الكافي - ج ٩

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٩

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-493-415-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٦٦

اللهُ ، فَأَمَّا إِذَا أُطِيعَ رَضِينَا ، أَخْبِرْنِي (١) يَا عَمْرُو ، لَوْ (٢) أَنَّ الْأُمَّةَ قَلَّدَتْكَ أَمْرَهَا ، وَوَلَّتْكَ (٣) بِغَيْرِ قِتَالٍ وَلَا مَؤُونَةٍ ، وَقِيلَ لَكَ : وَلِّهَا مَنْ شِئْتَ ، مَنْ كُنْتَ تُوَلِّيهَا؟ ».

قَالَ (٤) : كُنْتُ أَجْعَلُهَا شُورى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.

قَالَ : « بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ كُلِّهِمْ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « بَيْنَ فُقَهَائِهِمْ وَخِيَارِهِمْ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « وَالْعَرَبِ (٥) وَالْعَجَمِ؟ (٦) ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « أَخْبِرْنِي (٧) يَا عَمْرُو ، أَتَتَوَلّى (٨) أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، أَوْ تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا؟ ».

قَالَ : أَتَوَلاَّهُمَا (٩)

فَقَالَ : « فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا ، مَا تَقُولُونَ أَنْتُمْ تَتَوَلَّوْنَهُمَا أَوْ تَتَبَرَّؤُونَ مِنْهُمَا؟ ».

__________________

(١) في « ى ، بث ، بس ، بف ، جد » والوافي : « خبِرني ».

(٢) في « بس ، بف » : « ولو ».

(٣) في « بث ، بف ، جد » وحاشية « بح » والوافي والتهذيب ، ج ٦ : « وولّتكه ».

(٤) في « ى ، جد » : « فقال ».

(٥) في « ى » والوافي : « العرب » بدون الواو. وفي « جن » : « عرب » بدون الواو.

(٦) في « جن » : « عرب وعجم » بدل « والعرب والعجم ».

(٧) في « بس » : ـ « أخبرني ».

(٨) في « بح ، جت » : « أتتوالى ». وفي « بس » : « تتولّى » بدون همزة الاستفهام.

(٩) في « بح ، جن » : « أتوالاهما ».

٤٠١

قَالُوا : نَتَوَلاَّهُمَا (١)

قَالَ (٢) : « يَا عَمْرُو ، إِنْ (٣) كُنْتَ رَجُلاً تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا ، فَإِنَّهُ يَجُوزُ لَكَ الْخِلَافُ عَلَيْهِمَا ، وَإِنْ (٤) كُنْتَ تَتَوَلاَّهُمَا (٥) فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا ؛ قَدْ عَمِدَ (٦) عُمَرُ إِلى أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ ، وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَداً ، ثُمَّ رَدَّهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ (٧) أَحَداً (٨) ، ثُمَّ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورى بَيْنَ سِتَّةٍ ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا جَمِيعَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ غَيْرَ أُولئِكَ السِّتَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَأَوْصى فِيهِمْ (٩) شَيْئاً لَا أَرَاكَ تَرْضى بِهِ أَنْتَ وَلَا أَصْحَابُكَ ؛ إِذْ جَعَلْتَهَا شُورى بَيْنَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ».

قَالَ : وَمَا صَنَعَ؟

قَالَ : « أَمَرَ صُهَيْباً (١٠) أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ (١١) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، وَأَنْ يُشَاوِرَ أُولئِكَ السِّتَّةَ لَيْسَ مَعَهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ عُمَرَ يُشَاوِرُونَهُ ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‌ءٌ ، وَأَوْصى مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ : إِنْ مَضَتْ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغُوا أَوْ يُبَايِعُوا رَجُلاً ، أَنْ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَ أُولئِكَ السِّتَّةِ جَمِيعاً ؛ فَإِنِ اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ قَبْلَ أَنْ تَمْضِيَ (١٢) ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ ، وَخَالَفَ اثْنَانِ ، أَنْ يَضْرِبُوا أَعْنَاقَ الِاثْنَيْنِ ؛ أَفَتَرْضَوْنَ بِهذَا أَنْتُمْ فِيمَا تَجْعَلُونَ مِنَ الشُّورى فِي‌

__________________

(١) في « بح ، جن » : « نتوالاهما ». وفي « بس » : ـ « قال : أتولاّهما » إلى هنا.

(٢) في « بح » وحاشية « جت » : « فقال ».

(٣) في « جد » وحاشية « بث ، جت » والوافي : « فإن ».

(٤) في حاشية « بح » : « فإن ».

(٥) في « بح ، جت ، جن » : « تتوالاهما ».

(٦) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والوافي والتهذيب ، ج ٦. وفي سائر النسخ والمطبوع : « عهد ».

(٧) في « جن » : « فيها ».

(٨) في التهذيب ، ج ٦ : ـ « ثمّ ردّها أبو بكر عليه ، ولم يشاور فيه أحداً ».

(٩) في التهذيب ، ج ٦ : « نهى منهم » بدل « أوصى فيهم ».

(١٠) هو صهيب بن سنان النمري المعروف بالرومي ، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يكنّى أبا يحيى ، وشهد بدراً واحداًوالخندق وسائر المشاهد كلّها مع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومات بالمدينة في شوّال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة ، ودفن بالبقيع. راجع : رجال الشيخ ، ص ٢١ ؛ رجال ابن داود ، ص ٢٥٠ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ٣ ، ص ٢٢٦ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١٣ ، ص ٢٣٩ ؛ الإصابة ، ج ٣ ، ص ٣٦٤.

(١١) في « بح » : « الناس ».

(١٢) في « جت » والوافي : « أن يمضي ».

٤٠٢

جَمَاعَةٍ مِنَ (١) الْمُسْلِمِينَ؟ ».

قَالُوا : لَا.

ثُمَّ قَالَ : « يَا عَمْرُو ، دَعْ ذَا (٢) ، أَرَأَيْتَ لَوْ بَايَعْتُ صَاحِبَكَ الَّذِي تَدْعُونِي إِلى بَيْعَتِهِ ، ثُمَّ اجْتَمَعَتْ لَكُمُ الْأُمَّةُ ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْكُمْ رَجُلَانِ فِيهَا ، فَأَفْضَيْتُمْ (٣) إِلَى الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُسْلِمُونَ (٤) وَلَا يُؤَدُّونَ (٥) الْجِزْيَةَ (٦) ، أَكَانَ عِنْدَكُمْ وَعِنْدَ صَاحِبِكُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا تَسِيرُونَ (٧) بِسِيرَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي الْمُشْرِكِينَ فِي حُرُوبِهِ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « فَتَصْنَعُ مَا ذَا؟ ».

قَالَ : نَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ أَبَوْا دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الْجِزْيَةِ.

قَالَ : « وَإِنْ كَانُوا مَجُوساً (٨) لَيْسُوا بِأَهْلِ الْكِتَابِ (٩)؟ ».

قَالَ : سَوَاءٌ.

قَالَ : « وَإِنْ كَانُوا مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَعَبَدَةَ الْأَوْثَانِ؟ ».

قَالَ : سَوَاءٌ (١٠)

__________________

(١) في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت » والوافي : ـ « من ».

(٢) في الوسائل : ـ « دع ذا ».

(٣) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بف ، جت ، جد ، جن » والوسائل. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فأفضتم ».

(٤) في « بث ، بف ، جت » : « لا يسلموا ».

(٥) في « بث ، بف ، جت » والتهذيب ، ج ٦ : « ولم يؤدّوا ». وفي حاشية « بث » : « ولم تؤدّوا ».

(٦) في « بح » : « بالجزية ».

