الكافي - ج ٩

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٩

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-493-415-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٦٦

عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « حَدُّ الرَّوْضَةِ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلى طَرَفِ الظِّلَالِ (١) ، وَحَدُّ الْمَسْجِدِ إِلَى (٢) الْأُسْطُوَانَتَيْنِ عَنْ يَمِينِ الْمِنْبَرِ إِلَى الطَّرِيقِ (٣) مِمَّا يَلِي سُوقَ اللَّيْلِ ». (٤)

٨١١٤ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٥) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ (٦) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : كَمْ كَانَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟

قَالَ : « كَانَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَسِتَّمِائَةِ ذِرَاعٍ مُكَسَّراً (٧) ». (٨)

__________________

(١) في « ى » : « الطلال ».

(٢) في « بف » : ـ « إلى ».

(٣) عن المحقّق الشعراني رحمه‌الله في هامش الوافي : « هذا حدّ المسجد على ما كان على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل أن يزاد فيه ، ومعنى الكلام أنّ المستقبل القبلة بعد اسطوانتين عن يمين المنبر إلى المغرب ، وهو حدّ المسجد الأوّل ، وما سوى ذلك أعني بعد الاسطوانتين إلى آخر الحدّ الغربي من المسجد الموجود الآن ، فهو ممّا زيد فيه ؛ فقوله : إلى الطريق ، أي على جهة الطريق ، وهي جهة الغرب ، وليس المقصود أنّ الطريق الآن حدّ المسجد القديم ».

(٤) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٨ ، ح ١٤ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ١٤ ، ح ٢٧ ، بسنده عن ابن مسكان ، عن أبي بصير الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٥٩ ، ح ١٤٣٩٣ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٨٤ ، ح ٦٥٥٩ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤٦ ، ح ٣.

(٥) الظاهر وقوع التحريف في العنوان. والصواب محمّد بن أحمد ، وتقدّم تفصيل الكلام في الكافي ، ذيل‌ح ٤٩٠٥ ، فلاحظ.

(٦) في الكافي ، ح ٤٩٠٥ والتهذيب : « قال : حدّثني موسى بن أكيل » بدل « عن موسى بن بكر ».

(٧) في « بس ، جد » والفقيه : « مكسّرة ». وفي « بخ ، بف » : « مكسّر ». ولم ترد هذه الرواية في « ى ». وفي الكافي ، ح ٤٩٠٥ : « تكسيراً ».

وفي المغرب ، ص ١٧٤ ( ذرع ) : « الذراع المكسّرة : ستّ قبضات ، وهو ذراع العامّة. وإنّما وصفت بذلك لأنّها نقصت عن ذراع الملك بقبضة ، وهو بعض الأكاسرة الأخير ، وكانت ذراعه سبع قبضات ».

وقال العلاّمة المجلسي رحمه‌الله في المرآة : « لعلّ المراد بالمكسّر المضروب بعضها في بعض ، أي هذا كان حاصل

٢٦١

٨١١٥ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : هَلْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي (١) رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ؟

فَقَالَ (٢) : « نَعَمْ » وَقَالَ (٣) : « بَيْتُ (٤) عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ (٥) عليهما‌السلام مَا بَيْنَ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلَى الْبَابِ الَّذِي يُحَاذِي الزُّقَاقَ (٦) إِلَى الْبَقِيعِ ».

قَالَ : « فَلَوْ دَخَلْتَ مِنْ ذلِكَ الْبَابِ وَالْحَائِطُ مَكَانَهُ ، أَصَابَ مَنْكِبَكَ الْأَيْسَرَ » ثُمَّ سَمّى سَائِرَ الْبُيُوتِ ، وَقَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصَّلَاةُ فِي مَسْجِدِي تَعْدِلُ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، فَهُوَ أَفْضَلُ (٧) ». (٨)

__________________

ضرب الطول في العرض ، ويحتمل أن يكون المراد تعيين الذراع ».

وفي هامش الوافي عن المحقّق الشعراني رحمه‌الله : « هذا العدد يجتمع من ضرب ستّين ذراعاً في ستّين. قال السلطان : يحتمل أنّ المراد بالمسجد هنا مسجد الخَيف ؛ فإنّ هذه الساحة والمقدار يوافق ما سيجي‌ء من تحديده ، انتهى كلام السلطان. وهذا غير بعيد دعاه إلى ذلك كون المسجد الآن أعظم من هذا المقدار بكثير ، والحقّ أنّ هذا حدّ المسجد الذي بناه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوّل مقدمه إلى المدينة ، ثمّ زاد فيه منصرفه من خيبر حتّى صار مائة في مائة ».

(٨) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب بناء مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ح ٤٩٠٥. وفي التهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦١ ، ح ٧٣٧ ، بسنده عن عليّ بن إسماعيل. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ، ح ٦٨ ، معلّقاً عن عبدالأعلى مولى آل سام الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٠ ، ح ١٤٣٩٤ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٨٣ ، ذيل ح ٦٥٥٨.

(١) في التهذيب ، ح ١٥ : « منبري وبيتي ».

(٢) في « ى ، بث ، جن » : « قال ».

(٣) في « بخ ، بف » والوافي : « قال » بدون الواو.

(٤) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب ، ح ١٥ : « وبيت ».

(٥) في « بح » : « وبيت فاطمة ».

(٦) في « بس » : « الزقّ ».

(٧) في « بس » : « الأفضل ». وفي الفقيه والتهذيب ، ح ٣٠ : « فإنّ الصلاة في المسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي » بدل « فهو أفضل ».

(٨) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٨ ، ح ١٥ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ١٥ ، ح ٣١ ، بسنده عن معاوية بن وهب. وفي

٢٦٢

٨١١٦ / ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا دَخَلْتَ مِنْ بَابِ الْبَقِيعِ ، فَبَيْتُ عَلِيٍّ ـ صَلَوَاتُ‌ اللهِ عَلَيْهِ ـ عَلى يَسَارِكَ قَدْرَ مَمَرِّ عَنْزٍ (١) مِنَ الْبَابِ ، وَهُوَ إِلى جَانِبِ (٢) بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَبَابَاهُمَا (٣) جَمِيعاً (٤) مَقْرُونَانِ ». (٥)

٨١١٧ / ١٠. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (٦) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ (٧) ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبُيُوتِي (٨) رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، وَمِنْبَرِي عَلى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ ، وَصَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي تَعْدِلُ أَلْفَ (٩)

__________________

كامل الزيارات ، ص ٢١ و ٢٢ ، الباب ٤ ، ح ٥ و ٧ ، بسند آخر ، وتمام الرواية : « صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره ». كامل الزيارات ، ص ٢٠ ، الباب ٣ ، ضمن ح ٢ ، بسند آخر. وفي التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤ ، ح ٣٠ ؛ وكامل الزيارات ، ص ٢١ ، الباب ٤ ، ح ٤ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله. ثواب الأعمال ، ص ٥٠ ، ح ١ ، بسند آخر عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٨٢ ، مرسلاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي الخمسة الأخيرة من قوله : « الصلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة » مع اختلاف. وراجع : الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل الصلاة في المسجد الحرام ... ، ح ٧٩٩٢ و ٧٩٩٣ الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٢ ، ح ١٤٣٩٧ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٧٩ ، ح ٦٥٤٣ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٩٣ ، ح ٧ ، من قوله : « وقال بيت عليّ وفاطمه عليهما‌السلام » إلى قوله : « منكبك الأيسر ».

