الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٦
يا رسول الله [ فقال ( صلى الله عليه وآله ) ] (٢) فأحبّك الله كما تحبّه (٣) قال ثم إن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) فقد الغلام فقال : « ما فعل ابنك » ؟ قال : يا رسول الله توفّي ، قال : « أظنّك قد حزنت عليه حزناً عظيماً شديداً » قال : أجل يا رسول الله ، فقال : « أما يسرّك إن أدخلك الله الجنّة ، أن تجده عند باب من أبوابها فيفتحها لك » ، قال : بلى يا رسول الله (٤) .
٢٣٠٣ / ٤٢ ـ وبإسناده عن عبد الله بن وهب المصري ، يرفعه إلى أنس بن مالك قال : توفي إبن لعثمان بن مظعون ، واشتد حزنه عليه ، حتى إتخذ في داره مسجداً يتعبّد فيه ، فبلغ ذلك الى (١) رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال : « يا عثمان بن مظعون ، إنّ الله لم يكتب علينا الرهبانية ، انما رهبانية اُمّتي الجهاد في سبيل الله ، يا عثمان انّ للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب ، فما يسرك ألا تأتي باباً منها (٢) ، إلّا وجدت ابنك إلى جنبك آخذ بحجزتك ، يشفع بك (٢) الى ربّك » قال : بلى ، قال المسلمون : ولنا في فرطنا ما لعثمان ؟ قال : « نعم ، لمن صبر منكم واحتسب » .
٢٣٠٤ / ٤٣ ـ وعن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله
__________________________
(٢) أثبتناه ليستقيم سياق الحديث .
(٣) في المصدر : أحببته .
(٤) في المصدر زيادة : قال : فهي كذلك إن شاء الله .
٤٢ ـ التعازي ص ١٦ ح ٢٨ .
(١) « إلى » ليس في المصدر .
(٢) « منها » ليس في المصدر .
(٣) في المصدر : لك .
٤٣ ـ المصدر السابق ص ١٧ ح ٢٩ .
( صلّى الله عليه وآله ) : « يجمع الله أطفال اُمة محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، يوم القيامة في حياض تحت العرش ، قال : فيطلع الله عليهم اطلاعة فيقول : ما لي أراكم رافعي رؤوسكم الي ؟ فيقولون : يا ربنا الآباء والامهات في عطش القيامة ، ونحن في هذه الحياض ، قال : فيوحي الله اليهم ، أن اغرفوا في هذه الآنية من الحياض ، ثم تخللوا صفوف القيامة ، فاسقوا الآباء والأمهات » .
٢٣٠٥ / ٤٤ ـ وبإسناده عن إبراهيم بن محمّد ، عن محمّد بن فضل ، عن السري بن عامر ، قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال : يا أمير المؤمنين هلك ابن لي فجزعت عليه جزعا شديدا ، أخاف أن يكون حبط أجري . فقال علي ( عليه السلام ) : « بئس الخلف من إبنك ، يا أيها الناس خذوا عني خمسا ـ فوالذي نفسي بيده لو أتعبتم المطيّ لأضنيتموهن (١) قبل أن تدركوهن ـ لا يرجو العبد إلّا ربه ، ولا يخاف إلّا ذنبه ، ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم ، ولا يستحي العالم اذا سئل ان يقول : الله اعلم ، والصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فاذا قطع الرأس انهدم الجسد ، ولا ايمان لمن لا صبر له » .
٦١ ـ ( باب استحباب التحميد والاسترجاع ، وسؤال الخلف عند موت الولد ، وسائر المصائب )
٢٣٠٦ / ١ ـ الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : عن أمير المؤمنين
__________________________
٤٤ ـ التعازي ص ١٨ ح ٣٣ .
(١) في المصدر : إلّا أصبتموهن . وما ورد في المتن والمصدر تصحيف لكلمة « لأنضيتموهن » بتقديم النون ، والنضو : الدابة التي أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها ( النهاية ج ٥ ص ٧٢ ) .
