الكافي - ج ٩

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٩

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-493-415-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٦٦

الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ ، فَإِذَا هُوَ أَخُو عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام لِأُمِّهِ (١) (٢)

١٦١ ـ بَابُ الْخُرُوجِ إِلى مِنًى‌

٧٧٢٨ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٣) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ شَيْخاً كَبِيراً ، أَوْ مَرِيضاً يَخَافُ ضِغَاطَ (٤) النَّاسِ وَزِحَامَهُمْ : يُحْرِمُ بِالْحَجِّ ، وَيَخْرُجُ إِلى مِنًى قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».

قُلْتُ : يَخْرُجُ (٥) الرَّجُلُ الصَّحِيحُ يَلْتَمِسُ مَكَاناً (٦) ، وَيَتَرَوَّحُ (٧) بِذلِكَ الْمَكَانِ (٨)؟ قَالَ : « لَا ».

قُلْتُ : يُعَجِّلُ (٩) بِيَوْمٍ؟ قَالَ : « نَعَمْ » قُلْتُ (١٠) : بِيَوْمَيْنِ؟ قَالَ : « نَعَمْ » قُلْتُ :

__________________

(١) في الوافي : « قد ثبت أنّ امّ عليّ بن الحسين ـ صلوات الله عليها ـ كانت بكراً حين تزوّجها الحسين عليه‌السلام ولم تنكح بعده ، بل ماتت نفساء بعليّ الحسين عليهما‌السلام إلاّ أنّه كانت للحسين عليه‌السلام امّ ولد قد ربّت عليّ بن الحسين عليهما‌السلام واشتهرت بأنّها امّه ؛ إذ لم يعرف امّاً غيرها ، فتزوّجت بعد الحسين عليه‌السلام وولدت هذا الرجل ، فاشتهر بأنّه أخوه لُامّه ».

(٢) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٥ ، ح ١٣٦ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٤٧٧ ، ح ١٦٨٨ ، بسنده عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن ابن بكير الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٤٧ ، ح ١٤٢٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٢٨٣ ، ح ١٤٨١٠.

(٣) في « بخ ، بف ، جر » والاستبصار : ـ « بن يحيى ».

(٤) الضغاط : المزاحمة ؛ من الضَغْط والضَغْطة ، وهو عصر شي‌ء إلى شي‌ء ، يقال : ضغطه يضغطه ضغطاً ، أي‌زحمه ودفعه إلى حائط ونحوه وعصره ، وضيّق عليه وقهره. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٩٠ ؛ لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٤٢ ( ضغط ).

(٥) في « بخ ، بف » والوافي والتهذيب ، ح ٥٨٩ والاستبصار ، ح ٨٨٩ : « فيخرج ».

(٦) في « بخ » : ـ « يلتمس مكاناً ».

(٧) في التهذيب ، ح ٥٨٩ : « أو يتروّح ». وفي الاستبصار ، ح ٨٨٩ : « أو يتراوح ».

(٨) في الوافي والتهذيب ، ح ٥٨٩ والاستبصار ، ح ٨٨٩ : ـ « المكان ».

(٩) في « بف » والوافي والتهذيب ، ح ٥٨٩ والاستبصار ، ح ٨٨٩ : « يتعجّل ».

(١٠) في التهذيب ، ح ٥٨٩ والاستبصار ، ح ٨٨٩ : + « يتعجّل ».

٢١

ثَلَاثَةٍ (١)؟ قَالَ : « نَعَمْ » قُلْتُ : أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ؟ قَالَ : « لَا (٢) ». (٣)

٧٧٢٩ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « عَلَى الْإِمَامِ (٤) أَنْ يُصَلِّيَ الظُّهْرَ (٥) بِمِنًى (٦) ، ثُمَّ يَبِيتُ بِهَا وَيُصْبِحُ حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلى عَرَفَاتٍ (٧) ». (٨)

٧٧٣٠ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ :

__________________

(١) في التهذيب ، ح ٥٨٩ والاستبصار ، ح ٨٨٩ : « بثلاثة ».

(٢) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١١٥ : « يدلّ على جواز التعجيل للمعذور أكثر من ثلاثة أيّام ، ولعلّه محمول على ما إذا لم يكن العذر شديداً بحيث يضطرّه إلى ذلك ».

(٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٦ ، ح ٥٨٩ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ٨٨٩ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٩٧٤ ، معلّقاً عن إسحاق بن عمّار. وفي التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٦ ، ح ٥٩٠ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ٨٩٠ ، بسند آخر ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « قبل يوم التروية قال : نعم » الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠١٣ ، ح ١٣٦٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٢٢ ، ح ١٨٣٥٢.

(٤) في التهذيب ، ص ١٧٧ : « ينبغي للإمام » بدل « على الإمام ».

(٥) في التهذيب ، ص ١٧٦ والاستبصار ، ص ٢٥٣ : + « يوم التروية ».

(٦) في التهذيب ، ص ١٧٧ والاستبصار ، ص ٢٥٤ : + « يوم التروية ».

وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : أن يصلّي الظهر بمنى ، المشهور بين المتأخّرين أنّه يستحبّ للمتمتّع أن يخرج إلى عرفات يوم التروية بعد أن يصلّي الظهرين إلاّ المضطرّ ، كالشيخ الهمّ أو المريض ومن يخشى الزحام. وذهب المفيد والمرتضى إلى استحباب الخروج قبل الفريضين وإيقاعهما بمنى. وقال الشيخ في التهذيب : إنّ الخروج بعد الصلاة مختصّ بمن عدا الإمام ، فأمّا الإمام فلا يجوز له أن يصلّي الظهرين يوم التروية إلاّبمنى ، واوّل بشدّة الاستحباب ، وما اختاره بعض المحقّقين من المتأخّرين من التخيير لغير الإمام واستحباب التقدّم له لا يخلو من قوّة ». وراجع : المقنعة ، ص ٦٤ ؛ ص ١٠٩ ؛ التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٥ ، ذيل ح ٥٨٧ ؛ منتهى المطلب ، ص ٧١٥ من الطبعة الحجريّة ؛ مدارك الأحكام ، ج ٧ ، ص ٣٨٧.

(٧) في التهذيب ، ص ١٧٧ والاستبصار ، ص ٢٥٤ : ـ « إلى عرفات ».

(٨) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٧ ، ح ٥٩٢ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٥٤ ، ح ٨٩٢ ، بسندهما عن صفوان وفضالة بن أيّوب وابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٩٧٦ ، معلّقاً عن جميل بن درّاج. وفي التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٦ ، ح ٥٩١ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ٨٩١ ، بسند آخر عن أحدهما عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠١٤ ، ح ١٣٦٣٧ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٢٥ ، ذيل ح ١٨٣٦١.

٢٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ : هَلْ يَخْرُجُ النَّاسُ إِلى مِنًى غُدْوَةً (١)؟

قَالَ : « نَعَمْ ، إِلى غُرُوبِ الشَّمْسِ ». (٢)

٧٧٣١ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا تَوَجَّهْتَ إِلى مِنًى ، فَقُلِ : اللهُمَّ إِيَّاكَ أَرْجُو ، وَإِيَّاكَ أَدْعُو ، فَبَلِّغْنِي أَمَلِي ، وَأَصْلِحْ لِي عَمَلِي ». (٣)

١٦٢ ـ بَابُ نُزُولِ مِنًى وَحُدُودِهَا‌

٧٧٣٢ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (٤) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٥) وَابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا انْتَهَيْتَ إِلى مِنًى ، فَقُلِ : اللهُمَّ هذِهِ مِنًى ، وَهِيَ مِمَّا مَنَنْتَ بِهَا (٦) عَلَيْنَا مِنَ الْمَنَاسِكِ ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيْنَا (٧) بِمَا (٨) مَنَنْتَ بِهِ عَلى أَنْبِيَائِكَ ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ ، ثُمَّ تُصَلِّي بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ‌

__________________

(١) في الوافي : « يعني غداة يوم التروية ».