(١) العَنْزُ : الانثى من المَعز. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٢٩١ ( عنز ).

(٢) في « جد » : « جنب ».

(٣) في « بس » : « وبابهما ».

(٤) في « بخ » : ـ « جميعاً ».

(٥) الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٢ ، ح ١٤٣٩٨ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٩٤ ، ح ٨.

(٦) في التهذيب : ـ « بن زياد ».

ثمّ إنّ السند معلّق على السند الثاني للخبر السابق. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٧) في التهذيب : ـ « بن عثمان ».

(٨) في التهذيب : « وبيتي ».

(٩) في الوسائل : « عشرة آلاف ».

٢٦٣

صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ».

قَالَ جَمِيلٌ : قُلْتُ لَهُ : بُيُوتُ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَبَيْتُ عَلِيٍّ (١) مِنْهَا؟

قَالَ : « نَعَمْ (٢) ، وَأَفْضَلُ (٣) ». (٤)

٨١١٨ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ :

الصَّلَاةُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تَعْدِلُ عَشَرَةَ آلَافِ صَلَاةٍ. (٥)

٨١١٩ / ١٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٦) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي الصَّامِتِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تَعْدِلُ بِعَشَرَةِ (٧) آلَافِ صَلَاةٍ ». (٨)

٨١٢٠ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الصَّلَاةُ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام أَفْضَلُ ، أَوْ فِي الرَّوْضَةِ؟

__________________

(١) في الوافي : « يعني هي أيضاً من رياض الجنّة كما بين المنبر والبيوت ».

(٢) في التهذيب : + « يا جميل ».

(٣) في هامش الوافي عن المحقّق الشعراني رحمه‌الله : « ليس المقصود أنّه أفضل من بيوت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مطلقاً ، بل الأظهر أنّه أفضل من رياض الجنّة. ولا ينافي ذلك كون بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذلك أيضاً ».

(٤) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٧ ، ح ١٣ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٣ ، ح ١٤٣٩٩ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٨٠ ، ح ٦٥٤٦ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤٦ ، ح ٤.

(٥) الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٣ ، ح ١٤٤٠٠ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٧٩ ، ح ٦٥٤٤ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤٧ ، ح ٥.

(٦) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٧) في « بخ ، جن » : « عشرة ».

(٨) كامل الزيارات ، ص ٢١ ، الباب ٤ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبيه إسماعيل ، عن ابن مسكان الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٤ ، ح ١٤٤٠١ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٧٩ ، ح ٦٥٤٥.

٢٦٤

قَالَ : « فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ». (١)

٨١٢١ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، عَنْ صَفْوَانَ (٢) وَابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَغَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الصَّلَاةُ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام مِثْلُ الصَّلَاةِ فِي الرَّوْضَةِ؟

قَالَ : « وَأَفْضَلُ ». (٣)

٢١٨ ـ بَابُ مَقَامِ جَبْرَئِيلَ عليه‌السلام

٨١٢٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (٤) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ (٥) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٦) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ (٧) ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « ائْتِ (٨) مَقَامَ جَبْرَئِيلَ عليه‌السلام وَهُوَ تَحْتَ الْمِيزَابِ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ مَقَامَهُ (٩) إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلى رَسُولِ اللهِ (١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَقُلْ (١١) : أَيْ جَوَادُ ، أَيْ كَرِيمُ ، أَيْ قَرِيبُ ، أَيْ بَعِيدُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَسْأَلُكَ (١٢) أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ (١٣) ».

__________________

(١) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٨ ، ح ١٦ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٥ ، ح ١٤٤٠٦ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٨٤ ، ح ٦٥٦٠ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٩٣ ، ح ٥.

(٢) في « ى » : + « بن يحيى ». وفي البحار : « وصفوان » بدل « عن صفوان ».

(٣) الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٥ ، ح ١٤٤٠٧ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٢٨٥ ، ح ٦٥٦١ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٩٣ ، ح ٦.

(٤) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٥) في الوسائل : + « جميعاً ».

(٦) في الكافي ، ح ٧٧٠٤ : + « وابن أبي عمير ».

(٧) هكذا في الوسائل والبحار. ونقله العلاّمة الخبير السيّد موسى الشبيري ـ دام ظلّه ـ من نسخة رمز عنها بـ « ش » كما أثبتناه. وفي « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جر ، جن » والمطبوع : + « جميعاً » ، وهو سهو واضح.

(٨) في الكافي ، ح ٧٧٠٤ : « تأتي ».

(٩) في الكافي ، ح ٧٧٠٤ : « مكانه ».

(١٠) في الكافي ، ح ٧٧٠٤ ، والفقيه : « نبيّ الله ».

(١١) في الوسائل والتهذيب : « فقل ».

(١٢) في الوسائل : ـ « أسألك ».

(١٣) في الكافي ، ح ٧٧٠٤ : ـ « وقل : أي جواد ، أي كريم » إلى هنا.

٢٦٥

قَالَ : « وَذلِكَ (١) مَقَامٌ لَاتَدْعُو (٢) فِيهِ حَائِضٌ تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ ، ثُمَّ تَدْعُو (٣) بِدُعَاءِ الدَّمِ إِلاَّ رَأَتِ الطُّهْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ ». (٤)

٢١٩ ـ بَابُ فَضْلِ الْمُقَامِ بِالْمَدِينَةِ وَالصَّوْمِ وَالاعْتِكَافِ عِنْدَ الْأَسَاطِينِ‌

٨١٢٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ (٥) ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام : أَيُّمَا (٦) أَفْضَلُ : الْمُقَامُ بِمَكَّةَ ، أَوْ بِالْمَدِينَةِ؟

فَقَالَ : « أَيَّ شَيْ‌ءٍ تَقُولُ أَنْتَ؟ ».

قَالَ : فَقُلْتُ (٧) : وَمَا قَوْلِي مَعَ قَوْلِكَ؟

قَالَ (٨) : « إِنَّ قَوْلَكَ يَرُدُّكَ (٩) إِلى قَوْلِي ».

قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ (١٠) : أَمَّا أَنَا فَأَزْعُمُ أَنَّ الْمُقَامَ بِالْمَدِينَةِ أَفْضَلُ مِنَ الْمُقَامِ (١١) بِمَكَّةَ.

قَالَ (١٢) : فَقَالَ : « أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذلِكَ ، لَقَدْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ذَاكَ (١٣) يَوْمَ فِطْرٍ ، وَجَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِ (١٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ (١٥) ، ثُمَّ‌

__________________

(١) في الكافي ، ح ٧٧٠٤ : « فذلك ».

(٢) في الكافي ، ح ٧٧٠٤ : + « الله ».

(٣) في الكافي ، ح ٧٧٠٤ : « وتدعو ».

(٤) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب دعاء الدم ، ذيل ح ٧٧٠٤. وفي التهذيب ، ج ٦ ، ص ٨ ، ح ١٧ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦٨ ، ذيل ح ٣١٥٨ الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٦٦ ، ح ١٤٤١٠ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٦ ، ح ١٩٣٦١ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤٧ ، ح ٨.

(٥) هكذا في « بح ، بخ ، بس ، جد ، جر ، جن » والوسائل والتهذيب. وفي « ى ، بث ، بف » والمطبوع : « جهم ».

(٦) في الوسائل والتهذيب : « أيّهما ».

