الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٦
تبكي وأنت تنهانا عن البكاء ؟ فقال : « لم أنهكم عن البكاء وانما نهيتكم عن النوح والعويل ، وانما هي رقة ورحمة يجعلها الله في قلب من شاء من خلقه ، ويرحم الله من شاء ، وانما يرحم من عباده الرحماء » .
٢٤٦٦ / ٥ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « رخص رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في البكاء عند المصيبة ، وقال : النفس مصابة ، والعين دامعة ، والعهد قريب » .
٢٤٦٧ / ٦ ـ الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد : عن جابر بن عبد الله قال : أخذ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بيد عبد الرحمن بن عوف ، فأتى إبراهيم وهو يجود بنفسه ، فوضعه في حجره ، فقال : « بني اني لا املك لك من الله شيئاً » ، وذرفت عيناه فقال له عبد الرحمن : يا رسول الله تبكي ، أولم تنه عن البكاء ؟ قال ( صلّى الله عليه وآله ) : « إنما نهيت عن النوح ـ الى ان قال ـ : انما هذه رحمة ، من لا يَرحم لا يُرحم ، لولا أنه امر حق ، ووعد صدق ، وسبيل لله (١) ، وان آخرنا سيلحق أولنا لحزنّا عليك حزناً ( أشد من هذا ) (٢) ، وانا بك لمحزونون (٣) ، تبكي العين ويدمع (٤) القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل » .
وفي رواية أخرى : « يحزن القلب ، وتدمع العين ، ولا نقول ما يسخط الرب ، وانا على إبراهيم لمحزنون » (٥) .
__________________________
٥ ـ المصدر السابق ج ١ ص ٢٢٥ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٠١ ح ٤٨ .
٦ ـ مسكن الفؤاد ص ١٠٢ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٩٠ ح ٤٣ .
(١) في المصدر : بالله .
(٢) وفيه : شديدا .
(٣) وفيه : محزونون .
(٤) في نسخة : ويحزن .
(٥) مسكن الفؤاد ص ١٠٣ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٩٠ ح ٤٣ .
ورواه في عوالي اللآلي : عنه مثله (٦) .
٢٤٦٨ / ٧ ـ وعن أسماء بنت زيد قالت : لما توفي إبراهيم بن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بكى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال له بعض من عزّاه (١) : أنت أحق من عظم الله حقه ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب ، لولا أنه وعد حق ، وموعود جامع وان الاخر للأول تابع لما وجدنا (٢) عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدناه ، وإنا بك لمحزونون » .
٢٤٦٩ / ٨ ـ وعن أبي أمامة قال : جاء رجل الى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ـ حين توفي ابنه إبراهيم (١) ـ وعيناه تدمعان ، فقال : يا نبي الله تبكي على هذا الشخص ؟ والذي بعثك بالحق نبياً ، لقد دفنت اثني عشر ولداً في الجاهلية ، كلهم أشب منه ، أدسه في التراب دساً . فقال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : « فماذا ان كانت الرحمة ذهبت منك ، يحزن القلب ، وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب ، وانا على إبراهيم لمحزونون » .
٢٤٧٠ / ٩ ـ وعن محمود بن لبيد قال : انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال الناس : انكسفت الشمس
__________________________
(٦) عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٩ باختلاف ، نحوه في البحار ج ٢٢ ص ١٥٧ ح ١٦ ، عن الكافي ج ٣ ص ٢٦٢ ح ٤٥ .
٧ ـ مسكن الفؤاد ص ١٠٢ .
(١) في المصدر : « المعزي » بدلاً من « بعض من عزاه » .
(٢) وفيه : « تابع للأول لوجدنا » بدلاً من « للاول تابع لما وجدنا » .
٨ ـ المصدر السابق ص ١٠٣ .
(١) « ابراهيم » ليس في المصدر .
٩ ـ مسكن الفؤاد ص ١٠٣ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٩١ ح ٤٣ .
لموت إبراهيم بن النبي (١) ( صلّى الله عليه وآله ) ، فخرج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) حين سمع ذلك : فحمد الله واثنى عليه ثم قال : « أما بعد ، أيها الناس انّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فاذا رأيتم ذلك فافزعوا الى المساجد » ودمعت عيناه فقالوا : يا رسول الله تبكي وانت رسول الله ؟ فقال : « انما انا بشر ، تدمع العين ويفجع القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب ، يا ابراهيم (٢) إنا بك لمحزونون » .
وقال ( صلّى الله عليه وآله ) يوم مات إبراهيم : « ما كان من حزن في القلب أو في العين ، فانما هو رحمة ، وما كان من حزن باللسان ، وباليد فهو من الشيطان » (٣) .