(٢) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٦ ، ح ٥٨٨ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ، ح ٨٨٨ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠١٤ ، ح ١٣٦٣٦ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٢٢ ، ح ١٨٣٥٣.

(٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٧ ، ح ٥٩٥ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٣٧ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠١٦ ، ح ١٣٦٤٤ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٨٣٦٤.

(٤) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٥) في « بف ، جد ، جر » والتهذيب : ـ « بن يحيى ».

(٦) في « بح ، بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « به ».

(٧) في « بخ ، بف » وحاشية « ى ، جن » والوافي والوسائل والتهذيب : « عليّ ».

(٨) في « بف » : « ما ».

٢٣

الْفَجْرَ ، وَالْإِمَامُ يُصَلِّي بِهَا الظُّهْرَ ، لَايَسَعُهُ إِلاَّ ذلِكَ ، وَمُوَسَّعٌ عَلَيْكَ (١) أَنْ تُصَلِّيَ بِغَيْرِهَا (٢) إِنْ لَمْ تَقْدِرْ ، ثُمَّ تُدْرِكُهُمْ بِعَرَفَاتٍ ».

قَالَ : « وَحَدُّ مِنًى مِنَ الْعَقَبَةِ إِلى وَادِي مُحَسِّرٍ ». (٣)

١٦٣ ـ بَابُ الْغُدُوِّ (٤) إِلى عَرَفَاتٍ وَحُدُودِهَا‌

٧٧٣٣ / ١. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ (٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مِنَ السُّنَّةِ أَلاَّ يَخْرُجَ الْإِمَامُ مِنْ مِنًى إِلى عَرَفَةَ (٦) حَتّى‌

__________________

(١) في « بح ، بخ ، بف ، جد » والوافي : « لك ».

(٢) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١١٦ : « قوله عليه‌السلام : أن تصلّي بغيرها ، أي الصلوات كلّها ، وأمّا ما ذكره فيه من حدّي منى فلا خلاف فيه بين الأصحاب ».

(٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٧ ، ح ٥٩٦ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٩٧٨ ، معلّقاً عن معاوية بن عمّار وأبي بصير ، عن أبي عبدالله ، من قوله : « وحدّ منى من العقبة » مع زيادة في آخره. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٣٦ ، ص ٥٣٧ ، إلى قوله : « والعشاء الآخرة والفجر » ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠١٦ ، ح ١٣٦٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٨٣٦٥.

(٤) « الغُدُوُّ » : سير أوّل النهار ، نقيض الرواح. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤٦ ( غدا ).

(٥) ورد الخبر في التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٨ ، ح ٥٩٨ بسنده عن فضالة عن أبان عن أبي إسحاق ، لكنّ الظاهر أنّه سهو ؛ فإنّ المراد من أبي إسحاق في هذه الطبقة هو ثعلبة بن ميمون ، ولم نجد رواية أبان ـ وهو ابن عثمان ـ عنه في موضع. وما ورد في الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٦٢ ، ح ٢٦٣٥٢ ؛ من رواية أبان بن عثمان عن ثعلبة بن ميمون نقلاً من آخر السرائر ، فهو سهو آخر ؛ فقد أورد ابن إدريس ذاك الخبر في السرائر ، ج ٣ ، ص ٥٦٥ في ذيل ما أورده أبان بن تغلب صاحب الباقر والصادق عليهما‌السلام ، لكنّه سهو ثالث ؛ فإنّ الظاهر أنّ المراد من أبان في ما أورده ابن إدريس في ذيل ذاك العنوان هو أبان بن محمّد البجلي المعروف بسندي ، وقد اشتبه الأمر على ابن إدريس في تطبيق عنوان أبان ، على أبان بن تغلب. وهذا واضح لمن راجع السرائر وقارن أسناد تلك الأخبار مع أسناد السندي بن محمّد وأبان بن تغلب ، فلاحظ.

هذا ، وقد تكرّرت رواية أبان [ بن عثمان ] عن إسحاق بن عمّار في الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ، وص ٤١٤.

(٦) في « ى ، بث ، بح ، بس » وحاشية « جد » : « عرفات ».

٢٤

تَطْلُعَ الشَّمْسُ ». (١)

٧٧٣٤ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّا مُشَاةٌ ، فَكَيْفَ (٢) نَصْنَعُ؟

قَالَ : « أَمَّا أَصْحَابُ الرِّحَالِ ، فَكَانُوا يُصَلُّونَ الْغَدَاةَ بِمِنًى ، وَأَمَّا أَنْتُمْ ، فَامْضُوا حَتّى (٣) تُصَلُّوا (٤) فِي الطَّرِيقِ ». (٥)

٧٧٣٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (٦) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَصَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٧) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا غَدَوْتَ (٨) إِلى عَرَفَةَ ، فَقُلْ وَأَنْتَ مُتَوَجِّهٌ إِلَيْهَا : اللهُمَّ إِلَيْكَ صَمَدْتُ ، وَإِيَّاكَ اعْتَمَدْتُ ، وَوَجْهَكَ أَرَدْتُ (٩) ، فَأَسْأَلُكَ (١٠) أَنْ تُبَارِكَ لِي فِي‌ رِحْلَتِي (١١) ، وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حَاجَتِي ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي الْيَوْمَ (١٢) مِمَّنْ تُبَاهِي بِهِ (١٣) مَنْ هُوَ‌

__________________

(١) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٨ ، ح ٥٩٨ ، بسنده عن أبان الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢٠ ، ح ١٣٦٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٢٧ ، ح ١٨٣٦٨.

(٢) في « ى » : « كيف ».

(٣) في « بخ ، بف » والوافي : « حيث ».

(٤) في الوافي : « تصلّون ».

(٥) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٩ ، ح ٥٩٩ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠١٩ ، ح ١٣٦٤٧ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٢٧ ، ح ١٨٣٦٧.

(٦) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٧) في « جر » والوسائل والتهذيب : ـ « بن يحيى ».

(٨) في الفقيه : « ثمّ امض » بدل « إذا غدوت ».

(٩) في الفقيه : + « قولك صدّقت ، وأمرك اتّبعت ».

(١٠) في « بخ ، بف » والوافي والتهذيب والفقيه : « أسألك ».

(١١) في الفقيه : « أجلي ».

(١٢) في « بف » والوسائل والتهذيب والفقيه : ـ « اليوم ».

(١٣) في « بف » والوافي والوسائل والفقيه والتهذيب : + « اليوم ».