(٧) في « بث ، بح ، جن » : « قلت ».

(٨) في التهذيب : + « فقال ».

(٩) في « جد ، جن » والوسائل والتهذيب : « يردّ ».

(١٠) في « بث ، بخ » والوافي : ـ « له ».

(١١) في الوسائل : « الإقامة ».

(١٢) في « جد » والوسائل : ـ « قال ».

(١٣) في « ى ، جد » والوسائل والتهذيب : « ذلك ».

(١٤) في « جد » والتهذيب : « إلى النبيّ ».

(١٥) في الوسائل : ـ « في المسجد ».

٢٦٦

قَالَ (١) : قَدْ (٢) فَضَلْنَا (٣) النَّاسَ الْيَوْمَ (٤) بِسَلَامِنَا عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». (٥)

٨١٢٤ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مُرَازِمٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وَجَمَاعَةٌ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِالْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : « مَا مُقَامُكُمْ (٧)؟ ».

فَقَالَ عَمَّارٌ : قَدْ سَرَّحْنَا ظَهْرَنَا (٨) ، وَأَمَرْنَا أَنْ نُؤْتى (٩) بِهِ إِلى خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً.

فَقَالَ : « أَصَبْتُمُ الْمُقَامَ فِي بَلَدِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ ، وَاعْمَلُوا لآِخِرَتِكُمْ ، وَأَكْثِرُوا (١٠) لِأَنْفُسِكُمْ ؛ إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَكُونُ كَيِّساً فِي الدُّنْيَا ، فَيُقَالُ (١١) : مَا أَكْيَسَ فُلَاناً ، وَإِنَّمَا الْكَيِّسُ كَيِّسُ الْآخِرَةِ ». (١٢)

٨١٢٥ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (١٣) ، عَنْ‌

__________________

(١) في « بث ، بح ، جن » : « وقال ».

(٢) في الوسائل : « لقد ».

(٣) في « جن » : + « على ».

(٤) في « بث » : « اليوم الناس ».

(٥) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤ ، ح ٢٩ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٧٩ ، ح ١٤٤١٦ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٧ ، ح ١٩٣٦٢.

(٦) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٧) في « بح » : « مقامك ».

(٨) في الوافي : « أي أرسلنا إبلنا إلى المرعى ».

(٩) في « بس ، بف ، جد » : « أن تؤتى ».

(١٠) في الأمالي للمفيد : « واختاروا ».

(١١) في « جن » : + « له ».

(١٢) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٩ ، ذيل ح ٤٣ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٨٥ ، المجلس ٢٣ ، ذيل ح ١٢ ، بسندهما عن عليّ بن حديد ، من قوله : « واعملوا لآخرتكم » الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٧٩ ، ح ١٤٤١٧ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٧ ، ح ١٩٣٦٣.

(١٣) في « بث ، بخ ، جر » : « أحمد بن عيسى ». وفي الوسائل والتهذيب : « محمّد بن عيسى ».

واستظهر العلاّمة الخبير السيّد موسى الشبيرى ـ دام ظلّه ـ في تعليقته على السند أنّ أحمد كان بدل النسخة من محمّد ، فجمع بينهما سهواً. وهذا وإن يؤيّده كثرة رواية سهل بن زياد عن محمّد بن عيسى ، لكن لم نجد توسّط محمّد بن عيسى بين سهل ومحمّد بن عمرو الزيّات في موضعٍ. واحتمال كون محمّد بن عيسى مصحّفاً من محمّد بن عليّ غير منفيّ ؛ فقد روى سهل بن زياد عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن عمرو عن

٢٦٧

مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو (١) الزَّيَّاتِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ مَاتَ فِي الْمَدِينَةِ ، بَعَثَهُ اللهُ فِي (٢) الْآمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » مِنْهُمْ يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ (٣) ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءُ ، وَعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ الْحَجَّاجِ. (٤)

٨١٢٦ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ (٥) ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُقِيمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ : الْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ ، فَصَلِّ (٦) مَا (٧) بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي تَلِي (٨) الْقَبْرَ ، فَتَدْعُو اللهَ عِنْدَهَا ، وَتَسْأَلُهُ كُلَّ حَاجَةٍ تُرِيدُهَا فِي آخِرَةٍ أَوْ‌

__________________

جميل بن درّاج عن أبان بن تغلب في الكافي ، ح ١١٤١٥ ، ومحمّد بن عمرو هو محمّد بن عمرو بن سعيد الزيّات بقرينة رواية عليّ بن السندي عن محمّد بن عمرو بن سعيد عن جميل عن أبان بن تغلب في معاني الأخبار ، ص ٢١٧.

(١) في الوسائل : « عمر » ، وهو سهو.

ثمّ إنّ النجاشي عدّ محمّد بن عمروبن سعيد الزيّات من رواة الرضا عليه‌السلام ، ولم يثبت روايته عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، بل مات يونس بن يعقوب ـ وهو من عمدة مشايخه ـ في أيّام الرضا عليه‌السلام. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٦٩ ، الرقم ١٠٠١ ؛ وص ٤٤٦ ، الرقم ١٢٠٧. فعليه ، الظاهر وقوع خللٍ في السند ، والله هو العالم.

(٢) في « بخ » وحاشية « بح » والوافي : « من ».

(٣) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٧٠ : « الظاهر أنّه من كلام محمّد بن عمرو بن سعيد ، ويؤيّده أنّ الشيخ في التهذيب قال بعد إتمام الخبر : هذا من كلام محمّد بن عمرو بن سعيد الزيّات ». وفي هامش الوافي عن المحقّق الشعراني رحمه‌الله : « منهم يحيى بن حبيب ، من كلام الراوي ، لا من كلام الصادق عليه‌السلام ؛ لأنّ يحيى بن حبيب وعبد الرحمن عاشا إلى زمن الرضا عليه‌السلام ».

(٤) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٤ ، ح ٢٨ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٨٠ ، ح ١٤٤١٨ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٤٨ ، ح ١٩٣٦٤.

(٥) تكرّرت رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في كثيرٍ من الأسناد جدّاً. والظاهر سقوط « عن ابن أبي عمير » من سندنا هذا.

ويؤيّد ذلك أنّ السند الآتي مصدّر بابن أبي عمير ، وهذا يعني بناء ذاك السند على سندنا هذا ، اعتماداً على ذكر ابن أبي عمير فيه ، فيكون السند معلّقاً عليه.

(٦) في « بح ، بخ ، بف » والوسائل : « فتصلّي ». وفي حاشية « جن » : « تصلّي ».

(٧) في الوسائل : ـ « ما ».

(٨) في الوسائل : « عند ».

٢٦٨

دُنْيَا ، وَالْيَوْمَ الثَّانِيَ عِنْدَ أُسْطُوَانَةِ التَّوْبَةِ ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ عِنْدَ مَقَامِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مُقَابِلَ الْأُسْطُوَانَةِ الْكَثِيرَةِ (١) الْخَلُوقِ (٢) ، فَتَدْعُو اللهَ (٣) عِنْدَهُنَّ لِكُلِّ حَاجَةٍ ، وَتَصُومُ تِلْكَ الثَّلَاثَةَ الْأَيَّامِ ». (٤)

٨١٢٧ / ٥. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « صُمِ (٥) الْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ ، وَصَلِّ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ (٦) عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي تَلِي رَأْسَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَلَيْلَةَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ عِنْدَ أُسْطُوَانَةِ أَبِي لُبَابَةَ (٧) ، وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي تَلِي مَقَامَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَادْعُ بِهذَا الدُّعَاءِ لِحَاجَتِكَ وَهُوَ (٨) : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ ، وَجَمِيعِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ (٩) مُحَمَّدٍ (١٠) ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا (١١) ». (١٢)

__________________

(١) في « ى ، بث ، بخ ، بف » : « الكبيرة ».