٢٤٧١ / ١٠ ـ وروى الزبير بن بكار : ان النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لما خرج بإبراهيم خرج يمشي ، ثم جلس على قبره ، ثم ولى (١) ، فلما رآه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قد وضع في القبر دمعت عيناه ، فلما رأى الصحابة ذلك ، بكوا حتى ارتفعت أصواتهم فأقبل عليه ابو بكر فقال : يا رسول الله تبكي وانت تنهى عن البكاء ، فقال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : « تدمع العين ويوجع القلب ، ولا نقول ما يسخط الرب » .
٢٤٧٢ / ١١ ـ وعن السائب بن يزيد (١) : ان النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لما
__________________________
(١) « ابن النبي » ليس في المصدر .
(٢) في المصدر : والله يا ابراهيم .
(٣) مسكن الفؤاد ص ١٠٤ .
١٠ ـ مسكن الفؤاد ص ١٠٤ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٩١ ح ٤٣ .
(١) كذا في المخطوط : والصحيح : اُدني ، كما ورد في المصدر .
١١ ـ مسكّن الفؤاد ص ١٠٤ .
(١)
في المصدر : النائب بن بريد وفي المخطوط : السائب بن زيد ، والظاهر =
مات ابنه الطاهر ، ذرفت عيناه ، فقيل : يا رسول الله بكيت ؟ فقال : « ان العين تذرف ، وان الدمع يغلب وان القلب يحزن ، ولا نعصي الله عز وجل » .
٢٤٧٣ / ١٢ ـ وروى : أنه لما مات عثمان بن مظعون ، كشف عن وجهه الثوب ، فقبّل بين عينيه ، ثم بكى بكاء (١) طويلا ، فلما رفع السرير قال : « طوباك يا عثمان ، لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها » .
٢٤٧٤ / ١٣ ـ وعن اُسامة بن زيد قال : أتى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، بامامة بنت زينب ونفسها يتقعقع في صدرها فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « لله ما أخذ ، ولله ما أعطى وكل الى أجل مسمى » وبكى ، فقال سعد بن عبادة : تبكي وقد نهيت عن البكاء ؟ فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « انما هي رحمة يجعلها الله عز وجل في قلوب عباده ، وانما يرحم الله عز وجل من عباده الرحماء » .
٢٤٧٥ / ١٤ ـ وعن خالد بن زيد قال : لما جاء نعي زيد بن حارثة الى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، آتى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) منزل زيد ، فخرجت اليه بنية لزيد ، فلما رأت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خمشت (١) في وجهه ، فبكى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وقال :
__________________________
= أن الصحيح هو : السائب بن يزيد « راجع الاصابة في تمييز الصحابة ج ٢ ص ١٢ ح ٣٠٧٧ .
١٢ ـ المصدر السابق ص ١٠٥ . والبحار ج ٨٢ ص ٩١ ح ٤٣ .
(١) « بكاء » ليس في المصدر .
١٣ ـ مسكن الفؤاد ص ١٠٥ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٩١ ح ٤٣ .
١٤ ـ المصدر السابق ص ١٠٧ .
(١)
كذا في المصدر والمخطوط ، ولعلها تصحيف « جهشت » ، جَهِشَ وجَهَشَ للبكاء : استعدّ له واستعبر ، والجهش : أن يفزع الإِنسان الى غيره =
« هاه هاه » فقيل : يا رسول الله ما هذا ؟ فقال : « شوق الحبيب الى حبيبه » .
٢٤٧٦ / ١٥ ـ وعن البراء بن عازب قال : بينما نحن مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، اذ أبصر جماعة فقال : علام اجتمعوا هؤلاء » ؟ فقيل : على قبر يحفرونه ، قال : فبدر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وبين يديه أصحابه مسرعاً حتى أتى القبر فجثا عليه ، قال : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع فبكى حتى بل التراب من دموعه ثم اقبل علينا فقال : « اخواني ، لمثل هذا فاعدوا » .
٢٤٧٧ / ١٦ ـ الطبرسي في إعلام الورى قال : قال عبد الله بن جعفر : أنا أحفظ حين دخل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) على أمي فنعى لها أبي ، فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي ، وعيناه تهرقان (١) الدموع .
٢٤٧٨ / ١٧ ـ البحار : عن مصباح الأنوار ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه : أن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) لما وضع فاطمة بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في القبر قال ـ الى أن قال ـ : « ثم جلس عند قبرها باكياً حزيناً ، فأخذ العباس بيده وانصرف به » .
