الكافي - ج ٨

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٨

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-414-8
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٠٣

وَ (١) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَصَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٢) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٣) : رَجُلٌ نَسِيَ الرَّكْعَتَيْنِ خَلْفَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، فَلَمْ يَذْكُرْ حَتّى ارْتَحَلَ مِنْ مَكَّةَ؟

قَالَ (٤) : « فَلْيُصَلِّهِمَا حَيْثُ ذَكَرَ ، وَإِنْ (٥) ذَكَرَهُمَا وَهُوَ فِي الْبَلَدِ (٦) ، فَلَا يَبْرَحْ حَتّى يَقْضِيَهُمَا ». (٧)

٧٥٩٢ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي رَجُلٍ طَافَ طَوَافَ الْفَرِيضَةِ ، وَلَمْ (٨) يُصَلِّ الرَّكْعَتَيْنِ حَتّى طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، ثُمَّ طَافَ طَوَافَ النِّسَاءِ ، وَلَمْ (٩) يُصَلِّ الرَّكْعَتَيْنِ حَتّى ذَكَرَ بِالْأَبْطَحِ (١٠) ، فَصَلّى (١١) أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ (١٢)؟

__________________

(١) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى » على « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ».

(٢) في « بف » : ـ « بن يحيى ».

(٣) في « بث » : « عن أبي عبدالله » بدل « قال : قلت لأبي عبدالله ».

(٤) في « بخ ، بف » : « فقال ».

(٥) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بس ، جد » والوسائل والتهذيب. وفي « بخ ، بف ، جن ». « فإن ». وفي المطبوع : « وإذ ».

(٦) في « ى ، بخ ، بس ، بف ، جد » والفقيه والتهذيب : « بالبلد ».

(٧) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٧١ ، ح ١٦٥٣ ، بسنده عن معاوية بن عمّار. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٠٧ ، ذيل ح ٢٨٣١ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩١٤ ، ح ١٣٤٣٧ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٣٢ ، ح ١٨١٤٠.

(٨) في « بح » : « فلم ».

(٩) في الوسائل : « فلم ».

(١٠) قوله : « بالأبطح » ؛ يعني أبطح مكّة ، وهو مسيل واديها ، وهو مسيل واسع فيه دقاق الحصى ، أوّله عند منقطع الشعب بين وادي منى ، وآخره متّصل بالمقبرة التي تسمّى بالمعلّى عند أهل مكّة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٤ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٤٣ ( بطح ).

(١١) في الوسائل : « يصلّي ». وفي التهذيب : « أيصلّي ».

(١٢) في الوافي : + « بالبيت ». وفي المرآة : « قوله عليه‌السلام : والطواف ، أي سائر آداب الطواف أو المطاف إذا ضاق عن الطائفين ».

٦٢١

قَالَ : « يَرْجِعُ فَيُصَلِّي (١) عِنْدَ الْمَقَامِ أَرْبَعاً (٢) ». (٣)

٧٥٩٣ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ (٤) بْنِ الْمُثَنّى ، قَالَ :

نَسِيتُ رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ خَلْفَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ (٥) عليه‌السلام حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى مِنًى ، فَرَجَعْتُ إِلى مَكَّةَ ، فَصَلَّيْتُهُمَا (٦) ، فَذَكَرْنَا ذلِكَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ : « أَلاَّ صَلاَّهُمَا حَيْثُ ذَكَرَ (٧) ». (٨)

٧٥٩٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (٩) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ (١٠) فِي رَجُلٍ طَافَ طَوَافَ الْفَرِيضَةِ ، وَنَسِيَ الرَّكْعَتَيْنِ حَتّى طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ (١١)

__________________

(١) في « بخ ، بف ، جد » وحاشية « بث » والوافي : « فليصلّ ».

(٢) في المرآة : « يدلّ كالسابق على أنّه قبل الارتحال والخروج من مكّة لابدّ من الرجوع إلى المقام والإتيان بالصلاة فيه ».

(٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٨ ، ح ٤٥٦ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ٨١١ ، بسندهما عن عبدالله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩١٥ ، ح ١٣٤٣٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٢٩ ، ح ١٨١٢٩.

(٤) في « بح ، بخ » وحاشية « بث ، جن » : « هاشم ». والمذكور في رجال النجاشي ، ص ٤٣٥ ، الرقم ١١٦٧ ، ورجال الطوسي ، ص ٣١٩ ، الرقم ٤٧٦٤ هو هاشم بن المثنّى. لكنّ المذكور في رجال البرقي ، ص ٣٥ هو هشام بن المثنّى. والظاهر وحدة الراوي ووقوع التحريف في أحد العنوانين.

(٥) في « بس » والتهذيب والاستبصار : « المقام » بدل « مقام إبراهيم ».

(٦) في « بح » : « فصلّيتها ».

(٧) في المرآة : « يدلّ على أنّ مع الخروج عن مكّة يجوز له ايقاع الصلاة في أيّ مكان ذكرها وإن أراد الرجوع إلى مكّة بعد ذلك. ويمكن حمله على ما إذا لم يرد الرجوع ».

(٨) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٩ ، ح ٤٦٠ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٣٥ ، ح ٨١٧ ، بسندهما عن ابن أبي عمير الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩١٧ ، ح ١٣٤٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٢٩ ، ذيل ح ١٨١٣١.

(٩) في « بف ، جر » : ـ « بن إبراهيم ».

(١٠) في الوافي : ـ « أنّه قال ».

(١١) في الفقيه : + « ثمّ ذكر ».

٦٢٢

قَالَ : « يُعَلِّمُ ذلِكَ الْمَوْضِعَ ، ثُمَّ يَعُودُ ، فَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَعُودُ إِلى مَكَانِهِ ». (١)

٧٥٩٥ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٢) ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ طَافَ طَوَافَ الْفَرِيضَةِ ، وَلَمْ يُصَلِّ الرَّكْعَتَيْنِ حَتّى طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَطَافَ (٣) بَعْدَ ذلِكَ (٤) طَوَافَ النِّسَاءِ ، وَلَمْ يُصَلِّ أَيْضاً لِذلِكَ الطَّوَافِ حَتّى ذَكَرَ (٥) بِالْأَبْطَحِ ، قَالَ : « يَرْجِعُ إِلى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، فَيُصَلِّي ». (٦)

٧٥٩٦ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ مَكَّةَ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَطَافَ (٧) بِالْبَيْتِ وَقَدْ عَلَّمْنَاهُ كَيْفَ يُصَلِّي ، فَنَسِيَ (٨) ، فَقَعَدَ حَتّى غَابَتِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ رَأَى النَّاسَ يَطُوفُونَ ، فَقَامَ فَطَافَ طَوَافاً آخَرَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّكْعَتَيْنِ لِطَوَافِ الْفَرِيضَةِ؟

فَقَالَ : « جَاهِلٌ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْ‌ءٌ (٩) ». (١٠)

__________________

(١) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٠٧ ، ح ٢٨٣١ ، بسند آخر الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩١٤ ، ح ١٣٤٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٣٨ ، ح ١٨١٦١.

(٢) في « بف ، جر » : ـ « بن يحيى ».

(٣) في « ى ، بس » : « فطاف ».

(٤) في « بث » : « بعده » بدل « بعد ذلك ».

(٥) في « بح » والوافي والتهذيب والاستبصار : + « وهو ».

