الكافي - ج ٩

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٩

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-493-415-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٦٦

الْحَرْبُ قَائِمَةً لَمْ تَضَعْ (١) أَوْزَارَهَا (٢) ، وَلَمْ يُثْخَنْ (٣) أَهْلُهَا ، فَكُلُّ أَسِيرٍ أُخِذَ فِي تِلْكَ الْحَالِ ، فَإِنَّ الْإِمَامَ فِيهِ بِالْخِيَارِ ، إِنْ شَاءَ ضَرَبَ عُنُقَهُ ، وَإِنْ شَاءَ قَطَعَ يَدَهُ وَرِجْلَهُ مِنْ خِلَافٍ بِغَيْرِ حَسْمٍ (٤) ، وَتَرَكَهُ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ (٥) حَتّى يَمُوتَ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ ) (٦) أَلَاتَرى أَنَّ (٧) الْمُخَيَّرَ (٨) الَّذِي خَيَّرَ اللهُ الْإِمَامَ عَلى شَيْ‌ءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ الْكُفْرُ (٩) ، وَلَيْسَ (١٠) هُوَ عَلى أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةٍ ».

فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (١١) عليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ )؟

قَالَ : « ذلِكَ (١٢) الطَّلَبُ (١٣) أَنْ تَطْلُبَهُ (١٤) الْخَيْلُ حَتّى‌

__________________

(١) في الوسائل : « ولم تضع ».

(٢) أوزار الحرب وغيرها : الأثقال والآلات ، واحدها : وِزْر ، أو لا واحد لها.

(٣) في التهذيب : « ولم تضجر ». و « لم يُثْخَنْ » أي لم يُغْلَبْ ويُقْهَرْ ، ولم يُثْقَلْ بالجراح. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٧٧ ( ثخن ).

(٤) الحَسم : القَطع. وحَسم العِرق : قطعه ، ثمّ كوّاه ؛ لئلاّ يسيل دمه. لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٤ ( حسم ).

(٥) يتشحّط في دمه : يتخبّط فيه ويضطرب ويتمرّغ فيه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٤٩ ( شحط ).

(٦) المائدة (٥) : ٣٣.

(٧) في « بث » والوافي : « أنّه ».

(٨) في الوافي : « التخيير ».

(٩) في التهذيب : « الكلّ ». وفي الوافي : « لعلّ المراد به أنّ معنى محاربة الله ورسوله هو الكفر والارتداد الذي في معنى الكفر ، والتخيير مرتّب عليه ، وإنّما يتخيّر الإمام في أنحاء القتل ، وليس كما زعمه من خصّ محاربة الله ورسوله بالمكابرة باللصوصيّة أنّه إن قتل المكابر قتل ، وإن سرق قطع يده ورجله من خلاف ، وإن لم يقتل ولم يسرق وإنّما أخاف نُفي من الأرض ، أي من بلد إلى بلد بحيث لا يتمكّن من الفرار ، أو حبس ، فيكون « أو » في الآية للتفصيل المترتّب على أشياء مختلفة دون التخيير المرتّب على شي‌ء واحد ». وفي هامش المطبوع عن رفيع : « المراد بالكفر هاهنا الإهلاك بحيث لا يرى أثره ؛ قال في الصحاح : الكفر ـ بالفتح ـ : التغطية ، وكفرت الشي‌ء كفراً : إذا سترته ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٠٧ ( كفر ).

(١٠) في « جد » : « فليس ».

(١١) في الوافي : « لجعفر بن محمّد ».

(١٢) في « ى ، بث ، جد » : « ذاك ».

(١٣) في التهذيب : « للطلب ».

(١٤) في الوافي : « أن يطلبه ».

٤٢١

يَهْرُبَ (١) ، فَإِنْ (٢) أَخَذَتْهُ الْخَيْلُ (٣) ، حُكِمَ عَلَيْهِ بِبَعْضِ الْأَحْكَامِ الَّتِي وَصَفْتُ لَكَ.

وَالْحُكْمُ الْآخَرُ : إِذَا وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَأُثْخِنَ أَهْلُهَا ، فَكُلُّ أَسِيرٍ أُخِذَ فِي (٤) تِلْكَ الْحَالِ ، فَكَانَ (٥) فِي أَيْدِيهِمْ ، فَالْإِمَامُ فِيهِ بِالْخِيَارِ ، إِنْ شَاءَ مَنَّ عَلَيْهِمْ فَأَرْسَلَهُمْ ، وَإِنْ شَاءَ فَادَاهُمْ (٦) أَنْفُسَهُمْ ، وَإِنْ شَاءَ اسْتَعْبَدَهُمْ ، فَصَارُوا عَبِيداً ». (٧)

٨٢٤٥ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ (٨) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الطَّائِفَتَيْنِ (٩) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠) : إِحْدَاهُمَا بَاغِيَةٌ ، وَالْأُخْرى عَادِلَةٌ ، فَهَزَمَتِ الْعَادِلَةُ الْبَاغِيَةَ؟

فَقَالَ : « لَيْسَ لِأَهْلِ الْعَدْلِ أَنْ يَتْبَعُوا (١١) مُدْبِراً ، وَلَا يَقْتُلُوا (١٢) أَسِيراً ، وَلَا يُجْهِزُوا (١٣)

__________________

(١) في الوافي : « ولعلّ المراد بهذا الخبر عدم تخصيص المحارب باللصّ ، لا تخصيصه بالكافر ؛ لما يأتي من الأخبار في باب حدّ المحارب الدالّة على شمول حكم الآية اللصّ ، وأنّ « أو » فيها للتفصيل والمترتّب على أشياء مختلفة ».

(٢) في « بث » وحاشية « بف » : « فإذا ».

(٣) في « جن » : ـ « الخيل ».

(٤) في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب : « على ».

(٥) في « بف » والوافي : « وكان ».

(٦) فَداه وفاداهُ ، إذا أعطى فِداءَه فأنقذه. وأفداه الأسير : قَبِل منه فِدْيَتَه. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٥٠ ( فدى ).

(٧) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢٤٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٣١ ، ح ١٤٧٩١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٧ ، ح ٢٠٠٠٧.

(٨) في الوسائل : « سليمان بن داود المنقري ».

(٩) في « بث ، بف » والوافي : « طائفتين ».

(١٠) في الوافي والتهذيب : ـ « من المؤمنين ».

(١١) في « بث » : « أن تتبعوا ».

(١٢) في « بث » : « ولا تقتلوا ».

(١٣) في « بث » : « ولا تجيروا ». وفي التهذيب : « ولا يجيزوا ». ويقال : أجهز على الجريح ، إذا أثبت قتله ، أو أسرع قتله وتمّم عليه. والإجازة على الجريح بمعناه. لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٢٥ ( جهز ) ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٩٩ ( جوز ).

٤٢٢

عَلى جَرِيحٍ ، وَهذَا إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ أَحَدٌ ، وَلَمْ يَكُنْ (١) لَهُمْ (٢) فِئَةٌ يَرْجِعُونَ إِلَيْهَا ، فَإِذَا كَانَ (٣) لَهُمْ فِئَةٌ يَرْجِعُونَ (٤) إِلَيْهَا ، فَإِنَّ أَسِيرَهُمْ يُقْتَلُ ، وَمُدْبِرَهُمْ يُتْبَعُ ، وَجَرِيحَهُمْ يُجْهَزُ (٥) عَلَيْهِ (٦) ». (٧)

٨٢٤٦ / ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا : إِنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام سَارَ فِي أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِخِلَافِ سِيرَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي أَهْلِ الشِّرْكِ.

قَالَ : فَغَضِبَ (٨) ، ثُمَّ جَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : « سَارَ ـ وَاللهِ ـ فِيهِمْ (٩) بِسِيرَةِ (١٠) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ ، إِنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام كَتَبَ إِلى مَالِكٍ ـ وَهُوَ عَلى مُقَدِّمَتِهِ (١١) يَوْمَ الْبَصْرَةِ ـ بِأَنْ (١٢) لَايَطْعُنَ (١٣) فِي غَيْرِ مُقْبِلٍ ، وَلَا يَقْتُلَ (١٤) مُدْبِراً ، وَلَا يُجِيزَ (١٥) عَلى جَرِيحٍ ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ ،

__________________

(١) في « بح » : « ولم تكن ».

(٢) في « بح » والوسائل : ـ « لهم ».

(٣) في الوسائل والتهذيب : « كانت ».

(٤) في « جد » : « ترجعون ».