٢٤٧٩ / ١٨ ـ جعفر بن قولويه في كامل الزيارة : عن أبيه ، وجماعة من
__________________________
= وهو مع ذلك كأنه يريد البكاء كالصبي يفزع الى اُمّه وأبيه وقد تهيّأ للبكاء ( لسان العرب ـ جهش ـ ج ٦ ص ٢٧٦ ) .
١٥ ـ المصر السابق ص ١٠٧ .
١٦ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ص ١٠٣ ، ومسكّن الفؤاد ص ١٠٦ .
(١) في المخطوط : تهراقان .
١٧ ـ البحار ج ٨٢ ص ٢٧ ح ١٣ عن مصباح الانوار ص ٢٦٠ .
١٨ ـ كامل الزيارات ص ١٠٧ ح ١ .
مشايخه ، عن سعد بن عبد الله ، عن ابن ابي الخطاب ، عن أبي داود المسترق ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « بكى علي بن الحسين ، على (١) الحسين بن علي ( صلوات الله عليهم ) عشرين سنة ، او أربعين سنة » .
٢٤٨٠ / ١٩ ـ وعن محمد بن جعفر ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن إسماعيل بن منصور ، عن بعض أصحابنا قال : أشرف مولى لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) ـ وهو في سقيفة له ساجد يبكى ـ فقال له : يا علي (١) بن الحسين ، ما آن لحزنك أن ينقضي ؟ فرفع رأسه اليه فقال : « ويلك ـ أو ـ ثكلتك أمك والله ، لقد شكا يعقوب الى ربه في أقل مما رأيت ، حين قال : يا أسفا على يوسف ـ وأنه فقد ابناً واحداً ـ وإنّي (٢) رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يذبحون حولي » قال : وكان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يميل الى ولد عقيل ، فقيل له : ما بالك تميل الى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر ؟ فقال : « اني أذكر يومهم ـ مع أبي عبد الله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ـ فأرق لهم » .
٢٤٨١ / ٢٠ ـ الصدوق في العيون والأمالي : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن أبيه ، عن
__________________________
(١) في المصدر زيادة : أبيه .
١٩ ـ كامل الزيارات ص ١٠٧ ح ٢ .
(١) في المصدر : يا مولاي يا علي . . .
(٢) في المصدر : وأنا .
٢٠ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ج ١ ص ٢٥٢ ح ٧ ، أمالي الصدوق ص ٢٨٦ ح ١ .
الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن سنان ، عن الفضيل قال : انتهيت الى زيد بن علي ( عليه السلام ) صبيحة (١) خرج بالكوفة ـ الى ان قال ـ : فدخلت على الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، فقلت في نفسي : لا أخبرنّه (٢) بقتل زيد بن علي ( عليه السلام ) فيجزع عليه ، فلما دخلت (٣) قال لي : « يا فضيل (٤) ما فعل عمي زيد » ؟ قال : فخنقتني العبرة . فقال لي : « قتلوه » ؟ قلت : اي والله قتلوه قال : « فصلبوه » ؟ قلت : اي والله صلبوه قال : فأقبل يبكي ودموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنها الجمان (٥) ، الخبر .
٢٤٨٢ / ٢١ ـ الشريف الزاهد محمد بن علي الحسيني في كتاب التعازي : بإسناده ، عن شعبة بن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : لما ماتت رقية بنت النبي ( صلّى الله عليه وآله ) فبكت النساء عليها ، فجاء عمر يضربهن بسوطه ، فأخذ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) بيده وقال : « يا عمر دعهن يبكين ، وقال لهن : ابكين واياكن ونعيق الشيطان ، فانه مهما يكن من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة ، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان » فبكت فاطمة ( عليها السلام ) ـ وهي على شفير القبر ـ فجعل النبي ( صلّى الله عليه وآله ) يمسح الدمع (١) من عينيها
__________________________
(١) في العيون : زيادة : يوم .
(٢) في هامش المخطوط : لا أخبرته ـ خ ل ( منه قدّس سرّه ) ، وفي العيون : والله لاُخبرنّه ( لا اُخبرنّه ـ خ ل ) .
(٣) في العيون والأمالي زيادة : عليه .
(٤) « يا فضيل » ليس في العيون .
(٥) الجمان : اللؤلؤ الصغار ، وقيل : حبّ يتّخذ من الفضّة أمثال اللؤلؤ . ( لسان العرب ـ جمن ـ ج ١٣ ص ٩٢ ) .
٢١ ـ التعازي ص ٢٢ ح ٤٥ .