٢٥

أَفْضَلُ مِنِّي (١) ، ثُمَّ تُلَبِّ (٢) وَأَنْتَ غَادٍ إِلى عَرَفَاتٍ (٣) ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلى عَرَفَاتٍ ، فَاضْرِبْ خِبَاءَكَ (٤) بِنَمِرَةَ (٥) ـ وَنَمِرَةُ (٦) هِيَ بَطْنُ عُرَنَةَ (٧) دُونَ الْمَوْقِفِ وَدُونَ عَرَفَةَ ـ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ عَرَفَةَ (٨) فَاغْتَسِلْ ، وَصَلِّ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ ، وَإِنَّمَا تُعَجِّلُ الْعَصْرَ وَتَجْمَعُ بَيْنَهُمَا لِتُفَرِّغَ نَفْسَكَ لِلدُّعَاءِ ؛ فَإِنَّهُ يَوْمُ دُعَاءٍ وَمَسْأَلَةٍ ».

قَالَ : « وَحَدُّ عَرَفَةَ مِنْ بَطْنِ (٩) عُرَنَةَ وَثَوِيَّةَ (١٠) وَنَمِرَةَ إِلى ذِي الْمَجَازِ (١١) ، وَخَلْفَ‌

__________________

(١) في الوافي : « لعلّه اريد بمن هو أفضل منّي الملائكة ». وفي هامشه ، عن السلطان : « قوله : من هو أفضل منّي ، لعلّ المراد بالأفضل الملائكة ، على ما ورد في بعض الروايات أنّ الله يقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي وعبادته ، بطريق المباهاة ». وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : من هو أفضل منّي ، إذا قال المعصوم ذلك ، فلعلّه على سبيل التواضع والتذلّل ».

(٢) في الوافي والوسائل ، ح ١٨٣٧١ والفقيه : « تلبّي ».

(٣) في الفقيه : + « ولا تخرج من منى قبل طلوع الفجر بوجه ».

(٤) الخِباء : واحد الأخبية ، وهو أحد بيوت العرب من وبر أوصوف ، ولا يكون من شعر ، ويكون على عمودين‌أو ثلاثة. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٢٥ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٩ ( خبا ).

(٥) « بنمرة » ، قال ابن الأثير : « هو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم بعرفات ». وقال الفيّومي : « نمرة : موضع ، قيل : من عرفات. وقيل : بقربها خارج عنها ». وقال الفيروزآبادي : « نمرة ، كفرحة : موضع بعرفات ، أو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم ، على يمينك خارجاً من المأزمين تريد الموقف ». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٢٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٧٦ ( نمر ).

(٦) في « ى » والتهذيب : ـ « ونمرة ». وفي الوافي : ـ « نمرة ».

(٧) « عرنة » وزان رطبة ، وفي لغة بضمّتين. قال ابن الأثير : « موضع عند الموقف بعرفات ». وقال الفيّومي : « موضع بين منى وعرفات ». وقال ابن منظور : « بطن عرنة : واد بحذاء عرفات ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٢٣ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٨٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٠٦ ( عرن ).

(٨) في الفقيه : + « فاقطع التلبية ».

(٩) في « بف » : ـ « بطن ».

(١٠) « ثويّة » ، على وزن قويّة ، وهو أثبت ، وقد يقرأ بصيغة التصغير ، وهو موضع قريب من الكوفة ، أو بالكوفة ، أو خريبة إلى جانب الحيرة على ساعة منها. هكذا في اللغة والتراجم ، وهو لايناسب المعني المراد منها هنا ، نعم قال الشيخ الطريحي : « الثويّة : حدّ من حدود عرفة ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٧٨ ( ثوا ) ؛ معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٨٧.

(١١) قال ابن الأثير : « هو موضع عند عرفات ، كان يقام به سوق من أسواق العرب في الجاهليّة ، والمجاز : موضع الجواز ، والميم زائدة. قيل : سمّي به لأنّ إجازة الحاجّ كانت فيه ». وقال الفيروزآبادي : « ذو المجاز : سوق كانت

٢٦

الْجَبَلِ مَوْقِفٌ (١) ». (٢)

٧٧٣٦ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ (٣) ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

قَالَ (٤) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « الْغُسْلُ يَوْمَ عَرَفَةَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ ، وَتَجْمَعُ (٥) بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِأَذَانٍ (٦) وَإِقَامَتَيْنِ ». (٧)

٧٧٣٧ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ وَهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : أَيُّمَا (٨) أَفْضَلُ : الْحَرَمُ ، أَوْ عَرَفَةُ؟ فَقَالَ : « الْحَرَمُ ».

__________________

لهم على فرسخ من عرفة بناحية كَبْكَبٍ ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٩٩ ( جوز ).

(١) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : وخلف الجبل موقف ، لعلّ المراد خلفه بالنسبة إلى القادم من وراء عرفة إلى جهة مكّة. ويحتمل أن يكون المراد جبال مشعر ، لكنّه مخالف للمشهور بعيد عن السياق ، ولعلّه يؤيّده الخبر الآتي ».

(٢) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٩ ، ح ٦٠٠ ، معلّقاً عن الكليني. تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ، ضمن الحديث ، بسنده عن معاوية بن عمّار ، من قوله : « فإذا انتهيت إلى عرفات » إلى قوله : « بأذان واحد وإقامتين ». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٩٧٩ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام ، من قوله : « وحدّ عرفة من بطن عرفة ». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٤٠ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، إلى قوله : « فإنّه يوم دعاء ومسألة » الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢٠ ، ح ١٣٦٥٢ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٢٨ ، ح ١٨٣٧١ ، إلى قوله : « وأنت غادٍ إلى عرفات » ؛ وفيه ، ص ٥٣١ ، ح ١٨٣٧٦ ، من قوله : « وحدّ عرفة من بطن عرفة ».

(٣) في التهذيب : ـ « عن ابن أبي عمير ». وهو سهو واضح ؛ فإنّ المراد من حمّاد هذا هو حمّاد بن عثمان كما تقدّم‌في ذيل ح ٧٧٢٢ ، ولم يثبت رواية إبراهيم بن هاشم والد عليّ عنه مباشرة. والمتكرّر في كثيرٍ من الأسناد رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد [ بن عثمان ] عن الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

(٤) في التهذيب : + « قال ». (٥) في « جد » والتهذيب : « ويجمع ».

(٦) في « جن » : + « واحد ».

(٧) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨١ ، ح ٦٠٧ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣١٥ ، ذيل ح ٢٥٥٤ ، من قوله : « تجمع بين الظهر والعصر » مع اختلاف يسير. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٤٠ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢١ ، ح ١٣٦٥٣ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٣٠ ، ح ١٨٣٧٣.

(٨) في الوافي : « أنّهما سألا أبا عبد الله عليه‌السلام : أيّهما » بدل « عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنّه قيل له : أيّما ».

٢٧

فَقِيلَ : وَكَيْفَ (١) لَمْ تَكُنْ (٢) عَرَفَاتٌ فِي الْحَرَمِ؟

فَقَالَ : « هكَذَا جَعَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ». (٣)

٧٧٣٨ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « حَدُّ عَرَفَاتٍ مِنَ الْمَأْزِمَيْنِ (٤) إِلى أَقْصَى الْمَوْقِفِ ». (٥)

١٦٤ ـ بَابُ قَطْعِ تَلْبِيَةِ الْحَاجِّ‌

٧٧٣٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، أَنَّهُ (٦) قَالَ : « الْحَاجُّ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ يَوْمَ عَرَفَةَ زَوَالَ‌

__________________

(١) في « بف » : « فكيف ». وفي « جد » : ـ « وكيف ». وفي الوافي : « كيف » بدون الواو.

(٢) في « بث ، بح ، بخ ، جن » والوافي : « لم يكن ».

(٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٧٨ ، ح ١٦٩٤ ، بسنده عن ابن أبي عمير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٤ ، ذيل ح ٢٩٧٩ ، وتمام الرواية فيه : « وليست عرفات من الحرم ، والحرم أفضل منها » الوافي ، ج ١٢ ، ص ٤٢ ، ح ١١٤٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٢٨٨ ، ذيل ح ١٧٧٦٤ ، إلى قوله : « فقال : الحرم ».

(٤) المَأْزِم ، وزان مسجد : كلّ طريق ضيّق بين جبلين ، ومنه قيل لموضع الحرب : مأزم ؛ لضيق المجال وعسر الخلاص منه ، ومنه سمّي الموضع الذي بين عرفة والمشعر « المأزمين ». وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : من المأزمين ، أي الطريق بين جبلي المشعر الذي في جانب عرفة ، وهو مخالف للمشهور وللتحديد المذكور في الخبر السابق إلاّ أن يقال : المراد أنّه إذا خرج من المأزمين فله ثواب الواقف بعرفة ، أو المراد أنّه من توابع عرفة. وقرأ بعض الأفاضل : المأرمين ـ بالراء المهملة ـ وفسّره بالميلين المنصوبين لحدّ الحرم ؛ قال في النهاية [ ج ١ ، ص ٤٠ ( أرم ) ] : الآرام : الأعلام ، وهي حجارة تجمع وتنصب في المفازة يهتدى بها ، واحدها : إرم ، كعنب ». راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٦١ ؛ المصباح المنير ، ص ١٣ ( أزم ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١١٩.

(٥) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٩٧٨ ، معلّقاً عن معاوية بن عمّار وأبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٧٩ ، ح ٦٠١ ، بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢٥ ، ح ١٣٦٦٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٣١ ، ح ١٨٣٧٧.

(٦) في « بث ، بس ، جد » والوافي : ـ « أنّه ».

٢٨

الشَّمْسِ (١) ». (٢)

٧٧٤٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ (٣) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَطَعَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) التَّلْبِيَةَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ (٥) يَوْمَ‌ عَرَفَةَ ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ عَرَفَةَ (٦) ».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَإِذَا قَطَعْتَ التَّلْبِيَةَ ، فَعَلَيْكَ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ (٧) وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ». (٨)

١٦٥ ـ بَابُ الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ وَحَدِّ الْمَوْقِفِ‌

٧٧٤١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ (٩) ، عَنْ مِسْمَعٍ :

__________________

(١) في « ى » : « زوال الزوال ». وفي حاشيتها : « عند الزوال » كلاهما بدل « زوال الشمس ».

(٢) الجعفريّات ، ص ٦٤ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام. وفي الكافي ، كتاب الحجّ ، باب ما على المتمتّع من الطواف والسعي ، ذيل ح ٧٠٣٣ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٣٥ ، ذيل ح ١٠٥ ؛ وص ١٨٢ ، ذيل ح ٦٠٩ ؛ وتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٤٤ ، ضمن الحديث ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام. قرب الإسناد ، ص ٢٣٤ ، ضمن ح ٩١٤ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر عليه‌السلام. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٣١٥ ، ذيل ح ٢٥٥٤ ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢١ ، ح ١٣٦٥٤ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٣٩١ ، ح ١٦٥٩٠.

(٣) في « بف ، جر » : ـ « بن عمّار ».

(٤) في الفقيه : ـ « رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٥) « حين زاغت الشمس » ، أي مالت ؛ من الزيغ بمعنى الميل ، راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٢٠ ( زيغ ).

(٦) في « بث » والوافي : ـ « وكان عليّ » إلى هنا.

(٧) في « بخ » والوافي : « والتمجيد والتحميد ».

(٨) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٣٩ ، ذيل ح ٢٢٩٣ ، معلّقاً عن معاوية بن عمّار ، وتمام الرواية فيه : « قطع [ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] التلبية حين زاغت الشمس يوم عرفة » ؛ الاستبصار ، ج ٢ ، ص ١٧٦ ، ح ٥٨٣ ، بسنده عن معاوية بن عمّار ، إلى قوله : « يوم عرفة ». التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨٢ ، ح ٦١٠ ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره ، وفي الأخيرين من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليّ بن الحسين عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢١ ، ح ١٣٦٥٥ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٦٥٩١ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٧٩ ، ح ٣ ، إلى قوله : « يوم عرفة ».

(٩) في « بف » : « عليّ بن رئاب ».

٢٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « عَرَفَاتٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ، وَأَفْضَلُ الْمَوْقِفِ سَفْحُ (١) الْجَبَلِ (٢) ». (٣)

٧٧٤٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا وَقَفْتَ بِعَرَفَاتٍ ، فَادْنُ مِنَ (٤) الْهِضَابِ (٥) ـ وَالْهِضَابُ (٦) هِيَ الْجِبَالُ ـ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ : إِنَّ أَصْحَابَ الْأَرَاكِ (٧) لَاحَجَّ لَهُمْ ، يَعْنِي الَّذِينَ يَقِفُونَ عِنْدَ (٨) الْأَرَاكِ ». (٩)

٧٧٤٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

__________________

(١) في « ى » : « صفح ».

(٢) سَفْح الجبل : أسفله حيث يسفح فيه الماء ، أي ينصبّ ، وهو مضطجعه ، أو عُرْضه المضطجع. والعُرْض : الجانب من كلّ شي‌ء ، أو أصله ، أو الحضيض الأسفل. والحضيض : القرار من الأرض عند أسفل الجبل. وقال الفيّومي : « سفح الجبل مثل وجهه وزناً ومعنىً ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٥ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٧٨ ( سفح ).

(٣) الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢٦ ، ح ١٣٦٦٢ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٣٤ ، ح ١٨٣٨٨.

(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والتهذيب ، ح ٩٧٥ والاستبصار والعلل. وفي المطبوع : « عن ».

(٥) في التهذيب ، ح ٩٧٥ والعلل : « الهضبات ». والهضاب : جمع الهَضْبَة ، وهو الجبل المنبسط على وجه الأرض ، أو كلّ جبل خلق من صخرة واحدة ، أو كلّ صخرة راسية صُلْبة ضَخْمة ، أو هو الجبل الطويل الممتنع المنفرد ، ولا تكون إلاّفي حُمْر الجبال. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٣٨ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٨٤ ( هضب ).

(٦) في التهذيب ، ح ٩٧٥ : « والهضبات ».

(٧) قال الفيّومي : « الأراك : موضع بعرفة من ناحية الشام ». وقال الفيروزآبادي : « الأراك ، كسحاب : ... موضع‌بعرفة قرب نمرة ». وقال العلاّمة المجلسي : « ولا خلاف في أنّ الأراك من حدود عرفة ، وليس بداخل فيها ». راجع : المصباح المنير ، ص ١٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٣٤ ( أرك ).

(٨) في « بخ » وحاشية « بح » والوافي والفقيه والتهذيب ، ح ٦٠٦ : « تحت ».

(٩) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٨٧ ، ح ٩٧٥ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٣٠٢ ، ح ١٠٧٨ ، معلّقاً عن الكليني. التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨١ ، ح ٦٠٦ ، بسنده عن أبي بصير. علل الشرائع ، ص ٤٥٥ ، ح ١ ، بسند آخر. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٩٨١ ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من قوله : « إنّ أصحاب الأراك » الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢٦ ، ح ١٣٦٦٣ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٥١ ، ح ١٨٤١٨.