الباب ـ ٦١
١ ـ مجمع البيان ج ١ ص ٢٣٨ .
( عليه السلام ) : « من استرجع عند المصيبة ، جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا يرضاه » .
ورواه الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره (١) عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، مثله .
٢٣٠٧ / ٢ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن محمّد بن عمر الجعابي ، عن عبد الله بن بريد البجلي ، عن محمّد بن بواب (١) الهباري ، عن محمّد بن علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنّة ، من كان عصمته : شهادة أن لا اله الا الله ، وأني محمّد رسول الله ، ومن اذا أنعم الله عليه بنعمة قال : الحمد لله ، ومن اذا أصاب ذنبا ، قال : استغفر الله ، ومن اذا أصابته مصيبة قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون » .
ورواه الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد (٢) : عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « اربع من كنّ فيه كان في نور الله الأعظم » ، وذكر نحوه .
٢٣٠٨ / ٣ ـ وبإسناده إلى هشام بن محمّد ـ في خبر طويل ـ قال : لمّا وصل الى أمير المؤمنين (١) ( عليه السلام ) وفاة الأشتر ، جعل يتلهّف ويتأسّف
__________________________
(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٣٦ .
٢ ـ أمالي المفيد ص ٧٦ ح ١ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٢٩ ح ٨ .
(١) في المصدر : ثواب .
(٢) مسكّن الفؤاد ص ١١٠ .
٣ ـ أمالي المفيد ٨٣ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٣٠ ح ٩ .
(١) في المصدر : بلغ أمير المؤمنين .
عليه ، ويقول : « لله در مالك ، لو كان من جبل لكان من أعظم أركانه ، ولو كان من حجر كان صلدا ، أما والله ليهدن موتك [ عالماً ] (٢) ، فعلى مثلك فليبك البواكي ، ثم قال : انا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين ، إني احتسبه عندك فان موته من مصائب الدهر ، فرحم الله مالكا ، قد وفى بعهده ، وقضى نحبه ، ولقى ربّه ، مع انّا قد وطنا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة ، بعد مصابنا برسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فانها أعظم المصيبة » .
٢٣٠٩ / ٤ ـ القطب الراوندي في دعواته : عن ام سلمة قالت : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « من اصيب بمصيبة ، فقال كما امره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم اجرني في (١) مصيبتي واعقبني خيرا منه ، فعل الله ذلك به » .
قالت : فلما توفي أبو سلمة قلته ، ثم قلت : ومن مثل أبي سلمة ؟ فأعقبني الله برسوله ( صلّى الله عليه وآله ) فتزوجني .
٢٣١٠ / ٥ ـ الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد : عن أم سلمة قالت : أتاني أبو سلمة يوما ، من عند رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال : سمعت من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قولا سررت به ، قال : « لا يصيب أحد من المسلمين ، فيسترجع عند مصيبته ، فيقول : اللهم آجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها ، إلّا فعل ذلك به » .
قالت ام سلمة : فحفظت ذلك منه ، فلما توفي أبو سلمة
__________________________
(٢) اثبتناه من المصدر .
٤ ـ دعوات الراوندي : لم نجده ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٣٢ ح ١٦ .
(١) في نسخة : من .
٥ ـ مسكن الفواد ص ٤٨ باختلاف ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٤٠ ح ٢٣ .
استرجعت وقلت : اللهم آجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منه ، ثم رجعت الى نفسي فقلت : من اين لي خير من أبي سلمة ؟ فلما انقضت عدتي ، استأذن علي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وأنا أدبغ اهابا (١) لي ، فغسلت يدي من القرظ (٢) ، وأذنت له ووضعت له وسادة من أدم حشوها ليف ، فقعد عليها ، فخطبني الى نفسي ، فلما فرغ من مقالته ، قلت : يا رسول الله ما بي الّا أن يكون بك الرغبة ، ولكني امرأة فيّ غيرة شديدة ، فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به ، وأنا امرأة قد دخلت في السن ، وأنا ذات عيال ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « أما ما ذكرت من السن ، فقد أصابني مثل الذي أصابك ، وأما ما ذكرت من العيال ، فانما عيالك عيالي » قالت : فقد سلمت لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فتزوجها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقالت ام سلمة : فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه ، رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) .