(٦) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٨ ، ح ٤٥٥ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ٨١٠ ، بسندهما عن صفوان بن يحيى الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩١٥ ، ح ١٣٤٤٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٢٨ ، ذيل ح ١٨١٢٧.

(٧) في « جد » : « وطاف ».

(٨) في المرآة : « قوله : فنسي ، أي الحكم ، ولمّا كان محتملاً لنسيان الفعل سأل عليه‌السلام : جاهل؟ وقيل : المراد بالجاهل‌غير المتعمّد ».

(٩) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : ليس عليه شي‌ء ، أي سوى الإتيان بالصلاة من كفّارة ، أو إعادة طواف ».

(١٠) الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩١٧ ، ح ١٣٤٤٣ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٤١ ، ح ١٨١٦٥.

٦٢٣

٧٥٩٧ / ٨. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (٢) زَعْلَانَ (٣) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَشَّارٍ ، عَنْ هِشَامِ (٤) بْنِ الْمُثَنّى وَحَنَانٍ ، قَالَا :

طُفْنَا بِالْبَيْتِ طَوَافَ النِّسَاءِ ، وَنَسِينَا الرَّكْعَتَيْنِ ، فَلَمَّا صِرْنَا بِمِنًى ذَكَرْنَاهُمَا ، فَأَتَيْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَسَأَلْنَاهُ ، فَقَالَ : « صَلِّيَاهُمَا بِمِنًى (٥) ». (٦)

١٣٩ ـ بَابُ نَوَادِرِ الطَّوَافِ‌

٧٥٩٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ (٧) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَوَّلُ مَا يُظْهِرُ الْقَائِمُ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ يُنَادِيَ مُنَادِيهِ : أَنْ يُسَلِّمَ صَاحِبُ (٨) النَّافِلَةِ لِصَاحِبِ (٩) الْفَرِيضَةِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَالطَّوَافَ (١٠) ». (١١)

__________________

(١) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٢) في « بخ ، بف » : « الحسن ».

(٣) في حاشية « بث ، بح » : « بن علان ». لاحظ ما قدّمناه ذيل ح ٦٩٧٩.

(٤) في « بخ » : « هاشم ». لاحظ ما قدّمناه ذيل ح ٧٥٩٣.

(٥) في المرآة : « حمله الشيخ على ما إذا شقّ عليه الرجوع. وحمل الصدوق في الفقيه ترك الرجوع على الرخصة ». راجع : الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٠٨ ، ذيل ح ٢٨٣٣ ؛ التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٩ ، ذيل ح ١٣٠.

(٦) الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩١٧ ، ح ١٣٤٤٤ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٣٢ ، ح ١٨١٣٩.

(٧) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بس ، بف ، جد ، جر ، جن » والوسائل والبحار. وفي « بخ » : « محمّد بن هلال ». وفي‌المطبوع : « أحمد بن محمّد بن هلال ». وابن هلال هذا ، هو أحمد بن هلال العبرتائي. راجع : رجال الكشّي ، ص ٥٣٥ ، الرقم ١٠٢٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٨٣ ، الرقم ١٠٧.

(٨) في الفقيه : « أصحاب ».

(٩) في الفقيه : « لأصحاب ».

(١٠) في الوافي : « قال ».

(١١) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٢٥ ، ح ٣١٣٢ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٢٣ ، ح ١٣٢٢٧ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٢٨ ، ح ١٧٨٦٥ ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٧٤ ، ح ١٦٩.

٦٢٤

٧٥٩٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَعِيدٍ الْأَعْرَجِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الطَّوَافِ : أَيَكْتَفِي الرَّجُلُ (١) بِإِحْصَاءِ صَاحِبِهِ؟

فَقَالَ : « نَعَمْ ». (٢)

٧٦٠٠ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ (٣) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَيُّوبَ أَخِي أُدَيْمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الْقِرَاءَةُ وَأَنَا أَطُوفُ أَفْضَلُ ، أَوْ أَذْكُرُ (٤) اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى؟

قَالَ : « الْقِرَاءَةُ ».

قُلْتُ : فَإِنْ مَرَّ بِسَجْدَةٍ وَهُوَ يَطُوفُ؟

قَالَ : « يُومِئُ بِرَأْسِهِ (٥) إِلَى الْكَعْبَةِ ». (٦)

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٥٧ : « قوله عليه‌السلام : أيكتفي الرجل ، هذا هو المشهور بين الأصحاب. وقال في المدارك : إطلاق النصّ وكلام الأصحاب يقتضي عدم الفرق في الحافظ بين الذكر والانثى ، ولا بين من طلب الطائف منه الحفظ وغيره ، وهو كذلك ، نعم يشترط فيه البلوغ والعقل ؛ إذ لا اعتداد بخبر الصبيّ والمجنون ، ولا يبعد اعتبار عدالته للأمر بالتثبّت عند خبر الفاسق ». وراجع : مدارك الأحكام ، ج ٨ ، ص ١٩٥.

(٢) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٤ ، ح ٤٤٠ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤١٠ ، ح ٢٨٣٨ ، معلّقاً عن سعيد الأعرج الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٧٧ ، ح ١٣٣٥٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤١٩ ، ح ١٨١٠٣.

(٣) في الوسائل : ـ « عن سهل بن زياد ». وهو سهو واضح ؛ فإنّ المراد من أحمد بن محمّد الراوي عن‌عبدالكريم ، هو أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، ولم يثبت رواية الكليني عن أحمد هذا بواسطة واحدة. أضف إلى ذلك ما ورد في كثيرٍ من الأسناد من رواية عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد [ بن أبي نصر ] ، عن عبدالكريم [ بن عمرو ].

(٤) في « بخ » والوافي : « ذكر ».

(٥) في المرآة : قوله عليه‌السلام : يومئ برأسه ، لعلّه محمول على السجدة المندوبة ، أو على حال التقيّة. وقال في الدروس : القراءة في الطواف أفضل من الذكر ، فإن مرّ بسجدة وهو يطوف ، أومأ برأسه إلى الكعبة ، رواه الكليني عن الصادق عليه‌السلام ». وراجع : الدروس الشرعيّة ، ج ١ ، ص ٤٠٨ ، الدرس ١٠٥.

(٦) الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٣٠ ، ح ١٣٢٣٧ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٠٣ ، ح ١٨٠٧٢.

٦٢٥

٧٦٠١ / ٤. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ (١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٢) ، عَنْ مُثَنًّى ، عَنْ زِيَادِ بْنِ يَحْيَى الْحَنْظَلِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَطُوفَنَّ (٣) بِالْبَيْتِ وَعَلَيْكَ بُرْطُلَةٌ (٤) ». (٥)

٧٦٠٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي الْفَرَجِ ، قَالَ :

سَأَلَ أَبَانٌ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَكَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طَوَافٌ يُعْرَفُ بِهِ؟

فَقَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَطُوفُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَشَرَةَ أَسَابِيعَ : ثَلَاثَةً أَوَّلَ اللَّيْلِ (٦) ، وَثَلَاثَةً آخِرَ اللَّيْلِ ، وَاثْنَيْنِ إِذَا أَصْبَحَ ، وَاثْنَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ ، وَكَانَ (٧) فِيمَا بَيْنَ ذلِكَ رَاحَتُهُ ». (٨)

__________________

(١) في « بخ ، جر » : ـ « بن زياد ». والسند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

فعليه ما ورد في التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٤ ، ح ٤٤٢ من نقل الخبر عن محمّد بن يعقوب عن سهل بن زياد من دون توسّط « عدّة من أصحابنا » ، سهو.