(٥) في « ى ، بث » : « يجار ». وفي « بف ، جت ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب : « يجاز ».

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب. وفي « بح » : « عليهم ». وفي المطبوع : ـ « عليه ».

(٧) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٤ ، ح ٢٤٦ ، بسنده عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٦ ، ح ١٤٧٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٧٣ ، ح ٢٠٠١١.

(٨) في « بف » : « فقبض ».

(٩) في الوافي والبحار والتهذيب : « فيهم والله ».

(١٠) في « جت » والوافي : « سيرة ».

(١١) في « بث ، بس ، بف ، جد » وحاشية « بح » والوسائل : + « في ».

(١٢) في « بس » : « أن ». وفي الوافي والتهذيب : ـ « بأن ».

(١٣) في « ى ، بث ، بس » والوافي والتهذيب : « لا تطعن ».

(١٤) في « ى » والوافي والتهذيب : « ولا تقتل ».

(١٥) في « ى ، بس » والوافي : « ولا تجهز ». وفي « بح ، جت ، جد » والبحار : « ولا يجهز ». وفي التهذيب : « ولا تجز ».

٤٢٣

فَأَخَذَ الْكِتَابَ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى الْقَرَبُوسِ (١) مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقْرَأَهُ (٢) ، ثُمَّ قَالَ (٣) : اقْتُلُوا ، فَقَتَلَهُمْ (٤) حَتّى أَدْخَلَهُمْ سِكَكَ (٥) الْبَصْرَةِ ، ثُمَّ فَتَحَ الْكِتَابَ (٦) ، فَقَرَأَهُ (٧) ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِياً ، فَنَادى بِمَا فِي الْكِتَابِ ». (٨)

٨٢٤٧ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَسِيرَةُ (٩) عَلِيٍّ عليه‌السلام فِي أَهْلِ (١٠) الْبَصْرَةِ كَانَتْ خَيْراً لِشِيعَتِهِ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، إِنَّهُ عَلِمَ أَنَّ لِلْقَوْمِ دَوْلَةً ، فَلَوْ سَبَاهُمْ (١١) لَسُبِيَتْ شِيعَتُهُ ».

قُلْتُ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْقَائِمِ عليه‌السلام يَسِيرُ (١٢) بِسِيرَتِهِ؟

قَالَ : « لَا ، إِنَّ عَلِيّاً ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ سَارَ فِيهِمْ بِالْمَنِّ ؛ لِلْعِلْمِ (١٣) مِنْ دَوْلَتِهِمْ (١٤) ،

__________________

وفي الوافي : « الإجازة على الجريح : إثبات قتله والإسراع فيه والإتمام ، كالإجهاز عليه ». راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٩٩ ( جوز ).

(١) « القَرَبوس » : حِنْوُ السَّرْج ـ وهو كلّ عُود معوَّج من عيدانه ـ وجمعه قَرابيس. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٧٢ ( قربس ).

(٢) في « بح » : « أن يقرأ ».

(٣) في الوافي والتهذيب : « ثمّ قال قبل أن يقرأه » بدل « من قبل أن يقرأه ، ثمّ قال ».

(٤) في « بث » : « مقبلهم ».

(٥) السِّكَك ، جمع السِّكّة وهي الزقاق ، والطريق المصطفّة من النخل. المصباح المنير ، ص ٢٨٢ ( سكك ).

(٦) في « بس » : « الباب ».

(٧) في الوافي : « فقرأ ».

(٨) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٥٥ ، ح ٢٧٤ ، معلّقاً عن الكليني. وراجع : الكافي ، كتاب الجهاد ، باب وجوه الجهاد ، ح ٨٢١٨ ومصادره الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٤٣ ، ح ١٤٨١٢ ؛ الوسائل ، ج ٣٢ ، ص ٢١٠ ، ح ١٦٤ ؛ وفيه ، ج ١٥ ، ص ٧٤ ، ح ٢٠٠١٢ ؛ البحار ، ج ٣٢ ، ص ٢١٠ ، ح ١٦٤ ؛ وفيه ، ج ٢١ ، ص ١٣٩ ، ح ٣٤ ، إلى قوله : « من أغلق بابه فهو آمن ».

(٩) في « بف » : « سيرة ».

(١٠) في البحار : « يوم » بدل « في أهل ».

(١١) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٦١ : « يدلّ على أنّه عليه‌السلام إنّما أعرض عن سبيهم لضرب من المصلحة ، والحكم‌فيهم مع عدم المصلحة جواز السبي ».

(١٢) في الوافي والبحار والتهذيب والمحاسن : « أيسير ».

(١٣) في الوافي والوسائل والتهذيب والمحاسن والعلل : « لما علم » بدل « للعلم ».

(١٤) الدَّوْلَة : الغلبة ، ومنه الإدالة بمعنى الغلبة. النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤١ ( دول ).

٤٢٤

وَإِنَّ الْقَائِمَ ـ عَجَّلَ اللهُ فَرَجَهُ (١) ـ يَسِيرُ فِيهِمْ بِخِلَافِ تِلْكَ السِّيرَةِ ؛ لِأَنَّهُ لَادَوْلَةَ لَهُمْ ». (٢)

٨٢٤٨ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

لَمَّا هُزِمَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « لَا تَتْبَعُوا مُوَلِّياً (٣) ، وَلَا تُجِيزُوا (٤) عَلى جَرِيحٍ ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ ».

فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ ، قَتَلَ الْمُقْبِلَ وَالْمُدْبِرَ (٥) ، وَأَجَازَ عَلى جَرِيحٍ (٦)

فَقَالَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ : هذِهِ سِيرَتَانِ مُخْتَلِفَتَانِ.

فَقَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْجَمَلِ قَتَلَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ قَائِماً بِعَيْنِهِ ، وَكَانَ قَائِدَهُمْ. (٧)

١١ ـ بَابٌ‌

٨٢٤٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ :

__________________

(١) في « ى ، بح ، جد ، جن » : « صلوات الله عليه ». وفي « بف » : ـ « عجّل الله فرجه ».

(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٥٥ ، ح ٢٧٥ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. المحاسن ، ص ٣٢٠ ، كتاب العلل ، ح ٥٥ ، عن أبيه ، عن يونس ، عن بكّار بن أبي بكر الحضرمي. علل الشرائع ، ص ١٤٩ ، ح ٩ ، بسنده عن يونس بن عبد الرحمن ، عن بكّار بن أبي بكر الحضرمي. وراجع : الغيبة للنعماني ، ص ٢٣١ ، ح ١٤ الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٤٣ ، ح ١٤٨١٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٧٦ ، ح ٢٠٠١٥ ؛ البحار ، ج ٣٢ ، ص ٣٣٠ ، ح ٣١٧.

(٣) ولّى الشي‌ءُ وتولّى : أدبر. والمولّي : المُدبِر. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٤١٤ ( ولى ).

(٤) في « بح » وحاشية « ى ، بث ، جت ، جد » والوافي والبحار : « ولا تجهزوا ».

(٥) في « بف » : « المدبر والمقبل ».

(٦) في البحار : « الجريح ».

(٧) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٥٥ ، ح ٢٧٦ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. راجع : الغيبة للنعماني ، ص ٣٠٧ ، ح ١ ؛ والجمل ، ص ٣٨٢ الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٤٤ ، ح ١٤٨١٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٧٤ ، ح ٢٠٠١٣ ؛ البحار ، ج ٣٣ ، ص ٤٤٥ ، ح ٦٥٧.

٤٢٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : كَانَ يَقُولُ : « مَنْ فَرَّ مِنْ رَجُلَيْنِ فِي الْقِتَالِ مِنَ الزَّحْفِ (١) ، فَقَدْ فَرَّ ؛ وَمَنْ فَرَّ مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي الْقِتَالِ مِنَ الزَّحْفِ (٢) ، فَلَمْ يَفِرَّ (٣) ». (٤)

٨٢٥٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِبَرَاءَةَ مَعَ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، بَعَثَ مَعَهُ أُنَاساً ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥) : مَنِ اسْتَأْسَرَ (٦) مِنْ غَيْرِ جِرَاحَةٍ مُثْقِلَةٍ ، فَلَيْسَ مِنَّا ». (٧)

٨٢٥١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، قَالَ : مَنِ اسْتَأْسَرَ مِنْ غَيْرِ جِرَاحَةٍ مُثْقِلَةٍ (٨) ، فَلَا يُفْدى مِنْ بَيْتِ الْمَالِ (٩) ، وَلكِنْ (١٠) يُفْدى مِنْ مَالِهِ إِنْ أَحَبَّ أَهْلُهُ ». (١١)

__________________

(١) أي فرّ من الجهاد ولقاء العدوّ في الحرب. والزَحْف : الجيش يزحفون إلى العدوّ ، أي يمشون. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٧ ( زحف ).