٣٠

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي الْمَوْقِفِ : ارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ (١) ، وَقَالَ (٢) : أَصْحَابُ الْأَرَاكِ لَاحَجَّ لَهُمْ ». (٣)

٧٧٤٤ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (٤) ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (٥) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَصَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٦) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قِفْ فِي مَيْسَرَةِ الْجَبَلِ (٧) ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ فِي مَيْسَرَةِ الْجَبَلِ ، فَلَمَّا وَقَفَ ، جَعَلَ النَّاسُ يَبْتَدِرُونَ أَخْفَافَ نَاقَتِهِ ، فَيَقِفُونَ إِلى جَانِبِهِ ، فَنَحَّاهَا ، فَفَعَلُوا مِثْلَ ذلِكَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَيْسَ مَوْضِعُ أَخْفَافِ نَاقَتِي الْمَوْقِفَ (٨) ، وَلكِنْ هذَا (٩) كُلُّهُ مَوْقِفٌ (١٠) ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَوْقِفِ (١١) ، وَفَعَلَ مِثْلَ‌ ذلِكَ فِي الْمُزْدَلِفَةِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ خَلَلاً (١٢) ، فَسُدَّهُ بِنَفْسِكَ وَرَاحِلَتِكَ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ

__________________

(١) « عرنة » ، وزان رطبة ، وفي لغة بضمّتين ، قال ابن الأثير : « موضع عند الموقف بعرفات ». وقال الفيّومي : « موضع بين منى وعرفات ». وقال ابن منظور : « بطن عرنة : واد بحذاء عرفات ». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٢٣ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٨٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٠٦ ( عرن ).

(٢) في التهذيب : + « إنّ ».

(٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٨٧ ، ح ٩٧٦ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٣٠٢ ، ح ١٠٧٩ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢٦ ، ح ١٣٦٦٤ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٥١ ، ح ١٨٤١٧.

(٤) في « بخ ، جر » والوسائل : ـ « بن إبراهيم ».

(٥) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٦) في « بف ، جر » : ـ « بن يحيى ».

(٧) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١٢١ : « يدلّ على استحباب الوقوف في ميسرة الجبل ، والمراد به ميسرته‌بالإضافة إلى القادم من مكّة ، كما ذكره الأصحاب ».

(٨) في « بف » والفقيه : « بالموقف ».

(٩) في « بث ، جن » : « هنا ».

(١٠) في « ى » : « الموقف ».

(١١) في « بث ، بح ، بس ، بف ، جد » : ـ « وأشار بيده إلى الموقف ». وفي « ى » والوسائل ، ح ١٨٣٨٧ : + « وقال : هذا كلّه الموقف ». وفي « جن » : + « وقال : هنا كلّه موقف ».

(١٢) في « بح ، بف » : + « فتقدّم ».

٣١

يُحِبُّ أَنْ تُسَدَّ تِلْكَ الْخِلَالُ ، وَانْتَقِلْ عَنِ الْهِضَابِ (١) ، وَاتَّقِ الْأَرَاكَ ، فَإِذَا وَقَفْتَ بِعَرَفَاتٍ ، فَاحْمَدِ اللهَ ، وَهَلِّلْهُ ، وَمَجِّدْهُ ، وَأَثْنِ عَلَيْهِ ، وَكَبِّرْهُ مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ (٢) ، وَاقْرَأْ « قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ » مِائَةَ مَرَّةٍ ، وَتَخَيَّرْ (٣) لِنَفْسِكَ مِنَ الدُّعَاءِ مَا أَحْبَبْتَ ، وَاجْتَهِدْ ؛ فَإِنَّهُ يَوْمُ دُعَاءٍ وَمَسْأَلَةٍ ، وَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ (٤) ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَنْ يُذْهِلَكَ فِي مَوْضِعٍ (٥) أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُذْهِلَكَ فِي ذلِكَ الْمَوْضِعِ (٦) ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَشْتَغِلَ بِالنَّظَرِ إِلَى النَّاسِ ، وَأَقْبِلْ قِبَلَ نَفْسِكَ ، وَلْيَكُنْ فِيمَا تَقُولُ : اللهُمَّ (٧) رَبَّ الْمَشَاعِرِ كُلِّهَا ، فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ (٨) الْحَلَالِ (٩) ، وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ؛ اللهُمَّ لَاتَمْكُرْ بِي (١٠) ، وَلَا تَخْدَعْنِي ، وَلَاتَسْتَدْرِجْنِي (١١) ، يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ ، وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، وَيَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ (١٢) مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا.

__________________

(١) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : وانتقل عن الهضاب ، أي لا ترفع الجبال ، والمشهور الكراهة ، ونقل عن ابن البرّاج وابن‌إدريس أنّهما حرّما الوقوف على الجبل إلاّلضرورة ، ومع الضرورة كالزحام وشبهه ينتفي الكراهة والتحريم إجماعاً ».

(٢) في « بخ ، بف » والتهذيب ، ص ١٨٢ : « مرّة ». وفي التهذيب ، ص ١٨٢ : + « وأحمده مرّة ، وسبّحه مائة مرّة ».

(٣) في « بث ، جن » : « وتختر ».

(٤) في الوافي : + « الرجيم ».

(٥) في الوافي : « موطن قطّ ».

(٦) في « بخ ، بف » والوافي : « الموطن ».

(٧) في التهذيب ، ص ١٨٢ : + « إنّي عبدك ، فلا تجعلني من أخيب وفدك ، وارحم مسيري اليك من الفجّ العميق ، وليكن فيما تقول اللهمّ ».

(٨) في الوافي : « رزقك ».

(٩) في « جن » : ـ « الحلال ».

(١٠) في « جد » : « لا تمكرني ».

(١١) في التهذيب ، ص ١٨٢ : + « وتقول : اللهمّ إنّي أسألك بحولك وجودك وكرمك ومنّك وفضلك ». والاستدراج : الأخذ قليلاً قليلاً ودرجةً درجةً ، واستدراج الله تعالى العبد : أخذه من حيث لا يحتسب ، وذلك أنّ الله تعالى يفتح عليه من النعيم ما يغتبط به ، فيركن إليه ويأنس به ، فلا يذكر الموت ، فيأخذه على غِرَّته أغفل ما كان. أو أخذه قليلاً قليلاً من غير المباغتة والمفاجعة ، أو أنّه كلّما جدّد خطيئة جدّد له نعمة وأنساه الاستغفار. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٦٨ ؛ المصباح المنير ، ص ١٩١ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٩٤ ( درج ).

(١٢) في « جد ، جن » : « وعلى آل ».

٣٢

وَلْيَكُنْ فِيمَا تَقُولُ وَأَنْتَ رَافِعٌ يَدَيْكَ (١) إِلَى السَّمَاءِ : اللهُمَّ حَاجَتِيَ (٢) الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا (٣) لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي (٤) ، وَإِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي ، أَسْأَلُكَ خَلَاصَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ؛ اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَمِلْكُ يَدِكَ ، وَنَاصِيَتِي بِيَدِكَ (٥) ، وَأَجَلِي بِعِلْمِكَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي ، وَأَنْ تُسَلِّمَ مِنِّي مَنَاسِكِيَ الَّتِي أَرَيْتَهَا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَكَ (٦) ، وَدَلَلْتَ عَلَيْهَا حَبِيبَكَ (٧) مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وَلْيَكُنْ فِيمَا تَقُولُ : اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ ، وَأَطَلْتَ عُمُرَهُ ، وَأَحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَيَاةً طَيِّبَةً ». (٨)

٧٧٤٥ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ ، فَلَمَّا هَمَّتِ‌

__________________

(١) في التهذيب ، ص ١٨٢ : « رأسك ».