(٧) في « بث ، بح ، بف » وحاشية « جت » والوافي والتهذيب ، ج ٦ : + « فيه ».

(٨) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٠ : « يمكن أن يكون ذكر المجوس لإظهار عدم علمهم ؛ لأنّ العامّة مختلفون فيهم ، وكان غرضه عليه‌السلام أن يسأل منهم الدليل ، وكان يعرف أنّهم لايعلمونه ».

(٩) في « جت » والتهذيب ، ج ٦ : « كتاب ».

(١٠) في التهذيب ، ج ٦ : ـ « قال : سواء ، قال : وإن كانوا ... » إلى هنا.

٤٠٣

قَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنِ الْقُرْآنِ تَقْرَؤُهُ؟ » قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « اقْرَأْ (١) : ( قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ (٢) وَهُمْ صاغِرُونَ ) (٣) فَاسْتِثْنَاءُ (٤) اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَاشْتِرَاطُهُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (٥) ، فَهُمْ (٦) وَالَّذِينَ لَمْ (٧) يُؤْتَوُا الْكِتَابَ سَوَاءٌ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « عَمَّنْ أَخَذْتَ ذَا؟ ».

قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ.

قَالَ : « فَدَعْ ذَا ، فَإِنْ هُمْ أَبَوُا الْجِزْيَةَ ، فَقَاتَلْتَهُمْ ، فَظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ ، كَيْفَ (٨) تَصْنَعُ بِالْغَنِيمَةِ؟ ».

قَالَ : أُخْرِجُ الْخُمُسَ ، وَأَقْسِمُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ بَيْنَ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ.

قَالَ : « أَخْبِرْنِي عَنِ الْخُمُسِ مَنْ تُعْطِيهِ؟ ».

قَالَ : حَيْثُمَا (٩) سَمَّى اللهُ ، قَالَ : فَقَرَأَ : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (١٠)

__________________

(١) في التهذيب : « أتقرأ » بدل « اقرأ ».

(٢) قوله تعالى : ( عَنْ يَدٍ ) ، إمّا أن يراد يد المعطي ، أو يد الآخذ ، فمعناه على الأوّل : حتّى يعطوها عن يد مؤاتيةغير ممتنعة ، كما يقال : أعطى بيده : إذا أصحب وانقاد ، أو حتّى يعطوها عن يد إلى يد نقداً غير نسيئة ولا مبعوثاً على يد أحد. ومعناه على إرادة يد الآخذ : حتّى يعطوها عن يد قاهرة مستولية ، أو عن إنعام عليهم. وقوله تعالى : ( وَهُمْ صاغِرُونَ ) أي تؤخذ منهم الجزية على الصغار والذلّ. جوامع الجامع ، ج ٢ ، ص ٥٨. وراجع أيضاً : المفردات للراغب ، ص ٨٩٠ ( يد ) ؛ وص ٤٨٥ ( صغر ).

(٣) التوبة (٩) : ٢٩.

(٤) في « ى » وحاشية « بح » : « فاستثنى ».

(٥) في الوسائل : « واشتراطه من أهل الكتاب ».

(٦) في التهذيب ، ج ٦ : « منهم ».

(٧) في « بث ، بس » : ـ « لم ».

(٨) في « ى ، جد » وحاشية « جت » : « فكيف ».

(٩) في « بس » والتهذيب : « حيث ».

(١٠) الأنفال (٨) : ٤١.

٤٠٤

قَالَ : « الَّذِي لِلرَّسُولِ مَنْ تُعْطِيهِ؟ وَمَنْ ذُو (١) الْقُرْبى؟ ».

قَالَ : قَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ الْفُقَهَاءُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَرَابَةُ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَهْلُ بَيْتِهِ (٢) ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْخَلِيفَةُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَرَابَةُ الَّذِينَ قَاتَلُوا عَلَيْهِ مِنَ (٣) الْمُسْلِمِينَ.

قَالَ : « فَأَيَّ ذلِكَ تَقُولُ أَنْتَ؟ ».

قَالَ : لَا أَدْرِي.

قَالَ : « فَأَرَاكَ (٤) لَاتَدْرِي ، فَدَعْ ذَا ».

ثُمَّ قَالَ : « أَرَأَيْتَ الْأَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ (٥) تَقْسِمُهَا بَيْنَ جَمِيعِ مَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « فَقَدْ (٦) خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي سِيرَتِهِ ، بَيْنِي وَبَيْنَكَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَشِيخَتُهُمْ ، فَاسْأَلْهُمْ (٧) فَإِنَّهُمْ لَايَخْتَلِفُونَ وَلَا يَتَنَازَعُونَ فِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٨) إِنَّمَا صَالَحَ الْأَعْرَابَ عَلى أَنْ يَدَعَهُمْ فِي دِيَارِهِمْ ، وَلَا يُهَاجِرُوا عَلى إِنْ دَهِمَهُ (٩) مِنْ (١٠) عَدُوِّهِ (١١) دَهْمٌ أَنْ يَسْتَنْفِرَهُمْ (١٢) ، فَيُقَاتِلَ بِهِمْ ، وَلَيْسَ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ نَصِيبٌ ، وَأَنْتَ تَقُولُ : بَيْنَ جَمِيعِهِمْ ؛ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي كُلِّ مَا قُلْتَ فِي سِيرَتِهِ فِي الْمُشْرِكِينَ ، وَمَعَ‌

__________________

(١) في « بح ، بس ، جت » : « ذوي ».

(٢) في « بف » : ـ « وأهل بيته ».

(٣) في « بس » : ـ « من ».

(٤) في التهذيب ، ج ٦ : « فادر أنّك » بدل « فأراك ».

(٥) في « ى ، بس » والوافي والتهذيب : « الأخماس ».

(٦) في « جن » : « قد ».

(٧) في « بح ، بف » وحاشية « بث ، جت » والوافي والتهذيب ، ج ٦ : « فسلهم ». وفي « بث » : « نسألهم ». وفي « بس » : « تسألهم ».

(٨) في « ى ، بس ، جت » : + « إنّه ».

(٩) الدَّهم : العدد الكثير ، والجماعة الكثيرة. والدَهماء : جماعة من الناس. يقال : دَهَمونا ، أي جاؤنا بمرّة جماعة. ودَهَمَه : غشيه. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢١٠ ( دهم ).

(١٠) في « ى » : ـ « من ».

(١١) في « بس » : « عدوّ ».

(١٢) في « بس » وحاشية « بح ، جت » : « أن يستفزّهم ».

٤٠٥

هذَا (١) مَا تَقُولُ فِي الصَّدَقَةِ؟ ».

فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْآيَةَ : ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها ) (٢) إِلى آخِرِ الْآيَةِ (٣)

قَالَ : « نَعَمْ ، فَكَيْفَ تَقْسِمُهَا؟ ».

قَالَ : أَقْسِمُهَا عَلى ثَمَانِيَةِ أَجْزَاءٍ ، فَأُعْطِي كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الثَّمَانِيَةِ جُزْءاً.

قَالَ : « وَإِنْ كَانَ صِنْفٌ مِنْهُمْ عَشَرَةَ آلَافٍ ، وَصِنْفٌ مِنْهُمْ (٤) رَجُلاً وَاحِداً أَوْ رَجُلَيْنِ (٥) أَوْ ثَلَاثَةً ، جَعَلْتَ لِهذَا الْوَاحِدِ مِثْلَ (٦) مَا جَعَلْتَ لِلْعَشَرَةِ آلَافٍ؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « وَتَجْمَعُ صَدَقَاتِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَأَهْلِ الْبَوَادِي ، فَتَجْعَلُهُمْ (٧) فِيهَا سَوَاءً؟ ».