(٢) في هامش الوافي عن المحقّق الشعراني رحمه‌الله : « وتارة يقال : الاسطوانة المخلّقة ، وهذه الاسطوانات الثلاث في صفّ واحد ، وهي أقدم الاسطوانات إلى القبلة في المسجد الأصلي ، والاسطوانة المخلّقة بإزاء المحراب ، أعني مقام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فمن المقام إلى القبر خمس اسطوانات ، يصلّى بمقتضى هذا الخبر عند ثلاث منها. وفي الرواية التالية عن ابن عمّار الشروع من اسطوانة أبي لبابة ، واليوم الثاني عند الاسطوانة التي لا اسم لها ، والثالثة عند المقام ، وكلاهما حسن إلاّ أنّ الصلاة عند نفس الاسطوانة الاولى غير ممكنة في زماننا ؛ لأنّ محلّها داخل في الشبّاك الشريف ، فيتحرّي أقرب موضع منه ».

(٣) في « جد » : ـ « الله ».

(٤) راجع : الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧٠ الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٨١ ، ح ١٤٤١٩ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٥١ ، ح ١٩٣٧٠ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤٧ ، ح ٦.

(٥) في « جن » : + « يوم ».

(٦) في « ى » : ـ « ويوم الأربعاء ».

(٧) في « بث » : ـ « عند اسطوانة أبي لبابة ».

(٨) في « بخ ، بف » والوافي : ـ « وهو ».

(٩) في « بث ، بح ، بخ ، جد » والبحار : « وعلى آل ».

(١٠) في الوسائل : « على أهل بيته » بدل « آل محمّد ».

(١١) في « جن » : « كذا » بدون الواو.

(١٢) التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٣٢ ، صدر ح ٦٨٢ ؛ وج ٦ ، ص ١٦ ، صدر ح ٣٥ ؛ وكامل الزيارات ، ص ٢٥ ، الباب ٦ ،

٢٦٩

٢٢٠ ـ بَابُ زِيَارَةِ مَنْ بِالْبَقِيعِ (١)

٨١٢٨ / ١. إِذَا أَتَيْتَ الْقَبْرَ الَّذِي (٢) بِالْبَقِيعِ ، فَاجْعَلْهُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، ثُمَّ تَقُولُ (٣) :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ (٤) أَئِمَّةَ الْهُدى ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ (٥) أَهْلَ التَّقْوى (٦) ، السَّلَامُ عَلَيْكُمُ الْحُجَّةَ (٧) عَلى أَهْلِ الدُّنْيَا ، السَّلَامُ عَلَيْكُمُ الْقُوَّامَ (٨) فِي الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ (٩) أَهْلَ الصَّفْوَةِ (١٠) ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ (١١) أَهْلَ النَّجْوى (١٢) ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فِي ذَاتِ اللهِ ، وَكُذِّبْتُمْ ، وَأُسِي‌ءَ إِلَيْكُمْ فَعَفَوْتُمْ (١٣) ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ (١٤) ، وَأَنَّ طَاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ (١٥) ، وَأَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ ، وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا ، وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطَاعُوا (١٦) ، وَأَنَّكُمْ دَعَائِمُ الدِّينِ وَأَرْكَانُ الْأَرْضِ ، وَلَمْ تَزَالُوا (١٧) بِعَيْنِ اللهِ (١٨) ،

__________________

صدر ح ٤ ، بسند آخر عن معاوية بن عمّار ، إلى قوله : « التي تلي مقام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » مع اختلاف الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٨١ ، ح ١٤٤٢٠ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٥١ ، ح ١٩٣٧١ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤٧ ، ح ٧.

(١) في « بخ » : « باب زيارة البقيع ».

(٢) في الوافي : « قبر الأئمّة ». وفي المرآة : « ولا يبعد كونه [ أي الحديث ] من تتمّة خبر معاوية بن عمّار ، بل هو الظاهر من سياق الكتاب ».

(٣) في الوافي والتهذيب : + « وأنت على غسل ».

(٤) في الوافي : + « يا ».

(٥) في الوافي : + « يا ».

(٦) في « ى » : « التقى ».

(٧) في الوافي : « يا حجج الله » بدل « الحجّة ».

(٨) في الوافي : « يا أيّها القوّامون » بدل « القوّام ».

(٩) في الوافي : + « يا ».

(١٠) في كامل الزيارات والمزار : + « السلام عليكم يا آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(١١) في الوافي : + « يا ».

(١٢) في المزار : + « السلام عليكم العروة الوثقى ». وفي المرآة : « أي تناجون الله ويناجيكم ، أي عندكم الأسرار التي ناجى الله بها رسوله ».

(١٣) في « بث » والوافي وكامل الزيارات : « فغفرتم ».

(١٤) في « ى ، بخ ، بس ، بف » وحاشية « جن » : « المهتدون ». وفي حاشية « بح » : « والمهتدون ». وفي « جد » وكامل‌الزيارات : « المهديّون المهتدون ».

(١٥) في الوافي : « مفترضة ».

(١٦) في « بس » : « وأنتم تطاعوا » بدل « وأمرتم فلم تطاعوا ».

(١٧) في الوافي : « لم تزالوا » بدون الواو.

(١٨) في المرآة : « أي منظورين بعين عنايته ولطفه تعالى ».

٢٧٠

يَنْسَخُكُمْ (١) فِي أَصْلَابِ كُلِّ مُطَهَّرٍ ، وَيَنْقُلُكُمْ فِي (٢) أَرْحَامِ الْمُطَهَّرَاتِ ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجَاهِلِيَّةُ (٣) الْجَهْلَاءُ (٤) ، وَلَمْ تَشْرَكْ (٥) فِيكُمْ فِتَنُ الْأَهْوَاءِ ، طِبْتُمْ وَطَابَ (٦) مَنْبِتُكُمْ (٧) ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنَا (٨) دَيَّانُ (٩) الدِّينِ ، فَجَعَلَكُمْ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) (١٠) وَجَعَلَ صَلَوَاتِنَا (١١) عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنَا ، وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا ، إِذَا (١٢) اخْتَارَكُمْ لَنَا ، وَطَيَّبَ خَلْقَنَا (١٣) بِمَا (١٤) مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ وَلَايَتِكُمْ ، وَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَمَّيْنَ (١٥) بِفَضْلِكُمْ (١٦) ، مُعْتَرِفِينَ (١٧) بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ (١٨) ، وَهذَا مَقَامُ مَنْ أَسْرَفَ ، وَأَخْطَأَ ، وَاسْتَكَانَ ، وَأَقَرَّ بِمَا جَنى ، وَرَجَا بِمَقَامِهِ الْخَلَاصَ ، وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكى مِنَ الرَّدى (١٩) ، فَكُونُوا لِي شُفَعَاءَ ، فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ (٢٠)

__________________

(١) في هامش الوافي عن المحقّق الشعراني رحمه‌الله : « لعلّ المراد بالنسخ هنا التغيير. وفي الصحاح : نسخت الريح آثارالدار وغيّرتها ، ومعناه تغيير الغذاء في مراتبه حتّى يصير نطفة ، ومعنى النقل في الأرحام النقل في حالاته ، فيصير النطفة علقة ، ثمّ مضغة إلى أن يكمل ». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٣٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٨٧ ( نسخ ).