(١) في المصدر : الدموع .
بطرف ثوبه .
٢٤٨٣ / ٢٢ ـ الصدوق في الأمالي : عن جعفر بن مسرور ، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن احمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله بن عباس ، قال : أقبل علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ـ ذات يوم ـ الى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) باكيا وهو يقول : « إنا لله وإنا إليه راجعون » فقال له رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « مه يا علي » فقال عليّ ( عليه السلام ) : « يا رسول الله ماتت امي فاطمة بنت أسد » قال : فبكى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ثم قال : رحم الله امك يا علي أما انها لو (١) كانت لك أماً فقد كانت لي اُمّاً » ، الخبر .
٧٥ ـ ( باب استحباب البكاء لموت المؤمن )
٢٤٨٤ / ١ ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « ما من مؤمن يموت في غربة من الأرض فيغيب عنه بواكيه الا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها ، وبكته أثوابه ، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد بها عمله ، وبكاه الملكان الموكلان به » .
__________________________
٢٢ ـ أمالي الصدوق ص ٢٥٨ ح ١٤ ، عنه في البحار ج ٨١ ص ٣٥٠ ح ٢٢ .
(١) في المصدر : إن .
الباب ـ ٧٥
١ ـ المؤمن ص ٣٦ ح ٨١ .
٢٤٨٥ / ٢ ـ الكراجكي في كنز الفوائد : روي عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : « ما من مؤمن إلّا وله باب يصعد منه عمله ، وباب ينزل منه رزقه ، فاذا مات بكيا عليه ، وذلك قول الله عز وجل : ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ) (١) .
٢٤٨٦ / ٣ ـ السيد فضل الله الراوندي في نوادره : باسناده ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما من مؤمن يموت في غربته (١) الا بكت عليه الملائكة رحمة له ، حيث قلت بواكيه » .
٢٤٨٧ / ٤ ـ القطب الراوندي في دعواته قال : قال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : « اذا مات المؤمن ثلم في الإِسلام ثلمة لا يسد مكانها شيء ، وبكت عليه بقاع الأرض التي كان يعبد الله فيها » .
قال : وقال النبي ( صلّى الله عليه وآله ) (١) : « يا ربّ ، أي عبادك أحب اليك ؟ قال الذي يبكي لفقد الصالحين ، كما يبكي الصبي لفقد أبويه » .
٢٤٨٨ / ٥ ـ المفيد في أماليه : بإسناده ، الى هشام بن محمد انه قال : قال امير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ لما وصل اليه وفاة مالك ـ : « أما والله ليهدَّنَّ موتك عالماً ، فعلى مثلك فلتبك البواكي » .
__________________________
٢ ـ كنز الفوائد ص ٢٩١ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٨١ ح ٢٨ .
(١) الدخان ٤٤ : ٢٩ .
٣ ـ نوادر الراوندي ص ٩ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٧٩ ح ٢٣ .
(١) في المصدر : غربة .
٤ ـ دعوات الراوندي ص ١٠٨ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٧١ ح ٦ .
(١) دعوات الراوندي ص ١١١ .
٥ ـ أمالي المفيد ص ٧٩ ح ٤ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٣٠ ح ٩ .
٧٦ ـ ( باب جواز البكاء على الأليف الضال )
٢٤٨٩ / ١ ـ في آخر كتاب أبي جعفر محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي : برواية أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدثني محمد بن همام ، عن حميد بن زياد ومحمد بن جعفر الزراد القرشي ، عن يحيى بن زكريا اللؤلؤي قال : حدثنا محمد بن أحمد بن هارون الحرّار ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن سنان ، عن مفضل بن عمر ، عن جابر الجعفي ، عن رجل ، عن جابر بن عبد الله قال : كان لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) صاحب يهودي ، قال : وكان كثيرا ما يألفه (١) ، وان كانت له حاجة أسعفه فيها ، فمات اليهودي ، فحزن عليه واستبدت وحشته له ، قال : فالتفت اليه النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ـ وهو ضاحك ـ فقال له : « يا أبا الحسن ، ما فعل صاحبك اليهودي ؟ قال ، قلت : مات ، قال : اغتممت به واستبدت وحشتك عليه ؟ قال : نعم يا رسول الله ، قال فتحب ان تراه محبورا (٢) » ، الخبر .
٧٧ ـ ( باب استحباب شهادة أربعين أو خمسين أو أقل منهما للمؤمن بالخير )
٢٤٩٠ / ١ ـ الشيخ أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي : عن محمد بن
__________________________
الباب ـ ٧٦
١ ـ كتاب محمد بن المثنى الحضرمي ص ٩٣ .