قَالَ : نَعَمْ.

قَالَ : « فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي كُلِّ مَا قُلْتَ فِي سِيرَتِهِ ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَقْسِمُ صَدَقَةَ أَهْلِ (٨) الْبَوَادِي فِي أَهْلِ الْبَوَادِي ، وَصَدَقَةَ أَهْلِ الْحَضَرِ فِي أَهْلِ الْحَضَرِ ، وَلَا‌

__________________

(١) في حاشية « جت » والتهذيب ، ج ٦ : « دع هذا » بدل « ومع هذا ».

(٢) في « بث » : +( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ).

(٣) التوبة (٩) : ٦٠. وتتمّة الآية هكذا : ( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). قال ابن إدريس رحمه‌الله في السرائر ، ج ١ ، ص ٤٥٦ : « فأمّا الفقير فهو الذي لا شي‌ء معه ، وأمّا المسكين فهو الذي له بلغة من العيش لا يكفيه طول سنته. وقال بعض أصحابنا عكس ذلك ». وقال : « وأمّا العاملون عليها فهم الذين يسعون في جباية الصدقات ، وأمّا المؤلّفة قلوبهم فهم الذين يتألّفون يستمالون إلى الجهاد ـ إلى أن قال : ـ وفي الرقاب وهم العبيد عندنا والمكاتبون بغير خلاف ، ويعتبر فيهم الإيمان والعدالة. والغارمون ، وهم الذين ركبتهم الديون في غير معصية ولا فساد. وفي سبيل الله ، وهو كلّ ما يصرف في الطريق التي يتوصّل بها إلى رضا الله وثوابه ، ويدخل في ذلك الجهاد وغيره من جميع أبواب البرّ للقرب إلى الله تعالى ». ثمّ قال : « وابن السبيل ، وهو المنقطع به ـ إلى قوله : ـ ويكون محتاجاً في الحال ، وإن كان له يسار في بلده وموطنه ». وراجع أيضاً : المبسوط ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ؛ شرائع الإسلام ، ج ١ ، ص ١٢٣ ؛ زبدة البيان ، ص ١٨٧.

(٤) في « بث ، بح ، بف ، جت » والتهذيب : ـ « منهم ».

(٥) في « جت » : « اثنين ».

(٦) في « بس ، جت ، جد ، جن » : ـ « مثل ».

(٧) في الوافي : « وتجعلهم ».

(٨) في « بث ، بف » : ـ « أهل ».

٤٠٦

يَقْسِمُهُ (١) بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ ، وَإِنَّمَا (٢) يَقْسِمُهُ (٣) عَلى قَدْرِ مَا (٤) يَحْضُرُهُ مِنْهُمْ ، وَمَا يَرى ، وَلَيْسَ (٥) عَلَيْهِ (٦) فِي ذلِكَ شَيْ‌ءٌ مُوَقَّتٌ مُوَظَّفٌ ، وَإِنَّمَا يَصْنَعُ ذلِكَ بِمَا يَرى عَلى قَدْرِ مَنْ يَحْضُرُهُ مِنْهُمْ ، فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ مِمَّا قُلْتُ شَيْ‌ءٌ ، فَالْقَ فُقَهَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ؛ فَإِنَّهُمْ لَايَخْتَلِفُونَ فِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَذَا كَانَ (٧) يَصْنَعُ ».

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ ، فَقَالَ لَهُ (٨) : « اتَّقِ اللهَ ، وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ (٩) فَاتَّقُوا اللهَ ؛ فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي ـ وَكَانَ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَأَعْلَمَهُمْ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قَالَ : مَنْ ضَرَبَ النَّاسَ بِسَيْفِهِ ، وَدَعَاهُمْ إِلى نَفْسِهِ وَفِي الْمُسْلِمِينَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ ، فَهُوَ ضَالٌّ مُتَكَلِّفٌ (١٠) ». (١١)

٨٢٢٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سُوَيْدٍ‌

__________________

(١) في « ى ، بف ، جت » وحاشية « بث » : « يقسم ». وفي الكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والمقنعة : « يقسمها ».

(٢) في الكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والتهذيب ، ج ٦ : « إنّما » بدون الواو.

(٣) في « بف » : « يقسم ». وفي الكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه : « يقسمها ».

(٤) في « بح » والفقيه والمقنعة : « من ».

(٥) في « بث » والكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والتهذيب ، ج ٦ والمقنعة : « ليس » بدون الواو.

(٦) في الكافي ، ح ٥٩٤٣ والفقيه والمقنعة : ـ « عليه ».

(٧) في « بح » : ـ « كان ».

(٨) في الوسائل : « فقال : يا عمرو ».

(٩) « الرَّهْطُ » : عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة. وبعض يقول : من سبعة إلى عشرة ، وما دون السبعة إلى الثلاثة نَفَر. وقيل : الرَّهط : ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة. لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٠٥ ( رهط ).

(١٠) المتكلّف : العِرّيض لما لا يعنيه. وتكلّفت الشي‌ء : تجشّمته. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٤ ( كلف ).

(١١) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب الزكاة تبعث من بلد إلى بلد ... ، ح ٥٩٤٣. وفي التهذيب ، ج ٤ ، ص ١٠٣ ، ح ٢٩٢ ، معلّقاً عن الكليني ، وفيهما من قوله : « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقسم صدقة أهل البوادي » إلى قوله : « وليس عليه في ذلك شي‌ء موقّت ». التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٨ ، ح ٢٦١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٨٥ ، ح ٤٠ ، عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما‌السلام ، من قوله : « من ضرب الناس بسيفه ». المقنعة ، ص ٢٦٠ ، مرسلاً عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ١٦١٩ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، من قوله : « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقسّم صدقة أهل البوادي » إلى قوله : « وليس عليه في ذلك شي‌ء موقّت » الوافي ، ج ١٥ ، ص ٨٤ ، ح ١٤٧٣١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤١ ، ح ١٩٩٥٠.

٤٠٧

الْقَلاَّءِ (١) ، عَنْ بَشِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي قُلْتُ لَكَ : إِنَّ الْقِتَالَ مَعَ غَيْرِ الْإِمَامِ الْمُفْتَرَضِ (٢) طَاعَتُهُ (٣) حَرَامٌ مِثْلُ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، فَقُلْتَ لِي : نَعَمْ هُوَ كَذلِكَ؟

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هُوَ كَذلِكَ ، هُوَ كَذلِكَ (٤) ». (٥)

٨ ـ بَابُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام فِي السَّرَايَا‌

٨٢٢٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ : أَظُنُّهُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ سَرِيَّةً (٦) دَعَاهُمْ ، فَأَجْلَسَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : سِيرُوا بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ ، لَاتَغُلُّوا (٧) ، وَلَا تُمَثِّلُوا (٨) ، وَلَاتَغْدِرُوا (٩) ، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً (١٠) ، وَلَا صَبِيّاً ،

__________________

(١) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد » والوسائل والبحار والتهذيب. وفي المطبوع : « القلانسي ».

والصواب ما أثبتناه كما تقدّم ، ذيل ح ٨٢٢٦.

(٢) في الوافي والكافي ، ح ٨٢٢٦ والتهذيب : « المفروض ».

(٣) في البحار : « الطاعة ».

(٤) في « بس » : + « والله المستعان ». وفي البحار : ـ « هو كذلك ».

والظاهر اتّحاد هذا الحديث مع ما تقدّم في الباب السابق ، تحت الرقم ٨٢٢٦.

