الناس عذره في ذلك. وفي التهذيب : ولا عُدَدَ ، بضمّ العين جمع عُدّة ، أو بالفتح ، وهو الأصوب. وما في الكتاب لعلّه تصحيف ».
(٢) في الوافي والتهذيب : « سمعت » بدون الواو.
(٣) في التهذيب : ـ « يقول ».
(٤) في الخصال : « بقدر ».
(٥) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٦٠ ، معلّقاً عن الكليني. الخصال ، ص ٦ ، باب الواحد ، ح ١٦ ، بسنده عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد عليهالسلام ، من قوله : « قال مسعدة : وسمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول » الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨١ ، ح ١٤٨٦٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٦ ، ح ٢١١٥٢.
(٦) في « ى ، بح ، بف ، جد ، جن » والوافي والوسائل : « المقري ». وفي « بث » : « البصري ». وفي حاشية « بث » وهامش المطبوع : « المصري ».
(٧) في « بث ، جت ، جد ، جن » والمرآة والوسائل : « غيراً » ، من الغيرة.
(٨) في « بس » : « إنكاراً ». وفي التهذيب : « نيّته أنّه له كاره » بدل « قلبه إنكاره ».
(٩) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٨ ، ح ٣٦١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٧٦ ، مع اختلاف يسير. وراجع : نهج البلاغة ، ص ٥٤١ ، الحكمة ٣٧٣ الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٦ ، ح ١٤٨٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٣٧ ، ح ٢١١٧٧.
٨٣٣٦ / ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِنَّمَا يُؤْمَرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ مُؤْمِنٌ فَيَتَّعِظُ (١) ، أَوْ جَاهِلٌ (٢) فَيَتَعَلَّمُ (٣) ، وَأَمَّا (٤) صَاحِبُ سَوْطٍ أَوْ سَيْفٍ (٥) ، فَلَا ». (٦)
٨٣٣٧ / ٣. عَنْهُ (٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ يَزِيدَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا مُفَضَّلُ ، مَنْ تَعَرَّضَ (٨) لِسُلْطَانٍ جَائِرٍ ، فَأَصَابَتْهُ بَلِيَّةٌ ، لَمْ يُؤْجَرْ عَلَيْهَا ، وَلَمْ يُرْزَقِ الصَّبْرَ عَلَيْهَا ». (٩)
٨٣٣٨ / ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :
كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام إِذَا مَرَّ بِجَمَاعَةٍ يَخْتَصِمُونَ ، لَمْ يَجُزْهُمْ (١٠) حَتّى يَقُولَ ثَلَاثاً : « اتَّقُوا اللهَ ، اتَّقُوا اللهَ (١١) » يَرْفَعُ (١٢) بِهَا صَوْتَهُ. (١٣)
__________________
(١) في « جن » : « ليتّعظ ».
(٢) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٤٠٨ : « أي إنّما يفعل ذلك للجهل ، ولا يأبى عن التعلّم ».
(٣) في فقه الرضا : « فيستيقظ ». وفي الجعفريّات : « جاهل فيعلم ، أو مؤمّل يرتجى » بدل « مؤمن فيتّعظ ، أو جاهل فيتعلّم ».
(٤) في الوافي والوسائل والتهذيب : « فأمّا ».
(٥) في « بف » والتهذيب والخصال والتحف : « وسيف ». وفي « جت » : « سيف وسوط » بدل « سوط أوسيف ».
(٦) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٨ ، ح ٣٦٢ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يحيى الطويل صاحب المنقري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. الخصال ، ص ٣٥ ، باب الاثنين ، ح ٩ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن يحيى الطويل البصري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. الجعفريّات ، ص ٨٨ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٧٦ ؛ تحف العقول ، ص ٣٥٨ الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٢ ، ح ١٤٨٦٧ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٧ ، ح ٢١١٥٣.
(٧) الضمير راجع إلى عليّ بن إبراهيم.
(٨) في « بث » : « يعرض ».
(٩) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٨ ، ح ٣٦٣ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. ثواب الأعمال ، ص ٢٩٦ ، ح ١ ، بسنده عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. تحف العقول ، ص ٣٥٩ الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٢ ، ح ١٤٨٦٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٧ ، ح ٢١١٥٤.
(١٠) في الوافي : « لا يجوزهم ».
(١١) في « بث ، جن » والوافي والكافي ، ح ٨٣٣٠ والتهذيب : ـ « اتّقوا الله ».
(١٢) في الوافي : « ويرفع ».