(١) في الاصول الستة عشر ورد الحديث الى هنا وذكر عبارة « الى آخره » .
(٢) الحبور : السرور والنعمة التامة ، والمحبور : المسرور ( لسان العرب ـ حبر ـ ج ٤ ص ١٥٨ ) .
الباب ـ ٧٧
١ ـ عدة الداعي ص ١٣٦ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٦٠ ح ٢ .
خالد البرقي ، عن بعض أصحابنا ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « كان في بني اسرائيل عابد ، فأوحى الله الى داود : أنه مراء ، قال : ثم انه مات فلم يشهد جنازته داود ( عليه السلام ) ، قال : فقام أربعون من بني اسرائيل فقالوا : اللهم انا لا نعلم منه إلا خيراً ، وأنت أعلم به منا ، فاغفر له قال : فلما غسل أتى أربعون غير الأربعين (١) وقالوا : اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيراً ، وانت أعلم به منا ، فاغفر له ، فلما وضع في قبره قام أربعون غيرهم فقالوا : اللهم انا لا نعلم منه إلا خيرا وأنت أعلم به منا فاغفر له قال : فأوحى الله الى داود : ما منعك ان تصل عليه ؟ فقال داود ( عليه السلام ) للذي أخبرتني (٢) قال : فأوحى الله إليه أنه قد شهد قوم فأجزت شهادتهم ، وغفرت له ما علمت مما لا يعلمون » .
٢٤٩١ / ٢ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : روي ان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خرج في جنازة فقال رجل : هذه جنازة صالح فقال آخر مثل ذلك ، فقال مثله الثالث ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « وجبت ورب الكعبة ، لأن المؤمنين شهداء الله ، والله لا يردّ شهادتهم » .
٢٤٩٢ / ٣ ـ عوالي اللآلي : عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : « ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلّا شفعهم الله فيه » .
__________________________
(١) في المصدر : الاربعين الاول .
(١) وفيه : بالذي اخبرتني من انه مرائي .
٢ ـ لب اللباب : مخطوط .
٣ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٨ ح ١٨٦ .
ورواه الشريف الزاهد في كتاب التعازي (١) : عن ابن عباس أنه مات ابن له بعسفان (٢) ، أو قديد (٣) ، فقال : يا كريب انظر ما اجتمع من الناس ، فخرج فاذا الناس قد اجتمعوا له ، فاخبرته ، فقال : هم أربعون ؟ فقلت : نعم ، قال : فأخرجوه ، فإني سمعت ، وساق مثله .
٧٨ ـ ( باب استحباب مسح رأس اليتيم ترحماً له وملاطفته وإسكاته إذا بكى )
٢٤٩٣ / ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « وان كان المعزى يتيما فامسح يديك على رأسه فقد روي عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : « من مسح يده على رأس يتيم ترحما له كتب الله له بكل شعرة مرت عليه يده حسنة ، وان وجدته باكياً فسكّته بلطف ورفق » فإنه أروي عن العالم ( عليه السلام ) أنه قال : « اذا بكى اليتيم إهتز له العرش فيقول الله تبارك وتعالى : من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه في صغره ؟ وعزتي وجلالي ، وارتفاعي في مكاني ، لا أسكته عبد مؤمن إلا أوجبت له الجنة » .
٢٤٩٤ / ٢ ـ أحمد بن محمد البرقي في المحاسن : عن بعض أصحابنا ، عن
__________________________
(١) التعازي ص ٢٨ ح ٦٤ .
(٢) عسفان : موضع ، قرية جامعة بين مكة والمدينة ( لسان العرب ـ عسف ـ ج ٩ ص ٢٤٦ ) .
(٣) قديد : موضع بالحجاز : قال ابن الاثير : هو موضع بين مكة والمدينة ( لسان العرب ـ قدد ـ ج ٣ ص ٣٤٦ ) .
الباب ـ ٧٨
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ١٨ .
٢ ـ المحاسن ص ٤٢٠ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٨٣ ح ٢٣ .
العباس بن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) قال : سألت ابي عن المأتم فقال : « ان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) لما انتهى إليه قتل جعفر بن أبي طالب دخل على أسماء بنت عميس امرأة جعفر ، فقال : أين بنيَّ ؟ فدعت بهم ، وهم ثلاثة : عبد الله ، وعون ، ومحمد ، فمسح رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) رؤسهم فقالت : انك تمسح رؤسهم كأنهم أيتام ؟ فتعجب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من عقلها » .