(٥) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٤ ، ح ٢٢٦ ، معلّقاً عن الكليني. الكافي ، كتاب الجهاد ، باب الجهاد الواجب مع من يكون ، ح ٨٢٢٦ ، عن محمّد بن الحسن الطاطري ، عمّن ذكره ، عن عليّ بن النعمان الوافي ، ج ١٥ ، ص ٧٨ ، ح ١٤٧٢٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤٥ ، ح ١٩٩٥٤ ؛ البحار ، ج ٦١ ، ص ٢٣٩ ، ح ٤.

(٦) السَريّة : قطعة من الجيش. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٥ ( سري ).

(٧) في « بح » والبحار : « ولا تغلّوا ». والغلول : الخيانة ؛ يقال : غلّ في المغنم غلولاً : خان. وفي الوافي : « وأكثر مايستعمل في الخيانة في الغنيمة ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٤ ( غلل ).

(٨) التمثيل : قطع الأعضاء والجوارح كالأنف والاذُن والمذاكير وغيرها. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٤ ( مثل ).

(٩) الغَدْر : ترك الوفاء. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٦ ( غدر ).

(١٠) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٣ : « قال الأصحاب : إلاّ أن يكون ذا رأي ».

٤٠٨

وَلَا امْرَأَةً ، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَراً إِلاَّ أَنْ تُضْطَرُّوا إِلَيْهَا (١) ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَدْنَى الْمُسْلِمِينَ أَوْ أَفْضَلِهِمْ (٢) نَظَرَ (٣) إِلى رَجُلٍ (٤) مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَهُوَ جَارٌ (٥) حَتّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ، فَإِنْ تَبِعَكُمْ فَأَخُوكُمْ فِي الدِّينِ (٦) ، وَإِنْ (٧) أَبى فَأَبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ ، وَاسْتَعِينُوا بِاللهِ عَلَيْهِ (٨) ». (٩)

٨٢٣٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : نَهى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنْ يُلْقَى (١٠) السَّمُّ فِي بِلَادِ الْمُشْرِكِينَ ». (١١)

٨٢٣١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَا بَيَّتَ (١٢) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَدُوّاً قَطُّ (١٣) ». (١٤)

__________________

(١) في المرآة : « يمكن أن يكون الاستثناء من الجميع ، ومن الأخير فقط بإرجاع الضمير إلى الشجرة ، أي قطعها ».

(٢) في التهذيب : « وأفضلهم ».

(٣) في الوافي : « يعني نظر إشفاق ومرحمة ». وفي المرآة : « نظر ، لعلّه كناية عن فعل أو قول يدلّ على الأمان ».

(٤) في الوسائل : « أحد ».

(٥) الجار : الذي أجرتَه ، من الجِوار ـ بالكسر ـ وهو أن تعطي الرجل ذمّة ، فيكون بها جارك فتجيره ، أي تنقذه وتعيذه. لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٥٥ ( جور ).

(٦) في التهذيب : « دينكم ».

(٧) في « ى » : « فإن ».

(٨) في الوسائل : ـ « عليه ». وفي الوافي : « واستعينوا بالله عليه : واطلبوا من الله الإعانة على إيمانه أو قتله ».

(٩) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٨ ، ح ٢٣١ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٢ ، ح ١٤٧٣٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ح ١٩٩٨٥ ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٧ ، ح ٢١.

(١٠) في « بث » : « أن تلقى ».

(١١) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢٤٤ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الجعفريّات ، ص ٨٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٧ ، ح ١٤٧٤٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٢ ، ح ١٩٩٨٩ ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٧ ، ح ٢٣.

(١٢) في المرآة : « المشهور كراهة التبييت ليلاً ».

(١٣) في الوسائل والتهذيب : + « ليلاً ».

(١٤) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٤ ، ح ٣٤٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج ١٥ ،

٤٠٩

٨٢٣٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلَى الْيَمَنِ ، وَقَالَ (١) لِي (٢) : يَا عَلِيُّ ، لَاتُقَاتِلَنَّ أَحَداً حَتّى تَدْعُوَهُ (٣) ، وَايْمُ اللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ عَلى يَدَيْكَ (٤) رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ ، وَلَكَ وَلَاؤُهُ (٥) يَا عَلِيُّ ». (٦)

٨٢٣٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ لَايُقَاتِلُ حَتّى تَزُولَ الشَّمْسُ ، وَيَقُولُ : تُفَتَّحُ (٧) أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُقْبِلُ (٨) الرَّحْمَةُ (٩) ، وَيَنْزِلُ النَّصْرُ ، وَيَقُولُ : هُوَ أَقْرَبُ إِلَى اللَّيْلِ ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقِلَّ الْقَتْلُ ، وَيَرْجِعَ الطَّالِبُ ، وَيُفْلِتَ (١٠)

__________________

ص ٩٧ ، ح ١٤٧٤٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٣ ، ح ١٩٩٩١ ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٤.

(١) في الوسائل والتهذيب : « فقال ».

(٢) في الوسائل والكافي ، ح ٨٢٥٩ والتهذيب : ـ « لي ».

(٣) في الوسائل والكافي ، ح ٨٢٥٩ والجعفريّات : + « إلى الإسلام ».

(٤) في « جن » : « يدك ».

(٥) في الوافي : « والولاء : أن يرثه ». وفي المرآة : « أي أنت ترثه بولاء الإمامة ».

(٦) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤١ ، ح ٢٤٠ ، بسنده عن النوفلي. الكافي ، كتاب الجهاد ، باب الدعاء إلى الإسلام قبل القتال ، ح ٨٢٥٩ ، بسند آخر. الجعفريّات ، ص ٧٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. مصباح الشريعة ، ص ١٩٨ ، الباب ٩٥ ، مرسلاً ، من قوله : « لأن يهدي الله » إلى قوله : « وغربت » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٢ ، ح ١٤٧٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٤٢ ، ح ١٩٩٥١ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٦١ ، ح ٣.

(٧)

(٨) في « بث » والوافي : « ويقبل ».

(٩) في العلل : « التوبة ».

(١٠) أي يتخلّص. التفلّت والإفلات والانفلات : التخلّص من الشي‌ء فجأة من غير تمكّث. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ( فلت ).

٤١٠

الْمُنْهَزِمُ (١) ». (٢)

٨٢٣٤ / ٦. عَلِيٌّ (٣) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ مَدِينَةٍ مِنْ مَدَائِنِ أَهْلِ الْحَرْبِ : هَلْ يَجُوزُ أَنْ يُرْسَلَ عَلَيْهِمُ (٤) الْمَاءُ ، وَتُحْرَقَ (٥) بِالنَّارِ ، أَوْ تُرْمى بِالْمَجَانِيقِ (٦) حَتّى يُقْتَلُوا وَفِيهِمُ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْأُسَارى مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالتُّجَّارُ؟

فَقَالَ : « يُفْعَلُ ذلِكَ بِهِمْ (٧) ، وَلَا يُمْسَكُ عَنْهُمْ لِهؤُلَاءِ (٨) ، وَلَا دِيَةَ (٩) عَلَيْهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَلَا كَفَّارَةَ ».

وَسَأَلْتُهُ عَنِ النِّسَاءِ : كَيْفَ سَقَطَتِ الْجِزْيَةُ عَنْهُنَّ وَرُفِعَتْ عَنْهُنَّ؟

فَقَالَ : « لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نَهى عَنْ قِتَالِ (١٠) النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ فِي دَارِ الْحَرْبِ إِلاَّ أَنْ يُقَاتِلُوا (١١) ، فَإِنْ (١٢) قَاتَلَتْ أَيْضاً ، فَأَمْسِكْ عَنْهَا مَا أَمْكَنَكَ ، وَلَمْ تَخَفْ (١٣) خَلَلاً (١٤) ،

__________________

(١) في الوافي : « المهزوم ». و « المُنهزم » : المنكسر ، من الهزيمة في القتال ، وهو الكَسْر والفَلّ والثَلْم ، وهو المدبر الفارّ أيضاً. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦١٠ ( هزم ). وفي المرآة : « المشهور كراهة القتال قبل الزوال إلاّمع الضرورة ».