(٢) في « جر » : ـ « بن محمّد ».

(٣) في « بث » : « لا تطوف ».

(٤) في الوافي : « البرطلة : نوع من القلنسوة طويلة ». وفي المرآة : « البرطلّة ـ بضمّ الباء والطاء وإسكان الراء وتشديد اللام المفتوحة ـ : قلنسوة طويلة كانت تلبس قديماً على ما ذكره جماعة ، وقد اختلف الأصحاب في حكمها فقال الشيخ في النهاية : لا يجوز الطواف فيها. وفي التهذيب بالكراهة. وقال ابن إدريس : إنّ لبسها مكروه في طواف الحجّ ، محرّم في طواف العمرة نظراً إلى تحريم تغطية الرأس فيه ». وراجع : النهاية ، ص ٢٤٢ ؛ التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٤ ، ذيل ح ٤٤١ ؛ السرائر ، ج ١ ، ص ٥٧٦ ؛ الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٣٣ ( برطل ).

(٥) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٤ ، ح ٤٤٢ ، معلّقاً عن الكليني. وفي الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤١٠ ، ح ٢٨٣٩ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٤ ، ح ٤٤٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة. وراجع : الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب النوادر ، ح ١٢٦٤٨ الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٤٢ ، ح ١٣٢٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٢٠ ، ح ١٨١٠٦.

(٦) في الخصال : « النهار ».

(٧) في « بخ ، بف » والوافي : « فكان ».

(٨) الخصال ، ص ٤٤٩ ، باب العشرة ، ح ٥٣ ، بسنده عن أبي الفرج. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤١١ ، ح ٢٨٤١ ، معلّقاً عن أبان الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٤٩ ، ح ١٣٢٨٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٠٧ ، ح ١٧٨١٠ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٤ ، ح ١٠٥.

٦٢٦

٧٦٠٣ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :

رَأَيْتُ أُمَّ فَرْوَةَ (١) تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ عَلَيْهَا كِسَاءٌ مُتَنَكِّرَةً (٢) ، فَاسْتَلَمَتِ الْحَجَرَ بِيَدِهَا الْيُسْرى (٣) ، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ مِمَّنْ يَطُوفُ : يَا أَمَةَ اللهِ ، أَخْطَأْتِ السُّنَّةَ ، فَقَالَتْ (٤) : إِنَّا لَأَغْنِيَاءُ عَنْ عِلْمِكَ. (٥)

٧٦٠٤ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « أَتَدْرِي لِمَ سُمِّيَتِ الطَّائِفَ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَ (٦) عليه‌السلام لَمَّا دَعَا رَبَّهُ أَنْ يَرْزُقَ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ، قَطَعَ (٧) لَهُمْ (٨) قِطْعَةً (٩) مِنَ الْأُرْدُنِّ (١٠) ،

__________________

(١) « امّ فروة » هذه ، امّ أبي عبد الله عليه‌السلام ، وهي بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر. راجع : الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٢٠ ؛ مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٥٨.

(٢) في المرآة : « قوله : متنكّرة ، أي بحيث لا يعرفها الناس بتغيير اللباس ».

(٣) في الوافي : « لعلّه كان في يمينها ما يمنع الاستلام بها ». وفي المرآة : « لعلّ استلامها باليد اليسرى لعلّة في‌اليمنى ، أو لبيان الجواز ، والأوّل أظهر ، ويدلّ على استحباب الاستلام للنساء ، فالأخبار السابقة محمولة على عدم تأكّده لهنّ ».

(٤) في « بح ، بس » : + « له ».

(٥) الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٢٠ ، ح ١٣٢٢٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٢٣ ، ح ١٧٨٤٩ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٦٧ ، ح ٩.

(٦) في « بخ » : + « خليل الله ».

(٧) في « جد » وحاشية « بح » والعلل ، ح ١ : « فقطع ».

(٨) في قرب الإسناد : « أمر الله تبارك وتعالى » بدل « قطع لهم ».

(٩) في العلل ، ح ٢ : « أمر بقطعة » بدل « قطع لهم قطعة ».

(١٠) قال الخليل : « الارْدُنُّ : أرض بالشام. وقيل : هو نهر بالحجر بين تيه بني إسرائيل وبين أرض الشام ». وقال الجوهري : « الارْدُنُّ ، بالضمّ والتشديد ... : اسم نهر وكُورة بأعلى الشام ». والكُور : المدينة ، أو البقعة التي تجتمع فيها المساكن والقرى. وقال ابن منظور : « الارْدُنُّ : أحد أجناد الشام ، وبعضهم يخفّفها ». وهكذا قرأها ـ أي بضمّتين والتشديد ـ العلاّمة الفيض والمجلسي ، حيث نقلا ما نقلناه عن الجوهري. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٧١ ؛ الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٢٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٧٨ ( ردن ) ؛ الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٩٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٥٩.

٦٢٧

فَأَقْبَلَتْ (١) حَتّى طَافَتْ بِالْبَيْتِ سَبْعاً ، ثُمَّ أَقَرَّهَا اللهُ فِي مَوْضِعِهَا ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ (٢) الطَّائِفَ لِلطَّوَافِ بِالْبَيْتِ ». (٣)

٧٦٠٥ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ (٤) ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٥) ، إِنِّي أَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَأَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ وَأَنَا قَاعِدٌ ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ.

فَقَالَ : « يَا زِيَادُ ، لَاعَلَيْكَ ؛ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَؤُمُّ الْحَجَّ ، لَايَزَالُ فِي طَوَافٍ (٦) وَسَعْيٍ حَتّى يَرْجِعَ ». (٧)

٧٦٠٦ / ٩. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ هَيْثَمٍ التَّمِيمِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : رَجُلٌ كَانَتْ مَعَهُ صَاحِبَتُهُ (٨) لَاتَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ عَلى رِجْلِهَا ، فَحَمَلَهَا زَوْجُهَا فِي مَحْمِلٍ ، فَطَافَ بِهَا طَوَافَ الْفَرِيضَةِ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ :

__________________

(١) في العلل ، ح ٢ : « فسارت بثمارها » بدل « فأقبلت ».

(٢) في « بخ ، جد » والوافي : « فسمّيت » بدل « وإنّما سمّيت ».

(٣) المحاسن ، ص ٣٤٠ ، كتاب العلل ، ح ١٣٠ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ؛ قرب الإسناد ص ٣٦١ ، ح ١٢٩١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الرضا عليه‌السلام ؛ علل الشرائع ، ص ٤٤٢ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الرضا عليه‌السلام. وفيه ، ص ٤٢٢ ، نفس الباب ، ح ١ ، بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٣٢ ، ح ٣٨ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛ تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٠ ، ح ٩٧ ، عن أحمد بن محمّد ، من دون التصريح باسم المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج ١٢ ، ص ١٩٤ ، ح ١١٧٣٣.

(٤) لم نجد رواية إبراهيم بن هاشم ـ والد عليّ ـ عن زياد القندي ـ وهو ابن مروان ـ مباشرة في موضع.

(٥) في الوسائل : ـ « جعلت فداك ».

(٦) في « جن » : + « وحجّ ».

(٧) الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٤٩ ، ح ١٣٢٩٠ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ١٠٠ ، ح ١٤٣٤٤.