(٢) في الوافي : + « إليك ». وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : اللهمّ حاجتي ، أي أسألك حاجتي. ويحتمل أن يكون « التي » خبراً ، وعلى التقديرين جملة « أسألك » بيان لتلك الجملة. ويحتمل على بعد أن يكون « حاجتي » معمول « أسألك » ، وقوله : « خلاص » خبر مبتدأ محذوف ».

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « أعطيتها ».

(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « متّعتني ».

(٥) في الوافي : ـ « وملك ناصيتي بيدك ».

(٦) في « بخ ، بف ، جد » والوافي : « خليلك إبراهيم ».

(٧) في « بف » والوافي : « نبيّك ».

(٨) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب حجّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ضمن ح ٦٨٥٢ ، إلى قوله : « وفعل مثل ذلك في المزدلفة » مع اختلاف يسير. التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨٢ ، ح ٦١١ ، بسنده عن إبراهيم ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، من قوله : « فإذا وقفت بعرفات فاحمدالله ». وفيه ، ص ١٨٠ ، ح ٦٠٤ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٩٨٠ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفيهما إلى قوله : « انتقل عن الهضاب واتّق الأراك » الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢٩ ، ح ١٣٦٧٣ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٣٨ ، ذيل ح ١٨٣٩٤ ؛ وفيه ، ص ٥٣٤ ، ح ١٨٣٨٧ ، إلى قوله : « فعل مثل ذلك في المزدلفة ».

٣٣

الشَّمْسُ أَنْ تَغِيبَ قَبْلَ أَنْ تَنْدَفِعَ (١) ، قَالَ : اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ (٢) مِنَ الْفَقْرِ ، وَمِنْ (٣) تَشَتُّتِ الْأَمْرِ (٤) ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، أَمْسى ظُلْمِي مُسْتَجِيراً بِعَفْوِكَ ، وَأَمْسى‌ خَوْفِي مُسْتَجِيراً بِأَمَانِكَ (٥) ، وَأَمْسى (٦) ذُلِّي مُسْتَجِيراً بِعِزِّكَ ، وَأَمْسى وَجْهِيَ الْفَانِي مُسْتَجِيراً بِوَجْهِكَ الْبَاقِي ، يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطى (٧) ، جَلِّلْنِي بِرَحْمَتِكَ (٨) ، وَأَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّ جَمِيعِ (٩) خَلْقِكَ ».

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ : وَسَمِعْتُ أَبِي (١٠) يَقُولُ : يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ، وَيَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطى ، وَيَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ ، ثُمَّ سَلْ (١١) حَاجَتَكَ. (١٢)

٧٧٤٦ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :

__________________

(١) في « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والوسائل : « أن يندفع ». وقوله : « أن تندفع » ، أي تسرع ، من قولهم : اندفع‌الفرسُ ، أي أسرع في سيره. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٠٨ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ ( دفع ).

(٢) في « بخ » : « أسألك » بدل « أعوذ بك ».

(٣) في « بف » : ـ « من ».

(٤) في « بخ ، بف » : « الامور ».

(٥) في الوافي : + « وأمسى ذنوبي مستجيرة بمغفرتك ».

(٦) في قرب الإسناد : « وأصبح ».

(٧) في قرب الإسناد : + « وأرحم من استرحم ».

(٨) في « بخ ، بف » : « رحمتك ». وقوله : « جلّلني برحمتك » ، أي غطّني بها وألبسني إيّاه ، كما يتجلّل الرجل بالثوب. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ١١٩ ؛ المصباح المنير ، ص ١٠٦ ( جلل ).

(٩) في « بف » : ـ « جميع ».

(١٠) ورد صدر الخبر في قرب الإسناد ، ص ٢١ ، ح ٧٢ ، عن محمّد بن عيسى ـ وقد عبِّر عنه بالضمير ـ عن عبد الله‌بن ميمون عن جعفر عن أبيه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. والظاهر أنّ أصل الخبر ورد من أبي جعفر عليه‌السلام عن رسول الله عليه‌السلام. وقد حذف من سندنا هذا قبل « وسمعت أبي » « قال » ، أو « قال أبو عبد الله عليه‌السلام » أو ما شابهما ، فيرتفع الإبهام الموجود في السند.

(١١) في « بخ ، بف » : « تسأل ».

(١٢) قرب الإسناد ، ص ٢١ ، ح ٧٢ ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبدالله بن ميمون ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، إلى قوله : « واصرف عنّي شرّ جميع خلقك » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٣١ ، ح ١٣٦٧٥ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٥٩ ، ح ١٨٤٤٠.

٣٤

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الدُّعَاءِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ شَيْ‌ءٌ مُوَقَّتٌ (١) ». (٢)

٧٧٤٧ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جُنْدَبٍ بِالْمَوْقِفِ (٣) ، فَلَمْ أَرَ مَوْقِفاً كَانَ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِهِ ، مَا زَالَ مَادّاً يَدَيْهِ (٤) إِلَى السَّمَاءِ وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلى خَدَّيْهِ (٥) حَتّى تَبْلُغَ الْأَرْضَ.

فَلَمَّا انْصَرَفَ (٦) النَّاسُ ، قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا رَأَيْتُ مَوْقِفاً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِكَ.

قَالَ : وَاللهِ مَا دَعَوْتُ (٧) إِلاَّ لِإِخْوَانِي ، وَذلِكَ أَنَّ (٨) أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليهما‌السلام أَخْبَرَنِي أَنَّهُ (٩) « مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نُودِيَ مِنَ الْعَرْشِ (١٠) : وَلَكَ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفِ مِثْلِهِ (١١) » ؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَ مِائَةَ أَلْفِ ضِعْفٍ (١٢) مَضْمُونَةً لِوَاحِدٍ (١٣) لَا أَدْرِي (١٤) يُسْتَجَابُ (١٥) ، أَمْ لَا. (١٦)

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١٢٢ : « قوله عليه‌السلام : شي‌ء موقّت ، أي مفروض ، أو معيّن لا تتأتّى السنّة بدونه ، فلا ينافي كون الفضل في الأدعية المأثورة ».

(٢) الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٣٤ ، ح ١٣٦٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٤٢ ، ح ١٨٣٩٩.

(٣) في الكافي ، ح ٣٢٣٧ : « في الموقف ».

(٤) في الوسائل والتهذيب : « يده ».

(٥) في « بث » والبحار : « خدّه ».

(٦) في « بخ » والتهذيب : « صرف ». وفي الكافي ، ح ٣٢٣٧ والأمالي للصدوق : « صدر ».

(٧) في « جد » وحاشية « جن » : + « الله ».

(٨) في « جد » والوسائل : « لأنّ ».

(٩) في الكافي ، ح ٣٢٣٧ : « أنّ ».

(١٠) في البحار : + « ها ».

(١١) في الكافي ، ح ٣٢٣٧ والأمالي للصدوق : ـ « مثله ».

(١٢) في الكافي ، ح ٣٢٣٧ : ـ « ضعف ».

(١٣) في « بخ ، بس ، بف » والوسائل والكافي ، ح ٣٢٣٧ والتهذيب والأمالي للصدوق : « لواحدة ».