٢٤٩٥ / ٣ ـ الصدوق في الهداية : روى أن من مسح يديه على رأس يتيم ترحماً له ، كتب الله له بعدد كل شعرة مرت عليها يديه حسنة .
٢٤٩٦ / ٤ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله بن محمد ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثني موسى بن إسماعيل قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : « لما احتضر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ـ الى أن قال ـ : فكان آخر شيء سمعته من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : « اليك اليك ذي (١) العرش ، لا إلى الدنيا أوصيكم بالضعيفين خيرا : اليتيم ، والمملوك » .
٢٤٩٧ / ٥ ـ عوالي اللآلي : « من كفل (١) يتيما بين المسلمين فأدخله الى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة البتّة ، إلّا أن يعمل ذنباً لا يغفر » .
__________________________
٣ ـ الهداية ص ٢٨ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٦٩ ح ٤ .
٤ ـ الجعفريات ص ٢١٢ .
(١) في هامش المخطوط : ذا ظاهراً .
٥ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٩٠ ح ٢٧٤ .
(١) في المصدر : قبض ـ خ ل .
٢٤٩٨ / ٦ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره ، مرسلا : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : « خير بيوتكم بيت فيه يتيم يحسن اليه ، وشر بيوتكم بيت يساء اليه » .
٢٤٩٩ / ٧ ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) انه قال : « انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار باصبعيه السبابة والوسطى » .
٢٥٠٠ / ٨ ـ وعن أبي مالك ، عنه : « من ضم يتيما الى طعامه وشرابه ، حتى يستغني عنه ، وجبت له الجنة » .
٢٥٠١ / ٩ ـ الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الفضائل بإسناده : عن ابن مسعود ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنه رأى ليلة الاسراء هذه الكلمات مكتوبة على الباب الثاني من الجنة : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ـ ( صلّى الله عليه وآله ) ـ عليّ ولي الله ، لكل شيء حيلة ، وحيلة السرور في الآخرة أربع خصال : مسح رأس اليتامى (١) ، والتعطف على الأرامل ، والسعي في حوائج المؤمنين ، وتعهد الفقراء والمساكين .
وباقي أخبار الباب يأتي في كتاب النكاح ان شاء الله تعالى (٢) .
__________________________
٦ ـ تفسير ابو الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٦٦ .
٧ ـ تفسير ابو الفتوح الرازي ج ٥ ص ٥٤٨ ، و ج ١ ص ٢٦٦ .
٨ ـ تفسير ابو الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٢٦ .
٩ ـ الفضائل ص ١٦٠ .
(١) في المصدر : رؤوس اليتامى المسلمين .
(٢) يأتي في الباب ١٠ من ابواب احكام الاولاد .
٧٩ ـ ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الدفن وما يناسبه )
٢٥٠٢ / ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله بن محمد ، أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثني موسى بن إسماعيل قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جعفر بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : مرت جنازة امرأة واذا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جالس ، فنظر الى الجنازة ، فاذا قد بطنوا نعشها بالخمر (١) من أحمر وأصفر وأبيض وأخضر ، فأمر (٢) فنزعت ثم قال (٣) ( عليه السلام ) : « سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : أول عدل الآخرة القبور ، لا يعرف وضيع من شريف » .
٢٥٠٣ / ٢ ـ وبهذا الاسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : « لما مات عثمان بن مظعون قبله رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فلما دفنه رش على تراب القبر الماء رشّا ، وبسط على قبره ثوبا ، وكان أول من بسط عليه ثوبا يومئذ ، وسوّى عليه تراب القبر » .
٢٥٠٤ / ٣ ـ وبهذا الاسناد : عنه ( عليه السلام ) أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) مرّ على امرأة وهي تبكي على ولدها ، وهي تقول :
__________________________
الباب ـ ٧٩
١ ـ الجعفريات ص ٢٠٥ .
(١) الخمار : ما تغطي به المرأة رأسها ، وجمعه خُمْر ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٥٧ ) . في المخطوط : بالخمر ـ بالحلل ـ ظ ، وفي المصدر : بالخمر بالحلل .
(٢) وفيه : فأمر عليّ ( عليه السلام ) .
(٣) وفيه : ثم قال علي ( عليه السلام ) .
٢ ـ المصدر السابق ص ٢٠٣ .
٣ ـ الجعفريات ص ٢٠٧ .
الحمد لله مات شهيدا فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « كفّي أيتها المرأة ، فلعلّه كان يبخل بما لا يضر (١) ، ويقول فيما لا يعنيه » .