٢٣١١ / ٦ ـ الشريف الزاهد محمّد بن علي الحسيني في كتاب التعازي : بإسناده ، عن علي بن العباس ، عن جابر ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : سمعت ام سلمة زوجة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) تقول : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وهو يقول : « اذا أصاب المؤمن من الدنيا مصيبة ، فيذكر مصابه بي ، فان العباد لم يصابوا بمثلها ، واعلم ان
__________________________
(١) الإِهاب : الجلد ما لم يدبغ ، والكثير أهُب وأهَب ( لسان العرب ـ اهب ـ ج ١ ص ٢١٧ ) .
(٢) القرظ : شجر يدبغ بثمره وورقه . ( لسان العرب ـ قرظ ـ ج ٧ ص ٤٥٤ ) .
٦ ـ التعازي ص ١٩ ح ٣٥ باختلاف يسير .
المسلم اذا صبر بمصيبة وقال : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، الحمد لله رب العالمين ، اللهم إني احتسب عندك مصيبتي ، فأبدلني اللهم بها ما هو خير لي منها ) ومن صبر عند الصدمة الأولى ، غفر الله له ما مضى من ذنوبه ، وأخلف الله له ما هو خير منها ، ثم لم يذكر تلك المصيبة ، فيما بقي من الدهر فتقول مثل ذلك ، الّا أعطاه الله مثل ما أعطاه يوم الصدمة الاولى من الثواب » .
قالت ام سلمة : فلما قبض الله أبا سلمة ، قلت ما سمعت من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، قلت : من أين يخلف الله خيرا من أبي سلمة ؟ فلما خطبني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقلت : يا رسول الله اني امرأة غيور ، وأني أكره أن اوذيك في نسائك ، ولي ايضا عيال ، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « اني أدعو فيذهب عنك الغيرة ، والله يكفيك العيال » ، قلت نعم فزوجني فقلت : الحمد لله الذي أخلف لي خيرا من أبي سلمة .
٢٣١٢ / ٧ ـ الشيخ أبي الفتوح الرازي في تفسيره : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : « من استرجع عند المصيبة ، جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا » .
٦٢ ـ ( باب استحباب الاسترجاع والدعاء بالمأثور ، عند تذكّر المصيبة ، ولو بعد حين )
٢٣١٣ / ١ ـ القطب الراوندي في دعواته قال : قال النبيّ
__________________________
٧ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٣٦ .
الباب ـ ٦٢
١ ـ دعوات الراوندي : لم نجده ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٣٢ ح ١٦ .
( صلّى الله عليه وآله ) : « ما من مسلم يصاب بمصيبة ، وان قدم عهدها ، فأحدث لها استرجاعا ، الّا أحدث الله له منزلة ، وأعطاه مثل ما أعطاه يوم اصيب بها ، وما من نعمة وان تقادم عهدها ، فذكرها العبد فقال : الحمد لله ، الّا جدد الله له ثوابه كيوم وجدها » .
وقال : « ان أهل المصيبة لتنزل بهم المصيبة فيجزعون ، فيمر بهم مار من الناس فيسترجع ، فيكون أعظم اجرا من أهلها » .
٢٣١٤ / ٢ ـ الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد : عن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، ان النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) : « قال من أصابته (١) مصيبة ، فقال اذا ذكرها : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) جدد الله له أجرها ، مثل ما كان له يوم أصابته » .
٢٣١٥ / ٣ ـ الشيخ الطبرسي في مجمع البيان : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا ـ وان تقادم عهدها ـ كتب الله له من الأجر مثله يوم اُصيب » .
ورواه الشيخ أبي الفتوح في تفسيره : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، مثله (١) .
٢٣١٦ / ٤ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « عظم الجزاء على قدر عظم المصيبة ، ومن استرجع بعد المصيبة ، جدد الله أجرها كيوم اصيب بها » .