(١٤) في حاشية « بف » : « لا أعلم ».

(١٥) في « بس » والوافي والوسائل والكافي ح ٣٢٣٧ والتهذيب والأمالي للصدوق : « تستجاب ».

(١٦) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء للإخوان بظهر الغيب ، ح ٣٢٣٧. وفي التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨٤ ، ح ٦١٥ ، معلّقاً عن الكليني. الأمالي للصدوق ، ص ٤٥٥ ، المجلس ٧٠ ، ح ٢ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. الفقيه ، ج ٢ ،

٣٥

٧٧٤٨ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، قَالَ :

كَانَ عِيسَى بْنُ أَعْيَنَ إِذَا حَجَّ ، فَصَارَ (١) إِلَى الْمَوْقِفِ ، أَقْبَلَ عَلَى الدُّعَاءِ لِإِخْوَانِهِ حَتّى يُفِيضَ النَّاسُ.

قَالَ (٢) : فَقُلْتُ (٣) لَهُ : تُنْفِقُ مَالَكَ ، وَتُتْعِبُ بَدَنَكَ حَتّى إِذَا صِرْتَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي تُبَثُّ فِيهِ الْحَوَائِجُ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَقْبَلْتَ عَلَى الدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكَ ، وَتَرَكْتَ (٤) نَفْسَكَ؟

قَالَ (٥) : إِنِّي عَلى ثِقَةٍ مِنْ دَعْوَةِ الْمَلَكِ لِي ، وَفِي شَكٍّ مِنَ الدُّعَاءِ لِنَفْسِي. (٦)

٧٧٤٩ / ٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيِّ (٧) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ أَوْ (٨) عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، قَالَ :

__________________

ص ٢١٢ ، ح ٢١٨٥ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام ، من قوله : « ما دعا لأخيه بظهر الغيب » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٢٧ ، ح ٨٦٩٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٤٤ ، ح ١٨٤٠٢ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٧١ ، ح ١٠.

(١) في الوافي : « وصار ».

(٢) في « بف » والوافي : ـ « قال ».

(٣) في « بخ ، بف » وحاشية « جن » والوافي والتهذيب والاختصاص : « فقيل ».

(٤) في « بخ ، بف » والوافي : « وتترك ».

(٥) في « ى ، بخ ، بف ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب والاختصاص : « فقال ».

(٦) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨٥ ، ح ٦١٦ ، معلّقاً عن الكليني. الاختصاص ، ص ٦٨ ، بسنده عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابه الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٢٨ ، ح ٨٧٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٤٤ ، ح ١٨٤٠٣.

(٧) هكذا في « جد ، جر » وحاشية « بث ، بح » والوسائل والتهذيب. وفي « ى ، بف » : « عليّ بن الحسن السلمي ». وفي « بس » وحاشية « جن » : « عليّ بن الحسين التيملي ». وفي « بث ، بح ، بخ ، جن » والمطبوع والبحار : « عليّ بن الحسين السلمي ».

والصواب ما أثبتناه وعليّ بن الحسن التيملي هو عليّ بن الحسن بن فضّال. روى عنه أحمد بن محمّد العاصمي في عدّة من الأسناد. لاحظ ما قدّمناه في الكافي ، ذيل ح ٢٣٣٣.

(٨) في التهذيب : « أنّ » بدل « أو ».

٣٦

كُنْتُ فِي الْمَوْقِفِ ، فَلَمَّا أَفَضْتُ لَقِيتُ (١) إِبْرَاهِيمَ بْنَ شُعَيْبٍ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ـ وَكَانَ مُصَاباً بِإِحْدى عَيْنَيْهِ ـ وَإِذَا عَيْنُهُ الصَّحِيحَةُ حَمْرَاءُ كَأَ نَّهَا عَلَقَةُ دَمٍ (٢) ، فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ‌ أُصِبْتَ بِإِحْدى عَيْنَيْكَ وَأَنَا وَاللهِ مُشْفِقٌ عَلَى (٣) الْأُخْرى ، فَلَوْ قَصَرْتَ مِنَ الْبُكَاءِ قَلِيلاً.

فَقَالَ (٤) : وَلَا (٥) اللهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا دَعَوْتُ لِنَفْسِيَ الْيَوْمَ بِدَعْوَةٍ.

فَقُلْتُ : فَلِمَنْ (٦) دَعَوْتَ؟

قَالَ : دَعَوْتُ لِإِخْوَانِي ؛ لِأَنِّي (٧) سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ مَلَكاً يَقُولُ : وَلَكَ مِثْلَاهُ » فَأَرَدْتُ أَنْ أَكُونَ (٨) إِنَّمَا (٩) أَدْعُو لِإِخْوَانِي ، وَيَكُونَ الْمَلَكُ يَدْعُو لِي ؛ لِأَنِّي (١٠) فِي شَكٍّ مِنْ دُعَائِي لِنَفْسِي وَلَسْتُ فِي شَكٍّ مِنْ دُعَاءِ الْمَلَكِ لِي (١١) (١٢)

٧٧٥٠ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ (١٣) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، قَالَ :

__________________

(١) في التهذيب : « أتيت ».

(٢) في الوسائل : ـ « دم ».

(٣) في « بس » : + « عينك ».

(٤) في الوسائل والتهذيب : « قال ».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار والتهذيب والاختصاص. وفي المطبوع : ـ « لا ».

(٦) في « بث ، بح » والبحار : « لمن ».

(٧) في الوسائل : « فإنّي ».

(٨) في « بخ » : ـ « أن أكون ».

(٩) في حاشية « جن » والوسائل والتهذيب والاختصاص : « أنا ».

(١٠) في « بخ ، بف » والوافي : « لأنّني ».

(١١) في البحار : ـ « لي ».

(١٢) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨٥ ، ح ٦١٧ ، معلّقاً عن الكليني. الاختصاص ، ص ٨٤ ، بسنده عن عليّ بن أسباط. وراجع : الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء للإخوان بظهر الغيب ، ح ٣٢٣٥ ومصادره الوافي ، ج ٩ ، ص ١٥٢٨ ، ح ٨٧٠١ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٤٥ ، ح ١٨٤٠٤ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٧٢ ، ح ١١.

(١٣) هكذا ورد العنوان في الإقبال للسيّد بن طاووس ، ج ٢ ، ص ٥٧ ، نقلاً من الكتاب. وفي « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جر ، جن » والمطبوع والبحار : « النضر بن سويد ».

والصواب ما أثبتناه كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٣٥١٥ ، فلاحظ.

٣٧

رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَوْمَ عَرَفَةَ بِالْمَوْقِفِ وَهُوَ يُنَادِي بِأَعْلى صَوْتِهِ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ الْإِمَامَ ، ثُمَّ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، ثُمَّ الْحَسَنُ ، ثُمَّ الْحُسَيْنُ ، ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثُمَّ هَهْ » فَيُنَادِي (١) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لِمَنْ (٢) بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ يَسَارِهِ ، وَمِنْ خَلْفِهِ اثْنَيْ عَشَرَ صَوْتاً.