٢٥٠٥ / ٤ ـ وبهذا الاسناد : عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : لما توفي النبي ( صلّى الله عليه وآله ) اجتمع جماعة من بني هاشم فقالوا : أين ندفنه يا أبا الحسن ؟ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ندفنه كما أمر في شهداء اُحد ، قال : ان قبورهم في مضاجعهم » فقالوا : صدقت ، فخطوا حول مضجعه فحفروا له فيه .
٢٥٠٦ / ٥ ـ وبهذا الاسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « إذا بلغ أحدكم وفاة أخيه المسلم فليقل : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) (١) اللهم اكتبه عندك في المحسنين ، واجعل كتابه في عليين ، واخلف على تركته في الغابرين ، واغفر لنا يا رب العالمين ولا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، فإنه يستكمل الأجر في المصيبة ان شاء الله ، والحمد لله رب العالمين » .
٢٥٠٧ / ٦ ـ دعائم الإِسلام : عن علي ( صلوات الله عليه ) انه نظر الى نعش ربطت عليه ( حلتان حمراء وصفراء زين بهما ، فأمر ( عليه السلام ) بهما فنزعتا ) (١) وقال : « سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : أول عدل الآخرة القبور لا يعرف فيها
__________________________
(١) في المصدر : لا يضرّه .
٤ ـ المصدر السابق ص ٢١٣ .
٥ ـ المصدر السابق ص ٢٢٩ .
(١) البقرة ٢ : ١٥٦ .
٦ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٣٣ .
(١) في المصدر : خمر بين أحمر وأخضر وأصفر زين بها ، فأمر ( عليه السلام ) بها فنزعت .
غني من فقير » .
٢٥٠٨ / ٧ ـ وعنه ( عليه السلام ) : أنه رخص في حمل الجنازة على الدابة ، هذا اذا لم يوجد من يحملها أو من عذر ، فأما السنة والذي يؤمر به أن يحملها الرجال (١) .
وعنه ( عليه السلام ) : أنه امر أن يبسط على قبر عثمان بن مظعون ثوب ، وهو أول قبر بسط عليه ثوب (٢) .
٢٥٠٩ / ٨ ـ البحار : عن مصباح الأنوار ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : « ان فاطمة ( عليها السلام ) لما احتضرت أوصت عليا ( عليه السلام ) فقالت : اذا أنا متّ فتولّ أنت غسلي وجهزني ، وصلّ عليّ ، وأنزلني قبري ، وألحدني ، وسوّ التراب عليّ ، واجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء ، فانها ساعة يحتاج الميت فيها الى اُنس الأحياء » .
٢٥١٠ / ٩ ـ السيد علي بن طاووس ( رحمه الله ) في فلاح السائل : وكان جدي ورام بن أبي فراس ـ ( قدس الله جل جلاله روحه ) وهو ممن يقتدى بفعله ـ قد أوصى أن يجعل في فمه بعد وفاته فص عقيق عليه أسماء أئمته ( عليهم السلام ) ، فنقشت أنا فصاً عقيقاً عليه : الله ربي ، ومحمد نبيّي ، وعلي ـ وسميت الأئمة ( عليهم السلام ) الى آخرهم ـ أئمتي ووسيلتي .
__________________________
٧ ـ المصدر السابق ج ١ ص ٢٣٣ .
(١) في نسخة « يحمل على الرجال » ، منه « قدّه » .
(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٣٨ .
٨ ـ البحار ج ٨٢ ص ٢٧ ح ١٣ عن مصباح الأنوار ص ٢٥٧ .
٩ ـ فلاح السائل ص ٧٥ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٥١ ح ٤١ .
وقال (١) : وعن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال في التعزية ـ ما معناه ـ : ان كان هذا الميت قد قربك موته من ربك ، أو باعدك عن ذنبك ، فهذه ليست مصيبة ولكنها لك رحمة ، وعليك نعمة وان كان ما وعظك ، ولا باعدك عن ذنبك ، ولا قربك من ربك ، فمصيبتك بقساوة قلبك أعظم من مصيبتك بميّتك ان كنت عارفا بربك .