(٨) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والفقيه. وفي المطبوع والوسائل : « صاحبة ».

٦٢٨

أَيُجْزِئُهُ (١) ذلِكَ الطَّوَافُ عَنْ نَفْسِهِ طَوَافُهُ بِهَا؟

فَقَالَ (٢) : « إِيهاً اللهِ إِذاً (٣) ». (٤)

__________________

(١) في « بف » : « أيجزئ ».

(٢) في « بخ ، بف » : « قال ».

(٣) في الوافي : « هذه الكلمة وجدت في الكافي والفقيه بهذه الصورة ، ولعلّ الصواب في كتابتها : إي‌ها الله ذا ، والمراد : نعم والله يجزئه هذا ؛ قال في الصحاح : ها للتنبيه ، وقد يقسم بها ، كما يقال : لاها الله ما فعلت ، معناه : لا والله ، ابدلت الهاء من من الواو ، وإن شئت حذفت الألف التي بعد الهاء ، وإن شئت أثبتّ. وقولهم : لاها الله ذا ، أصله : لا والله هذا ، ففرّقت بين « ها » و « ذا » وجعلت الاسم بينهما وجررته بحرف التنبيه ، والتقدير : لا والله ما فعلت هذا ، فحذف واختصر ؛ لكثرة استعمالهم هذا في كلامهم ، وقدّم « ها » كما قدّم في قولهم : ها هو ذا ، وها أنا ذا. وقال الرضيّ : ويفصل بين اسم الإشارة وبين « ها » بالقسم ، نحو : ها الله ذا ، قال : ويجب جرّ لفظة الله ، لنيابة « ها » عن الجارّ.

وقال في القاموس : ها للتنبيه ، ويدخل على اسم الله في القسم عند حذف الحرف ، يقال : ها الله ، بقطع الهمزة ووصلها ، وكلاهما مع إثبات ألف « ها » وحذفها. قيل : ويحتمل أن يكون « إيهاً » كلمة واحدة ، قال في الغريبين : إيهاً تصديق وارتضاء ، كأنّه قال : صدقت. أقول : ويشكل حينئذٍ تصحيح ما بعدها ، والظاهر أنّ وصلها تصحيف ، وكذلك « إذاً » في مكان « ذا ». وربّما يوجد في بعض النسخ : إذن بالنون ، ويمكن تصحيحها بأنّ « إذن » هو « إذ » الظرفيّة ، والتنوين فيه عوض عن المضاف إليه ، فيصير المعنى هكذا : نعم والله يجزئه إذ كان كذا ، وبهذا يصحّح « إذاً » أيضاً ، والأخبار الآتية كلّها تعطي الإجزاء ».

وقال الشيخ الحسن في منتقى الجمان ، ج ٣ ، ص ٣٠٤ : « اتّفق في النسخ التي رأيتها للكافي وكتاب من لا يحضره الفقيه إثبات الجواب هكذا : إيهاً الله إذاً. وفي بعضها : إذن ، وهو موجب لالتباس المعنى واحتمال صورة لفظ « إيهاً » لغير المعنى المقصود المستفاد من رواية الحديث بطريقي الشيخ ، ولولاها لم يكد يفهم الغرض بعد وقوع هذا التصحيف » ثمّ نقل ما نقله العلاّمة الفيض عن الجوهري ، وقال : « ومن هذا الكلام يتّضح معنى الحديث بجعل كلمة « إى » فيه مكسورة الهمزة بمعنى نعم ، واقعة مكان قولهم في الكلام الذي حكاه الجوهري : « لا » ، وبقيّة الكلمات متناسبة فيكون معناها متّحداً ، وإنّما الاختلاف بإرادة النفي في ذلك الكلام والإيجاب في الحديث ، فالتقدير فيه على موازنة ما ذكره الجوهري : نعم والله يجزئه هذا ، ويظهر حينئذٍ كون الغرض في الروايتين واحداً. وأمّا على الصورة المصحّفة فالمعنى في « إيهاً » على الضدّ من المقصود ؛ فقد قال الجوهري : إذا كففت الرجل قلت : إيهاً عنّا ، بالكسر ، وإذا أردت التبعيد قلت : أيهاً ، بفتح الهمزة بمعنى هيهات. وباقي الكلمات لا يتحصّل لها معنى إلاّبالتكلّف التامّ مع المنافاة للغرض ».

وقال العلاّمة الملجسي في المرآة بعد نقل كلامه : « وأقول : العجب منه رحمه‌الله كيف حكم بغلط النسخ مع اتّفاقها من غير ضرورة وقرأ : إي‌ها الله ذا ، مع أنّه قال في الغريبين : إيهاً تصديق وارتضاء؟! وقال في النهاية :

٦٢٩

٧٦٠٧ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « دَعِ الطَّوَافَ وَأَنْتَ تَشْتَهِيهِ (١) ». (٢)

٧٦٠٨ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْبَعْقُوبِيِّ (٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُيَسِّرٍ ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ (٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٥) ، عَنْ آبَائِهِ ، عَنْ عَلِيٍّ عليهم‌السلام : أَنَّهُ قَالَ فِي امْرَأَةٍ (٦) نَذَرَتْ أَنْ تَطُوفَ عَلى أَرْبَعٍ ، قَالَ : « تَطُوفُ أُسْبُوعاً لِيَدَيْهَا ، وَأُسْبُوعاً لِرِجْلَيْهَا ». (٧)

__________________

قد ترد « إيهاً » منصوبة بمعنى التصديق والرضا بالشي‌ء ، ومنه حديث ابن الزبير : إيهاً والإله ، أي صدقتَ ورضيتُ بذلك. انتهى. فقوله : « إيهاً » ، كلمة تصديق ، و « الله » مجرور بحذف حرف القسم ، و « إذاً » بالتنوين ظرف ، والمعنى مستقيم من غير تصحيف وتكلّف ». وراجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٦ ( أيه ) ، وص ٢٥٥٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٧٤ ( ها ) ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٨٦ ( أيه ) ؛ شرح الكافية للرضيّ ، ج ٤ ، ص ٤٢٢ و ٤٣٠.

(٤) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ ، ح ٢٨٣٦ ، معلّقاً عن صفوان بن يحيى الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٩٧ ، ح ١٣٣٩٨ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٩٦ ، ح ١٨٠٥٣.

(١) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : وأنت تشتهيه ، أي لا تبالغ في كثرته بحيث تماثله ».

(٢) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٢٢ ، ح ٣١٢٢ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٥٠ ، ح ١٣٢٩١ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٨٨ ، ح ١٨٠٢٧.

(٣) هكذا في « بس ، جد » والوافي. وفي « ى ، بث ، بح ، بف ، جر ، جن » والمطبوع : « اليعقوبي ».

والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٤٣٣٩.

(٤) أبو الجهم كنية هارون بن الجهم كما في المحاسن ، ج ٢ ، ص ٣٥٦ ، ح ٥٥ ، وص ٣٦٨ ، ح ١٢١ ، وقد تقدّمت في الكافي ، ح ٤٣٣٩ و ٤٦٣١ بنفس الطريق ، رواية محمّد بن ميسِّر عن هارون بن الجهم عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام. فلا يبعد سقوط « عن السكوني » بعد « أبي الجهم » في سندنا هذا.

ويؤيّد ذلك أنّ الخبر يأتي في آخر الباب برقم ١٨ ، عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٥) في الوافي : + « عن أبيه ».