(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٣ ، ح ٣٤١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٦٠٣ ، ح ٧٠ ، بسندهما عن ابن أبي عمير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٥ ، ح ١٤٧٤٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٣ ، ح ١٩٩٩٢ ؛ البحار ، ج ٣٣ ، ص ٤٥٣ ، ح ٦٦٧.

(٣) في « بس ، جن » : + « بن إبراهيم ». (٤) في « بف » والوافي : « عليها ».

(٥) في « بح » والوافي والبحار : « أو تحرق ». وفي « ى » : « ويحرّق ».

(٦) « المَجانيق » جمع المنجنيق ـ بفتح الميم وكسرها ـ والمَنجَنوق : القَذّاف التي تُرمى بها الحجارة ، دَخيل أعجميّ معرّب. لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٨ ( مجنق ).

(٧) في المرآة : « حمل على ما إذا لم يمكن الفتح إلاّبها ».

(٨) في « ى ، جد » : « كهؤلاء ». وفي « بح » : « هؤلاء ». (٩) في « بس » : « ولا ذمّة ».

(١٠) في « ى » والوافي والوسائل والفقيه والتهذيب والمحاسن والعلل : « قتل ».

(١١) في الوافي والوسائل والتهذيب : « أن يقاتلن ».

(١٢) في الوافي : « وإن ».

(١٣) في « بح » : « ولا تخف ». وفي « بس » : « ولم يخف ».

(١٤) في « ى ، بح ، بس ، بف ، جت ، جن » والمرآة والبحار : « حالاً ». وقال في المرآة : « أي حدوث حال سيّئة.

٤١١

فَلَمَّا (١) نَهى عَنْ قَتْلِهِنَّ فِي دَارِ الْحَرْبِ ، كَانَ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ أَوْلى ، وَلَوِ امْتَنَعَتْ أَنْ تُؤَدِّيَ (٢) الْجِزْيَةَ ، لَمْ يُمْكِنْ (٣) قَتْلُهَا ، فَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْ قَتْلُهَا ، رُفِعَتِ الْجِزْيَةُ عَنْهَا ، وَلَوِ امْتَنَعَ الرِّجَالُ (٤) أَنْ يُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ ، كَانُوا نَاقِضِينَ لِلْعَهْدِ ، وَحَلَّتْ دِمَاؤُهُمْ وَقَتْلُهُمْ ؛ لِأَنَّ قَتْلَ الرِّجَالِ مُبَاحٌ فِي دَارِ الشِّرْكِ (٥) ، وَكَذلِكَ الْمُقْعَدُ مِنْ أَهْلِ (٦) الذِّمَّةِ وَالْأَعْمى (٧) وَالشَّيْخُ الْفَانِي (٨) وَالْمَرْأَةُ وَالْوِلْدَانُ فِي أَرْضِ الْحَرْبِ (٩) ، فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ رُفِعَتْ عَنْهُمُ الْجِزْيَةُ ». (١٠)

٨٢٣٥ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ (١١) : « أَنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ إِذَا بَعَثَ بِسَرِيَّةٍ (١٢) ، دَعَا لَهَا (١٣) ». (١٤)

__________________

وفي التهذيب وغيره : خللاً ، وهو الصواب ».

(١) في « بث » : ـ « ولم تخف خللاً فلمّا ».

(٢) في « جت » بالتاء والياء معاً.

(٣) في الوافي : « لم يمكنك ».

(٤) في الوافي : + « وأبوا ».

(٥) في الفقيه : + « والذمّة ».

(٦) في الفقيه والعلل : + « الشرك و».

(٧) في الوافي والتهذيب : ـ « والأعمى ».

(٨) في المحاسن : + « ليس عليهم جزية ؛ لأنّه لايمكن قتلهم ؛ لما نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قتل المقعد والأعمى‌والشيخ الفاني ».

(٩) في « ى » : « الجرب ».

(١٠) المحاسن ، ص ٣٢٧ ، كتاب العلل ، ح ٨١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد ، عن أبي أيّوب وحفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٧٧ ، بسنده عن سليمان بن أبي أيّوب ، عن حفص ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٢ ، ح ١٦٧٥ ، معلّقاً عن حفص بن غياث. علل الشرائع ، ص ٣٧٦ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر من قوله : « وسألته عن النساء » الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٥٤ ، ح ٩٦٩١ ؛ وج ١٥ ، ص ٩٨ ، ح ١٤٧٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٤ ، ح ١٩٩٩٣ ، من قوله : « وسألته عن النساء » ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٥ ، إلى قوله : « فأمسك عنها ما أمكنك ولم تخف خللاً ».

(١١) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : ـ « قال ».

(١٢) في الوسائل : « سريّة ».

(١٣) في « ى » : + « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه ، قال : إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا بعث بسريّة دعا لها ».

(١٤) الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٥ ، ح ١٤٧٤١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ح ١٩٩٨٤ ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٦.

٤١٢

٨٢٣٦ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ إِذَا بَعَثَ (١) أَمِيراً لَهُ (٢) عَلى سَرِيَّةٍ ، أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ ، ثُمَّ فِي أَصْحَابِهِ عَامَّةً ، ثُمَّ يَقُولُ (٣) : اغْزُوا (٤) بِسْمِ اللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، قَاتِلُوا (٥) مَنْ كَفَرَ بِاللهِ ، وَلَا تَغْدِرُوا ، وَلَا تَغُلُّوا ، وَلَا تُمَثِّلُوا (٦) ، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيداً (٧) ، وَلَا مُتَبَتِّلاً (٨) فِي شَاهِقٍ (٩) ، وَلَا تُحْرِقُوا النَّخْلَ ، وَلَا تُغْرِقُوهُ بِالْمَاءِ ، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَرَةً مُثْمِرَةً ، وَلَا تُحْرِقُوا زَرْعاً ؛ لِأَنَّكُمْ لَاتَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ، وَلَا تَعْقِرُوا (١٠) مِنَ الْبَهَائِمِ مِمَّا (١١) يُؤْكَلُ لَحْمُهُ إِلاَّ مَا لَابُدَّ لَكُمْ مِنْ أَكْلِهِ ، وَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوّاً لِلْمُسْلِمِينَ (١٢) ، فَادْعُوهُمْ إِلى إِحْدى ثَلَاثٍ (١٣) ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكُمْ إِلَيْهَا ، فَاقْبَلُوا (١٤) مِنْهُمْ ، وَكُفُّوا (١٥) عَنْهُمْ : ادْعُوهُمْ (١٦) إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ دَخَلُوا فِيهِ ، فَاقْبَلُوهُ (١٧) مِنْهُمْ (١٨) ، وَكُفُّوا‌

__________________

(١) في التهذيب : « إذا أراد أن يبعث » بدل « إذا بعث ».

(٢) في التهذيب : ـ « له ».

(٣) في « بث ، بف » والوافي : « قال له ». وفي « جت » : + « له ».

(٤) هكذا في « ى ، بح ، بف » والوافي والبحار والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « اغز ».

(٥) في « ى ، بس » : « وقاتلوا ».

(٦) هكذا في « ى ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد » والوسائل والتهذيب. وفي سائر النسخ التي قوبلت والمطبوع : « وتمثّلوا ».