__________________________
٢ ـ مسكن الفؤاد ص ٤٩ .
(١) في الحجرية : أصاب ، وما أثبتناه من المصدر .
٣ ـ مجمع البيان ج ١ ص ٢٣٨ .
(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٣٦ .
٤ ـ لب اللباب : مخطوط .
٢٣١٧ / ٥ ـ الشريف الزاهد في كتاب التعازي بإسناده : عن عيسى بن سوادة ، عن الزهري قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « من اصيب بمصيبة او حبيبة ، ثم صبر واحتسب ، وقال كما امره الله : ( انا لله وإنا إليه راجعون ) ، كان حقا على الله ان يدخله الجنّة » .
٢٣١٨ / ٦ ـ وبإسناده : عن جابر ، عن محمّد بن علي ( عليهما السلام ) قال : « اذا أصاب العبد مصيبة ، فصبر واسترجع ـ عند الصدمة الاولى ـ غفر الله له بها ما مضى من ذنوبه ، ثم لم يذكر المصيبة فيما بقي من الدهر ، إلّا اعطاه الله من الأجر ، مثل ما كان يوم الصدمة الاولى ، اذا استرجع حين يذكرها ، وحمد الله عزّ وجلّ » .
٦٣ ـ ( باب وجوب الرضا بالقضاء )
٢٣١٩ / ١ ـ الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب المؤمن : عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « في قضاء الله عز وجل ، كل خير للمؤمن » .
٢٣٢٠ / ٢ ـ وعن الصادق ( عليه السلام ) : « ان المسلم لا يقضي الله عزّ وجلّ ، له (١) قضاء إلّا كان خيرا له (٢) ، ثم تلا هذه الآية : ( فَوَقَاهُ اللَّهُ
__________________________
٥ ـ التعازي ص ٢٠ ح ٣٧ .
٦ ـ المصدر السابق ص ٢٠ ح ٣٨ .
الباب ـ ٦٣
١ ـ المؤمن ص ١٥ ح ١ ، عنه في البحار ج ٧١ ص ١٥٩ ح ٧٦ .
٢ ـ المصدر السابق ص ١٥ ح ٢ ، عنه في البحار ج ٧١ ص ١٦٠ ح ٧٦ .
(١) « له » ليس في المصدر .
(٢) في إحدى نسخ المصدر زيادة : وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له .
سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) (٣) ثم قال : أما والله لقد تسلطوا عليه وقتلوه ، فأما ما وقاه الله ، فوقاه الله أن يفتنوه في دينه » .
٢٣٢١ / ٣ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « فيما أوحى الله الى موسى : يا موسى ما خلقت خلقا أحب اليّ من عبدي المؤمن ، واني انما ابتليته لما هو خير له (١) ، وأزوي عنه لما هو خير له ، وأنا اعلم لما (٢) يصلح عليه عبدي ، فليصبر على بلائي ، وليرض بقضائي ، وليشكر نعمائي ، اكتبه في الصديقين عندي ، اذا عمل برضائي (٣) » .
ورواه ابن الشيخ الطوسي في أماليه (٤) : عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن يزيد بن فرقد ، عنه ( عليه السلام ) .
٢٣٢٢ / ٤ ـ وعن يزيد بن خليفة : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
__________________________
(٣) غافر ٤٠ : ٤٥ .
٣ ـ المؤمن ص ١٧ ح ٩ وعنه في البحار ج ٧١ ص ١٦ ح ٧٧ ، وج ٧٢ ص ٣٣١ ح ١٤ عن الكافي ج ٢ ص ٦١ ح ٧ ، ورواه في التمحيص ص ٥٥ ح ١٠٨ وعنه في البحار ج ٧١ ص ٩٤ ح ٤٩ ، ورواه المفيد « ره » في الأمالي ص ٩٣ ح ٢ وعنه في البحار ج ٦٧ ص ٢٣٥ ح ٥٢ وج ٨٢ ص ١٣٠ ح ١٠ ، والصدوق « ره » في التوحيد ص ٤٠٥ ح ١٣ ، وابن فهد « ره » في عدّة الداعي ص ٣١ .