(٦) في الجعفريّات : « سئل عن المرأة » بدل « أنّه قال في امرأة ».

(٧) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٥ ، ح ٤٤٧ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن العبّاس بن معروف. الجعفريّات ، ص ٧٠ ، بسند آخر الوافي ، ج ١١ ، ص ٥٣٧ ، ح ١١٢٧٢ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٢٢ ، ذيل ح ١٨١١١.

٦٣٠

٧٦٠٩ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ عَنْ ثَلَاثَةٍ دَخَلُوا فِي الطَّوَافِ ، فَقَالَ (١) وَاحِدٌ مِنْهُمْ لِصَاحِبِهِ : تَحَفَّظُوا (٢) الطَّوَافَ ، فَلَمَّا ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ فَرَغُوا ، قَالَ وَاحِدٌ (٣) : مَعِي سِتَّةُ (٤) أَشْوَاطٍ؟

قَالَ : « إِنْ شَكُّوا كُلُّهُمْ فَلْيَسْتَأْنِفُوا (٥) ، وَإِنْ لَمْ يَشُكُّوا ، وَعَلِمَ (٦) كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ (٧) مَا فِي يَدِهِ (٨) ، فَلْيَبْنُوا ». (٩)

٧٦١٠ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (١٠) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ (١١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي الْمَرْأَةِ تَطُوفُ بِالصَّبِيِّ وَتَسْعى بِهِ : هَلْ يُجْزِئُ ذلِكَ عَنْهَا وَعَنِ الصَّبِيِّ؟ فَقَالَ (١٢) : « نَعَمْ ». (١٣)

٧٦١١ / ١٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (١٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

__________________

(١) في التهذيب ، ح ١٦٤٥ : + « كلّ ».

(٢) في الوسائل والتهذيب ، ح ٤٤١ : « احفظوا » بدل « لصاحبه تحفّظوا ». وفي التهذيب ، ح ١٦٤٥ : « تحفظ ».

(٣) في « بح ، جن » والوسائل والتهذيب ، ح ٤٤١ : + « منهم ».

(٤) في الوافي والتهذيب ، ح ١٦٤٥ : « معي سبعة أشواط ، وقال الآخر : معي ستّة أشواط ، وقال الثالث : معي خمسة » بدل « معي ستّة ».

(٥) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : فليستأنفوا ؛ لأنّ شكّهم في النقيصة. قوله عليه‌السلام : فليبنوا ، أي يبن كلّ منهم على يقينه ، ولاخلاف فيه ».

(٦) في « ى ، بث ، بح ، بس ، جد ، جن » : « فعلم ». وفي التهذيب ، ح ١٦٤٥ : « واستيقن ».

(٧) في الوافي : ـ « منهم ».

(٨) في الوسائل : « يديه ».

(٩) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٤ ، ح ٤٤١ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٤٦٩ ، ح ١٦٤٥ ، معلّقاً عن إبراهيم بن هاشم ، عن صفوان ، عن أبي الحسن عليه‌السلام الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٧٨ ، ح ١٣٣٥٢ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤١٩ ، ح ١٨١٠٤.

(١٠) في « بخ ، بف ، جر » : ـ « بن إبراهيم ».

(١١) في « جر » : « معاوية بن عمّار » بدل « حفص بن البختري ».

(١٢) في التهذيب : + « الحمد لله ».

(١٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٢٥ ، ح ٤١١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٩٩ ، ح ١٣٤٠١ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٩٥ ، ذيل ح ١٨٠٥٢.

(١٤) في « بخ ، بف ، جر » : ـ « بن إبراهيم ».

٦٣١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « يُسْتَحَبُّ أَنْ تَطُوفَ (١) ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ أُسْبُوعاً عَدَدَ أَيَّامِ السَّنَةِ ؛ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ (٢) ، فَثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ شَوْطاً (٣) ؛ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ (٤) ، فَمَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنَ الطَّوَافِ ». (٥)

٧٦١٢ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : هَلْ نَشْرَبُ وَنَحْنُ فِي الطَّوَافِ؟ قَالَ (٦) : « نَعَمْ ». (٧)

٧٦١٣ / ١٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « طَافَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ (٨) ،

__________________

(١) في « بث ، بف » والوسائل والتهذيب ، ح ١٦٥٦ : « أن يطوف ». وفي فقه الرضا عليه‌السلام : « أن يطوف الرجل بمقامه‌بمكّة ».

(٢) في « بث ، بخ ، بف » والوسائل : « لم يستطع ».

(٣) في التهذيب ، ح ١٦٥٦ والخصال ، ح ٨ : ـ « فإن لم تستطع فثلاثمائة وستّين شوطاً ».

(٤) في « بث ، بخ ، بف » : « لم يستطع ».

(٥) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٥ ، ح ٤٤٥ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤١١ ، ح ٢٨٤٠ ، معلّقاً عن معاوية بن عمّار. وفي التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٧١ ، ح ١٦٥٦ ؛ والخصال ، ص ٦٠٢ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ح ٨ ، بسندهما عن معاوية بن عمّار. وفيه ، نفس الباب ، ذيل ح ٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٢٠ ، وفيهما إلى قوله : « فثلاثمائة وستّين شوطاً ». وراجع : التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٧١ ، ح ١٦٥٥ الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٤٨ ، ح ١٣٢٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٠٨ ، ح ١٧٨١٢.

(٦) في الوسائل والتهذيب : « فقال ».

(٧) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٥ ، ح ٤٤٤ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٤٢ ، ح ١٣٢٦٩ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٢١ ، ح ١٨١٠٩.

(٨) في « بح ، بف » والوافي : « القصواء » ، أي المقطوع طرف اذنها. وقال الجوهري : « ناقة عضباء ، أي مشقوقةالاذن ، وكذلك الشاة ، وأمّا ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التي كانت تسمّى العضباء ، فإنّما كان ذلك لقباً لها ولم تكن مشقوقة الاذن ». وقال ابن الأثير : « ... وقال بعضهم : إنّها كانت مشقوقة الاذن ، والأوّل أكثر ». وأمّا الزمخشري فإنّه قال : « العضباء : علم لناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منقول من قولهم : ناقة عضباء ، وهي القصيرة اليد ». راجع : الفائق ، ج ٢ ، ص ١٣٦ ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٥١ ( عضب ).

٦٣٢

وَجَعَلَ (١) يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ بِمِحْجَنِهِ (٢) ، وَيُقَبِّلُ الْمِحْجَنَ ». (٣)

٧٦١٤ / ١٧. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٤) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « طَوَافٌ فِي الْعَشْرِ (٥) أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ طَوَافاً فِي الْحَجِّ ». (٦)

__________________

(١) في « بف » : ـ « وجعل ».

(٢) قال ابن الأثير : « المِحْجَن : عصاً معقّفة الرأس ـ أي مُعْوَجّها ـ كالصولجان ، والميم زائدة ». وقال الفيّومي : « المحجن ، وزان مقود : خشبة في طرفها اعوجاج ، مثل الصولجان ، قال ابن دريد : كلّ عود معطوف الرأس ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٤٧ ؛ المصباح المنير ، ص ١٢٣ ( حجن ).

(٣) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٠٢ ، ح ٢٨١٨ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، إلى قوله : « يستلم الأركان بمحجنه » مع اختلاف وزيادة في آخره. وفيه ، ح ٢٨١٩ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وتمام الرواية : « وفي خبر آخر أنّه كان يقبّل المحجن » الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٣٨ ، ح ١٣٢٦١ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٤١ ، ح ١٨١٦٦ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٤٠٢ ، ح ٣٨.