(٢) في « جن » والوسائل : ـ « من الزحف ».

(٣) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٦٢ : « يدلّ على جواز الفرار إذا كان العدوّ أكثر من الضِّعف ، وعدمه إذا كان ضِعْفاً أو أقلّ ، كما هو المذهب ، وعلى عدم الفرق بين الجماعات والآحاد ». وراجع أيضاً : مختلف الشيعة ، ج ٤ ، ص ٣٨٩ ؛ مسالك الأفهام ، ج ٣ ، ص ٢٥.

(٤) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٤ ، ح ٣٤٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، ح ٧٨ ، عن حسين بن صالح ، عن أبي عبد الله ، عن عليّ عليهما‌السلام. تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٧٩ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٢١ ، ح ١٤٧٧١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٨٤ ، ح ٢٠٠٣٦.

(٥) في الوسائل : ـ « رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٦) أي صار أسيراً ؛ قال الجوهري : « تقول : استأسِرْ : أي كُن أسيراً لي ». وقال المطرزي : « استأسر الرجل للعدوّ ، إذا أعطى بيده وانقاد ، وهو لازم ، كماترى ، ولم نسمعه متعدّياً إلاّفي حديث عبد الرحمان وصفوان أنّهما استأسرا المرأتين اللتين كانتا عندهما من هوازن ». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٧٨ ؛ المغرب ، ص ٢٥ ( أسر ).

(٧) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٢ ، ح ٣٣٣ ؛ الجعفريّات ، ص ٧٨ ، بسند آخر ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٢١ ، ح ١٤٧٧٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٨٦ ، ح ٢٠٠٣٩.

(٨) في الجعفريّات : « أن يغلب » بدل « جراحة مثقلة ».

(٩) في « بث » : ـ « من بيت المال ».

(١٠) في « بح » : « لكن » بدون الواو.

(١١) الجعفريّات ، ص ٧٩ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام الوافي ، ج ١٥ ،

٤٢٦

١٢ ـ بَابُ طَلَبِ الْمُبَارَزَةِ‌

٨٢٥٢ / ١. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنِ الْمُبَارَزَةِ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ بَعْدَ (١) إِذْنِ الْإِمَامِ عليه‌السلام؟

قَالَ (٢) : « لَا بَأْسَ ، وَلكِنْ لَايُطْلَبُ إِلاَّ بِإِذْنِ الْإِمَامِ ». (٣)

٨٢٥٣ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « دَعَا (٤) رَجُلٌ بَعْضَ (٥) بَنِي هَاشِمٍ إِلَى الْبِرَازِ (٦) ، فَأَبى أَنْ يُبَارِزَهُ ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : مَا مَنَعَكَ (٧) أَنْ تُبَارِزَهُ؟ قَالَ (٨) : كَانَ فَارِسَ الْعَرَبِ ، وَخَشِيتُ أَنْ يَغْلِبَنِي (٩) ، فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : فَإِنَّهُ بَغى عَلَيْكَ ، وَلَوْ بَارَزْتَهُ لَغَلَبْتَهُ (١٠) ، وَلَوْ بَغى جَبَلٌ عَلى جَبَلٍ لَهُدَّ (١١) الْبَاغِي ».

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (١٢) عليهما‌السلام دَعَا رَجُلاً إِلَى الْمُبَارَزَةِ (١٣) ، فَعَلِمَ‌

__________________

ص ١٢١ ، ح ١٤٧٧٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٨٦ ، ح ٢٠٠٤٠.

(١) في « ى ، بث » والوافي والتهذيب : « بغير ». وفي « جد » وحاشية « بح ، جت » : + « أن ».

(٢) في « ى ، بث ، جد » والوسائل : « فقال ».

(٣) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٦٩ ، ح ٣٢٣ ، بسنده عن الحسن بن عليّ بن يوسف ، عن معاذ بن ثابت ، عن عمرو بن جميع رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ١١٩ ، ح ١٤٧٦٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٨٩ ، ح ٢٠٠٤٧.

(٤) في « ى » : « دعي ». (٥) في « بث » : « من ».

(٦) « البِراز » : المبارزة في الحرب. الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٦٤ ( برز ).

(٧) في « جد » : « منع ». (٨) في الوسائل والتهذيب وثواب الأعمال : « فقال ».

(٩) في « جن » والتهذيب : « أن يقتلني ».

(١٠) في « جن » والتهذيب : « لقتلته ».

(١١) الهَدّ : الهَدْم الشديد ، والكسر. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٧٢ ( هدد ). وفي الوافي : « هدّ : سقط واندكّ ».

(١٢) في الوافي والتهذيب : « الحسن بن عليّ ».

(١٣) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : دعا رجلاً ، كان ترك أولى ، ويحتمل أن يكون تأديبه عليه‌السلام لتعليم غيره ».

٤٢٧

بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : لَئِنْ عُدْتَ إِلى مِثْلِ هذَا لَأُعَاقِبَنَّكَ (١) ، وَلَئِنْ دَعَاكَ أَحَدٌ إِلى مِثْلِهَا فَلَمْ تُجِبْهُ ، لَأُعَاقِبَنَّكَ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ بَغْيٌ؟ ». (٢)

١٣ ـ بَابُ الرِّفْقِ بِالْأَسِيرِ وَإِطْعَامِهِ‌

٨٢٥٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ الْأَوْزَاعِيِّ (٣) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « إِذَا أَخَذْتَ أَسِيراً ، فَعَجَزَ عَنِ الْمَشْيِ ، وَلَيْسَ مَعَكَ مَحْمِلٌ ، فَأَرْسِلْهُ ، وَلَا تَقْتُلْهُ ؛ فَإِنَّكَ لَاتَدْرِي مَا حُكْمُ الْإِمَامِ فِيهِ ».

قَالَ : وَقَالَ : « الْأَسِيرُ إِذَا أَسْلَمَ ، فَقَدْ حُقِنَ (٤) دَمُهُ ، وَصَارَ فَيْئاً ». (٥)

٨٢٥٥ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ (٦) ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِطْعَامُ الْأَسِيرِ حَقٌّ عَلى مَنْ أَسَرَهُ وَإِنْ كَانَ يُرَادُ مِنَ‌

__________________

(١) في « بث » : « عاقبتك ». وفي حاشية « جت » : « لُاعاقبك ». وفي الوافي : « لعاقبتك ».

(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٦٩ ، ح ٣٢٤ ، معلّقاً عن سهل بن زياد. ثواب الأعمال ، ص ٣٢٥ ، ح ٥ ، بسنده عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، إلى قوله : « لو بغى جبل على جبل لهدّ الباغي » الوافي ، ج ١٥ ، ص ١١٩ ، ح ١٤٧٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٩٠ ، ح ٢٠٠٤٨ ؛ البحار ، ج ٣٣ ، ص ٤٤٦ ، ح ٦٥٨ ، إلى قوله : « لو بغى جبل على جبل لهدّ الباغي ».

(٣) روى الشيخ الطوسي الخبر ـ مع زيادة في صدره ـ في التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٥٣ ، ح ٢٦٧ بسنده ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، وهو الصواب. والمراد من الأوزاعي هو عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي ، روى عنه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. راجع : تهذيب الكمال ، ج ١٧ ، ص ٣٠٧ ، الرقم ٣٩١٨ ؛ وج ٢٣ ، ص ٦٢ ، الرقم ٤٦٧٣.

(٤) يقال : حَقَنْتُ له دَمَه ، إذا منعت من قتله. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠٠ ( حقن ).

(٥) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٥٣ ، ح ٢٦٧ ، مع زيادة في أوّله ؛ وعلل الشرائع ، ص ٥٦٥ ، ح ١ ، بسندهما عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن الزهري الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٣٣ ، ح ١٤٧٩٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٧٢ ، ذيل ح ٢٠٠٠٨.

(٦) في « ى ، بح ، جد » : + « بن عيسى ».