(١) في إحدى نسخ المصدر والبحار زيادة : « واعطيه لما هو خير له » وفي الكافي والتوحيد وعدّة الداعي : « أعافيه » بدلاً من « اعطيه » .
(٢) في المصدر : بما .
(٣) في المصدر زيادة : وأطاع أمري .
(٤) أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٤٣ وعنه في البحار ج ١٣ ص ٣٤٨ ح ٣٦ و ج ٧١ ص ١٣٩ ح ٣٠ .
٤ ـ المؤمن ص ٢٢ ح ٢٤ .
« ما قضى الله تبارك وتعالى ، لمؤمن من قضاء ، الّا جعل له الخيرة فيما قضى » .
٢٣٢٣ / ٥ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « قال الله عزّ وجلّ : عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء الّا جعلت ذلك خيرا له ، فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي ، وليشكر على نعمائي ، أكتبه في الصديقين عندي » .
٢٣٢٤ / ٦ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « ضحك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، حتى بدت نواجذه ، ثم قال : ألا تسألوني عم ضحكت ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عجبت للمرء المسلم ، انه ليس من قضاء يقضيه الله له ، الّا كان خيرا له في عاقبة أمره » .
ورواه الصدوق في أماليه (١) : عن ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن سليمان بن خالد ، عنه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، مثله .
٢٣٢٥ / ٧ ـ وعن إسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : « رأس طاعة الله ، الرضا بما صنع الله إلى العبد ، فيما أحب وفيما أكره » .
٢٣٢٦ / ٨ ـ الصدوق في التوحيد والعيون : عن المكتب حسين بن إبراهيم ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن
__________________________
٥ ـ المؤمن ص ٢٧ ح ٤٨ .
٦ ـ المصدر السابق ص ٢٧ ح ٤٩ .
(١) أمالي الصدوق ص ٤٣٩ ح ١٥ .
٧ ـ المؤمن ص ٢٠ ح ١٥ .
٨ ـ التوحيد ص ٣٧١ ح ١١ ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ج ١ ص ١٤١ ح ٤٢ .
سليمان (١) بن خالد ، عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : قال الله جلّ جلاله : من لم يرض بقضائي ، ولم يؤمن بقدري ، فليلتمس إلهاً غيري » .
وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « في كل قضاء الله عزّ وجلّ ، خيرة للمؤمن » .
٢٣٢٧ / ٩ ـ وفي الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن الفراء ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « من رضي القضاء أتى عليه القضاء وهو مأجور ، ومن سخط القضاء أتى عليه القضاء وأحبط الله أجره » .
٢٣٢٨ / ١٠ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « روي عن العالم ( عليه السلام ) قال : اذا شاء الله فيعطينا ، واذا أحب أن يكره رضينا » .
وأروي : « أعلم الناس بالله ، أرضاهم بقضاء الله » .
وروي : « رأس طاعة الله الصبر والرضا » .
وروي : « ما قضى الله على عبده قضاء ، فرضي به ، الّا جعل الخير فيه » .
٢٣٢٩ / ١١ ـ الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد : عن ابن مسعود ، عن
__________________________
(١) في المصدر : حسين .
٩ ـ الخصال ص ٢٣ ح ٨٠ .
١٠ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٩ .
١١ ـ مسكن الفؤاد ص ٤٤ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٣٨ .
النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : « ثلاثة من رزقهن فقد (١) رزق خير الدارين : الرضا بالقضاء ، والصبر على البلاء ، والدعاء في الرخاء » .
٢٣٣٠ / ١٢ ـ وروي أن موسى ( عليه السلام ) قال : يا رب دلني على أمر ، فيه رضاك عني أعمله (١) ، فأوحى الله اليه : ان رضاي في كرهك وانت ما تصبر على ما تكره ، قال : يا رب دلني عليه ، قال : فان رضاي في رضاك بقضائي .