(٤) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٥) في الوافي : « يعني عشر ذي الحجّة ». وفي مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٦٢ : « قوله عليه‌السلام : طواف في العشر ، أقول : يحتمل وجوهاً : الأوّل : أن يكون المراد بيان فضل الحجّ التمتّع ، أي إذا اعتمرت وأحللت وطفت قبل إحرام الحجّ طوافاً واحداً ، كان أفضل من أن تأتي مكّة حاجّاً وتطوف سبعين طوافاً قبل الذهاب إلى عرفات.

الثاني : أن يكون المعنى أنّ الطواف قبل التلبّس بإحرام الحجّ بعد الإحلال من عمرة التمتّع أفضل من الطواف المندوب بعد الإحرام دفعاً ؛ لتوهّم أنّ الطواف بعد الإحرام إمّا حرام ، أو مكروه على خلاف.

الثالث : أن يكون المراد بالحجّ بقيّة ذي الحجّة ، ويكون الغرض أنّ المبادرة إلى مكّة ، والتوقّف قبل الحجّ فيها أفضل من التوقّف بعد الحجّ. ويؤيّده ما رواه الصدوق في الفقيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : « مقام يوم قبل الحج أفضل من مقام يومين بعد الحجّ » [ الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٢٥ ، ح ٣١٣٣ ]. ويؤيّده أيضاً خبر ابن القدّاح المتقدّم في الباب الثاني لباب فضل الطواف.

الرابع : أن يكون إيماء إلى أفضليّة حجّ التمتّع بوجه آخر. والحاصل أنّ طوافاً واجباً في العشر في غير الحجّ أفضل من سبعين في الحجّ ، ولا يكون ذلك إلاّفي التمتّع ، وهذا النوع من الكلام ليس ببعيد في مقام التقيّة.

الخامس : ما ذكره بعض الأفاضل من أنّ المراد بالحجّ أشهر الحجّ ، أي طواف في عشر ذي الحجّة أفضل من سبعين طوافاً في غيرها من أشهر الحجّ ، سواء كانا فرضين ، أو نفلين. وما سوى الوجه الأخير من الوجوه المذكورة ممّا خطر بالبال ، والله أعلم بحقيقة الحال ».

(٦) الكافي ، كتاب الحجّ ، باب أنّ الصلاة والطواف أيّهما أفضل ، ح ٧٥٣٧ ، بسند آخر. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ،

٦٣٣

٧٦١٥ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ فِي امْرَأَةٍ نَذَرَتْ أَنْ تَطُوفَ عَلى أَرْبَعٍ ، فَقَالَ (١) : تَطُوفُ أُسْبُوعاً لِيَدَيْهَا ، وَأُسْبُوعاً لِرِجْلَيْهَا ». (٢)

١٤٠ ـ بَابُ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ وَشُرْبِ مَاءِ زَمْزَمَ قَبْلَ الْخُرُوجِ إِلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ‌

٧٦١٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ (٣) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٤) وَ (٥) ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ (٦) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ ، فَائْتِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ ، وَقَبِّلْهُ (٧) ، وَاسْتَلِمْهُ ، أَوْ أَشِرْ (٨) إِلَيْهِ ؛ فَإِنَّهُ لَابُدَّ مِنْ ذلِكَ ».

وَقَالَ : « إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الصَّفَا ، فَافْعَلْ ، وَتَقُولُ حِينَ تَشْرَبُ : اللهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً (٩) نَافِعاً ، وَرِزْقاً وَاسِعاً ، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ ».

__________________

ح ٢١٥٦ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفيهما هكذا : « طواف قبل الحجّ أفضل ... » الوافي ، ج ١٣ ، ص ٨٤٨ ، ح ١٣٢٨٦ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٣٠٩ ، ح ١٧٨١٤.

(١) في « بح ، بخ ، بف » والوسائل والتهذيب : « قال ».

(٢) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٣٥ ، ح ٤٤٦ ؛ معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ، ح ٣١٢٠ ، وفيه هكذا : « وروى السكوني بإسناده قال : قال عليّ عليه‌السلام في امرأة ... » الوافي ، ج ١١ ، ص ٥٣٧ ، ح ١١٢٧٣ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٢١ ، ح ١٨١١٠.

(٣) في « جر » : ـ « عن ابن أبي عمير ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ».

(٤) في التهذيب : ـ « بن يحيى ».

(٥) في « ى ، بث ، بس ، جد » : « عن ». وهو سهو واضح.

(٦) في « بخ ، بف ، جر » : « ابن أبي عمير وصفوان ».

(٧) في « بف » والوافي والوسائل والتهذيب : « فقبّله ».

(٨) في « ى ، بح ، بف » والوسائل : « وأشر ».

(٩) في « بس » : ـ « علماً ».

٦٣٤

قَالَ : « وَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَالَ حِينَ نَظَرَ إِلى زَمْزَمَ : لَوْ لَا أَنِّي (١) أَشُقُّ عَلى أُمَّتِي ، لَأَخَذْتُ مِنْهُ (٢) ذَنُوباً (٣) أَوْ ذَنُوبَيْنِ ». (٤)

٧٦١٧ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ طَوَافِهِ ، وَصَلّى رَكْعَتَيْنِ ، فَلْيَأْتِ زَمْزَمَ ، وَلْيَسْتَقِ (٥) مِنْهُ ذَنُوباً أَوْ ذَنُوبَيْنِ ، وَلْيَشْرَبْ (٦) مِنْهُ (٧) ، وَلْيَصُبَّ عَلى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ وَبَطْنِهِ ، وَيَقُولُ : اللهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نَافِعاً ، وَرِزْقاً وَاسِعاً ، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ ». (٨)

٧٦١٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « بخ ، جد » والوافي : « أن ».

(٢) في الوافي : « المراد بأخذها إمّا استعمالها جميعاً في الشرب والصبّ ، أو استصحابها معه إلى بلده ».

وفي مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٦٤ : « قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لأخذت ، أظهر بهذا البيان استحبابه ولم يفعله ؛ لئلاّ يصير سنّة مؤكّدة ، فيشقّ على الناس. ولعلّ مراده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالأخذ الأخذ للشرب والصبّ على البدن ، أو الأخذ للرجوع أيضاً ».

(٣) قال الجوهري : « الذَّنُوبُ : الدلو المَلْأى ماءً. وقال ابن سكّيت : فيها ماء قريب من المِلْ‌ء ، تؤنّث وتذكّر ، ولا يقال لها وهي فارغة : ذَنُوب ». وقال ابن الأثير : « الذَّنُوب : الدلو العظيمة. وقيل : لا تسمّى ذنوباً إلاّ إذا كان فيها ماء ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٩ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ١٧٠ ( ذنب ).

(٤) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٤٤ ، ح ٤٧٦ ، معلّقاً عن الكليني. علل الشرائع ، ص ٤١٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، في حكاية فعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٣٤ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، إلى قوله : « وشفاء من كلّ داء وسقم » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩٢١ ، ح ١٣٤٥٢ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٧٢ ، ح ١٨٢٣٨.

(٥) في « بخ » : « فيستق ». وفي « بف » والتهذيب : « فيستقي ». وفي « ى ، جد » وحاشية « بح » : « ويستق ». وفي‌الوسائل : « ويستقي ».