(٢) في « بس » وحاشية « جن » : « إلى ». وفي الوافي : « من ».

(٣) في « جن » : « الجاهلة ».

(٤) في المرآة : « الجاهليّة الجهلاء ، توكيداً ، كليل أليل ، أي لم تسكنوا في صلب مشرك ولا رحم مشركة ».

(٥) في « بخ ، بس ، بف » : « ولم يشرك ».

(٦) في « ى » : « فطاب ».

(٧) في « جن » : « منقلبكم ». وفي الوافي : + « أنتم الذين ».

(٨) في الوافي : « علينا بكم ».

(٩) الدَيّانُ : القهّار ، والقاضي ، والحاكم ، والسائس ، والحاسب. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٧٥ ( دين ).

(١٠) النور (٢٤) : ٣٦.

(١١) في « بث ، بخ ، بس ، جد » : « صلاتنا ».

(١٢) في « بث ، جد » والوافي والمزار : « إذ ».

(١٣) في « ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جن » : + « بكم ».

(١٤) في « ى ، بخ ، بس ، بف ، جن » : « وبما ». وفي حاشية « بث » : « بكم ».

(١٥) في المرآة : « أي سمّانا الله عنده ، وذكرنا بأنّا من شيعتكم ، وذلك لفضلكم وكرامتكم لا لفضلنا ».

(١٦) في التهذيب والمزار : « بعلمكم ». وفي كامل الزيارات : « لعلمكم ».

(١٧) في المرآة : « الأصوب : معروفين ، كما في الزيارة الجامعة ، وما هنا يحتاج إلى تكلّف ».

(١٨) في الوافي : « وبتصديقنا إيّاكم مقرنين ».

(١٩) في الوافي والفقيه : « النار ».

(٢٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والمزار. وفي المطبوع : « إذا ».

٢٧١

رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيَا ، وَاتَّخَذُوا آيَاتِ اللهِ هُزُواً ، وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا ، يَا مَنْ هُوَ قَائِمٌ (١) لَا يَسْهُو ، وَدَائِمٌ لَايَلْهُو ، وَمُحِيطٌ (٢) بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ، لَكَ الْمَنُّ بِمَا وَفَّقْتَنِي ، وَعَرَّفْتَنِي مِمَّا (٣) ائْتَمَنْتَنِي (٤) عَلَيْهِ (٥) ، إِذْ صَدَّ عَنْهُمْ (٦) عِبَادُكَ ، وَجَهِلُوا (٧) مَعْرِفَتَهُمْ ، وَاسْتَخَفُّوا (٨) بِحَقِّهِمْ ، وَمَالُوا إِلى سِوَاهُمْ ، فَكَانَتِ (٩) الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوَامٍ خَصَصْتَهُمْ (١٠) بِمَا خَصَصْتَنِي بِهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقَامِي هذَا (١١) مَذْكُوراً (١٢) مَكْتُوباً ، وَلَاتَحْرِمْنِي (١٣) مَا رَجَوْتُ ، وَلَا تُخَيِّبْنِي فِيمَا دَعَوْتُ. وَادْعُ لِنَفْسِكَ (١٤) بِمَا أَحْبَبْتَ. (١٥)

٢٢١ ـ بَابُ إِتْيَانِ الْمَشَاهِدِ وَقُبُورِ الشُّهَدَاءِ‌

٨١٢٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛

__________________

(١) في الوافي : « ذاكر ».

(٢) في « بس » : « ويحيط ».

(٣) في حاشية « بث ، بح » والوافي والفقيه والتهذيب : « بما ».

(٤) في التهذيب : « ثبّتني ». وفي كامل الزيارات : « أئمّتي وبما أقمتني » بدل « ممّا ائتمنتني ».

(٥) في « بث ، بح » : « عليهم ».

(٦) في « بخ » والفقيه والتهذيب وكامل الزيارات : « عنه ».

(٧) في التهذيب : « وجحدوا ».

(٨) في « بث » : « واستحلّوا ». وفي كامل الزيارات : « واستحقّوا ».

(٩) في الوافي : « وكانت ».

(١٠) هيئة التفعيل والمجرّد بمعنى.

(١١) في « بث ، بح ، بخ ، بف » والوافي والتهذيب : ـ « هذا ».

(١٢) في الوافي : ـ « مذكوراً ».

(١٣) في الوافي : « فلا تحرمني ».

(١٤) في « بس » : ـ « لنفسك ».

(١٥) كامل الزيارات ، ص ٥٣ ، الباب ١٥ ، ح ٢ ، عن حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة ، عن عبدالله بن أحمد ، عن بكر بن صالح ، عن عمرو بن هشام ، عن بعض أصحابنا ، عن أحدهم عليهم‌السلام. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧٥ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٧٩ ؛ وكتاب المزار ، ص ١٨٧ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام. وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٧٦ ، ح ١٤٤١٥ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ٢٠٣ ، ح ١.

٢٧٢

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى وَابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ جَمِيعاً (١) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٢) : « لَا تَدَعْ (٣) إِتْيَانَ الْمَشَاهِدِ كُلِّهَا (٤) : مَسْجِدِ (٥) قُبَاءَ ؛ فَإِنَّهُ الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ (٦) ، وَمَشْرَبَةِ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ (٧) ، وَمَسْجِدِ الْفَضِيخِ (٨) ، وَقُبُورِ الشُّهَدَاءِ ، وَمَسْجِدِ الْأَحْزَابِ (٩) وَهُوَ مَسْجِدُ الْفَتْحِ (١٠) ».

__________________

(١) في التهذيب : ـ « جميعاً ».

(٢) في كامل الزيارات ، ص ٢٥ : + « لابن أبي يعفور ».

(٣) في الفقيه ، ح ٦٨٦ : « يستحبّ » بدل « لا تدع ».

(٤) في الفقيه ، ح ٦٨٦ : « المساجد بالمدينة » بدل « المشاهد كلّها ».

(٥) في كامل الزيارات : « ومسجد ».

(٦) إشارة إلى الآية ١٠٨ من سورة التوبة (٩) : ( لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ) الآية.

(٧) في الوافي : « المشربة ـ بفتح الراء وضمّها ـ : الغرفة والصفّة ، يقال : هو في مشربته ، أي في غرفته ، وعدّها في كتاب مغانم المطابة في معالم طابة للفيروزآبادي صاحب القاموس من المساجد ، قال : ومنها مسجد امّ ابراهيم الذي يقال له : مشربة امّ إبراهيم ، وهو مسجد بقبا شمالي مسجد بني قريظة قريب من الحرّة الشرقيّة في موضع يُعرف بالدشت ، قال : وليس عليه بناء ولا جدار ، وإنّما هو عريصة صغيرة بين نخيل طولها نحو عشرة أذرع ، وعرضها أقلّ منه بنحو ذراع ، وقد حوّط عليها برضم لطيف من الحجارة السود ».