٤٢٨

الْغَدِ قَتْلُهُ ؛ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُطْعَمَ وَيُسْقى وَيُظَلَّ (١) وَيُرْفَقَ بِهِ ، كَافِراً كَانَ أَوْ غَيْرَهُ ». (٢)

٨٢٥٦ / ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ حَمْدَانَ الْقَلَانِسِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْأَسِيرُ طَعَامُهُ (٣) عَلى مَنْ أَسَرَهُ حَقٌّ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ كَافِراً يُقْتَلُ مِنَ الْغَدِ ؛ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لَهُ (٤) أَنْ يَرْؤُفَهُ (٥) وَيُطْعِمَهُ وَيَسْقِيَهُ ». (٦)

٨٢٥٧ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَرَّاحٍ الْمَدَائِنِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي طَعَامِ الْأَسِيرِ ، فَقَالَ : « إِطْعَامُهُ حَقٌّ عَلى مَنْ أَسَرَهُ وَإِنْ كَانَ يُرِيدُ قَتْلَهُ مِنَ الْغَدِ ؛ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي (٧) أَنْ يُطْعَمَ وَيُسْقى وَيُظَلَّ وَيُرْفَقَ بِهِ ، كَافِراً كَانَ (٨) أَوْ غَيْرَهُ ». (٩)

١٤ ـ بَابُ الدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ الْقِتَالِ‌

٨٢٥٨ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ‌

__________________

(١) في « ى ، بث ، بح ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والوسائل : ـ « ويظلّ ».

(٢) قرب الإسناد ، ص ٨٧ ، ح ٢٨٩ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام ، إلى قوله : « وإن كان يراد من الغد قتله ». التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٥٢ ، ح ٢٦٦ ، بسند آخر من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٣٣ ، ح ١٤٧٩٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٩١ ، ح ٢٠٠٥٠ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ٣٣ ، ح ١١.

(٣) في « بح » : « إطعامه ».

(٤) في « جن » : ـ « له ».

(٥) في حاشية « جت » : « أن يردفه ». وفي الوافي : « أن يرويه ( يرزقه ـ خ ل ) ». وفي هامش المطبوع : « في بعض النسخ : يرزقه. وفي بعضها : يرويه ».

(٦) الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٣٤ ، ح ١٤٧٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٩١ ، ذيل ح ٢٠٠٥٠.

(٧) في « جن » : « يبتغي ».

(٨) في « بث » : ـ « كان ».

(٩) الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٣٣ ، ح ١٤٧٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٩١ ، ذيل ح ٢٠٠٥٠.

٤٢٩

سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :

دَخَلَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، فَسَأَلُوهُ : كَيْفَ الدَّعْوَةُ إِلَى الدِّينِ؟

فَقَالَ (١) : « تَقُولُ (٢) : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أَدْعُوكُمْ (٣) إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلى دِينِهِ ، وَجِمَاعُهُ (٤) أَمْرَانِ : أَحَدُهُمَا مَعْرِفَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْآخَرُ الْعَمَلُ بِرِضْوَانِهِ ، وَإِنَّ (٥) مَعْرِفَةَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُعْرَفَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْعِزَّةِ وَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالْعُلُوِّ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَأَنَّهُ النَّافِعُ الضَّارُّ الْقَاهِرُ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ، الَّذِي( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (٦) وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَا سِوَاهُ هُوَ الْبَاطِلُ ، فَإِذَا أَجَابُوا إِلى ذلِكَ ، فَلَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ (٧) ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ (٨) ». (٩)

٨٢٥٩ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : لَمَّا وَجَّهَنِي رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلَى الْيَمَنِ ، قَالَ : يَا عَلِيُّ ، لَاتُقَاتِلْ أَحَداً حَتّى تَدْعُوَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ (١٠) ، وَايْمُ اللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ‌

__________________

(١) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بف ، جت ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(٢) في « بث ، جن » : « يقول ». وفي « جت » بالتاء والياء معاً.

(٣) في « ى ، بث ، بح ، بف ، جن » وحاشة « جت » والوافي والوسائل والتهذيب : « أدعوك ».

(٤) في النهاية ، ج ١ ، ص ٢٩٥ ( جمع ) : « فيه [ أي : في الحديث ] : حدّثني بكلمة تكون جِماعاً .... الجِماع : ما جمع‌عدداً ، أي كلمة تجمع كلمات ». وفي الوافي : « أي مجمع الدعاء إلى الدين وما يجمعه ».

(٥) في « ى ، جن » والتهذيب : « فإنّ ».

(٦) الأنعام (٦) : ١٠٣.

(٧) في التهذيب : « للمؤمنين ».

(٨) في التهذيب : « على المؤمنين ».

(٩) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤١ ، ح ٢٣٩ ، بسنده عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٣ ، ح ١٤٧٥٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤٤ ، ح ١٩٩٥٣.

(١٠) في الكافي ، ح ٨٢٣٢ والتهذيب : ـ « إلى الإسلام ».

٤٣٠

اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلى يَدَيْكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ ، وَلَكَ وَلَاؤُهُ (١) ». (٢)

١٥ ـ بَابُ مَا كَانَ يُوصِي (٣) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام بِهِ (٤) عِنْدَ الْقِتَالِ‌

٨٢٦٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٥) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ عَقِيلٍ الْخُزَاعِيِّ :

أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام كَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَرْبَ يُوصِي لِلْمُسْلِمِينَ (٦) بِكَلِمَاتٍ ، فَيَقُولُ (٧) : « تَعَاهَدُوا الصَّلَاةَ ، وَحَافِظُوا عَلَيْهَا ، وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا ، وَتَقَرَّبُوا بِهَا ؛ فَإِنَّهَا كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (٨) ، وَقَدْ عَلِمَ ذلِكَ (٩) الْكُفَّارُ حِينَ سُئِلُوا( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (١٠)قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) (١١) وَقَدْ عَرَفَ (١٢) حَقَّهَا (١٣) مَنْ طَرَقَهَا (١٤) ، وَأُكْرِمَ بِهَا‌

__________________

(١) في الوافي : « أيم الله : اسم وضع للقسم. والولاء : أن يرثه ».

(٢) الكافي ، كتاب الجهاد ، باب وصيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين عليه‌السلام في السرايا ، ح ٨٢٣٢ ، بسند آخر. وفي التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤١ ، ح ٢٤٠ ؛ والجعفريّات ، ص ٧٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام. مصباح الشريعة ، ص ١٩٨ ، الباب ٩٥ ، مرسلاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من قوله : « لأن يهدي الله عزّ وجلّ » إلى قوله : « ممّا طلعت عليه الشمس وغربت » الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩١ ، ح ١٤٧٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤٢ ، ذيل ح ١٩٩٥١.

(٣) في « بح » : + « له ».

(٤) في « ى ، جت ، جد ، جن » : ـ « به ».

(٥) في « بف » : « أصحابنا ».

(٦) في « بث » والوافي والوسائل والبحار : « المسلمين ».

(٧) في « جت ، جن » : « يقول ».

(٨) إشارة إلى الآية ١٠٣ من سورة النساء (٤) ، وهي قوله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً ).

(٩) في « بف » : « بذلك ».

(١٠) « سَقَر » : اسم عجميّ عَلَمٌ لنار الآخرة ، لا ينصرف للعجمة والتعريف. وقيل : هو من قولهم : سَقَرَتْهُ الشمس ، إذا أذابته ، فلا ينصرف للتأنيث والتعريف. النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ( سقر ).

(١١) المدّثّر (٧٤) : ٤٢ ـ ٤٣.

(١٢) في الوافي والوسائل : « عرفها ».

(١٣) في « جت » : + « وحرمتها ».

(١٤) في الوافي : « أي جعلها دأبه وصنعته ». وفي مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٦٧ : « لعلّه من الطروق ، بمعنى الإتيان

٤٣١

مِنَ (١) الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ لَايَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زَيْنُ مَتَاعٍ ، وَلَا قُرَّةُ عَيْنٍ مِنْ مَالٍ وَلَا وَلَدٍ ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ (٢) تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ ) (٣) وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مُنْصِباً (٤) لِنَفْسِهِ بَعْدَ الْبُشْرى لَهُ بِالْجَنَّةِ مِنْ رَبِّهِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ (٥) عَلَيْها ) (٦) الْآيَةَ (٧) ، فَكَانَ (٨) يَأْمُرُ بِهَا أَهْلَهُ ، وَيُصَبِّرُ عَلَيْهَا نَفْسَهُ.