٢٣٣١ / ١٣ ـ وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنه قال : « اعطوا الله الرضا من قلوبكم ، تظفروا بثواب الله تعالى ، يوم فقركم والافلاس » .
٢٣٣٢ / ١٤ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمّد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : « الايمان له أركان أربعة : التوكل على الله ، والتفويض اليه ، والتسليم لامر الله تعالى ، والرضا بقضاء الله تعالى » .
٢٣٣٣ / ١٥ ـ أبو علي محمّد بن همام في كتاب التمحيص : عن محمّد بن
__________________________
(١) في المصدر : فإنه .
١٢ ـ مسكن الفؤاد ص ٨٥ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٤٣ ح ٢٦ .
(١) « اعمله » ليس في المصدر .
١٣ ـ المصدر السابق ص ٨٤ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٤٣ ح ٢٦ .
١٤ ـ الجعفريات ص ٢٣٢ .
١٥ ـ التمحيص ص ٥٩ ح ١٢٢ .
سنان ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : « من غمّ كان للغمّ أهلا ، فينبغي للمؤمن أن يكون بالله وبما صنع راضيا » .
٢٣٣٤ / ١٦ ـ وعن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : « الرضا بمكروه القضاء ، من أعلى درجات اليقين » .
٢٣٣٥ / ١٧ ـ وعن ميمون القداح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « قال علي ( عليه السلام ) : ما أحب أن لي بالرضا في موضع القضاء جمّ (١) النعم » .
٢٣٣٦ / ١٨ ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن حفص المؤذن ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) .
وعن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عنه ( عليه السلام ) أنه قال في رسالته التي كتبها لأصحابه : « واعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده ، حتى يرضى عن الله فيما صنع الله اليه وصنع به ، على ما أحب وكره ، ولن يصنع الله بمن صبر ورضي عن الله ، الّا ما هو أهله ، وهو خير له مما أحب وكره » .
٢٣٣٧ / ١٩ ـ الطبرسي في الاحتجاج : عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ،
__________________________
١٦ ـ التمحيص ص ٦٠ ح ١٣١ .
١٧ ـ المصدر السابق ص ٦٥ ح ١٥٢ .
(١) حمر ظاهراً ( منه ـ قده ) وفي المصدر : حمر .
١٨ ـ الكافي ج ٨ ص ٨ .
١٩ ـ الإِحتجاج ص ٢١٤ .
عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في حديث طويل في أسئلة اليهودي الشامي ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الى أن قال ( عليه السلام ) قال له اليهودي : فان يعقوب قد صبر على فراق ولده ، حتى كاد يحرض (١) من الحزن ، قال له علي ( عليه السلام ) : « لقد كان كذلك ، وكان (٢) حزن يعقوب حزناً بعده تلاق ، ومحمّد ( صلّى الله عليه وآله ) قبض ولده ابراهيم ، قرّة عينه ، في حياة منه ، وخصه بالاختبار ليعظم (٣) له الادخار ، فقال ( عليه السلام ) : تحزن النفس ، ويجزع القلب ، وانا عليك يا إبراهيم لمحزونون ، ولا نقول ما يسخط الرب ، في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عزّ ذكره ، والاستسلام له في جميع الفعال » .
٦٤ ـ ( باب استحباب الصبر على البلاء )
٢٣٣٨ / ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمّد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة : بدنا صابرا ، ولسانا ذاكرا ، وقلبا شاكرا ، وزوجة صالحة » .
__________________________
(١) حرض ، يحرض ويحرُض : هلك ( لسان العرب ـ حرض ـ ج ٧ ص ١٣٤ ) .
(٢) « كان » ليس في المصدر .
(٣) في المصدر : فخصّه بالاختيار ليعلم .
الباب ـ ٦٤
١ ـ الجعفريات ص ٢٣٠ .
٢٣٣٩ / ٢ ـ وبهذا الاسناد : عن علي ( عليه السلام ) أنه قال : « ومنزلة الصبر من الايمان ، كمنزلة الرأس من الجسد » .