وعن العلاّمة الشعراني رحمه‌الله في هامش الوافي : « إنّما سمّيت مشربة امّ إبراهيم ؛ لأنّ امّ إبراهيم بن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولدته فيها ، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسكن مارية هناك ، ومشربة لغة : الغرفة ، وذرع هذا المسجد من القبلة إلى الشام أحد عشر ذراعاً ، ومن المشرق إلى المغرب نحو أربعة عشر ذراعاً يتّصل به في المشرق سقيفة لطيفة ، قاله السمهودي ، وروي أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مشربة امّ إبراهيم وهي من صدقاته ... ».

(٨) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٧٤ : « سمّي بذلك : لأنّهم كانوا يفضخون فيه التمر قبل الإسلام ويشدخونه. وذكر الشهيد في الدروس أنّ هذا المسجد هو الذي ردّت فيه الشمس لعليّ عليه‌السلام بالمدينة ». وفي هامش الوافي عن المحقّق الشعراني رحمه‌الله : « مسجد الفضيخ ، مسجد صغير شرقي مسجد قبا على شفير الوادي على نشز من الأرض ، مرضوم بحجارة سود ، وهو مربّع ذرعه بين المشرق والمغرب أحد عشر ذراعاً ، ومن القبلة إلى الشام نحوها ».

(٩) في المرآة : « إنّما سمّي مسجد الأحزاب لأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا في يوم الأحزاب ، فاستجاب الله له ، وحصل الفتح على يد أمير المؤمنين عليه‌السلام بقتل عمرو بن عبدودّ ، وانهزم الأحزاب ».

(١٠) في هامش الوافي عن المحقّق الشعراني رحمه‌الله : « قال السمهودي : مسجد الفتح والمساجد التي في قبلته

٢٧٣

قَالَ : « وَبَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ إِذَا أَتى قُبُورَ الشُّهَدَاءِ ، قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، وَلْيَكُنْ فِيمَا تَقُولُ (١) عِنْدَ مَسْجِدِ الْفَتْحِ : يَا صَرِيخَ (٢) الْمَكْرُوبِينَ ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ (٣) الْمُضْطَرِّينَ ، اكْشِفْ هَمِّي وَغَمِّي (٤) وَكَرْبِي ، كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ (٥) وَكَرْبَهُ ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فِي هذَا الْمَكَانِ ». (٦)

٨١٣٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

__________________

وتعرف اليوم كلّها بمساجد الفتح ، والأوّل المرتفع على قطعة من جبل مبلغ في المغرب ، يُصعد عليه بدرجتين شماليّة وشرقيّة ، وهو المراد بمسجد الفتح عند الإطلاق ، ويقال له أيضاً : مسجد الأحزاب ، والمسجد الأعلى. وروي عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام عن أبيه : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دخل مسجد الفتح ، فخطا خطوة ثمّ الخطوة الثانية ، ثمّ قام ورفع يديه إلى الله تعالى حتّى رُئي بياض إبطيه ، فدعا إلى الله حتّى سقط رداؤه عن ظهره ، فلم يرفعه حتّى دعا كثيراً. وتسمية هذا المسجد بمسجد الفتح لأنّ الاستجابة وقعت به ، وجاء حذيفة بخبر رجوع الأحزاب ليلاً به ، فأصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمون قد فتح الله عزّ وجلّ لهم ، ونصرهم وأقرّ أعينهم. وقول ابن جبير : إنّ سورة الفتح انزلت به ، لا أصل له ».

(١) في الوافي : « يقول ».

(٢) الصَريخ والصارخ : المستغيث والمُغيث ، من الأضداد. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ( صرخ ).

(٣) في « بث ، بح » : ـ « دعوة ».

(٤) في « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جن » والوافي : « غمّي وهمّي ».

(٥) في « بف » والوافي : « غمّه وهمّه ».

(٦) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧ ، ح ٣٨ ، معلّقاً عن الكليني ؛ كامل الزيارات ، ص ٢٤ ، الباب ٦ ، ح ١ ، عن محمّد بن يعقوب [ الكليني ] ، وبسند آخر عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار. وفيه ، ح ٣ ، بسنده عن صفوان بن يحيى وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ، ذيل ح ٦٨٦ ، وفي الأخيرين إلى قوله : « مسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح ». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧٤ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الصلاة ، باب بناء مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ح ٤٩٠٤ ؛ والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٦١ ، ح ٧٣٦ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١١ ، ح ١٣٥ و ١٣٦ الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٨٥ ، ح ١٤٤٢٥ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٥٢ ، ح ١٩٣٧٣ ؛ وفيه ، ج ٥ ، ص ٢٨٥ ، ح ٦٥٦٢ ، إلى قوله : « مسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح » ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٢ ، إلى قوله : « اسّس على التقوى من أوّل يوم ».

٢٧٤

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّا نَأْتِي الْمَسَاجِدَ (١) الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ ، فَبِأَيِّهَا أَبْدَأُ؟

فَقَالَ : « ابْدَأْ بِقُباءَ ، فَصَلِّ فِيهِ ، وَأَكْثِرْ ؛ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَسْجِدٍ صَلّى فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي هذِهِ الْعَرْصَةِ ، ثُمَّ ائْتِ مَشْرَبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ ، فَصَلِّ فِيهَا (٢) ، وَهِيَ (٣) مَسْكَنُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَمُصَلاَّهُ ، ثُمَّ تَأْتِي مَسْجِدَ الْفَضِيخِ ، فَتُصَلِّي فِيهِ (٤) ، فَقَدْ صَلّى فِيهِ نَبِيُّكَ.

فَإِذَا قَضَيْتَ (٥) هذَا الْجَانِبَ ، أَتَيْتَ (٦) جَانِبَ أُحُدٍ ، فَبَدَأْتَ بِالْمَسْجِدِ الَّذِي دُونَ‌ الْحَرَّةِ (٧) ، فَصَلَّيْتَ فِيهِ ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِقَبْرِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَسَلَّمْتَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِقُبُورِ الشُّهَدَاءِ ، فَقُمْتَ (٨) عِنْدَهُمْ ، فَقُلْتَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الدِّيَارِ ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ ، وَإِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ.

ثُمَّ تَأْتِي الْمَسْجِدَ الَّذِي كَانَ (٩) فِي الْمَكَانِ الْوَاسِعِ إِلى جَنْبِ الْجَبَلِ عَنْ يَمِينِكَ حِينَ تَدْخُلُ (١٠) أُحُداً ، فَتُصَلِّي (١١) فِيهِ ، فَعِنْدَهُ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلى أُحُدٍ حِينَ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ ، فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتّى حَضَرَتِ الصَّلَاةُ ، فَصَلّى (١٢) فِيهِ ، ثُمَّ مُرَّ أَيْضاً حَتّى تَرْجِعَ ، فَتُصَلِّيَ (١٣) عِنْدَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ مَا كَتَبَ اللهُ لَكَ.

__________________

(١) عن المحقّق الشعراني رحمه‌الله في هامش الوافي : « كانت المساجد كثيرة إلاّ أنّ آثارها غير باقية إلى الآن ، ولا يعرف موضعها ، وذكر السمهودي ما عرف منها في زمانه ، وهو في مائة العاشر ، وذكر أيضاً ما كان يعرف جهته ولم يعرف عينه. ولا ريب في استحباب زيارة الآثار النبويّة ، سواء كان مسجداً أو بئراً أو مشهداً وغير ذلك. وما روي أنّهم غيّروا آثار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فليس معناه أنّهم غيّروا كلّ شي‌ء منه حتّى مكانه ، بل أنّهم غيّروا كيفيّاته وبعض خصوصيّاته ؛ إذ لا يمكن نسيان الأثر بالمرّة في مائة وخمسين سنة ، وأمّا في مثل زماننا فيمكن خفاء كثير منها بعد طول المدّة ».