(٧) الوَليد : الصبيّ ، والعبد. والجمع : وِلدان ووَلَدَة. والوَليد : الصبيّة ، والأمة. والجمع : الوَلائد. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥٤ ( ولد ).

(٨) التبتّل : الانقطاع عن الدنيا إلى الله. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٣٠ ( بتل ).

(٩) الشاهق : الجبل المرتفع ، وكلّ ما رفع من بناء أو غيره. لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٩٢ ( شهق ).

(١٠) العَقْر : ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف ، وهو قائم. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٧١ ( عقر ).

(١١) في التهذيب : « ما ».

(١٢) في التهذيب : « من المشركين » بدل « للمسلمين ».

(١٣) في المرآة : « لعلّ فيه تجوّزاً ؛ فإنّ قبول الهجرة فقط بدون الإسلام والجزية لا ينفع ».

(١٤) في « بث ، بف » والتهذيب : « فاقبل ».

(١٥) في « بث ، بف » والتهذيب : « وكفّ ».

(١٦) في « ى ، بح ، جت ، جد ، جن » والبحار : « وادعوهم ».

(١٧) في « بث ، بف » : « فاقبله ».

(١٨) في التهذيب : ـ « فإن دخلوا فيه فاقبلوه منهم ».

٤١٣

عَنْهُمْ (١) ؛ وَادْعُوهُمْ إِلَى الْهِجْرَةِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ ، فَإِنْ فَعَلُوا ، فَاقْبَلُوا مِنْهُمْ ، وَكُفُّوا عَنْهُمْ (٢) ، وَإِنْ أَبَوْا أَنْ يُهَاجِرُوا وَاخْتَارُوا دِيَارَهُمْ ، وَأَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِي دَارِ الْهِجْرَةِ ، كَانُوا بِمَنْزِلَةِ أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ (٣) يَجْرِي عَلَيْهِمْ مَا يَجْرِي عَلى أَعْرَابِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَا يَجْرِي (٤) لَهُمْ فِي الْفَيْ‌ءِ وَلَا فِي الْقِسْمَةِ (٥) شَيْ‌ءٌ (٦) إِلاَّ أَنْ يُهَاجِرُوا (٧) فِي سَبِيلِ اللهِ ؛ فَإِنْ أَبَوْا هَاتَيْنِ (٨) فَادْعُوهُمْ إِلى إِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ، فَإِنْ أَعْطَوُا الْجِزْيَةَ (٩) ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ ، وَكُفَّ عَنْهُمْ ، وَإِنْ أَبَوْا ، فَاسْتَعِنِ اللهَ (١٠) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِمْ ، وَجَاهِدْهُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ؛ وَإِذَا (١١) ‌حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ (١٢) ، فَأَرَادُوكَ (١٣) عَلى (١٤) أَنْ يَنْزِلُوا عَلى حُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَا تَنْزِلْ لَهُمْ (١٥) ، وَلكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلى (١٦) حُكْمِكُمْ (١٧) ، ثُمَّ اقْضِ فِيهِمْ بَعْدُ مَا (١٨) شِئْتُمْ ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَرَكْتُمُوهُمْ (١٩) عَلى حُكْمِ اللهِ (٢٠) ، لَمْ تَدْرُوا تُصِيبُوا (٢١) حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ ، أَمْ لَا ؛

__________________

(١) في « بث ، بف » والتهذيب : « وكفّ ».

(٢) في « بث ، بف » والتهذيب : « فاقبل منهم وكفّ عنهم ».

(٣) في « بس » : « المسلمين ».

(٤) في التهذيب : « ولا تجري ».

(٥) في الوافي والتهذيب : « من القسمة » بدل « ولا في القسمة ».

(٦) في « بث ، بح ، بف » والتهذيب : « شيئاً ».

(٧) في « جن » والتهذيب : « أن يجاهدوا ».

(٨) في الوافي : « يعني إن لم يسلموا ».

(٩) في « بث » : ـ « الجزية ».

(١٠) في « بف ، جت » وحاشية « بث » والوافي والوسائل والتهذيب : « بالله ».

(١١) في « جت » : « وإن ». وفي الوافي والتهذيب : « فإذا ».

(١٢) في « ى ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والبحار : « الحصن ».

(١٣) في « بس » : « فأرادوا ».

(١٤) في التهذيب : ـ « على ».

(١٥) في « بف » والوافي والتهذيب : « فلا تنزلهم ». وفي الوسائل والبحار : « بهم ».

(١٦) في « جن » : « أنزلوا على » بدل « أنزلهم على ».

(١٧) في « بث » وحاشية « جت » : « حكمهم ». وفي « بف » : « حكمك ». وفي الوافي والتهذيب : « حكمي ».

(١٨) في الوافي والتهذيب : « بما ».

(١٩) في الوافي والوسائل : « أنزلتموهم ».

(٢٠) في التهذيب : « إن أنزلتموه » بدل « إن تركتموهم على حكم الله ».

(٢١) في الوافي : « أتصيبون ». وفي التهذيب : « هل تصيبون ».

٤١٤

وَإِذَا (١) حَاصَرْتُمْ (٢) أَهْلَ حِصْنٍ ، فَإِنْ آذَنُوكَ (٣) عَلى (٤) أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلى ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ ، فَلَا تُنْزِلْهُمْ ، وَلكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلى ذِمَمِكُمْ وَذِمَمِ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تُخْفِرُوا (٥) ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ آبَائِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ ، كَانَ أَيْسَرَ عَلَيْكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ (٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». (٧)

٨٢٣٧ / ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ وَجَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، كِلَاهُمَا (٨) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً دَعَا بِأَمِيرِهَا (٩) ، فَأَجْلَسَهُ إِلى جَنْبِهِ ، وَأَجْلَسَ أَصْحَابَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ (١٠) : سِيرُوا بِسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لَاتَغْدِرُوا ، وَلَا تَغُلُّوا ، وَلَا تُمَثِّلُوا ، وَلَا تَقْطَعُوا شَجَرَةً (١١) إِلاَّ أَنْ تُضْطَرُّوا (١٢) إِلَيْهَا ، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً (١٣) ، وَلَا صَبِيّاً ، وَلَا امْرَأَةً ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَدْنَى الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِمْ (١٤) نَظَرَ إِلى أَحَدٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَهُوَ جَارٌ حَتّى‌

__________________

(١) في الوافي والتهذيب : « فإذا ».

(٢) في البحار : « حاصرت ».

(٣) في الوافي : « فإن أرادوك ». وفي التهذيب : « فأرادوك » بدل « فإن آذنوك ».

(٤) في « جت ، جن » والوافي : ـ « على ».

(٥) الإخفار : نقض العهد. وإخفار الذمّة : عدم الوفاء بها. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ ( خفر ).

(٦) في « جد » والبحار : « رسول الله ».

(٧) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٨ ، ح ٢٣٢ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٣ ، ح ١٤٧٣٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٩ ، ح ١٩٩٨٦ ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٧.

(٨) في « بح ، بس » وحاشية « بث » : « كليهما ».

(٩) في « بث » : « أميرها ». وفي المحاسن : « بعث أميرها » بدل « دعا بأميرها ».

(١٠) في « بف » : + « لهم ».

(١١) في المحاسن : « شجراً ».

(١٢) في « جت » بالتاء والياء معاً.

(١٣) في التهذيب : ـ « فانياً ».

(١٤) في « جت » : « أو أفضلهم ». وفي المحاسن : « أو أقصاهم ».