٢٣٤٠ / ٣ ـ وبهذا الاسناد عنه : ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « الصبر خير مركب » .
٢٣٤١ / ٤ ـ وبهذا الاسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : « ثلاث من أبواب البر : سخاء النفس ، وطيب الكلام ، والصبر على الاذى » .
٢٣٤٢ / ٥ ـ وبهذا الاسناد عنه ( عليه السلام ) قال في حديث : « واعلم ان المخرج في أمرين : فما كانت له حيلة ، فالاحتيال ، وما لم يكن له حيلة فالاصطبار » .
٢٣٤٣ / ٦ ـ السيد علي بن طاووس في الاقبال : باسناده عن شيخ الطائفة ، عن المفيد وابن الغضائري ، عن الصدوق ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عمار .
وعن الشيخ ، عن أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي ، عن أحمد بن محمّد بن عقدة ، عن محمّد بن الحسن القطواني ، عن الحسين بن أيوب الخثعمي ، عن صالح بن الأسود ، عن عطية بن نجيح بن المطهر الرازي واسحاق بن عمار الصيرفي ، قالا معاً : ان
__________________________
٢ ـ الجعفريات ص ٢٣٦ .
٣ ـ المصدر السابق ص ١٤٩ .
٤ ـ المصدر السابق ص ٢٣١ .
٥ ـ المصدر السابق ص ٢٣٤ .
٦ ـ الإِقبال ص ٥٧٨ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٤٥ ح ٣٢ .
أبا عبد الله جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) كتب الى عبد الله بن الحسن رضي الله عنه ، حين حمل هو وأهل بيته ، يعزّيه عما صار اليه :
« بسم الله الرحمن الرحيم
الى الخلف الصالح ، والذرية الطيبة ، من ولد أخيه وابن عمه :
أما بعد : فلئن كنت قد تفردت أنت وأهل بيتك ، ممّن حمل معك بما أصابكم ، فما انفردت بالحزن والغيظ (١) والكابة وأليم وجع القلب دوني ، فلقد نالني من ذلك من الجزع والقلق وحرّ المصيبة ، مثل ما نالك ، ولكن رجعت الى ما أمر الله جلّ جلاله به المتقين ، من الصبر وحسن العزاء .
حين يقول لنبيّه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ) (٢) .
وحين يقول : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ ) (٣) .
وحين يقول لنبيه ( صلّى الله عليه وآله ) ، حين مثل بحمزة : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ) (٤) وصبر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، ولم يعاقب .
وحين يقول : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ) (٥) .
__________________________
(١) في المصدر : والغبطة .
(٢) الطور ٥٢ : ٤٨ .
(٣) القلم ٦٨ : ٤٨ .
(٤) النحل ١٦ : ١٢٦ .
(٥) طه ٢٠ : ١٣٢ .
وحين يقول : ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (٦) .
وحين يقول : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (٧) .
وحين يقول لقمان لابنه : ( وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) (٨) .
وحين يقول عن موسى : ( قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (٩) .
وحين يقول : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) (١٠) .
وحين يقول : ( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ) (١١)
وحين يقول : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (١٢) .
وحين يقول : ( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا
__________________________
(٦) البقرة ٢ : ١٥٦ ، ١٥٧ .
(٧) الزمر ٣٩ : ١٠ .
(٨) لقمان ٣١ : ١٧ .
(٩) الأعراف ٧ : ١٢٨ .
(١٠) العصر ١٠٣ : ٣ .
(١١) البلد ٩٠ : ١٧ .
(١٢) البقرة ٢ : ١٥٥ .
أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) (١٣) .
وحين يقول : ( وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ ) (١٤) .
وحين يقول : ( وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) (١٥) .
وأمثال ذلك من القرآن كثير .
واعلم أي عمّ (١٦) ، أن الله جل جلاله ، لم يبال بضر الدنيا لوليه ساعة قط ، ولا شيء أحب اليه من الضر والجهد والبلاء (١٧) مع الصبر ، وأنه تبارك وتعالى لم يبال بنعيم الدنيا لعدوه ساعة قط .