(٦) في « بس ، جن » : « ويشرب ». وفي « بف » والوافي والوسائل والتهذيب : « فليشرب ». وفي « بخ » : « فيشرب ».

(٧) في « بخ » : ـ « منه ».

(٨) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٤٤ ، ح ٤٧٧ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩٢٢ ، ح ١٣٤٥٣ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٧٣ ، ح ١٨٢٣٩.

٦٣٥

رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِيَ عليه‌السلام لَيْلَةَ الزِّيَارَةِ طَافَ طَوَافَ النِّسَاءِ ، وَصَلّى خَلْفَ الْمَقَامِ ، ثُمَّ دَخَلَ زَمْزَمَ ، فَاسْتَقى مِنْهَا بِيَدِهِ بِالدَّلْوِ الَّذِي يَلِي الْحَجَرَ ، وَشَرِبَ (١) مِنْهُ (٢) ، وَصَبَّ عَلى بَعْضِ جَسَدِهِ ، ثُمَّ اطَّلَعَ فِي زَمْزَمَ مَرَّتَيْنِ ، وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ رَآهُ بَعْدَ ذلِكَ بِسَنَةٍ فَعَلَ مِثْلَ (٣) ذلِكَ. (٤)

١٤١ ـ بَابُ الْوُقُوفِ عَلَى الصَّفَا وَالدُّعَاءِ‌

٧٦١٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى (٥) وَ (٦) ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حِينَ فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ وَرَكْعَتَيْهِ ، قَالَ : أَبْدَأُ (٧) بِمَا بَدَأَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ مِنْ إِتْيَانِ الصَّفَا (٨) ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ) (٩) ».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « ثُمَّ اخْرُجْ إِلَى الصَّفَا مِنَ الْبَابِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،

__________________

(١) في « بخ » والوافي : « فشرب ». وفي « بف » : « فيشرب ».

(٢) في « ى ، بح ، بخ ، جد » والوافي : « منها ».

(٣) في الوافي : ـ « مثل ».

(٤) الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩٢٢ ، ح ١٣٤٥٤ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٧٤ ، ح ١٨٢٤٠.

(٥) في « بف ، جر » والوسائل والتهذيب : ـ « بن يحيى ».

(٦) هكذا في « بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوسائل والبحار والتهذيب. وفي « ى ، بث ، جن » والمطبوع : « عن ». وهو سهو واضح.

(٧) في الوافي والوسائل والبحار ، ج ٢ والتهذيب : « ابدؤوا ».

وفي مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٦٦ : « قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أبدأ ، بصيغة المتكلّم ، ويحتمل الأمر ، واستدلّ به على كون الواو للترتيب ، وتفصيل القول مذكور في كتب الاصول ».

(٨) في « ف » والبحار ، ج ٢ والتهذيب : ـ « من إتيان الصفا ».

(٩) البقرة (٢) : ١٥٨.

٦٣٦

وَهُوَ الْبَابُ الَّذِي يُقَابِلُ (١) الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ حَتّى تَقْطَعَ (٢) الْوَادِيَ ، وَعَلَيْكَ السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ ، فَاصْعَدْ (٣) عَلَى الصَّفَا حَتّى تَنْظُرَ إِلَى الْبَيْتِ ، وَتَسْتَقْبِلَ (٤) الرُّكْنَ الَّذِي فِيهِ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ ، وَاحْمَدِ (٥) اللهَ ، وَأَثْنِ عَلَيْهِ.

ثُمَّ اذْكُرْ (٦) مِنْ آلَائِهِ وَبَلَائِهِ وَحُسْنِ مَا صَنَعَ إِلَيْكَ مَا قَدَرْتَ عَلى ذِكْرِهِ ، ثُمَّ كَبِّرِ اللهَ سَبْعاً ، وَاحْمَدْهُ (٧) سَبْعاً ، وَهَلِّلْهُ سَبْعاً (٨) ، وَقُلْ : " لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ حَيٌّ لَايَمُوتُ (٩) ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

ثُمَّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ (١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَقُلِ (١١) : " اللهُ أَكْبَرُ (١٢) عَلى مَا هَدَانَا ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ عَلى مَا أَوْلَانَا (١٣) ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ الْحَيِّ (١٤) الدَّائِمِ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

وَقُلْ : " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، لَانَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ؛ " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالْيَقِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ؛ " اللهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

ثُمَّ كَبِّرِ اللهَ (١٥) مِائَةَ مَرَّةٍ ، وَهَلِّلْ مِائَةَ مَرَّةٍ ، وَاحْمَدْ (١٦) مِائَةَ مَرَّةٍ ، وَسَبِّحْ (١٧) مِائَةَ‌

__________________

(١) في « بس » : « قابل ». وفي « بخ » : « مقابل ». (٢) في « بث » والمقنعة : « حتّى يقطع ».

(٣) في « بخ ، بف » والوافي : « واصعد ». (٤) في « بس » : « واستقبل ».

(٥) في « بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « فاحمد ».(٦) في « بخ ، بف » والوافي والتهذيب : « واذكر ».

(٧) في « ى » : « واحمد ».

(٨) في « بس » : ـ « وهلّله سبعاً ».

(٩) في « بخ ، بس » : + « بيده الخير ».

(١٠) في « بث » : « محمّد ».

(١١) في التهذيب : + « أشهد أن لا إله إلاّ الله ، حده لا شريك له ».

(١٢) في الاستبصار : « صالح بن أبي حمزة ». والمتكرّر في الأسناد رواية عليّ بن محمّد عن صالح بن أبي حمّاد. ولم نجد لصالح بن أبي حمزة ذكراً في الكتب والأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٣٢١ ـ ٣٢٢.

(١٣) في الوافي والتهذيب : « أبلانا ».

(١٤) في « بث ، بح » : ـ « الحيّ ».

(١٥) في التهذيب : ـ « الله ».

(١٦) في « جن » والتهذيب : + « الله ».

(١٧) في « جن » : + « الله ».

٦٣٧

مَرَّةٍ ، وَتَقُولُ : " لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ (١) ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ، فَلَهُ‌ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ (٢) ، اللهُمَّ بَارِكْ لِي (٣) فِي الْمَوْتِ ، وَفِي مَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، اللهُمَّ ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ ، اللهُمَّ أَظِلَّنِي فِي ظِلِّ (٤) عَرْشِكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّكَ" ، وَأَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَسْتَوْدِعَ رَبَّكَ دِينَكَ وَنَفْسَكَ وَأَهْلَكَ ، ثُمَّ تَقُولُ (٥) : " أَسْتَوْدِعُ اللهَ الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ ـ الَّذِي لَايَضِيعُ (٦) وَدَائِعُهُ ـ نَفْسِي وَدِينِي (٧) وَأَهْلِي ، اللهُمَّ اسْتَعْمِلْنِي عَلى كِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ ، وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِ ، وَأَعِذْنِي (٨) مِنَ الْفِتْنَةِ" ، ثُمَّ تُكَبِّرُ ثَلَاثاً ، ثُمَّ تُعِيدُهَا مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ تُكَبِّرُ (٩) وَاحِدَةً ، ثُمَّ تُعِيدُهَا ، فَإِنْ (١٠) لَمْ تَسْتَطِعْ هذَا (١١) ، فَبَعْضَهُ ».