(١٣) الكافي ، كتاب الجهاد ، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ح ٨٣٣٠ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ،
٨٣٣٩ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مَحْفُوظٍ الْإِسْكَافِ ، قَالَ :
رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام رَمى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَانْصَرَفَ ، فَمَشَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالْمُطَرِّقِ لَهُ (١) ، فَإِذَا رَجُلٌ أَصْفَرُ عَمْرَكِيٌّ (٢) قَدْ أَدْخَلَ عُودَةً فِي الْأَرْضِ شِبْهَ السَّابِحِ (٣) ، وَرَبَطَهُ إِلى فُسْطَاطِهِ (٤) ، وَالنَّاسُ وُقُوفٌ لَايَقْدِرُونَ عَلى أَنْ يَمُرُّوا.
فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا هذَا ، اتَّقِ اللهَ ؛ فَإِنَّ هذَا الَّذِي تَصْنَعُهُ (٥) لَيْسَ لَكَ ».
قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْعَمْرَكِيُّ : أَمَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلى عَمَلِكَ؟ لَايَزَالُ الْمُكَلِّفُ (٦)
__________________
ص ١٨٠ ، ح ٣٧٠ ، بسندهما عن غياث بن إبراهيم الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٤ ، ح ١٤٨٧٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١٨ ، ذيل ح ٢١١٢٩.
(١) في المرآة : « أي الذي يمشي بين يدي الدابّة ليفتح الطريق ، هو اسم الفاعل من بناء التفعيل ». وفي هامش الوافي عن المحقّق الشعراني رحمهالله : « كالمطرّق له ، بصيغة اسم الفاعل من باب التفعيل ، أي أفتح له الطريق ، والظاهر أنّ أبا عبدالله عليهالسلام كان راجلاً ، والبعير كان لذلك الرجل الأسود مربوطاً ، فرفع عليهالسلام خطامه ، ومضى من تحت خطامه مطأطأ. والغرض الاستشهاد بعمله عليهالسلام على الاكتفاء بالقول في النهي عن المنكر إذا علم أنّ المنهيّ مصرّ على باطله ».
(٢) في المرآة : « العمركي ، لعلّه نسبة إلى بلد ، ولا يبعد أن يكون تصحيف العركي بحذف الميم. قال في النهاية : العروك : جمع عرك بالتحريك ، وهم الذين يصيدون السمك. ومنه الحديث : إنّ العركيّ سأله عن الطهور بماء البحر ؛ العركيّ بالتشديد : واحد العرك ، كعربي وعرب ، انتهى ». وراجع : النهايه ، ج ٣ ، ص ٢٢٢ ( عرك ).
(٣) في « ى ، بف ، جن » والوافي : « السايح ». قال في الوافي : « وكأنّه تصحيف الشايح ـ بالشين المعجمة ـ بمعنى الغيور الذي يذبّ عن حرمه ، يمنع المارّة عن حواليها ». وفي « بس ، جد » وحاشية « جن » : « السايخ ». وفي المرآة : « في أكثر النسخ بالباء الموحّد والحاء المهملة ، ولعلّ المعنى شبه عود ينصبه السابح في الأرض ، ويشدّ به خيطاً يأخذه بيده ؛ لئلاّ يغرق في الماء. ولايبعد عندي أن يكون تصحيف السالخ ـ باللام والخاء المعجمة ـ وهو الأسود من الحيّات ؛ بقرينة قوله في آخر الخبر : العمركي الأسود. وقيل : هو بالشين المعجمة والحاء المهملة بمعنى الغيور ».
(٤) الفُسْطاطُ : بيت من شَعَر ، وفيه ثلاث لغات : فُسْطاطٌ ، وفستاط ، وفُسّاطٌ. قال الزمخشري : « هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق ». الفائق ، ج ٣ ، ص ٢٩ ؛ الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٥٠ ( فسط ).
(٥) في « بح » : « تضعه ».
(٦) في حاشية « بث ، بح ، جت » والوافي : « المتكلّف ». واستظهره المجلسي رحمهالله في المرآة ، ثمّ قال : « أي
الَّذِي لَايُدْرى مَنْ هُوَ يَجِيئُنِي (١) ، فَيَقُولُ : يَا هذَا ، اتَّقِ اللهَ.