٤١٥

يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ، فَإِذَا سَمِعَ كَلَامَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ (١) ـ فَإِنْ تَبِعَكُمْ فَأَخُوكُمْ فِي دِينِكُمْ ، وَإِنْ أَبى فَاسْتَعِينُوا بِاللهِ (٢) عَلَيْهِ (٣) ، وَأَبْلِغُوهُ (٤) مَأْمَنَهُ ». (٥)

٨٢٣٨ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلٍ (٦) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام مِثْلَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : « وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَظَرَ إِلى رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٧) فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ وَأَدْنَاهُ (٨) ، فَهُوَ جَارٌ (٩) ». (١٠)

٩ ـ بَابُ إِعْطَاءِ الْأَمَانِ‌

٨٢٣٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ (١١) : مَا مَعْنى قَوْلِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يَسْعى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ » (١٢)؟

__________________

(١) في « بس » : ـ « عزّ وجلّ ». وفي « بف » والوافي والتهذيب : ـ « فإذا سمع كلام الله عزّ وجلّ ».

(٢) في « بس » : « الله ».

(٣) في « بث » والوافي : ـ « عليه ».

(٤) في المحاسن : + « إلى ».

(٥) المحاسن ، ص ٣٥٥ ، كتاب السفر ، ح ٥١. وفي التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٣٩ ، ح ٢٣٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٤ ، ح ١٤٧٣٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ح ١٩٩٨٥ ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٧٧ ، ح ٢٢ ، إلى قوله : « ثمّ قال : سيروا بسم الله ».

(٦) في المحاسن : ـ « عن جميل ». ولم يثبت رواية ابن أبي عمير هذا عن أبي عبدالله عليه‌السلام مباشرة.

(٧) في المحاسن : ـ « من المشركين ».

(٨) في « ى ، بث ، بح ، بس ، جت ، جن » والوافي : « فأدناه ».

(٩) في « بث ، بح ، جت » والوافي : « جاره ». وتقدّم معنى الجار في الحديث الأوّل من نفس الباب.

(١٠) المحاسن ، ص ٣٥٥ ، كتاب السفر ، ذيل ح ٥١ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٤ ، ح ١٤٧٤٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٥٨ ، ذيل ح ١٩٩٨٥.

(١١) في التهذيب : ـ « له ».

(١٢) في الوافي : « تمام الحديث هكذا : المؤمنون إخوة ، تتكافى دماؤهم وهم يد على من سواهم ، يسعى بذمّتهم أدناهم ؛ يعني أنّهم مجتمعون على أعدائهم لايسعهم التخاذل ، بل يعاون بعضهم بعضاً على جميع الأديان والملل ، كأنّه جعل أيديهم يداً واحدة وفعلهم فعلاً واحداً. ولهذا الحديث صدر قد مضى مع تفسيره على

٤١٦

قَالَ : « لَوْ أَنَّ جَيْشاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَاصَرُوا قَوْماً مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَأَشْرَفَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَعْطُونِي الْأَمَانَ حَتّى أَلْقى صَاحِبَكُمْ وَأُنَاظِرَهُ (١) ، فَأَعْطَاهُ أَدْنَاهُمُ الْأَمَانَ (٢) ، وَجَبَ عَلى أَفْضَلِهِمُ الْوَفَاءُ بِهِ ». (٣)

٨٢٤٠ / ٢. عَلِيٌّ (٤) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام أَجَازَ أَمَانَ عَبْدٍ مَمْلُوكٍ لِأَهْلِ حِصْنٍ مِنَ الْحُصُونِ ، وَقَالَ : هُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٥) ». (٦)

٨٢٤١ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ (٧) ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ‌

__________________

وجهه في كتاب الحجّة ». وتقدّم في ضمن الحديث ١٠٥٩. وقال المحقّق الشعراني في هامش الوافي : « قوله : يسعى بذمّتهم أدناهم ، هذا باب عظيم ينفتح منه أبواب كثيرة في أحكام الكفّار زمن الغيبة ؛ إذ لاجهاد عندنا في هذا العصر ، وليس تقسيم الكافر إلى الحربي والذمّي حاضراً عصر الحضور ، فكيف بعصر الغيبة ، فاذاً جاز لآحاد المسلمين تأمين جماعة عظيمة من المشركين ، والأصل بقاء الأموال والأزواج على ما هي عليها ، فيجوز المعاملة معهم ، ولايجوز السرقة منهم وأخذ أموالهم مع الهدنة ».

(١) في « بث » : « اناظره » بدون الواو. وفي التهذيب : « فاناظره ».

(٢) في التهذيب : « الأمان أدناهم ».

(٣) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤ ، ح ٢٣٤ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠١ ، ح ١٤٧٥١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٦ ، ح ١٩٩٩٧.

(٤) في التهذيب : + « بن إبراهيم ».

(٥) في قرب الإسناد : « المسلمين ».

(٦) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٥ ، معلّقاً عن الكليني. قرب الإسناد ، ص ١٣٨ ، ح ٤٨٨ ، بسند آخر عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٢ ، ح ١٤٧٥٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٧ ، ح ١٩٩٩٨.

(٧) هكذا في « بث ، بس ، بف » والوافي والتهذيب. وفي « ى ، بح ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوسائل : « يحيى‌بن عمران ».

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فقد ذكر البرقي في رجاله ، ص ٥٤ يحيى بن أبي عمران الهمداني في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ومن نشأ في عصره.

وأمّا ما ورد في رجال الطوسي ، ص ٣٦٩ ، الرقم ٥٤٨٤ من يحيى بن عمران الهمداني [ يونسي ] ، فهو معارض لما ذكره الشيخ الصدوق في طريقه إلى يحيى بن أبي عمران ، حيث قال بعد ذكر طريقه إليه : « وكان تلميذ يونس بن عبد الرحمن » ، ومعارض أيضاً لما ورد في كثيرٍ من أسناد بصائر الدرجات ، من رواية إبراهيم بن

٤١٧

سُلَيْمَانَ (١) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَا مِنْ رَجُلٍ آمَنَ رَجُلاً عَلى ذِمَّةٍ (٢) ثُمَّ قَتَلَهُ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ لِوَاءَ الْغَدْرِ (٣) ». (٤)

٨٢٤٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (٥) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ (٦) :

__________________

هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس. وقد وردت في تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٠ ، و ٣٠٤ و ٣٢٤ ؛ وج ٢ ، ص ٧٩ رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس. راجع : الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٥٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٦ ـ ٢٧.

(١) في التهذيب : « أبي عبد الله بن سليمان » ، لكن لم يرد « أبي » في بعض نسخه ، وهو الصواب. وعبد الله بن سليمان هذا ، هو الصيرفيّ المذكور في رجال النجاشي ، ص ٢٢٥ ، الرقم ٥٩٢.

(٢) في « ى » : « ذمّته ». وفي الوافي والفقيه وثواب الأعمال : « دمه ».

(٣) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٧ : « قوله عليه‌السلام : يحمل لواء الغدر ، إمّا كناية عن اشتهاره بالغدر ، أو يحمل لواء يعرف بسببه بها ».

(٤) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٦ ، معلّقاً عن الكليني. ثواب الأعمال ، ص ٣٠٥ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن عمران. الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٦٩ ، ح ٤٩٤٣ ، معلّقاً عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سليمان الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٢ ، ح ١٤٧٥٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٧ ، ح ١٩٩٩٩.

(٥) في التهذيب : ـ « بن إبراهيم ».

(٦) هكذا في التهذيب. وفي « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جت ، جد ، جن » والمطبوع والوسائل : « محمّد بن الحكم ».