ثُمَّ إِنَّ الزَّكَاةَ جُعِلَتْ مَعَ الصَّلَاةِ قُرْبَاناً لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ عَلى أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، وَمَنْ لَمْ يُعْطِهَا طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا ، يَرْجُو بِهَا مِنَ الثَّمَنِ (٩) مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا ، فَإِنَّهُ جَاهِلٌ بِالسُّنَّةِ ، مَغْبُونُ الْأَجْرِ (١٠) ، ضَالُّ الْعُمُرِ ، طَوِيلُ النَّدَمِ بِتَرْكِ أَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالرَّغْبَةِ عَمَّا عَلَيْهِ صَالِحُو عِبَادِ اللهِ ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( يَتَّبِعْ (١١) غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّى ) (١٢) مِنَ الْأَمَانَةِ (١٣) ، فَقَدْ خَسِرَ مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا ، وَضَلَّ عَمَلُهُ ، عُرِضَتْ عَلَى السَّمَاوَاتِ الْمَبْنِيَّةِ‌

__________________

بالليل ، أي : واضب عليها في الليالي. وقيل : أي جعلها دأبه وصنعته. من قولهم : هذا طرقة رجل ، أي صنعته. ولا يخفى عدم استقامته. ولا يبعد أن يكون تصحيف « طوّق بها » على المجهول ، أي ألزمها كالطوق ، بقرينة : اكرم بها ، على بناء المجهول أيضاً ». وراجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢١٧ ( طرق ).

(١) في الوسائل : ـ « من ».

(٢) يقال : ألهاه عن كذا ، أي شغله. النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( لها ).

(٣) النور (٢٤) : ٣٧.

(٤) النَصَب والتَعَب بمعنى واحد ، و « مُنصباً » أي مُتعباً. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٩١ ( نصب ).

(٥) الاصطبار : تحمّل الصبر. راجع : المفردات للراغب ، ص ٤٧٤ ( صبر ).

(٦) طه (٢٠) : ١٣٢.

(٧) في « بث » : « الآيتين ». وفي « جن » : ـ « الآية ».

(٨) في « بح » والبحار : « وكان ».

(٩) في البحار : « الثواب ».

(١٠) في الوافي : ـ « الأجر ».

(١١) هكذا في القرآن و « بذ ». وفي سائر النسخ والمطبوع والوافي : « ومن يتّبع ».

(١٢) النساء (٤) : ١١٥. وقال العلاّمة المجلسي رحمه‌الله في البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٤ : « أي نجعله والياً لما تولّى من الضلالة ، ونخلّي بينه وبين ما اختاره ».

(١٣) في الوافي : « كذا فيما وجدناه من نسخ الكافي ، والصواب : ثمّ الأمانة ، كما يظهر من بعض خطبه في نهج البلاغة وزاد فيه بعد قوله : ولا أعظم ، لفظة : منها ، ثمّ قال : ولو امتنع شي‌ء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن ، وهو

٤٣٢

وَالْأَرْضِ الْمِهَادِ وَالْجِبَالِ الْمَنْصُوبَةِ ، فَلَا أَطْوَلَ وَلَا أَعْرَضَ وَلَا أَعْلى وَلَا أَعْظَمَ ، لَوِ امْتَنَعْنَ (١) مِنْ طُولٍ أَوْ عَرْضٍ أَوْ عِظَمٍ أَوْ قُوَّةٍ أَوْ عِزَّةٍ ، امْتَنَعْنَ ، وَلكِنْ أَشْفَقْنَ (٢) مِنَ الْعُقُوبَةِ.

ثُمَّ إِنَّ الْجِهَادَ أَشْرَفُ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ (٣) ، وَهُوَ قِوَامُ الدِّينِ ، وَالْأَجْرُ فِيهِ عَظِيمٌ مَعَ الْعِزَّةِ وَالْمَنَعَةِ (٤) وَهُوَ الْكَرَّةُ (٥) ، فِيهِ (٦) الْحَسَنَاتُ وَالْبُشْرى بِالْجَنَّةِ بَعْدَ الشَّهَادَةِ ، وَبِالرِّزْقِ‌ غَداً عِنْدَ الرَّبِّ وَالْكَرَامَةِ ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ) (٧) الْآيَةَ.

ثُمَّ إِنَّ الرُّعْبَ وَالْخَوْفَ مِنْ جِهَادِ الْمُسْتَحِقِّ لِلْجِهَادِ ، وَالْمُتَوَازِرِينَ (٨) عَلَى الضَّلَالِ ضَلَالٌ فِي الدِّينِ ، وَسَلْبٌ لِلدُّنْيَا مَعَ الذُّلِّ وَالصَّغَارِ ، وَفِيهِ اسْتِيجَابُ النَّارِ بِالْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ عِنْدَ حَضْرَةِ الْقِتَالِ ، يَقُولُ (٩) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا

__________________

الصواب ». وفي المرآة : « لعلّه بيان لسبيل المؤمنين ، أي المراد بسبيل المؤمنين ولاية أهل البيت عليهم‌السلام وهي الأمانة المعروضة ، والصواب ما في النهج ، وفيه هكذا : ثمّ أداء الأمانة ، فقد خاب من ليس من أهلها ، إنّها عُرضت على السماوات المبنيّة والأرضين المدحوّة ... ». وراجع : نهج البلاغة ، ص ٣١٧ ، الخطبة ١٩٩.

(١) في « جن » : « امتنعت ».

(٢) الإشفاق : الخوف. يقال : أشفقتُ اشفق إشفاقاً ، وهي اللغة العالية. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٧ ( شفق ).

(٣) في « بف » وحاشية « جت » : « الصلاة ».

(٤) يقال : فلان في مَنَعَة ، أي هو في عزّ قومه ، فلا يقدر عليه من يريده. ولهم منعة ، أي قوّة تمنع من يريد هم‌بسوء. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٨١ ( منع ).

(٥) في المرآة : « أي الحملة على العدوّ ، وهي في نفسها أمر مرغوب فيه ، أو ليس هو إلاّمرّة واحدة وحملته فيها سعادة الأبد ، ويمكن أن يقرأ بالهاء ، أي هو مكروه عند العباد ، وهو الأصوب ، فيكون إشارة إلى قوله تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ) ».

(٦) في « بف » : « ففيه ».

(٧) آل عمران (٣) : ١٦٩. وفي « بث » : +( أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ). وفي « بف » : +( « أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ » ).

(٨) الموازرة على العمل : المعاونة عليه. لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٨٢ ( وزر ).

(٩) في « جت » وحاشية « بث » : « لقول ».

٤٣٣

زَحْفاً (١) فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ ) (٢)

فَحَافِظُوا عَلى أَمْرِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي هذِهِ الْمَوَاطِنِ الَّتِي الصَّبْرُ عَلَيْهَا كَرَمٌ وَسَعَادَةٌ وَنَجَاةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ فَظِيعِ (٣) الْهَوْلِ وَالْمَخَافَةِ (٤) ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَعْبَأُ بِمَا الْعِبَادُ مُقْتَرِفُونَ (٥) لَيْلَهُمْ وَنَهَارَهُمْ ، لَطُفَ بِهِ (٦) عِلْماً ، وَكُلُّ (٧) ذلِكَ فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (٨) ، فَاصْبِرُوا وَصَابِرُوا ، وَاسْأَلُوا النَّصْرَ ، وَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْقِتَالِ ، وَاتَّقُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ : فَـ ( إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) (٩) ». (١٠)

٨٢٦١ / ٢. وَفِي حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ (١١) ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ عَلِيّاً عليه‌السلام يُحَرِّضُ النَّاسَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ : الْجَمَلِ ، وَصِفِّينَ ، وَيَوْمِ النَّهَرِ ،

يَقُولُ : « عِبَادَ اللهِ ، اتَّقُوا اللهَ ، وَغُضُّوا الْأَبْصَارَ ، وَاخْفِضُوا الْأَصْوَاتَ ، وَأَقِلُّوا الْكَلَامَ (١٢) ،

__________________

(١) « الزحف » : الجيش الدهم الذي يرى لكثرته كأنّه يزحف ، أي يدبّ دبيباً ، من زحف الصبيّ : إذا ذهب على إسته قليلاً قليلاً ، سمّي بالمصدر. و « زحفاً » نصب على المصدر ، وهو في موضع الحال من « الذين كفروا » ، أو من الفريقين ، أو من المؤمنين ؛ لأنّ معناه : متزاحفين مجتمعين. راجع : الكشّاف ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٤٤٤.

(٢) الأنفال (٨) : ١٥.

(٣) فَظُعَ الأَمرُ ، يَفْظَعُ فَظاعَةً : اشتدّ ، وشنع. راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٥٤ ( فظع ).