(٢) في البحار ، ج ٢٢ : ـ « فصلّ فيها ».

(٣) في « ى ، بس ، جد » والبحار ، ج ٢٢ : « فهي ». وفي « بث ، جن » : « هي » بدون الواو. وفي « بف » : « وهو ». وفي الوسائل : « فإنّها ». وفي التهذيب : « فهو ».

(٤) في كامل الزيارات : + « ركعتين ».

(٥) في « بف » : « أتيت ».

(٦) في « ى ، بث ، بخ » : « ائت ».

(٧) في الوسائل : « الحيرة ».

(٨) في التهذيب : « فأقمت ».

(٩) في « بخ ، بف » والوافي والتهذيب : ـ « كان ».

(١٠) في « ى ، جد » والوسائل : « تأتي ».

(١١) في التهذيب : « فصلّ ».

(١٢) في « ى » : « فصلّ ».

(١٣) في « بح » : + « فيه ».

٢٧٥

ثُمَّ امْضِ عَلى وَجْهِكَ حَتّى تَأْتِيَ مَسْجِدَ الْأَحْزَابِ ، فَتُصَلِّيَ فِيهِ ، وَتَدْعُوَ اللهَ فِيهِ (١) ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دَعَا فِيهِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ وَقَالَ : يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ (٢) ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ (٣) الْمُضْطَرِّينَ ، وَيَا مُغِيثَ الْمَهْمُومِينَ (٤) اكْشِفْ هَمِّي وَكَرْبِي وَغَمِّي (٥) ، فَقَدْ تَرى حَالِي وَحَالَ أَصْحَابِي ». (٦)

٨١٣١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « عَاشَتْ فَاطِمَةُ عليها‌السلام بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً لَمْ تُرَ كَاشِرَةً (٧) ، وَلَاضَاحِكَةً ؛ تَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ : الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ ، فَتَقُولُ : هاهُنَا (٨) كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَهاهُنَا (٩) كَانَ‌

__________________

(١) في الوسائل : ـ « فيه ».

(٢) في الوافي عن بعض النسخ والتهذيب : « المستصرخين ».

(٣) في « بث ، بخ ، بف ، جن » والكافي ، ح ١٥٢٣٥ والتهذيب : ـ « دعوة ».

(٤) في حاشية « ى » : « الملهوفين ـ المغمومين ». وفي الكافي ، ح ١٥٢٣٥ : ـ « ويا مغيث المهمومين ».

(٥) في « ى ، بح ، جد » والكافي ، ح ١٥٢٣٥ : « وغمّي وكربي ». وفي « بف » : ـ « وغمّي ». وفي التهذيب : « غمّي وهمّي وكربي » بدل « همّي وكربي وغمّي ».

(٦) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧ ، ح ٣٩ ، معلّقاً عن الكليني. كامل الزيارات ، ص ٢٦ ، الباب ٦ ، ح ٥ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عبدالله بن هلال ، إلى قوله : « ثمّ مررت بقبر حمزة » مع اختلاف يسير. الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٥٢٣٥ ، بسند آخر. وفيه ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء للكرب والهمّ والحزن والخوف ، ح ٣٣٩٥ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ، وفي الأخيرين من قوله : « فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا فيه » الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٨٨ ، ح ١٤٤٢٧ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٥٣ ، ح ١٩٣٧٤ ؛ البحار ، ج ١٩ ، ص ١٢٠ ، ح ٥ ، إلى قوله : « فقد صلّى فيه نبيّك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » ؛ وفيه ، ج ٢٢ ، ص ١٥٧ ، ح ١٧ ، إلى قوله : « مسكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومصلاّه ».

(٧) الكاشرُ : المتبسّم من غير صوت. والكَشْرُ : بُدُوُّ الأسنان عند التبسّم. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٥٧٧ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٤٢ ( كشر ).

(٨) في « بف » : « هنا ».

(٩) في « بف » : « وهنا ».

٢٧٦

الْمُشْرِكُونَ ». (١)

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى (٢) : أَبَانٌ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ (٣) ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي هُنَاكَ (٤) ، وَتَدْعُو حَتّى مَاتَتْ عليها‌السلام ». (٥)

٨١٣٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ لَيْثٍ الْمُرَادِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ مَسْجِدِ الْفَضِيخِ : لِمَ سُمِّيَ مَسْجِدَ الْفَضِيخِ؟

فَقَالَ (٦) : « لِنَخْلٍ (٧) يُسَمَّى (٨) الْفَضِيخَ ، فَلِذلِكَ (٩) سُمِّيَ (١٠) مَسْجِدَ الْفَضِيخِ ». (١١)

٨١٣٣ / ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هَلْ أَتَيْتُمْ مَسْجِدَ قُبَاءَ ، أَوْ مَسْجِدَ الْفَضِيخِ ، أَوْ مَشْرَبَةَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ؟ ».

قُلْتُ : نَعَمْ.

__________________

(١) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب زيارة القبور ، ح ٤٦٧٨ ، بسنده عن هشام بن سالم الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٨٩ ، ح ١٤٤٢٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٢٣ ، ذيل ح ٣٤٦٧ ؛ وج ١٤ ، ص ٣٥٦ ، ح ١٩٣٨٠ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ١٩٥ ، ح ٢٤ ؛ وج ١٠٠ ، ص ٢١٦ ، ح ١٢.

(٢) في « بس » : + « عن ». وفي الوسائل : ـ « اخرى ».

(٣) في « بخ » : « حدّثه ».

(٤) في « جد » : « هنا لك ».

(٥) الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٩٠ ، ح ١٤٤٣٠ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٥٧ ، ح ١٩٣٨١.

(٦) في « بخ ، بف » : « قال ».

(٧) في التهذيب : « النخل ».

(٨) في الوافي : « سمّي ».

(٩) في « بث » والوافي : « فذلك ».

(١٠) في التهذيب : « يسمّى ».

(١١) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١٨ ، ح ٤٠ ، معلّقاً عن الكليني. المحاسن ، ص ٣٣٧ ، كتاب العلل ، ح ١١٦ ، عن ابن فضّال. علل الشرائع ، ص ٤٥٩ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن المفضّل بن صالح ، عن أبي بصير ليث المرادي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وراجع : تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٨٠ الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٩٠ ، ح ١٤٤٣٢ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ٩٧ ، ذيل ح ٥.

٢٧٧

قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ آثَارِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شَيْ‌ءٌ (١) إِلاَّ وَقَدْ غُيِّرَ غَيْرَ هذَا ». (٢)

٨١٣٤ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عُمْرِو (٣) بْنِ‌ سَعِيدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَدَقَةَ (٤) ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسى ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام مَسْجِدَ الْفَضِيخِ ، فَقَالَ : « يَا عَمَّارُ ، تَرى هذِهِ الْوَهْدَةَ (٥)؟ ».

قُلْتُ : نَعَمْ.