وَقَالَ (٣) عَمْرٌو : فَلَمَّا أَتَيْتُ مِنًى ، سَأَلْتُ أَصْحَابَ الْعَرَبِيَّةِ عَنْ تَفْسِيرِ « هَهْ » فَقَالُوا : هَهْ لُغَةُ بَنِي فُلَانٍ : أَنَا فَاسْأَلُونِي ، قَالَ : ثُمَّ سَأَلْتُ (٤) غَيْرَهُمْ أَيْضاً (٥) مِنْ أَصْحَابِ (٦) الْعَرَبِيَّةِ ، فَقَالُوا مِثْلَ ذلِكَ. (٧)

٧٧٥١ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِذَا ضَاقَتْ عَرَفَةُ كَيْفَ يَصْنَعُونَ؟

قَالَ : « يَرْتَفِعُونَ إِلَى الْجَبَلِ ». (٨)

١٦٦ ـ بَابُ الْإِفَاضَةِ مِنْ عَرَفَاتٍ‌

٧٧٥٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

__________________

(١) في الوافي : « فنادى ».

(٢) في « بخ ، جد » والوافي : « من ». وفي « بث » : ـ « لمن ».

(٣) في « بح ، بف » : « قال » بدون الواو.

(٤) في « بث ، بح » : « سأل ».

(٥) في « ى ، جد » : ـ « أيضاً ».

(٦) في « بح » : « أهل ».

(٧) الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٠٣ ، ح ٧٥٩ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٨ ، ح ١٠٧.

(٨) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨٠ ، ضمن ح ٦٠٤ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن سماعة الصيرفي ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٢٧ ، ح ١٣٦٦٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٣٥ ، ح ١٨٣٨٩.

٣٨

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَتَى الْإِفَاضَةُ مِنْ عَرَفَاتٍ؟

قَالَ : « إِذَا ذَهَبَتْ (١) الْحُمْرَةُ » يَعْنِي مِنَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ (٢) (٣)

٧٧٥٣ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (٤) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٥) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يُفِيضُونَ مِنْ (٦) قَبْلِ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ ، فَخَالَفَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَأَفَاضَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ».

قَالَ : وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٧) : « إِذَا (٨) غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَفِضْ مَعَ النَّاسِ ، وَعَلَيْكَ السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ ، وَأَفِضْ بِالِاسْتِغْفَارِ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( ثُمَّ أَفِيضُوا (٩) مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (١٠) فَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْكَثِيبِ (١١) الْأَحْمَرِ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ ، فَقُلِ : اللهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي ، وَزِدْ فِي عِلْمِي (١٢) ، وَسَلِّمْ لِي دِينِي ، وَتَقَبَّلْ‌

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « ذهب ».

(٢) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١٢٤ : « يدلّ على أنّ منتهى الوقوف ذهاب الحمرة ، كما هو ظاهر جماعة من الأصحاب ، وظاهر أكثر الأخبار الاكتفاء بغيبوبة القرص. والأوّل أحوط ».

(٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٨٦ ، ح ٦١٨ ، بسنده عن يونس بن يعقوب. راجع : الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٦٧ ، ذيل ح ٢٩٨٦ الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٣٧ ، ح ١٣٦٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٥٥٧ ، ح ١٨٣٤٦.

(٤) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٥) في « بف ، جر » : ـ « بن يحيى ».

(٦) في « بخ ، بف » والتهذيب ، ص ١٨٦ : ـ « من ».

(٧) في التهذيب ، ص ١٨٧ : ـ « إنّ المشركين » إلى هنا.

(٨) في « بف » والوافي : « فإذا ».

(٩) في التهذيب ، ص ١٨٧ : ـ « وبالاستغفار ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( ثُمَّ أَفِيضُوا ) ».

(١٠) البقره (٢) : ١٩٩.

(١١) قال الجوهري : « انكثب الرمل ، أي اجتمع ، وكلّ ما انصبّ في شي‌ء فقد انكثب فيه ، ومنه سمّي الكثب من الرمل ؛ لأنّه انصبّ في مكان فاجتمع فيه. والجمع : الكُثْبان ، وهي تلال الرمل ». الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٩ ( كثب ).

(١٢) في « بث ، بح ، بس ، بف ، جد » : « عملي ».

٣٩

مَنَاسِكِي.

وَإِيَّاكَ وَالْوَجِيفَ (١) الَّذِي يَصْنَعُهُ (٢) النَّاسُ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ (٣) ، إِنَّ الْحَجَّ لَيْسَ بِوَجِيفِ (٤) الْخَيْلِ ، وَلَا إِيضَاعِ (٥) الْإِبِلِ ، وَلكِنِ اتَّقُوا اللهَ ، وَسِيرُوا سَيْراً جَمِيلاً ، لَا تُوَطِّئُوا (٦) ضَعِيفاً ، وَلَاتُوَطِّئُوا مُسْلِماً ، وَتَوَأَّدُوا (٧) ، وَاقْتَصِدُوا فِي السَّيْرِ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ يَكُفُّ نَاقَتَهُ حَتّى يُصِيبَ رَأْسُهَا مُقَدَّمَ الرَّحْلِ (٨) ، وَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، عَلَيْكُمْ بِالدَّعَةِ (٩) ؛ فَسُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تُتَّبَعُ ».

قَالَ مُعَاوِيَةُ : وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « اللهُمَّ أَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ » وَكَرَّرَهَا (١٠)

__________________

(١) في « ى » : « الوجيف » بدون الواو. وفي « بث » : « والوصيف ». وفي التهذيب ، ص ١٨٧ : « والوضيف ». قال‌الجوهري : « الوجيف : ضرب من سير الإبل والخيل ». وقال ابن الأثير : « هو ضرب من السير سريع ». وقال ابن منظور : « الوَجْفُ : سرعة السير ، وَجَفَ البعير والفرس يَجِفُ ووَجِيفاً : أسرع ، والوجيف : دون التقريب من السير ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٣٧ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٥٧ ؛ لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٢٨ ( وجف ).

(٢) في « بح ، بخ ، بف » : « تصنعه ». وفي « ى » : « صنعه ».

(٣) في التهذيب ، ص ١٨٧ : « فإنّه بلغنا » بدل « فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أيّها الناس ».

(٤) في « بث » : « بوصيف ». وفي التهذيب ، ص ١٨٧ : « بوضف ».

(٥) في « ى » : « بإيضاع ». وإيضاع الإبل : إسراعها في سيرها ، أو حملها على سرعة السير ؛ يقال : وضع البعير وغيره وأوضع ، أي أسرع في سيره ، وأوضعه راكبه ، إذا حمله على سرعة السير. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣٠٠ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٩٦ ( وضع ).

(٦) الوَطْء والتوطئة : الدوس بالقدم ؛ يقال : وَطِئَ الشي‌ء ووطّأه وتوطّأه ، أي داسه برجله. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠٠ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٩٦ ( وطأ ).

(٧) في الوافي والمرآة عن بعض النسخ : « لا تؤذوا » من الإيذاء. وفي التهذيب ، ص ١٨٧ : ـ « وتوأّدوا ». و « توأّدوا » ، أي تمهّلوا وتثبّتوا ، أمر من توأّد : إذا تأنّى وتثبّت وتمهّل ، من التُؤَدة بمعنى التأنّي والتمهّل والرزانة ، يقال : مشى على تؤدة ، أي على سكينة ، وأصله وُأدة. راجع : لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٤٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٦٧٤ ( وأد ).

(٨) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « بخ » والمطبوع : « الرجل ».

(٩) الدعة : الخفضُ والسعةُ في العيش ، والراحةُ. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٢٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٢٩ ( ودع ).

(١٠) في « بخ ، بف » والوافي : « يكرّرها » بدون الواو.

٤٠