٢٥١١ / ١٠ ـ الصدوق في أماليه : عن علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمد بن اسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الهيثم ، عن عباد بن يعقوب الأسدي ، عن عنبسة العابد قال : لما مات إسماعيل بن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) وفرغنا من جنازته جلس الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) وجلسنا حوله وهو مطرق ثم رفع رأسه فقال : « أيها الناس ، ان هذه الدنيا دار فراق ، ودار التواء لا دار استواء ، على أن لفراق المألوف حرقة لا تدفع ، ولوعة لا تردّ ، وانما يتفاضل الناس بحسن العزاء ، وصحة الفكرة ، فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه ، ومن لم يقدم ولدا كان هو المقدم دون الولد » ، ثم تمثل عليه ( عليه السلام ) بقول أبي فراش (١) الهذلي يرثي أخاه :
« ولا تحسبي أني تناسيت عهده |
|
ولكن صبري يا اُمام جميل » |
٢٥١٢ / ١١ ـ ابن الشيخ الطوسي في مجالسه : عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمد بن محمد بن طاهر ، عن ابن عقدة الحافظ ، عن أحمد بن
__________________________
(١) نفس المصدر ص ٨٢ .
١٠ ـ امالي الصدوق ص ١٩٧ ح ٤ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ٧٣ ح ٥ .
(١) في المصدر : ابي خراش .
١١ ـ امالي الشيخ الطوسي ج ١ ص ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٠٩ ح ٥٤ وج ٤٩ ص ٣٣٦ .
يوسف ، عن الحسين بن محمد ، عن أبيه ، عن عاصم بن عمر (١) ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : « كتب الى الحسن بن علي ( عليهما السلام ) قوم من أصحابه يعزونه عن ابنة له ، فكتب اليهم :
أما بعد ، فقد بلغني كتابكم تعزوني بفلانة ، فعند الله أحتسبها ، تسليما لقضائه ، وصبرا على بلائه ، فان أوجعتنا المصائب ، وفجعتنا النوائب ، بالأحبة المألوفة ، التي كانت بنا حفية ، والاخوان المحبين ، الذين كان يسر بهم الناظرون وتقرّ بهم العيون ، أضحوا قد اخترمتهم الأيام ، ونزل بهم الحمام فخلفوا الخلوف ، وأودت بهم الحتوف ، فهم صرعى في عساكر الموتى ، متجاورون في غير محلة التجاور ، ولا صلات بينهم ولا تزاور ، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم ، أجسامهم نائية من أهلها ، خالية من أربابها ، قد خشعها اخوانها ، فلم أر مثل دارها دارا ، ولا مثل قرارها قرارا ، في بيوت موحشة ، وحلول مضجعة (٢) ، قد صارت في تلك الديار الموحشة ، وخرجت من الديار المؤنسة ، ففارقتها من غير قلى فاستودعتها للبلى (٣) ، وكانت أمة مملوكة سلكت سبيلا مسلوكة ، صار اليها الأولون ، وسيصير اليها الآخرون والسلام » .
٢٥١٣ / ١٢ ـ الشيخ الطوسي في مجالسه : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن
__________________________
(١) في نسخة : عمرو « منه قده » .
(٢) في المصدر : مخضعة .
(٣) في المصدر : للبلاء .
١٢ ـ أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٢٥ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٣١ ح ١٤ .
ابي عقيلة ، عن الحسين بن زيد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : سمعته يقول : « من تعزّى (١) عن الدنيا بثواب الآخرة فقد تعزى (٢) عن حقير بخطير واعظم من ذلك : من عد فائتة (٣) سلامة نالها ، وغنيمة أعين عليها » .
٢٥١٤ / ١٣ ـ القطب الراوندي في دعواته قال : كان للصادق ( عليه السلام ) ابن فبينا هو يمشي بين يديه اذ غص فمات ، فبكى وقال : « لئن أخذت ، لقد أبقيت (١) ، ولئن ابتليت ، لقد عافيت » ، ثم حمل الى النساء فلما رأينه صرخن فأقسم عليهن أن لا يصرخن ، فلما أخرجه للدفن قال : « سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له إلّا حبّا » ، فلما دفنه قال : « يا بني ، وسّع الله في ضريحك ، وجمع بينك وبين نبيّك » .
وقال ( عليه السلام ) : « نحن صبّر ، وشيعتنا ـ والله ـ أصبر منّا ، لأنّا صبرنا على ما علمنا ، وصبروا على ما لم يعلموا » (٢) .
وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « المؤمن صبور في الشدائد ، وقور في الزلازل ، قنوع بما اُوتي ، لا يعظم عليه المصائب » (٣) ، الخبر .
٢٥١٥ / ١٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) أنه قال : « المصيب من عمل
__________________________
(١ ، ٢) في المصدر : تعرّى .
(٣) في المصدر : فايتها .
١ ـ دعوات الراوندي : لم نجده ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٣٣ ح ١٦ .
(١) في البحار : بقيت .
(٢ ، ٣) البحار ج ٨٢ ص ١٣٣ ح ١٦ .
١٤ ـ دعوات الراوندي ص ١٢٩ .