قَالَ : « كَانَتِ امْرَأَةُ جَعْفَرٍ (٦) ـ الَّتِي خَلَفَ عَلَيْهَا (٧) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ـ قَاعِدَةً فِي هذَا الْمَوْضِعِ ، وَمَعَهَا ابْنَاهَا مِنْ جَعْفَرٍ ، فَبَكَتْ ، فَقَالَ (٨) لَهَا ابْنَاهَا : مَا يُبْكِيكِ يَا أُمَّهْ؟ قَالَتْ : بَكَيْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَا (٩) لَهَا : تَبْكِينَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَاتَبْكِينَ لِأَبِينَا؟

قَالَتْ : لَيْسَ هذَا لِهذَا (١٠) وَلكِنْ ذَكَرْتُ حَدِيثاً حَدَّثَنِي بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام فِي هذَا الْمَوْضِعِ ، فَأَبْكَانِي.

قَالَا : وَمَا هُوَ؟

__________________

(١) في « ى » : ـ « شي‌ء ».

(٢) الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٣٩٠ ، ح ١٤٤٣١ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٥٥ ، ح ١٩٣٧٥ ؛ البحار ، ج ١٠٠ ، ص ٢١٦ ، ح ١٤.

(٣) هكذا في « ى ، بح ، بخ ، جر ، جن » والبحار. وفي « بث ، بس ، بف ، جد » والمطبوع : « عمر ».

وعمرو بن سعيد هذا هو عمرو بن سعيد المدائني روى كتابَه موسى بن جعفر [ البغدادي ] وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٨٧ ، الرقم ٧٦٧ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٣١٧ ، الرقم ٤٨٨ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٤٧ ـ ٣٤٩.

(٤) في البحار ، ج ٤١ : + « عن عمرو بن صدقة ». وعمرو بن صدقة مجهول لم نجد له ذكراً في موضع.

(٥) الوَهْدُ والوَهْدَةُ : المكان المنخفض كأنّه حفرة. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٩٨٦ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٧١ ( وهد ).

(٦) في الوافي : « يعني بها أسماء بنت عميس رضي الله عنها ».

(٧) في الوافي : « أي كان قائماً في الزوجيّة مقامه ».

(٨) في « جن » والبحار ، ج ٤١ : « فقالا ».

(٩) في « ى ، بخ » وحاشية « بث » : « فقال ».

(١٠) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : « هكذا ».

٢٧٨

قَالَتْ : كُنْتُ أَنَا وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي هذَا الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ لِي : تَرَيْنَ (١) هذِهِ الْوَهْدَةَ؟

قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَاعِدَيْنِ فِيهَا إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِي ، ثُمَّ خَفَقَ (٢) حَتّى غَطَّ (٣) ، وَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَرِّكَ رَأْسَهُ عَنْ فَخِذِي ، فَأَكُونَ قَدْ آذَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حَتّى ذَهَبَ الْوَقْتُ وَفَاتَتْ (٤) ، فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ : وَلِمَ ذلِكَ (٥)؟ قُلْتُ : كَرِهْتُ أَنْ (٦) أُوذِيَكَ ، قَالَ : فَقَامَ ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، وَمَدَّ يَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا ، وَقَالَ : اللهُمَّ رُدَّ الشَّمْسَ إِلى وَقْتِهَا حَتّى يُصَلِّيَ عَلِيٌّ ، فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلى وَقْتِ الصَّلَاةِ حَتّى صَلَّيْتُ الْعَصْرَ ، ثُمَّ انْقَضَّتْ (٧) انْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ (٨) ». (٩)

__________________

(١) في الوافي والبحار ، ج ٤١ : « ترى ».

(٢) « خَفَقَ » : نام. لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٨٠ ( خفق ).

(٣) الغَطيط : صوت النائم ونَخيره ، وغطّ في نومه ، أي نَخَرَ. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٦٢ ( غطط ).

(٤) في البحار ، ج ٤١ : + « الصلاة ».

وفي مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٢٧٦ : « أمّا تركه عليه‌السلام الصلاة فيمكن أن يكون لعلمه عليه‌السلام برجوع الشمس له. أو يقال : إنّه عليه‌السلام صلّى بالإيماء حذراً من إيذاء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما قيل. أو يقال : إنّه أراد بذهاب الوقت ذهاب وقت الفضيلة ، وكذا المراد بفوت الصلاة فوت فضلها ».

(٥) في البحار : « ذاك ».

(٦) في « بف » : ـ « أن ».

(٧) الانقضاض : الهدي والسقوط. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢١٩ ( قضض ).

(٨) في « بث ، بس » : « الكواكب ».

وفي الوافي : « هذه القصّة مشهورة عند العامّة اشتهار الشمس ، وإن كذّبها بعضهم عناداً ، ونقل في مغانم المطابة عن أحمد بن صالح من العامّة إنّه كان يقول : لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء ؛ لأنّه من علامات النبوّة ».

وعن المحقّق الشعراني رحمه‌الله في هامش الوافي : « قصّة ردّ الشمس مشهورة عند العامّة ، لكن لا عند مسجد الفضيخ ، بل عند مسجد الصهبا على مرحلة من خيبر. قال السمهودي : أخرج حديث ردّ الشمس ابن مندة وابن شاهين عن أسماء بنت عميس وابن مردويه عن أبي هريرة. وقال الحافظ ابن حجر : أخطأ ابن الجوزي بإيراده في الموضوعات ». راجع : فتح الباري ، ج ٦ ، ص ١٥٥ ؛ الغدير ، ج ٣ ، ص ١٣٢.

(٩) الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٠٣ ، ح ٦١٠ ، بسند آخر عن أسماء بنت عميس. الإرشاد ، ج ١ ، ص ٣٤٥ ، بسند آخر عن

٢٧٩

٢٢٢ ـ بَابُ وَدَاعِ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٨١٣٥ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَاغْتَسِلْ ، ثُمَّ ائْتِ قَبْرَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بَعْدَ مَا تَفْرُغُ مِنْ حَوَائِجِكَ (١) ، وَاصْنَعْ مِثْلَ مَا (٢) صَنَعْتَ عِنْدَ دُخُولِكَ ، وَقُلِ :

اللهُمَّ لَاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ ، فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي عَلى مَا شَهِدْتُ (٣) عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي أَنْ (٤) لَا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ (٥) ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ». (٦)

٨١٣٦ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ وَدَاعِ قَبْرِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟

فَقَالَ (٧) : « تَقُولُ : صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ ، لَاجَعَلَهُ اللهُ آخِرَ تَسْلِيمِي‌

__________________

(١) في « ى ، بس ، جد » : + « وودّعه ». وفي « بخ ، بف » والوافي والوسائل والتهذيب وكامل الزيارات : + « فودّعه ».

(٢) في « جن » : « كما » بدل « مثل ما ».

(٣) في « بف » وكامل الزيارات والمزار : « ما أشهد ».

(٤) في « بث » والمزار : ـ « أن ».

(٥) في المزار : + « وحدك لا شريك لك ».

(٦) التهذيب ، ج ٦ ، ص ١١ ، ح ٢٠ ، معلّقاً عن الكليني. كامل الزيارات ، ص ٢٦ ، الباب ٧ ، ح ١ ، بسنده عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة عن معاوية بن عمّار. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٧٥ ؛ وكتاب المزار ، ص ١٧٦ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٤٠١ ، ح ١٤٤٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٣٥٨ ، ح ١٩٣٨٣.

(٧) هكذا في « ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي والوسائل وكامل الزيارات. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

٢٨٠