(٤) في البحار : « والمخالفة ».

(٥) في الوسائل : + « في ». والاقتراف : الاكتساب. واقْتَرَفَ ذنباً ، أي أتاه وفعله. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٨٠ ( قوف ).

(٦) في « بف » : « بها ».

(٧) في الوسائل : « فكلّ ».

(٨) إشارة إلى الآية ٥٢ من سورة طه (٢٠) حيث قال : ( قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى ).

(٩) النحل (١٦) : ١٢٨.

(١٠) نهج البلاغة ، ص ٣١٦ ، الخطبة ١٩٩ ، من قوله : « تعاهدوا الصلاة وحافظوا عليها » إلى قوله : « ولكن أشفقن من العقوبة » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٥ ، ح ١٤٧٥٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٩٣ ، ح ٢٠٠٥٥ ؛ البحار ، ج ٣٣ ، ص ٤٤٦ ، ح ٦٥٩.

(١١) في حاشية « جت » والوسائل : « وحدّث يزيد بن إسماعيل » بدل « وفي حديث يزيد بن إسحاق ».

(١٢) في البحار : ـ « وأقلّوا الكلام ».

٤٣٤

وَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْمُنَازَلَةِ (١) وَالْمُجَاوَلَةِ (٢) وَالْمُبَارَزَةِ وَالْمُنَاضَلَةِ (٣) وَالْمُنَابَذَةِ (٤) وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُكَادَمَةِ (٥) ، وَاثْبُتُوا( وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (٦) ، ( وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا (٧) وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ (٨) وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ ) (٩) ». (١٠)

٨٢٦٢ / ٣. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمنِ (١١) بْنِ جُنْدَبٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ كَانَ يَأْمُرُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ لَقِينَا فِيهِ عَدُوَّنَا ، فَيَقُولُ : « لَا تُقَاتِلُوا الْقَوْمَ حَتّى يَبْدَؤُوكُمْ ، فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللهِ عَلى حُجَّةٍ ، وَتَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ‌

__________________

(١) في الوافي : « والمنازلة والنِّزال في الحرب أن يتنازل الفريقان من إِبِلهما إلى خيلهما فيتعاركوا ». وراجع : لسان‌العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٧ ( نزل ).

(٢) هكذا في « ت ، ر ، غ ، بث ، بح ، بذ ، بز ، بس ، بص ، بف ، جش ، جص ، جن » وحاشية « حت » والوافي والوسائل والإرشاد. وفي سائر النسخ والمطبوع : « والمجادلة ». والمجاولة في الحرب : جولان بعضهم على بعض. راجع : المصباح المنير ، ص ١١٥ ( جول ).

(٣) في الإرشاد : « والمبالطة ». ويقال : ناضَلْتُهُ مناضَلَة ونِضالاً : رامَيتُه ، وناضَلْتُ عنه : حامَيتُ وجادَلْتُ. المصباح المنير ، ص ٦١٠ ( نضل ).

(٤) في الإرشاد : « والمبالدة ». و « المنابذة » : تحيّز كلّ واحد من الفريقين في الحرب. كذا في لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٥١٢ ( نبذ ). وفي الوافي : « المنابذة : إلقاء أحدهما الآخر ».

(٥) « المكادمة » : أن يعضّ أحدهما الآخر ، أو يؤثّر فيه بحديدة ؛ من الكَدْم ، وهو العضّ بأدنى الضمّ ، كما يكدم‌الحمار ، أو هو العضّ عامّة ، وهو التأثير في الشي‌ء بحديدة. ويقال : كدم الصيد ، إذا طرده ، وإذا جدّ في طلبه حتّى يغلبه. لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٠٩ ( كدم ).

(٦) الأنفال (٨) : ١٥ ؛ الجمعة (٦٢) : ١٠.

(٧) « فتفشلوا » ، من الفَشَل ، وهو الجَزَع ، والجُبْن ، والضَّعْف. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٤٩ ( فشل ).

(٨) قال الراغب في المفردات ، ص ٣٧٠ ( روح ) : « وقد يُستعار الريحُ للغلبة في قوله : ( وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) ». وفي الوافي : « الريح : القوّة والغلبة والدولة ».

(٩) الأنفال (٨) : ٤٦.

(١٠) الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٦٥ ، مرسلاً عن عليّ عليه‌السلام ، من قوله : « عباد الله اتّقوا الله » مع زيادة في آخره الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٧ ، ح ١٤٧٥٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٩٤ ، ح ٢٠٠٥٦ ؛ البحار ، ج ٣٣ ، ص ٤٤٨ ، ذيل ح ٦٥٩.

(١١) في الوافي : « عبد الله ». والظاهر أنّ ابن جندب هذا ، هو عبدالرحمن بن جندب بن عبدالله الأزدي الذي يروى عن أبيه عن عليّ أميرالمؤمنين عليه‌السلام. انظر على سبيل المثال : الإرشاد للمفيد ، ج ١ ، ص ٢٤١ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٤ ، ص ٦ و ١٠ و ٣٤.

٤٣٥

حَتّى يَبْدَؤُوكُمْ حُجَّةٌ لَكُمْ (١) أُخْرى ، فَإِذَا هَزَمْتُمُوهُمْ (٢) فَلَا تَقْتُلُوا (٣) مُدْبِراً (٤) ، وَلَا تُجْهِزُوا (٥) عَلى جَرِيحٍ ، وَلَا تَكْشِفُوا عَوْرَةً (٦) ، وَلَا تُمَثِّلُوا (٧) بِقَتِيلٍ ». (٨)

٨٢٦٣ / ٤. وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

حَرَّضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ النَّاسَ بِصِفِّينَ ، فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ دَلَّكُمْ (٩) عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ، وَتُشْفِي (١٠) بِكُمْ عَلَى الْخَيْرِ : الْإِيمَانِ (١١) بِاللهِ ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَجَعَلَ (١٢) ثَوَابَهُ مَغْفِرَةً لِلذَّنْبِ ، وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنّاتِ عَدْنٍ (١٣) ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ) (١٤) (١٥)

__________________

(١) في « بث » : ـ « لكم ».

(٢) في نهج البلاغة : « فإذا كانت الهزيمة بإذن الله » بدل « فإذا هزمتموهم ». وهَزَمْتُ الجَيْشَ هَزْماً ـ من باب ضَرَبَ ـ كَسَرْتُه ، والاسم : الهَزيمة. المصباح المنير ، ص ٦٣٨ ( هزم ).

(٣) في « بح » والبحار : + « لهم ».

(٤) في نهج البلاغة : + « ولا تصيبوا معوراً ».

(٥) في « ى ، جت ، جد ، جن » وحاشية « بح » والوافي والوسائل : « ولا تجيزوا ».

(٦) في الجمل : + « ولا تهيّجوا امرأة ».

(٧) التمثيل : قطع الأعضاء والجوارح ، كالأنف والاذُن والمذاكير وغيرها. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٤ ( مثل ).

(٨) نهج البلاغة ، ص ٣٧٣ ، الرسالة ١٤ ، من قوله : « لا تقاتلوا القوم » إلى قوله : « ولا تجهزوا على جريح » مع زيادة في آخره. الجمل ، ص ٣٤١ ، مرسلاً ، من قوله : « فلا تقتلوا مدبراً » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٨ ، ح ١٤٧٥٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٩٢ ، ح ٢٠٠٥٣ ؛ البحار ، ج ٣٣ ، ص ٤٤٨ ، ح ٦٦١.

(٩) في « بث ، بح ، بف ، جن » والوافي والوسائل والبحار : « قد دلّكم ».

(١٠) في « بث » : « ويشفي ». وفي « بف » بالتاء والياء معاً. وأشفى على الشي‌ء : أشرف عليه. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٩٤ ( شفى ).

(١١) في « ى ، جد ، جن » وحاشية « بح » والبحار : « والإيمان ».

(١٢) في « ى » : « جعل » بدون الواو.

(١٣) « في جنّات عَدْن » أي استقرار وثبات. وعَدَنَ بمكان كذا : استقرّ ، ومنه المعدن لمستقرّ الجواهر. المفردات للراغب ، ص ٥٥٣ ( عدن ).

(١٤) أي محكم ، كأنّما بني بالرَّصاص. المفردات للراغب ، ص ٣٥٥ ( رصص ).

(١٥) الصفّ (٦١) : ٤.