ولولا ذلك ، ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه ويخيفونهم (١٨) ويمنعونهم ، وأعداؤهم آمنون مطمئنون عالون ظاهرون .
ولولا ذلك ، لما قتل زكريا ويحيى (١٩) ظلما وعدوانا ، في بغيّ من البغايا .
ولولا ذلك ، ما قتل جدّك علي بن أبي طالب ( صلّى الله عليه ) ، لما قام بأمر الله جلّ وعز ، ظلما ، وعمك
__________________________
(١٣) آل عمران ٣ : ١٤٦ .
(١٤) الأحزاب ٣٣ : ٣٥ .
(١٥) يونس ١٠ : ١٠٩ .
(١٦) في المصدر زيادة : وابن عم .
(١٧) في نسخة : اللأواء ، منه « قده » وفي المصدر : الاذاء .
(١٨) في نسخة : يخوفونهم ، منه « قده » ، وفي نسخة من المصدر ، يحيفونه .
(١٩) في نسخة يحيى بن زكريا ، منه « قده » ، وفي المصدر : واحتجب يحيى .
الحسين بن فاطمة ( صلّى الله عليهما ) ، اضطهادا وعدوانا .
ولولا ذلك ، ما قال الله عزّ وجل في كتابه : ( وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ) (٢٠) .
ولولا ذلك ، لما قال في كتابه : ( أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ ) (٢١) .
ولولا ذلك ، لما جاء في الحديث : لولا أن يحزن المؤمن ، لجعلت للكافر عصابة من حديد ، لا يصدع رأسه أبدا .
ولولا ذلك ، لما جاء في الحديث : ان الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة .
ولولا ذلك ، ما سقي كافرا منها شربة من ماء .
ولولا ذلك ، لما جاء في الحديث : لو أن مؤمنا على قلّة جبل ، لبعث الله له كافرا أو منافقا يؤذيه .
ولولا ذلك ، لما جاء في الحديث : اذا أحب الله قوما أو أحب عبدا ، صب عليه البلاء صبّا ، فلا يخرج من غمّ الّا وقع في غمّ .
ولولا ذلك ، لما جاء في الحديث : ما من جرعتين أحب الى الله عزّ وجل ، أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا ، من جرعة غيظ كظم
__________________________
(٢٠) الزخرف ٤٣ : ٣٣ .
(٢١) المؤمنون ٢٣ : ٥٦ .
عليها ، أو جرعة حزن عند مصيبة صبر عليها ، بحسن عزاء واحتساب .
ولولا ذلك ، لما كان أصحاب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، يدعون على من ظلمهم ، بطول العمر ، وصحة البدن ، وكثرة المال والولد .
ولولا ذلك ما بلغنا : أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، كان اذا خص رجلا بالترحم عليه والاستغفار ، استشهد .
فعليكم يا عمّ وابن عمّ وبني عمومتي واخوتي ، بالصبر والرضا والتسليم والتفويض الى الله عزّ وجلّ ، والرضا والصبر على قضائه ، والتمسك بطاعته ، والنزول (٢٢) عند أمره .
أفرغ الله علينا وعليكم الصبر ، وختم لنا ولكم بالأجر والسعادة ، وأنقذكم وايانا من كل هلكة بحوله وقوته ، انه سميع قريب ، وصلّى الله على صفوته من خلقه محمّد النبيّ وأهل بيته .
٢٣٤٤ / ٧ ـ سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار : عن عمار بن مروان ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : « لن تكونوا مؤمنين (١) ، حتى تعدوا البلاء نعمة والرخاء مصيبة ،
__________________________
(٢٢) في نسخة : والنزور ، منه « قده » .
٧ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٧٦ ، عنه في البحار ج ٨٢ ص ١٤٥ ح ٣٠ والبحار ج ٦٧ ص ٢٣٧ عن جامع الأخبار ص ١٣٤ وفيه : أعظم من الغفلة .
(١) في المصدر زيادة : حتى تكونوا مؤتمنين و . .