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ يَقِفُ (١٢) عَلَى الصَّفَا بِقَدْرِ مَا يُقْرَأُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ مُتَرَتِّلاً (١٣) ». (١٤)

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع والوسائل : + « وحده ».

(٢) في التهذيب : ـ « وحده ».

(٣) في « بح » : « لنا ».

(٤) في « بث ، جن » : ـ « ظلّ ».

(٥) في « بف » : « وتقول ».

(٦) في « بح ، بف ، جد » : « لا تضيع ».

(٧) في « بخ ، بف ، جد » والوافي والتهذيب : « ديني ونفسي ». وفي « بح » : « وديني ونفسي ».

(٨) في « بخ ، بف » والتهذيب : « ثمّ أعذني ».

(٩) في « بف » : « وتكبّر ».

(١٠) في التهذيب : « وإن ».

(١١) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : ثمّ تعيدها ، أي مجموع الأدعية بأعدادها ، ويحتمل الدعاء الأخير. وقوله عليه‌السلام : فإن لم تستطع هذا ، أي إعادة الكلّ ، أو أصل القراءة أيضاً ».

(١٢) في الوافي : « قام » بدل « كان يقف ».

(١٣) في « بف » والوافي والتهذيب : « مترسّلاً ». وفي « بح » : « مرتّلاً ».

(١٤) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٤٥ ، ح ٤٨١ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٣٥ ، إلى قوله : « واحمد مائة مرّة وسبّح مائة مرّة » مع اختلاف. المقنعة ، ص ٤٠٤ ، إلى قوله : « وهو على كلّ شي‌ء قدير ثلاث مرّات ، ثمّ صلّ على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » وفي الأخيرين من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، من قوله : « ثمّ اخرج إلى الصفا من باب » مع زيادة في آخره الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩٢٣ ، ح ١٣٤٥٦ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٨٣ ، ح ١٨٢٦١ ؛ وفيه ، ص ٤٧٥ ،

٦٣٨

٧٦٢٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَمِيلٌ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : هَلْ مِنْ دُعَاءٍ مُوَقَّتٍ أَقُولُهُ عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟

فَقَالَ : « تَقُولُ إِذَا وَقَفْتَ (١) عَلَى الصَّفَا : " لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (٢) ». (٣)

٧٦٢١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ (٤) ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام : كَيْفَ يَقُولُ الرَّجُلُ عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟

قَالَ : « يَقُولُ : " لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ». (٥)

٧٦٢٢ / ٤. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٦) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَعْدٍ (٧) ، قَالَ :

__________________

ح ١٨٢٤٤ ، إلى قوله : « وعليك السكينة والوقار » ؛ البحار ، ج ٢ ، ص ٢٧٥ ، ح ٢٥ ؛ وج ٢١ ، ص ٤٠٢ ، ح ٣٩ ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « إنّ الصفا والمروة من شعائر الله » وفي الأخير أيضاً من قوله : « وقال أبو عبدالله عليه‌السلام : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقف على الصفا ».

(١) في « بخ ، بف ، جد » والوافي : « صعدت ». وفي « بث » : « وقعت ».

(٢) في الوسائل : ـ « ثلاث مرّات ».

(٣) الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩٢٦ ، ح ١٣٤٦٠ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٨٠ ، ح ١٨٢٥٢.

(٤) يروي فضالة بن أيّوب عن زرارة في غالب الأسناد بواسطة واحدة ، كما يروي عنه بواسطتين في بعض الأسناد القليلة ، مثل ما ورد في الكافي ، ح ٤٨٨٤ و ١٤٧٣٢. ولم نجد رواية فضالة عن زرارة مباشرة في غير هذا الخبر. والظاهر وقوع خللٍ في السند من سقطٍ أو إرسالٍ.

(٥) الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩٢٦ ، ح ١٣٤٦١ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٧٨ ، ح ١٨٢٤٦.

(٦) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٧) هكذا في « بف ، جر ». وفي « ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جد ، جن » والمطبوع والوسائل : « عبد الحميد بن سعيد »

٦٣٩

سَأَلْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام عَنْ بَابِ الصَّفَا ، قُلْتُ : إِنَّ أَصْحَابَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ ، بَعْضُهُمْ يَقُولُ : الَّذِي يَلِي (١) السِّقَايَةَ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : الَّذِي يَلِي الْحَجَرَ؟

فَقَالَ : « هُوَ (٢) الَّذِي يَلِي السِّقَايَةَ ، مُحْدَثٌ صَنَعَهُ دَاوُدُ ، وَفَتَحَهُ (٣) دَاوُدُ (٤) ». (٥)

٧٦٢٣ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ يَرْفَعُهُ ، قَالَ :

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام إِذَا صَعِدَ الصَّفَا اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ ، ثُمَّ رَفَعَ (٧) يَدَيْهِ ، ثُمَّ (٨)

__________________

والظاهر أنّ الصواب ما أثبتناه ؛ فقد ترجم النجاشي لعبد الحميد بن سعد ونسب إليه كتاباً يروي عنه صفوان. وذكر البرقي والشيخ الطوسي عبد الحميد بن سعد في أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وقالا : « روى عنه صفوان بن يحيى ». راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٤٦ ، الرقم ٦٤٨ ؛ رجال البرقي ، ص ٥٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٤١ ، الرقم ٥٠٧٦.

وما ورد في رجال الطوسي ، ص ٣٤٠ ، الرقم ٥٠٦٥ من « عبد الحميد بن سعيد روى عنه صفوان بن يحيى » لا يعتمد عليه ؛ لتفرّد الشيخ بذكره واحتمال كونه مأخوذاً من بعض الأسناد المحرّفة.

(١) « السقاية » : الموضع يتّخذ لسقي الناس ، والمراد هنا زمزم. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٨١ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ( سقا ).

(٢) في « بث ، جد » : ـ « هو ». وفي الوسائل : + « الذي يلي الحجر و ». وفي الفقيه : « يستقبل الحجر الأسود ، فقال : هو الذي يستقبل الحجر و » بدل « يلي الحجر ، فقال : هو ».

(٣) في الوافي والمرآة : « أو فتحه ».

(٤) في المرآة : « قوله عليه‌السلام : أو فتحه داود ، الترديد من الراوي ، وداود هو ابن عليّ بن عبد الله بن العبّاس عمّ السفّاح أوّل خلفاء بني العبّاس ».

(٥) الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤١٢ ، ح ٢٨٤٧ ، معلّقاً عن صفوان ، عن عبدالحميد بن سعد. التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٤٥ ، ح ٤٨٠ ، بسنده عن صفوان وابن أبي عمير ، عن عبدالحميد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٣ ، ص ٩٢٥ ، ح ١٣٤٥٨ ؛ الوسائل ، ج ١٣ ، ص ٤٧٥ ، ح ١٨٢٤٣.

(٦) السند معلّق على الحديث الثالث. والراوي عن أحمد بن محمّد هم عدّة من أصحابنا. وما ورد في التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٤٧ ، ح ٤٨٢ من نقل الخبر عن محمّد بن يعقوب عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النعمان ففيه سهوان : أحدهما ناشٍ من عدم الالتفات إلى وقوع التعليق في السند. والثاني ناشٍ من جواز النظر من « عليّ » في « عليّ بن حديد » إلى « عليّ » في « عليّ بن النعمان » فوقع السقط.

(٧) في الوسائل : « يرفع ».

(٨) في « بف » والتهذيب : ـ « ثمّ ».

٦٤٠