٤٣٦

فَسَوُّوا صُفُوفَكُمْ كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ ، فَقَدِّمُوا الدَّارِعَ (١) ، وَأَخِّرُوا الْحَاسِرَ ، وَعَضُّوا عَلَى النَّوَاجِدِ (٢) ؛ فَإِنَّهُ أَنْبَأُ (٣) لِلسُّيُوفِ عَلَى (٤) الْهَامِ (٥) ، وَالْتَوُوا (٦) عَلى أَطْرَافِ الرِّمَاحِ ؛ فَإِنَّهُ أَمْوَرُ (٧) لِلْأَسِنَّةِ (٨) ، وَغُضُّوا الْأَبْصَارَ ؛ فَإِنَّهُ أَرْبَطُ‌

__________________

(١) في « ى ، جت ، جن » : « الدراع ». والدارع : لابس الدِّرع. والدرع : لَبُوس الحديد يلبس في الحرب. والحاسر : خلاف الدارع ، الذي لا مِغْفَر عليه ولا دِرْع. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٨٧ ( حسر ) ؛ وج ٨ ، ص ٨١ ( درع ).

(٢) في البحار : « النواجذ ». وفي الوافي : « النواجد : أقصى الأسنان ، أو الضواحك منها ». وفي المرآة : « قال ابن‌ميثم رحمه‌الله : النواجد : أقاصي الأضراس » ، وهذا لا تساعده اللغة ؛ فإنّ الموجود فيها النواجذ ـ بالذال المعجمة ـ بهذا المعنى ، لا النواجد بالدال المهملة ؛ فإنّ لها معنى آخر. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٥١٣ ( نجذ ).

(٣) قال الجوهري : « نَبا السيف ، إذا لم يعمل في الضريبة ». وفي الوافي : « أي أبعد وأشدّ دفعاً ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٠ ( نبا ).

(٤) في « ى ، بث ، بح ، بف ، جت ، جد ، جن » : « عن ».

(٥) الهامَة : الرأس. والجمع : هام. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦٣ ( هوم ).

وفي الوافي : « قيل : الوجه في ذلك أنّ العضّ على الأضراس يشدّ شؤون الدماغ ورباطاته ، فلا يبلغ السيف منه مبلغه ». وفي المرآة : « وفائدة الأمر بالعضّ على النواجد ما ذكر ، وهو أن ينبو السيف عن الهامة ، وعلّته أنّ العضّ على الناجد يستلزم تصلّب العضلات والأعصاب المتّصلة بالدماغ ، فيقادم ضربة السيف ، ويكون نكايته فيه أقلّ. والضمير في قوله : فإنّه ، يعود إلى المصدر الذي دلّ عليه عضواً كقولك : من أحسن كان خيراً له ». ثمّ قال : « وقال بعض الشارحين : عضّ الناجد ، كناية عن تسكين القلب وطرد الرعدة ، وليس المراد حقيقته. قلت : هذا وإن كان محتملاً لو قطع النظر عن التعليل إلاّ أنّه غير مراد هنا ؛ لأنّه يضيع تعليله بكونه أنبأ للسيوف عن الهام. انتهى. والقائل القطب الراوندي رحمه‌الله ، ويمكن توجيه التعليل على تأويله ؛ فإنّ الجرأة وثبات القدم وعدم التزلزل سبب للغلبة على العدوّ وعدم تأثير حربته في البدن ، فيكون ذكر الهام على سبيل المثال لكون الغالب وقوع السيف عليه ».

(٦) يقال : التَوَى الماءُ في مَجراه وتَلَوّى : انعطف ولم يجر على الاستقامة ، وتَلوّت الحيّة كذلك. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٦٣ ( لوى ).

(٧) مارَ يمورُ مَوراً : إذا جعل يذهَب ويجي‌ء ويتردّد. ومارَ يمور ، أي جَرى. يقال : الدِماء تمُور على وجه‌الأرض ، إذا انصبّت فتردّدت. وفي المصحف الشريف : ( يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً ) أي تدور فيها وتموج موجاً. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٨٦ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٨٥ ( مور ).

(٨) الأسنّة : جمع السِنان ، وهو نَصْلُ الرمح. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٨٢ ( سنن ).

وفي الوافي : « قيل : أمرهم بأن يلتووا إذا طعنوا ؛ لأنّهم إذا فعلوا ذلك فبالحريّ أن يمور السنان ، أي يتحرّك عن

٤٣٧

لِلْجَأْشِ (١) وَأَسْكَنُ لِلْقُلُوبِ ، وَأَمِيتُوا الْأَصْوَاتَ ؛ فَإِنَّهُ أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ (٢) وَأَوْلى بِالْوَقَارِ ، وَلَا تَمِيلُوا بِرَايَاتِكُمْ (٣) ، وَلَا تُزِيلُوهَا ، وَلَا تَجْعَلُوهَا إِلاَّ مَعَ شُجْعَانِكُمْ ؛ فَإِنَّ الْمَانِعَ لِلذِّمَارِ (٤) وَالصَّابِرَ عِنْدَ نُزُولِ الْحَقَائِقِ (٥) هُمْ أَهْلُ الْحِفَاظِ.

وَلَا تُمَثِّلُوا بِقَتِيلٍ ، وَإِذَا (٦) وَصَلْتُمْ إِلى رِحَالِ (٧) الْقَوْمِ فَلَا تَهْتِكُوا سِتْراً ، وَلَا تَدْخُلُوا‌

__________________

موضعه ، فيخرج زالقاً ، وإذا لم يلتووا لم يمر السنان ولم يتحرّك عن موضعه ، فيخرق وينفذ ويقتل ».

وفي المرآة : « أي إذا وصلت إليكم أطراف الرماح ، فانعطفوا ؛ ليزلق ويتحرّك فلا ينفذ. وحمله ابن ميثم رحمه‌الله على الالتواء عند إرسال الرَمح إلى العدوّ بأن يميل صدره ويده ؛ فإنّ ذلك أنفذ ، وهو بعيد ».

(١) الجأش : القلب ، أو النفس ، أو رباطه وشدّته عند الشي‌ء تسمعه لاتدري ما هو ، ورجل رابط الجأش : شديدالقلب كأنّه يربط نفسه ويكفّها لجرأته وشجاعته ، أو لشناعة الفرار. وفي الوافي : « أمرهم بغضّ الأبصار في الحرب ؛ لأنّه أربط للجأش ، أي أثبت للقلب ؛ لأنّ الغاضّ بصره في الحرب أحرى أن لا يدهش ولا يرتاع لهول ما ينظر ». لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٦٩ ( جأش ) ؛ وج ٧ ، ص ٣٠٣ ( ربط ).

(٢) في الوافي : « وأمرهم بإماتة الأصوات وإخفائها ؛ لأنّه أطرد للفَشَل ، وهو الجُبْن والخَوف ، وذلك لأنّ الجبان يرعد ويبرق ، والشجاع صامت ». وراجع أيضاً : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٢٠ ( فشل ).

(٣) في الوافي : « وأمرهم بحفظ راياتهم أن لا يميلوها ؛ لأنّها إذا مالت انكسر العسكر ؛ لأنّهم ينظرون إليها ، وأن لايُخلوها عن مُحام عنها ، وأن لا يجعلوها بأيدي الجُبناء وذوي الهلع منهم ؛ كيلا يجبنوا عن إمساكها ».

(٤) في « بث » : « للدمار ». وقال الجوهري : « قولهم : فلان حامي الذِّمار ، أي إذا ذمّر وغضب حماً. ويقال : الذمار : ماوراء الرجل ممّا يحقّ عليه أن يحميه ؛ لأنّهم قالوا : حامي الذمار ، كما قالوا : حامي الحقيقة ، وسمّي ذِماراً ؛ لأنّه يجب على أهله التذمّر له ، وسمّيت حقيقة ؛ لأنّه يحقّ على أهله الدفع عنها ». وفي الوافي : « الذمار ، بالكسر : ما يلزم حفظه وحمايته ، سمّي ذِماراً لأنّه يجب على أهله التذمّر له ، أي الغضب ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٢٠ ( ذمر ). وراجع أيضاً : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٨ ، ص ٣.