قَالَ : فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام بِخِطَامِ (٢) بَعِيرٍ لَهُ مَقْطُوراً (٣) ، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ ، فَمَضى ، وَتَرَكَهُ الْعَمْرَكِيُّ الْأَسْوَدُ (٤) (٥)
٣٠ ـ بَابٌ (٦)
٨٣٤٠ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) (٧) جَلَسَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْكِي ، وَقَالَ : أَنَا (٨) عَجَزْتُ عَنْ نَفْسِي كُلِّفْتُ أَهْلِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : حَسْبُكَ أَنْ تَأْمُرَهُمْ بِمَا تَأْمُرُ بِهِ نَفْسَكَ ، وَتَنْهَاهُمْ عَمَّا تَنْهى
__________________
المتعرّض لما لا يعنيه ، ولعلّ المكلّف ـ على تقديره ـ على بناء المفعول بهذا المعنى أيضاً ، أي الذي يكلّفه نفسه للمشاقّ ، أو على بناء الفاعل أي يكلّف الناس على ما يشقّ عليهم ».
(١) في « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » : « يجيء ».
(٢) خطام البعير : أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتّان ، فيجعل في أحد طرفيه حلقة ، ثمّ يشدّ فيه الطرف الآخرحتّى يصير كالحلقة ، ثمّ يقاد البعير ، ثمّ يثنّى على مخطمه. وأمّا الذي يجعل في الأنف دقيقاً فهو الزمام. النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٠ ( خطم ).
(٣) في « بث ، بف » والوافي : « مقطور ». وفي المرآة : « المقطور من القطار ، أي رفع عليهالسلام زمام بعيره للرجل قطرة ومضى تحته مطأطئاً رأسه ولم يتعرّض لجواب الشقيّ ».
(٤) في الوافي : « لعلّ الأسود كناية عن سواد وجهه الباطن لما ذُكر أوّلاً أنّه كان أصفر ». وفي المرآة : « في بعض النسخ : رجل أصفر ـ بالفاء ـ فالمراد بالأسود الحيّة على التشبيه ، ويؤيّد ما أوضَحنا من التصحيف ، أو المراد أسود القلب. وفي بعضها : أصغر ـ بالغين المعجمة ـ أي أحقر صائد من الصائدين ، أو أحقر رجل من العمركيّين ، والغرض أنّه عليهالسلام لم يتعرّض لهذا الرجل الوضيع الخسيس مع قدرته على إيذائه صوناً لعرضه ».
(٥) الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٤ ، ح ١٤٨٧٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٨ ، ح ٢١١٥٥ ، ملخّصاً.
(٦) في « بف » : + « إنذار الأهل ».
(٧) التحريم (٦٦) : ٦.
(٨) في « بث ، بف » والتهذيب : + « قد ».
عَنْهُ نَفْسَكَ ». (١)
٨٣٤١ / ٢. عَنْهُ (٢) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ :
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ فِي قَوْلِ اللهِ (٣) عَزَّ وَجَلَّ : ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) (٤) قُلْتُ : كَيْفَ أَقِيهِمْ؟
قَالَ : تَأْمُرُهُمْ بِمَا أَمَرَ اللهُ ، وَتَنْهَاهُمْ عَمَّا نَهَاهُمُ (٥) اللهُ ، فَإِنْ أَطَاعُوكَ كُنْتَ قَدْ وَقَيْتَهُمْ ، وَإِنْ عَصَوْكَ كُنْتَ قَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ. (٦)
٨٣٤٢ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُثْمَانَ (٧) ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) كَيْفَ نَقِي أَهْلَنَا (٨)؟
قَالَ : « تَأْمُرُونَهُمْ وَتَنْهَوْنَهُمْ ». (٩)
__________________
(١) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٨ ، ح ٣٦٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٣ ، ح ١٤٨٦٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٤٧ ، ح ٢١٢٠٥.
(٢) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد المذكور في السند السابق ، فيكون السند معلّقاً.
(٣) في « بف » : « قوله » بدل « قول الله ».
(٤) التحريم (٦٦) : ٦.
(٥) في « بس » : « نهى ».
(٦) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٦٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. وفي تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ؛ والزهد ، ص ٧٧ ، ح ٣٦ ، بسندهما عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير. فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٧٥ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٣ ، ح ١٤٨٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٤٨ ، ح ٢١٢٠٦.
(٧) لم يرد لحفص بن عثمان ذكر في كتب الرجال والأسناد. والمتكرّر في الأسناد رواية [ محمّد ] بن أبي عمير عنجعفر بن عثمان عن سماعة. وجعفر بن عثمان هو المذكور في كتب الرجال. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٢٤ ، الرقم ٣٤٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١١٣ ، الرقم ١٥١ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤١٦.
(٨) في الوافي : « أهلينا ».
(٩) الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٨٤ ، ح ١٤٨٧١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٤٨ ، ح ٢١٢٠٧.