والظاهر أنّ محمّداً هذا ، هو محمّد بن حكيم الخثعمي الذي عدّة النجاشي في رجاله ، ص ٣٥٧ ، الرقم ٩٥٧ من رواة أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما‌السلام. وروى [ محمّد ] بن أبي عمير عن محمّد بن حكيم عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وكذا عن أبي الحسن [ موسى ] عليه‌السلام في بعض الأسناد. وأحد طريقي الشيخ الصدوق إلى محمّد بن حكيم ينتهي إلى محمّد بن أبي عمير. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٤٨ ـ ٣٤٩ ؛ الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٨٩.

والمظنون أنّ كتابة محمّد بن حكيم بالألف واللام ، محمّد بن الحكيم في بعض النسخ ـ كما في الفقيه ، ج ٣ ، ص ٩٢ ، ح ٣٣٨٩ ـ جعل العنوان في معرض التصحيف.

وأمّا احتمال صحّة محمّد بن الحكم ، لما ورد في الكافي ، ١٢٤١٤ من رواية ابن أبي عمير عن محمّد بن الحكم أخي هشام بن الحكم عن عمر بن يزيد ، فضعيف جدّاً ؛ لأنّ محمّد بن الحكم لم نجده إلاّفي السند المنتهي إلى هذا الخبر ، ولم يرد له ذكر في كتب الرجال ، ولم يثبت روايته عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليهما‌السلام. والظاهر أنّه رجل غير معروف كما يرشد إلى هذا تعريفه بأخي هشام بن الحكم.

٤١٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، أَوْ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام (١) ، قَالَ : « لَوْ أَنَّ قَوْماً حَاصَرُوا مَدِينَةً ، فَسَأَلُوهُمُ الْأَمَانَ ، فَقَالُوا : لَا ، فَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَالُوا : نَعَمْ ، فَنَزَلُوا إِلَيْهِمْ ، كَانُوا آمِنِينَ ». (٢)

٨٢٤٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ عليهما‌السلام ، قَالَ : « قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ (٤) عليه‌السلام أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَتَبَ كِتَاباً (٥) بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ : أَنَّ كُلَّ غَازِيَةٍ (٦) غَزَتْ بِمَا (٧) يُعَقِّبُ (٨) بَعْضُهَا بَعْضاً (٩) بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّهُ (١٠) لَايَجُوزُ حَرْبٌ (١١) إِلاَّ بِإِذْنِ أَهْلِهَا ،

__________________

(١) في الوسائل : ـ « أو عن أبي الحسن عليه‌السلام ».

(٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٧ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٥ ، ص ١٠٢ ، ح ١٤٧٥٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٨ ، ح ٢٠٠٠٠.

(٣) في الكافي ، ح ٣٧٥٧ : + « بن عيسى ».

(٤) في الوافي والكافي ، ح ٣٧٥٧ والتهذيب : « عليّ ».

(٥) في الكافي ، ح ٣٧٥٧ : ـ « كتاباً ».

(٦) الغازية : تأنيث الغازي ، وهي هاهنا صفة لجماعة غازية. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٦ ( غزا ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٥٨.

(٧) في الوافي : ـ « بما ». وفي التهذيب : « معنا ».

(٨) قال ابن الأثير : « ومنه الحديث : وأنّ كلّ غازية غزت يعقّب بعضها بعضاً ، أي يكون الغزو بينهم نوباً ، فإذا خرجت طائفة ، ثمّ عادت ، لم تكلّف أن تعود ثانية حتّى تعقبها اخرى غيرها ». النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦٧ ( عقب ).

وقال العلاّمة المجلسي رحمه‌الله في المرآة : « لعلّ قوله : بما ، زيد من النسّاخ ، وفي التهذيب : غزت معنا ، فقوله : يعقّب ، خبر ، وعلى ما في النسخ لعلّ قوله : بالمعروف ، بدل ، أو بيان لقوله : بما يعقّب » ، ثمّ نقل ما نقلناه عن النهاية وقال : « ولايخفى بعده عمّا في تلك النسخ ».

(٩) في الوسائل : « بعضها »

(١٠) في المرآة : « قوله : فإنّه ، خبر ، أي كلّ طائفة غازية بما يعزم أن يعقّب ويتبع بعضها بعضاً فيه ، وهو المعروف‌والقسط بين المسلمين ؛ فإنّه لا يجوز له حرب إلاّبإذن أهلها ، أي أهل الغازية ، أو فليعلم هذا الحكم ».

(١١) في « ى ، بث ، جد » والوافي والبحار والتهذيب : « لا يجاز حرمة » بدل « لا يجوز حرب ». وفي حاشية « جت » : « لا تجار حرمة ». وفي « بف » : « لا يجوز حربه ». وفي حاشية « بح » : « لا تحاز حرمة ». وفي الوسائل : « لا تجاز

٤١٩

وَ (١) إِنَّ الْجَارَ كَالنَّفْسِ غَيْرَ مُضَارٍّ (٢) وَلَا آثِمٍ ، وَحُرْمَةَ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ كَحُرْمَةِ أُمِّهِ وَأَبِيهِ ، لَا يُسَالِمُ (٣) مُؤْمِنٌ دُونَ مُؤْمِنٍ فِي قِتَالٍ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ عَلى عَدْلٍ وَسَوَاءٍ (٤) ». (٥)

١٠ ـ بَابٌ‌

٨٢٤٤ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى (٦) ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ أَبِي عليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّ لِلْحَرْبِ حُكْمَيْنِ : إِذَا كَانَتِ‌

__________________

حرمة ». وفي المرآة : « قوله : فإنّه لايجوز حرب ، في بعض النسخ : لاتجار حرمة ، كما في أكثر نسخ التهذيب ، أي لاينبغي أن تجار حرمة كافر إلاّبإذن أهل الغازية ، أي لايجير أحداً إلاّبمصلحة سائر الجيش. وفي بعضها : لاتحاز حزمة ، أي لاتجمع حزمة من الحطب ، مبالغة في رعاية المصلحة. ولعلّه تصحيف ، والله يعلم ».

(١) في الكافي ، ح ٣٧٥٧ : ـ « أنّ كلّ غازية » إلى هنا.

(٢) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : غير مضارّ ، إمّا حال من المجير على صيغة الفاعل ، أي يجب أن يكون المجير غير مضارّ ولا آثم في حقّ المجار ؛ أو حال من المجار ، فيحتمل بناء المفعول أيضاً ».

(٣) في « بح ، جت » : « ولا يسالم ». وفي النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٤ ( سلم ) : « السِّلم والسَلام لغتان في الصلح ، ومنه كتابه بين قريش والأنصار : وإنّ سِلْم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن ، أي لا يصالح واحد دون أصحابه ، وإنّما يقع الصلح بينهم وبين عدوّهم باجتماع مَلَئهم على ذلك ».

(٤) في البحار : « سواء » بدون الواو.

(٥) الكافي ، كتاب العشرة ، باب حقّ الجوار ، ح ٣٧٥٧ ، إلى قوله : « كحرمة امّه » ؛ وكتاب المعيشة ، باب الضرار ، ح ٩٣١٦. وفي التهذيب ، ج ٧ ، ص ١٤٦ ، ح ٦٥٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، وتمام الرواية في الأخيرين : « عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الجار كالنفس غير مضارّ ولا آثم ». التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٠ ، ح ٢٣٨ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ١٥ ، ص ٩٨ ، ح ١٤٧٥٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٦٨ ، ح ٢٠٠٠١ ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٦٧ ، ح ١٥.

(٦) الخبر رواه الشيخ الطوسي في التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤٣ ، ح ٢٤٥ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن‌محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد.

والظاهر أنّ الصواب عطف « عبد الله بن المغيرة » على « محمّد بن يحيى » ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٥٩٩٢ فلاحظ.

٤٢٠