(٥) في الوافي : « الحقائق جمع الحاقّة ، وهي الأمر الصعب الشديد ، ومنه قوله تعالى : ( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ ) ، يعني : الساعة ». وفي المرآة : « فالأظهر أنّ الحقائق هنا جمع الحقيقة بمعنى ما يحقّ للرجل أن يحميه ، والمراد بنزول الحقائق نزولها به ، أو نزوله بها ، وما يعرض للإنسان في الحرب ، وهي حالة يحقّ أن يحمى عنها ، وقال ابن ميثم : أي الشدائد الحقّة المتيقّنة. انتهى. ويحتمل أن يكون جمع الحقيقة ، بمعنى الراية ، كما ذكره الجوهري والفيروزآبادي. وأمّا ما ذكره ابن أبي الحديد وتبعه غيره من أنّ الحقائق جمع حاقّة ، وهي الأمر الحقّ الشديد ، ففى كونها جمعاً لها نظر ». وراجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٩ ( حقق ) ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٨ ، ص ٣.

(٦) في « بس ، جن » : « فإذا ».

(٧) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بس ، جت ، جد » والوافي والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « رجال ».

٤٣٨

دَاراً ، وَلَا تَأْخُذُوا شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مَا وَجَدْتُمْ فِي عَسْكَرِهِمْ ، وَلَا تُهَيِّجُوا امْرَأَةً بِأَذًى وَإِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ ، وَسَبَبْنَ أُمَرَاءَكُمْ وَصُلَحَاءَكُمْ ؛ فَإِنَّهُنَّ ضِعَافُ (١) الْقُوى وَالْأَنْفُسِ وَالْعُقُولِ ، وَقَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ وَهُنَّ مُشْرِكَاتٌ ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ الْمَرْأَةَ فَيُعَيَّرُ بِهَا وَعَقِبُهُ (٢) مِنْ بَعْدِهِ.

وَاعْلَمُوا أَنَّ أَهْلَ الْحِفَاظِ هُمُ الَّذِينَ يَحُفُّونَ بِرَايَاتِهِمْ (٣) ، وَيَكْتَنِفُونَهَا (٤) ، وَيَصِيرُونَ‌ حِفَافَيْهَا (٥) وَوَرَاءَهَا وَأَمَامَهَا وَلَا يُضَيِّعُونَهَا (٦) ، لَايَتَأَخَّرُونَ (٧) عَنْهَا فَيُسَلِّمُوهَا ، وَلَا يَتَقَدَّمُونَ عَلَيْهَا فَيُفْرِدُوهَا (٨)

رَحِمَ اللهُ امْرَأً وَاسى (٩) أَخَاهُ بِنَفْسِهِ ، وَلَمْ يَكِلْ قِرْنَهُ (١٠) إِلى أَخِيهِ ، فَيَجْتَمِعَ (١١) عَلَيْهِ (١٢) قِرْنُهُ وَقِرْنُ أَخِيهِ ، فَيَكْتَسِبَ (١٣) بِذلِكَ اللاَّئِمَةَ وَيَأْتِيَ بِدَنَاءَةٍ ، وَكَيْفَ لَايَكُونُ كَذلِكَ وَهُوَ يُقَاتِلُ الِاثْنَيْنِ (١٤) ، وَهذَا مُمْسِكٌ يَدَهُ قَدْ خَلّى قِرْنَهُ عَلى أَخِيهِ هَارِباً مِنْهُ (١٥) يَنْظُرُ إِلَيْهِ‌

__________________

(١) في الوسائل : « ناقصات ».

(٢) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : عقبه ، معطوف على المستكنّ المرفوع في يعيّر ، وترك التأكيد للفصل بقوله : بها ، كقوله تعالى : ( ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا ) ».

(٣) في « جت » وحاشية « بث » : « براياتكم ».

(٤) في الوافي : « يحفّون براياتهم ويكتنفونها ، أي يحيطون بها ».

(٥) في « بف ، جت » : « حفافها ». وفي « بث » : « حفائفها ». وحِفافا كلّ شي‌ء : جانباه. لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٥٠ ( حفف ). وفي المرآة : « المراد هنا اليمين واليسار ».

(٦) في « جت ، جن » : ـ « ولا يضيّعونها ».

(٧) في « بس ، جن » : « ولا يتأخّرون ».

(٨) في « بث » : « فتفردوها ». وفي « ى ، بف » : ـ « لا يتأخّرون عنها ـ إلى ـ فيفردوها ».

(٩) المواساة : المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق ، وأصلها الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً. وفي الوافي : « المواساة : الإعانة بالنفس والمال ». راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٥ ( أسو ) ؛ وج ١٥ ، ص ٣٩٢ ( وسى ).

(١٠) القِرْن ، بالكسر : الكفو والنظير في الشجاعة والحرب ، ومن يقاومك في علم أو قتال. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٥٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٠١ ( قرن ).

(١١) في « بث » : « فتجتمع ».

(١٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : ـ « عليه ».

(١٣) في « بث » : « فتكتسب ».

(١٤) في « بث » والوافي : « اثنين ».

(١٥) في البحار : ـ « منه ».

٤٣٩

وَهذَا ، فَمَنْ يَفْعَلْهُ يَمْقُتْهُ اللهُ ، فَلَا تَعَرَّضُوا (١) لِمَقْتِ (٢) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّمَا (٣) مَمَرُّكُمْ إِلَى اللهِ ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : (٤) ( لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاّ قَلِيلاً ) (٥)

وَايْمُ اللهِ ، لَئِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ سُيُوفِ الْعَاجِلَةِ ، لَاتَسْلَمُونَ مِنْ سُيُوفِ (٦) الْآجِلَةِ (٧) ، فَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصِّدْقِ (٨) ؛ فَإِنَّمَا يَنْزِلُ النَّصْرُ بَعْدَ الصَّبْرِ ، فَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ». (٩)

وَقَالَ عليه‌السلام حِينَ مَرَّ بِرَايَةٍ لِأَهْلِ الشَّامِ أَصْحَابُهَا لَايَزُولُونَ (١٠) عَنْ مَوَاضِعِهِمْ ، فَقَالَ عليه‌السلام : « إِنَّهُمْ لَنْ يَزُولُوا (١١) عَنْ مَوَاقِفِهِمْ (١٢) دُونَ طَعْنٍ دِرَاكٍ (١٣) يَخْرُجُ مِنْهُ النَّسِيمُ (١٤) ، وَضَرْبٍ‌

__________________

(١) في « بث » : « فلا يعرضوا ».

(٢) في « بف » : « بمقت ».

(٣) في الوسائل : « فإنّ ».

(٤) في « بس » والوسائل : + « قل ».

(٥) الأحزاب (٣٣) : ١٦.

(٦) في « بث » وحاشية « جت » والوسائل : « سيف ».

(٧) في « بث » : « الآجل ». وفي الوافي : « سمّى عليه‌السلام عقاب الله تعالى في الآخرة على فرارهم وتخاذلهم سيفاً على وجه الاستعارة وصناعة الكلام ؛ لأنّه قد ذكر سيف الدنيا فجعل ذلك في مقابلته ».

(٨) في « ى » : « والصدقة ».

(٩) نهج البلاغة ، ص ١٨٠ ، صدر الخطبة ١٢٤ ، من قوله : « فقدّموا الدارع وأخّروا الحاسر » إلى قوله : « فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه » مع اختلاف. نهج البلاغة ، ص ٣٧٣ ، ذيل الرسالة ١٤ ، من قوله : « ولا تهيّجوا امرأة بأذى » إلى قوله : « فيعيربها وعقبه من بعده » مع اختلاف يسير. الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٦٥ ، مرسلاً عن عليّ عليه‌السلام. وراجع : نهج البلاغة ، ص ٢٤٦ ، الخطبة ١٧٤ الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٨ ، ح ١٤٧٦٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٩٥ ، ح ٢٠٠٥٧ ؛ البحار ، ج ٣٢ ، ص ٥٦٢ ، ح ٤٦٨.

(١٠) في البحار : « لا يزالون ».

(١١) في « بث ، جن » وحاشية « جت » : « لم يزولوا ». وفي البحار : « لن يزالوا ».

(١٢) في « ى » : « موقفهم ».

(١٣) الدِّراك ، ككتاب : اتّباع الشي‌ء بعضه على بعض ، ويقال : ضربٌ دِراك ، أي متتابع. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٢٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٤٣ ( درك ).

(١٤) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : دِراك ، قال ابن ميثم : أي متتابع يتلو بعضه بعضاً ، وقال : يخرج منه النسيم ، أي لسعته. وروي : يخرج منه النسم ، أي طعن يخرق الجوف بحيث يتنفّس المطعون من الطعنة. وروي : القشم ، بالقاف والسين المعجمة ، وهو اللحم والشحم ، وهو بعيد ». وراجع : شرح نهج البلاغة لابن ميثم ، ج ٣ ، ص ١٢٦.

٤٤٠